logo
مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار الإسرائيلي

مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار الإسرائيلي

BBC عربية03-05-2025

لاشك في أنه بات من العسير حصول سكان قطاع غزة بشكل عام على وجبة ساخنة، لكن الجائعين في الجنوب يوشك ألا تصل إليهم وجبة طعام إلا على ظهر دابة أو فوق عربة يجرها حمار.
وجبة اليوم هي الكُشري، المُكون من العدس والأرز وصلصة طماطم لذيذة، تُطهى في أوانٍ ضخمة في أحد مطبخين تديرهما المعونة الأمريكية للاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا)، وهي منظمة إنسانية مقرها الولايات المتحدة.
يقول سامي مطر، قائد فريق أنيرا: "يعتمد الناس على وجباتنا؛ فليس لديهم مصدر دخل لشراء ما تبقى في الأسواق المحلية، والعديد من الأطعمة غير متوافر".
وقارن بين الوضع السابق والحالي قائلاً: "في الماضي، كنا نطهو الأرز مع أي نوع من البروتين، والآن، وبسبب إغلاق المعابر، لا يوجد أي نوع من اللحوم، ولا خضراوات طازجة".
ويُحذّر مطر من أن عشرات المطابخ الغذائية المتبقية على وشك الإغلاق خلال أيام، بعد شهرين من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عن غزة.
وقال وهو يتجول في مستودع فارغ جنوب غزة: "ستكون الأيام القادمة حاسمة. نتوقع ألا يكون لدينا ما يكفي من المؤن سوى لأسبوعين، وربما أقل".
في الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعةً دخول جميع البضائع، وعلى رأسها الغذاء والوقود والأدوية. واستأنفت هجومها العسكري بعد أسبوعين، منهيةً بذلك هدنة استمرت شهرين مع حماس، قائلة إن هذه الخطوات تهدف إلى الضغط على الحركة الفلسطينية لإطلاق سراح الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.
ومؤخراً، أعلن كلٌّ من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) استنفاد جميع مخزوناتهما من المساعدات الغذائية.
ومن ناحية أخرى، هناك ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لرفع حصارها، مع تحذيرات من مجاعة جماعية وشيكة، ومن أن تجويع المدنيين عمداً يُعد جريمة حرب.
وحذر توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، يوم الخميس، قائلاً: "لا ينبغي أبداً أن تكون المساعدات، وأرواح المدنيين التي تنقذها، ورقة مساومة".
وأضاف أن منع المساعدات "يُجوّع المدنيين، ويحرمهم من أبسط الدعم الطبي الأساسي، ويسلبهم كرامتهم وأملهم، ويفرض عليهم عقاباً جماعياً قاسياً. إن منع المساعدات يُفضي إلى القتل".
يعتمد مئات الآلاف من سكان غزة على عشرات المطابخ الخيرية القليلة المتبقية لتأمين قوت يومهم. والمطبخ الذي تديره مؤسسة (أنيرا) في خان يونس يُطعم نحو 6000 فلسطيني يومياً.
وإذا لم ترفع إسرائيل حصارها على غزة الأطول على الإطلاق، فإن المطابخ التي تعد طوق النجاة الأخير للكثيرين من سكان القطاع المنكوب، لن تجد ما توزعه قريباً؛ فقد نفدت تقريباً جميع المواد الغذائية المخزنة خلال وقف إطلاق النار في بداية هذا العام.
أسطول الحرية: السفينة المتوجهة إلى غزة تتعرض لقصف بمسيّرة ومالطا تؤكد سلامة جميع ركابها
وقال مطر وهو يُصطحب صحفياً محلياً من بي بي سي في جولة حول مستودع أنيرا الشاسع الفارغ: "كنا نستقبل أكثر من 100 شاحنة أسبوعياً، شاحنات محملة بالمواد الغذائية ومستلزمات النظافة. أما الآن، فلا شيء لدينا".
وأوضح قائلاً "إننا نكافح لتوفير مواد غذائية كالأرز والعدس والمعكرونة وزيت الطهي والملح لمطابخنا. وشراء كيلوغرام واحد من الخشب مُكلف للغاية، ونحن بحاجة إلى أكثر من 700 كيلوغرام يومياً للطهي".
تتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات الإنسانية وتخزينها، لتقديمها لمقاتليها أو بيعها لجني الأموال.
وتنفي الأمم المتحدة وهيئات أخرى تحويل مسار المساعدات، مؤكدةً أن لديها آليات مراقبة صارمة.
قال مطر وهو يفحص قوائم متلقي المساعدات على جهاز الكمبيوتر الخاص به: "إننا نعمل بجد لتجنب أي تدخل من أي طرف. لدينا عملية توزيع دقيقة وفعالة".
وأضاف: "لدينا قاعدة بيانات تضم مئات الآلاف، تتضمن أسماءهم وأرقام هوياتهم وعناوينهم وإحداثيات المخيمات. وهذا يمنع تكرار عمل المنظمات غير الحكومية الأخرى، كما يضمن الشفافية".
وقد أفاد عمال الإغاثة هذا الأسبوع بوقوع خمس حالات نهب في المستودعات ومجمع الأونروا الرئيسي في غزة.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن ذلك مؤشراً على تفاقم اليأس و"انهيار النظام".
بالعودة إلى المطبخ الخيري، فحص مطر الطعام في القدور الساخنة للتحقق من جودته. لتُغلّف الوجبات للتوزيع؛ بحيث تكفي كل وجبة منها أربعة أفراد.
كما يحصل جميع العاملين في المطبخ على طعام لأسرهم الجائعة، فيما تُنقل بقية الوجبات سريعاً على عربة يجرها حمار عبر الشوارع المزدحمة إلى المواصي، وهو مخيم مكتظ للنازحين على الساحل، حيث يُشرف على عملية التوزيع عشرات المراقبين الميدانيين.
بدا شعورٌ بالارتياح على رجل مسن يمشي بعكازيه وهو يمسك بوجبتيْ كشري لإطعام عائلته المكونة من سبعة أفراد، قائلاً: "الحمد لله، هذا يكفي".
وتابع: "لا تسألوني حتى عن الوضع. ما زلنا على قيد الحياة لأن الموت لم يختطفنا بعد. أقسم أنني كنت أبحث عن رغيف خبز منذ الصباح ولم أجده".
وصفت أم بدت علامات الإرهاق على وجهها الوضع قائلة إنه "مأساوي، وفي تدهور مستمر"، مضيفة "الحياة مُذلة هنا. رجالٌ عاجزون عن العمل. لا دخل لنا، وجميع المنتجات غالية الثمن. لا نستطيع شراء أي شيء".
وعلّقت على الوجبة الدافئة التي قُدّمت لها للتو، قائلة: "في هذا الوقت، هذا رائع؛ فلا غاز لدينا للطهي ولا طعام. عندما نريد كوباً من الشاي، أجمع أوراق الشجر لأشعل النار".
لقد مرّ الآن أكثر من عام ونصف على بدء الحرب في غزة، التي اندلعت بعد هجمات حماس على جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 من الجانب الإسرائيلي واحتجاز أكثر من 250 رهينة، لا يزال 59 منهم محتجزين، ويُعتقد أن نحو 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة.
في المقابل، أسفرت الحرب في غزة عن مقتل أكثر من 52.400 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني، الذي نزح أكثر من 90 في المئة من سكانه البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، واضطر الكثيرون منهم إلى النزوح مرات عدة.
وقد حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الحالي "ربما يكون الأسوأ على الإطلاق" بسبب الحصار والهجوم المتجدد وأوامر الإجلاء التي شرّدت نحو نصف مليون فلسطيني منذ 18 مارس/آذار.
وفي الوقت الذي يزداد فيه الضغط الدولي على إسرائيل لرفع حصارها، قالت الأمم المتحدة إن على إسرائيل التزاماً واضحاً بموجب القانون الدولي، بصفتها قوة احتلال، بالسماح بوصول المساعدات إلى سكان غزة وتسهيل توزيعها.
وفي يوم الجمعة الماضي، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة "أن نكون لطفاء مع غزة"، وحثه على السماح بدخول المزيد من الغذاء والدواء إلى القطاع.
حتى الآن لم يصدر أي رد رسمي على ذلك، لكن في وقت سابق من الأسبوع، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقادات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، التي وصفت الحصار في بيان مشترك بأنه "لا يُطاق"، وأصرّت الدول الثلاث على "ضرورة إنهاء هذا الحصار".
وأعلنت الوزارة أن أكثر من 25 ألف شاحنة تحمل ما يقرب من 450 ألف طن من البضائع دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار.
وأضافت: "تراقب إسرائيل الوضع على الأرض، ولا يوجد نقص في المساعدات".
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم يعتزمون إصلاح نظام توزيع المساعدات بشكل شامل.
في الوقت الحالي، تتراكم الإمدادات على معابر غزة الحدودية في انتظار السماح بدخولها. أما داخل القطاع، فيُقنّن عمال الإغاثة استهلاك ما تبقى من مخزونهم في حرص شديد.
وفي مخيم المواصي، تجمع الأطفال بفرح حول سامي مطر وموظفي (أنيرا) خلال توزيع آخر وجبات الطعام لهذا اليوم.
جدير بالذكر أن الكثيرين هناك يعانون من نحافة شديدة، وهناك تحذيرات جديدة من سوء التغذية الحاد في غزة، خاصة بين الشباب.
قال مطر وهو مُثقل بهمّ الخطر المحدق: "لا أعلم ما سيحدث إذا نفدت إمداداتنا. إن الاضطرار إلى وقف هذه المساعدة الحيوية للناس سيورثني أنا وفريقي شعوراً بالإرهاق والإحباط الشديد".
واختتم حديثه بتوجيه "نداء عاجل"، قائلاً "انظروا إلينا! تأملوا يأسنا! واعلموا أن الوقت ينفد. أرجوكم، كل ما نحتاجه هو إعادة فتح المعابر".

Orange background

Try Our AI Features

Explore what Daily8 AI can do for you:

Comments

No comments yet...

Related Articles

ألمانيا تغير لهجتها تجاه إسرائيل بسبب الهجمات "غير المنطقية" على غزة
ألمانيا تغير لهجتها تجاه إسرائيل بسبب الهجمات "غير المنطقية" على غزة

Reuters

time5 hours ago

  • Reuters

ألمانيا تغير لهجتها تجاه إسرائيل بسبب الهجمات "غير المنطقية" على غزة

توركو (فنلندا)/برلين 27 مايو أيار (رويترز) - وجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الثلاثاء أشد توبيخ لإسرائيل حتى الآن وانتقد الغارات الجوية المكثفة على غزة قائلا إنه لم يعد من الممكن تبريرها بهدف محاربة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإنها "لم تعد منطقية". تعكس هذه التعليقات، التي جاءت خلال مؤتمر صحفي في فنلندا، تحولا أوسع نطاقا في الرأي العام وكذلك استعدادا أكبر لدى كبار السياسيين الألمان لانتقاد سلوك إسرائيل منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. ووجه وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول انتقادات مماثلة، وتتصاعد دعوات من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم، لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل خشية مواجهة ألمانيا اتهامات بالتواطؤ في جرائم حرب. ورغم أن تحول اللهجة ليس انهيارا تاما للعلاقات الألمانية الإسرائيلية، فإن له أهمية في بلد تتبع قيادته سياسة المسؤولية الخاصة تجاه إسرائيل والالتزام بأمنها ومصالحها الوطنية بسبب إرث المحرقة النازية. تعد ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، من أشد الداعمين لإسرائيل لكن كلمات ميرتس تأتي في وقت يراجع فيه الاتحاد الأوروبي سياساته تجاه إسرائيل، كما هددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" بشأن غزة. وقال ميرتس في توركو بفنلندا "لم تعد الضربات العسكرية المكثفة التي يشنها الإسرائيليون في قطاع غزة تنم عن أي منطق بالنسبة لنا. كيف تخدم (هذه الضربات) الهدف المتمثل في مواجهة الإرهاب... في هذا الشأن، أنظر إلى هذا الأمر على نحو معارض للغاية". وأضاف "أنا أيضا لست من بين أولئك الذين بادروا بقول ذلك... لكن يبدو لي أن الوقت حان لأقول علنا إن ما يحدث حاليا لم يعد منطقيا". هذه التعليقات لها أهميتها الخاصة بالنظر إلى أن ميرتس فاز في انتخابات فبراير شباط الماضي متعهدا باستضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الأراضي الألمانية في تحد لمذكرة اعتقال بحقه أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية. ويعلق ميرتس صورة في مقر المستشارية لشاطئ زيكيم، حيث وصل مقاتلو حماس على متن قوارب خلال هجوم 2023 الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية. ويعتزم المستشار الألماني التحدث إلى نتنياهو هذا الأسبوع في وقت قتلت فيه الهجمات الإسرائيلية على غزة العشرات في الأيام القليلة الماضية ويواجه سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة خطر المجاعة. ولم يرد على سؤال حول صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، وقال مسؤول حكومي في مؤتمر صحفي إن هذه مسألة تخص مجلسا للأمن يرأسه ميرتس. وأقر رون بروسور السفير الإسرائيلي لدى برلين بالمخاوف الألمانية اليوم الثلاثاء لكنه لم يدل بتعليقات. وقال بروسور لشبكة زد.دي.إف "عندما يثير فريدريش ميرتس هذا الانتقاد لإسرائيل، فإننا ننصت جيدا لأنه صديق". تأتي تصريحات ميرتس في خضم معارضة واسعة للممارسات الإسرائيلية. إذ أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "سيفي"، ونُشر في صحيفة "تاجس شبيجل" هذا الأسبوع، أن 51 بالمئة من الألمان يعارضون تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. وعلى نطاق أوسع، أظهر مسح أجرته مؤسسة بيرتلسمان في مايو أيار أن 60 بالمئة من الإسرائيليين لديهم رأي إيجابي أو إيجابي للغاية تجاه ألمانيا، بينما ينظر 36 بالمئة فقط من الألمان إلى إسرائيل بشكل إيجابي و38 بالمئة ينظرون إليها بشكل سلبي. ويعكس هذا المسح تغييرا ملحوظا عن الاستطلاع الأخير الذي أُجري عام 2021، إذ كان 46 بالمئة من الألمان لديهم رأي إيجابي تجاه إسرائيل. بينما لا يُقر سوى ربع الألمان بمسؤولية خاصة تجاه إسرائيل، في حين يعتقد 64 بالمئة من الإسرائيليين أن على ألمانيا التزاما خاصا تجاههم. ووجه فيليكس كلاين مفوض الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة معاداة السامية توبيخا آخر لاذعا لإسرائيل هذا الأسبوع، ودعا إلى مناقشة موقف برلين تجاه إسرائيل، قائلا إن الدعم الألماني بعد المحرقة لا يمكن أن يبرر كل ما تفعله إسرائيل. وقال المؤرخ الإسرائيلي موشيه زيمرمان إن الرأي العام في ألمانيا تجاه إسرائيل كان رد فعله مماثلا للموقف في بلدان أخرى. ومضي يقول "يكمن الفرق في النخب السياسية، فالنخبة السياسية (في ألمانيا) لا تزال تخضع لتأثير دروس الحرب العالمية الثانية بطريقة أحادية البعد.. تتمثل في القول 'كان اليهود ضحايانا خلال هذه الحرب، لذلك يتعين علينا أن ندعمهم أينما كانوا ومهما فعلوا'". واستطرد "يمكنك أن تلمس ذلك في رد فعل وزير الخارجية الألماني الجديد، فاديفول، وبشكل غير مباشر في عدم تكرار ميرتس وعده بدعوة نتنياهو لزيارة البلاد. هذا وضع غير مسبوق، إذ يُجبر الضغط من الأسفل الطبقة السياسية على إعادة النظر".

نتنياهو يتراجع عن تلميحه بإمكان التوصل إلى صفقة مع حماس "اليوم أو غداً"
نتنياهو يتراجع عن تلميحه بإمكان التوصل إلى صفقة مع حماس "اليوم أو غداً"

Alaraby Aljadeed

time8 hours ago

  • Alaraby Aljadeed

نتنياهو يتراجع عن تلميحه بإمكان التوصل إلى صفقة مع حماس "اليوم أو غداً"

تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الاثنين، عن تصريح له بإمكانية إعلان التوصل إلى صفقة مع حركة حماس "اليوم أو غداً" وقال إنه لم يقصد هذا التاريخ تحديداً. وقال نتنياهو في تصريح متلفز مقتضب: "إطلاق سراح مختطفينا (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) هو في صدارة أولوياتنا، وآمل جداً أن نتمكن من إعلان شيء بهذا الشأن. إن لم يكن اليوم – فغداً". لكنه تراجع بعد ذلك بوقت قصير، وقال في بيان لمكتبه: "المقصد لم يكن بشكل ملموس (يشير) إلى اليوم أو غداً، بل إلى الجهود الدائمة المبذولة للتوصل إلى صفقة". من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مصادر إسرائيلية مطلعة لم تسمها، إنّ "نتنياهو قصد القول إننا نعمل بجد وإن لم تتم صفقة اليوم فلن نستسلم"، وفق تعبيرها. وادعت المصادر بالقول: "نمارس الضغط على حماس وكذلك (المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط ستيف) ويتكوف ونأمل في أخبار طيبة، لكن المقصود كان المستقبل القريب وليس بالضرورة اليوم أو غداً (...) كانت مجرد طريقة تعبير". وخلّف تصريح نتنياهو المتلفز حماسة كبيرة لدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين الذين توجهوا إلى منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش لطلب توضيحات بشأنه، وفق ما أوردته القناة السابعة العبرية. وقالت عائلات المحتجزين، في بيان: "نشعر بأنهم يعذبوننا، كل تصريح من هذا النوع يجعل قلوبنا المكسورة تقفز "، وفق القناة 12 العبرية. أخبار التحديثات الحية حركة حماس توافق على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة وعلى منصة إكس، كتبت عيناف تسنغاوكر والدة المحتجز الإسرائيلي ماتان: "نتنياهو يمارس إرهاباً نفسياً ضد عائلات المختطفين ويُعذّبنا ليل نهار بينما ابني وحيد في نفق ويعاني ضمور العضلات، وهذا الأمر يتكرر كثيراً". من جانبه، قال روبي حين، والد المحتجز إيتاي، على "إكس"، إنّ العائلات "سئمت من التصريحات". وأضاف: "رئيس الوزراء يستطيع أن يعلن اليوم إنهاء الحرب، بعدما تم القضاء على كل قيادة حماس، ويُفرج عن الـ58 مختطفاً الذين اختطفوا خلال ولايته". وفي وقت سابق مساء الاثنين، تضاربت الأنباء، بشأن موقف "حماس" والحكومة الإسرائيلية على مقترح قدمه ويتكوف لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. ففي الوقت الذي قال فيه مصدر فلسطيني مقرب من "حماس"، إن الحركة وافقت على مقترح ويتكوف، ادعى موقع والاه العبري أن ويتكوف نفى موافقة حماس على مقترحه وقال إن "تل أبيب قبلت به". وأفاد المصدر لـ"الأناضول"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته بأن "حماس وافقت على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حرصاً على مصلحة شعبنا ووقفاً للإبادة المستمرة". وأضاف أن "ويتكوف قدّم مقترحاً قبل أيام يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة على دفعتين مقابل هدنة تراوح بين 60 يوماً وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة إلى المنطقة العازلة الممتدة على حدود القطاع". وأوضح أنه "خلال فترة الهدنة يتم البدء بمفاوضات جادة توصل إلى وقف حرب الإبادة وبضمان أميركي". في المقابل، ادعى "والاه" العبري أن ويتكوف "نفى" موافقة حركة حماس على مقترحه الذي يتضمن إطلاق سراح نصف المختطفين الأحياء ونصف جثامين القتلى. كما قال ويتكوف، وفق ادعاء الموقع، إن إسرائيل وافقت على المقترح، مستدركاً: "ما سمعته حتى الآن من حماس كان مخيباً للآمال وغير مقبول تماماً". ومراراً، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حالياً على إعادة احتلال غزة. والخميس، وجه نتنياهو بإعادة فريق التفاوض الإسرائيلي من الدوحة، وذلك بعد رفضه مطالب حركة حماس بالحصول على ضمانات أميركية لإنهاء الحرب. وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفاً في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة. وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود. (الأناضول)

اقتحام واسع للأقصى بمشاركة بن غفير في ذكرى "احتلال القدس"
اقتحام واسع للأقصى بمشاركة بن غفير في ذكرى "احتلال القدس"

Alaraby Aljadeed

time9 hours ago

  • Alaraby Aljadeed

اقتحام واسع للأقصى بمشاركة بن غفير في ذكرى "احتلال القدس"

اقتحم أكثر من ألفي مستوطن، على رأسهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير ، ووزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، وعضو الكنيست من حزب "القوة اليهودية" إسحاق كرويزر، باحات الأقصى المبارك، في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس عام 1967. وقال عضو رابطة أمناء الأقصى، فخري أبو دياب، في حديث مع "العربي الجديد"، "إن ما يشهده المسجد الأقصى هو من أشدّ وأقسى وأعتى الأيام التي تمرّ على المدينة ومقدساتها"، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي عمد منذ مساء أمس إلى "عسكرة مدينة القدس بالكامل من خلال نصب الحواجز والمتاريس، ومنع الوصول حتى إلى البلدة القديمة، التي تُعدّ شريان الحياة التجاري في القدس، ما أدى إلى خنق اقتصادي متعمد، ومنع للسكّان من الحركة ومغادرة منازلهم". وأكد أبو دياب أن جماعات "الهيكل" التي حشدت آلاف المستوطنين للاقتحام "تسعى لتكريس صورة السيادة والهيمنة على القدس الشرقية، من خلال صبغها بألوان العلم الإسرائيلي، وتكثيف أعداد المقتحمين؛ بهدف إشعار الفلسطينيين بأنهم غرباء في مدينتهم". وأشار أبو دياب إلى أنّ أعداد المقتحمين خلال الساعات المقبلة ستتجاوز الآلاف، في ظل دعم وحماية من شرطة الاحتلال التي تسعى من خلال هذا الحشد الكبير لإثبات سيطرتها على المدينة. وأكد أن "ضخ هذه الأعداد يأتي ضمن مخطط تشارك فيه المؤسسة الرسمية الإسرائيلية مباشرة، ما يعكس انخراطها الكامل في هذا التصعيد والانتهاكات". أخبار التحديثات الحية حماس: اقتحامات المسجد الأقصى حرب دينية تستهدف القدس وقال: "الاحتلال لا يستهدف فقط المسجد الأقصى، بل يسعى لتغيير المشهد العام في القدس، عبر الاستفزازات والاعتداءات على المقدسيين وممتلكاتهم، وإطلاق العنان للمتطرفين من جماعات الهيكل". وبحسب أبو دياب، فإن 12 حاخاماً يشاركون اليوم في الاقتحامات، وهم يعتبرون من أشدّ اليهود تطرفاً والذين ينتمون إلى الحركة الصهيونية الدينية. كذلك تزامنت الاقتحامات مع عقد الحكومة الإسرائيلية جلسة استثنائية في أقصى شمال بلدة سلوان قرب حي وادي حلوة الملاصق للسور الجنوبي للمسجد الأقصى، وذلك يعني مشاركة الحكومة الاسرائيلية علناً في دعم الاقتحامات وليس اقتصار ذلك على وزراء متطرفين، إضافة إلى شطب صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية وإلغاء الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى. واعتبر أبو دياب أن هدف الاحتلال من الحشد الكبير في ذكرى احتلال القدس، الانتقام من رمزية معركة "طوفان الأقصى". وأشار إلى أن الاحتلال يحاول استغلال العدوان على قطاع غزة وانشغال العالم به، للانتقام من اسم المعركة، لتفريغ هذه التسمية من مضمونها، واستعادة الاعتبار للتيارات اليمينية المتطرفة التي تقود الحكومة الإسرائيلية اليوم. ولفت إلى أن "ما يجري اليوم في الأقصى يختلف عن أي عام سابق، إذ إن الاحتلال نجح، ولو جزئياً، في عزل القدس وفرض التقسيم الزماني، وأضعف حالة التضامن العربي والإسلامي، في ظل تنازل الأمة عن نصرة القدس، ما يشجع الاحتلال على المضي في مشاريعه التهويدية". من جانبها، أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في بيان صحافي، بأن المستوطنين أدوا طقوساً تلمودية علنية واستفزازية داخل باحات المسجد، ورفعت مستوطِنة علم الاحتلال ورقصت في المنطقة الشرقية من الأقصى. وتزامن ذلك مع فرض الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة، شملت نصب الحواجز وتضييق الحركة على المقدسيين، ولا سيما في محيط باب العامود والبلدة القديمة. وبحسب ما أفادت مصادر محلّية لـ"العربي الجديد"، فإن مجموعة من المستوطنين حاولت إدخال "لفائف التوراة" عبر باب المغاربة، كذلك فرضت شرطة الاحتلال حصاراً ميدانياً وقيوداً مشددة على الحركة والعبادة في أحياء القدس.

DOWNLOAD THE APP

Get Started Now: Download the App

Ready to dive into the world of global news and events? Download our app today from your preferred app store and start exploring.
app-storeplay-store