logo
من الدعم للانتقاد.. كيف تحولت شعبية ترامب في أول 100 يوم؟

من الدعم للانتقاد.. كيف تحولت شعبية ترامب في أول 100 يوم؟

أظهرت النتائج أن غالبية الأميركيين لا يوافقون على طريقة إدارة ترامب ، لا سيما للملف الاقتصادي، مما أثار تساؤلات حول قدرته على الحفاظ على الدعم الشعبي المطلوب لتحقيق أجندته السياسية.
ورغم هذه النتائج السلبية، لم يتوانَ ترامب عن الرد بشكل حاد، متهماً تلك الاستطلاعات بالتزوير والتحريف، موجهاً انتقادات لاذعة لتلك المؤسسات التي نفذتها.
واعتبر ترامب أن هذه الاستطلاعات لا تعكس الواقع الفعلي لمدى تأييد الشعب الأميركي لسياساته، محذراً من محاولات تشويه صورته وسمعته.
يأتي ذلك في وقت يواجه فيه ترامب تحديات متعددة، سواء على صعيد السياسة الداخلية أو في تعاملاته مع القضايا الاقتصادية، وهو ما قد يؤثر على قدرته على تحقيق النجاح في ملفات رئيسية مثل الاقتصاد والعلاقات الخارجية.
أظهرت مجموعة من استطلاعات الرأي الجديدة أن شعبية ترامب تتراجع مع إكمال 100 يوم في منصبه، وأن الأميركيين يتشككون في إجراءاته الشاملة لتحويل الحكومة.
أظهرت ثلاثة استطلاعات رأي نُشرت يوم الأحد أن غالبية الأميركيين لا يوافقون على طريقة تعامل ترامب مع الرئاسة.
تُعدّ نسبة تأييده - التي تتراوح بين 39 و45 بالمئة في الاستطلاعات الثلاثة - الأدنى لأي رئيس أميركي مُنتخب حديثاً بعد مرور 100 يوم على توليه منصبه منذ أكثر من سبعة عقود، وفقًا لشبكة "سي إن إن".
استطلاع صحيفة واشنطن بوست بالاشتراك مع إيه بي سي نيوز وإيبسوس يُظهر أن أن 39 بالمئة فقط من البالغين في الولايات المتحدة يوافقون على تعامل ترامب مع الرئاسة.
استطلاع آخر أجرته سي إن إن بالاشتراك مع إس إس آر إس، يُظهر أن 41 بالمئة من الأميركيين يوافقون على أدائه.
كما وجد استطلاع للرأي أجرته إن بي سي نيوز أن 45 بالمئة فقط من البالغين في الولايات المتحدة يوافقون على أدائه.
وبحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، تمثل أحدث معدلات الموافقة تغييراً كبيراً منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير وارتفاع معدلات تأييده. ويوضح التقرير أن ترامب يفقد أيضاً ثقة الناخبين في قدرته على إدارة الاقتصاد ، وهي قضيةٌ جعلها محور حملته الانتخابية للعام 2024، وتُعدُّ دائماً من أهم القضايا لدى الناخبين. وقد أدت رسومه الجمركية الشاملة إلى تفاقم التقلبات في الأسواق المالية.
أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي إن إن" بالتعاون مع SSRS أن 52 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة يثقون في قدرة ترامب على التعامل مع الاقتصاد، وذلك بانخفاض قدره نحو 13 نقطة مئوية عن ديسمبر.
أظهر استطلاع صحيفة واشنطن بوست وشبكة إيه بي سي نيوز وشركة إيبسوس أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الأميركيين، 72 بالمئة، يعتقدون أنه من "المحتمل" أو "إلى حد ما" أن سياسات ترامب الاقتصادية سوف تتسبب في ركود اقتصادي في الأمد القريب.
أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة إن بي سي نيوز أن أغلبية الأميركيين لا يوافقون على طريقة تعامل ترامب مع التجارة والتعريفات الجمركية ( بنسبة 61 بالمئة) والتضخم وتكلفة المعيشة (60 بالمئة).
تحديات كبيرة
من جانبه، يقول خبير العلاقات الاقتصادية الدولية، محمد الخفاجي، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواجه تحديات كبيرة مع بداية ولايته الثانية، وتُبرز النتائج تآكل قاعدته الشعبية.
ويحدد أبرز مواطن الخلل التي أظهرتها النتائج، على النحو التالي:
رغم انخفاض معدلات البطالة إلى 4.2 بالمئة في مارس، يُبدي أكثر من نصف الأميركيين -طبقاً لبعض الاستطلاعات- قلقهم من ارتفاع مستويات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.
يُعرب قطاع واسع من الأميركيين في الوقت نفسه عن عدم رضاهم عن أسلوب ترامب في التعامل مع التوترات مع الصين وروسيا.
كذلك الحال بالنسبة للقضايا الداخلية، مع رفض قطاع عريض من الأميركيين سياسات الهجرة الجديدة التي اعتُبرت أكثر تشددًا من ولايته الأولى، بالإضافة إلى انتقادات واسعة لإدارته ملف الرعاية الصحية.
ويشير إلى أن هذه النتائج تعني أن الرئيس الأميركي بدأ ولايته الثانية بأضعف مستويات الدعم الشعبي لرئيس أميركي منذ عقود، مما قد يضعف من قدرته على تمرير أجندته السياسية في الكونغرس، ويجعله أكثر عرضة للضغوط الداخلية والخارجية.
يفقد الناخبون أيضاً ثقتهم بقدرة ترامب على التعامل مع الهجرة، وهي قضية سياسية بارزة أخرى ركز عليها خلال حملته الانتخابية.
ووجدت شبكة CNN أن 45 بالمئة من الأميركيين يوافقون على قدرة ترامب على التعامل مع الهجرة، بتراجعٍ عن نسبة 60 بالمئة في ديسمبر.
وانخفضت شعبية ترامب بشكل حاد على أسس حزبية، حيث وافقت أغلبية الجمهوريين على رئاسة ترامب بينما رفضتها أغلبية الديمقراطيين.
ومن بين المستقلين، وهي الكتلة التصويتية التي خسرها ترامب بفارق ضئيل في نوفمبر ، أبدى 58 بالمئة منهم عدم موافقتهم على طريقة تعامل ترامب مع الرئاسة، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
وفي سياق متصل، يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن:
نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة خلال أول 100 يوم من رئاسة ترامب، تُظهر نظرة سلبية للأوضاع الاقتصادية، كانت متوقعة إلى حد كبير.
المواطن الأميركي كان يأمل أن يؤدي انتخاب الرئيس ترامب إلى تحقيق نمو اقتصادي قوي واستمرار الزخم في الأسواق.
سياسات الرسوم الجمركية التي انتهجها ترامب، والتي شملت العالم بأسره وليس الصين فقط، أثرت سلباً على المستهلك الأميركي.
شمولية هذه السياسات وارتفاع حجم الرسوم الجمركية خلقا ضغوطاً على ثقة المستهلك والمستثمر، مما أدى إلى خروج العديد من المستثمرين من الأسواق الأميركية.
ويشير يرق إلى أن هذه السياسات، بالرغم من قسوتها، قد تدفع لاحقاً نحو تصحيح هيكلي قد يصب في مصلحة الاقتصاد الأميركي، لكنه يوضح أن استطلاعات الرأي تظهر أن أكثر من 60 بالمئة من الأميركيين يعتقدون بأن الولايات المتحدة قد تواجه ركوداً أو انكماشاً اقتصادياً.
وينوّه بأن:
الجرأة التي أظهرها ترامب في فرض هذه السياسات لم يسبقه إليها أي رئيس آخر.
تسبب هذه السياسات ارتفاع معدلات التضخم، ومن ثم تآكل القدرة الشرائية للمواطن الأميركي، مما يزيد من الضغوط السلبية على الرئيس ترامب.
نتائج هذه الإجراءات قد تظهر آثارها الإيجابية على المدى الطويل، خاصة في دعم الصناعات الأميركية وتعزيز النمو المحلي.
ويعتقد بأنه مع أي تطور إيجابي، خصوصاً إذا تم تخفيف الرسوم الجمركية وإعادة الثقة إلى المستهلكين، قد نشهد انتعاشاً نسبياً في النصف الثاني من عام 2025، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الثقة بالاقتصاد الأميركي وتحسن شعبية ترامب، خاصة مع تنفيذ وعود تخفيض القيود التنظيمية ودعم الشركات.
وفي هذا السياق، وبحسب "فوكس نيوز":
يميل المستثمرون أكثر من غير المستثمرين إلى الموافقة على أداء ترامب في إدارة شؤون الاقتصاد والتضخم والرسوم الجمركية والضرائب، كما يُقيّمون الظروف الاقتصادية بإيجابية أكبر، سواءً للبلاد أو لعائلاتهم.
وبينما يشعر عدد أكبر من المستثمرين بالقلق إزاء سوق الأسهم، فإن عددًا أكبر من غير المستثمرين قلقون بشأن التضخم والركود الاقتصادي هذا العام.
أثر الرسوم
وإلى ذلك، تشير خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى أن:
النتائج السلبية الحالية التي تُظهرها استطلاعات الرأي بالنسبة لترامب تعود إلى تعنت في عدد من الملفات الاقتصادية وفرض رسوم جمركية مبالغ بها.
بالإضافة إلى التصريحات غير المسؤولة التي صدرت عنه والتي تحدث فيها عن أمور مثل موقفه من كندا وغرينلاند، وأخيراً حديثه عن المرور المجاني عبر قناة السويس وقناة بنما.
فيما يتعلق بالداخل الأميركي، هناك حالة من عدم الرضا تجاه تصريحات ترامب، لا سيما مع تزايد العداء الدولي تجاه الولايات المتحدة.
وتوضح أن ترامب رفع سقف طموحاته ومحاولاته لاستخدام الترغيب والترهيب للضغط على الدول، فيما لم يحقق أهدافه، وقد تضرر الاقتصاد الأميركي نفسه، وتتعرض الأسواق لخسائر فادحة، مشددة على أن تحسن المؤشرات رهن موقفه من تلك السياسات المثيرة للجدل، وهو ما ينعكس على معدلات تأييده داخلياً.
وأعلن ترامب عن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية على جميع شركاء الولايات المتحدة التجاريين في 2 أبريل، مما أدى إلى انخفاض حاد في أسواق الأسهم في الولايات المتحدة وخارجها، الأمر الذي أثار مخاوف الركود ودفع بعض حلفائه في مجتمع الأعمال إلى معارضة هذه السياسة. ودخلت تعريفة أساسية بنسبة 10 بالمئة على جميع الدول حيز التنفيذ في 5 أبريل، وفُرضت معدلات أعلى على الدول التي تعاني من عجز تجاري أميركي في منتصف أبريل، حتى أعلن ترامب تعليقًا لمدة 90 يومًا لجميع الدول باستثناء الصين.

Orange background

Try Our AI Features

Explore what Daily8 AI can do for you:

Comments

No comments yet...

Related Articles

بسبب صاروخ.. ماسك يرجئ الحديث عن خطة لإطلاق بعثات للمريخ
بسبب صاروخ.. ماسك يرجئ الحديث عن خطة لإطلاق بعثات للمريخ

Al Bayan

time10 minutes ago

  • Al Bayan

بسبب صاروخ.. ماسك يرجئ الحديث عن خطة لإطلاق بعثات للمريخ

أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، اليوم الثلاثاء، تأجيل كلمة كانت متوقعة عن خطة شركته سبيس إكس لإطلاق بعثات للمريخ لعدة ساعات، قائلاً إنه سيتحدث ولكن بعد اختبار إطلاق صاروخ ستارشيب في وقت لاحق من اليوم دون ذكر أسباب. وقال ماسك، وهو أغنى شخص في العالم وأحد الداعمين الرئيسيين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه سيقضي وقتاً أقل في العمل الحكومي والحملات السياسية في المستقبل ليركز على إمبراطوريته التجارية. وكان من المقرر أن يلقي ماسك كلمته الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:00 بتوقيت جرينتش) من منشأة صواريخ ستاربيس التابعة لسبيس إكس في تكساس. ولكن ماسك كتب على منصة إكس الساعة 1:06 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة أن كلمته "تأجلت إلى ما بعد إطلاق رحلة ستارشيب 9 الليلة" دون الخوض في التفاصيل. ومن المقرر أن تنطلق رحلة ستارشيب التجريبية في تمام 23:30 بتوقيت جرينتش، في أول محاولة إطلاق بعد انفجارين سابقين خلال المراحل الأولى من التحليق. ومن المتوقع أن يقدم ماسك في حديثه جداول زمنية وخططاً جديدة لإرسال صاروخ ستارشيب إلى المريخ. وسعت سبيس إكس ورواد فضاء في الحكومة الأمريكية خلال السنوات القليلة الماضية لإرسال بعثات للمريخ الذي يبعد عشرات الملايين من الأميال عن الأرض، لكنهم يواجهون صعوبات.

بسبب الضربة المحتملة ضد إيران.. تحذير واضح من ترامب لنتنياهو
بسبب الضربة المحتملة ضد إيران.. تحذير واضح من ترامب لنتنياهو

Sky News Arabia

time24 minutes ago

  • Sky News Arabia

بسبب الضربة المحتملة ضد إيران.. تحذير واضح من ترامب لنتنياهو

ونقل الموقع عن مسؤول في البيت الأبيض، أن " ترامب أبلغ نتنياهو أنه يريد التوصل لحل دبلوماسي مع إيران، ولا يريد أن يقف أي شيء في طريقه إلى ذلك". وأضاف المسؤول أن "ترامب ومسؤولين آخرين أعربوا عن قلقهم من أن يأمر نتنياهو بضرب المنشآت النووية الإيرانية أو يتخذ خطوات تفشل الجهود الدبلوماسية". وتابع المسؤول: "ترامب أكد لنتنياهو أن -الخيار الثاني لا يزال مطروحا على الطاولة-، لكنه يفضل أولا رؤية إن كان من الممكن التوصل لحل دبلوماسي". كما أكد أن "ترامب حذر نتنياهو الأسبوع الماضي من اتخاذ خطوات قد تضر بالمفاوضات النووية مع إيران". وكان موقع "أكسيوس" كشف، نقلا عن مصدرين إسرائيليين، أن تل أبيب تجري استعدادات لتوجيه ضربة سريعة لمنشآت إيران النووية إذا انهارت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران. وقال المصدران إن الاستخبارات الإسرائيلية بدلت اعتقادها بأن التوصل لاتفاق نووي بات وشيكا إلى الاعتقاد بأن المحادثات على وشك الانهيار. وأشار أحد المصدرين إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن "نافذة الفرصة" لتنفيذ ضربة ناجحة قد تُغلق قريبا، لذا إذا فشلت المفاوضات، سيتعيّن على إسرائيل التحرك بسرعة، فيما رفض المصدر الإفصاح عن سبب اعتقاد الجيش بأن فعالية الضربة ستقل لاحقا. وأكد المصدران تقريرا سابقا لشبكة "سي إن إن" الأميركية مفاده بأن الجيش الإسرائيلي يُجري تدريبات واستعدادات لشن ضربة محتملة في إيران.

الملك تشارلز ردا على تهديدات ترامب: من حق كندا تقرير مصيرها
الملك تشارلز ردا على تهديدات ترامب: من حق كندا تقرير مصيرها

Sky News Arabia

time2 hours ago

  • Sky News Arabia

الملك تشارلز ردا على تهديدات ترامب: من حق كندا تقرير مصيرها

وبدأ ملك بريطانيا تشارلز الثالث خطابا تاريخيا أمام البرلمان الكندي حيث يحدد الأولويات التشريعية في البلاد، مضيفا أن كندا تواجه "تحديات غير مسبوقة" في عالم لم يكن بمثل هذه الخطورة من قبل على الإطلاق. وأضاف: "الديمقراطية والتعددية وسيادة القانون و تقرير المصير والحرية، هي قيم يعتز بها الكنديون، وهي قيم عازمة الحكومة على حمايتها"، مشيرا إلى أن البلاد تمر بـ"لحظة حساسة" تتطلب التشبث بهذه المبادئ. ويُنظر لهذا الخطاب بصورة كبيرة على أنه إظهار للدعم في وجه تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضم كند لبلاده. ودفع تكرار ترامب لمقترح ضم أميركا لكندا رئيس الوزراء كارني لدعوة تشارلز للإدلاء بخطاب العرش. ويعد الملك رئيس دولة كندا ، التي تعد عضوا في الكومنولث البريطاني الذي يضم المستعمرات السابقة.

DOWNLOAD THE APP

Get Started Now: Download the App

Ready to dive into the world of global news and events? Download our app today from your preferred app store and start exploring.
app-storeplay-store