
صدمة أمريكية: رئيس إنتل يستثمر في مئات الشركات الصينية
استثمر ليب-بو تان، الرجل الذي تم اختياره لقيادة شركة إنتل، أكبر شركة أمريكية لصناعة الرقائق الإلكترونية، في مئات الشركات التكنولوجية الصينية، بما في ذلك ثماني شركات على الأقل لها صلات بجيش التحرير الشعبي الصيني، وفقًا لمراجعة رويترز لإيداعات الشركات الصينية والأمريكية.
أثار تعيين تان الشهر الماضي، وهو أحد أقدم المستثمرين في وادي السيليكون في مجال التكنولوجيا الصينية، كرئيس تنفيذي لشركة تصنع رقائق متطورة لوزارة الدفاع الأمريكية، تساؤلات بعض المستثمرين حول مدى مشاركته المستمرة مع الشركات في الصين.
وقد وجدت مراجعة رويترز أن تان يسيطر على أكثر من 40 شركة وصندوقاً صينياً بالإضافة إلى حصص أقلية في أكثر من 600 شركة استثمارية يديرها أو يمتلكها. وفي العديد من الحالات، يتشارك في ملكية حصص الأقلية مع كيانات حكومية صينية.
وقد أعرب العديد من المستثمرين الذين قابلتهم رويترز عن قلقهم من أن نطاق استثمارات تان قد يعقّد مهمة إنتل في إنعاشها. فإلى جانب الشركة العملاقة تايوان لصناعة أشباه الموصلات TSMC وهي أكبر شركة في العالم لصناعة هذه النوعية من المكونات التكنولوجية وشركة سامسونج للإلكترونيات، تُعد إنتل واحدة من ثلاث شركات في العالم تصنع رقائق الكمبيوتر الأكثر تطوراً، والوحيدة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.
قال أندرو كينج، الشريك في شركة رأس المال الاستثماري باستيل فنتشرز: 'الحقيقة البسيطة هي أن السيد تان غير مؤهل لتولي منصب رئيس أي شركة تنافس الصين، ناهيك عن شركة لها تداعيات فعلية على الاستخبارات والأمن القومي مثل إنتل وعلاقاتها القديمة الهائلة بجميع مجالات الاستخبارات الأمريكية والنظام البيئي الدفاعي.' . وأضاف كينج إنه ليس لديه أو لدى صندوقه استثمارات في إنتل.
ولكن البعض يرى في سنوات خبرة تان في الاستثمار في الشركات الناشئة في الصين كفاءات أساسية لإحياء الأيقونة الأمريكية المتعثرة.
'قال ستايسي راسجون المحلل لدى بيرنشتاين: 'لقد كان على رأس قائمتي وقوائم معظم المستثمرين الذين يريدونه لترأس شركة إنتل، إنه أسطورة وهو موجود منذ زمن بعيد.'
وقد قام تان باستثماراته من خلال شركة والدن إنترناشيونال، وهي شركة رأس المال الاستثماري في سان فرانسيسكو التي أسسها في عام 1987، بالإضافة إلى شركتين قابضتين مقرهما هونج كونج: شركة Sakarya Limited وشركة Seine Limited.
كان تان هو المالك الوحيد لشركة Sakarya اعتبارًا من 31 أكتوبر، وفقًا لإيداع في بورصة شنغهاي للأوراق المالية، ويسيطر على شركة Seine من خلال شركة والدن، وفقًا لقواعد بيانات الشركات الصينية، التي يتم تحديثها يوميًا.
لا يزال تان رئيس مجلس إدارة شركة والدن إنترناشيونال.
ورفضت إنتل التعليق على استثمارات تان في الصين. وقال متحدث باسم الشركة إن تان أكمل استبيان المديرين والمسؤولين الذي يتطلب الإفصاح عن أي تضارب محتمل في المصالح. وقال المتحدث: 'نحن نتعامل مع أي تضارب محتمل بشكل مناسب ونقدم الإفصاحات كما هو مطلوب بموجب قواعد هيئة الأوراق المالية والبورصات'.
ولم يرد والدن على طلب للتعليق. وقال مصدر مطلع على الأمر لرويترز إن تان قد تخارج من مناصبه في كيانات في الصين، دون تقديم مزيد من التفاصيل. تدرج قواعد البيانات الصينية التي راجعتها رويترز العديد من استثماراته على أنها قائمة، ولم تتمكن رويترز من تحديد مدى تصفية استثماراته.
ليس من غير القانوني أن يمتلك المواطنون الأمريكيون حصصًا في الشركات الصينية، حتى تلك التي لها علاقة بالجيش الصيني، ما لم تكن تلك الشركات قد أُضيفت إلى قائمة شركات المجمع الصناعي العسكري الصيني التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية، والتي تحظر صراحةً مثل هذه الاستثمارات.
لم تجد رويترز أي دليل على أن تان يستثمر حاليًا بشكل مباشر في أي شركة مدرجة في قائمة وزارة الخزانة الأمريكية.
تحظر قائمة الكيانات التابعة لوزارة التجارة الأمريكية على الشركات الأمريكية تصدير التقنيات الخاضعة للرقابة علي الشركات ولكنها لا تحظر الاستثمارات فيها. يحظر البنتاجون الشركات المرتبطة بالجيش الصيني من سلسلة التوريد العسكرية الأمريكية.
تمتلك إنتل عقدًا بقيمة 3 مليارات دولار لصنع رقائق لوزارة الدفاع الأمريكية وتشارك في جهدين آخرين لوزارة الدفاع يركزان على تطوير رقائق متطورة.
استثمر 'تان' ما لا يقل عن 200 مليون دولار في مئات شركات التصنيع والرقائق الصينية المتقدمة بين مارس 2012 وديسمبر 2024، بما في ذلك في المقاولين والموردين لجيش التحرير الشعبي، وفقًا لمراجعة قواعد بيانات الشركات الصينية التي تمت مراجعتها مع قوائم الشركات الأمريكية وقوائم المحللين الأمريكيين للشركات التي لها صلات بالجيش الصيني.

Try Our AI Features
Explore what Daily8 AI can do for you:
Comments
No comments yet...
Related Articles


Al Masry Al Youm
an hour ago
- Al Masry Al Youm
«رويترز»: منافسة بين باكستان والهند على امتلاك طائرات بدون طيار (تقرير)
توقف القتال بين باكستان والهند، بعد إعلان الولايات المتحدة توسطها في وقف إطلاق النار، لكن القوتين- اللتين أنفقتا أكثر من 96 مليار دولار على الدفاع العام الماضي- تخوضان الآن سباق تسلح بالطائرات بدون طيار «مسيرات»، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة «رويترز». واستندت وكالة «رويترز»، في تقريرها لمقابلات أجرتها مع 15 شخصًا، بينهم مسؤولين أمنيين ومدراء تنفيذيين في القطاع ومحللون في البلدين. ووفقا لـ«رويترز» فإن من المتوقع زيادة استخدام المسيرات من قبل الجارتين المسلحتين نوويًا لأن الهجمات بها على نطاق صغير يمكن أن تضرب أهدافًا دون المخاطرة بالأفراد أو إثارة تصعيد لا يمكن السيطرة عليه. وقال سميت شاه من «اتحاد الطائرات بدون طيار في الهند»،- الذي يمثل أكثر من 550 شركة ويتفاعل بانتظام مع الحكومة- إن الهند تخطط للاستثمار بكثافة في الصناعة المحلية ويمكن أن تنفق ما يصل إلى 470 مليون دولار على المسيرات على مدى 12 إلى 24 شهرًا المقبلة، أي ما يقرب من 3 أضعاف مستويات ما قبل النزاع. سعي باكستان للاستفادة من تركيا والصين في الوقت نفسه، قال مصدر باكستاني مطلع إن القوات الجوية الباكستانية تسعى إلى الحصول على المزيد من «الطائرات بدون طيار» في الوقت الذي تسعى فيه إلى تجنب المخاطرة بطائراتها المتطورة. ونشرت كل من باكستان والهند طائرات مقاتلة متطورة من الجيل 4.5 خلال الاشتباكات الأخيرة. وقال أوشي ماجومدار، من شركة الاستخبارات الدفاعية «جانس»، إن المرجح أن تستفيد باكستان من العلاقات القائمة لتكثيف التعاون مع الصين وتركيا من أجل تطوير قدرات البحث والإنتاج المحلي للطائرات بدون طيار في مجال المسيرات. وبين المصدر الباكستاني إن إسلام أباد تعتمد على التعاون بين المجمع الوطني الباكستاني لعلوم وتكنولوجيا الطيران والفضاء وشركة «بايكار» التركية المتعاقدة في مجال الدفاع التي تقوم بتجميع الطائرة بدون طيار «YIHA-III»، محليًا، مضيفًا أنه يمكن إنتاج وحدة محلية في غضون يومين إلى 3 أيام.


Al Mashhad Al Araby
4 hours ago
- Al Mashhad Al Araby
انخفاض مؤشرات الأسهم الصينية بظل خسائر قطاعي السيارات والتعدين
تراجعت مؤشرات الأسهم الصينية اليوم، الثلاثاء، متأثرةً بخسائر في قطاعي السيارات والتعدين، وذلك على الرغم من صدور بيانات اقتصادية أظهرت مرونة ثاني أكبر اقتصادات العالم في مواجهة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. عند إغلاق التعاملات، انخفض مؤشر "شنغهاي المركب" بنسبة 0.2% ليغلق عند 3340 نقطة، وتراجع مؤشر "شنتشن المركب" بنسبة 0.3% ليغلق عند 1971 نقطة. كما خسر مؤشر "سي إس آي 300" نحو 0.55% ليغلق عند 3839 نقطة. وفي سوق العملات، ارتفعت العملة الأمريكية بنسبة 0.2% لتسجل 7.1893 يوان في تمام الساعة 11:38 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، بعد أن لامس الدولار في وقت سابق 7.1711 يوان. ووفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة، ستجتمع وزارة التجارة الصينية اليوم مع هيئات صناعية وشركات سيارات، بما في ذلك "بي واي دي"، لمناقشة زيادة مبيعات السيارات المستعملة التي لم تُستخدم قط. يُذكر أن بيانات رسمية أظهرت تسارع نمو أرباح الشركات الصناعية في الصين إلى 3% على أساس سنوي خلال أبريل، مقارنة بنمو بلغ 2.6% في مارس، في إشارة إلى تحسن أداء القطاع الصناعي.


Dostor
4 hours ago
- Dostor
النرويج تتجه نحو فرض حظر على الشركات الإسرائيلية
نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع قوله إن البرلمان النرويجي يستعد لرفض دعوات ناشطين لإصدار تعليمات لصندوق الثروة السيادي الذي تبلغ قيمة أصوله 1.8 تريليون دولار بمقاطعة أي شركة تبيع منتجات أو تقدم خدمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال المصدر إن أغلبية في لجنة الشئون المالية بالبرلمان النرويجي قررت أن يقتصر الاستبعاد من محفظة الصندوق على الشركات التي يمكن أن تكون لها صلة بانتهاك القانون الدولي، وليس كل الشركات التي لها وجود في هذه المناطق. وأكدت محكمة العدل الدولية، العام الماضي، أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية غير قانوني وإن عليها الانسحاب منها في أسرع وقت ممكن، في حكم رفضته إسرائيل ووصفته بأنه خاطئ جوهريا ومنحاز. في الوقت الراهن يدرج الصندوق، الذي يعمل وفقا لمبادئ أخلاقية وضعها البرلمان النرويجي، 11 شركة في القائمة السوداء لمساعدتها الاحتلال الإسرائيلي، وكان أحدثها سلسلة محطات الوقود الإسرائيلية (باز) في وقت سابق من هذا الشهر. في نهاية العام الماضي، تجاوزت استثمارات الصندوق في 65 شركة إسرائيلية ملياري دولار بقليل، أي ما يعادل 0.1 % من إجمالي استثماراته. ويواجه الصندوق ضغوطا متزايدة منذ بدء الحرب على غزة لسحب استثماراته من الشركات الإسرائيلية وجميع الشركات العاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن شأن هذه الخطوة أن تجبره فعليا على بيع حصص بمليارات الدولارات في علامات تجارية غربية كبرى، بعضها يواجه بالفعل دعوات مقاطعة من مستهلكين نظرا لاعتبارها صديقة لإسرائيل، لا سيما في الدول ذات الأغلبية المسلمة، وفق الوكالة. ويطالب الناشطون الحكومة النرويجية بالتعامل مع الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل بالنهج نفسه الذي سلكته مع الاستثمارات الروسية في عام 2022، حين أمرت الصندوق بالتخلص من جميع استثماراته في روسيا بعد ثلاثة أيام فقط من غزو موسكو لأوكرانيا. لكن قرار لجنة الشئون المالية بالبرلمان يعني عدم فرض حظر شامل على الشركات الإسرائيلية أو الشركات متعددة الجنسيات ذات المبيعات العالمية لمجرد توفر منتجاتها وخدماتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.