logo
ملحدون سذج خارج ساحة الفكر

ملحدون سذج خارج ساحة الفكر

الوطنمنذ 4 أيام
لا يكاد يخلو زمان من وجود الملحدين والمتشككين، وإن اختلفت نظرياتهما وحججهما. ولكن التساؤل القائم اليوم بخصوص الملحدين العرب هو: لماذا ثقافتهم ضحلة، وضجيجهم أعلى من حججهم؟
والمقارنة هنا بين الجيل الحالي والجيل السابق، ويتحاشى المقال ذكر الأسماء لعدة أسباب.
إن المطلع على كتابات وآراء مثقفي الجيل السابق، أو تحديدا النصف الثاني من القرن الماضي، سوف يجد من الملحدين والمشككين العرب مجموعة من كبار المثقفين والفلاسفة، كتبوا عشرات الكتب الرصينة في الفكر والفلسفة كجزء من نتاجهم الفكري. وكانوا يحتلون مراكز كبيرة في مقاعد المثقفين والمفكرين والأدباء العرب، وبعضهم – نسبة كبيرة منهم – انتهت بهم الحال إلى العودة للإيمان، وكانوا أيضًا في مكانة فكرية كبيرة، مثقفين وأدباء وفلاسفة.
أما اليوم، فنلحظ أن المستوى الثقافي للملحدين والمشككين العرب متدنٍ بشكل كبير جدًا، أما الوسط الفكري والفلسفي فهو فقير بهم، وقد لا يوجد إنتاج فكري أو فلسفي أبدعه أحد من أبناء الجيل الحالي من الملحدين والمشككين العرب. ووجودهم ونشاطهم شفهي في وسائل التواصل الاجتماعي، يعتمدون على الشتائم والبذاءات، وحديثهم فقط عن الإسلام، وشبهاتهم المطروحة مكررة وساذجة وسطحية في أغلبها.
وهذا هو التساؤل الذي يحاول المقال مناقشته.
وهناك عدة أسباب يمكن مناقشتها، نذكر منها ثلاثة، اثنان منها يتبناهما كل طرف من الأطراف، ونضيف سببًا ثالثًا ربما هو أقرب إلى الحقيقة منهما.
فلعل من الأسباب، أن مستوى المثقفين في الجيل السابق بشكل عام كان أعلى، وبطبيعة الحال كان للملحدين نصيب منهم، فكان مستواهم السابق أفضل كجزء من مستوى الجيل بشكل عام.
أو أن من الأسباب أن موقف الإلحاد اليوم، فلسفيًا وعلميًا، على مستوى العالم قد تراجع، وبالتالي تراجع مستوى الملحدين في هذا الجيل كجزء من واقع العالم.
ولكن قد يكون السبب الأهم يكمن في البواعث التي تُنتج هذه الحالة، فقد كان باعث الملحدين والمشككين في الجيل السابق فكريًا بالدرجة الأولى.
إذ إن الصراع الفكري الكبير بين الاشتراكية الشيوعية والليبرالية الرأسمالية كان هو المناخ السائد حينها. وبغض النظر عن أي شيء آخر، فإن هذين التيارين كانا فكريين، يتصارعان فكريًا وليس فقط سياسيًا، وخلقا مناخا من الصراع الفكري، أثّر بشكل كبير جدًا في العالم العربي، وبرزت فيه الفلسفة والفكر، وصُقِل المنطق في العقل الجمعي عند كل من احتك بهذا الصراع الفكري.
ومن الملاحظ أن جناحًا كبيرًا من الملحدين العرب في تلك الفترة كانت ميولهم الاشتراكية واضحة للعيان، كما أن جزءًا من البقية كان تأثرهم بالفكر الليبرالي واضحًا.
أما ملحدو اليوم، فباعثهم "نفسي" بالدرجة الأولى، وقد نشرت إحدى القنوات العربية وثائقيًا يوضح أن نسبة كبيرة من هؤلاء الشباب قادمون من خلفيات لتيارات إسلامية سياسية، وأن إلحادهم وتشكيكهم أتى ردود فعل نفسية.
ومع ذلك، عند التأمل في هذه المسألة، نجد أن السبب قد يكون خليطًا من جميع هذه الأسباب الثلاثة وغيرها، ولكن يبدو أن سبب الباعث هو السبب الأكبر والأهم.
نسأل الله الهداية والصلاح للجميع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسعار المواشي المحلية اليوم الأحد 20 يوليو بالعاصمة عدن
أسعار المواشي المحلية اليوم الأحد 20 يوليو بالعاصمة عدن

الأمناء

timeمنذ 3 ساعات

  • الأمناء

أسعار المواشي المحلية اليوم الأحد 20 يوليو بالعاصمة عدن

(الامناء نت / خاص) شهدت اسعار المواشي المحلية التي لوحظت في سوق المواشي بدار سعد _ م/ عدن اليوم الأحد الموافق 20 يوليو 2025م بسم الله الرحمن الرحيم الماعز. من 7 _ 9 كيلو ضد 95000 _ 115000 من 10 _ 15 كيلو 125000 _ 180000 الاغنام الضان ( الكباش) من 7 _ 9 كيلو 90000 _ 110000 من 10 _ 15 كيلو 120000 _ 170000 الابقار الرضيع من 25 _ 40 كيلو 400000_ 650000 العجول من 70 _ 100 كيلو 890000 _ 1150000 الثيران من 120 _ 200 كيلو 1350000_ 2300000 الابل ( الجمال ) الرضيع( قعدان) من 30 _ 50 كيلو 420000 _ 550000 الابل الكبير من 200 كيلو وما فوق 630000 _ 730000 الدواجن من 800 جرام _ 1000 جرام 6000_ 7000

الجيرة الطيبة: سكن الروح قبل الجدران
الجيرة الطيبة: سكن الروح قبل الجدران

غرب الإخبارية

timeمنذ 10 ساعات

  • غرب الإخبارية

الجيرة الطيبة: سكن الروح قبل الجدران

في زمن تتغير فيه الوجوه وتتباعد القلوب، تظل الجيرة الطيبة من أثمن القيم التي لا تُقاس بالمسافات، بل تُوزن بالمواقف. فالجار ليس مجرد شخص يسكن بجوارك، بل هو مرآة للأمان، وصوت للنجدة، وظلٌ يمتد حين تشتد حرارة الحياة. حق الجار لا يسقط مع الزمن ولا يُختزل في سلامٍ عابر، بل هو عهدٌ إنساني يترسخ في الأعماق، ويزهر بالخُلق النبيل والمروءة في الأوقات الصعبة. ولذا، لم تكن وصية الجار في ديننا الحنيف أمرًا عابرًا، بل امتدادًا لفلسفة التكافل التي أرسى دعائمها الإسلام، حين قال رسول الله ﷺ: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه." وهنا فتلك الوصية ليست حروفًا تُقال، بل مسار حياة ومبدأ تفاعل يعبّر عن أسمى معاني الأخوّة. كانت الأحياء قديمًا تتنفس وجع بعضها، يعرف الجار آهات جاره قبل أن ينطق، وتفيض القلوب بالفرح إن فرح أحدهم، وتتماسك الأيادي في الشدائد كجسد واحد. واليوم، ورغم أنساق الحياة المتسارعة، لا يزال الوفاء حيًّا في قلوب من جعلوا من الجيرة وطنًا صغيرًا يُشبه الأهل وإن لم تجمعهم رابطة الدم. فلنكن من أولئك الذين يروون تراب الجيرة بالودّ والوقوف مع الجار، ولنورث أبناءنا هذا الخُلق النبيل، ليشبّوا وهم يدركون أن المنزل ليس بمساحته، بل بالمحبّة التي تغمر جنباته. إن الجيرة الطيبة لا تمنحنا السكن فحسب، بل ترفع قدر الإنسان، وتمنح القلب طمأنينة لا تُشترى.

تركي المعاوي يحتفي بزواجه وسط جمع من الأهل والأصحاب
تركي المعاوي يحتفي بزواجه وسط جمع من الأهل والأصحاب

غرب الإخبارية

timeمنذ 10 ساعات

  • غرب الإخبارية

تركي المعاوي يحتفي بزواجه وسط جمع من الأهل والأصحاب

بواسطة : سالم السبيعي -سفير غرب المصدر - احتفل الرائد تركي بن محمد بن تركي المعاوي بحفل زفاف يوم أمس الجمعة في جو يعمُّه الفرح، ويشهده الأهل والأقارب والزملاء. بهذه المناسبة السعيدة، تقدم أسرة صحيفة غرب الإخبارية التهاني والتبريكات للرائد تركي سائلين الله له حياة زوجية سعيدة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store