logo
#

أحدث الأخبار مع #«همّامأبوعلى»

الحكاية فيها همّام
الحكاية فيها همّام

الدستور

timeمنذ 6 أيام

  • أعمال
  • الدستور

الحكاية فيها همّام

مدينة القصير، أو كما أطلق عليها القلب النابض لمحافظة البحر الأحمر، لم تكن يومًا مجرد نقطة على الخريطة، بل شكلت عبر الزمن محطة استراتيجية ذات ثقل اقتصادى وتاريخى. فمنذ أوائل القرن العشرين، ارتبط اسمها بـ«الفوسفات»، ذلك المعدن الذى تحوّل إلى عمود فقرى للصناعة والتصدير فى مصر، وجعل من المدينة منجمًا حيًا ومصدرًا لفخر أبنائها. فى عام 1910، تأسست شركة فوسفات القصير كأحد أقدم الكيانات الصناعية فى البلاد، فاتحةً الباب أمام تحوّل اجتماعى واقتصادى غير مسبوق فى المدينة. بمرافقها وسكة حديدها ومينائها، لم تكن الشركة مجرد منشأة إنتاجية، بل مركزًا نابضًا للحياة وفر آلاف فرص العمل، وأسهم فى نقل القصير إلى قلب المشهد الاقتصادى المصرى. وفى هذا المناخ المشبع بالحركة والطموح، وُلد فى 19 يناير 1923 ابن القصير البار كمال الدين حسين همّام، أو كما عرفه أهالى المدينة بـ«همّام أبوعلى». لم يكن ميلاده مجرد تاريخ فى دفتر الأحوال المدنية، بل كان بداية لحكاية ستتداخل فيها سيرة فرد بشريان مدينة بأكملها. التحق همّام بالشركة فى سنٍ مبكرة عام 1938، عاملًا شابًا يتعلّم من الأرض والناس. لم تمر السنوات إلا وقد تدرّج فى المناصب بفضل انضباطه وولائه للمكان، حتى تولّى المنصب الإدارى الأعلى فى الشركة بعد تأميمها عام 1964. لم يكن صعوده مجرد تسلسل وظيفى، بل اعترافًا بكونه واحدًا من أبناء القصير الذين فهموا أن الفوسفات ليس فقط صخرًا يُستخرج، بل مسئولية تُدار. «همّام» لم يكن رجل مكاتب. كان ميدانيًا بامتياز، قريبًا من العمال، منصتًا لهم، متفهمًا لحاجات الأهالى. وقد دفعه هذا الإخلاص للعمل العام، ليصبح عضوًا فى مجلس الأمة خلال ستينيات القرن الماضى، ممثلًا عن مدينة القصير بصوت شريف وصادق فى قلب السلطة التشريعية. لم ينفصل يومًا بين السياسة والناس، ولا بين الثروة والطموح. سعى لتحسين البنية التحتية للمدينة، وفتح قنوات حقيقية للتواصل بين الدولة والمواطنين، حتى صار منزله عنوانًا دائمًا لمن يبحث عن الدعم أو المشورة. كان يدرك أن الفوسفات ليس فقط مادة خامًا للتصدير، بل يمكن أن يكون ناصرًا للعدالة اجتماعية حين يُدار بعين على الموارد وأخرى على الإنسان. اليوم، رغم تغيّرات الزمن وتعاقب الأجيال، لا تزال سيرة كمال الدين همّام حاضرة فى القصير؛ فقد أُطلق اسمه على أحد شوارعها الرئيسية، وأُقيم مسجد باسمه يُعد من أبرز معالمها الروحية والمجتمعية، شاهدًا على رجل جمع بين الصلابة والتواضع، وبين خدمة الوطن وأهله. ومع تصاعد الحديث عن تنمية محور البحر الأحمر، تعود القصير من جديد إلى دائرة الضوء، كمركز واعد للاستثمار والتكامل الصناعى والسياحى. وتصبح سيرة «همّام» أكثر من مجرد ذكرى، بل دليلًا حيًا على أن المكان يُبنى برجاله، وأن لكل مرحلة من ينهض بها إن امتلك الإخلاص والوعى. إن سيرة كمال الدين حسين همّام ليست مجرد صفحة من تاريخ القصير، بل برهان على وطنية صادقة، جمعت بين العطاء الإدارى، والاحتضان الشعبى، والبصمة التشريعية. «الحكاية فيها همّام»... وفيها أيضًا معدن تحوّل إلى كرامة، ومدينة نبضها رجالها. رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته،،،

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store