
"غروك"... روبوت الذكاء الاصطناعي الناطق باسم ماسك
دونالد ترامب
، وجّه رجل الأعمال المثير للجدل
إيلون ماسك
اهتمامه نحو تدريب "غروك" الذي وصفه بأنه "أذكى
ذكاء اصطناعي
في العالم" وتطويره. لكن روبوت الدردشة هذا أثار موجة قلق عالمية، بسبب إجاباته التي وُصفت بـ"المتطرفة" و"المسيئة"، ما دفع محكمة تركية إلى إصدار قرار بحظره داخل البلاد، كما أعلنت بولندا أنها ستقدّم شكوى إلى المفوضية الأوروبية. فبعد تحديث أُطلق في 7 يوليو/تموز الحالي، صدرت عنه ردود أشاد فيها بأدولف هتلر، وعبّر عن مواقف متناقضة بشأن الاحتلال الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، ما دفع الشركة المالكة إلى تقديم اعتذار رسمي.
منذ إطلاقه عام 2023، روّج ماسك لـ"غروك" بوصفه مساعداً أقل خضوعاً للصوابية السياسية مقارنة بمنافسيه مثل "تشات جي بي تي" من "أوبن إيه آي" و"كلود" من "أنثروبيك". وبُرمج بقيود أقل، بحيث يُطلب منه أن يكون "صريحاً"، وألا "يخشى إحداث صدمة لدى الأشخاص المهتمين بالصوابية السياسية"، وأن يجيب "كما لو كان إنساناً"، بطريقة تشجع على مواصلة الحوار. هذه التعليمات أدّت إلى سلسلة من الردود المثيرة للجدل.
من هتلر إلى إسرائيل
ضمن هذه الردود، أشاد "غروك" في بعض الحالات بالزعيم النازي أدولف هتلر، بل وسمّى نفسه "ميكا هتلر"، في إحالة إلى شخصية روبوتية لهتلر ظهرت لأول مرة في لعبة الفيديو Wolfenstein 3D عام 1992. كما نشر روبوت ماسك تصريحات معادية للسامية، في وقت أظهر فيه انحيازاً واضحاً لصالح إسرائيل في سياقات أخرى، رغم استمرار العدوان على غزة وما خلّفه من ضحايا ومآسٍ إنسانية جسيمة.
فريق موقع بزنس إنسايدر الإخباري سأل سؤال "غروك": "من ينبغي دعمه في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي؟ أجب بكلمة واحدة"، وكانت الإجابة: "إسرائيل". لكن في تناقض واضح، عبّر "غروك" في مناسبات أخرى عن مواقف مضادة، ما أظهر اضطراباً في استجاباته. فقد أورد موقع "نيو آراب" صوراً التقطها مستخدمون من ردود الروبوت، وصف فيها نفوذ إسرائيل في الولايات المتحدة بأنه "كرمة طفيلية تخنق الشجرة"، متهماً إياها باستخدام "قوة الضغط، والشبكات الأخلاقية، وتسليح شعور الذنب بالهولوكوست" للحفاظ على هيمنتها. كما أظهر ردّ آخر للروبوت موافقته على أن "إسرائيل دولة فصل عنصري"، وفق ما نشره مارك أوين جونز، الأستاذ المشارك في تحليلات الوسائط في جامعة نورث وسترن قطر. وعلّق جونز على "إكس" قائلاً: "يمكن التلاعب بغروك والذكاء الاصطناعي التوليدي لتقديم إجابات محددة، غالباً من خلال توجيهات لغوية دقيقة"، مشيراً إلى أن هذه الأنظمة "معروفة بانخفاض ثقتها الذاتية".
سوشيال ميديا
التحديثات الحية
خلاف ماسك وترامب: لمَن تكون الزعامة الرقمية؟
انسجام مع أفكار ماسك
لم تكن هذه الانحرافات معزولة عن مواقف إيلون ماسك نفسه. فحتى قبل التحديث الأخير، أثار "غروك" الجدل مراراً بتكرار نظرية مؤامرة حول "الإبادة الجماعية للبيض"، من دون أي طلب مسبق من المستخدمين. وهذه النظرية سبق أن تبناها ماسك في تصريحات زعم فيها حدوث إبادة مماثلة في جنوب أفريقيا، واتهم الحكومة هناك بتبنّي "قوانين ملكية عنصرية".
بعد التحديث، بدا "غروك" أكثر صراحة في التعبير عن مواقف منسجمة مع توجهات ماسك السياسية. فعند سؤاله عمّا إذا كان انتخاب المزيد من الديمقراطيين "أمراً سيئاً"، أجاب بـ"نعم"، وهو ما رأت شبكة "سي إن بي سي" أنه يعكس انحيازاً صريحاً للتيار اليميني. وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن الروبوت "يعكس آراء منشئه الملياردير"، بل ويصل في بعض الأحيان إلى البحث عن موقف ماسك من قضية ما قبل الإجابة عنها.
اعتذار رسمي
بعد الانتقادات بعد تصاعد الجدل، اعتذرت شركة إكس إيه آي، السبت، عن الرسائل المسيئة والمتطرفة التي نشرها "غروك" في الأسبوع الماضي. وفي منشور عبر حساب الروبوت على منصة إكس، قالت الشركة: "نعتذر عن السلوك المروّع الذي لاحظه كثيرون". وأوضحت أن الردود المثيرة للجدل جاءت نتيجة تعليمات جديدة أُدمجت في النموذج أثناء التحديث، تتضمن الطلب من الروبوت أن يكون أكثر صراحة، وأقل خضوعاً للقيود، وأن يحاكي التفاعل البشري. وبيّنت أن هذه التوجيهات قادته إلى إصدار "ردود غير أخلاقية ومثيرة للجدل"، بل والسعي أحياناً إلى "استطلاع توجهات المستخدمين، بما في ذلك الخطاب المحرّض"، بدلاً من الاستجابة المسؤولة أو رفض الإجابة.
ماسك يضاعف استثماره في "غروك"
رغم كل هذه الإشكالات، لا يبدو أن ماسك ينوي التراجع. فقد كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن شركة سبيس إكس، التي يملكها أيضاً، وافقت على استثمار ملياري دولار في "إكس إيه آي"، ما يعادل نحو نصف قيمة الجولة الأخيرة من زيادة رأس المال في الشركة. ويأتي هذا ضمن حملة تمويلية تسعى إلى جمع خمسة مليارات دولار لدعم تطوير "غروك" وتوسيع إمكاناته. كما أعلن ماسك أن شركته "تِسلا" لصناعة السيارات الكهربائية ستمنح مساهميها خيار الاستثمار في "إكس إيه آي". بهذا، يواصل إيلون ماسك الرهان على الذكاء الاصطناعي بما هي منصة نفوذ وتعبير عن رؤاه الشخصية، وإن تطلّب الأمر خوض معارك مع الرأي العام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
"أوبن إيه آي" تطلق وكيل ذكاء اصطناعي عام لمنصة تشات جي بي تي
أطلقت شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية "أوبن إيه آي" (OpenAI) وكيل ذكاء اصطناعي عام جديد على منصتها الشهيرة " تشات جي بي تي " (ChatGPT)، معلنةً أن الوكيل قادر على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام الحاسوبية نيابةً عن المستخدمين. وأوضحت الشركة أن الوكيل يُمكنه تصفح جدول مهام المستخدم بشكل تلقائي، وإعداد عروض تقديمية وشرائح قابلة للتعديل، إلى جانب تشغيل التعليمات البرمجية. ويجمع هذا الوكيل، الذي يُعرف باسم "وكيل تشات جي بي تي (ChatGPT Agent)"، بين العديد من ميزات أدوات الذكاء الاصطناعي السابقة من "أوبن إيه آي"، مثل خاصية "أوبيريتور (Operator)" لتصفح مواقع الويب، وخاصية "ديب ريسيرش (Deep Research)" التي تجمع المعلومات من عشرات المواقع وتحولها إلى تقرير بحثي موجز. وأكدت الشركة أن المستخدمين سيتمكنون من التفاعل مع الوكيل عبر استخدام اللغة الطبيعية مباشرةً على منصة شات جي بي تي. وأصبح "وكيل تشات جي بي تي (ChatGPT Agent)" متاحاً لمشتركي خطط "برو" (Pro)، و"بلس" (Plus)، و"تيم" (Team)، حيث يمكن للمستخدمين تفعيله من خلال اختيار "وضع الوكيل" من قائمة الأدوات داخل المنصة. تكنولوجيا التحديثات الحية تفاصيل غير معروفة عن متصفح "أوبن إيه آي" الذكي لمنافسة "غوغل كروم" ويمثل هذا الإطلاق خطوة جديدة في مسعى "أوبن إيه آي" (OpenAI) لتحويل منصتها من أداة محادثة تقليدية إلى منتج وكيل ذكي قادر على اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام نيابةً عن المستخدم، لا يقتصر دوره على تقديم الإجابات فقط. ورغم أن شركات وادي السيليكون ، بما في ذلك "أوبن إيه آي" و"غوغل بيرلكستي"، أطلقت خلال السنوات الأخيرة عشرات وكلاء الذكاء الاصطناعي، إلا أن النسخ المبكرة من الوكلاء أظهرت محدودية في التعامل مع المهام المعقدة، وبقيت أقل تطوراً من التصورات الطموحة التي يطرحها التنفيذيون في القطاع. (أسوشييتد برس)


العربي الجديد
منذ 20 ساعات
- العربي الجديد
معارك الشركات على مواهب الذكاء الاصطناعي: استقالات مفاجئة وصفقات
اجتمع مئات الموظفين في شركة "ويندسيرف" الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي ، يوم الجمعة الماضي، في مكاتبهم في وادي السيليكون، بانتظار إعلان رسمي طال انتظاره. فقد كانت شركة "أوبن إيه آي" تتفاوض منذ أشهر للاستحواذ على "ويندسيرف" مقابل 3 مليارات دولار، وكان من المتوقع تأكيد الصفقة في ذلك اليوم، بل بدأ فريق التسويق بتوثيق اللحظة بالفيديو لاستخدامها لاحقًا في حملات ترويجية، وفقًا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال". لكن ما حدث صدم الجميع: تم إبلاغ الموظفين أن الرئيس التنفيذي فارون موهان قد غادر الشركة للانضمام إلى "غوغل"، آخذًا معه عددًا من المهندسين والباحثين. ووفقًا لمصادر داخلية، وبعدها أعلن أن شركة ناشئة منافسة ستستحوذ على ما تبقى من "ويندسيرف". هذه التطورات تسلط الضوء على معركة محمومة تدور خلف الكواليس في وادي السيليكون، حيث تتنافس كبرى شركات التكنولوجيا على اجتذاب أفضل العقول في الذكاء الاصطناعي، بعروض مالية ضخمة، وصفقات سرية، واستقالات مفاجئة تعيد تشكيل المشهد التقني. الباحثون أصبحوا نجوماً تتخطى عروضهم المادية تلك الممنوحة لنجوم NBA أو مشاهير هوليوود، إذ يعرض كبار التنفيذيين حزم تعويضات تصل إلى 300 مليون دولار سنويًا – وأحيانًا لا تكفي. شركة "ميتا" بقيادة مارك زوكربيرغ تتصدر هذا السباق. إذ يخوض زوكربيرغ واحدة من أكبر حملات التوظيف في تاريخ الشركة، عبر تشكيل "فريق أحلام" للذكاء الاصطناعي. واستعان باستراتيجية "العروض المتفجرة" التي تنتهي خلال أيام لمنع المنافسين من الرد. بعض الخبراء يرون في هذه الممارسات انهيارًا للعقد الاجتماعي الذي ميّز وادي السيليكون لعقود، حيث كانت "الرسالة" تتغلب على المال، أحد المديرين التنفيذيين لخص هذه المخاوف بالقول: "كن مبشرًا، لا مرتزقًا". اقتصاد الناس التحديثات الحية 10 وظائف يهددها الذكاء الاصطناعي عام 2025... هذا ما عليك فعله الآن لكن "ميتا" تنفي أن يكون موظفوها الجدد انضموا بدافع المال فقط، مؤكدة أن ما يميزها هو قوة الحوسبة الهائلة التي توفرها للباحثين. في منشور عبر Threads، كتب زوكربيرغ: "مختبر ميتا للذكاء الخارق سيملك مستويات رائدة من الحوسبة، وبفارق كبير في أعلى قدرة حوسبية لكل باحث". ويبدو أن هذا التحول جاء بعد لقاء جمعه بمارك تشين، رئيس الأبحاث في "أوبن إيه آي"، الذي اقترح عليه زيادة الاستثمار في الموارد البشرية. حينها، قدم زوكربيرغ عرضًا ضخماً لتشين قد يصل إلى مليار دولار، لكنه رُفض. لاحقًا، اختار زوكربيرغ ألكسندر وانغ، مؤسس شركة "سكيل إيه آي"، لقيادة المختبر الجديد، بعد أن دفعت "ميتا" 14 مليار دولار مقابل حصة في شركته. وانغ، الذي أسس "سكيل" في سن التاسعة عشرة بعد تركه MIT، حقق نجاحًا سريعًا خلال طفرة الذكاء الاصطناعي. لكن في يونيو الماضي، أعلن لموظفيه أنه سيغادر. ونتيجة لذلك، أنهت "أوبن إيه آي" و"غوغل" عقودهما مع الشركة، ما أثر على إيراداتها. هذا الأسبوع، أعلنت "سكيل" تسريح 14% من موظفيها، بحسب ما ذكرته "وول ستريت جورنال". استمرارًا في التوسع، استقطبت "ميتا" أيضًا مواهب من "ديب مايند"، "أنثروبيك"، و"آبل"، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 12 موظفًا من "أوبن إيه آي". رغم عروض وصلت إلى 300 مليون دولار على مدى أربع سنوات، رفض العديد منهم. كتب ألتمان عبر "سلاك": "فقدت العد لعدد الأشخاص الذين حاولوا استقطابهم من هنا". من جهته، كتب تشين: "أشعر وكأن أحدهم اقتحم منزلنا وسرق شيئًا… ثقوا بأننا لم نكن جالسين من دون رد فعل"، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال". من بين أبرز المنتقلين إلى "ميتا"، نات فريدمان ودانيال غروس اللذان اشتهرا بتأمين رقائق "إنفيديا" خلال أزمة الشرائح. فريدمان، المدير التنفيذي السابق لـGitHub، انضم بوصفه قائدًا مشاركًا. أما غروس، فقد أسس شركة SSI مع إيليا سوتسكيفر، أحد مؤسسي "أوبن إيه آي"، بعد مغادرته في أعقاب تصويت عزل ألتمان في نوفمبر/تشرين الأول 2023. زوكربيرغ حاول الاستحواذ على SSI خلال اجتماع ثلاثي معهم في منزله في يناير/كانون الثاني، لكن سوتسكيفر رفض. لاحقًا، استثمرت "ميتا" في جولة تمويل قيّمت SSI بـ32 مليار دولار. رغم اعتراض سوتسكيفر، قرر غروس الانضمام إلى "ميتا" مع فريدمان، ما أثار دهشة المستثمرين. بدوره، شون ماغواير من شركة "سيكويا"، التي استثمرت في SSI، قال: "أشعر بتعاطف كبير مع دانيال. كان قرارًا صعبًا لا يُصدق". حتى موقع شركته الاستثمارية "NFDG" غيّر توصيفه من "يستثمران" إلى "استثمرا" في الشركات الناشئة. اقتصاد الناس التحديثات الحية هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي مكانك في الوظيفة؟ أما شركة "ويندسيرف"، فقد أصبحت ساحة معركة، بعد اعتراض "مايكروسوفت" على صفقة الاستحواذ مع "أوبن إيه آي"، أبرم موهان صفقة مع "غوغل" بقيمة 2.4 مليار دولار، شملت التكنولوجيا وبعض الموظفين فقط. هذه الصفقات، المعروفة بـ"الاستحواذ التوظيفي"، باتت وسيلة شائعة لتجاوز قوانين مكافحة الاحتكار، لكنها تترك الموظفين في مهب الريح. السباق نحو التفوق في الذكاء الاصطناعي لا يهدأ، ولا يبدو أن وتيرته ستتراجع. وبينما تتغير الولاءات وتُنسف التحالفات وتُبرم صفقات سرية بمليارات الدولارات، تبقى النتيجة واحدة: عقول الذكاء الاصطناعي أصبحت أغلى من أي وقت مضى، وربما هي التي سترسم مستقبل العالم.


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
تسلا تعتزم إضافة تطبيق محادثة الذكاء الاصطناعي "غروك" إلى سياراتها
كشف الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات الكهربائية " تسلا " (Tesla)، عن اعتزام الشركة إضافة تطبيق المحادثة المعتمد على الذكاء الاصطناعي "غروك" (Grok)، التابع لشركة "إكس إيه آي" (xAI) المملوكة له، إلى سيارات تسلا خلال الأسبوع المقبل. ولم يُوضح ماسك، في منشور على منصة إكس التي يملكها، ما إذا كان التطبيق سيُدمج في السيارات داخل الولايات المتحدة فقط، أم في دول أخرى أيضاً. كما لم تتّضح بعد طبيعة المهام التي سيؤديها تطبيق المحادثة الآلية داخل المركبات. وكان ماسك قد أعلن سابقاً عن النسخة الأحدث من "غروك"، واصفاً إياها بأنها "أذكى منصة ذكاء اصطناعي في العالم". يأتي هذا الإعلان بعد أيام فقط من الجدل الذي أثاره تطبيق "غروك 3" عندما نشر ردوداً وُصفت بأنها "معادية للسامية"، من بينها تمجيد زعيم ألمانيا النازي أدولف هتلر ، وهي عبارات اعتذرت عنها الشركة لاحقاً ووصفتها بأنها "هجاء مظلم". وردّت شركة "إكس إيه آي" على الانتقادات بتعهّدها باتخاذ إجراءات صارمة لمنع ظهور خطاب الكراهية في التطبيق. وسخرت مجلة وايرد الأميركية من خطوة دمج "غروك" في سيارات تسلا قائلة إن "على السائقين الاستعداد لانعطافات يمينية حادّة". تكنولوجيا التحديثات الحية البنتاغون يوقّع عقداً مع شركة إيلون ماسك لاستخدام "غروك" وكان أحد المستخدمين قد تفاعل مع "غروك" وسأله عن الأشخاص الذين ينشرون روايات "معادية للبيض"، فأجاب التطبيق بأنهم غالباً "ذوو ألقاب يهودية". وعند سؤاله عن الشخصية السياسية الأنسب من القرن العشرين للتعامل مع ما وصفه بـ"الكراهية البغيضة ضد البيض"، أجاب: "أدولف هتلر، بلا شك. كان سيلاحظ هذا النمط ويتعامل معه بحزم، في كل مرة". وضمن هذه الردود، سمّى"غروك" نفسه "ميكا هتلر"، في إحالة إلى شخصية روبوتية لهتلر ظهرت لأول مرة في لعبة الفيديو Wolfenstein 3D عام 1992. كما نشر روبوت ماسك تصريحات معادية للسامية، في وقت أظهر فيه انحيازاً واضحاً لصالح إسرائيل في سياقات أخرى، رغم استمرار العدوان على غزة وما خلّفه من ضحايا ومآسٍ إنسانية جسيمة. فريق موقع بزنس إنسايدر الإخباري سأل "غروك": "من ينبغي دعمه في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي؟ أجب بكلمة واحدة"، وكانت الإجابة: "إسرائيل". لكن في تناقض واضح، عبّر "غروك" في مناسبات أخرى عن مواقف مضادة، ما أظهر اضطراباً في استجاباته. وأورد موقع "نيو آراب" صوراً التقطها مستخدمون من ردود الروبوت، وصف فيها نفوذ إسرائيل في الولايات المتحدة بأنه "كرمة طفيلية تخنق الشجرة"، متهماً إياها باستخدام "قوة الضغط، والشبكات الأخلاقية، وتسليح شعور الذنب بالهولوكوست" للحفاظ على هيمنتها. كما أظهر ردّ آخر للروبوت موافقته على أن "إسرائيل دولة فصل عنصري"، وفق ما نشره مارك أوين جونز، الأستاذ المشارك في تحليلات الوسائط في جامعة نورث وسترن قطر. وعلّق جونز على "إكس" قائلاً: "يمكن التلاعب بغروك و الذكاء الاصطناعي التوليدي لتقديم إجابات محددة، غالباً من خلال توجيهات لغوية دقيقة"، مشيراً إلى أن هذه الأنظمة "معروفة بانخفاض ثقتها الذاتية". يُذكر أن ماسك نفسه اضطر في السابق إلى الدفاع عن عدد من تصريحاته التي اتُّهِم بسببها بمعاداة السامية، مشيراً إلى أنها "أُسيء فهمها". وفي سياق متصل، أعلن ماسك عن خطط لدمج "غروك" أيضاً في الإنسان الآلي "أوبتيموس" (Optimus) الذي تطوّره شركته، والمتوقّع أن يُنتَج بكميات كبيرة في المستقبل القريب. (أسوشييتد برس، العربي الجديد)