logo
تقرير لـ"National Interest": تفكيك البرنامج النووي الإيراني لا يعني الحرب

تقرير لـ"National Interest": تفكيك البرنامج النووي الإيراني لا يعني الحرب

ذكر موقع "The National Interest" الأميركي أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضع خطاً أحمر لا يُسمح لأحد بتجاوزه. ففي مقابلة أجريت معه في 4 أيار، صرّح بأنه لن يقبل إلا بـ"التفكيك الكامل" للبرنامج النووي الإيراني كهدف لأي اتفاق مستقبلي مع طهران. في الواقع، لا شك أن تفكيك البرنامج النووي الإيراني مطلبٌ صعبٌ على النظام الديني، ومع ذلك، فإن السعي إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني ليس المسار الصحيح فحسب، بل هو الاستراتيجية الوحيدة المجدية إذا ما سعى ترامب إلى التوصل إلى حل دبلوماسي دائم للأزمة النووية. لن تُجدي الإجراءات الجزئية نفعًا، ولن يؤدي السعي إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني حتمًا إلى حرب. ولكي يتسنى بناء القوة التفاوضية اللازمة لتحقيق هذه النتيجة، تواصل الإدارة حملتها للضغط الأقصى، التي أطلقتها في عام 2018 لخفض عائدات طهران النفطية وقطع البنوك الإيرانية عن الشبكة المالية العالمية".
وبحسب الموقع، "منذ شباط، فرضت إدارة ترامب أكثر من سبع جولات من العقوبات استهدفت أسطول إيران السري والكيانات الصينية التي تستورد النفط الخام الإيراني ومنتجات بترولية أخرى بشكل غير قانوني. لقد حققت هذه الاجراءات هدفها. فالإيرانيون، الذين شعروا بخيبة أمل واستياء من الانخفاض التاريخي للريال إلى أكثر من مليون ريال للدولار في آذار، يواجهون الآن ارتفاعًا في التضخم يتجاوز 3% شهريًا، مع اقتراب المعدل السنوي من 40%. وفي الوقت عينه، أدت الحملة التي تشنها إسرائيل منذ عام 2024 ضد حماس وحزب الله، بالإضافة إلى انهيار نظام بشار الأسد في سوريا ، والغارات الجوية الأميركية على الحوثيين إلى تقليص النفوذ الإقليمي للجمهورية الإسلامية بشكل كبير".
وتابع الموقع، "إن ضعف طهران اليوم يمنح الولايات المتحدة نفوذًا غير مسبوق في المفاوضات النووية، لكن الكثيرين في واشنطن دقّوا ناقوس الخطر، مجادلين بأن تفكيك البرنامج النووي الإيراني هدف غير واقعي سترفضه طهران، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب إذا نفذت إدارة ترامب تهديداتها. مع ذلك، دأب هؤلاء النقاد على تصوير سياسات ترامب في الشرق الأوسط على أنها نذير صراع إقليمي كبير، إلا أن هذه التوقعات لم تتحقق مرارًا وتكرارًا خلال ولايته الأولى. وتجلى المثال الأوضح في عام 2020 عندما اغتالت الولايات المتحدة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني. حينها، استغلّ المرشحون الديمقراطيون للرئاسة عام 2020 الذعر الذي أصاب الأميركيين بعد هذه العملية، وحذّر جو بايدن من أن الولايات المتحدة "على شفا صراع كبير في الشرق الأوسط"."
وأضاف الموقع، "لا شك أن رد الجمهورية الإسلامية الفعلي بإطلاق عشرات الصواريخ الباليستية على قاعدة الأسد الجوية الأميركية في العراق كان تاريخيًا، ويُقال إنه أكبر هجوم صاروخي باليستي على القوات الأميركية حتى الآن، لكنه كان مع ذلك معتدلاً. وفي الواقع، بلغ الحرس الثوري الإيراني واشنطن مسبقًا عبر وسطاء عراقيين بضربته الانتقامية. وفي الوقت عينه، نقلت وزارة الخارجية الإيرانية الرسالة عبر السفارة السويسرية، مما سمح للموظفين الأميركيين بالاحتماء ونقل المعدات. في واقع الأمر، كان الهجوم يهدف فقط إلى الحفاظ على ماء الوجه والإشارة إلى أن القواعد الأميركية تقع ضمن نطاق الصواريخ الإيرانية. وبرز هذا النمط من المبالغة في تقدير رد إيران المحتمل أيضًا خلال الفترة التي سبقت الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). وقد صوّره مؤيدو الاتفاق مرارًا وتكرارًا على أنه البديل الوحيد للتصعيد الواسع النطاق. وفي عام 2015، صرّح وزير الخارجية آنذاك جون كيري للكونغرس قائلًا: "إما هذا الاتفاق أو الحرب"."
وبحسب الموقع، "مع ذلك، لم تندلع الحرب بعد انسحاب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2018. وفي حين بدأت إيران بتوسيع برنامجها النووي عقب الانسحاب، لم يتسارع البرنامج إلا بعد فوز بايدن في الانتخابات في تشرين 2020. وفي عهد بايدن، بدأ النظام في نشر أجهزة طرد مركزي متطورة وتخصيب اليورانيوم إلى مستويات 60% في عام 2021، وحتى 84% لفترة وجيزة في عام 2023، وهي مستويات أقل بقليل من درجة الأسلحة، أي 90%. ومن السياسات الأخرى المثيرة للجدل تجاه إيران في عهد ترامب تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمةً إرهابيةً أجنبيةً في نيسان 2019. وفي عام 2017، جادل نائب وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن بأن المخاوف من "رد فعل" من طهران حالت دون اتخاذ إدارة باراك أوباما هذه الخطوة. كما أعرب العديد من المسؤولين في مؤسسة الأمن القومي عن مخاوفهم من أن يُعرّض تصنيف المنظمة الإرهابية الأجنبية حياة الأفراد الأميركيين في العراق للخطر".
وتابع الموقع، "بالمثل، لم يقتصر القلق من سياسات ترامب على النظام الإيراني فحسب، بل شمل وكلاءه أيضًا. فعندما وعد ترامب عام 2016 بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، حذّر أوباما من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى عواقب وخيمة. وبعد إعلان البيت الأبيض عن نقل السفارة عام 2017، دعت حركة حماس إلى انتفاضة، وحثت على العنف ضد اليهود. وفي حين أثارت هذه الدعوة مخاوف من اندلاع انتفاضة واسعة النطاق شبيهة بالانتفاضتين الأولى والثانية، كانت الاضطرابات التي أعقبت ذلك محدودة النطاق بشكل ملحوظ".
وختم الموقع، "بناء على ما سبق، إن تفكيك الأسلحة النووية ليس مرغوباً فيه فحسب، بل إنه قابل للتحقيق، والسبب في أن الاكتفاء بما هو أقل من ذلك من شأنه أن يهدر لحظة نادرة من النفوذ الأميركي".

Orange background

Try Our AI Features

Explore what Daily8 AI can do for you:

Comments

No comments yet...

Related Articles

ترامب "حذر" نتنياهو من "تخريب" المفاوضات مع إيران
ترامب "حذر" نتنياهو من "تخريب" المفاوضات مع إيران

Al Modon

time31 minutes ago

  • Al Modon

ترامب "حذر" نتنياهو من "تخريب" المفاوضات مع إيران

ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من ضربة إسرائلية محتملة على منشآت إيرانية نووية، فيما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من إعاقة المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران. ونقل الموقع عن مسؤول في البيت الأبيض، أن "ترامب أبلغ نتنياهو أنه يريد التوصل لحل دبلوماسي مع إيران، ولا يريد أن يقف أي شيء في طريقه إلى ذلك". وأضاف المسؤول أن "ترامب ومسؤولين آخرين أعربوا عن قلقهم من أن يأمر نتنياهو بضرب المنشآت النووية الإيرانية أو يتخذ خطوات تفشل الجهود الدبلوماسية". وأضاف أن ترامب أكد لنتنياهو أن "الخيار الآخر ما زال مطروحاً على الطاولة"، في إشارة إلى الخيار العسكري، لكنه يفضل منح المسار الدبلوماسي فرصة. وأوضح أن ترامب "شجّع نتنياهو على التصرف بحذر". ووصفت القناة (12) الإسرائيلية، أمس الاثنين، المكالمة التي جرت بين ترامب ونتنياهو، الخميس الماضي، بأنها "مشحونة ودراماتيكية"، مشيرة إلى أنها كشفت عن تباين كبير في المواقف بين تل أبيب وواشنطن بشأن الملف النووي الإيراني. وبعد المكالمة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحافي، إن "الرئيس أوضح تماماً لرئيس الحكومة نتنياهو أنه يريد اتفاقاً مع إيران". وأضافت "هو لا يريد اللجوء إلى الخيار الصعب، يريد صفقة. إنه يؤمن بالدبلوماسية بقوة، وقد أوضح ذلك لنتنياهو". وأعرب ترامب ومسؤولون أميركيون آخرون، في محادثات مغلقة، عن قلق متزايد من احتمال أن يقدم نتنياهو على شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية أو اتخاذ خطوات تعرقل الجهود الدبلوماسية، وفق مصدر "واللا". تحذير أميركي مباشر وفي لقاء عقدته وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نوم، مع نتنياهو، الأحد الماضي، نقلت له مجدداً رسالة من ترامب بضرورة تجنب خطوات تعرقل المفاوضات، بحسب ما نقل "واللا" عن مسؤول إسرائيلي. وقالت نوم في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إنها أجرت "حديثاً صريحاً ومباشراً" مع نتنياهو، وأكدت له على أهمية "الوحدة ومنح العملية فرصة للتقدم"، مضيفة أن ترامب سيتخذ قراراً بشأن المفاوضات خلال أيام، وليس أسابيع. وقال المسؤول الإسرائيلي إن نوم نقلت عن ترامب قوله لنتنياهو: "أعطونا أسبوعاً"، فيما قالت الوزيرة الأميركية إنها "طلبت من رئيس الحكومة أن يعمل مع الرئيس ترامب لضمان اتخاذ قرارات حكيمة بشكل مشترك". وكان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مصدرين إسرائيليين، أن تل أبيب تجري استعدادات لتوجيه ضربة سريعة لمنشآت إيران النووية إذا انهارت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران. وقال المصدران إن الاستخبارات الإسرائيلية بدلت اعتقادها بأن التوصل لاتفاق نووي بات وشيكاً إلى الاعتقاد بأن المحادثات على وشك الانهيار. وأشار أحد المصدرين إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن "نافذة الفرصة" لتنفيذ ضربة ناجحة قد تُغلق قريباً، لذا إذا فشلت المفاوضات، سيتعيّن على إسرائيل التحرك بسرعة. بزشكيان في عُمان من جهة ثانية، أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال لقائه سلطان عُمان هيثم بن طارق، عن امتنانه وشكره لمسقط على "دورها النشيط والبنّاء" في المفاوضات الإيرانية-الأميركية، معرباً عن أمله في أن تصل هذه المفاوضات إلى "نتائج جيدة". وأكد الرئيس الإيراني أن طهران "لديها ثقة تامة" بسلطنة عُمان، "ما يحمّل على عاتقهما مسؤولية أكبر لتعزيز العلاقات ومتابعة تنفيذ التفاهمات". بدوره، أعرب بن طارق عن شكره للمرشد الإيراني علي خامنئي، على "حُسن ثقته" في سلطنة عُمان للعب دور الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، مؤكداً "أن بلاده لا تبحث في هذا المسار عن أي مصلحة أو منفعة خاصة، ودخلت ذلك بنيّة حسنة". وخاطب الرئيس الإيراني بالقول: "كونوا على ثقة بأننا سنتابع بكل احترام ودقة" مواقف المرشد الإيراني.

ترامب يصعد لهجته تجاه بوتين: يلعب بالنار
ترامب يصعد لهجته تجاه بوتين: يلعب بالنار

time44 minutes ago

ترامب يصعد لهجته تجاه بوتين: يلعب بالنار

صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، من لهجته تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قائلا إن الأخير 'يلعب بالنار'. وتأتي أحدث تعليقات ترامب في أعقاب بعض من أكبر الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أوائل عام 2022. وقال ترامب، في منشور على منصة 'تروث سوشيال': 'ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا وجودي، لكانت حدثت بالفعل أمور سيئة جدا لروسيا، وأنا أقصد ذلك تماما. إنه يلعب بالنار!'. (سكاي نيوز)

ترامب: بوتين يلعب بالنار
ترامب: بوتين يلعب بالنار

Elmarada

timean hour ago

  • Elmarada

ترامب: بوتين يلعب بالنار

بعد توجيهه انتقادات لفلاديمير بوتين خلال الأيام الماضية، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نظيره الروسي 'يلعب بالنار'. وكتب ترامب في منشور على 'تروث سوشيال' 'ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا وجودي، لكانت روسيا قد شهدت بالفعل أحداثاً سيئة للغاية، بل سيئة للغاية. إنه يلعب بالنار!'. فرض عقوبات ولأكد عدة أشخاص مقربين من الرئيس الأميركي أنه يدرس فرض عقوبات على روسياهذا الأسبوع، في ظل تزايد إحباط ترامب من هجمات الرئيس الروسي المستمرة على أوكرانيا وبطء وتيرة محادثات السلام، وفق ما نقلت صحيفة 'وول ستريت جورنال'. إلى ذلك، أوضح أشخاص مطلعون على تفكير ترامب أنه سئم أيضا من مفاوضات السلام، ويفكر في التخلي عنها تمامًا إذا لم تُجدِ المحاولة الأخيرة نفعًا. فيما أوضحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي 'أوضح رغبته في رؤية اتفاق سلام تفاوضي. لكنه أبقى جميع الخيارات مطروحة بذكاء'. وكان ترامب ألمح يوم الأحد الماضي إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا. وقال عن بوتين: 'إنه يقتل الكثير من الناس.. لا أعرف ما الذي أصابه.. ؟' فيما وشت تلك التطورات بتدهور جديد في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، التي شهدت تقلبات صعودًا وهبوطًا حتى في الأشهر القليلة الماضية. علماً أن ترامب كان أكد مرارا منذ توليه منصبه الرئاسي في يناير الماضي أنه قادر على وقف الحرب الروسية الأوكرانية، مكررا أن علاقته بنظيره الروسي جيدة جدا. وساطة أميركية يذكر أن الإدارة الأميركية كانت أطلقت قبل أشهر وساطة من أجل وقف الحرب بين كييف وموسكو، حيث زار المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف روسيا نحو 4 مرات التقى خلالها بوتين. في حين عقد قبل أكثر من أسبوع لقاء روسي أوكراني في اسطنبول، إلا انه لم بفض إلا إلى تبادل مئات الأسرى بين البلدين، دون تحقيق اختراق سياسي. على الرغم من أن الكرملين أكد أمس أن العمل مستمر على مسودة مذكرة سلام روسية.

DOWNLOAD THE APP

Get Started Now: Download the App

Ready to dive into the world of global news and events? Download our app today from your preferred app store and start exploring.
app-storeplay-store