
كارل.. ذكاء اصطناعي يكتب أبحاثاً معترف بها
أعلن معهد "أوتو ساينس"، المعهد حديث التأسيس، عن "كارل"، أول نظام ذكاء اصطناعي قادر على تأليف أبحاث أكاديمية تجتاز المراجعة العلمية المحايدة.
ووفق موقع (AINEWS) قد تم قبول أبحاث "كارل" ضمن مسار "Tiny Papers" في المؤتمر الدولي لتمثيلات التعلّم (ICLR)، ما يُعتبر خطوة كبيرة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في المجال الأكاديمي، حيث أُنتجت هذه الأبحاث بتدخل بشري محدود للغاية.
كارل.. العالِم البحثي الآلي
يمثل "كارل" نقلة نوعية في دور الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبح مشاركًا نشطًا في البحث العلمي.
يوصف بـ"العالِم البحثي الآلي"، إذ يستخدم نماذج اللغة الطبيعية لتوليد الأفكار، وصياغة الفرضيات، والتوثيق الدقيق للأبحاث الأكاديمية.
ما يميز "كارل" هو قدرته الفائقة على قراءة وفهم الأبحاث المنشورة في ثوانٍ قليلة، إلى جانب عمله المستمر دون انقطاع، مما يسهم في تسريع البحث العلمي ويخفض التكاليف التجريبية.
وفقًا لمعهد "أوتو ساينس"، نجح "كارل" في ابتكار فرضيات علمية جديدة، وتصميم وإجراء تجارب، وكتابة أبحاث أكاديمية اجتازت مراجعة الأقران، مما يسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تسريع البحث العلمي بل وربما التفوق على الباحثين البشريين في بعض الجوانب.
اقرأ أيضاً.. مايكروسوفت تُعيد تشكيل الرعاية الصحية بالذكاء الاصطناعي
كيف يعمل "كارل"؟
تقوم منهجية "كارل" في إنتاج الأبحاث الأكاديمية على ثلاث مراحل رئيسية:
توليد الأفكار وصياغة الفرضيات: باستخدام الأبحاث السابقة، يحدد "كارل" الاتجاهات البحثية المحتملة ويقترح فرضيات مبتكرة، مستفيدًا من فهمه العميق للأدبيات العلمية.
إجراء التجارب: يكتب "كارل" الأكواد البرمجية، يختبر الفرضيات، ويحلل البيانات من خلال تصورات رسومية دقيقة، مما يقلل من الوقت الضائع على المهام المتكررة.
إعداد الورقة البحثية: يُنتج "كارل" أوراقًا أكاديمية مصقولة تتضمن نتائج واضحة ورسومات بيانية مفسرة.
لماذا لا يزال الإشراف البشري ضروريًا؟
رغم استقلالية "كارل" إلى حد بعيد، إلا أن هناك مراحل تحتاج إلى التدخل البشري لضمان الامتثال للمعايير العلمية والأخلاقية.
الموافقة على الخطوات البحثية: يراجع الباحثون البشريون المراحل الأساسية لتحديد ما إذا كان ينبغي لـ "كارل" المتابعة أو التوقف، بهدف تحسين كفاءة استخدام الموارد الحاسوبية.
التنسيق والمراجع: يضمن الفريق البشري صحة المراجع الأكاديمية وتنسيقها وفقًا للمعايير العلمية، وهي عملية تتم يدويًا حاليًا.
التعامل مع النماذج غير المتاحة عبر واجهات API: في بعض الحالات، يتطلب الأمر تدخلاً يدويًا مثل نسخ ولصق المخرجات، لكن "أوتو ساينس" تتوقع أتمتة هذه العمليات مستقبلاً.
في الورقة البحثية الأولى لـ "كارل"، ساعد الفريق البشري أيضًا في كتابة قسم "الأعمال ذات الصلة" وصياغة اللغة، ولكن بعد التحسينات الأخيرة، أصبحت هذه التدخلات غير ضرورية.
اقرأ أيضاً.. هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟
ضمان النزاهة الأكاديمية
قبل تقديم أي بحث، يخضع عمل "كارل" لعملية تحقق صارمة تشمل:
التأكد من قابلية إعادة الإنتاج: يتم فحص جميع الأكواد وإعادة تنفيذ التجارب لضمان صحة النتائج.
التأكد من الابتكار: يُجري "أوتو ساينس" اختبارات دقيقة لضمان أن الأفكار جديدة وليست إعادة صياغة لمحتوى سابق".
التحقق الخارجي: استعان المعهد بباحثين من جامعات مرموقة مثل MIT وستانفورد وUC بيركلي لمراجعة أبحاث "كارل"، إضافة إلى اختبارات كشف الانتحال لضمان الامتثال للمعايير الأكاديمية.
إمكانات هائلة، لكنها تثير تساؤلات
يُعد قبول أبحاث "كارل" في مؤتمر بحجم ICLR إنجازًا كبيرًا، لكنه يثير تساؤلات فلسفية ومنهجية حول دور الذكاء الاصطناعي في البحث الأكاديمي.
يقول معهد "أوتو ساينس":"نعتقد أن أي نتائج بحثية موثوقة يجب إضافتها إلى المعرفة العامة بغض النظر عن مصدرها. إذا استوفت الأبحاث المعايير العلمية، فلا ينبغي رفضها بسبب منشئها".
في المقابل، يؤكد المعهد على أهمية الشفافية، بحيث يتم تمييز الأبحاث المنتجة كليًا بواسطة الذكاء الاصطناعي عن تلك التي أنتجها البشر.
وبسبب حداثة هذه الفكرة، تحتاج المؤتمرات الأكاديمية إلى وضع إرشادات جديدة لضمان التقييم العادل ونسب الأعمال البحثية بشكل صحيح. لهذا السبب، قررت "أوتو ساينس" سحب أبحاث "كارل" من ورش عمل ICLR مؤقتًا حتى يتم وضع إطار تنظيمي واضح.
المستقبل.. معايير جديدة للأبحاث الآلية
تخطط "أوتو ساينس" للمساهمة في تطوير هذه المعايير عبر اقتراح ورشة عمل متخصصة في مؤتمر NeurIPS 2025 لاستيعاب الأبحاث المنتجة بواسطة الأنظمة البحثية المستقلة.
وبينما تتشكل ملامح هذا التحول، يبدو أن أنظمة مثل "كارل" لم تعد مجرد أدوات، بل أصبحت شريكة في رحلة الاكتشاف العلمي. ومع تجاوز هذه الأنظمة للحدود التقليدية، سيتعين على المجتمع الأكاديمي التكيف لضمان النزاهة، الشفافية، ونسب الجهود البحثية بشكل عادل.
إسلام العبادي (أبوظبي)
Hashtags

Try Our AI Features
Explore what Daily8 AI can do for you:
Comments
No comments yet...
Related Articles


Al Ain
a day ago
- Al Ain
تعاون أمريكي إماراتي في الذكاء الاصطناعي.. شراكة تقود مستقبل البشرية
تمثل الشراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية نموذجا متقدما للتعاون الدولي في مجالي الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. هذا التعاون يهدف إلى تسريع وتيرة الابتكار التكنولوجي وتعزيز حماية البنية التحتية الرقمية. ويعد الاتفاق بين شركتي "مايكروسوفت" و"G42" أحد أبرز الأمثلة على هذا التكامل التقني العالمي. أكد الخبير السيبراني الأمريكي جيمس ماكويجان أن الشراكة الأمريكية-الإماراتية في مجال الذكاء الاصطناعي ستتيح إمكانيات ضخمة وهائلة. وقال إن التعاون بين بلدين يمتلكان إمكانيات هائلة في الذكاء الاصطناعي مثل الإمارات والولايات المتحدة سيكون له أثر عظيم ليس في الدولتين فحسب، بل في مسيرة التقدم البشري في هذا المجال. وأوضح ماكويجان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الإمارات العربية المتحدة تحقق بالفعل تقدماً كبيراً في مجالي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، وتبادل المعلومات والخبرات مع الولايات المتحدة، مؤكداً أنها قطعت شوطاً طويلاً بالفعل. كما أن هذه الشراكة التكنولوجية الناجحة بين البلدين ستؤثر إيجاباً على تطور قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي. شراكة بين G42 ومايكروسوفت وأشار خبير الأمن السيبراني بشركة KnowBe4 بولاية فلوريدا الأمريكية، وعضو المجلس الاستشاري للسلامة والتعليم السيبراني لمنطقة أمريكا الشمالية، إلى أن التعاون الأخير الذي تم الإعلان عنه بين شركة مايكروسوفت الأمريكية وشركة G42 الإماراتية، والاتفاق التاريخي بينهما بقيمة 1.5 مليار دولار، يُعتبر نموذجاً فريداً في الشراكة الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي. وكانت حكومتا الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية قد اتفقتا خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإمارات على وضع خطة عمل حول "شراكة للتسريع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي" بين البلدين، لتعزيز التعاون حول التكنولوجيا المتقدمة وضمان حمايتها استناداً إلى مجموعة من الالتزامات المشتركة بين الطرفين. ومن المقرر أن تقوم الولايات المتحدة بتقديم تسهيلات لتحقيق تعاون أعمق مع دولة الإمارات، بما في ذلك إطلاق مركز بيانات للذكاء الاصطناعي بسعة 1 غيغاواط، ضمن مجمع إماراتي-أمريكي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بسعة 5 غيغاواط في أبوظبي، وذلك لدعم الطلب الإقليمي على الحوسبة، وبما يتوافق مع المعايير الأمنية الأمريكية الدقيقة والجهود الأخرى لنشر البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول في الإمارات وحول العالم. وكجزء من برنامج الإمارات للاستثمار في البنية التحتية الرقمية في الولايات المتحدة، ستعمل حكومتا الإمارات والولايات المتحدة معاً لتسهيل عملية الاستثمار في الولايات المتحدة من قبل المؤسسات الاستثمارية الإماراتية. شراكة واعدة يوضح ماكويجان أن الولايات المتحدة والإمارات حققتا تعاوناً ناجحاً للغاية بين المؤسسات الأمريكية ونظيرتها في الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، لاسيما تلك التكنولوجيا التي تقوم أبوظبي بتطويرها في مجال الذكاء الاصطناعي، قائلاً: "تشكيل فريق دولي أمريكي-إماراتي في مجال الذكاء الاصطناعي وتطويره وإجراء تواصل مستمر وفعال سيحقق تقدماً كبيراً". وتابع الخبير السيبراني الأمريكي: "التعاون في مجال الأمن السيبراني بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة يُعتبر نموذجاً فريداً للشراكة الدولية في الفترة الأخيرة، حيث إن الاتفاق التاريخي بقيمة 1.5 مليار دولار الذي تم توقيعه بين مايكروسوفت وشركة G42 الإماراتية يُعد نموذجاً يحتذى به، ويعد رسالة للعالم". وأشار ماكويجان إلى أن التعاون بين شركتي التكنولوجيا الرائدتين في العالم سوف يجلب شراكة قوية للغاية، موضحاً: "لدينا التكنولوجيا والخبرة من مايكروسوفت وسنوات عديدة من التقدم التكنولوجي الذي حققوه، مع G42 بما لديها من تكنولوجيا وخبرة في الذكاء الاصطناعي، سيعظم الاستفادة الدولية حيث إن هاتين الشركتين ستتعاونان عبر الحدود وتظهران تعاوناً أقوى". ونبه ماكويجان إلى أن التعاون بين البلدين سوف يجلب طرقاً جديدة وتعاملات جديدة، حيث من المعروف أن للولايات المتحدة طريقتها في العمل التكنولوجي، بينما للإمارات العربية المتحدة طريقتها الخاصة في العمل هي الأخرى. بالإضافة إلى أن الشراكة الرقمية بين البلدين ستجعل شركتين عملاقتين مثل مايكروسوفت وG42 تعملان جنباً إلى جنب، وهذا بالتأكيد سيساهم في تسريع التقدم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الأخرى، فضلاً عن أنه يرسل رسالة قوية إلى بقية العالم بإمكانية التعاون الدولي بين الشركات التكنولوجية المختلفة للمساعدة في التقدم الإنساني بشكل أكبر. الأمن السيبراني وحول التعاون السيبراني الأمريكي-الإماراتي، أوضح أن الولايات المتحدة والإمارات تحققان تقدماً كبيراً في هذا المجال، مشيراً إلى الشركات الجديدة التي يتم إنشاؤها كل يوم في مجال الذكاء الاصطناعي وفي مجال الأمن السيبراني سواء في الإمارات أو أمريكا. وتابع: "نعلم أن العديد من الشركات التكنولوجية تنشأ في الإمارات لتطوير التكنولوجيا وتطوير الأمن السيبراني، ونحن نرى باستمرار تهديدات سيبرانية تواجهنا في البلدين، ولذلك نحن بحاجة للتعاون للدفاع عن دولنا وتقليل المخاطر السيبرانية". وقال: "إن التكنولوجيا مهمة للغاية ونحن بحاجة إليها". وتوقع ماكويجان رؤية شركات إماراتية-أمريكية عملاقة في المستقبل القريب، قائلاً: "نرى بداية الشراكات خلال الوقت الراهن، وأتوقع بعد 5 سنوات أو ربما 10 سنوات رؤية عملاق أمريكي-إماراتي في التكنولوجيا". وقال ماكويجان: "عندما ننظر إلى الأمن السيبراني، نحاول دائماً تقليل المخاطر والاعتماد على التكنولوجيا، وسواء أكنت مواطناً في الإمارات العربية المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية، فنحن جميعاً الأشخاص الذين سنكون هدفاً دائماً ونريد أن تكون لدينا تكنولوجيا تساعدنا في جعل الأمور أكثر أماناً وأسهل، ونريد استخدام التكنولوجيا كأداة لتحسين حياتنا والمساعدة في تقليل المخاطر التي تتعرض لها مؤسساتنا من الوقوع ضحية للهجمات السيبرانية المختلفة التي تحدث". وتابع: "نحتاج إلى التكنولوجيا لتساعدنا في التعرف على رسائل الاحتيال الإلكتروني بسهولة أو منعها من الوصول إلى صندوق البريد لدينا، أو الحصول على التكنولوجيا التي تسهل الأمور بحيث لا نضطر إلى تذكر الكثير من كلمات المرور لأننا نعلم أن هذه طريقة أخرى يستغلها مجرمو الإنترنت للوصول إلى بياناتنا الشخصية"، مشدداً على أنه "أمر جيد جداً عندما تعلم أن التعاون الأمريكي-الإماراتي سوف يقود العالم فيما يتعلق بالجوانب التكنولوجية المختلفة". ضرورة التعاون ولفت خبير الأمن السيبراني الأمريكي إلى أن الأمن السيبراني مثلاً في الولايات المتحدة يشكل تحدياً مستمراً للعديد من المؤسسات، حيث نرى كل يوم مؤسسة جديدة تتعرض لاختراق أو هجوم فدية، وفي كثير من الأحيان يكون ذلك بسبب الهندسة الاجتماعية، مشيراً إلى أن ما نسبته 70 إلى 90% من الهجمات التي تحدث تكون ناجحة، لأنها تستهدف الإنسان (العامل البشري)، حيث يتم استهدافه من خلال الهندسة الاجتماعية، التصيد الاحتيالي أو اختراق البريد الإلكتروني للأعمال، قائلاً: "نرى الكثير من هذه الأمور في مجال التعليم والقطاعات الحكومية، وكذلك الرعاية الصحية مع الأسف". وشدد الخبير الأمريكي على أنه مع تنامي مثل هذه الهجمات السيبرانية، فنحن في حاجة ماسة للتعاون الدولي، للمساعدة في الحماية وتقليل مخاطر الهجمات السيبرانية على المؤسسات والأفراد. وأشار ماكويجان إلى أن الحرب المستقبلية سوف يكون لها أشكال سيبرانية كذلك، لذلك يجب على العالم الاستعداد لها من الآن، موضحاً: "نحن نرى بداية ظهور أشكال الحروب السيبرانية في الحرب الروسية-الأوكرانية، ولهذا السبب من المهم أن تكون هناك مرونة سيبرانية وبرامج قوية للأمن السيبراني لحماية البنية التحتية السيبرانية الحيوية للمؤسسات والدول، وتوسيع دور الذكاء الاصطناعي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل المخاطر والقضاء على أي تهديد قد يكون داخل الشبكات المحلية والدولية". aXA6IDY0LjEzNy42My4yNSA= جزيرة ام اند امز GB


Emarat AlYoum
2 days ago
- Emarat AlYoum
بوابة النجوم الإماراتية (1)
لسنا اليوم بصدد الحديث عن سلسلة أفلام الخيال العلمي التي بدأت بقصة طلب عسكري من الدكتور دانيال جاكسون، فك رموز أثرية اكتشفها الجيش وصادرها، لتُؤدي اكتشافاته إلى تفعيل بوابة النجوم، وهي بوابة تقود إلى عوالم أخرى، بل نحن بصدد الحديث عن بوابة صناعة الأمل والمستقبل. البوابة الإماراتية التي ستعيد تعريف التعاون الدولي وتبادل العلوم والمعرفة، بما فيه الخير والمنفعة للإنسانية جمعاء. ولعل البعض يتساءل كيف لشركة إماراتية أن تحقق هذه النجاحات بفترة زمنية قصيرة نسبياً وتتحول من شركة متخصصة في مجال جديد نسبياً، إلى مجموعة من الشركات المتكاملة. فمن تأسيس، إلى استحواذ، وشراكة واندماج، وإعادة هيكلة إلى خلق شراكات استراتيجية عبر القارات، ومن قصص نجاح متوسطة إلى كبيرة الحجم، والأثر، كإنجازات «Space42»، (بيانات وياسات سابقاً)، و«M42»، (مبادلة الصحية وG42 الصحية)، وغيرهم، متحولة إلى عملاق عالمي يصنع التغيير ويوجهه، ويطور شراكات عالمية، مع شركاء بحجم «مايكروسوفت»، وبأثر دولي غير مسبوق، عبر مشاريع نوعية فريدة، مثل مركز البيانات الأخضر الجاري إنشاؤه بكينيا في إفريقيا. ويُتوّج عملها، مشروع فريد يستحق اسم «بوابة النجوم» الإماراتي، والذي يُعدّ بمثابة امتداد لمشروع «ستارغيت» وهو شركة عالمية ستستثمر 500 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، عبر بناء بنية تحتية جديدة للذكاء الاصطناعي لشركة «Open AI» في الولايات المتحدة، وبدأت فوراً بتخصيص 100 مليار دولار، لدعم الصناعة. ووجود «سوفت بنك»، و«أوبن إيه آي»، و«أوراكل»، و«إم جي إكس MGX»، بصفة الجهات الممولة الأولية لمشروع «ستارغيت»، دلالة على العمق والفكر والتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى، فإعلان مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة، الذي أطلقهُ صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في 22 يناير 2024، عن تأسيس شركة «إم جي إكس»، كشركة استثمار تكنولوجي، قبل أيام معدودة من إطلاق النسخة الأولى من مشروع بوابة النجوم الأميركية، وأشهر معدودة، من بوابة النجوم الإماراتية، يعكس المساعي الحثيثة لتمكين وتطوير وتوظيف التكنولوجيا الرائدة وطنياً، وعمق الثقة والشراكة الدولية، وتلاقي الرؤى الاستراتيجية الهادفة إلى تحسين حياة الأجيال الحالية والمستقبلية، وتنويع الاقتصاد بخطوات جبارة للمستقبل تعكس رؤى قائد المئوية، نحو الاحتفال بآخر برميل للنفط والانتقال بالوطن نحو آفاق اقتصاد معرفي معزز بالذكاء الاصطناعي ومهارات المستقبل.. وللحديث بقية * مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه


Al Khaleej
2 days ago
- Al Khaleej
بفضل الذكاء الاصطناعي.. التنبؤ بالعواصف وموجات الحر يتقدّم
باريس - أ ف ب يشكّل تحسين دقّة توقعات موجات الحر و العواصف ، والحدّ من القدر الكبير من الطاقة الذي يستلزمه وضعها، هدفاً لمختلف هيئات الأرصاد الجوية، وهي باتت تعوّل في ذلك على التقدم السريع في نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتيح التحوّط للكوارث المتفاقمة بسبب التغير المناخي. وبعد تحقيق تقدّم أوّلي عام 2023 مع نموذج تعلّم من شركة «هواوي»، ابتكرت كل من «غوغل» و«مايكروسوفت» أدوات ذكاء اصطناعي قادرة في بضع دقائق على إنتاج توقعات أفضل من تلك التي تنتجها الأجهزة الحاسبة التقليدية التابعة للهيئات الدولية الكبرى والتي تستغرق بضع ساعات لإنجاز هذه المهمة. «أورورا» ويشكّل هذا الأداء التجريبي وغير المتاح بعد للعامّة أو حتى للمحترفين، مؤشراً إلى التقدم السريع في الأبحاث. وكانت «غوغل» أعلنت في كانون الأول/ ديسمبر الفائت، أنّ نموذجها «جين كاست» الذي دُرّب على بيانات تاريخية، أظهر قدرة على التنبؤ بالطقس والعوامل المناخية المتطرفة على فترة 15 يوماً بدقة لا مثيل لها. ولو كان «جين كاست» قيد التشغيل عام 2019، لكان تجاوز في 97% من الحالات توقعات المرجع العالمي، وهو المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF)، لأكثر من 1300 كارثة مناخية. وأصبح نموذج آخر يسمى «أورورا»، ابتكره مختبر تابع لـ«مايكروسوفت» في أمستردام باستخدام بيانات تاريخية أيضاً، أول نموذج للذكاء الاصطناعي يتنبأ بمسار الأعاصير لخمسة أيام بشكل أفضل من سبعة مراكز توقعات حكومية، بحسب نتائج نُشرت خلال هذا الأسبوع في مجلة «نيتشر» العلمية. بالنسبة إلى إعصار دوكسوري عام 2023، وهو الأكثر كلفة في المحيط الهادئ حتى اليوم (أضرار بأكثر من 28 مليار دولار)، تمكن «أورورا» من التنبؤ قبل أربعة أيام من وصول العاصفة إلى الفلبين، في حين كانت التوقعات الرسمية آنذاك تشير إلى أنها تتجه شمال تايوان. ويقول باريس بيرديكاريس، المبتكر الرئيسي لـ«أورورا»، في مقطع فيديو نشرته مجلة «نيتشر»: «في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، سيكون الهدف الأسمى هو بناء أنظمة قادرة على العمل مباشرة مع عمليات رصد»، سواء أكانت أقماراً اصطناعية أو غير ذلك، «من أجل وضع توقعات عالية الدقة حيثما نريد»، في حين تفتقر بلدان كثيرة حالياً إلى أنظمة تحذير موثوقة. وكان من المتوقع أن تنافس نماذج الذكاء الاصطناعي في يوم من الأيام النماذج الكلاسيكية، لكن «ما كان أحد يظن أن ذلك سيحدث بهذه السرعة»، على ما تقول لور راينو، الباحثة في مجال الذكاء الاصطناعي لدى هيئة «ميتيو فرانس» الفرنسية للأرصاد الجوية، في حديث إلى وكالة فرانس برس، في خضم تطوير نسختين قائمتين على الذكاء الاصطناعي من نموذجي «أربيج» و«أروم». وتعمل النماذج المسماة «فيزيائية» والتي تم ابتكارها على مدى عقود، من خلال إدخال كميات هائلة من البيانات الرصدية أو أرشيفات الطقس في أجهزة كمبيوتر قوية، ثم تطبيق قوانين الفيزياء المحوَّلة إلى معادلات رياضية، لاستنتاج التوقعات. وتتمثل سيئاتها في أنها تتطلب ساعات من العمليات الحسابية على أجهزة كمبيوتر تستهلك كميات كبيرة من الطاقة. ويجمع نموذج تعلّم قائم على الذكاء الاصطناعي البيانات نفسها، لكن شبكته العصبية تغذي نفسها وتستنتج التوقعات بطريقة «إحصائية تماماً»، من دون إعادة احتساب كل شيء، وفق لور راينو. وتقول الباحثة: «قد نتمكّن بفضل مكاسب في السرعة والجودة، من احتساب توقعاتنا بشكل أكثر تكراراً يومياً»، خصوصاً بالنسبة إلى العواصف التي تُعدّ مدمرة ويصعب التنبؤ بها. تسعى هيئة «ميتيو فرانس» للأرصاد الجوية إلى تقديم توقعات مدعومة بالذكاء الاصطناعي على نطاق بضع مئات من الأمتار. ويعمل المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى على ابتكار نموذج ذكاء اصطناعي خاص به، وهو «أقل كلفة لناحية الحساب بنحو ألف مرة من النموذج التقليدي»، وفق ما تقول لوكالة فرانس برس فلورنس رابيه، المديرة العامة للمركز الذي يوفر توقعات لـ35 دولة أوروبية. ينتج نموذج الذكاء الاصطناعي هذا حالياً توقعات على مقياس يبلغ نحو 30 كيلومتراً مربعاً، وهو بالتأكيد أقل تفصيلاً من الخاص بـ«أورورا» (نحو 10 كيلومترات مربعة)، لكن نسخته الأولى تشغيلية أصلاً، ويستخدمها منذ شباط / فبراير خبراء الأرصاد الجوية المحليون المسؤولون عن إعداد التنبيهات للسكان. ولن تختفي هذه التوقعات بشكل سريع، بحسب لور راينو التي تقول: «سنحتاج دائماً إلى خبراء في الأرصاد الجوية لتقييم البيانات».