
لمواجهة هيمنة الصين.. ترمب يخطط لتخزين معادن المحيط الهادئ الحيوية
قالت مصادر مطلعة، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعد حالياً أمراً تنفيذياً يسمح بتخزين المعادن الموجودة في قاع المحيط الهادئ، في محاولة لمواجهة هيمنة الصين على تلك المعادن المستخدمة في صناعات حيوية، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وتحتوي العقيدات التي تتشكل في قاع البحر تحت ضغط عالٍ على مدى ملايين السنين وهي بحجم حبة البطاطس، على النيكل والكوبالت والنحاس والمنجنيز وهي المعادن التي تدخل في صناعة البطاريات والأسلاك الكهربائية والذخائر، بالإضافة إلى آثار من المعادن الأرضية النادرة، إذ يمكن إضافتها إلى المخزونات الفيدرالية الحالية من النفط الخام والمعادن.
وأفادت مصادر مطلعة على الخطط بأن هذا المخزون يُنظر إليه كجزء من حملة أوسع لتسريع التعدين في أعماق البحار بموجب القانون الأميركي، ولإنشاء قدرة برية لمعالجة هذه العقيدات.
وبموجب الخطط، سيُنشئ هذا المخزون "كميات كبيرة جاهزة ومتاحة على الأراضي الأميركية لاستخدامها مستقبلاً"، في حال نشوب صراع مع الصين من شأنه أن يُقيِّد واردات المعادن النادرة.
وتسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المعادن الحيوية، إذ سبق وأن ضغطت إدارة ترمب على أوكرانيا لقبول صفقة معادن، وهددت بالاستيلاء على جزيرة جرينلاند وضم كندا، وأعلنت عن تدابير لزيادة الإنتاج المحلي.
تنتج الصين نحو 90% من العناصر الأرضية النادرة المعالجة في العالم، وهي مجموعة من 17 عنصراً تستخدم في صناعات الدفاع والسيارات الكهربائية والطاقة النظيفة والإلكترونيات. وتستورد الولايات المتحدة غالبية احتياجاتها من هذه العناصر، ومعظمها يأتي من الصين.
مواكبة الصين
وسيساعد تكوين احتياطي استراتيجي من العقيدات متعددة المعادن من قاع البحر، الولايات المتحدة، على اللحاق بالصين في السباق العالمي لاستكشاف قاع المحيط الهادئ الغني بالموارد.
وفرضت بكين الأسبوع الماضي، قيوداً على تصدير بعض العناصر الأرضية النادرة في أحدث محاولاتها لاستخدام هذه المعادن كشكل من أشكال "الإكراه الاقتصادي".
وقال ألكسندر جراي، الخبير في الشؤون الآسيوية والذي كان رئيساً لمكتب مستشار الأمن القومي الأميركي في إدارة ترمب الأولى، إنه من المنطقي أن يركز البيت الأبيض على التعدين في أعماق البحار، حيث تنظر الصين بشكل متزايد إلى قاع البحار العميقة على أنه "خط جبهة في المنافسة الاقتصادية والعسكرية مع الولايات المتحدة".
وأضاف جراي، في إشارة إلى الصين: "كما فعلت إدارة ترمب في مجال بناء السفن والمعادن الحيوية على نطاق أوسع، فإن تحفيز تركيز الحكومة الأميركية على المناطق الأكثر عرضة لطموحات الصين أمرٌ ضروري".
وفي هذا الصدد، قالت شركة TMC لاستكشاف المعادن، ومقرها فانكوفر، إن فرعها في الولايات المتحدة بدأ عملية تشرف عليها وزارة التجارة الأميركية لتقديم طلبات للحصول على تصاريح لاستكشاف وتعدين المياه الدولية بموجب قانون أميركي صدر عام 1980.
وقال جيرارد بارون، الرئيس التنفيذي لشركة TMC، إن الهيئة لا تملك "تفويضاً حصرياً" لتنظيم التعدين في المياه الدولية.
التعدين.. مؤيد ومعارض
وكان الجمهوريون المؤثرون، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز، من أشد المؤيدين لهذه الفكرة خلال فترة خدمتهم في الكونجرس.
وكُلِّف مشروع قانون ميزانية الدفاع السنوية العام الماضي، الوزارة بإجراء دراسة جدوى بشأن كيفية تكرير هذه العقيدات للاستخدامات الدفاعية.
وقال أحد مساعدي مجلس النواب: "لقد تجاوز الأمر كونه مسألة تجارية. إنها قدرة استراتيجية صينية بُنيت على مدى عقود بحيث يمكن استخدامها كسلاح".
ورغم حماسة كبار الجمهوريين لاستكشاف قاع البحر، استمرت الولايات المتحدة في عهد ترمب في الغياب شبه الكامل عن المفاوضات الدولية بشأن تعدين قاع البحر، ولم تُصادق على المعاهدة التي وضعت الإطار القانوني لهذه الأنشطة، وهي اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982.
وانتهت محادثات الهيئة الدولية لقاع البحار في جامايكا الشهر الماضي، دون إعطاء الضوء الأخضر للتعدين في المياه الدولية، في حين تواصل عشرات الدول الدعوة إلى وقف هذه الممارسة.
ويجادل المعارضون بأن التعدين قد يضر بأشكال الحياة التي لا تزال غير مفهومة، والتي تعيش على عمق آلاف الأمتار تحت سطح الأرض، بما في ذلك الشعاب المرجانية والأخطبوطات البيضاء.
كما يتساءلون عما إذا كانت هذه الصناعة قادرة على إعادة بناء سلسلة التوريد الصينية الواسعة للمعادن الأساسية، ومنافسة انخفاض سعر النيكل الإندونيسي.

Try Our AI Features
Explore what Daily8 AI can do for you:
Comments
No comments yet...
Related Articles


Independent Arabia
an hour ago
- Independent Arabia
إدارة ترمب تنهي كل العقود المالية مع جامعة هارفرد
تنوي الإدارة الأميركية إلغاء كل العقود المالية الموقعة مع جامعة هارفرد والتي تصل قيمتها بحسب الصحافة إلى 100 مليون دولار، في إطار مساعي الرئيس دونالد ترمب إلى إجبار الجامعة العريقة على الخضوع لإشراف غير مسبوق. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى اليوم الثلاثاء في تأكيد لمعلومات نشرتها وسائل إعلام محلية، إن الإدارة الأميركية "ستبعث رسالة إلى الوكالات الفيدرالية اليوم تطلب منها حصر عقودها مع 'هارفرد' وإن كان من الممكن إلغاؤها أو تحويلها إلى جهات أخرى". وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملة شرسة ضد جامعة هارفرد التي ترفض منحه حق الاطلاع على الطلاب الذين يجري قبولهم وأعضاء هيئة التدريس الذين تستعين بهم، وقال ترمب أمس الإثنين إنه سيفوز في هذه المواجهة مع الجامعة الأشهر في العالم، والتي يريد منعها من قبول الطلاب الأجانب. وأعلنت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم الخميس الماضي سحب شهادة "برنامج الطلاب والزائرين" من جامعة هارفرد، لكن قاضياً فيدرالياً سارع إلى تعليق الإجراء، ونشر الملياردير الجمهوري العازم على فرض مبادئه القومية والمحافظة على أوساط لتعليم والبحث والثقافة، عدداً من الرسائل الغاضبة ضد "هارفرد" على منصته "تروث سوشال". وتتهم الحكومة الأميركية الجامعة الواقعة في كامبريدج بولاية ماساتشوستس بالتسامح مع تنامي أجواء معاداة السامية داخل حرمها الجامعي، ونشر الأيديولوجيات التقدمية الخاصة بحركة الـ "ووك" التي تنادي خصوصاً برفض التمييز بأشكاله كافة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويستخدم المحافظون هذا المصطلح بدلالات سلبية للإشارة إلى سياسات تعزيز التنوع وتيارات البحث الأكاديمي حول التمييز على أساس الجنس أو الانتماء العرقي، فيما تتهم إدارة ترمب أيضاً "هارفرد" بالارتباط بالحزب الشيوعي الصيني، وقال رئيسها آلان غاربر في مقابلة إذاعية اليوم "لا أعرف بالضبط ما هي دوافع الحكومة، ولكنني أعلم أن بعض الناس منضمون إلى معركة ثقافية"، داعياً كل الجامعات الأميركية إلى "الوقوف بثبات" في مواجهة الحملة الحكومية. واقتطعت الحكومة الفيدرالية أكثر من ملياري دولار من تمويل "هارفرد" مما أدى إلى توقف بعض برامج الأبحاث في الجامعة التي تصنف ضمن أفضل الجامعات في العالم، ووفقاً لها فقد خرّجت 162 من الحائزين جوائز نوبل، وتستقبل هذا العام نحو 6700 طالب دولي، أو ما يعادل 27 في المئة من إجمال الطلاب. وتعد الجامعة التي تتقاضى من كل طالب فيها رسوماً دراسية سنوية بعشرات آلاف الدولارات الأغنى داخل الولايات المتحدة، وقُدرت قيمة أموالها بنحو 53.2 مليار دولار عام 2024.


Al Weeam
2 hours ago
- Al Weeam
تراجع حاد بمبيعات 'تسلا' في أوروبا
أظهرت بيانات جديدة صدرت عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبية انخفاضًا حادًا في مبيعات شركة 'تسلا' داخل دول الاتحاد الأوروبي ورابطة التجارة الحرة الأوروبية والمملكة المتحدة، حيث بيعت 7,261 سيارة فقط خلال شهر أبريل، بانخفاض بلغ 49% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفق موقع Tech Crunch. يثير هذا التراجع قلقًا خاصًا نظرًا لتزامنه مع إطلاق الشركة نسخة جديدة من طراز Model Y، وهي خطوة عادةً ما تُحفّز المبيعات. إلا أن نظرة فاحصة على السوق تُظهر أن منافسي 'تسلا' لم يتعرضوا لانخفاض مماثل، ما يفتح الباب أمام ترجيحات تفيد بتأثر صورة العلامة التجارية بسلوكيات المدير التنفيذي إيلون ماسك ومواقفه السياسية، لا سيما تقاربه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وعلى صعيد السوق العام، انخفضت تسجيلات السيارات الجديدة في دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ودول مثل السويد والنرويج (ضمن رابطة التجارة الحرة الأوروبية) بنسبة 0.3% خلال أبريل، لتصل إلى نحو 1,077,186 وحدة، مع تراجع ملحوظ في مبيعات سيارات البنزين والديزل. ورغم أن السيارات الكهربائية ما زالت تشكل نسبة صغيرة من إجمالي السوق، إلا أنها تواصل نموها، إذ ارتفعت مبيعاتها بنسبة 27.8% لتصل إلى 184,685 سيارة في أبريل مقارنةً بالشهر نفسه من عام 2024. وحققت السيارات الهجينة القفزة الأكبر، بنمو بلغت نسبته 31%. وفي السياق ذاته، أظهرت بيانات من شركة 'جاتو دايناميكس' لأبحاث السوق، صدرت الأسبوع الماضي، تقدُّمًا لافتًا لمصنّعي السيارات الصينيين مثل BYD، رغم الرسوم الجمركية الأوروبية. فقد ارتفعت تسجيلات السيارات الكهربائية الصينية بنسبة 59% في أبريل على أساس سنوي، لتقترب من 15,300 وحدة.


Asharq - KSA
3 hours ago
- Asharq - KSA
ترمب: بوتين يلعب بالنار.. ولولا وجودي لحدثت أمور كثيرة سيئة لروسيا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يلعب بالنار"، وسط تصاعد إحباط واشنطن من بطء وتيرة عملية السلام في أوكرانيا، وشن موسكو لهجمات جوية ضخمة على المدن الأوكرانية، أعرب ترمب عن استياؤه منها. وأضاف ترمب في منشور على "تروث سوشيال"، إن الرئيس الروسي "لا يدرك أنه من دوني، لكانت الكثير من الأشياء السيئة لتحدث لروسيا، وأنا أعني الكثير من الأشياء السيئة. إنه يلعب بالنار." والأحد، قال ترمب إن بوتين "أصابه الجنون التام" بشن أكبر هجوم جوي خلال الحرب على أوكرانيا مضيفاً أنه يفكر في فرض عقوبات جديدة على موسكو، لكنه وبخ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضاً. وقال ترمب للصحافيين في نيوجيرسي الأحد، قبيل عودته إلى واشنطن: "لست راضياً عما يفعله بوتين، إنه يقتل الكثير من الناس، ولا أعلم ما الذي حدث له، لقد عرفته منذ زمن طويل، وكان بيننا تفاهم دائماً، لكنه الآن يطلق الصواريخ على المدن ويقتل الناس، وهذا أمر لا يعجبني إطلاقاً.. وأنا متفاجئ". ورغم تلويح ترمب بفرض عقوبات على روسيا، إلا أن مسؤولين أميركيين قالو لـCNN إن الإدارة وضعت عدة خيارات أمام ترمب لمعاقبة روسيا، إلا أنه لم يصدق على أي منها. وقالت السلطات الأوكرانية إن روسيا شنت أعنف هجوم جوي على البلاد منذ بداية الحرب، وأضافت أن هذه الغارات قتلت 12 شخصاً على الأقل. وتزامنت الهجمات مع اليوم الثالث من عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا. عقوبات أميركية محتملة وذكر مصدر لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أن العقوبات الأميركية المحتملة لا يُتوقع أن تشمل النظام المصرفي الروسي، لكن يجري بحث خيارات أخرى للضغط على بوتين من أجل تقديم تنازلات على طاولة التفاوض، من بينها وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن المصادر المطلعة، أن ترمب بدأ يشعر بالضيق من مسار مفاوضات السلام، ويفكر جدياً في الانسحاب منها تماماً إذا لم تنجح "محاولته الأخيرة" في تحقيق تقدم، وهو تحول لافت في موقف رئيس تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع في يومه الأول بالبيت الأبيض. ولا تزال تبعات أي انسحاب أميركي من جهود السلام غير واضحة، بما في ذلك ما إذا كان ترمب سيواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، لصحيفة "وول ستريت جورنال": "الرئيس ترمب كان واضحاً في رغبته بالتوصل إلى اتفاق سلام عن طريق التفاوض"، مضيفة: "كما أنه يتصرف بذكاء بإبقائه كل الخيارات مطروحة على الطاولة". وتُظهر التطورات الأخيرة تدهوراً جديداً في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، رغم التقلبات التي شهدتها تلك العلاقة خلال الأشهر الماضية.