logo
لا خلاص لإيران إلا بسقوط النظام.. الأزمة الاقتصادية تنذر بالزلزال الشعبي

لا خلاص لإيران إلا بسقوط النظام.. الأزمة الاقتصادية تنذر بالزلزال الشعبي

يعلم قادة النظام الايراني ولاسيما خامنئي، بدم وجود أي بارقة أمل من أجل تحسين الاوضاع ولاسيما من حيث تفاقم الازمة الاقتصادية وبلوغها حدا صار يرعب النظام کثيرا لأن ذلك يمهد لأفضل الظروف والاجواء لإندلاع إحتجاجات شعبية واسعة، لکن قلق وخوف خامنئي ونظامه يزداد أکثر مع علمه بأن هذه الازمة سوف تتفاقم أکثر خلال الاشهر القادمة وبالاخص بعد مضاعفة التدابير المتخذة من أجل إحکام طوق العقوبات على النظام.
تصفير تصدير النفط الايراني، والذي هو واحد من الاهداف التي تسعى إليها إدارة ترامب، ليس واحد من هواجس النظام وإنما کابوس مرعب باتت ظلاله تبدو في الافق رويدا رويدا، ولأننا نعلم بأن إعتماد الاقتصاد الايراني على تصدير النفط ولاسيما عن طريق التهريب، کبير الى حد ليس بالامکان تجاهله، فإن من شأنه أن يٶثر سلبا على الاستقرار الهش الحالي والذي يعلم النظام جيدا بأنه قابل ليس للإضطراب بل وحتى الانفجار.
وبموجب تقارير معلومات صادرة من داخل إيران حيث تكشف الأرقام واقعا أكثر قتامة. فقد أشار النائب حبيب قاسمي إلى أن قيمة الريال الإيراني فقدت 50% من قيمتها خلال الأشهر الستة الماضية، مما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية للإيرانيين إلى النصف. الى الحد الذي يقول فيه جواد نيکبن، عضو البرلمان الايراني خلال إجتماعه في 25 فيبراير 2025،:"كيف يمكن للناس أن يعيشوا؟ صناعاتنا تنهار بالفعل، والآن المصانع تغلق أبوابها لثلاثة أيام أسبوعيا بسبب انقطاع الكهرباء والغاز والمياه. هل هذه هي خطتكم للنمو الاقتصادي؟"!
لکن الملفت للنظر إنه وفي يوم 25 فيبراير 2025، حيث إجتماع البرلمان الايراني للبحث في سوء الاوضاع الاقتصادية، فإنه ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "دنياي اقتصاد" بتاريخ 25 فبراير 2025، فقد وافق مجلس بلدية طهران على زيادة تتراوح بين 25% و36.8% في أسعار تذاكر المترو والحافلات، وذلك في إطار مراجعة ميزانية البلدية لعام 2025. وقد أثار هذا القرار مخاوف كبيرة، حيث يؤثر بشكل أساسي على المواطنين من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط الذين يعتمدون على وسائل النقل العام في تنقلاتهم اليومية.
وصرح رئيس لجنة التنمية الحضرية والنقل في مجلس بلدية طهران بأن التكلفة الحقيقية لكل رحلة مترو لكل راكب تقدر بحوالي 25,000 تومان، في حين أن الركاب يدفعون حاليا أقل من 20% من هذا المبلغ. وقد تفاقمت الفجوة المالية نتيجة التضخم المتسارع وارتفاع تكاليف الصيانة، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى ارتفاع سعر الصرف واعتماد القطاع على الأجزاء المستوردة. فمنذ بداية العام الحالي، قفز سعر الدولار من 50,000 تومان إلى 92,000 تومان، أي بزيادة تقارب 90%، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف التشغيل بشكل كبير وزيادة الضغط على الميزانية العامة.
من دون شك، فإن الاشهر القادمة وبسبب عزم إدارة أمريكية الراسخ على تنفيذ سياسة الضغط الاقصى بحذافيرها، فإن الاوضاع الاقتصادية سوف تزداد سوءا بما يضطر النظام الى فرض المزيد من الضغوطات الاقتصادية والمعيشية على الشعب الايراني المرهق أصلا والساخط في نفس الوقت على النظام، فإن الاحتمالات تتزايد أکثر من أي وقت مضى بحدوث زلزال سياسي شعبي في إيران ولاسيما وإن کل العوامل مهيأة لذلك خصوصا وإنه قد أصبح لدى الشعب الايراني قناعة کاملة من أنه لا حل للازمة المتفاقمة في إيران إلا بسقوط النظام.
المأزق المميت للنظام الإيراني بلسان خامنئي
يجدر بالذكر أن خامنئي، في الثامن من آذار/مارس، وخلال كلمة مطولة ألقاها بحضور مسؤولين وأعوان نظامه، أبرز بوضوح حالة الانسداد وغياب الحلول للخروج من الأزمات المستعصية التي يعاني منها النظام. وقال في كلمته:
"... يجب علينا أن نكون حذرين للغاية في سلوكنا وأقوالنا وأدائنا، وأن نلجأ أكثر إلى الذكر والدعاء والتوسل والتضرع...! لا يمكننا أن نكون تابعين للغرب... الهدف الذي يسعى إليه الغربيون هو أن تكون الجمهورية الإسلامية عاجزة عن إدارة معيشة الشعب؛ لذا فإن قضية المعيشة مهمة للغاية ويجب السعي بجدية لإصلاحها... بعض الحكومات والشخصيات المتسلطة الأجنبية تصر على التفاوض، بينما لا يكون هدفها من التفاوض حل المشكلات، بل تسعى من خلاله إلى فرض ما تريده، فإذا رفض الطرف الآخر، أثاروا ضجة واتهموه بتعطيل المفاوضات... يريدون زرع الشك في الرأي العام حول سبب رفضنا التفاوض رغم إعلانهم استعدادهم لذلك، بينما هدفهم ليس التفاوض بل التسلط والفرض...".
ومن الجدير بالذكر أن تصريحات خامنئي جاءت بعد أن قال الرئيس الأمريكي في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس" التلفزيونية، التي بُثت في السابع من آذار/مارس، إن "الولايات المتحدة وصلت إلى المراحل النهائية مع النظام الإيراني، ونحن الآن في اللحظات الأخيرة تمامًا. لا ينبغي السماح لهذا النظام بالحصول على سلاح نووي. أفضّل التوصل إلى اتفاق سلمي بدلاً من الخيار الآخر، لكن الخيار الآخر سيحل هذه المشكلة أيضًا".
التضامن العالمي مع المقاومة والشعب الإيراني
في الثامن من آذار/مارس 2025، نظّم الإيرانيون الأحرار وأنصار المقاومة الإيرانية في واشنطن، تزامنًا مع اليوم العالمي للمرأة، تظاهرة حاشدة. أُقيمت هذه التظاهرة أمام مبنى الكونغرس الأمريكي دعمًا لانتفاضة النساء والشعب الإيراني، وللفت الانتباه العالمي إلى القمع الشديد والانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان والإعدامات الواسعة التي يمارسها النظام الإيراني. ورفع المشاركون في التظاهرة شعارات ضد خامنئي والنظام الديني المستبد الحاكم في إيران، معبرين عن دعمهم للحرية والديمقراطية في إيران، وبذلك أرسلوا رسالة واضحة إلى العالم.
وأظهر حضور شخصيات سياسية بارزة ونشطاء حقوق الإنسان في هذه التظاهرة مدى الدعم الدولي الواسع لنضالات الشعب الإيراني. وأكد الإيرانيون المشاركون في التظاهرة أن النضال ضد نظام ولاية الفقيه سيستمر حتى إرساء الديمقراطية في إيران، مشددين على أن المجتمع الدولي لا ينبغي أن يلتزم الصمت إزاء قمع الشعب الإيراني، بل يجب أن يقف في الجانب الصحيح من تأريخ ويدعم المقاومة المشروعة للشعب الإيراني، ولا سيما وحدات المقاومة داخل إيران.

Orange background

Try Our AI Features

Explore what Daily8 AI can do for you:

Comments

No comments yet...

Related Articles

الذهب قرب أعلى مستوى في أسبوعين
الذهب قرب أعلى مستوى في أسبوعين

Kuwait News

timean hour ago

  • Kuwait News

الذهب قرب أعلى مستوى في أسبوعين

حوم الذهب قرب أعلى مستوى في أسبوعين اليوم الثلاثاء، مدعوما بضعف الدولار والمخاوف بشأن التوقعات المالية الأمريكية، بينما يترقب المستثمرون المزيد من البيانات الاقتصادية الأمريكية سعيا لمزيد من الوضوح بشأن مسار أسعار الفائدة. استقر سعر الذهب في المعاملات الفورية عند 3339.99 دولار للأوقية (الأونصة). وكانت الأسواق في الولايات المتحدة ولندن مغلقة أمس الإثنين بمناسبة عطلة. وانخفضت العقود الآجلة الأمريكية للذهب 0.8% إلى 3339.80 دولار. وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في أواندا، 'نشهد حالياً بعض الاستقرار في أسعار الذهب. السوق يأخذ قسطاً من الراحة وينتظر المحفز التالي'. ومع ذلك، يشعر المشاركون في السوق بالقلق إزاء اتساع عجز الموازنة الأمريكية، الذي يمثل عامل دعم لأسعار الذهب، والذي يسهم أيضاً في ضعف الدولار. وانخفض مؤشر الدولار 0.3% ليحوم قرب أدنى مستوى له في شهر مقابل منافسيه، مما يجعل الذهب أكثر جاذبيةً لحاملي العملات الأخرى. وأقر مجلس النواب الأسبوع الماضي نسخة من مشروع قانون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض الضرائب، والتي توقع مكتب الميزانية بالكونغرس أن تضيف نحو 3.8 تريليون دولار إلى ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36.2 تريليون دولار على مدى العقد المقبل.

كريستين لاغارد: اليورو يمكن أن يصبح بديلا للدولار
كريستين لاغارد: اليورو يمكن أن يصبح بديلا للدولار

Al Rai

timea day ago

  • Al Rai

كريستين لاغارد: اليورو يمكن أن يصبح بديلا للدولار

قالت كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي، اليوم الاثنين، إن اليورو يمكن أن يصبح بديلا عمليا للدولار، مما يُكسب منطقة اليورو التي تضم 20 دولة فوائد هائلة إذا تمكنت الحكومات فقط من تعزيز البنية المالية والأمنية للتكتل. وبسبب السياسة الاقتصادية الأميركية المتقلبة، قلل المستثمرون العالميون من انكشافهم على الأصول المقومة بالدولار في الأشهر القليلة الماضية، لكن عددا كبيرا منهم لجأ إلى الذهب نظرا لعدم وجود بديل مباشر. وعلى أرض الواقع، لا يزال الدور العالمي لليورو في حالة جمود منذ عقود نظرا لعدم اكتمال المؤسسات المالية التابعة للاتحاد الأوروبي وعدم إبداء الحكومات رغبة تُذكر في الشروع في مزيد من التكامل. وقالت لاغارد في محاضرة ألقتها في برلين «التغييرات الجارية تهيئ الفرصة 'للحظة اليورو العالمية'... لن يكتسب اليورو نفوذا بشكل تلقائي، بل سيتعين عليه أن يكسبه». وأوضحت لاغارد أنه لتحقيق ذلك ينبغي لأوروبا أن يكون لديها سوق رأس مال أوسع وأكثر سيولة، وأن تعزز أسسها القانونية وأن تدعم التزامها بالتجارة المفتوحة من خلال القدرات الأمنية. وتراجع دور الدولار منذ سنوات ويشكل الآن 58 في المئة من الاحتياطيات الدولية العالمية، وهي أدنى نسبة منذ عقود، ولكنه لا يزال أعلى بكثير من حصة اليورو البالغة 20 في المئة. وذكرت لاغارد أن على أوروبا أيضا أن تجعل اليورو العملة المفضلة للشركات العاملة في التجارة الدولية وذلك من خلال إبرام اتفاقيات تجارية جديدة وتحسين أنظمة الدفع عبر الحدود والتوصل إلى اتفاقيات سيولة مع البنك المركزي الأوروبي.

ترامب يوافق على تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي
ترامب يوافق على تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي

Al Watan

timea day ago

  • Al Watan

ترامب يوافق على تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي

وافق الرئيس دونالد ترامب على تمديد الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية على الواردات من الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو (تموز) المقبل، لإتاحة مجال للمفاوضات مع التكتل. وكان الرئيس الأمريكي قد أكد، يوم الجمعة، أنه سيوصي بفرض نسبة 50% من الرسوم بسبب 'إحباطه من بطء المحادثات مع بروكسل'، غير أن تواصلاً بينه وبين رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، يوم الأحد، جعله يعيد النظر في قراره. وقد استجاب الزعيم الجمهوري لفون دير لاين، التي تحدثت معه في مكالمة هاتفية وطلبت إرجاء فرض الرسوم حتى تموز، وهو الموعد النهائي الذي كان قد حدده عندما أعلن عنها للمرة الأولى. ووصف ترامب المكالمة بأنها 'لطيفة للغاية'، مشيرًا إلى أن الأخيرة أكدت عزمها على لقائه والبحث في إمكانية التوصل إلى حلول. في منشور على 'إكس'، علقت فون دير لاين على المكالمة، قائلة إن الرئيس الأمريكي مستعد للتفاوض بسرعة، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يشاطره ذات الموقف. انخفاض أسعار النفط وسط مخاوف من الرسوم الجمركية والتقدم في محادثات إيران في هذه الأثناء، شهدت الأسواق العالمية حالة من الاضطراب، حيث ارتفع اليورو والدولار الأمريكي مقابل الين والفرنك السويسري، اللذين يُعتبران ملاذًا آمنًا. وكان الزعيم الجمهوري، قد أمهل الاتحاد الأوروبي، في أوائل أبريل/نيسان، 90 يومًا لفرض الرسوم الجمركية، لكنه قلب الطاولة يوم الجمعة عندما قال إنه غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق على الإطلاق. وقد تسبب ذلك في انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية والأسهم الأوروبية، وفي تراجع الدولار أيضا. وفي حين سارعت عدة دول لعقد لقاءات مع البيت الأبيض لمناقشة قضية الرسوم، كان أداء الاتحاد الأوروبي أقل نشاطًا. في هذا السياق، اتهم دونالد ترامب الشريك التقليدي للولايات المتحدة في الضفة الأخرى من الأطلسي، بأنه يستفيد من شروط غير عادلة مقارنة بالصين، الخصم الجيوسياسي لواشنطن. ففي الوقت الذي خفّضت فيه إدارته الرسوم الجمركية على بكين إلى 30% هذا الشهر لتسهيل التفاوض، يصرّ الأوروبيون، حسب وصف ترامب، على خفض الرسوم إلى الصفر، بينما يتمسك هو بفرض ضريبة أساسية بنسبة 10% على معظم الواردات، وهو ما أثار انفعاله. The post ترامب يوافق على تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي appeared first on الوطن الخليجية.

DOWNLOAD THE APP

Get Started Now: Download the App

Ready to dive into the world of global news and events? Download our app today from your preferred app store and start exploring.
app-storeplay-store