logo
#

أحدث الأخبار مع #أنطلياس،

الحركة الثقافية انطلياس تنعى الاباتي ضو: من أكثر المؤمنين بالحوار المسيحي- الإسلامي
الحركة الثقافية انطلياس تنعى الاباتي ضو: من أكثر المؤمنين بالحوار المسيحي- الإسلامي

المركزية

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المركزية

الحركة الثقافية انطلياس تنعى الاباتي ضو: من أكثر المؤمنين بالحوار المسيحي- الإسلامي

المركزية - نعت الحركة الثقافية انطلياس الاباتي أنطوان ضو، ووجهت له تحية في يوم رحيله وقالت في بيان: "بغياب الأباتي أنطوان ضو، تخسر الرهبانية الأنطونية والحركة الثقافية – أنطلياس، والناشطون في مجال الحوار الإسلامي- المسيحي، وجماعة المؤرّخين في لبنان قامة استثنائية قلَّ نظيرها. تولّى الراحل مسؤوليات مختلفة في الرهبانية الأنطونية، وكان يعي جيداً دور هذه الجماعة في التقارب بين الموارنة وغيرهم من الطوائف المسيحية والإسلامية. ترأس أديار الرهبنة في أنطلياس، وبعبدا، وإهدن- زغرتا، وعوكر، وقرنة الحمراء، وعجلتون، والميناء- طرابلس، وشملان، وفي كل دير حلَّ فيه كان نموذج الراهب الملتزم بالقيم المسيحية، وتالياً كان عاملاً لخدمة الإنسان، كلّ إنسان، على الصعد كافة. وعندما تمَّ تفجير دير عوكر استطاع الآباتي ضو أن ينجو من محاولة الإغتيال المجرمة". واضاف البيان:"بين العامين 1993 و 1999، ترأَّس الحركة الثقافية-أنطلياس، بحكم رئاسته للدير. وقد اعتبر أن الدير هو عاميّة دائمة ومتجدّدة، ومنارة حوار ومحبة. والحركة الثقافية فيه، هي حركة ثقافة الحوار الديمقراطي بامتياز في لبنان والعالم العربي، كما هي جزء من ثقافة العولمة، ورائدة الحوار فيها. لقد فهم الأباتي جوهر الحركة الثقافية، فاعتبرها الطريق الرحب إلى التغيير السلمي، ورأى أنَّ لا تغيير إلاّ بثقافة التغيير العقلاني الديمقراطي، من خلال احترام القيم الإنسانية والحضارية والثقافية والعلمية والمسيحية والإسلامية، والعمل من أجل وقف العنف المميت في شرقنا وتحقيق التنمية الإنسانية الشاملة". وتابع:"والأباتي من أكثر المؤمنين بالحوار عموماً، وبالحوار المسيحي- الإسلامي. فقد اعتبر أن الحوار مرادف للمحبّة: محبّة الله ومحبّة الإنسان، كلّ إنسان، وصولاً إلى محبّة الخصوم. أما المحبّة المتبادلة بين المسيحيّين والمسلمين، فهي أولويّة وأسمى الفضائل والمقدّسات. الحوار هو ثقافة وعلم وأدب وفنّ ولاهوت وفقه وتربية وتواصل وإعلام. إنه لغة العالم، ومسعى حسَن ونبيل، للتعرّف على الآخر، الذي هو إنسان له كرامته وحقوقه وحريّـاته وشخصيّته وفكره ودينه، ومن الواجب احترامه والعيش معه بأمان وسلام، علماً أن لا أحد مرفوض أو مستبعد من الحوار، ولا محرّمات في الحوار إطلاقاً. لقد اعتبر الآباتي الحوار دعوة إلهية لجميع الناس، وحاجة ضرورية للإنسان، ورسالة صعبة إنما غير مستحيلة. انه خيار حر، وثقافة تتطلّب معرفة الذات والآخرين معرفة حقيقية، وهو أيضاً تفكّر وبحث وفقه ومقاربات لتسوية الأمور الإفتراقية. إنه مسؤولية يجب تحمّلها بشجاعة ووعي والتزام، من أجل إزالة سوء الفهم، وتنقية الذاكرة، رفض القطيعة التي تدمّر البشر". واضاف البيان:"كما يعتبر راحلنا أن المواطنة هي جزء من الحوار، ومفهوم جديد للعلاقة بين الناس، إذ تعترف بقدسيّة كرامة الإنسان وحقوقه وحريّـاته، وتدعو إلى الإنتماء للوطن والإلتزام بالخير العام. والمواطنة هي التي تعتبر حقوق الإنسان كلّها مقدسة، باعتبار الإنسان كاملاً روحاً وجسداُ، فرداً وجماعة، وخدمة الإنسان، كلّ إنسان وكل المجتمع والتضامن معه والدفاع عنه. والمواطنة هي التي تعمل على تحرير الإنسان من كلّ تمييز عنصري وثقافي وديني وسياسي واجتماعي وجنسي وعرقي. كما أنها تسعى جاهدةً من أجل المساواة المكلفة بين المواطنين في الحقوق والواجبات والولاء للوطن وخدمته ومحبته. وتلك المواطنة تناضل في سبيل الدولة الديمقراطية المعاصرة. هكذا فهم الأباتي العيش الإسلامي- المسيحي المشترك عهداً وميثاقاً والتزاماً بالمشاركة بين المكوّنات المختلفة. وهذا التنوّع يجب الإعتراف به وحسن إدارته بالحوار الدائم. لا بل أن العيش المشترك هو جزء أساسي من تاريخنا الحضاري وحياتنا اليومية، إنه موضوع اهتمامنا وتفكيرنا ورسالتنا. وهو صيغة إنسانيّة مسيحيّة إسلاميّة راقية لا يجوز التخلّي عنها إطلاقاً. وهو يعتبر أن المسيحيّين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهويّة الحضاريّة للمسلمين، كما أن المسلمين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهويّة الحضاريّة للمسيحيّين، ومن هذا المنطلق فنحن مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله والتاريخ. وللمسيحيّين العرب دور في التقريب بين الشرق والغرب، وبين المسيحية والإسلام، لأنها من جوهر رسالتهم. وهو يدعو إلى تحويل الصراع إلى تعاون إيجابي مبني على الإحترام المتبادل. فالإسلام ليس العدو بل هو أحد أطراف الحوار في بناء الحضارة الإنسانية. كما أن المسيحيّة في الغرب ليست عدواً بل هي طرف أساسي لا بدّ منه لبناء عالم جديد ويرفض مفكّرنا التطرّف الإلغائي الإرهابي، كما يرفض الحركات السياسية والثقافية والدينية المتشدّدة. واستطراداً، كل فكر يؤدّي إلى الإنقسام والتقسيم والفتن كما هو حاصل في منطقتنا". وختم:"إن التزام راحلنا بجوهر الحوار المسيحي-االإسلامي لم يكن مسألة نظرية، بل كان ممارسة يوميّة طبّقها في اجتماعاته ولقاءاته في المحافل والأندية. وليس من باب الصدفة أن يكون أمين سرّ اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي-الإسلامي في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان منذ تأسيسها عام 1992. وكم نحن بحاجة إلى أفكاره في هذه الأيام الصعبة التي يمرّ بها وطننا لبنان ومشرقنا العربي عموماً. والأباتي أنطوان ضو المؤرّخ يمتلك واحداً من أغنى المحفوظات (الأرشيفات) الشخصيّة في لبنان، وقد ألّفَ أكثر من أربعين كتاباً وترك مئات المقالات في كبريات الصحف، والأبحاث العلمية في مختلف المجلات المتخصّصة. كان مرجعاً في تاريخ الموارنة الديني، وقد ترك لنا عشرات المقالات والمؤلَّفات عن أغلب البطاركة والمطارنة البارزين والنخب الفكرية عندهم. وله العديد من المخطوطات، مع العلم أنه يحمل شهادات عالية في اللاهوت والفلسفة والأثار المسيحية. ودكتوراه من جامعة توما الأكويني- روما. وقد علَّم التاريخ في أكثر من جامعة... تحيّة له في يوم رحيله".

الحركة الثقافية انطلياس تنعى الاباتي ضو: من أكثر المؤمنين بالحوار المسيحي- الإسلامي
الحركة الثقافية انطلياس تنعى الاباتي ضو: من أكثر المؤمنين بالحوار المسيحي- الإسلامي

الوطنية للإعلام

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الوطنية للإعلام

الحركة الثقافية انطلياس تنعى الاباتي ضو: من أكثر المؤمنين بالحوار المسيحي- الإسلامي

وطنية- نعت الحركة الثقافية انطلياس الاباتي أنطوان ضو، ووجهت له تحية في يوم رحيله وقالت في بيان: "بغياب الأباتي أنطوان ضو، تخسر الرهبانية الأنطونية والحركة الثقافية – أنطلياس، والناشطون في مجال الحوار الإسلامي- المسيحي، وجماعة المؤرّخين في لبنان قامة استثنائية قلَّ نظيرها. تولّى الراحل مسؤوليات مختلفة في الرهبانية الأنطونية، وكان يعي جيداً دور هذه الجماعة في التقارب بين الموارنة وغيرهم من الطوائف المسيحية والإسلامية. ترأس أديار الرهبنة في أنطلياس، وبعبدا، وإهدن- زغرتا، وعوكر، وقرنة الحمراء، وعجلتون، والميناء- طرابلس، وشملان، وفي كل دير حلَّ فيه كان نموذج الراهب الملتزم بالقيم المسيحية، وتالياً كان عاملاً لخدمة الإنسان، كلّ إنسان، على الصعد كافة. وعندما تمَّ تفجير دير عوكر استطاع الآباتي ضو أن ينجو من محاولة الإغتيال المجرمة". واضاف البيان:"بين العامين 1993 و 1999، ترأَّس الحركة الثقافية-أنطلياس، بحكم رئاسته للدير. وقد اعتبر أن الدير هو عاميّة دائمة ومتجدّدة، ومنارة حوار ومحبة. والحركة الثقافية فيه، هي حركة ثقافة الحوار الديمقراطي بامتياز في لبنان والعالم العربي، كما هي جزء من ثقافة العولمة، ورائدة الحوار فيها. لقد فهم الأباتي جوهر الحركة الثقافية، فاعتبرها الطريق الرحب إلى التغيير السلمي، ورأى أنَّ لا تغيير إلاّ بثقافة التغيير العقلاني الديمقراطي، من خلال احترام القيم الإنسانية والحضارية والثقافية والعلمية والمسيحية والإسلامية، والعمل من أجل وقف العنف المميت في شرقنا وتحقيق التنمية الإنسانية الشاملة". وتابع:"والأباتي من أكثر المؤمنين بالحوار عموماً، وبالحوار المسيحي- الإسلامي. فقد اعتبر أن الحوار مرادف للمحبّة: محبّة الله ومحبّة الإنسان، كلّ إنسان، وصولاً إلى محبّة الخصوم. أما المحبّة المتبادلة بين المسيحيّين والمسلمين، فهي أولويّة وأسمى الفضائل والمقدّسات. الحوار هو ثقافة وعلم وأدب وفنّ ولاهوت وفقه وتربية وتواصل وإعلام. إنه لغة العالم، ومسعى حسَن ونبيل، للتعرّف على الآخر، الذي هو إنسان له كرامته وحقوقه وحريّـاته وشخصيّته وفكره ودينه، ومن الواجب احترامه والعيش معه بأمان وسلام، علماً أن لا أحد مرفوض أو مستبعد من الحوار، ولا محرّمات في الحوار إطلاقاً. لقد اعتبر الآباتي الحوار دعوة إلهية لجميع الناس، وحاجة ضرورية للإنسان، ورسالة صعبة إنما غير مستحيلة. انه خيار حر، وثقافة تتطلّب معرفة الذات والآخرين معرفة حقيقية، وهو أيضاً تفكّر وبحث وفقه ومقاربات لتسوية الأمور الإفتراقية. إنه مسؤولية يجب تحمّلها بشجاعة ووعي والتزام، من أجل إزالة سوء الفهم، وتنقية الذاكرة، رفض القطيعة التي تدمّر البشر". واضاف البيان:"كما يعتبر راحلنا أن المواطنة هي جزء من الحوار، ومفهوم جديد للعلاقة بين الناس، إذ تعترف بقدسيّة كرامة الإنسان وحقوقه وحريّـاته، وتدعو إلى الإنتماء للوطن والإلتزام بالخير العام. والمواطنة هي التي تعتبر حقوق الإنسان كلّها مقدسة، باعتبار الإنسان كاملاً روحاً وجسداُ، فرداً وجماعة، وخدمة الإنسان، كلّ إنسان وكل المجتمع والتضامن معه والدفاع عنه. والمواطنة هي التي تعمل على تحرير الإنسان من كلّ تمييز عنصري وثقافي وديني وسياسي واجتماعي وجنسي وعرقي. كما أنها تسعى جاهدةً من أجل المساواة المكلفة بين المواطنين في الحقوق والواجبات والولاء للوطن وخدمته ومحبته. وتلك المواطنة تناضل في سبيل الدولة الديمقراطية المعاصرة. هكذا فهم الأباتي العيش الإسلامي- المسيحي المشترك عهداً وميثاقاً والتزاماً بالمشاركة بين المكوّنات المختلفة. وهذا التنوّع يجب الإعتراف به وحسن إدارته بالحوار الدائم. لا بل أن العيش المشترك هو جزء أساسي من تاريخنا الحضاري وحياتنا اليومية، إنه موضوع اهتمامنا وتفكيرنا ورسالتنا. وهو صيغة إنسانيّة مسيحيّة إسلاميّة راقية لا يجوز التخلّي عنها إطلاقاً. وهو يعتبر أن المسيحيّين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهويّة الحضاريّة للمسلمين، كما أن المسلمين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهويّة الحضاريّة للمسيحيّين، ومن هذا المنطلق فنحن مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله والتاريخ. وللمسيحيّين العرب دور في التقريب بين الشرق والغرب، وبين المسيحية والإسلام، لأنها من جوهر رسالتهم. وهو يدعو إلى تحويل الصراع إلى تعاون إيجابي مبني على الإحترام المتبادل. فالإسلام ليس العدو بل هو أحد أطراف الحوار في بناء الحضارة الإنسانية. كما أن المسيحيّة في الغرب ليست عدواً بل هي طرف أساسي لا بدّ منه لبناء عالم جديد ويرفض مفكّرنا التطرّف الإلغائي الإرهابي، كما يرفض الحركات السياسية والثقافية والدينية المتشدّدة. واستطراداً، كل فكر يؤدّي إلى الإنقسام والتقسيم والفتن كما هو حاصل في منطقتنا". وختم:"إن التزام راحلنا بجوهر الحوار المسيحي-االإسلامي لم يكن مسألة نظرية، بل كان ممارسة يوميّة طبّقها في اجتماعاته ولقاءاته في المحافل والأندية. وليس من باب الصدفة أن يكون أمين سرّ اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي-الإسلامي في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان منذ تأسيسها عام 1992. وكم نحن بحاجة إلى أفكاره في هذه الأيام الصعبة التي يمرّ بها وطننا لبنان ومشرقنا العربي عموماً. والأباتي أنطوان ضو المؤرّخ يمتلك واحداً من أغنى المحفوظات (الأرشيفات) الشخصيّة في لبنان، وقد ألّفَ أكثر من أربعين كتاباً وترك مئات المقالات في كبريات الصحف، والأبحاث العلمية في مختلف المجلات المتخصّصة. كان مرجعاً في تاريخ الموارنة الديني، وقد ترك لنا عشرات المقالات والمؤلَّفات عن أغلب البطاركة والمطارنة البارزين والنخب الفكرية عندهم. وله العديد من المخطوطات، مع العلم أنه يحمل شهادات عالية في اللاهوت والفلسفة والأثار المسيحية. ودكتوراه من جامعة توما الأكويني- روما. وقد علَّم التاريخ في أكثر من جامعة... تحيّة له في يوم رحيله".

ندوة حول رواية كمال ديب 'مندلى' في معرض الكتاب – أنطلياس نظمتها 'دار النهار'
ندوة حول رواية كمال ديب 'مندلى' في معرض الكتاب – أنطلياس نظمتها 'دار النهار'

سيدر نيوز

time١٠-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • سيدر نيوز

ندوة حول رواية كمال ديب 'مندلى' في معرض الكتاب – أنطلياس نظمتها 'دار النهار'

نظّمت 'دار النهار' ندوة حول كتاب الباحث الدكتور كمال ديب 'مندلى' رواية لبنانية، شارك فيها مدير الدار القاضي زياد شبيب، والدكتور الهام تابت، والكاتب الدكتور كمال ديب، في قاعة الاخوين الرحباني، ضمن نشاطات المهرجان اللبناني للكتاب ال42 الذي تنظمه الحركة الثقافية – أنطلياس، بحضور حشد من الشخصيات الثقافية والادبية والاعلامية والاجتماعية. واختتمت الندوة بتوقيع الكتاب في جناح 'دار النهار' في المعرض. شبيب بعد النشيد الوطني تحدث شبيب فقال: 'في كتاب مندلى اكتملت ثلاثية كمال ديب الروائية الرساليّة التي أراد التعبير فيها عن مخزون آخر من تجربته المعاشة وذاكرته الخاصة وخلاصات قراءاته وتأملاته الفكرية في إطار أدبي آخر لا يتسع له النوع الذي عُرف فيه في مؤلفاته البحثية في الاقتصاد والتاريخ والسياسة'. واضاف: 'الإطار الروائي الذي وضع فيه كمال ديب كل مكنوناته الغنيّة أثبت العديد من الحقائق التي تنبغي الإشارة إليها: أولًا: أن الرواية، وتحديدًا النوع الروائي الذي اختار اعتماده والتعبير من خلاله، وهو أدب الرواية الألمانية، أي الرواية التعليمية أو التثقيفية، هي الإطار الأمثل لحمل المخزون الفكري والثقافي للكاتب ضمن سياق قادر على نقل هذا المخزون إلى مدى أوسع انتشارًا وأعظم أثرًا من الأُطر الأدبية الأخرى ولا سيما البحثية منها. ثانيًا: تعد الرواية وسيطا لا يقل شأنًا عن تلك المؤلفات من حيث المحتوى المعرفي الذي يشكل محطّ اهتمامهم في العادة، لا بل إنه يتفوّق ربما وفي جوانب عديدة على النوع الذي اعتادوه. ثالثًا: أن الكاتب الباحث عندما يبلغ مستوى عاليًا من النضج المعرفي الممزوج بالتجربة الإنسانية العميقة كما هي حال الدكتور كمال ديب، تظهر فيه علامات الإبداع الأدبي وتتفتح تعبيراته المكنونة لتظهر ما يختلجه من مشاعر ومواهب دفينة'. وتابع: 'في مندلى، التي ينبغي أن يكون الحديث اليوم حولها، أبدع كمال ديب في البناء الروائي الذي لم تَعُزْه الحبكة ولم يغب عنه التشويق، وهذا لا يمنع من التوقف في هذه العجالة عند العناصر أو المميزات التالية: الأماكن: أحداث الرواية تدور في أماكن ثلاث رئيسة، بيروت وتحديدًا في حي الصنائع، والشوف بين عين الباروك وبعقلين، وكندا مونتريال. وفي رواية 'مندلى' يتمكن كمال ديب من حملك بسهولة والانتقال بك إلى الأماكن التي يسرد فيها أحداث الرواية حتى وإن لم تكن ممن زاروها سابقًا. النفس البشرية والمشاعر: 'مندلى' رواية تثقيفية ولكن المشاعر الإنسانية العميقة لشخصياتها تشكل أساس البناء فيها والحب لا يغيب عنها، وإن لم تكن رواية عاطفية. الكثافة الفكرية والثقافية: تتميز رواية مندلى وروايات كمال ديب الثلاث، بالمحتوى الثقافي الهام. وبالخبرة الشخصية'. ثم تحدثت الدكتورة تابت فقالت: 'في روايته الجديدة 'مندلى'، يتابع الدكتور كمال ديب عملًا جبارًا، إذ يخوض مجال الأدب الروائي الذي بدأت رحلته معه في روايته 'أنغلا' وبعدها 'مجدلى'. فالمفكر والباحث في مجالات السياسة والاقتصاد والتاريخ، صاحب مسيرة زاخرة بالعطاء، لكنّه لا يكتفي بما حققه في مجالات اختصاصه. إنّه يتابع البحث والتنقيب مسكونًا بهاجس وطني وقومي وإنساني، مشدودًا إلى جذوره، محاولاً بكل ما أوتي من فكر ومعرفة أن يعطي وطنا منهكًا وأمة مشرذمة وإنسانية فقدت وجهها، شيئًا من الضوء'. اضافت: 'ذاك هو الخيط الذي يُمسك مؤلفاته في مختلف المجالات، ويجعلنا نستشّف أمرين مترابطين: الأول ملامح رحلته مع ذاته من خلال بعض شخصيات رواياته. والثاني مدى انغراسه بأرضٍ غادرها صغيرًا إلى كندا حيث صنع مسيرة مجليّة وشغل مناصب رفيعة كباحث في الاقتصاد وكأستاذ جامعي، لكنّه ظل ملتصقًا بأماكن الطفولة ورائحة الصعتر، وظل يحلم بأنّ غداً أفضل سيكون لوطنه الأم'. وتابعت: 'صحيح أنّ الإنسان محكوم بالحنين إلى الأرض الأولى التي تنشّق هواءها ولعب بترابها ونشأ بين أهلها، وهذا الحنين كان رافعة لنهضة أدبية وشعرية لدى أجيال من المهاجرين اللبنانيين إلى أصقاع العالم بحثًا عن حياة أفضل وهربًا من الظلم والتخلّف. لكنّ هذا الحنين كما نعاينه في مؤلفات كمال ديب يخرج عن سياق التعبير الجمالي لدى الكثيرين من أهل القلم المهاجرين، فهو ينحو إلى خيار قد لا يتخذه الكثيرون ممن حققوا نجاحات في الخارج. هكذا نرى المؤلف يتخلّى عن وظيفته لدى الحكومة الكندية والتي يحلم بها كثيرون، ويتفرّغ للكتابة عن وطنه ومشرقيته. وإذ يُسأل عن ذلك يُفصح عن تساؤلات طرحها على نفسه حول العدالة وتوزيع الثروات والمداخيل في عالم متوّحش يُمعن في زيادة ثروات القلة على حساب إفقار الكثرة، وبالتالي حول ما يحتاجه الإنسان ليعيش بسلام من دون أن يأكل أخيه الإنسان أو يدمر الطبيعة. وختمت: 'شرّفني كمال ديب عندما طلب مني قراءة مسوّدة 'مندلى' ومن ثم كتابة مقدمة لها، وبقدر ما شعرت بالمتعة والتأثر في قراءتي لهذه الرواية، سأختصر في الكلام عنها، لأترك للقارىء متعة الاكتشاف والدهشة في مرافقة بطلتها، من طفولتها إلى بلوغها مرحلة التنوّر وإن كان نسبًا. ديب وفي الختام تحدث المؤلف ديب فقال: 'روايتي الجديدة 'مندلى' وهي تستكمل ثلاثيتي عن العادات والتقاليد اللبنانية. فبعد روايتيّ مجدلى و آنغيلا ، أقدّم الرواية الثالثة مندلى. عن فتاة لبنانية في مسيرتها من المراهقة والثورة وإندفاعة الشباب إلى الحكمة واتزان العقل. أستعملُ في رواية مندلى تقنيات أدب الرواية الألمانية. فهي أولاً من صنف الـ Bildungsroman أي هي رواية تعليمية تثقيفية، فيتمتّع القارىء بالسرد وبالوقائع ولكنّه يستفيد أيضاً من المعلومات التاريخية والإخلاقية ويتجّه إلى الحياة الفضلى وهو يغوص في صفحاتها. وهي ثانياً تستعمل تقنية الـ dopperlganger 'أي االشخص البديل عن بطل القصة. والذي نجده في لارا وهي صديقة مندلى التي ترافقها وتمارس حياة متحرّرة يرافقها المجون والتفلّت في بيروت السبعينات. وهي أمور لا تمارسها مندلى نفسها كي تحافظ على عفافها النسبي ولكي يغفر لها القارىء هفواتها فيما بعد'. وختم: 'ثمّة تقنية تدعى deus ex machina أي 'الصدفة الإلهية'. ففي الأدب اليوناني القديم تصل حبكة الدراما إلى موقف مستحيل، فيهبط الإله في صندوق من سقف المسرح (كالمصعد الكهربائي اليوم) ويعطي الحل بمشيئته فتستمرّ الدراما. وفي روايتنا هنا أمثلة عن هذه التقنية، مثلاً عندما تسافر مندلى إلى كندا على بعد عشرة ألآف كيلومتر من لبنان، فإذا بها في الأسبوع التالي لوصولها إلى مونتريال تلتقي صديق المدرسة جو سليمان في الشارع، وهي صدفة هامة جدّاً تساهم في رسم بقية القصة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store