#أحدث الأخبار مع #أحمدالجّداويالجمهورية١١-٠٣-٢٠٢٥ترفيهالجمهوريةحكاية شارع.. عباس العقادونشأ العقاد في مدينة يلتقي فيها الماضي السحيق بالحاضر» ففي أسوان خاصة في الشتاء تلتقي أحدث صور الحضارة الحديثة بآثار الماضي العريق لا في المتاحف وحدها. بل في البيوت. فالحياة هي الحياة. وفي ملتقي الحياتين شب العقاد وفتح عينيه الطفلة علي الفتاة الباريسية والليدي الانجليزية ثم المرأة ال أسوان ية المحبب درس العقّاد في مرحلته الابتدائيّة بمدرسة أسوان الأميرية. وفي عام 1903م حصل علي شهادة فيها عندما كان في سِن الرّابعة عشر. وكان والده يعتني به في الجانب الأدبي» فكان يصحبه إلي الشّيخ والأديب "أحمد الجّداوي". وهو ممّن كانوا يأخذون العلم من السيد "جمال الدّين الأفغاني". فعمد العقّاد إلي الاستماع الدّائم للمُطارحات الشّعريّة التي يقولها الشّيخ. بالإضافة إلي مقامات الحريري التي كان يتناولها في مجلسه. ممّا جعل العقّاد مُطالعًا للكُتب الأدبية والكُتب القديمة الثّمينة. ولم يخلُ طريقه الأدبيّ من الشِّعر كذلك. فذهب إلي نظمه وكان يتطرّق إلي مُطالعة المُصنفات العربيّة والأجنبية. فأصبحت مداركه أوسع وأكثر زخمًا. ولم يصحبه الملل أو الكلل في رحلته الأدبيّة هذه إنّما يبحث ويُطالع بنَهَم. عمِلَ العقاد بالعَديد مِنَ الوَظائفِ الحُكومِيَّة. ولكِنَّهُ كانَ يَبغضُ العمل الحُكوميَّ ويَراهُ سِجنا لأَدبِه» لِذا لم يَستمِرَّ طَوِيلًا فِي أيِّ وَظِيفةي الْتحَقَ بِها» فقد عمل بديوان الأوقاف. إلا أنه لم يكن راضيًا كل الرضا. مع أن عمله في قلم السكرتارية من ذلك الديوان كان مزيجًا من الصحافة والوظيفة. وحين كان العقاد يعمل في وظيفة بمصلحة الايرادات بقنا. وهي مركز أدبي. قديم أنشأ مع أهل الأدب بها جمعية أدبية كانت تجتمع يوم الخميس من كل أسبوع في مبني الكنيسة باتفاق مع قسيسها البروتستانتي. ثم ترك الصعيد وسافر الي القاهرة وعمل بالكتابة والصحافة. وتاريخ العقاد في الصحافة يبدأ بصحيفة "الدستور". التي أصدرها "محمد فريد وجدي" في عام 1907م. فقد كانت أول صحيفة يومية عمل في تحريرها. وأول صحيفة أيضًا واظب عليها» فقد عمل بها من العدد الأول الي العدد الأخير مضطلعًا بنصف أعباء التحرير والترجمة والتصحيح وتهذيب الرسائل والأخبار» فقد كان هو المحرر الوحيد مع صاحبها. وكان العقاد يوقع مقالاته الأولي باللقب والحرفين الأولين مع اسمه "ع. م. العقاد" متأثرًا بالمجلات الأجنبية التي كان يقرأها. ولكنه في خلال سنوات الحرب العالمية الأولي قضي أكثر وقته في التدريس. ولكن علاقته بالصحافة لم تنته وان كانت قليلة متقطعة علي تعددها وتنوعها» فقد اتصل بألوان من الكتابة الصحفية أتاحت له الوقوف علي طرف من أسرارها وخباياها. وفي هذه الفترة كتب الي المجلات الشهرية والصحف الأسبوعية. كما اشتغل بالصحافة اليومية في غير القاهرة. وقد عمل العقاد رقيبًا نزولًا علي رغبة "جعفر والي باشا". وكيل الداخلية. ولكنه اصطدم بالرقيب العام الإنجليزي» فألقي اليه باستقالته. واتجه إلي التدريس في مدرسة "وادي النيل الابتدائية". علي مقربة من مكتب "المقتطف" و"المقطم". حيث كان يكتب في فلسفة المعري وفلسفة "شوبنهور" مقارنًا بينهما. ومن المؤسف أن أسباب الرزق انقطعت عن العقاد قبيل انتهاء الحرب العالمية الأولي» فآوي الي بيته الذي اختاره بحي الإمام الشافعي متعمدًا. ليكون بعيدًا عن القاهرة بتكاليفها. ولم يلبث أن طلب العقاد للتحرير في صحيفة "الأهالي" بالإسكندرية» فعمل بها. ثم تركها وعمل بجريدة "الأهرام". حيث كان يدافع بقلمه عن القضية المصرية. كما حارب العقاد الملكية في مصر بلا هوادة من أجل الدستور وإرساء قواعد الحياة النيابية. كما أَصْدر العقاد جَرِيدة "الضِياء". وكتَبَ في أَشْهَرِ الصحفِ والمَجلَّاتِ آنَذَاك. وَهَبَ العقاد حياتَه للأَدَب» فلَمْ يَتزوَّج. ولكنه عاشَ قصَصَ حب خلّدَ اثنتَيْنِ مِنْها في رِوايَتِه "سارة". تكريمه: كُرم العقاد كَثيرًا» فنالَ عُضْويَّةَ "مَجْمَع اللُّغَةِ العَرَبيَّة" بالقاهِرة. وكانَ عُضْوًا مُراسِلًا "مَجْمَع اللُّغَةِ العَرَبيَّة" بدمشق ومَثِيلِه ببَغداد. ومُنِحَ "جائِزةَ الدَّوْلةِ التَّقْدِيريَّةِ فِي الآدَاب". غيْرَ أنَّهُ رفَضَ تَسلُّمَها. كَمَا رفَضَ "الدكتوراه الفخرية" مِن جامِعة القاهِرة. العقاد والحركة الأدبية والسياسية في مصر تعتبر حياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح الأدبي والسياسي والمادي» فقد صارع الزمن والأحداث والسلطات في عهود شتي. حتي استطاع أن يزحزح كل القوي المعوقة وينفذ الي مكانه الطبيعي في الحياة. وقد أوتي العقاد الكتابة بكل ملكاتها ومواهبها ففاض بالشعر وتوسع في المقال والنقد والتاريخ واللغويات والدين والفلسفة والعلوم. وقد رفض العقاد المناصب التي عرضت عليه لارتباطه بالكتابة» فقد عرض عليه الزعيم "سعد زغلول". قبل موته. أن يكون مديرًا لدار الكتب فلم يطاوعه. كما عرض عليه "محمد محمود باشا" عمادة كلية الآداب. فرفض ذلك أيضًا. وهكذا عاش العقاد لقلمه وعاش به. شارَكَ العقاد بقوَّةي فِي مُعْترَكِ الحَياةِ السِّياسيَّة» فانْضَمَّ لحِزبِ الوَفْد. ودافَعَ ببَسَالة عَن سعد زغلول. ولكِنَّه اسْتَقالَ مِن الحزب عام 3391م إثر خِلافي معَ "مصطفي النحَّاس". وهاجَمَ الملِكَ أثْناءَ إِعْدادِ الدستُور» فسُجِنَ تِسْعةَ أَشْهُر. كَما اعْترَضَ عَلي مُعاهَدةِ 6391م. حارَبَ كذلِكَ الاسْتِبدادَ والحُكْمَ المُطْلقَ والفاشِيَّةَ والنَّازية. تُوفّي عباس محمود العقّاد في 12 مترس عام 1964م. عن عُمُر يُناهز الخامسة والسّبعين. ورحل تاركاً خلفه إرثاً أدبيّاً يُحيي ذِكراه. وتَدُلّ الرّاغبين في السّير علي نهجه.
الجمهورية١١-٠٣-٢٠٢٥ترفيهالجمهوريةحكاية شارع.. عباس العقادونشأ العقاد في مدينة يلتقي فيها الماضي السحيق بالحاضر» ففي أسوان خاصة في الشتاء تلتقي أحدث صور الحضارة الحديثة بآثار الماضي العريق لا في المتاحف وحدها. بل في البيوت. فالحياة هي الحياة. وفي ملتقي الحياتين شب العقاد وفتح عينيه الطفلة علي الفتاة الباريسية والليدي الانجليزية ثم المرأة ال أسوان ية المحبب درس العقّاد في مرحلته الابتدائيّة بمدرسة أسوان الأميرية. وفي عام 1903م حصل علي شهادة فيها عندما كان في سِن الرّابعة عشر. وكان والده يعتني به في الجانب الأدبي» فكان يصحبه إلي الشّيخ والأديب "أحمد الجّداوي". وهو ممّن كانوا يأخذون العلم من السيد "جمال الدّين الأفغاني". فعمد العقّاد إلي الاستماع الدّائم للمُطارحات الشّعريّة التي يقولها الشّيخ. بالإضافة إلي مقامات الحريري التي كان يتناولها في مجلسه. ممّا جعل العقّاد مُطالعًا للكُتب الأدبية والكُتب القديمة الثّمينة. ولم يخلُ طريقه الأدبيّ من الشِّعر كذلك. فذهب إلي نظمه وكان يتطرّق إلي مُطالعة المُصنفات العربيّة والأجنبية. فأصبحت مداركه أوسع وأكثر زخمًا. ولم يصحبه الملل أو الكلل في رحلته الأدبيّة هذه إنّما يبحث ويُطالع بنَهَم. عمِلَ العقاد بالعَديد مِنَ الوَظائفِ الحُكومِيَّة. ولكِنَّهُ كانَ يَبغضُ العمل الحُكوميَّ ويَراهُ سِجنا لأَدبِه» لِذا لم يَستمِرَّ طَوِيلًا فِي أيِّ وَظِيفةي الْتحَقَ بِها» فقد عمل بديوان الأوقاف. إلا أنه لم يكن راضيًا كل الرضا. مع أن عمله في قلم السكرتارية من ذلك الديوان كان مزيجًا من الصحافة والوظيفة. وحين كان العقاد يعمل في وظيفة بمصلحة الايرادات بقنا. وهي مركز أدبي. قديم أنشأ مع أهل الأدب بها جمعية أدبية كانت تجتمع يوم الخميس من كل أسبوع في مبني الكنيسة باتفاق مع قسيسها البروتستانتي. ثم ترك الصعيد وسافر الي القاهرة وعمل بالكتابة والصحافة. وتاريخ العقاد في الصحافة يبدأ بصحيفة "الدستور". التي أصدرها "محمد فريد وجدي" في عام 1907م. فقد كانت أول صحيفة يومية عمل في تحريرها. وأول صحيفة أيضًا واظب عليها» فقد عمل بها من العدد الأول الي العدد الأخير مضطلعًا بنصف أعباء التحرير والترجمة والتصحيح وتهذيب الرسائل والأخبار» فقد كان هو المحرر الوحيد مع صاحبها. وكان العقاد يوقع مقالاته الأولي باللقب والحرفين الأولين مع اسمه "ع. م. العقاد" متأثرًا بالمجلات الأجنبية التي كان يقرأها. ولكنه في خلال سنوات الحرب العالمية الأولي قضي أكثر وقته في التدريس. ولكن علاقته بالصحافة لم تنته وان كانت قليلة متقطعة علي تعددها وتنوعها» فقد اتصل بألوان من الكتابة الصحفية أتاحت له الوقوف علي طرف من أسرارها وخباياها. وفي هذه الفترة كتب الي المجلات الشهرية والصحف الأسبوعية. كما اشتغل بالصحافة اليومية في غير القاهرة. وقد عمل العقاد رقيبًا نزولًا علي رغبة "جعفر والي باشا". وكيل الداخلية. ولكنه اصطدم بالرقيب العام الإنجليزي» فألقي اليه باستقالته. واتجه إلي التدريس في مدرسة "وادي النيل الابتدائية". علي مقربة من مكتب "المقتطف" و"المقطم". حيث كان يكتب في فلسفة المعري وفلسفة "شوبنهور" مقارنًا بينهما. ومن المؤسف أن أسباب الرزق انقطعت عن العقاد قبيل انتهاء الحرب العالمية الأولي» فآوي الي بيته الذي اختاره بحي الإمام الشافعي متعمدًا. ليكون بعيدًا عن القاهرة بتكاليفها. ولم يلبث أن طلب العقاد للتحرير في صحيفة "الأهالي" بالإسكندرية» فعمل بها. ثم تركها وعمل بجريدة "الأهرام". حيث كان يدافع بقلمه عن القضية المصرية. كما حارب العقاد الملكية في مصر بلا هوادة من أجل الدستور وإرساء قواعد الحياة النيابية. كما أَصْدر العقاد جَرِيدة "الضِياء". وكتَبَ في أَشْهَرِ الصحفِ والمَجلَّاتِ آنَذَاك. وَهَبَ العقاد حياتَه للأَدَب» فلَمْ يَتزوَّج. ولكنه عاشَ قصَصَ حب خلّدَ اثنتَيْنِ مِنْها في رِوايَتِه "سارة". تكريمه: كُرم العقاد كَثيرًا» فنالَ عُضْويَّةَ "مَجْمَع اللُّغَةِ العَرَبيَّة" بالقاهِرة. وكانَ عُضْوًا مُراسِلًا "مَجْمَع اللُّغَةِ العَرَبيَّة" بدمشق ومَثِيلِه ببَغداد. ومُنِحَ "جائِزةَ الدَّوْلةِ التَّقْدِيريَّةِ فِي الآدَاب". غيْرَ أنَّهُ رفَضَ تَسلُّمَها. كَمَا رفَضَ "الدكتوراه الفخرية" مِن جامِعة القاهِرة. العقاد والحركة الأدبية والسياسية في مصر تعتبر حياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح الأدبي والسياسي والمادي» فقد صارع الزمن والأحداث والسلطات في عهود شتي. حتي استطاع أن يزحزح كل القوي المعوقة وينفذ الي مكانه الطبيعي في الحياة. وقد أوتي العقاد الكتابة بكل ملكاتها ومواهبها ففاض بالشعر وتوسع في المقال والنقد والتاريخ واللغويات والدين والفلسفة والعلوم. وقد رفض العقاد المناصب التي عرضت عليه لارتباطه بالكتابة» فقد عرض عليه الزعيم "سعد زغلول". قبل موته. أن يكون مديرًا لدار الكتب فلم يطاوعه. كما عرض عليه "محمد محمود باشا" عمادة كلية الآداب. فرفض ذلك أيضًا. وهكذا عاش العقاد لقلمه وعاش به. شارَكَ العقاد بقوَّةي فِي مُعْترَكِ الحَياةِ السِّياسيَّة» فانْضَمَّ لحِزبِ الوَفْد. ودافَعَ ببَسَالة عَن سعد زغلول. ولكِنَّه اسْتَقالَ مِن الحزب عام 3391م إثر خِلافي معَ "مصطفي النحَّاس". وهاجَمَ الملِكَ أثْناءَ إِعْدادِ الدستُور» فسُجِنَ تِسْعةَ أَشْهُر. كَما اعْترَضَ عَلي مُعاهَدةِ 6391م. حارَبَ كذلِكَ الاسْتِبدادَ والحُكْمَ المُطْلقَ والفاشِيَّةَ والنَّازية. تُوفّي عباس محمود العقّاد في 12 مترس عام 1964م. عن عُمُر يُناهز الخامسة والسّبعين. ورحل تاركاً خلفه إرثاً أدبيّاً يُحيي ذِكراه. وتَدُلّ الرّاغبين في السّير علي نهجه.