logo
#

أحدث الأخبار مع #فرونتيرزإنفيتيريناريساينس،

الباندا لا تفضل اللحوم.. كيف أصبح هذا الحيوان اللطيف نباتياً؟
الباندا لا تفضل اللحوم.. كيف أصبح هذا الحيوان اللطيف نباتياً؟

النهار

time١٣-٠٣-٢٠٢٥

  • صحة
  • النهار

الباندا لا تفضل اللحوم.. كيف أصبح هذا الحيوان اللطيف نباتياً؟

لطالما حيّرت الباندا العملاقة البشر. فرغم تصنيفهاlk ضمن الحيوانات آكلة اللحوم، إلا أن هذه الكائنات اللطيفة تفضل قضاء أيامها في التهام الخيزران بدلاً من مطاردة الفرائس. ويتساءل العلماء دائماً عن سر هذا التناقض، وكيف استطاعت الباندا التكيف مع نظام غذائي نباتي لا يتناسب مع طبيعتها البيولوجية. هل تخبئ الباندا أسراراً تطورية مذهلة؟ هل يمكن أن تكشف لنا عن أسرار التكيف مع البيئة؟ أجاب العلماء عن هذه الأسئلة وكشفوا في رحلة بحثية شيّقة غموض الباندا النباتية! في دراسة جديدة نشرت أخيراً في مجلة "فرونتيرز إن فيتيريناري ساينس"، تعمق العلماء في دراسة السلوك الغذائي لهذا الحيوان، وكشفوا نتائج جديدة؛ إذ حلل باحثون عينات دم من مجموعات متنوعة من الباندا، شملت الإناث الصغيرات والبالغات، والذكور البالغين. بالإضافة إلى ذلك، فحصوا أنواعاً مختلفة من الخيزران الذي تتغذى عليه مثل البراعم والسيقان والأوراق. وكشفت التحليلات أن دم الباندا يحتوي على 57 نوعاً من الجزيئات، جزيئات الحمض النووي الريبوزي الصغيرة "miRNA" المشتقة من الخيزران، والتي تؤثر بشكل مباشر على الجينات المسؤولة عن حاسة التذوق والشم، وعمليات الهضم، وإفراز الهرمونات، مما يُساعد الباندا على التكيف مع نظامها الغذائي النباتي بشكل فعال. الحفاظ على الباندا يقول الدكتور فينج لي، الباحث في جامعة غرب الصين العادية والمؤلف الرئيسي للدراسة في تصريحات خاصة لـ"النهار"، إن "الدراسة كشفت أن بعض الجزيئات الدقيقة التي يحملها الخيزران، والمعروفة باسم جزيئات الحمض النووي الريبوزي الصغيرة "miRNA"، يمكنها الدخول إلى أجسام الباندا عبر جسيمات صغيرة تُسمى الإكسوزومات، والتي تعمل حاملات للمعلومات بين الخلايا. بمجرد دخولها إلى مجرى الدم، يُمكن لهذه الجزيئات التأثير على الجينات، مما يساعد الباندا في عمليات حيوية مثل الهضم والتمثيل الغذائي والتكيف مع طبيعة غذائها". بحسب لي، تساعد هذه الجزيئات الباندا على تمييز طعم الخيزران ورائحته، مما يمكّنها من تجنب المواد السامة. كذلك تؤثر على مادة الدوبامين في الدماغ، والتي تلعب دوراً في اختيار الطعام. بالإضافة إلى ذلك، تعمل على تحسين الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، مما يسمح للباندا بالبقاء بصحة جيدة رغم اعتمادها على الخيزران، وهو نبات فقير بالعناصر الغذائية. يُظهر هذا الاكتشاف كيف أن هذه الجزيئات الصغيرة تلعب دوراً كبيراً في تكيف الباندا الفريد مع طعامها الأساسي، مما يساعدها على البقاء والازدهار على كوكبنا. يرى المؤلف الرئيسى أن هذه الدراسة يمكن أن تساهم بشكل كبير في جهود الحفاظ على الباندا العملاقة، من خلال فهم دور جزيئات "miRNA" المستمدة من الخيزران في تكيف الباندا مع نظامها الغذائي. "بناءً على هذه المعرفة، يمكن لعلماء الحفاظ على البيئة حماية الموائل الطبيعية الغنية بالخيزران الذي يحتوي على هذه الجزيئات المفيدة، مع ضمان تنوع أنواع الخيزران المتاحة للباندا، مما يساعد في تحقيق توازن غذائي مثالي"، على ما يقول لي. ويتابع: "أما بالنسبة الى الباندا التي تعيش في الأسر (حدائق الحيوان أو مراكز الحفاظ على الحياة البرية)، فيمكن استخدام هذه المعلومات لتطوير مكملات غذائية تحاكي تأثير جزيئات الحمض النووي الريبوزي الصغيرة، مما يحسن صحتها وتكيفها مع بيئتها". ونظراً الى دور "miRNA" في تنظيم عمليات التكاثر، يشير الدكتور فينج إلى إمكان الاستفادة من هذه المعرفة في برامج التربية، بحيث يمكن اختيار أزواج التزاوج بناءً على السمات المرتبطة بهذه الجزيئات، مما يعزز الصحة الجينية ويزيد من فرص بقاء الباندا العملاقة على المدى الطويل. فوائد عدة يوضح فينج لي أنه يمكن أن تستفيد أنواع حيوانية أخرى من نتائج هذه الدراسة بطرق عدة، فمثلاً: يُمكن تعزيز كفاءة الجهاز الهضمي للحيوانات العاشبة، بحيث إن جزيئات "miRNA" المشتقة من النباتات في غذائها قد تحسن امتصاص العناصر الغذائية، مما يمكّن الماشية من هضم المواد النباتية الليفية بشكل أفضل. كما يمكن تعزيز جهاز المناعة لدى الحيوانات آكلة اللحوم، فبما أن بعض جزيئات "miRNA" تستهدف الجينات المتعلقة بالمناعة، فإنها قد تساعد حيوانات مثل الخنازير والدببة على مقاومة الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تؤثر تلك الجزيئات على اختيار الطعام لدى الحيوانات التي لديها تفضيلات غذائية محددة، مما قد يساعد الثدييات الصغيرة التي تعتمد على نباتات معينة في تحديد مصادر غذائية أكثر تغذية، وتالياً يحسن من بقائها على قيد الحياة وصحتها بشكل عام. ثمّة فوائد أخرى لنتائج هذه الدراسة، تبعاً لما يقول الدكتور لي؛ إذ تعمل على تحسين تقييم سلامة الأغذية النباتية من خلال تسليط الضوء على دور جزيئات الحمض النووي الريبوزي الصغيرة "miRNA" المشتقة من النباتات. ويوضح أنه "عند تقييم هذه الأغذية، علينا مراعاة تأثير تلك الجزيئات على الجينات في كل من الحيوانات والبشر. بالنسبة الى الحيوانات، يمكننا تحليل ما إذا كانت "miRNA" في نباتات الأعلاف تُعوق عمل الجينات الطبيعي، مما يؤثر على النمو أو التكاثر أو الصحة". يختتم الدكتور فينج لي حديثه بالإشارة إلى الفوائد المحتملة لنتائج هذه الدراسة على البشر، فيقول: "يمكننا دراسة ما إذا كانت جزيئات "miRNA" في الأنظمة الغذائية النباتية تستهدف الجينات البشرية بطرق ضارة، مثل التداخل مع الجينات المسؤولة عن التمثيل الغذائي أو وظيفة المناعة. من خلال تحديد هذه المخاطر، يمكننا تطوير بروتوكولات تقييم أكثر شمولًا لضمان سلامة الأغذية النباتية لكل من الحيوانات والبشر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store