
غارة جديدة على حي الشجاعية، ونتنياهو يدعم فصل جنود إسرائيليين بعد رسالة احتجاج
أفادت هيئة الدفاع المدني في غزة بأن طواقمها تنتشل عدداً من القتلى والمصابين في منزل عائلة "أبو العون" بحي الشجاعية، استهدفته الطائرات الإسرائيلية الخميس، كما وردت أنباء عن استهداف مجموعة من الأهالي بجانب مبنى الخدمة العامة بمحيط السامر في مدينة غزة.
يأتي ذلك بعد يوم من غارة إسرائيلية، الأربعاء، على مربع سكني قرب مسجد الهواشي بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصاً، معظمهم من الأطفال والنساء.
ووصفت حركة حماس غارة الأربعاء بأنها "واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية"، التي أسفرت عن مقتل 29 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 50 آخرين، مع استمرار البحث عن عشرات المفقودين تحت الأنقاض.
يأتي ذلك بعد أسابيع من هجوم متجدد للجيش الإسرائيلي على القطاع المنكوب، في الوقت الذي أعاد فيه منع دخول المساعدات شبح المجاعة إلى سكانه البالغ عددهم نحو مليونين ونصف نسمة.
وذكرت الكاتبة الفلسطينية الغزية بسمة المشهراوي على حسابها على فيسبوك، الأربعاء، أن "ثمانية منازل متلاصقة تعرضت لحزام ناري عنيف في الشجاعية، جميعها كانت مأهولة في لحظة القصف" مقدرة عددهم بأكثر من 100 شخص.
وأوضحت وزارة الصحة في غزة الخميس أن مستفيات القطاع استقبلت 40 قتيلاً خلال يوم الأربعاء، وأن حصيلة الضحايا منذ 18 مارس/آذار مع خرق الهدنة بلغت 1522 قتيلاً و3834 مصاباً، لترتفع الحصيلة الإجمالية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 50,886 قتيلاً ونحو 115,875 مصاباً.
"انتقام سادي"
وفي أول رد فعل على الغارة التي استهدفت المدنيين في حي الشجاعية، قالت حركة حماس إن ما وصفتها بـ"المجازر" و"الجرائم الوحشية" المتواصلة بغطاء من الإدارة الأمريكية، تمثل "وصمة عار" في للمجتمع الدولي.
وأضافت الحركة في بيان لها أن إسرائيل تهدف من خلال غاراتها إلى "الإبادة والانتقام السادّي"؛ مهددة بأنها "لن تمضيَ بلا حساب، ولن تسقط بالتقادُم".
وحث البيان الدول العربية والإسلامية على التحرك العاجل واستخدام أدوات للضغط على إسرائيل، بدلاً من "التصريحات والإدانات الخجولة" التي لم تعد مقبولة في ظل تصاعد الأوضاع في غزة، بحسب البيان.
كما طالب البيان الدول التي ما زالت تُقيم علاقات مع إسرائيل، بقطع العلاقات وإغلاق السفارات.
وفي بيان منفصل، رحبت حماس بموقف الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، في دورتها الـ150 المنعقدة في العاصمة الأوزبكية طشقند، التي أعربت فيها عن رفض مخططات "تهجير" سكان قطاع غزة.
ووصف بيان الحركة، الخميس، جهود البرلمانات العربية والإسلامية والإفريقية بأنها تمثل "صفعة جديدة للاحتلال وداعميه، وتأكيداً دولياً متجدداً على عدالة القضية الفلسطينية وحق شعبنا في أرضه"، داعياً إلى ضرورة "تفعيل" مقاطعة إسرائيل وعزلها دولياً، واتخاذ إجراءات رادعة.
الإفراج عن معتقلين
شهد صباح الخميس إطلاق سراح 10 معتقلين فلسطينيين من غزة، كانوا في السجون الإسرائيلية خلال الحرب المستمرة، حيث وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في مخيم دير البلح وسط القطاع لإجراء فحوص طبية وتلقي العلاج.
وقال شهود عيان إن غالبية المفرج عنهم ظهرت عليهم علامات تعذيب قاسية، وإن أحدهم رجل مسن لم يقو على الحركة بسبب التعذيب الذي كان ظاهراً على جسده، وكان غالبيتهم معتقلين في سجن سيدي تيمان سيء السمعة في صحراء النقب.
دعم فصل جنود إسرائيليين
على صعيد آخر، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه قراره وزير الدفاع يسرائيل كاتس الذي أعلن فصل كل جندي وضابط وقع على الرسالة التي تطالب باستعادة الرهائن المحتجزين في غزة ولو كان ذلك على حساب وقف الحرب.
وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رسالة احتجاج وقّعها ألف جندي، بعضهم خدم سابقاً في سلاح الجو وبعضهم الآخر في الخدمة الفعلية، مطالبين بإعادة الرهائن الإسرائيليين، حتى لو كان يعني ذلك إنهاء الحرب.
ونُشرت الرسالة، التي وقّعها أيضًا قادة في الطيران الحربي مسؤولون عن تنفيذ الغارات الجوية، كإعلان في وسائل الإعلام جاء فيه: "دعوة لإعادة جميع الرهائن حتى لو كان هذا ثمناً لوقف الأعمال العدائية".
وكان من بين الموقعين على الرسالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق وقائد سلاح الجو الإسرائيلي دان حالوتس، ونمرود شيفر، رئيس مديرية التخطيط السابق في الجيش الإسرائيلي، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ونصت الرسالة على أن "استمرار الحرب لا يُحقق أيًا من الأهداف المعلنة للحرب، وسيؤدي إلى موت الرهائن، وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي والمدنيين الأبرياء"، في إشارة إلى أن القتال الحالي ذو دوافع سياسية.
وأضافت الرسالة أن الواقع أثبت أنه "لا يمكن إعادة الرهائن بسلام إلا بالاتفاق مع حركة حماس، بينما يؤدي الضغط العسكري أساساً إلى قتل الرهائن وتعريض جنودنا للخطر. وندعو جميع مواطني إسرائيل إلى التعبئة للتحرك".
وجاء أول رد رسمي من قائد سلاح الجو الإسرائيلي الذي هدد بتسريح أي جندي احتياط نشط يوقّع رسالة تنتقد الحرب الدائرة ضد حماس، وأعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن دعمه للقرار.
وقال نتنياهو في بيان: "رفض الخدمة هو رفض خدمة، حتى لو كان مجرد تلميح بلغة مُزيّفة. إن التصريحات التي تُضعف جيش الدفاع الإسرائيلي وتُقوّي أعداءنا في زمن الحرب، لا تُغتفر".
ووصف نتنياهو الموقعين بأنهم "مجموعة من المتطرفين المهمّشين الذين يحاولون مرة أخرى تحطيم المجتمع الإسرائيلي من الداخل. لقد حاولوا القيام بذلك قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفسرت حماس دعوات الرفض على أنها ضعف".
وأفاد موقع يديعوت أحرونوت الإسرائيلي بأن الرسالة "أزعجت" المسؤولين العسكريين والسياسيين، وأن قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء تومر بار، سعى إلى منع نشرالرسالة التي كان من المقرر نشرها يوم الثلاثاء.
وبعد نشرها، بادر بار، بالاشتراك مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، إلى فصل جنود الاحتياط النشطين الذين وقّعوا الرسالة، حيث أكد الجيش أنه لا يمانع احتجاج جنود الاحتياط على أي مسألة تتعلق بحياتهم المدنية، شريطة عدم ذكر اسم الجيش أو دورهم.
وبما أن الرسالة موقعة من قبل "أفراد القوات الجوية الاحتياطية والمتقاعدين"، قال الجيش إنه لا يستطيع قبول وضع يستخدم فيه جنود الاحتياط "اسم سلاح الجو الإسرائيلي" للاحتجاج على المسائل السياسية.
في حين قالت مصادر إسرائيلية إن مجموعة من الضباط والجنود الذين اتُخِذ قرار بفصلهم من الخدمة، يعتزمون عقد مؤتمر صحفي مساء الخميس لتوضيح أن موقفهم لا يتمثل في رفض الخدمة العسكرية وإنما وقف الحرب.
رشقات صاروخية
على الصعيد الميداني، أفادت كتائب القسام على حسابها على تليغرام بأنها قصفت مدينة "أسدود" برشقة صاروخية من طراز "S55" رداً على "المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
كما عرض حساب سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ما يقول إنها مشاهدة من زراعة وتفجير مقاتليها عبوة ناسفة من طراز "ثاقب" في دبابة إسرائيلية خلال توغلها بحي الشجاعية.
وفي إفادة منفصلة، قالت سرايا القدس إنها سيطرت الأربعاء على طائرتين إسرائيليتين من طراز "إيفو ماكس" خلال تنفيذهما مهام استخبارية في حي الشجاعية.
رصيد صفري للعديد من الأدوية
وجهت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة نداء عاجلاً لتعزيز الأرصدة الدوائية في المستشفيات ومراكز الرعاية، موضحة أن نسبة العجز وصلت إلى مستويات خطيرة وغير مسبوقة.
وقالت في بيان نشرته على تليغرام إن 37 في المئة من الأدوية الأساسية رصيدها صفر، وهو الرصيد ذاته لـ59 في المئة من المستهلكات الطبية.
وأضاف البيان أن 80 ألف مريض سكري و110 مريض بضغط الدم لا تتوافر لهم الأدوية الضرورية، كما أن 54 في المئة من أدوية السرطان وأمراض الدم رصيدها صفر.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن إغلاق المعابر أمام الإمدادات الطبية والأدوية يفاقم الأزمة في القطاع المنكوب، وأن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ تعمل ضمن أرصدة مستنزفة من الأدوية والمهام الطبية المنقذه للحياة.
"حلقة موت لا نهاية لها"
من ناحية أخرى، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي حديثه للصحفيين في مقر الأمم المتحدة الثلاثاء، كرر الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى تجديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين داخل القطاع الذي لم تصله المساعدات منذ الثاني من مارس/آذار.
وقال غوتيريش: "مع نضوب المساعدات، أُعيد فتح أبواب الرعب"، واصفاً غزة بأنها "ساحة قتل" يعيش فيها المدنيون "في حلقة موت لا نهاية لها".
وأشار إلى أن وقف إطلاق النار كان فعالاً؛ حيث سمحت الهدنة بإطلاق سراح الرهائن، وكذلك توزيع المساعدات الضرورية، قائلاً "لأسابيع، صمتت البنادق، وأزيلت العوائق، وتوقف النهب، وتمكنا من توصيل الإمدادات المنقذة للحياة إلى كل جزء تقريبًا من قطاع غزة"، الأمر الذي انتهى بـ "تدمير" الاتفاق.
كما استعان الأمين العام ببيان مشترك صادر عن رؤساء الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، صدر الاثنين، والذي دحض التأكيدات الإسرائيلية على وجود ما يكفي من الغذاء في غزة لإطعام الجميع.
وعلى الرغم من الاستعداد الأممي لتقديم المساعدات، قال الأمين العام: "إن آليات التفويض التي اقترحتها السلطات الإسرائيلية مؤخراً لتوصيل المساعدات، تُخاطر بمزيد من التحكم في المساعدات وتقييدها بلا مبالاة حتى آخر سعرة حرارية وحبة دقيق".
وحذّر من أن "المسار الحالي طريق مسدود لا يُطاق بتاتًا في نظر القانون الدولي والتاريخ"، محذراً من خطر تحول الضفة الغربية المحتلة إلى غزة أخرى، مع ازدياد الوضع سوءاً.

Try Our AI Features
Explore what Daily8 AI can do for you:
Comments
No comments yet...
Related Articles


Reuters
5 hours ago
- Reuters
ألمانيا تغير لهجتها تجاه إسرائيل بسبب الهجمات "غير المنطقية" على غزة
توركو (فنلندا)/برلين 27 مايو أيار (رويترز) - وجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الثلاثاء أشد توبيخ لإسرائيل حتى الآن وانتقد الغارات الجوية المكثفة على غزة قائلا إنه لم يعد من الممكن تبريرها بهدف محاربة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإنها "لم تعد منطقية". تعكس هذه التعليقات، التي جاءت خلال مؤتمر صحفي في فنلندا، تحولا أوسع نطاقا في الرأي العام وكذلك استعدادا أكبر لدى كبار السياسيين الألمان لانتقاد سلوك إسرائيل منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. ووجه وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول انتقادات مماثلة، وتتصاعد دعوات من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم، لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل خشية مواجهة ألمانيا اتهامات بالتواطؤ في جرائم حرب. ورغم أن تحول اللهجة ليس انهيارا تاما للعلاقات الألمانية الإسرائيلية، فإن له أهمية في بلد تتبع قيادته سياسة المسؤولية الخاصة تجاه إسرائيل والالتزام بأمنها ومصالحها الوطنية بسبب إرث المحرقة النازية. تعد ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، من أشد الداعمين لإسرائيل لكن كلمات ميرتس تأتي في وقت يراجع فيه الاتحاد الأوروبي سياساته تجاه إسرائيل، كما هددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" بشأن غزة. وقال ميرتس في توركو بفنلندا "لم تعد الضربات العسكرية المكثفة التي يشنها الإسرائيليون في قطاع غزة تنم عن أي منطق بالنسبة لنا. كيف تخدم (هذه الضربات) الهدف المتمثل في مواجهة الإرهاب... في هذا الشأن، أنظر إلى هذا الأمر على نحو معارض للغاية". وأضاف "أنا أيضا لست من بين أولئك الذين بادروا بقول ذلك... لكن يبدو لي أن الوقت حان لأقول علنا إن ما يحدث حاليا لم يعد منطقيا". هذه التعليقات لها أهميتها الخاصة بالنظر إلى أن ميرتس فاز في انتخابات فبراير شباط الماضي متعهدا باستضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الأراضي الألمانية في تحد لمذكرة اعتقال بحقه أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية. ويعلق ميرتس صورة في مقر المستشارية لشاطئ زيكيم، حيث وصل مقاتلو حماس على متن قوارب خلال هجوم 2023 الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية. ويعتزم المستشار الألماني التحدث إلى نتنياهو هذا الأسبوع في وقت قتلت فيه الهجمات الإسرائيلية على غزة العشرات في الأيام القليلة الماضية ويواجه سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة خطر المجاعة. ولم يرد على سؤال حول صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، وقال مسؤول حكومي في مؤتمر صحفي إن هذه مسألة تخص مجلسا للأمن يرأسه ميرتس. وأقر رون بروسور السفير الإسرائيلي لدى برلين بالمخاوف الألمانية اليوم الثلاثاء لكنه لم يدل بتعليقات. وقال بروسور لشبكة زد.دي.إف "عندما يثير فريدريش ميرتس هذا الانتقاد لإسرائيل، فإننا ننصت جيدا لأنه صديق". تأتي تصريحات ميرتس في خضم معارضة واسعة للممارسات الإسرائيلية. إذ أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "سيفي"، ونُشر في صحيفة "تاجس شبيجل" هذا الأسبوع، أن 51 بالمئة من الألمان يعارضون تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. وعلى نطاق أوسع، أظهر مسح أجرته مؤسسة بيرتلسمان في مايو أيار أن 60 بالمئة من الإسرائيليين لديهم رأي إيجابي أو إيجابي للغاية تجاه ألمانيا، بينما ينظر 36 بالمئة فقط من الألمان إلى إسرائيل بشكل إيجابي و38 بالمئة ينظرون إليها بشكل سلبي. ويعكس هذا المسح تغييرا ملحوظا عن الاستطلاع الأخير الذي أُجري عام 2021، إذ كان 46 بالمئة من الألمان لديهم رأي إيجابي تجاه إسرائيل. بينما لا يُقر سوى ربع الألمان بمسؤولية خاصة تجاه إسرائيل، في حين يعتقد 64 بالمئة من الإسرائيليين أن على ألمانيا التزاما خاصا تجاههم. ووجه فيليكس كلاين مفوض الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة معاداة السامية توبيخا آخر لاذعا لإسرائيل هذا الأسبوع، ودعا إلى مناقشة موقف برلين تجاه إسرائيل، قائلا إن الدعم الألماني بعد المحرقة لا يمكن أن يبرر كل ما تفعله إسرائيل. وقال المؤرخ الإسرائيلي موشيه زيمرمان إن الرأي العام في ألمانيا تجاه إسرائيل كان رد فعله مماثلا للموقف في بلدان أخرى. ومضي يقول "يكمن الفرق في النخب السياسية، فالنخبة السياسية (في ألمانيا) لا تزال تخضع لتأثير دروس الحرب العالمية الثانية بطريقة أحادية البعد.. تتمثل في القول 'كان اليهود ضحايانا خلال هذه الحرب، لذلك يتعين علينا أن ندعمهم أينما كانوا ومهما فعلوا'". واستطرد "يمكنك أن تلمس ذلك في رد فعل وزير الخارجية الألماني الجديد، فاديفول، وبشكل غير مباشر في عدم تكرار ميرتس وعده بدعوة نتنياهو لزيارة البلاد. هذا وضع غير مسبوق، إذ يُجبر الضغط من الأسفل الطبقة السياسية على إعادة النظر".


Alaraby Aljadeed
8 hours ago
- Alaraby Aljadeed
نتنياهو يتراجع عن تلميحه بإمكان التوصل إلى صفقة مع حماس "اليوم أو غداً"
تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الاثنين، عن تصريح له بإمكانية إعلان التوصل إلى صفقة مع حركة حماس "اليوم أو غداً" وقال إنه لم يقصد هذا التاريخ تحديداً. وقال نتنياهو في تصريح متلفز مقتضب: "إطلاق سراح مختطفينا (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) هو في صدارة أولوياتنا، وآمل جداً أن نتمكن من إعلان شيء بهذا الشأن. إن لم يكن اليوم – فغداً". لكنه تراجع بعد ذلك بوقت قصير، وقال في بيان لمكتبه: "المقصد لم يكن بشكل ملموس (يشير) إلى اليوم أو غداً، بل إلى الجهود الدائمة المبذولة للتوصل إلى صفقة". من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مصادر إسرائيلية مطلعة لم تسمها، إنّ "نتنياهو قصد القول إننا نعمل بجد وإن لم تتم صفقة اليوم فلن نستسلم"، وفق تعبيرها. وادعت المصادر بالقول: "نمارس الضغط على حماس وكذلك (المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط ستيف) ويتكوف ونأمل في أخبار طيبة، لكن المقصود كان المستقبل القريب وليس بالضرورة اليوم أو غداً (...) كانت مجرد طريقة تعبير". وخلّف تصريح نتنياهو المتلفز حماسة كبيرة لدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين الذين توجهوا إلى منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش لطلب توضيحات بشأنه، وفق ما أوردته القناة السابعة العبرية. وقالت عائلات المحتجزين، في بيان: "نشعر بأنهم يعذبوننا، كل تصريح من هذا النوع يجعل قلوبنا المكسورة تقفز "، وفق القناة 12 العبرية. أخبار التحديثات الحية حركة حماس توافق على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة وعلى منصة إكس، كتبت عيناف تسنغاوكر والدة المحتجز الإسرائيلي ماتان: "نتنياهو يمارس إرهاباً نفسياً ضد عائلات المختطفين ويُعذّبنا ليل نهار بينما ابني وحيد في نفق ويعاني ضمور العضلات، وهذا الأمر يتكرر كثيراً". من جانبه، قال روبي حين، والد المحتجز إيتاي، على "إكس"، إنّ العائلات "سئمت من التصريحات". وأضاف: "رئيس الوزراء يستطيع أن يعلن اليوم إنهاء الحرب، بعدما تم القضاء على كل قيادة حماس، ويُفرج عن الـ58 مختطفاً الذين اختطفوا خلال ولايته". وفي وقت سابق مساء الاثنين، تضاربت الأنباء، بشأن موقف "حماس" والحكومة الإسرائيلية على مقترح قدمه ويتكوف لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. ففي الوقت الذي قال فيه مصدر فلسطيني مقرب من "حماس"، إن الحركة وافقت على مقترح ويتكوف، ادعى موقع والاه العبري أن ويتكوف نفى موافقة حماس على مقترحه وقال إن "تل أبيب قبلت به". وأفاد المصدر لـ"الأناضول"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته بأن "حماس وافقت على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حرصاً على مصلحة شعبنا ووقفاً للإبادة المستمرة". وأضاف أن "ويتكوف قدّم مقترحاً قبل أيام يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة على دفعتين مقابل هدنة تراوح بين 60 يوماً وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة إلى المنطقة العازلة الممتدة على حدود القطاع". وأوضح أنه "خلال فترة الهدنة يتم البدء بمفاوضات جادة توصل إلى وقف حرب الإبادة وبضمان أميركي". في المقابل، ادعى "والاه" العبري أن ويتكوف "نفى" موافقة حركة حماس على مقترحه الذي يتضمن إطلاق سراح نصف المختطفين الأحياء ونصف جثامين القتلى. كما قال ويتكوف، وفق ادعاء الموقع، إن إسرائيل وافقت على المقترح، مستدركاً: "ما سمعته حتى الآن من حماس كان مخيباً للآمال وغير مقبول تماماً". ومراراً، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حالياً على إعادة احتلال غزة. والخميس، وجه نتنياهو بإعادة فريق التفاوض الإسرائيلي من الدوحة، وذلك بعد رفضه مطالب حركة حماس بالحصول على ضمانات أميركية لإنهاء الحرب. وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفاً في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة. وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود. (الأناضول)


Alaraby Aljadeed
9 hours ago
- Alaraby Aljadeed
اقتحام واسع للأقصى بمشاركة بن غفير في ذكرى "احتلال القدس"
اقتحم أكثر من ألفي مستوطن، على رأسهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير ، ووزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، وعضو الكنيست من حزب "القوة اليهودية" إسحاق كرويزر، باحات الأقصى المبارك، في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس عام 1967. وقال عضو رابطة أمناء الأقصى، فخري أبو دياب، في حديث مع "العربي الجديد"، "إن ما يشهده المسجد الأقصى هو من أشدّ وأقسى وأعتى الأيام التي تمرّ على المدينة ومقدساتها"، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي عمد منذ مساء أمس إلى "عسكرة مدينة القدس بالكامل من خلال نصب الحواجز والمتاريس، ومنع الوصول حتى إلى البلدة القديمة، التي تُعدّ شريان الحياة التجاري في القدس، ما أدى إلى خنق اقتصادي متعمد، ومنع للسكّان من الحركة ومغادرة منازلهم". وأكد أبو دياب أن جماعات "الهيكل" التي حشدت آلاف المستوطنين للاقتحام "تسعى لتكريس صورة السيادة والهيمنة على القدس الشرقية، من خلال صبغها بألوان العلم الإسرائيلي، وتكثيف أعداد المقتحمين؛ بهدف إشعار الفلسطينيين بأنهم غرباء في مدينتهم". وأشار أبو دياب إلى أنّ أعداد المقتحمين خلال الساعات المقبلة ستتجاوز الآلاف، في ظل دعم وحماية من شرطة الاحتلال التي تسعى من خلال هذا الحشد الكبير لإثبات سيطرتها على المدينة. وأكد أن "ضخ هذه الأعداد يأتي ضمن مخطط تشارك فيه المؤسسة الرسمية الإسرائيلية مباشرة، ما يعكس انخراطها الكامل في هذا التصعيد والانتهاكات". أخبار التحديثات الحية حماس: اقتحامات المسجد الأقصى حرب دينية تستهدف القدس وقال: "الاحتلال لا يستهدف فقط المسجد الأقصى، بل يسعى لتغيير المشهد العام في القدس، عبر الاستفزازات والاعتداءات على المقدسيين وممتلكاتهم، وإطلاق العنان للمتطرفين من جماعات الهيكل". وبحسب أبو دياب، فإن 12 حاخاماً يشاركون اليوم في الاقتحامات، وهم يعتبرون من أشدّ اليهود تطرفاً والذين ينتمون إلى الحركة الصهيونية الدينية. كذلك تزامنت الاقتحامات مع عقد الحكومة الإسرائيلية جلسة استثنائية في أقصى شمال بلدة سلوان قرب حي وادي حلوة الملاصق للسور الجنوبي للمسجد الأقصى، وذلك يعني مشاركة الحكومة الاسرائيلية علناً في دعم الاقتحامات وليس اقتصار ذلك على وزراء متطرفين، إضافة إلى شطب صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية وإلغاء الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى. واعتبر أبو دياب أن هدف الاحتلال من الحشد الكبير في ذكرى احتلال القدس، الانتقام من رمزية معركة "طوفان الأقصى". وأشار إلى أن الاحتلال يحاول استغلال العدوان على قطاع غزة وانشغال العالم به، للانتقام من اسم المعركة، لتفريغ هذه التسمية من مضمونها، واستعادة الاعتبار للتيارات اليمينية المتطرفة التي تقود الحكومة الإسرائيلية اليوم. ولفت إلى أن "ما يجري اليوم في الأقصى يختلف عن أي عام سابق، إذ إن الاحتلال نجح، ولو جزئياً، في عزل القدس وفرض التقسيم الزماني، وأضعف حالة التضامن العربي والإسلامي، في ظل تنازل الأمة عن نصرة القدس، ما يشجع الاحتلال على المضي في مشاريعه التهويدية". من جانبها، أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في بيان صحافي، بأن المستوطنين أدوا طقوساً تلمودية علنية واستفزازية داخل باحات المسجد، ورفعت مستوطِنة علم الاحتلال ورقصت في المنطقة الشرقية من الأقصى. وتزامن ذلك مع فرض الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة، شملت نصب الحواجز وتضييق الحركة على المقدسيين، ولا سيما في محيط باب العامود والبلدة القديمة. وبحسب ما أفادت مصادر محلّية لـ"العربي الجديد"، فإن مجموعة من المستوطنين حاولت إدخال "لفائف التوراة" عبر باب المغاربة، كذلك فرضت شرطة الاحتلال حصاراً ميدانياً وقيوداً مشددة على الحركة والعبادة في أحياء القدس.