
قلق الأسواق من مشروع قانون ترمب الضريبي يُضعف الدولار
واجه الدولار الأميركي صعوبة في استعادة توازنه يوم الثلاثاء، إذ زادت المخاوف لدى المستثمرين بشأن مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق وتداعياته على الدين العام الأميركي من تآكل الثقة في الأصول الأميركية في الآونة الأخيرة.
وكان اليورو قد ارتفع يوم الاثنين مستفيداً من عطلة الأسواق الأميركية، بعد أن أرجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية على أوروبا. كما حظي الين بدعم من تصريحات محافظ بنك اليابان التي أبقت على احتمال رفع أسعار الفائدة لاحقاً هذا العام قائماً، وفق «رويترز».
ويتجه التركيز الآن إلى النقاش المنتظر في مجلس الشيوخ الأميركي حول مشروع قانون ترمب الضريبي، الذي يُتوقع أن يضيف مزيداً من الأعباء على ديون أكبر اقتصاد في العالم. وكانت الأسواق قد أبدت حساسية حيال هذا المقترح، لا سيما بعد أن خفضت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة في 16 مايو (أيار).
وقال مايكل مكارثي، الرئيس التنفيذي لشركة «مومو» أستراليا: «هناك العديد من الاتجاهات التي تضغط سلباً على الدولار، كما تشير إلى أن التوقعات الاقتصادية العالمية قاتمة للغاية». وأضاف: «أسواق السندات توحي بأن الضعف الاقتصادي سيتفاقم».
وكان مجلس النواب الأميركي قد أقر الأسبوع الماضي نسخة من مشروع قانون ترمب الضريبي، الذي من المتوقع أن يضيف نحو 3.8 تريليون دولار إلى الدين الفيدرالي البالغ حالياً 36.2 تريليون دولار خلال العقد المقبل، بحسب مكتب الموازنة في الكونغرس.
وصرح ترمب يوم الأحد بأن مشروع القانون سيخضع «لتغييرات كبيرة» خلال مناقشته في مجلس الشيوخ. وقد تراجعت ثقة المستثمرين في الأصول الأميركية خلال الأشهر الماضية نتيجة السياسات التجارية المتقلبة التي ينتهجها ترمب.
وفي أحدث مثال على ذلك، تراجع ترمب عن تهديده بفرض رسوم بنسبة 50 في المائة على واردات الاتحاد الأوروبي اعتباراً من 1 يونيو (حزيران)، ما أدى إلى صعود اليورو لأعلى مستوى في شهر.
وفي هذا السياق، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، يوم الاثنين، إن العملة الموحدة قد تصبح بديلاً عملياً للدولار إذا ما تمكنت الحكومات الأوروبية من تعزيز البنية المالية والأمنية للاتحاد.
في غضون ذلك، سجلت عوائد السندات - ولا سيما السندات طويلة الأجل - ارتفاعاً حاداً حول العالم، وسط تصاعد المخاوف من تفاقم العجز المالي في الاقتصادات المتقدمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة واليابان. وقال وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو يوم الثلاثاء إن الحكومة تتابع سوق الديون عن كثب.
وعلى الصعيد النقدي، قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا إن البنك المركزي يجب أن يظل يقظاً تجاه ارتفاع أسعار المستهلك، مشيراً إلى استعداد البنك لمواصلة رفع أسعار الفائدة.
وانخفض الدولار الأميركي بنسبة 0.3 في المائة إلى 142.39 يناً. كما تراجع مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من عملات الشركاء التجاريين الرئيسيين - بنسبة 0.1 في المائة، في ثالث جلسة هبوط على التوالي.
وارتفع اليورو بنسبة 0.1 في المائة إلى 1.1397 دولار، متداولاً بالقرب من أعلى مستوى له منذ 29 أبريل (نيسان). بينما استقر الجنيه الإسترليني دون تغير يُذكر عند 1.3571 دولار.
وانخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.1 في المائة إلى 0.5994 دولار، بعدما لامس يوم الاثنين أعلى مستوى له في ستة أشهر عند 0.6031 دولار. ومن المتوقع أن يعقد بنك الاحتياطي النيوزيلندي اجتماعه يوم الأربعاء، حيث من المرجح على نطاق واسع أن يخفض سعر الفائدة إلى 3.25 في المائة، رغم استمرار الغموض بشأن خطواته المقبلة.
Hashtags

Try Our AI Features
Explore what Daily8 AI can do for you:
Comments
No comments yet...
Related Articles


Al Riyadh
10 minutes ago
- Al Riyadh
أمريكا تحذر من السفر إلى إيطاليا بسبب خطر من «عنف إرهابي»
حدثت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء إرشادات السفر إلى إيطاليا، فيما حثت زوار البلاد إلى "التحلي بالحذر الزائد بسبب الإرهاب". وذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية: "هناك خطر من عنف إرهابي، بما في ذلك هجمات إرهابية وأنشطة أخرى في إيطاليا". وتأتي الدولة العضوة بالاتحاد الأوروبي، و التي تتباهى بالعديد من المقاصد السياحية ذات الشعبية مثل روما وفينيسيا وفلورنسا، في المستوى الثاني على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية لوجهات السفر. وتضم القائمة أربع فئات، تأتي في المستوى الرابع منها توصية بعدم السفر إلى الدولة المعنية.


Argaam
14 minutes ago
- Argaam
الإيرادات الأمريكية من الرسوم الجمركية تتجاوز 22 مليار دولار في مايو
تجاوزت إيرادات الحكومة الأمريكية من الرسوم الجمركية مستوى 22 مليار دولار منذ بداية شهر مايو الجاري، بزيادة كبيرة عن المستويات المسجلة في أبريل ومارس. وحسب بيانات وزارة الخزانة، بلغت متحصلات بند الرسوم الجمركية والضرائب الانتقائية 22.302 مليار دولار منذ بداية الشهر وحتى الثاني والعشرين منه. وبلغت حصيلة هذا البند في يوم الثاني والعشرين من مايو وحده نحو 16.54 مليار دولار، ويرجع ذلك إلى بدء المستوردين سداد الرسوم المستحقة على البضائع المستوردة في الشهر الماضي. يقارن ذلك بالإيرادات التي جمعتها الحكومة الأمريكية من الرسوم الجمركية على مدار شهري أبريل ومارس، والتي بلغت 17.4 مليار دولار، و9.6 مليار دولار على الترتيب. إذ أعلن الرئيس "دونالد ترامب" في الثاني من أبريل عن فرض حزمة من التعريفات الجمركية أطلق عليها "رسوم يوم التحرير"، شملت مظلتها كافة دول العالم. ورغم تعديل "ترامب" قراراته لتأجيل سريان الرسوم الباهظة، لكنه أبقى على تعريفة تبادلية شاملة موحدة بنسبة 10% على كافة الدول، باستثناء الرسوم الأخرى المفروضة على قطاعات بعينها، أو المتعلقة بقضية تهريب المخدرات عبر الحدود. ومنذ بداية العام المالي الجاري وحتى الثاني والعشرين من مايو، ناهزت حصيلة الولايات المتحدة من الرسوم الجمركية 92.87 مليار دولار.


Al Arabiya
18 minutes ago
- Al Arabiya
خاص "سبائك" للعربية: الذهب يتجه لـ3700 دولار للأونصة مدفوعاً بالغموض الاقتصادي
توقع رئيس التشغيل في شركة "سبائك"، محمد صلاح، أن يشهد سعر الذهب ارتفاعات قياسية جديدة خلال الفترة القادمة، مرجحًا أن يصل إلى مستوى 3500 دولار خلال الشهر المقبل، وإلى 3700 دولار للأونصة بحلول نهاية العام الجاري. وقال صلاح في مقابلة مع "العربية Business"، إن التراجعات الطفيفة التي شهدها الذهب مؤخرًا تعود بشكل أساسي إلى تعافي الدولار الأميركي بعد تأجيل تصريحات الرئيس دونالد ترامب المتعلقة بالتعريفات الجمركية مع الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو. وأضاف أن الذهب يتفاعل بقوة مع الأخبار السلبية، بينما تكون تصحيحاته في أوقات التهدئة أقل حدة. اقرأ أيضاً وأكد أن الذهب لا يزال يمتلك زخمًا قويًا، مدعومًا بزيادة حيازات الأسر منه، والتي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ 50 عامًا، حيث يخصص ما يقرب من نصف الناتج المحلي الإجمالي لحيازة الذهب. كما لا يزال الذهب وجهة مفضلة للبنوك المركزية التي تستمر في زيادة مشترياتها مع كل تراجع في الأسعار. وفيما يخص تأثير أسعار الفائدة، أوضح صلاح أن قرار الفيدرالي الأميركي بعدم خفض الفائدة لن يؤثر بشكل كبير على الذهب، بل إن التصريحات والملفات العالقة، خاصة تلك المتعلقة بترامب والصين، هي المحرك الرئيسي لأسعار الذهب حاليًا. وأكد أن هذه الملفات التي لم يتم حلها بشكل نهائي، بل تم تأجيلها، ستدفع الذهب نحو ارتفاعات كبيرة. وأشار إلى أن الذهب، حتى في حال حدوث تراجعات، لن يهبط عن مستوى 3100-3150 دولارا كحد أدنى، مما يؤكد قوته واستمراريته كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على الاقتصاد العالمي.