logo
#

أحدث الأخبار مع #بروتوكولاتالربطالبيني،

المغرب ينقذ إسبانيا من الظلام: تفاصيل الدعم الطاقي الحاسم وقت الأزمة
المغرب ينقذ إسبانيا من الظلام: تفاصيل الدعم الطاقي الحاسم وقت الأزمة

بلبريس

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • بلبريس

المغرب ينقذ إسبانيا من الظلام: تفاصيل الدعم الطاقي الحاسم وقت الأزمة

في يوم الاثنين 28 ابريل الذي وُصف بـ "المظلم"، خيم الظلام بشكل مفاجئ وغير مسبوق على شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث تسبب انقطاع هائل في التيار الكهربائي بشل الحياة في مناطق واسعة من إسبانيا. هذا العطل الفني الواسع النطاق، الذي يُعد سابقة في تاريخ البلاد الحديث، لم يقتصر على إطفاء الأنوار في المنازل والشوارع، بل أثر بشكل كبير على البنى التحتية الحيوية وقطاع الاتصالات، ملقياً بظلال من القلق وعدم اليقين على ملايين السكان الذين وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة أزمة طاقة حادة. الصحافة الإسبانية عادت إلى تغطية الحدث الاستثنائي، مقدمةً تفاصيل دقيقة حول أسباب الانقطاع وتبعاته وجهود استعادة الخدمة. ولم تكتفِ وسائل الإعلام الإسبانية بسرد وقائع الساعات الحرجة التي عاشتها البلاد، بل سلطت الاندبندنتي الضوء بشكل خاص على الدور المحوري الذي لعبته الجارة الجنوبية، المغرب، كشريان حياة غير متوقع. فقد كشفت التقارير الإسبانية تفاصيل الدعم المغربي الحاسم، مبرزة كيف تحول المغرب من مستورد للكهرباء الإسبانية إلى مصدر حيوي للطاقة ساهم في إنقاذ الموقف ومنع انهيار كامل للشبكة في جنوب إسبانيا خلال تلك اللحظات العصيبة. ففي تمام الساعة 12:32 من ظهر يوم الاثنين28 ابريل 2025، لم يقتصر الانقطاع الهائل للتيار الكهربائي الذي أغرق شبه الجزيرة الإيبيرية في الظلام على إسبانيا والبرتغال فحسب، بل هدد أيضاً استقرار الشبكة الكهربائية في المغرب. ففي تلك اللحظة الحاسمة، كان المغرب يستورد حوالي 778 ميغاوات من الكهرباء عبر الشبكة الإسبانية. بسرعة قياسية، نجح المغرب في حماية شبكته من الانهيار التام للإمدادات الكهربائية الإسبانية، وهو حادث غير مسبوق استمر لمدة 12 ساعة. ولم يكتفِ المغرب بذلك، بل تحول إلى شريان حياة لـ "الجزيرة الطاقية" الإيبيرية المتعثرة. ففي وقت متأخر من مساء يوم 28 أبريل، وتحديداً ابتداءً من الساعة العاشرة ليلاً بتوقيت المغرب، وبينما كانت إسبانيا تسابق الزمن لاستعادة نظامها الكهربائي، كان المغرب يصدر إليها حوالي 519 ميغاوات، وهو ما يمثل 11.5% من الكهرباء المتاحة لديه في تلك اللحظة، و5.45% من الكهرباء المتوفرة في السوق الإسبانية. وقد تم توليد هذه الطاقة المُصدرة باستخدام مزيج من الفحم والغاز الطبيعي. وفي تعليقه على الحدث، يقول يونس معمر، المهندس الكهربائي والمدير العام السابق للمكتب الوطني للكهرباء المغربي، والذي يتمتع بخبرة عقود في قطاع الطاقة بالبلاد: "ما حدث في إسبانيا يجب أن يعلمنا جميعاً التواضع، فخطر انقطاع التيار الكهربائي بنسبة صفر غير موجود". تفادي تأثير الدومينو يشرح معمر في تصريحات صحفية قائلاً: "لقد عملت المعايير التي تم وضعها مسبقاً كجزء من بروتوكولات التعاون بشكل مثالي. تمثل الدعم في ضخ حمولة كبيرة بالنسبة لنا إلى الشبكة الإسبانية لتجنب انقطاع كامل للإمدادات والحفاظ على الربط البيني بينما كانت الأنظمة الإسبانية تتعافى تدريجياً". وأضاف: "تم وضع نفس البروتوكولات مع الأنظمة الفرنسية والبرتغالية". هذا الربط البيني الذي سمح باستعادة الإمداد الكهربائي في بعض مناطق جنوب إسبانيا يوم الاثنين، كان قد خدم المغرب سابقاً. يعترف معمر: "كجزء من بروتوكولات الربط البيني، هناك دعم متبادل، وقد تمكنا من الاعتماد على الشبكة الإسبانية في مناسبات عديدة في الماضي والعكس صحيح". عندما انقطعت الكهرباء فجأة عن شبه الجزيرة الإيبيرية ظهر الاثنين، تصرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في المغرب بسرعة، حيث قام بزيادة حمولة محطاته بسرعة، خاصة تلك التي تعمل بالفحم، وحسن إنتاجه من الطاقة الكهرومائية لتعويض الانقطاع. ورغم تسجيل انقطاعات طفيفة في شمال وشرق البلاد، إلا أن الاستقرار العام للشبكة ظل قائماً دون الحاجة إلى تقنين الإمدادات للمستهلكين. وفقًا لمعمر، "يتم تفعيل الدعم المتبادل تلقائياً بمعايير حماية محددة لتجنب تأثير الدومينو، وفي هذه المناسبة، عمل كما في مرات سابقة في كلا الاتجاهين". وأضاف: "الشبكة الإسبانية أكبر بكثير من المغربية، لذا فإن وفورات الحجم مختلفة، ولكن مع ذلك، فإن قطرة دم في أوقات الأزمات لا تقدر بثمن. مرة أخرى، يعلمنا التواضع ألا نتباهى بذلك، بل أن نواصل القيام به بإمكانياتنا الخاصة وبعيداً عن أضواء الإعلام. المسؤولون عن أنظمة الكهرباء في المغرب وإسبانيا وفي جميع أنحاء العالم يحملون ذلك في جيناتهم". خطا ربط مع إسبانيا وخط ثالث قيد الإعداد بناءً على طلب من شركة الشبكة الكهربائية الإسبانية (REE)، قام المغرب بتفعيل الربط الطاقي للمساهمة في استعادة الإمدادات في عدة مناطق متضررة. وفي تصريحاته العلنية خلال الأزمة، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على المساعدة التي قدمتها فرنسا والمغرب، مشدداً على أن استعادة الإمداد تحققت بفضل الربط البيني مع هذين البلدين، بالإضافة إلى محطات الدورة المركبة التي تعمل بالغاز والمحطات الكهرومائية. وقال سانشيز: "أود أن أشكر هذين البلدين على تضامنهما في هذا الوقت"، مضيفاً: "لم يحدث قط انقطاع كامل للنظام، كما يُقال تقنياً، وما يتم فعله الآن هو تنفيذ عملية الاستعادة بشكل تدريجي وحذر لتجنب أي تراجعات في الساعات القادمة". يرتبط المغرب بإسبانيا عبر خطي ربط بجهد 400 كيلوفولت، وبقدرة إجمالية تبلغ 1400 ميغاوات، تم تركيبههما عام 1998. وبفضل أجهزة الفصل التلقائي في المحطتين الفرعيتين بالفرديوة وطريفة، أدى انخفاض التردد في الشبكة الإسبانية إلى عزل النظام المغربي على الفور. ويجري حالياً التخطيط لخط ربط ثالث بين المغرب وإسبانيا من المقرر أن يدخل الخدمة عام 2028. كما يدرس المغرب إمكانية الربط مع فرنسا وموريتانيا. في المقابل، لا يزال التعاون الطاقي مع الجزائر، المنافس الإقليمي، مقطوعاً منذ إلغاء عقد أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي. يؤكد الخبير المغربي: "الشبكة الكهربائية المغربية أوروبية بالكامل من حيث المعايير والتردد والبروتوكولات. شبكتنا الرئيسية بجهد 400/225 كيلوفولت قوية". استقلال وليس اكتفاء ذاتياً تأتي هذه المساعدة المغربية لإسبانيا، والتي ساهمت في إعادة تشغيل إمدادات الكهرباء في شبه الجزيرة، في سياق أوسع يتسم بسعي المملكة المغربية لتحقيق استقلالها الطاقي. فقبل أسبوع واحد فقط، أطلقت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة دعوة لتطوير البنية التحتية الوطنية للغاز، بما في ذلك بناء أول محطة للغاز الطبيعي المسال في المغرب بميناء الناظور غرب المتوسط. يهدف المغرب إلى بناء شبكة أنابيب غاز لربط محطة الغاز الطبيعي المسال بأنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي لتزويد محطات الطاقة الحالية والمستقبلية التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وكذلك المناطق الصناعية في القنيطرة والمحمدية. كما يطمح المغرب لبناء خط أنابيب أفريقي أطلسي من نيجيريا، وهو مشروع تعتبره جارته الجزائر غير واقعي ومليء بالتكاليف والصعوبات الجيوستراتيجية. التكامل الطاقي كمدخل لتكامل اقتصادي أوسع يشير معمر إلى أن "أفضل طريقة لمعالجة استقلال الطاقة ليست من خلال الاكتفاء الذاتي، بل من خلال تعزيز وسائل الإنتاج الوطنية، وتنويع مصادر التوريد للمنتجات الأساسية التي لا نمتلكها، وتجميع البنى التحتية وتعزيزها لنقل الطاقة. إنه نهج تكامل طاقي كمدخل لتكامل اقتصادي أوسع، يحترم سيادة وخصوصيات الدول". ويضيف: "مشروعي الحلم عندما كنت في المكتب الوطني للكهرباء كان تطوير احتياطيات استراتيجية مشتركة للوقود مع الدول المجاورة واستثمارات مشتركة في وحدات توليد الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية في المغرب، لتوفير الطاقة لاقتصادنا الناشئ واقتصادات الدول المجاورة". تتمثل الاستراتيجية على الجانب الآخر من المضيق في مضاعفة إنتاج الطاقات المتجددة. ففي السنوات الخمس الماضية، تضاعف عدد المشاريع المصرح بها أربع مرات. وقد أقرت وزيرة الانتقال الطاقي ليلى بنعلي مؤخراً بأنه "خلال الولاية الحكومية الحالية، تم التصريح بـ 56 مشروعاً، بينما كان العدد 4 فقط بين عامي 2011 و2021". وقبل أيام قليلة، عادت محطة "نور 3" للطاقة الشمسية الحرارية، بقدرة 150 ميغاوات والواقعة ضمن مجمع ورزازات الشمسي الضخم جنوب المغرب، إلى العمل بعد توقف فني دام 14 شهراً بسبب تسرب الأملاح المنصهرة. هذه المحطة، الممولة من البنك الدولي، تولد الكهرباء لأكثر من مليون مغربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store