logo
#

أحدث الأخبار مع #حكة

لماذا نشعر بالحكة لمجرد التفكير في الحشرات؟
لماذا نشعر بالحكة لمجرد التفكير في الحشرات؟

رؤيا نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • صحة
  • رؤيا نيوز

لماذا نشعر بالحكة لمجرد التفكير في الحشرات؟

لا تحتاج الحشرة إلى الزحف فعليًا على جلدك كي تشعر بالحكة. فبالنسبة لكثيرين، مجرد الحديث عن الحشرات أو التفكير فيها كفيل بإثارة شعور وهمي قوي بالحكة، وهي ظاهرة يطلق عليها العلماء اسم 'الحكة المعدية'. وبحسب تقرير نشره موقع 'هافنغتون بوست'، يقول الخبراء إن هذا التفاعل الشائع ينجم عن قدرة الدماغ على محاكاة التجارب الحسية دون وجود محفز جسدي حقيقي. ويوضح طبيب الأعصاب الدكتور شاهين لاخان: 'الدماغ لا يكتفي بمعالجة الواقع، بل يصنعه. فعندما تسمع عن حشرات تزحف على فروة رأس شخص ما أو تتخيل وجود بق الفراش في المرتبة، ينشط دماغك الدوائر العصبية نفسها كما لو أن ذلك يحدث لك فعلًا'. ترتبط هذه المحاكاة الحسية بما يُعرف بـ'المعالجة من الأعلى إلى الأسفل'، حيث تؤثر الأفكار والذكريات والمشاعر في الطريقة التي ندرك بها العالم من حولنا. وفي هذه الحالة، تنشأ الحكة من مواقف متخيلة، تثيرها صور مرئية، أو أوصاف لفظية، أو حتى ذكرى حية من تجربة سابقة مع الحشرات. وتنشط القشرة الحسية الجسدية، وهي المنطقة في الدماغ المسؤولة عن معالجة الإحساس الجسدي واللمس، كما لو كانت تستجيب لحشرة حقيقية. لكن الجهاز الحسي ليس الوحيد المعني، إذ تشارك أيضًا مراكز المشاعر مثل اللوزة الدماغية، التي تضخم الإحساس بعدم الارتياح حين تراود الدماغ صور ذهنية مزعجة لحشرات تزحف على الجلد. ويقول لاخان: 'في جوهر الأمر، الحكة التي تشعر بها هي محاولة مفرطة من دماغك لحمايتك، مثل إنذار حريق يطلق صفارته عند أول إشارة لخطر، سواء كان حقيقيًا أو لا'. وترتبط هذه الاستجابة المفرطة بتطور الإنسان عبر التاريخ. وتشرح العالمة العصبية فريدريكه فابريتيوس: 'سواء كانت الحشرة حقيقية أم متخيلة، فإن أدمغتنا تستجيب بطريقة مشابهة، لأن الحشرات شكلت خطرًا حقيقيًا عبر التاريخ، لكونها قد تنقل الأمراض أو الطفيليات. ومن منظور تطوري، كان من الأفضل المبالغة في الحذر من تجاهل الخطر'. وتؤدي 'الخلايا العصبية المرآتية' دورا مهما في هذه الظاهرة، فهذه الخلايا تتنشط عند قيام الإنسان بفعل معين، وكذلك عندما يشاهد شخصا آخر يقوم بالفعل نفسه. لذا، عندما ترى شخصا يخدش جلده أو تسمع وصفًا لتفشٍ للحشرات، قد يحاكي دماغك الإحساس نفسه. ويوضح لاخان: 'هذه تجربة تعاطفية غير مباشرة يمكن أن تجعلك تشعر بالحكة بمجرد المشاهدة أو الاستماع'. وهذا ما يفسر كيف تنتشر تقارير عن انتشار القمل أو بق الفراش وتثير ردود فعل جسدية حقيقية ضمن مجموعات كاملة من الناس. فقد أظهرت الدراسات أن بعض المرضى في عيادات الأمراض الجلدية يصابون بحكة وهمية بعد سماع أوصاف مفصلة لأعراض آخرين. لكن ليس الجميع عرضة لهذه الظاهرة بالدرجة نفسها، فالأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق، أو ممن يتمتعون بتعاطف مفرط، أو من لديهم وعي حسي داخلي مرتفع، أي حساسية أكبر تجاه إشارات الجسد، هم أكثر عرضة لتجربة 'الحكة المعدية'. ويضيف لاخان: 'إذا كنت من النوع الذي يتفقد ساقيه فور سماعك عن القراد في رحلة مشي، فذلك يشير إلى أن رادارك الداخلي شديد الحساسية'. وفي حين أن هذه الظاهرة عادة ما تكون غير ضارة، إلا أنها قد تتحول إلى مشكلة لدى البعض. فالحك الزائد نتيجة الحكة المتخيلة يمكن أن يؤدي إلى تهيج الجلد، وزيادة القلق، واضطرابات في النوم. وفي الحالات الشديدة، قد تتداخل مع حالات نفسية مثل 'الطفيليات الوهمية'، حيث يعتقد المصابون بأنهم يعانون من غزو حشري رغم عدم وجود دليل طبي على ذلك. لكن بالإمكان الحد من تأثير الحكة المعدية من خلال مجموعة من الاستراتيجيات. ويقول لاخان إن الخطوة الأولى هي الإدراك بأن الإحساس نابع من الدماغ، لا من الجسم. 'فمجرد الوعي بذلك يمنحك قدرة على السيطرة عليه'. ويوصي باستخدام تقنيات إعادة التفسير الذهني والتركيز الأرضي، مثل الانتباه إلى التنفس أو الإحساس بملامسة الأرض أو الملابس، لتحويل التركيز بعيدًا عن الإشارات المتخيلة. ويمكن أيضا اللجوء إلى التحفيز الحسي البديل. ويقترح لاخان: 'مرر يديك تحت الماء البارد أو امسك شيئًا ذا نسيج مميز ككرة توتر أو سوار حُبيبي. هذه الوسائل توفر للدماغ إشارات حسية حقيقية تتفوق على الإحساس الوهمي'. أما على المدى الطويل، فتتمثل الحلول في تقليل التوتر والقلق، اللذين يجعلان الدماغ أكثر حساسية تجاه التهديدات. وتوضح فابريتيوس: 'ممارسة تقنيات الاسترخاء كالتنفس العميق تُنشّط الجهاز العصبي اللاودي، ما يهدئ استجابة الجسم للمحفزات'. كما تنصح فابريتيوس بالتعرض التدريجي للحشرات كنوع من العلاج بالتعويد. 'كلما ازدادت درجة تعوّدك على الحشرات، قلّ احتمال أن يبالغ دماغك في رد الفعل. مع مرور الوقت، يمكنك تدريب جسدك على البقاء هادئًا في وجودها'. ورغم أن الحديث عن الحشرات قد يبقى مزعجًا إلى حد ما، فإن فهم الآليات الدماغية التي تقف وراء الإحساس بالحكة يمكن أن يساعد في التخفيف من تأثيره. والمرة المقبلة التي يتحدث فيها أحدهم عن بق الفراش؟ قد تشعر بالحكة بالفعل، لكنك على الأقل ستعرف مصدرها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store