logo
#

أحدث الأخبار مع #الحوار_السوداني

هل ينجح كامل إدريس في فتح الأفق السياسي بالسودان؟
هل ينجح كامل إدريس في فتح الأفق السياسي بالسودان؟

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • الجزيرة

هل ينجح كامل إدريس في فتح الأفق السياسي بالسودان؟

الخرطوم- بعد أكثر من عامين من اندلاع الحرب في السودان ، لا يزال الانقسام والاستقطاب السياسي يُخيِّم على المشهد الداخلي، ويتوقع مراقبون أن يسعى رئيس الوزراء كامل الطيب إدريس المعين حديثًا، إلى توافق بين الفرقاء يسهم في حل الأزمة بالبلاد كما فعل سابقا، رغم صعوبة ذلك. ولم يكن الموظف الأممي كامل إدريس معروفا في الأوساط السياسية في بلاده، إلا بعد قيادته مبادرة للتوسط في الأزمة السودانية منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث جمع في جنيف بين الشيخ حسن الترابي عرّاب نظام حكم الرئيس السابق عمر البشير والراحل الصادق المهدي زعيم حزب الأمة ، وأبرز معارضي الحكومة آنذاك ولم يحقق اللقاء اختراقًا سياسيًا. ثم قاد إدريس مساعي لتحقيق مصالحة بين الفرقاء السودانيين عبر خطوات لبناء الثقة وإصلاح المناخ السياسي قبل أن يترشح لرئاسة السودان عام 2010. ورحّبت الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي و الجامعة العربية بتعيين إدريس رئيسًا للوزراء، وعدت ذلك خطوة لاستعادة النظام الدستوري والحكم الديمقراطي في السودان، كما رحّبت به القوى السياسية المساندة للجيش. وبذَل الاتحاد الأفريقي جهودًا لتقريب مواقف الفرقاء السودانيين للتوافق على ترتيبات لعقد مؤتمر حوار سوداني- سوداني، لكن 3 جولات من مشاورات شملت الكتل والقوى السياسية لم تحقق تقدمًا. كما استضافت القاهرة مؤتمرًا للقوى السودانية في يوليو/تموز الماضي، ضم أطراف المشهد السياسي تحت سقف واحد لأول مرة، وصدر بيان في نهاية المؤتمر تحفّظت عليه بعض القوى. وساعدت ديناميات الحرب في تفكيك التحالفات وبناء أخرى جديدة، حيث تكتلت القوى المساندة للجيش في تحالف ضم قوى سياسية ومجتمعية عقد في بورتسودان في فبراير/شباط الماضي، وتبنّى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وثيقة مشروع وطني أقرّها المؤتمر. وأدى تبني فصائل الجبهة الثورية وشخصيات، في تحالف تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع إلى حل التحالف وميلاد تكتل جديد في 10 فبراير/شباط الماضي تحت اسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) واختار عبد الله حمدوك رئيسا له. وفي المقابل، اختارت قوات الدعم السريع وفصائل عسكرية وتنظيمات سياسية تحالفا جديدا نشأ في العاصمة الكينية نيروبي في فبراير/شباط الماضي، وأطلقت عليه اسم "تحالف السودان التأسيسي" وأقرت تشكيل حكومة موازية. وعقد تحالف "صمود" اجتماعا للأمانة العامة والآلية السياسية في العاصمة الأوغندية كمبالا برئاسة حمدوك اختتِم أمس السبت، وأقرّ الاجتماع رؤية تمنح الأولوية لإيقاف الحرب. وقال في بيان له إن "السعي لتحقيق الشرعية من قبل سلطة بورتسودان والتنافس عليها بتشكيل حكومات بواسطة الدعم السريع وحلفائه، أمر لا يخاطب الأولويات ولا يستجيب إلى احتياجات السودانيين". كما قرر الاجتماع التواصل مع كافة الأطراف لإطلاق عملية سياسية عبر مائدة مستديرة تقود إلى توحيد المواقف لإيقاف الحرب واعتماد خيار الحوار، والتوافق على مشروع وطني يطوي صفحة الحروب ويحافظ على وحدة السودان ويؤسس لدولة مدنية ديمقراطية. ويرى عضو الأمانة العامة لتحالف "صمود" ياسر عرمان، في منشور له، أن تعيين كامل إدريس على أساس الوثيقة الدستورية الجديدة يجعل منه موظفًا عند العسكر ولا سلطة له، "وهو ليس برئيس وزراء مدني بل هو رئيس وزراء حرب" على حد تعبيره. الفرص محدودة وعن فرص تحقيق توافق بين القوى السياسية، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم الصديق، أن تحقيق توافق كلي بين الفرقاء السياسيين صعب، لأن روح التنافس السياسي سائدة وراجحة، والأهم وضع القضايا الوطنية الكبرى في صدارة الاهتمامات ومشاركة الجميع وفق طاقاتهم ومنظورهم. ويقول الصديق للجزيرة نت إن التحدي هو مقدرة رئيس الوزراء إدريس على تقديم خطة جامعة تتوافق عليها القوى السياسية والمجتمعية. ويقترح أن يطرح إدريس برنامج وخطة عمل ودعوة الجميع للمشاركة فيها، تشمل وحدة واستقرار البلاد وإعادة الإعمار وعودة النازحين واللاجئين وإعلاء مؤسسات العدالة والقانون قبل الذهاب إلى انتخابات تحتكم فيها القوى السياسية للشعب. أما الباحث والمحلل السياسي خالد سعد، فيرى أن فرصة إدريس لتحقيق توافق وطني محدودة ما لم يتمكن من تجاوز التصورات حول كونه طرفا سياسيا وليس غطاء لمشروع عسكري تديره القيادة العسكرية بشكل مستقل أو بتحالف سياسي. ويقول سعد للجزيرة نت إن تاريخ إدريس كوسيط بين الفرقاء لا يمكن الاعتماد عليه نتيجة لحدوث متغيرات عميقة في المشهد، أبرزها أن التسوية صارت مرتبطة بوقف الحرب، كما تزداد الاستقطابات وتتعمق الانقسامات، حيث تصنع الحرب دينامية جديدة تجعل الأطراف أكثر تمسكًا بمواقفهم وأقل استعدادا لتقديم تنازلات. ويذهب إلى أن الطرف المتقهقر عسكريًا في الحرب يتمترس في مواقفه خشية فقدان توازن القوى في المساومات السياسية، ويبحث عن بدائل سياسية، كما ظهر في نشأة تحالف "تأسيس" الذي يعكس تشكل قوى سياسية مرتبطة بالحرب، مما يعقّد المشهد السياسي ويضيف أبعادا جديدة لأي تسوية مستقبلية.

القوى السودانية تنسق لحوار في القاهرة فهل من جديد؟
القوى السودانية تنسق لحوار في القاهرة فهل من جديد؟

Independent عربية

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

القوى السودانية تنسق لحوار في القاهرة فهل من جديد؟

مع تزايد حدة التصعيد العسكري بصورة متسارعة في الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" المستعرة منذ أكثر من عامين، لا يزال الجمود يخيم على الساحة السياسية السودانية، على رغم الدعوات المتكررة إلى حوار سوداني شامل لا يقصي أحداً بوصفه المخرج من المأزق الراهن الذي تعيشه البلاد، لكن تلك الدعوات سرعان ما تتحول إلى نداءات فضفاضة ومناورة موسمية تتلاشى في وقتها، فكيف ينظر المراقبون والسياسيون للحوار السوداني الشامل الذي ينادي الجميع، لكنه يستعصى على الانعقاد؟ وكيف يؤثر التصعيد العسكري التواصل في مستقبله وفرص نجاحه؟ عقبات وانقسامات يرى رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي أن هناك عقبات عدة تعترض الحوار السوداني بعضها ناتج من انقسامات القوى السياسية وحالة السيولة التي تعتري الساحة السياسية، التي أفرزت بدورها أحزاباً وحركات وهمية يمثلها أفراد قابلون للاستمالة من السلطة في بورتسودان. ويعتقد المهدي أن أهم العقبات أمام الحوار هي الرفض المبطن له من السلطة في بورتسودان، لأن الفريق عبدالفتاح البرهان يريد الاستمرار في الحكم، لذلك يعمل على تعطيل البديل الديمقراطي ويدفع بإغراءات كبيرة لأحزاب وهمية وأخرى كبيرة وعدد من الشخصيات لشراء ولائها. ويتابع المتحدث "كذلك هناك الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا وغير الموقعة التي ليس لها مصلحة في أية عملية سياسية حتى تتمكن من الاستمرار في الحكم مع قائد الجيش، فضلاً عن خلل آخر يعرقل الحوار، وهو ضعف اللجنة العليا للاتحاد الأفريقي التي فشلت في التعامل مع هذه المشكلات ولم تعقد سوى اجتماعين خلال عام كامل". الأحزاب الحقيقية وأضاف رئيس حزب الأمة أن "الجولة الأولى لمؤتمر القوى السياسية السودانية الذي نظمته واستضافته القاهرة قبل نحو عام نجحت في تحقيق مصالحة بيننا والأحزاب المكونة لتحالف القوى الديمقراطية الثوري (صمود) الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، ونحن الآن في تنسيق مستمر حول بناء العملية السياسية والتحضير للنسخة الثانية من مؤتمر القاهرة التي تسبب موقف المجموعة التي تقف مع البرهان في تردد القاهرة في الدعوة لها". وأوضح المهدي "أدرك الاتحاد الأفريقي في الآونة الأخيرة طبيعة المشكلة، لذلك قرر استبعاد الأحزاب الوهمية التي ليست سوى مجرد لافتات والحركات واقتصرت الدعوة على الأحزاب الحقيقية والقوى المجتمعية الفاعلة والمؤثرة، في مقابل موقف الفريق البرهان نفسه الذي يخطط لعقد مؤتمر حوار داخل السودان حتى يتمكن من التحكم في قراراته ومخرجاته". في يوليو (تموز) العام الماضي استضافت القاهرة مؤتمراً للقوى السياسية السودانية تحت شعار "معاً لوقف الحرب في السودان"، بمشاركة واسعة من القوى السياسية والمدنية السودانية، وأفضت الجهود إلى توافق بين معظم المشاركين حول ضرورة وقف الحرب، والمحافظة على وحدة السودان ومرور المساعدات الإنسانية، على رغم ذلك رفضت بعض القوى السياسية التوقيع على البيان الختامي للمؤتمر. انعدام الثقة على الصعيد نفسه يقول أستاذ العلوم السياسية سعيد على الحسين "على رغم الدعوات المتكررة إلى عقد مؤتمر للحوار السوداني الشامل من دون إقصاء لأحد، لكن انعدام الثقة المتجذر بين أطراف القوى السياسية والمدنية والعسكرية بسبب تجارب سابقة من الإقصاء والتنصل من الالتزامات والانقلابات، يشكل حاجزاً سميكاً أمام التقاء الفرقاء وإتمام تلك الدعوات". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يشير الحسين إلى وجود عدد من الأسباب التي تحول دون نجاح الحوار الشامل في السودان، أهمها كثرة وتتعدد تحفظات القوى السياسية على بعضها بعضاً، بحسب موقع كل طرف من الحرب الراهنة، فهناك بعض القوى مدنية أو مسلحة، تخشى فقدان نفوذها، لا تزال تتحفظ على الحوار خوفاً من فقدان ما حصلت عليه من مكاسب في السلطة في أي من مستوياتها. تابع المتحدث "لم يغادر الحوار السوداني حتى هذه اللحظة محطة القطيعة السياسية برفض بعض الأطراف الجلوس مع أخرى، مثل رفض العسكريين الجلوس مع قوى مدنية رئيسة في التحالف الثوري الديمقراطي (صمود)، ورفض الكتلة الديمقراطية التي تضم الحركات المسلحة الجلوس على منضدة واحدة مع القوى السياسية المكونة لذات التحالف، كما أن هناك قوى سياسية رئيسة ترفض مشاركة أطراف بعينها، ممن تعتبرهم مسؤولين بقايا وفلول وقيادات النظام السابق وتحملهم مسؤولية نشوب الحرب، أو تلك المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مثل قوات 'الدعم السريع' أو قيادات من النظام السابق". تباين الأجندات ويرى الأكاديمي أن هذه الانقسامات والتباين الكبير في الأجندات وسعي كل طرف إلى تحقيق أهدافه وبرامجه الخاصة، أيديولوجية كانت أم جهوية أم سلطوية أم عسكرية، تعتبر من أكثر المعضلات التي ظلت تحول دون توصل القوى السياسية إلى الحد الأدنى من التوافق على رؤية موحدة لبرنامج وطني قومي. ونوه الحسين إلى أن "إصرار المؤسسة العسكرية والحركات المسلحة والميليشيات أحياناً، على لعب أدوار سياسية يضيف مزيداً من التعقيد على المشهد، على رغم أن وضعها الطبيعي أن تكون خارج العملية السياسية، لكن أدوارها ونواياها السياسية تضعف من فرص الحوار السياسي وتفقده الضمانات الأمنية". ووفق الحسين في مثل هذه الأجواء السياسية المضطربة تلعب التأثيرات والتدخلات الخارجية الإقليمية والدولية دوراً ملاحظاً لا تخطئه العين في التأثير في معظم مكونات الوسط السياسي السوداني بمختلف توجهاته، وتدفع ببعض القوى السياسية في كثير من الأحيان إلى التمسك بمواقف متشددة إرضاء لأطراف خارجية أملاً في كسب دعمها لاحقاً". ضعف الإرادة يشير الأكاديمي إلى أن تلك التقاطعات تسببت في ضعف وتغييب الإرادة السياسية الحقيقية، الظاهرة التي باتت ملازمة لمعظم القوى السياسية السودانية، فهناك بعض الأطراف السياسية تتخذ من شعار الحوار وسيلة للمناورة وكسب الوقت أو لمجرد تحسين صورتها أمام الرأي العام الداخلي أو المجتمعين الإقليمي والدولي. مع كل تلك التعقيدات فإن تواصل الحرب والتصعيد الميداني للمعارك وتدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية بحسب الحسين، يقضي بصورة مستمرة على البيئة الآمنة المطلوبة للعمل للسياسي، وتجعل من الصعب إجراء حوار حقيقي داخل السودان، وتلاحق ظلال تلك المصاعب الحوار حتى في حالة انعقاده خارج الأرض السودانية. ترف بلا قيمة على النحو ذاته يبدو بكري الجاك، وهو قيادي في التحالف المدني الديمقراطي الثوري (صمود)، متشائماً إزاء إمكان إجراء الحوار السوداني السوداني، إذ لا يرى سبيلاً أو أية قيمة لهذا الحوار أو "المائدة المستديرة"، ما لم يصاحبها وقف شامل لإطلاق النار بالبلاد. ويرى ألجاك أن المجتمع السوداني بات يشهد انقساماً كبيراً، كما أن القوى السياسية التي تدعم طرفي الصراع لا يمكن لها أن تتوافق على رؤية لإيقاف القتال ما دام أنها تدعم أحد أطرافها ولديها تصوراتها الخاصة حول كيفية إيقاف أو إنهاء الحرب تتطابق بصورة كاملة مع حليفها العسكري. وتابع المتحدث "أفهم أن الحوار السوداني أو المائدة المستديرة هي ضمن ترتيبات اليوم التالي لما بعد الحرب، ولا يوجد يوم تال ما دام أن الحرب تدور والتصعيد مستمر، لذلك وبغض النظر عن شمول الحوار من عدمه أو النقاش حول أطرافه، فالأمر كله يبدو ضرباً من الترف السياسي في الظرف الحالي الذي تعيشه البلاد". جولة ثانية على صعيد ذي صلة كشفت مصادر سياسية عن مشاورات مصرية لعقد جولة ثانية من مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية خلال الفترة المقبلة، بهدف تشجيع الحوار السوداني ودفع جهود التسوية السياسية للحرب الداخلية. توقعت المصادر أن توافق معظم القوى السياسية على جولة المؤتمر الثانية بسبب تحفظاتها على حوار الداخل، ستركز على القضايا الإنسانية وقف إطلاق النار والحل الداخلي بتوافق الأطراف كافة على رؤية سودانية سياسية خالصة من دون أي تدخلات خارجية تؤسس للعملية الانتقالية. وكان وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي عقد جلسة تشاورية في شأن التطورات السياسية والميدانية في السودان مع المبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة، مطلع هذا الشهر، أكد خلالها حرص مصر على أمن واستقرار ووحدة السودان والحفاظ على مؤسساته الوطنية. سيولة سياسية من جانبه يقول الكاتب السوداني عبدالله حسن محمد سعيد إن "الواقع السياسي في السودان اليوم يعكس حالة من السيولة السياسية يعجز كثيرون عن فهم أسبابها العميقة على رغم الجهود العديدة التي بذلت من أجل تأسيس دولة ديمقراطية مدنية، ولا أحد يدري ما إذا كانت هذه السيولة ناجمة عن أزمة فكرية لدى الفاعلين السياسيين، أم أن المشكلة تكمن في غياب المشروع الوطني الجامع الذي يعيد توجيه دفة البلاد نحو الاستقرار والتنمية". التمزق والعجز وتابع سعيد "أعاق الإرث الاستعماري الذي أسس للتمكين السياسي من خلال السياسات المركزية تطور الأحزاب السياسية السودانية في فترة ما بعد الاستقلال، غير أن هذا الجمود تعمق مع تطور الحركات الأيديولوجية، من الإسلام السياسي إلى الاشتراكية والليبرالية، التي نمت على حساب بناء المؤسسات السياسية الوطنية المستقلة عن الأيديولوجيات المتباينة". وأشار الكاتب إلى أن حالة السيولة السياسية مع التراكمات التاريخية السابقة جعلت القوى السياسية السودانية عاجزة عن التوصل إلى إجماع فكري حول شكل الدولة، أو الاتفاق على كيف تحكم البلاد، بينما ظل التمزق الأيديولوجي يعرقل أي تقدم نحو مشروع سياسي شامل، معتبراً أن غياب الاتفاق على مثل هذا المشروع أحد أبرز أوجه الأزمة في السودان اليوم، إذ تغلب الرؤى السياسية المتناقضة على المشهد، ولم تتمكن حتى المبادرات الوطنية من تقديم رؤية متكاملة تتجاوز الأيديولوجيا. وحذر سعيد من أن السودان يقف الآن على مفترق طرق، فإما أن تستعيد القوى الوطنية زمام المبادرة وتؤسس لمشروع وطني متكامل، أو يستمر غارقاً في السيولة السياسية التي تغذيها التناقضات الفكرية وغياب المشروع الوطني، مشدداً على القوى السياسية بضرورة الاتفاق على إعادة بنائه بالحوار الوطني، وفق مصالحه الداخلية بعيداً من الضغوط الخارجية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store