logo
تعرّف على أبرز سيناريوهات مفاوضات غزة وتداعياتها

تعرّف على أبرز سيناريوهات مفاوضات غزة وتداعياتها

الجزيرةمنذ 4 أيام
نجحت الوساطة الإقليمية والدولية سابقا في ترتيب أكثر من هدنة في قطاع غزة وتبادل محدود للأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، دون أن يؤدي أي منها إلى وقف إطلاق نار دائم وتبادل شامل للأسرى.
هذه المرة تُعلن واشنطن أنها تدفع بهذا الاتجاه، وتبدو إسرائيل أقرب إلى مسار يفضي إلى هذه النتيجة وإن كانت تريده بشروطها. من الواضح أن مسار التفاوض ينطوي على مصالح ومخاوف أطرافه ومن المتوقع أن يكون إطارا ومسارا وليس اتفاقا مُحددا مكتملا، وقد يشمل مقايضات دولية وإقليمية لأكثر من طرف، ربما تقود إلى اتفاق أوسع.
ونشر مركز الجزيرة للدراسات ورقة تحليلية للباحث محمد هلسة بعنوان: " غزة وإسرائيل: المسار التفاوضي وتداعياته بعد الحرب على إيران"، تبحث المسار التفاوضي المتوقع، بين حماس وإسرائيل، والذي بدأت بوادره مع توقف الحرب الإسرائيلية على إيران، والأسس التي ستعتمدها الأطراف في مقاربة الاتفاق، وما الذي تسعى إليه، وما الذي يمكن أن يفضي إليه من خسائر ومكاسب للأطراف، وما التوقعات منه، وكيف ستكون تداعياته على غزة والقضية الفلسطينية.
ما تحديات اتفاق الإطار؟
في أعقاب الحرب الإسرائيلية على إيران، حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاستفادة من هذا "الزخم"، وأوفد مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، للحديث عن إمكان حدوث اختراق في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
قدّم الوسطاء مقترحا لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وافقت عليه إسرائيل سريعا. لاحقا، أعلنت حركة حماس أنها قدمت ردا إيجابيا على مقترح الوسطاء مُطالبة بتعديلات على مضمونه.
استمرت المفاوضات، وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن من أجل التباحث مع الإدارة الأميركية. ورغم ذلك، لا يزال الكثير من الألغام في الطريق نحو الصفقة، أبرزها:
من سيحدد قائمة الأسرى الإسرائيليين الذين سيُطلق سراحهم من الأسر؛ حيث الحديث عن 10 أحياء إسرائيليين و18 من الأموات؟
وفي المقابل، ما مفاتيح الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين؟ ومن سيحددها؟
كيف ستحل قضية إدخال المساعدات وآلياتها ووتيرتها؟
إلى أي خطوط سينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، خاصة مع مطالبة إسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على حوالي ثلث القطاع، بما في ذلك محور موراغ (ممر صوفا) بين مدينتي رفح و خان يونس ؟
وأخيرا، ماذا عن ضمانات وقف الحرب؟ وحكم القطاع في اليوم التالي للحرب؟
إعلان
رؤى متباينة لمسار التفاوض
أولا: موقف إسرائيل
المجتمع الإسرائيلي، بدعم الجيش والمؤسسة الأمنية، يطالب بصفقة شاملة لاستعادة الأسرى وإنهاء الحرب.
نتنياهو يرفض الصفقة الشاملة ويتمسك باتفاقيات جزئية، خشية انهيار الائتلاف الحكومي.
أبدت إسرائيل مرونة بشأن شرط إبعاد قيادات حماس من غزة، معتبرة أنه لم يعد يتبقى منهم إلا القليل.
تصر إسرائيل على نزع سلاح الجناح العسكري لحماس، وعلى أن الاتفاق يجب أن يُفضي إلى إنهاء أي تهديد من غزة.
يتمسك نتنياهو بحق "العودة إلى القتال" إذا لم تتخلَّ حماس عن السلطة وتُسلِّم سلاحها.
يحتفظ نتنياهو بأوراق تفاوضية إستراتيجية، منها: إعادة انتشار وتموضع القوات الإسرائيلية في القطاع. وآليات توزيع المساعدات. والسيطرة على محور موراغ.
حماس تدرك أن وقف إطلاق النار قد لا يكون نهائيا دون التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب، وتُطالب بضمانات أميركية ودولية بعدم عودة إسرائيل للقتال.
تسعى إلى اتفاق شامل ينهي العدوان، ويضمن المساعدات، ويُخفف معاناة سكان غزة.
قد تُبدي حماس مرونة في ملف الأسرى، وترتيبات انسحاب الجيش، وتدفق المساعدات.
على الأرجح، قد تبدي حماس استعدادا للتنازل عن حكم غزة بعد الحرب.
لكنها ترفض نزع سلاحها، معتبرة أن ذلك لا يمكن أن يتم قبل إنهاء الاحتلال.
تُصر حماس على أن أي تمديد للهدنة يجب أن يكون تلقائيا وفق الاتفاق، ويمنع إسرائيل من استئناف القتال طالما استمرت الاتصالات.
تطالب حماس بانسحاب قوات الاحتلال وفق خرائط الهدنة السابقة مع بعض التعديلات التي لا تمنح إسرائيل أي وجود دائم في غزة.
ترفض الخطط الإسرائيلية لإنشاء "مدن إنسانية" في القطاع، أو البقاء في محور موراغ، لما تحمله من دلالات: تحويل رفح إلى "غيتو" تحت حكم عسكري إسرائيلي. وتمهيد لمرحلة جديدة من القتال في مناطق مكتظة سكانيا. واحتمال استخدام المنطقة كمرحلة أولى في مخطط التهجير القسري للفلسطينيين.
إن وقف إطلاق النار دون أفق سياسي ليس إلا تأجيلا لجولة أخرى من القتال، وهذا لا يمنع أن التوصل إلى "اتفاق إطاري" سيسفر عن إنجازات فورية هي: وقف مؤقت للقتل في غزة، والإفراج عن بعض الأسرى من الطرفين، وإدخال كميات أكبر من المساعدات الإنسانية.
لكن ما سوى ذلك تلفه الضبابية ولا يمكن الجزم بما إذا كانت المفاوضات ستفضي إلى وقف للحرب، أو ستؤدي إلى انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وما إلى ذلك من أسئلة معلقة.
ومع ذلك يمكن رسم 3 سيناريوهات مجملة:
بسبب موقف نتنياهو الرافض لتقديم تنازلات، وخشيته من تهديدات حليفيه المتطرفين وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير ، والمالية بتسلئيل سموتريتش ، بتفكيك الائتلاف وسقوط الحكومة، خاصة في ظل غياب موقف حازم من ترامب تجاه نتنياهو ليفرض عليه القبول بالصفقة.
وهو الأرجح، أن يتوصل الطرفان إلى هدنة مؤقتة ثم ترفض حماس نزع سلاحها أثناء مفاوضات المرحلة التالية من الهدنة، أو ترفض أيًّا من الإملاءات الإسرائيلية المُستجدة؛ ما يعني، من وجهة نظر إسرائيلية، أن وقف إطلاق النار الحالي هو تكرار لسابقه، فتستأنف إسرائيل القتال بذريعة أن حماس غير مستعدة لنزع سلاحها والتخلي التام عن السيطرة على القطاع.
يأمل المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن يُحدِث وقف إطلاق النار المؤقت زخما إيجابيا يسمح بالتوصل إلى حل دائم. وفي حال سارت الأمور بسلاسة، فلا يزال يتعين على الفلسطينيين والدول العربية وإسرائيل، الاتفاق على رؤية لغزة ما بعد الحرب.
لكن إسرائيل قد تشن هجمات أخرى لسبب أو لآخر، وهذه المرة دون عبء الأسرى الثقيل. وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل والولايات المتحدة الدفع بخطة تهجير سكان غزة بهدوء، وهي عملية لا يمكن لها أن تنضج إلا بعد انتهاء الحرب بدعوى إعادة إعمار القطاع.
الخلاصة
يسير الطرفان، نتنياهو والمقاومة، في مسار تصادمي. إسرائيليا، تُعد التسوية المطروحة "وصمة عار" في نظر العديد من وزراء الحكومة، الذين يتمثل هدفهم الرئيسي في احتلال القطاع بالكامل، وتشجيع الترانسفير، وضم الضفة الغربية ، وتوسيع المشروع الاستيطاني.
حماس بدورها تدرك أن أحلى خياراتها مُر وهي تسير في حقل ألغام، دون كثير من أوراق القوة، في محاولة لوقف شلال الدم وضمان وضع حدٍّ لهذه المقتلة.
إن خطة الإطار الحالية -على أهميتها- هي اتفاق وساطة لتهدئة مؤقتة تفتقر إلى رؤية سياسية، ومن المرجح أن تنهار تحت وطأة الكراهية وانعدام الثقة، لأن وقف إطلاق النار دون أفق سياسي هو مجرد تأجيل لجولة أخرى من القتال.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل تصريح نتنياهو حول "الفرصة التاريخية التي لن تتكرر والتي على إسرائيل أن تستثمرها"، وربما يكون طي صفحة الحرب على غزة المقدمة المطلوبة لتحقيق رؤية واشنطن وتل أبيب بما يمهد الطريق داخليا لمنح نتنياهو عفوا رئاسيا، ويفتح المجال أمام ترتيبات جديدة في غزة وفي الإقليم، مرتبطة بالتطبيع والأمن والاندماج الاقتصادي بما يضمن هيمنة إسرائيل في المنطقة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يغيّر ترامب سياسته مع تصاعد الانتقادات في أميركا ضد إسرائيل؟
هل يغيّر ترامب سياسته مع تصاعد الانتقادات في أميركا ضد إسرائيل؟

الجزيرة

timeمنذ 9 دقائق

  • الجزيرة

هل يغيّر ترامب سياسته مع تصاعد الانتقادات في أميركا ضد إسرائيل؟

تتصاعد الانتقادات للسياسات الإسرائيلية داخل الولايات المتحدة مع استمرار الحرب على غزة ، على لسان شخصيات دينية وسياسية بارزة وحتى أعضاء جمهوريين في مجلس النواب. وتحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن تحول داخل حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" المؤيدة للرئيس دونالد ترامب ، قائلة إنه "أصبح أكثر وضوحا، مع انفتاح بعض رموزه على خطاب بات أكثر نقدا للسياسات الإسرائيلية". وردا على ذلك، قللت الخبيرة الإستراتيجية ب الحزب الجمهوري جين كارد مما يثار، وعدته مبالغة صريحة، مؤكدة أهمية الإنصات لترامب صاحب الرأي الأكثر أهمية. وتبدو وسائل الإعلام متحمسة للإشارة إلى وجود تصدعات بشأن التحالف المحيط بترامب، وفق حديث كارد لبرنامج "مسار الأحداث" التي أعربت عن قناعتها بأنها لن تؤثر على الرئيس الأميركي. وقد عارض المحلل الإستراتيجي بالحزب الجمهوري أدولفو فرانكو حديث كارد، إذ يصغي ترامب لعدد كبير من مستشاريه من بينهم توم براك سفير البلاد في تركيا ومبعوثها إلى سوريا، والذي ينتقد حكومة بنيامين نتنياهو بشكل متزايد. واستدل فرانكو كلامه بجملة من الأحداث الأخيرة، فترامب مستاء من أحداث سوريا الأخيرة، في وقت تحولت فيه قضية غزة إلى مسألة داخلية بالولايات المتحدة. ولا تمنح حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" (ماغا) "شيكا على بياض لإسرائيل، فأميركا أولا" وهذا لا يحدث -حسب فرانكو- إذا كانت هناك إستراتيجية تدعم نتنياهو بدون قيود. وفي هذا السياق، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن هناك شكوكا متزايدة داخل إدارة ترامب بشأن نتنياهو، مشيرا إلى أن الشعور بأن إصبعه على الزناد مزعج للغاية. وحسب المسؤول الأميركي، فإن نتنياهو يتعامل أحيانا كطفل لا يتصرف بشكل لائق، وهناك قلق متزايد داخل البيت الأبيض بشأن سياساته الإقليمية رغم وقف إطلاق النار في سوريا. وتزايدت الانقسامات الأميركية بشأن سياسات إسرائيل، خاصة أن الزيارة الأخيرة لنتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية – إلى واشنطن لم تسفر عن وقف لإطلاق النار بغزة، حيث لم تنفذ إسرائيل ما أرادته الولايات المتحدة. وبين حديث كارد وفرانكو، قال الكاتب المختص بالشأن الأميركي محمد المنشاوي إن ترامب لا يكترث لأصوات الناخبين، إذ لن يخوض أي انتخابات أخرى، لكنه يحرص على أن يترك إرثا بين العظماء الأميركيين، مما يفسر اهتمامه بحركة "ماغا". وتبرز خلافات بين واشنطن وإسرائيل بشأن ملفات المنطقة لكنها ليست جوهرية، حسب المنشاوي. وفي ضوء هذا المشهد المتداخل بالولايات المتحدة، سيواصل ترامب دعمه لنتنياهو، إذ تواجه إسرائيل"تهديدا وجوديا، ولا بد من حمايتها وتمكينها من الدفاع عن نفسها" كما تقول كارد. وأقر فرانكو جزئيا ما جاء في حديث كارد، فترامب لديه انسجام مع نتنياهو ولن يتخلى عن إسرائيل، لكن "لا يمكن أن يكون انسجاما كليا، فالأجندات تختلف بسبب تضارب المصالح". وفي ضوء ذلك، يخسر الحزب الجمهوري معركة الرأي العام الأميركي بسبب فلسطين والحرب على غزة ومعاناة سكانها، لذلك فالحلف بين واشنطن وإسرائيل ليس مفتوحا. وبناء على ذلك، سيستمع ترامب أكثر للأصوات المعارضة لإسرائيل، مرجحا تموضعا مختلفا لسيد البيت الأبيض خلال الأسابيع المقبلة، خاصة أنه يحرص على إرثه ويريد نيل جائزة نوبل للسلام. وبين هذا وذاك، لا تزال الدوائر المؤيدة لإسرائيل بالحزبين الجمهوري والديمقراطي -وفق المنشاوي- صاحبة التأثير في صناعة القرار الأميركي على حساب "ماغا" بالحزب الجمهوري والتيار اليساري في الحزب الديمقراطي. وحسب المنشاوي، فإن إسرائيل تسارع خطواتها لتصفية القضية الفلسطينية في حين لا يقف البيت الأبيض في وجه ذلك، في وقت صار فيه الشباب الأميركي الآن أكثر ميلا للحقوق الفلسطينية من منظور العدالة والأخلاق. وردا على هذه التحولات بالداخل الأميركي، ذكرت صحيفة هآرتس أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ستمول جولة لمؤثرين يمينيين أميركيين على وسائل التواصل -جميعهم دون سن الثلاثين- ويدعمون حملتي ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" و"أميركا أولا". وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن هؤلاء المؤثرين اليمينيين سيُستقدمون لمواجهة ما تعتبره الحكومة الإسرائيلية تراجعا في دعم إسرائيل بين الشبان الأميركيين.

برنامج الأغذية العالمي: واحد من بين كل 3 أشخاص في قطاع غزة لا يتناول الطعام لمدة أيام
برنامج الأغذية العالمي: واحد من بين كل 3 أشخاص في قطاع غزة لا يتناول الطعام لمدة أيام

الجزيرة

timeمنذ 37 دقائق

  • الجزيرة

برنامج الأغذية العالمي: واحد من بين كل 3 أشخاص في قطاع غزة لا يتناول الطعام لمدة أيام

برنامج الأغذية العالمي: حشود من منتظري المساعدات بغزة تعرضت لإطلاق نار من دبابات إسرائيلية وقناصة ومصادر أخرى. القتلى من منتظري المساعدات لم يفعلوا سوى محاولة الحصول على غذاء وهم على شفا المجاعة. أزمة الجوع في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة والناس يموتون لنقص المساعدات. واحد من بين كل 3 أشخاص في قطاع غزة لا يتناول الطعام لمدة أيام. نناشد المجتمع الدولي وكل الأطراف تسهيل إيصال المساعدات الغذائية للجائعين بغزة. إطلاق النار يوم الأحد على منتظري المساعدات يعكس الظروف الخطيرة للعمل الإنساني في غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store