logo
#

أحدث الأخبار مع #مهساأميني،

القضية الكردية في خضم الصراعات الإقليمية
القضية الكردية في خضم الصراعات الإقليمية

موقع كتابات

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • موقع كتابات

القضية الكردية في خضم الصراعات الإقليمية

تشكل القضية الكردية أحد أبرز التحديات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إذ ترتبط بتفاعلات معقدة بين اللاعبين الإقليميين والدوليين في ظل الصراعات المستمرة بين إيران والمعارضة الكردية داخلها، وتركيا مع حزب العمال الكردستاني (PKK) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إضافةً إلى التداخل الأمريكي في العراق وسوريا، تبرز كردستان العراق كمحور متأثر بهذه الصراعات وكطرف مؤثر فيها، مع ذلك، فإن التطورات الأخيرة، مثل نداء عبد الله أوجلان والحوار الجاري بين بعض القوى الكردية والحكومة التركية، قد تؤثر على المشهد العام للقضية الكردية. ورغم أن القضية الكردية في تركيا انحصرت في صراع عسكري تمحور بين الأمن القومي والطموحات الكردية التي رفع شعاراتها حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا تهديدا وجوديا لأمنها القومي، ما يدفعها إلى شن عمليات عسكرية متكررة داخل العراق وسوريا، حيث تعمل أنقرة على تقويض واشغال أي كيان كردي يتمتع بحكم ذاتي خشية انتقال التجربة إلى أكرادها. وما عملياتها العسكرية، مثل 'مخلب النسر'ومخلب السيف'، في استهداف مواقع حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق وفي منطقة شمال شرق سوريا ذات الإدارة الذاتية، الا احدى الوسائل او المصدات لايقاف انتشار تلك الممارسة السياسية، حيث أثرت على استقرار الإقليم، الذي يجد نفسه في موقف حساس بين الحفاظ على علاقاته مع أنقرة وبين تجنب التصعيد مع الفصائل الكردية المسلحة. وعلى الجانب السوري وفي المواجهة مع قسد وحكام دمشق الجدد، ترى تركيا أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يقودها الكرد، امتداد لحزب العمال الكردستاني، وبالتالي تمثل تهديدًا مباشرًا، لذا شنت أنقرة عمليات عسكرية داخل سوريا، مثل 'نبع السلام' و'غصنالزيتون'، للحد من نفوذ قسد، في الوقت نفسه، تراقب تركيا تحركات حكام دمشق الجدد، الذين يسعون إلى استعادة السيطرة على شمال سوريا، مما يضع قسد بين مطرقة أنقرة وسندان دمشق. وفي إيران وعلاقة نظامها السياسي مع الكرد وقضيتهم فقد تأرجحت بين الاحتواء والاذابة وبين الصراع مع المعارضة الكردية في الداخل وامتد أيضا الى الخارج، خاصة وان إيران تمتلك تاريخًا طويلاً من القمع ضد الحركات الكردية المعارضة، مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (PDKI) وحزب (كومله)، حيث تعتبر طهران أن أي تحرك كردي داخلي يمثل تهديدًا لوحدة أراضيها، وقد اتضح ذلك جليا بعد الاحتجاجات التي اندلعت عقب مقتل مهسا أميني، حيث صعّدت طهران عملياتها الأمنية والعسكرية ضد الكرد، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي على معاقلهم في كردستان العراق. أن التنافس التركي الإيراني في الساحة الكردية رغم العداء المشترك لحزب العمال الكردستاني، واضح جدا في إدارة الملف الكردي، حيث تدعم طهران بعض الفصائل الكردية داخل سوريا، مستغلةً وجودها العسكري لتعزيز نفوذها، كما تحاول التأثير على سياسات إقليم كردستان العراق عبر الأحزاب الكردية المختلفة، مثل الاتحاد الوطني الكردستاني القريب منها. نداء عبد الله أوجلان هل يتغير المعادلة؟ في تطور لافت، وجّه عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في تركيا، مؤخرًا نداءً يطالب فيه بإحياء مسار السلام بين الكرد وأنقرة، داعيًا إلى إنهاء العنف والدخول في مفاوضات جديدة، هذا النداء يأتي في وقت تشهد فيه الساحة السياسية التركية تحولات، خاصة بعد الانتخابات الأخيرة التي أضعفت موقف حزب العدالة والتنمية الحاكم، مما قد يدفعه إلى البحث عن حلول سياسية للقضية الكردية بدلاً من المواجهة العسكرية المستمرة. في هذا السياق، يجري حديث متزايد عن مفاوضات غير معلنة بين مسؤولين أتراك وبعض الشخصيات الكردية لمحاولة التوصل إلى تفاهمات، رغم أن الحكومة التركية لم تصدر موقفًا رسميًا واضحًا، إلا أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تغييرات في نهج أنقرة تجاه المسألة الكردية، سواء داخل تركيا أو في شمال سوريا، حيث تلعب قوات سوريا الديمقراطية دورًا مهمًا في أي معادلة سياسية مستقبلية. مدى تأثير هذا النداء على الوضع الكردي في تركيا وسوريا • في تركيا، قد يؤدي أي انفراج في المفاوضات إلى تهدئة الصراع مع حزب العمال الكردستاني، مما قد ينعكس إيجابيًا على الكرد سياسيًا واقتصاديًا. • في سوريا، أي تقارب تركي-كردي قد يعيد رسم خريطة التحالفات، خصوصًا إذا انخفض الضغط التركي على قسد، مما قد يفتح الباب أمام ترتيبات جديدة مع دمشق أو واشنطن. • مع ذلك، فإن إيران والنظام السوري قد لا يكونان متحمسين لأي تقارب كردي-تركي، إذ يخشى كل منهما من أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الموقف الكردي بشكل قد يضر بمصالحهما الاستراتيجية. التحالف الأمريكي-الكردي: دعم استراتيجي مع قيود سياسية رغم تذبذب الموقف الأمريكي بين الإدارات المختلفة، لا تزال واشنطن ترى في الكرد حليفًا مهمًا في محاربة الإرهاب، خصوصًا في سوريا والعراق، حيث دعمت الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة داعش، لكنها في الوقت نفسه تحاول موازنة علاقاتها مع تركيا، وكذا في العراق، تستمر واشنطن في تقديم الدعم الأمني لكردستان، لكنها لا تدعم بشكل واضح الاستقلال الكردي، خوفًا من زعزعة الاستقرار الإقليمي. وفي خضم ذلك يجد إقليم كردستان العراق نفسه في وضع صعب نتيجة هذه الصراعات، فالضغوط التركية لمنع نشاط حزب العمال الكردستاني تؤدي إلى عمليات عسكرية داخل الإقليم، بينما تستهدف إيران المعارضة الكردية، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار اقتصاديًا، حيث يعتمد الإقليم على تصدير النفط عبر تركيا، ما يجعله رهينة للتوترات بين أنقرة وبغداد. ورغم التحديات، يحاول الإقليم لعب دور الوسيط بين الأطراف المتصارعة؛ إذ يعمل على تحقيق توازن في علاقاته مع أنقرة وطهران وواشنطن، كما يسعى إلى تعزيز دوره كلاعب إقليمي يمكنه التوسط في النزاعات، لكن الانقسامات السياسية الداخلية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني قد تترك أثرا سلبيا في اضعاف هذا الدور. وختاما فأن مستقبل القضية الكردية في ظل الصراعات الإقليمية ستظل عنصرًا رئيسيًا في ديناميكيات الشرق الأوسط، مع استمرار محاولات تركيا وإيران وسوريا للسيطرة على الطموحات الكردية، ومع ذلك، فإن نداء عبد الله أوجلان والمفاوضات الجارية قد تمثل فرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسي الكردي، سواء داخل تركيا أو في سوريا.

القضية الكردية في خضم الصراعات الإقليمية
القضية الكردية في خضم الصراعات الإقليمية

شفق نيوز

time٠٧-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • شفق نيوز

القضية الكردية في خضم الصراعات الإقليمية

تشكل القضية الكردية أحد أبرز التحديات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إذ ترتبط بتفاعلات معقدة بين اللاعبين الإقليميين والدوليين في ظل الصراعات المستمرة بين إيران والمعارضة الكردية داخلها، وتركيا مع حزب العمال الكردستاني (PKK) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إضافةً إلى التداخل الأمريكي في العراق وسوريا، تبرز كردستان العراق كمحور متأثر بهذه الصراعات وكطرف مؤثر فيها، مع ذلك، فإن التطورات الأخيرة، مثل نداء عبد الله أوجلان والحوار الجاري بين بعض القوى الكردية والحكومة التركية، قد تؤثر على المشهد العام للقضية الكردية. ورغم أن القضية الكردية في تركيا انحصرت في صراع عسكري تمحور بين الأمن القومي والطموحات الكردية التي رفع شعاراتها حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا تهديدا وجوديا لأمنها القومي، ما يدفعها إلى شن عمليات عسكرية متكررة داخل العراق وسوريا، حيث تعمل أنقرة على تقويض واشغال أي كيان كردي يتمتع بحكم ذاتي خشية انتقال التجربة إلى أكرادها. وما عملياتها العسكرية، مثل 'مخلب النسر'ومخلب السيف'، في استهداف مواقع حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق وفي منطقة شمال شرق سوريا ذات الإدارة الذاتية، الا احدى الوسائل او المصدات لايقاف انتشار تلك الممارسة السياسية، حيث أثرت على استقرار الإقليم، الذي يجد نفسه في موقف حساس بين الحفاظ على علاقاته مع أنقرة وبين تجنب التصعيد مع الفصائل الكردية المسلحة. وعلى الجانب السوري وفي المواجهة مع قسد وحكام دمشق الجدد، ترى تركيا أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يقودها الكرد، امتداد لحزب العمال الكردستاني، وبالتالي تمثل تهديدًا مباشرًا، لذا شنت أنقرة عمليات عسكرية داخل سوريا، مثل 'نبع السلام' و'غصن الزيتون'، للحد من نفوذ قسد، في الوقت نفسه، تراقب تركيا تحركات حكام دمشق الجدد، الذين يسعون إلى استعادة السيطرة على شمال سوريا، مما يضع قسد بين مطرقة أنقرة وسندان دمشق. وفي إيران وعلاقة نظامها السياسي مع الكرد وقضيتهم فقد تأرجحت بين الاحتواء والاذابة وبين الصراع مع المعارضة الكردية في الداخل وامتد أيضا الى الخارج، خاصة وان إيران تمتلك تاريخًا طويلاً من القمع ضد الحركات الكردية المعارضة، مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (PDKI) وحزب (كومله)، حيث تعتبر طهران أن أي تحرك كردي داخلي يمثل تهديدًا لوحدة أراضيها، وقد اتضح ذلك جليا بعد الاحتجاجات التي اندلعت عقب مقتل مهسا أميني، حيث صعّدت طهران عملياتها الأمنية والعسكرية ضد الكرد، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي على معاقلهم في كردستان العراق. أن التنافس التركي الإيراني في الساحة الكردية رغم العداء المشترك لحزب العمال الكردستاني، واضح جدا في إدارة الملف الكردي، حيث تدعم طهران بعض الفصائل الكردية داخل سوريا، مستغلةً وجودها العسكري لتعزيز نفوذها، كما تحاول التأثير على سياسات إقليم كردستان العراق عبر الأحزاب الكردية المختلفة، مثل الاتحاد الوطني الكردستاني القريب منها. نداء عبد الله أوجلان هل يتغير المعادلة؟ في تطور لافت، وجّه عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في تركيا، مؤخرًا نداءً يطالب فيه بإحياء مسار السلام بين الكرد وأنقرة، داعيًا إلى إنهاء العنف والدخول في مفاوضات جديدة، هذا النداء يأتي في وقت تشهد فيه الساحة السياسية التركية تحولات، خاصة بعد الانتخابات الأخيرة التي أضعفت موقف حزب العدالة والتنمية الحاكم، مما قد يدفعه إلى البحث عن حلول سياسية للقضية الكردية بدلاً من المواجهة العسكرية المستمرة. في هذا السياق، يجري حديث متزايد عن مفاوضات غير معلنة بين مسؤولين أتراك وبعض الشخصيات الكردية لمحاولة التوصل إلى تفاهمات، رغم أن الحكومة التركية لم تصدر موقفًا رسميًا واضحًا، إلا أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تغييرات في نهج أنقرة تجاه المسألة الكردية، سواء داخل تركيا أو في شمال سوريا، حيث تلعب قوات سوريا الديمقراطية دورًا مهمًا في أي معادلة سياسية مستقبلية. مدى تأثير هذا النداء على الوضع الكردي في تركيا وسوريا • في تركيا، قد يؤدي أي انفراج في المفاوضات إلى تهدئة الصراع مع حزب العمال الكردستاني، مما قد ينعكس إيجابيًا على الكرد سياسيًا واقتصاديًا. • في سوريا، أي تقارب تركي-كردي قد يعيد رسم خريطة التحالفات، خصوصًا إذا انخفض الضغط التركي على قسد، مما قد يفتح الباب أمام ترتيبات جديدة مع دمشق أو واشنطن. • مع ذلك، فإن إيران والنظام السوري قد لا يكونان متحمسين لأي تقارب كردي-تركي، إذ يخشى كل منهما من أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الموقف الكردي بشكل قد يضر بمصالحهما الاستراتيجية. التحالف الأمريكي-الكردي: دعم استراتيجي مع قيود سياسية رغم تذبذب الموقف الأمريكي بين الإدارات المختلفة، لا تزال واشنطن ترى في الكرد حليفًا مهمًا في محاربة الإرهاب، خصوصًا في سوريا والعراق، حيث دعمت الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة داعش، لكنها في الوقت نفسه تحاول موازنة علاقاتها مع تركيا، وكذا في العراق، تستمر واشنطن في تقديم الدعم الأمني لكردستان، لكنها لا تدعم بشكل واضح الاستقلال الكردي، خوفًا من زعزعة الاستقرار الإقليمي. وفي خضم ذلك يجد إقليم كردستان العراق نفسه في وضع صعب نتيجة هذه الصراعات، فالضغوط التركية لمنع نشاط حزب العمال الكردستاني تؤدي إلى عمليات عسكرية داخل الإقليم، بينما تستهدف إيران المعارضة الكردية، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار اقتصاديًا، حيث يعتمد الإقليم على تصدير النفط عبر تركيا، ما يجعله رهينة للتوترات بين أنقرة وبغداد. ورغم التحديات، يحاول الإقليم لعب دور الوسيط بين الأطراف المتصارعة؛ إذ يعمل على تحقيق توازن في علاقاته مع أنقرة وطهران وواشنطن، كما يسعى إلى تعزيز دوره كلاعب إقليمي يمكنه التوسط في النزاعات، لكن الانقسامات السياسية الداخلية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني قد تترك أثرا سلبيا في اضعاف هذا الدور. وختاما فأن مستقبل القضية الكردية في ظل الصراعات الإقليمية ستظل عنصرًا رئيسيًا في ديناميكيات الشرق الأوسط، مع استمرار محاولات تركيا وإيران وسوريا للسيطرة على الطموحات الكردية، ومع ذلك، فإن نداء عبد الله أوجلان والمفاوضات الجارية قد تمثل فرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسي الكردي، سواء داخل تركيا أو في سوريا. يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح هذه الجهود في خلق مسار جديد للحل، أم أن المصالح الإقليمية ستبقي الوضع على ما هو عليه؟ ‏

إيران والعدّ التنازلي لنهاية 'الثورة الإسلامية'
إيران والعدّ التنازلي لنهاية 'الثورة الإسلامية'

IM Lebanon

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • IM Lebanon

إيران والعدّ التنازلي لنهاية 'الثورة الإسلامية'

كتب جوزف حبيب في 'نداء الوطن': تقترب إيران بسرعة فائقة من بلوغ نقطة الانفجار الداخلي نتيجة تراكم سياسات سياسية ودبلوماسية وثقافية واجتماعية واقتصادية ومالية وعسكرية… سيّئة وفاشلة وكارثية. المجتمع الإيراني أضحى يئنّ تحت أعباء معيشية جسيمة مع استمرار 'سقوط' شرائح واسعة دون خطّ الفقر شهرياً وسط تدهور اقتصادي وهبوط قياسي بسعر صرف العملة المحلّية مقابل الدولار الأميركي. صحيح أن إيران بعد 16 أيلول 2022، يوم مقتل 'أيقونة' ثورة 'امرأة، حياة، حرّية' مهسا أميني، لم تعد كما كانت بعد نجاح 'الثورة الإسلامية'، بيد أن الإيرانيين اليوم أصبحوا أكثر جرأة في مهاجمة نظام الملالي علانية من أي وقت مضى، وبازار طهران الكبير، حيث يُعبّر التجار عن رأيهم بالوضع المزري الذي وصلت البلاد إليه، شاهد على ذلك. نظام الجمهورية الإسلامية يتوجّس من خطورة الوضع الداخلي الذي يُهدّد وجوده برمّته، ما يدفعه إلى 'التهدئة' مع 'المقاومة الإيرانية' الصلبة والمتزايدة لشرائعه الجامدة وقوانينه الرجعية، وما إلغاء 'مجلس الشورى الإسلامي' دوريات 'شرطة الآداب' بشكل كامل أخيراً، إلّا تأكيداً على جدّية مخاوف طهران من الغضب الشعبي المتنامي وسط نيران التضخم الحارقة. خطوات السلطات لتنفيس الاحتقان الأهلي تجاه الملالي، قد تمكّن طهران من شراء بعض الوقت الثمين بالنسبة إليها حالياً، إلّا أنها لا تعالج المعضلة المستعصية التي تواجهها، علماً أن الكثير من غلاة المتزمّتين دينياً ممتعضون من تقديم أي تنازل يمسّ بأسس النظام الإسلامي ورموزه، ويعتبرون 'تراجع' النظام بمثابة 'طعنة' لـ 'الثورة الإسلامية'. يُجمع الخبراء على أن إيران استحالت قاب قوسين أو أدنى من اندلاع احتجاجات شعبية عارمة من المتوقّع أن تفوق في حجمها وانتشارها وحدّتها، تلك التي تفجّرت عام 2022، لكنها ستستكمل 'ثورة الحرّية' التي قمِعَت ببطش 'الباسيج' وأنصار النظام وبقيت متّقدة في قلوب الثائرين على 'الهيكل العفن' الذي دقّت ساعة تصفية الحساب معه وهدمه فوق رؤوس أصحابه، كما يؤكد المعارضون. ويرى الخبراء أن النظام ليس بالقوّة والشرعية التي كان عليها سابقاً، مؤكدين في الوقت عينه أن اسقاطه ليس سهلاً و'كلفة الدمّ' قد تكون باهظة. يوضح الخبراء أن الرهان يبقى على حصول انشقاقات واسعة ومؤثرة داخل النظام مع استعار الحراك الثوري المرتقب، ما يرفع احتمالات سقوطه المدوّي ويُسرّع مثل هكذا سيناريو، مشيرين إلى دور كبير قد يؤدّيه الجيش الإيراني في اللحظات الحرجة، إذا ما كان كبار ضبّاطه على قدر المسؤولية التاريخية تجاه شعبهم وأمنه. لكنهم يُحذّرون من غرق البلاد في اقتتال أهلي حال تغوّل آلة قتل الملالي بدماء الإيرانيين من دون القدرة على إطاحة النظام، الذي له أنصاره المستعدّون للموت من أجل بقائه، ولو على حساب تدمير البلاد وحرق مستقبل أجيالها. تتشدّد إدارة ترامب بتطبيق حملة 'الضغوط القصوى' ضدّ طهران، ما يزيد من طين هشاشة الاقتصاد الإيراني بلّة، لكن بلاد 'العم سام' تحرص على توفير فرصة لطهران لإبرام اتفاق نووي جديد يرفع عنها عبء العقوبات الثقيل. وعلى الرغم من رفض المرشد الأعلى علي خامنئي الدخول في مفاوضات يعتبرها مخادعة ومضيعة للوقت مع الأميركيين، إلّا أن طهران أبدت رغبتها بتفاوض 'غير مباشر' مع واشنطن، فيما يجزم الخبراء بأن قادة إيران أمام خيارَين صعبَين، فإمّا إعطاء جواب إيجابيّ على 'رسالة ترامب' والذهاب إلى طاولة المفاوضات من موقع ضعيف حيث سيُملي الأميركي شروطه القاسية، وإمّا انتهاج سياسة 'التعنّت القاتل' والتعرّض لموجات متتالية من العقوبات الأميركية الصارمة، التي ستُلهب الشارع في وجه النظام عاجلاً وليس آجلاً. يشرح الخبراء أن طهران قد تُحرَج بمطالب واشنطن التعجيزية على طاولة المفاوضات وتغدو في وضعية لا تُحسد عليها، فإن رفضتها تقلّصت أمامها نوافذ الحلول الدبلوماسية وعرّضت نفسها لجولة عقوبات موجعة، وإن رضخت لها تكون قد رفعت الراية البيضاء وما يترتّب عن ذلك من تداعيات داخلية وإقليمية دراماتيكية، مشدّدين على ضرورة عدم إغفال 'الخيار العسكري' في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً بعدما صارت الجمهورية الإسلامية مكشوفة جيوستراتيجياً وعسكرياً أمام عدوّتها اللدود إسرائيل، التي نجحت في تفكيك 'إمبراطورية فيلق القدس' وتحييد التهديدات التي كانت تطوّقها إلى حدّ كبير. تقف إيران، رجل الشرق الأوسط المريض الذي يُنازع على 'حلبة المنطقة'، أمام استحقاقات بالغة الخطورة على مستقبل نظامها. تجد طهران نفسها عالقة بين مطرقة العقوبات الأميركية الخانقة وسندان النقمة الشعبية المتصاعدة. يحسم الخبراء ألّا إمكانية لإصلاح الأنظمة الثيوقراطية، وتالياً لا مجال لإيران للمضي نحو غدٍ مشرق سوى بخلعها 'عباءة الملالي' وارتدائها 'حلّة حضارية' تستطيع مواكبة تحدّيات العصر، معتبرين أن الكلمة الفصل تبقى بيد الشعوب الإيرانية من الفرس والأذريين والكرد والعرب والبلوش وغيرهم، فمتى قرّروا قلب الطاولة على الملالي ينطلق العدّ التنازلي لنهاية حقبة انتصرت في 11 شباط 1979 بـ 'ثورة إسلامية' أدخلت البلاد في ظلمة حالكة. المعارضون الإيرانيون متفائلون بأنّ النظام يعيش أيّامه الأخيرة، فهل يكون خامنئي آخر مرشد أعلى للبلاد؟

إيران: النساء، المقاومة الحرية.. معركة من أجل المساواة والعدالة
إيران: النساء، المقاومة الحرية.. معركة من أجل المساواة والعدالة

time١٥-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة

إيران: النساء، المقاومة الحرية.. معركة من أجل المساواة والعدالة

إيران اليوم هي رمز لنضال شرس من أجل الحرية والمساواة، تقوده النساء بشجاعة وإصرار. فمنذ اندلاع الانتفاضة في سبتمبر 2022، إثر مقتل مهسا أميني، شهد العالم بأسره عزيمة الإيرانيات التي لا تتزعزع. لقد أصبح شعارهنّ "النساء، المقاومة، الحرية" نداءً عابراً للحدود، يجسد سعيًا عميقًا نحو العدالة والتحرر. هذه المعركة لا تتعلق فقط بفرض الحجاب الإجباري، بل هي معركة شاملة من أجل المساواة بين الجنسين، والكرامة، والعدالة الاجتماعية. انتفاضة 2022: حلقة في سلسلة طويلة من النضال لم تكن انتفاضة 2022 حدثًا منفصلًا، بل كانت امتدادًا لـ 44 عامًا من المقاومة ضد نظامٍ دينيٍّ قائم على التمييز المنهجي ضد النساء. فمنذ وصول الملالي إلى السلطة عام 1979، فرض النظام سياسات قمعية ممنهجة تهدف إلى استعباد النساء والتحكم في المجتمع بأكمله. منذ البداية، تصدّت النساء لهذا القمع، وخاصة الناشطات في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، اللواتي رفضن الانصياع لسلطة النظام الذكورية. لقد دفعن ثمنًا باهظًا، حيث تعرضت الآلاف منهنّ للسجن والتعذيب والإعدام، لكن رغم ذلك لم يتوقف نضالهن. واليوم، تواصل جيل جديد من الشابات حمل راية المقاومة بكل بسالة. واشنطن تحتضن مظاهرة حاشدة دعماً للمرأة الإيرانية في اليوم العالمي للمرأة، 8 مارس، احتشد الآلاف في العاصمة الأمريكية واشنطن في مظاهرة حاشدة دعمًا لنضال المرأة الإيرانية ضد نظام الملالي. نظّمت هذه التظاهرة منظمة الجاليات الإيرانية الأمريكية (OIAC)، حيث شارك فيها إيرانيون أمريكيون ومدافعون عن حقوق الإنسان ومؤيدون للمعارضة الإيرانية، مرددين شعارات تطالب بـ**"إيران حرة"**. انطلقت المظاهرة من أمام Capitol Reflecting Pool، ثم سار المتظاهرون باتجاه البيت الأبيض، مطالبين بسياسات أمريكية أكثر حزمًا ضد النظام الإيراني. وأكد المتظاهرون أن القضية ليست فقط قضية حقوق المرأة، بل قضية حرية شعب بأكمله، حيث لا يمكن تحقيق العدالة والمساواة في ظل حكم قائم على القمع والاستبداد. رفعت المشاركات لافتات كتب عليها "لا لحجاب إجباري، لا لدين مفروض، لا لحكومة قمعية"، فيما أكد قادة المظاهرة أن المرأة الإيرانية تقف اليوم في طليعة الانتفاضة ضد النظام الديكتاتوري، وأن تضامن العالم مع نضالهن أمر حتمي لتحقيق التغيير المنشود. نظام يقوم على التمييز والقمع يُكرّس الدستور الإيراني عدم المساواة بين الرجال والنساء، حيث تُعتبر النساء أدنى منزلة قانونيًا، سواء في الشهادة أمام القضاء، أو حقوق الميراث، أو حتى أبسط الحقوق الأساسية مثل السكن، والطلاق، والجنسية، والتعليم، والسفر، وجميعها خاضعة لموافقة الرجل. أما الحجاب الإجباري، الذي يُفرض بتهديد النساء بعقوبات قاسية، فهو مجرد أداة واحدة ضمن منظومة قمع شاملة. في سبتمبر 2024، أقرّ البرلمان الإيراني قانونًا جديدًا يُشدد العقوبات على المخالفات للحجاب الإجباري، حيث فُرضت غرامات تصل إلى 4000 يورو، وأحكام بالسجن تصل إلى 15 عامًا، بل وحتى الإعدام تحت ذريعة "الإفساد في الأرض". لكن أمام رد الفعل الشعبي العنيف، اضطر النظام إلى تعليق تنفيذ القانون، رغم أن القمع لا يزال مستمرًا. رغم القمع.. المقاومة مستمرة والنظام يترنح على الرغم من القمع الوحشي، فإن شرارة المقاومة لم تنطفئ. فالشعب الإيراني يرفض كل أشكال الديكتاتورية، سواء تلك التي فرضها الشاه أو تلك التي يحكم بها الملالي اليوم. والنظام الإيراني اليوم أضعف من أي وقت مضى، إذ يواجه أزمة اقتصادية خانقة، وفسادًا مستشريًا، وعزلة دولية متزايدة، مما يجعل قبضته على السلطة أكثر هشاشة. تُواصل وحدات المقاومة، إلى جانب الشبكات السرية للمعارضة، تنفيذ عمليات جريئة تستهدف رموز النظام. إذ يتم تسريب مشاهد من داخل السجون، وتنظيم احتجاجات سرية، وإيصال رسائل التحدي إلى قلب السلطة. حتى داخل السجون، باتت حركة المقاومة أكثر تنظيمًا، حيث ينفّذ السجناء السياسيون إضرابات عن الطعام احتجاجًا على الإعدامات الجماعية. بديل ديمقراطي تقوده النساء لم يكن النضال ضد النظام مجرد رفض للاستبداد، بل هو أيضًا بناءٌ لمستقبل ديمقراطي جديد. ويجسد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، بقيادة السيدة مريم رجوي، هذا البديل السياسي. يُشكّل النساء أكثر من 50% من أعضاء هذا المجلس، الذي يطرح برنامجًا من عشرة بنود يقوم على انتخابات حرة، والمساواة بين الجنسين، وإلغاء عقوبة الإعدام، والفصل بين الدين والدولة، وهي المبادئ الأساسية التي تُمهد الطريق لإيران حرة وديمقراطية. المرأة الإيرانية اليوم تقول كلمتها بكل وضوح: "لا لدينٍ مفروض، لا لحجابٍ مفروض، لا لحكومةٍ مفروضة!" هذا الشعار ليس مجرد كلمات، بل هو صرخة حرية تهدف إلى تحرير المجتمع الإيراني بأسره. إيران عند مفترق طرق.. هل آن أوان التغيير؟ نحن اليوم أمام لحظة فارقة في تاريخ إيران، حيث أصبح نظام الملالي في حالة ترنحٍ غير مسبوقة. إن بزوغ مجتمعٍ حر ومتساوٍ لم يعد مجرد حلم، بل واقع يقترب يومًا بعد يوم. مع النساء في طليعة النضال، وبدعم من الشباب والشعب الإيراني، نرفع صوتنا عاليًا: "النساء، المقاومة، الحرية – معركة من أجل المساواة والعدالة"

بذرة التين المقدس هو فيلم إيراني تم تصويره بسرية تامة
بذرة التين المقدس هو فيلم إيراني تم تصويره بسرية تامة

نون الإخبارية

time٠٣-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • نون الإخبارية

بذرة التين المقدس هو فيلم إيراني تم تصويره بسرية تامة

تصدّر أخبار ذات صلة 8:37 صباحًا - 23 فبراير, 2025 11:03 مساءً - 20 فبراير, 2025 2:42 مساءً - 25 فبراير, 2025 12:05 مساءً - 27 فبراير, 2025 هذا الفيلم الإيراني، الذي أُنتج بسرية تامة داخل إيران، يتناول الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني، وهو من إخراج محمد رسولوف، أحد أبرز المخرجين الإيرانيين. تجري أحداث الفيلم حول قاضٍ في محكمة الثورة يواجه صراعات داخلية وخارجية عندما تتمرد عليه ابنتاه المراهقتان مع تصاعد المظاهرات. بحسب تقرير من صحيفة 'نيويورك تايمز'، لم يحصل رسولوف، البالغ من العمر 52 عاماً، على التصاريح الحكومية اللازمة لإنتاج الفيلم، ما دفعه لتصويره سراً في مواقع متفرقة داخل غادر رسولوف إيران في شهر مايو، قبل عرض فيلمه بمهرجان كان السينمائي، بعد صدور حكم قضائي بحقه بالسجن لمدة ثماني سنوات بالإضافة إلى الجلد، بسبب نشاطاته الفنية والسياسية. يُذكر أنه سبق أن قضى ثمانية أشهر في السجن عام 2022 على خلفية اتهامات مشابهة. في تصريح لصحيفة 'نيويورك تايمز'، قال رسولوف إن حركة 'النساء، الحياة، الحرية' أصبحت محوراً رئيسياً في السينما الإيرانية، مؤكداً أن العديد من الفنانين وصُنّاع الأفلام يسعون لتخطي قيود الرقابة نحو تحقيق حرية التعبير الفني. لكن تداعيات الفيلم لم تمر دون عواقب، حيث فتحت السلطات الإيرانية قضية جنائية جديدة ضد فريق العمل، متهمة الفيلم بزعزعة الأمن الوطني ونشر الفجور. وعلى الرغم من ذلك، أوضح رسولوف أن جميع المشاركين كانوا مدركين لحجم المخاطر ومستعدين لتحمّلها. وفقاً للتقرير نفسه، غادر معظم طاقم العمل الأساسي إيران باستثناء الممثلة الرئيسية سهيلا غلستاني، البالغة من العمر 44 عاماً، والتي لا تزال تواجه المحاكمة داخل إيران. في تعليق لها من طهران، قالت غلستاني إن مشاركتها في الفيلم تجاوزت حدود التمثيل إلى كونها واجباً اجتماعياً وفرصة لتقديم صورة واقعية للمرأة الإيرانية التي لم تُمنح يوماً فرصة حقيقية للتعبير على الشاشة. يُذكر أن السلطات الإيرانية كثّفت اعتقالاتها مؤخراً بين الأسماء البارزة في السينما الإيرانية، متهمةً الكثيرين منهم بممارسة 'الدعاية ضد النظام'. المصدر

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store