#أحدث الأخبار مع #الإيروتومانياالشروق٢٦-٠٢-٢٠٢٥صحةالشروقما الفرق بين الحب والتعلق المرضي؟لقد تحدثنا في مواضيع سابقة عن الكثير من أنواع التعلق المرضي، التي قد تُحيل الحب إلى علاقة مرضية مؤذية للمتعلق والمتعلق به، مثل الإيروتومانيا. ومن البديهي، أن يتساءل القارئ الكريم عن الحدود الفاصلة بين ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي في علاقات الارتباط العاطفي. أي ما الفرق بين الحب والتعلق المرضي؟ وذلك ما سنحاول توضيحه في هذا الموضوع. شتان ما بين الجنة والنار تصف منظمة الصحة العقلية الأمريكية التعلق العاطفي بأنه حالة مرضية تؤثر على قدرة الشخص على التمتع بعلاقة صحية مُرضية للطرفين. وذلك لكونه نوعا من أنواع الإدمان السلوكي، الذي يتميز باهتمام مبالغ فيه بالطرف الآخر والتفكير المستمر فيه لدرجة الهوس. ويمكن أن يكتسبه الأشخاص الذين عاشوا طفولة قاسية أو اختبروا صدمات نفسية وعاطفية سابقة. ويعانون من انخفاض تقدير الذات وانعدام الطمأنينة الداخلية. فيبحثون عن شخص يملأ تلك النواقص بداخلهم ويعطيهم دفعة من المعنويات. وهذا بأن يؤكد لهم دائما كم هم رائعون ومنجزون، بينما الحب عبارة عن مشاعر نبيلة متزنة تجعل صاحبها يميل عاطفيا نحو المحبوب دون التعلق به أو التضييق عليه وحصاره والاعتماد عليه عاطفيا. وللتفريق بينهما، هناك عدة إشارات تدلك إن كنت في حالة حب حقيقي أم تعلق مرضي: -الأنانية، من أبرز الدلائل على التعلق المرضي، لأنك عندما تكون في علاقة تعلقية مع شخص معين ستشعر دائما بأنه ملكية خاصة لك في كل شيء، حتى في ما يتعلق بمشاعره، التي تريدها أن تكون مطابقة لمشاعرك. أي إذا كنت مكتئبا ستريده مكتئبا مثلك. وتعتقد أنه ممنوع عليه أن يسعد وأنت حزين. ويجب أن يكون على نفس الحالة النفسية التي أنت عليها. -في الحب أنت تركز على كيفية إسعاد الآخر. لكن، دون أن تخنقه بسيل عواطفك واهتمامك. بينما في حالة التعلق العاطفي، أنت تركز على الطريقة التي من المفترض أن يعاملك بها الآخر، لتغدو سعيدا، دون أن تأبه لسعادته لأنك من الأساس تعتمد على وجوده في حياتك لرفع تقديرك لذاتك، وتستمد منه فرحتك، وقد يغدو المُسوّغ الوحيد لاستطعامك لذة الحياة. -يُترجم الحب في شكل اهتمام بالآخر وإيثاره على الذات. ولكن، دون سعي أو بذل جهد جهيد للاستحواذ عليه خوفا من فقدانه. على عكس ما هو حاصل في حالة التعلق العاطفي، حيث يعيش المتعلق في حالة قلق وتوتر دائمين خشية هجر المتعلق به له أو خسارته، ما يدفعه لخنقه بسيل اهتمامه ومحاصرته ومحاسبته أو مطاردته وملاحقته، أو بمعنى آخر، التعلق المرضي هو حالة يتخللها الخوف الدائم من الانفصال. ويترافق ذلك مع مجموعة هواجس مثل: لم تأخر في الرد؟ بم هو مشغول؟ هل يمكنه أن يتخلى عني؟ ما يجعلك في علاقة تستنزفك طوال الوقت أكثر مما تعطيك، لافتقارك للاطمئنان، عكس الحب الحقيقي الذي يسوده شعور بالأمان والاستقرار. -الحب تحرير وإطلاق لحرية المحبوب، ما يتيح له أن يكون على سجيته وطبيعته. بينما التعلق تقييد له ورغبة في السيطرة عليه والسعي لتملكه والتفرد به ومحاولة عزله عن جماعة الأهل والأصدقاء والاستحواذ عليه للتحكم فيه، دون الاهتمام لسعادته ورضاه. فالرغبة في السيطرة لفرض التغيير هي مؤشر واضح في علم النفس على علاقة تعلقية مرضية. – الحب حالة صحية تُتيح لطرفي العلاقة النمو والتطور المتبادل، حيث سيسعى كل طرف ليكون نسخة أفضل من نفسه بمعية الشريك الذي سيدعمه. على عكس التعلق المرضي، الذي يعيق نمو العلاقة أو تقدم طرفيها، لأنهما عالقان في كم المشاكل الكثيرة الناجمة عن الصراع القائم بين طرف يحكم الخناق على طرف آخر يحاول بدوره الفكاك من قبضته. إن العلاقات المبنية على التعلق المرضي هي علاقات مشوهة وسامة. وغالبا ما تكون نهايتها مؤذية للطرفين. لهذا حاول أن تملأ النقص الذي بداخلك حتى وإن استدعى الأمر الاستعانة بمختص نفسي، لتتعلم التعايش مع نفسك والتصالح معها، لتكوين علاقة حب سعيدة مع الشريك.
الشروق٢٦-٠٢-٢٠٢٥صحةالشروقما الفرق بين الحب والتعلق المرضي؟لقد تحدثنا في مواضيع سابقة عن الكثير من أنواع التعلق المرضي، التي قد تُحيل الحب إلى علاقة مرضية مؤذية للمتعلق والمتعلق به، مثل الإيروتومانيا. ومن البديهي، أن يتساءل القارئ الكريم عن الحدود الفاصلة بين ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي في علاقات الارتباط العاطفي. أي ما الفرق بين الحب والتعلق المرضي؟ وذلك ما سنحاول توضيحه في هذا الموضوع. شتان ما بين الجنة والنار تصف منظمة الصحة العقلية الأمريكية التعلق العاطفي بأنه حالة مرضية تؤثر على قدرة الشخص على التمتع بعلاقة صحية مُرضية للطرفين. وذلك لكونه نوعا من أنواع الإدمان السلوكي، الذي يتميز باهتمام مبالغ فيه بالطرف الآخر والتفكير المستمر فيه لدرجة الهوس. ويمكن أن يكتسبه الأشخاص الذين عاشوا طفولة قاسية أو اختبروا صدمات نفسية وعاطفية سابقة. ويعانون من انخفاض تقدير الذات وانعدام الطمأنينة الداخلية. فيبحثون عن شخص يملأ تلك النواقص بداخلهم ويعطيهم دفعة من المعنويات. وهذا بأن يؤكد لهم دائما كم هم رائعون ومنجزون، بينما الحب عبارة عن مشاعر نبيلة متزنة تجعل صاحبها يميل عاطفيا نحو المحبوب دون التعلق به أو التضييق عليه وحصاره والاعتماد عليه عاطفيا. وللتفريق بينهما، هناك عدة إشارات تدلك إن كنت في حالة حب حقيقي أم تعلق مرضي: -الأنانية، من أبرز الدلائل على التعلق المرضي، لأنك عندما تكون في علاقة تعلقية مع شخص معين ستشعر دائما بأنه ملكية خاصة لك في كل شيء، حتى في ما يتعلق بمشاعره، التي تريدها أن تكون مطابقة لمشاعرك. أي إذا كنت مكتئبا ستريده مكتئبا مثلك. وتعتقد أنه ممنوع عليه أن يسعد وأنت حزين. ويجب أن يكون على نفس الحالة النفسية التي أنت عليها. -في الحب أنت تركز على كيفية إسعاد الآخر. لكن، دون أن تخنقه بسيل عواطفك واهتمامك. بينما في حالة التعلق العاطفي، أنت تركز على الطريقة التي من المفترض أن يعاملك بها الآخر، لتغدو سعيدا، دون أن تأبه لسعادته لأنك من الأساس تعتمد على وجوده في حياتك لرفع تقديرك لذاتك، وتستمد منه فرحتك، وقد يغدو المُسوّغ الوحيد لاستطعامك لذة الحياة. -يُترجم الحب في شكل اهتمام بالآخر وإيثاره على الذات. ولكن، دون سعي أو بذل جهد جهيد للاستحواذ عليه خوفا من فقدانه. على عكس ما هو حاصل في حالة التعلق العاطفي، حيث يعيش المتعلق في حالة قلق وتوتر دائمين خشية هجر المتعلق به له أو خسارته، ما يدفعه لخنقه بسيل اهتمامه ومحاصرته ومحاسبته أو مطاردته وملاحقته، أو بمعنى آخر، التعلق المرضي هو حالة يتخللها الخوف الدائم من الانفصال. ويترافق ذلك مع مجموعة هواجس مثل: لم تأخر في الرد؟ بم هو مشغول؟ هل يمكنه أن يتخلى عني؟ ما يجعلك في علاقة تستنزفك طوال الوقت أكثر مما تعطيك، لافتقارك للاطمئنان، عكس الحب الحقيقي الذي يسوده شعور بالأمان والاستقرار. -الحب تحرير وإطلاق لحرية المحبوب، ما يتيح له أن يكون على سجيته وطبيعته. بينما التعلق تقييد له ورغبة في السيطرة عليه والسعي لتملكه والتفرد به ومحاولة عزله عن جماعة الأهل والأصدقاء والاستحواذ عليه للتحكم فيه، دون الاهتمام لسعادته ورضاه. فالرغبة في السيطرة لفرض التغيير هي مؤشر واضح في علم النفس على علاقة تعلقية مرضية. – الحب حالة صحية تُتيح لطرفي العلاقة النمو والتطور المتبادل، حيث سيسعى كل طرف ليكون نسخة أفضل من نفسه بمعية الشريك الذي سيدعمه. على عكس التعلق المرضي، الذي يعيق نمو العلاقة أو تقدم طرفيها، لأنهما عالقان في كم المشاكل الكثيرة الناجمة عن الصراع القائم بين طرف يحكم الخناق على طرف آخر يحاول بدوره الفكاك من قبضته. إن العلاقات المبنية على التعلق المرضي هي علاقات مشوهة وسامة. وغالبا ما تكون نهايتها مؤذية للطرفين. لهذا حاول أن تملأ النقص الذي بداخلك حتى وإن استدعى الأمر الاستعانة بمختص نفسي، لتتعلم التعايش مع نفسك والتصالح معها، لتكوين علاقة حب سعيدة مع الشريك.