
سوريا... "اللواء الثامن" يحل نفسه ويضع أسلحته في تصرف وزارة الدفاع (فيديو)
أعلن اللواء الثامن أبرز الفصائل المسلحة في جنوب سوريا بقيادة أحمد العودة، حل نفسه ووضع أسلحته وعناصره تحت تصرف وزارة الدفاع السورية وفق بيان تلاه اليوم الأحد الناطق باسمه في تسجيل مصور.
وقال العقيد محمّد الحوراني: "نحن أفراد وعناصر وضباط ما يعرف سابقاً باللواء الثامن نعلن رسمياً حل هذا التشكيل وتسليم جميع مقدراته العسكرية والبشرية إلى وزارة الدفاع" السورية.
أتى ذلك بعد يومين من اضطرابات سجلت في بلدة بصرى الشام في ريف درعا (جنوب) انتهت باتفاق مع وجهاء المنطقة أفضى إلى دخول عناصر الأمن العام التابعين لوزارة الداخلية لـ"بسط الأمن والاستقرار" على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وتابع الحوراني: "هذا القرار يأتي انطلاقا من الحرص على الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار والالتزام بسيادة الدولة" مشيراً إلى أن هذه الخطوة "بداية جديدة لتعزيز مسيرة الوطن تحت مظلة الدولة السورية".
إعلان حلّ التشكيل المحلي المعروف سابقاً باسم "اللواء الثامن"، وذلك عبر بيان تلاه القيادي فيه "محمد الحوراني" (أبو عصام). #درعا24 #سوريا #درعا #اللواء_الثامن #الريف_الشرقي #حل_تشكيل pic.twitter.com/5j4fpWBYFD
— Daraa 24 - 24 درعا (@Daraa24_24) April 13, 2025
وقبل أيام، كاد التصعيد في درعا يبلغ نقطة اللاعودة مع اقتراب أرتال الأمن العام من محيط مدينة بصرى الشام، التي تعتبر معقل اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، غير أن ضغوطاً داخلية وخارجية دفعت الطرفين إلى عقد اتفاق تهدئة في اللحظات الأخيرة.
وأفادت مصادر خاصة "النهار" بأن قيادة اللواء الثامن، الذي أصبح يستخدم تسمية مجموعات العودة، أعطت الوحدات التابعة لها أمراً عسكرياً بالاشتباك مع من سمتهم أرتال المجموعات المسلحة بمجرد وصولها إلى حدّ جغرافي معين، لأن ذلك، وفقاً للمصادر، يعني "تجاوز كلّ الخطوط الحمراء التي تتعلق بوجودها وحماية منطقة نفوذها".
وأبدت المصادر المقربة من قيادة اللواء الثامن استغرابها من لجوء "مجموعات مسلحة"، وفق تعبيرها، إلى هذا التصعيد، بالرغم من حلّ الإشكال الذي حصل على خلفية اعتقال قائد "كتيبة شهداء المقداد" بلال الدروبي مساء الخميس الماضي، وصدور بيان عن وجهاء وشيوخ مدينة بصرى الشام بهذا الشأن.
وأوضحت المصادر أنها استخدمت تسمية "المجموعات المسلحة" وليس الجيش أو أجهزة الأمن، لأنّ "طريقتها في إدارة ملف قضية بسيطة تتعلق باعتقال شخص - أيّاً يكن موقعه - تتنافى مع منطق الدولة وتدخل في إطار ممارسة العصابات".
وبدأ التوتر يسود في درعا مساء الخميس، بسبب قيام حاجز بإيقاف سيارة تبين أن الدروبي يستقلها، وبعد أن قاوم محاولة اعتقاله إثر العثور على كمية من المخدرات في السيارة، قام أحد عناصر الحاجز بإطلاق الرصاص عليه وإصابته في ساقه.
وكانت "كتيبة شهداء المقداد" تنضوي تحت قيادة "شباب السنة"، الفصيل الذي كان يقوده أحمد العودة قبل إجراء التسوية عام 2018، لكنها أوقفت نشاطها العسكري بعد ذلك من دون أن يتوقف الدروبي عن التنسيق مع قيادة اللواء الثامن.
وأكدت المصادر، لـ"النهار"، أن الدروبي "استأذن من قيادة اللواء قبل أن يذهب للتعاون مع الأمن العام"، مشدّدة على أنه "ليس منتسباً بشكل رسمي لجهاز الأمن العام أو قوات الجيش، لكنه يعمل بالتنسيق معهما".
وتوضيحاً لما حدث مساء الخميس الماضي، قالت المصادر إن "قيادة الأمن العام أبلغت قيادة اللواء الثامن أنها تقوم بعملية ملاحقة شحنة مخدرات" من درعا إلى السويداء. وأضافت أنه "في مثل هذه الحالات تقوم قيادة اللواء بنشر حواجز على الطرقات لتسهيل عملية الملاحقة. وقد أوقف أحد الحواجز سيارة الدروبي وحدث ما حدث"، لكنّها شددت على أن عناصر الحاجز لم يصيبوه عمداً وعملوا على نقله إلى أقرب مستشفى.
وعندما توترت الأجواء عقب هذه الحادثة، تدخل وجهاء وشيوخ مدينة بصرى الشام ونجحوا في فرض التهدئة، وأصدروا بياناً أعربوا فيه عن رفضهم كل أشكال العنف ضد الأمن العام، وتمسكهم بوحدة سوريا وأن بصرى الشام جزء منها. وحذروا من استغلال ظروف المنطقة لتحقيق أجندات خارجية.
وكان هناك تواصل مستمر بين قيادة اللواء الثامن وفرقة درعا التابعة للجيش السوري بقيادة العميد بنيان الحريري، وهو ما أثار استغراب قيادة اللواء في اليوم التالي عندما بدأت "مجموعات مسلحة" تحشد قواها في محيط بصرى الشام مهددة باقتحامها، لأن الحريري كان رافضاً التصعيد. وهو ما أعاد إلى الواجهة فرضية وجود أكثر من جناح داخل بنية الجيش الجديد.
وبلغت التطورات ذروتها عصر الجمعة، عندما بدأت بعض قيادات المجموعات المسلحة التي طوقت بصرى الشام وبعض المساجد في المنطقة تتحدث عن اقتحامها ما لم يقم اللواء الثامن بحلّ نفسه وتسليم سلاحه.
وأكدت مصادر اللواء الثامن، لـ"النهار"، أنه "في الساعات الأخيرة طُلب تسليم عدد من قيادات اللواء إلى الأمن العام، وهو ما رفضته القيادة رفضاً قاطعاً، موجهة إلى عناصرها أوامر صارمة بالمواجهة في حال تجاوز الأرتال الحد المتفق عليه".
ونتيجة خصوصية درعا وحساسية الموقف فيها، لاسيما مع رسم إسرائيل حدود منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، وكذلك نتيجة علاقات اللواء الثامن مع جهات خارجية، سارعت العديد من القوى بدفع من هذه الجهات للتوسط بين الطرفين منعاً لانزلاق المنطقة إلى مستنقع العنف الذي لا يريده أحد باستثناء بعض الرؤوس الحامية.
وبالفعل، نجحت الوساطة في التوصل إلى عقد اتفاق تضمن انسحاب أرتال الأمن العام من النقاط المتوترة في ريف درعا. على أن يتم تسليم خمسة من العناصر الأمنيين إلى القضاء بسبب قيامهم بإطلاق الرصاص خلال التوترات. وبالتالي لم يتضمن الاتفاق تسليم القيادات التي كانت المجموعات المسلحة تُطالب بتسليمهم.
التمسك سابقاً بالسلاح
وغابت "غرفة عمليات الجنوب"، وهي ائتلاف فصائل في محافظة درعا بقيادة أحمد العودة، وأول من دخل دمشق عقب فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد "لحماية مؤسساتها الحيوية"، عن اجتماع أعلنت فيه السلطات في كانون الأول/ديسمبر عن حل جميع التشكيلات المسلحة وانضمامها تحت مظلة وزارة الدفاع.
وتمسّكت قوات أحمد العودة ومن بينها مجموعات اللواء الثامن، بسلاحها وحافظت على معداتها الثقيلة وتجهيزاتها الكاملة.
وفي الثامن من كانون الأول/ديسمبر، دخلت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى دمشق بعد هجوم مباغت بدأته من شمال سوريا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. وأدى ذلك إلى الإطاحة ببشار الأسد ونهاية حكم عائلته الذي استمرّ أكثر من نصف قرن.
وشكل مقاتلون محليون من فصائل معارضة سابقة وآخرون ممن أجروا اتفاق تسوية مع النظام غرفة عمليات الجنوب في السادس من كانون الأول/ديسمبر.
وتُعدّ محافظة درعا التي شكّلت مهد الاحتجاجات الشعبية، المنطقة الوحيدة التي لم يخرج منها جميع مقاتلي الفصائل المعارضة بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها في تمّوز/يوليو 2018، إذ وضع اتفاق تسوية رعته موسكو حدّا للعمليات العسكرية وأبقى على وجود مقاتلين معارضين احتفظوا بأسلحة خفيفة.
وانسحبت قوات أحمد العودة من العاصمة بعد وصول مقاتلي الشمال بقيادة هيئة تحرير الشام "خشية من حدوث فوضى أو تصادم مسلح" على ما قال المتحدث الرسمي باسمها حينها، موضحا: "عدنا أدراجنا إلى مدينة درعا" بعد ظهر الثامن من كانون الأول/ديسمبر.
والتقى العودة بعد يومين من سقوط دمشق بقائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، لكنه لم يشارك بعد ذلك في الاجتماع الذي ترأسه الأخير في 25 كانون الأول/ديسمبر الماضي وجمع فيه قادة فصائل المسلحة قبلوا بالانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع.
وتسعى السلطات الجديدة لبسط سيطرتها على كامل الأراضي السورية من خلال تفاهمات جرت مع الأكراد شمال شرق البلاد، واتصالات مع الدروز جنوباً.
وأجرى ممثلون عن الأقلية الدرزية التي تتمركز بشكل رئيسي في السويداء، مفاوضات مع السلطة في دمشق بهدف التوصل إلى اتفاق يشمل دمج مجموعاتهم المسلحة ضمن الجيش السوري.
وفي 11 آذار/مارس، وقّع الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي اتفاقا يقضي "بدمج" كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية المدعومة أميركيا على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا، تضم أبرز حقول النفط والغاز. وشكّلت قوات سوريا الديموقراطية، ذراعها العسكرية، رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنت من دحره من آخر معاقل سيطرته في البلاد عام 2019.

Try Our AI Features
Explore what Daily8 AI can do for you:
Comments
No comments yet...
Related Articles

Al Modon
5 hours ago
- Al Modon
مخيم الهول.. قنبلة موقوتة على طريق الاتفاق
أعلن مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية في دمشق لإجلاء المواطنين السوريين من مخيم الهول شمال شرق سوريا، والذي يضم عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يُزعم ارتباطهم بتنظيم "داعش". وقال رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين التابع لـ"قسد"، شيخموس أحمد، إنه تم التوصل إلى اتفاق على "آلية مشتركة" لإخراج العوائل السورية من مخيم الهول بريف الحسكة شمال شرقي سوريا، تمهيداً لعودتهم إلى مناطقهم الأصلية. وأضاف أحمد أن الاتفاق جاء عقب اجتماع ثلاثي ضم ممثلين عن الحكومة السورية، والإدارة الذاتية، والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي يحارب تنظيم "داعش"، ونفى المسؤول الكردي التقارير التي تشير إلى تسليم إدارة المخيم لدمشق في المستقبل القريب، وقال: "لم تكن هناك أي مناقشات في هذا الصدد مع الوفد الزائر أو مع الحكومة في دمشق". ويأتي هذا الاتفاق في ظل محاولات لتعزيز التعاون بين السلطات الكردية والقيادة الجديدة في دمشق، وبموجب اتفاق وُقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي. عقدة إنسانية وأمنية ويقع مخيم الهول جنوب شرق مدينة الحسكة، على بعد 13 كيلومتراً من الحدود العراقية، ويُعد من أخطر المخيمات في العالم نتيجة تعقيداته الأمنية والإنسانية، ويضم المخيم نحو 37 ألف شخص، أكثر من 70% منهم نساء وأطفال، من جنسيات سورية، عراقية وغربية، الجزء الأكبر منهم هم من عائلات مقاتلي تنظيم "داعش"، وتحديداً في قسم "الملحق"، الذي يضم نحو ألفي امرأة وطفل أجنبي يُصنفون على أنهم من الأشد تطرفاً. وأكد مصدر مطلع من داخل الإدارة الذاتية لـ"المدن"، أن المخيم شهد في السنوات الماضية عشرات الجرائم، من بينها أكثر من 90 جريمة قتل، و30 حادثة حرق خيم، واعتداءات على صحفيات، حيث تعرضت صحفيات قمن بزيارة المخيم للشتائم من أطفال وصفوهن بـ"الكافرات" بسبب عدم ارتداء الحجاب. وأضاف المصدر، "يُقدر عدد الأطفال في المخيم بنحو 22 ألفاً، غالبيتهم يعيشون بلا تعليم ولا رعاية نفسية، لصعوبة دخول المخيم المكتظ والتعامل مع سكانه، وقد نشأ عدد كبير من الأطفال في بيئة مشبعة بالفكر المتشدد، مع انتشار مدارس سرية داخل الخيم تُدرس مناهج التنظيم". كما أشار المصدر إلى أن عدداً من النساء داخل المخيم متورطات بتشكيل خلايا شرعية لتنظيم "الحسبة" -الشرطة النسائية في تنظيم "داعش"-، حيث مارست بعضهن العنف ضد أخريات بدافع "الردة" أو "التعاون مع قسد"، وشملت الانتهاكات إحراق خيم بالكامل، وطعن نساء، وفرض قيود مشددة على تحركات الأخريات. وأضاف المصدر أن "وحدات حماية المرأة، التي تتولى مسؤولية حراسة المخيم، كانت تتلقى دعماً مالياً سخياً من بريطانيا يُقدر بنحو 100 مليون دولار خلال السنة الأخيرة، كما تولت بريطانيا تمويل إنشاء سجن خاص بمعتقلي "داعش" في الحسكة، كذلك، قدّمت كل من فرنسا وبريطانيا مساعدات إنسانية محدودة لسكان المخيم". عقبات قانونية وتجارب محدودة ولفت المصدر إلى أن "أكثر من 70% من الأطفال السوريين في المخيم غير مسجلين في سجلات الدولة، كثير منهم وُلدوا خلال فترة حكم داعش لآباء استخدموا أسماء مستعارة أو غير معروفة، وبعض الأطفال لا يعرفون هوية والدهم أو جنسيته". وذكر المصدر أن "قسد" اعتمدت سابقاً على نظام "الكفالة العشائرية"، الذي أتاح لبعض النساء والأطفال الخروج من المخيم بكفالة من عشائرهم، لكن هذه المبادرة كانت محدودة، ولم تترافق مع برامج تأهيل نفسي أو فكري، وكانت مقتصرة على مناطق سيطرة الإدارة الذاتية فقط، وبأعداد لا تتجاوز عشرات الأشخاص شهرياً، وفق المصدر. وبالرغم من أن الاتفاق على إفراغ مخيم الهول يُعتبر خطوة جريئة، تفتح الباب أمام إنهاء واحدة من أعمق أزمات سوريا الإنسانية، وتتيح فرصة جديدة للأطفال والنساء للعودة إلى الحياة، إلا أنها، في المقابل، تكشف عن حجم التحدي الذي يواجه الدولة السورية في التعامل مع الإرث الأمني والاجتماعي لتنظيم "داعش".

Channel 23
13 hours ago
- Channel 23
طوق داعش يتفكّك؟... اتفاق بين دمشق و"الأكراد" حول مخيم الهول
أعلنت السلطات الكردية في شمال شرق سوريا، يوم الإثنين، التوصّل إلى اتفاق مع الحكومة الانتقالية في دمشق يقضي بوضع آلية مشتركة لإجلاء المواطنين السوريين من مخيم الهول، الذي يضم عشرات الآلاف من الأفراد المرتبطين أو المشتبه بارتباطهم بجماعات إرهابية، أبرزها تنظيم داعش. وقال شيخموس أحمد، وهو مسؤول في الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد وتسيطر على أجزاء واسعة من شمال شرق البلاد، إن الاجتماع الذي عُقد مع ممثلين عن الحكومة المركزية في دمشق ووفد من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أفضى إلى التوافق على خطة لإعادة العائلات السورية من المخيم. ونفى أحمد ما تردّد عن نيّة تسليم إدارة المخيم إلى دمشق في المستقبل القريب، مؤكّدًا: "لم تجرِ أي مناقشات حول هذا الأمر، لا مع الوفد الزائر، ولا مع ممثلي الحكومة في دمشق". ويُعدّ مخيم الهول واحدًا من أكثر الأماكن إثارة للقلق في سوريا، حيث تشير تقارير حقوقية منذ سنوات إلى تفشي العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية داخله. ويضم المخيم حوالي 37,000 شخص، معظمهم من زوجات وأطفال مقاتلي داعش، إضافة إلى عراقيين ومواطنين من دول غربية انضموا إلى التنظيم. وعلى مدى سنوات، اعتمدت الإدارة الكردية آلية لإعادة من يرغب من السوريين في المخيم إلى مجتمعاتهم في مناطق سيطرتها، بما يشمل افتتاح مراكز خاصة لإعادة الدمج. غير أنّ هذا الاتفاق يُعتبر الأول من نوعه مع الحكومة المركزية لإعادة السوريين إلى المناطق الخاضعة لها. ويأتي هذا التطوّر في سياق جهود متزايدة لتعزيز التعاون بين الإدارة الذاتية الكردية والسلطة الجديدة في دمشق، بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في هجوم معارض نهاية كانون الأول ٢٠٢٤. ففي آذار الماضي، وُقّع اتفاق بين الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن، يقضي بدمج "قسد" في قوام القوات المسلّحة السورية الجديدة. وينصّ الاتفاق كذلك على أن تُنقل السيطرة على المعابر الحدودية مع العراق وتركيا، والمطارات، وحقول النفط في شمال شرق البلاد إلى الحكومة المركزية، إلى جانب تسلّم إدارة السجون التي يُحتجز فيها قرابة 9,000 مشتبه بانتمائهم إلى داعش. ويُعد هذا الاتفاق خطوة بارزة على طريق إعادة توحيد الفصائل المتناحرة التي قسّمت سوريا فعليًا إلى كيانات متفرّقة منذ اندلاع النزاع في العام 2011، عقب الحملة العنيفة التي شنّها نظام الأسد على المتظاهرين. ورغم أهمية الاتفاق، فإن تنفيذه لا يزال بطيئًا، في وقت تكثّف فيه الولايات المتحدة ضغوطها لتسريع تسليم إدارة السجون إلى الحكومة المركزية، باعتبارها أحد أبرز البنود العالقة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


Annahar
13-05-2025
- Annahar
زوجة أحمد الشرع لم تدعُ الى جهاد النكاح وهذا التصريح المنسوب إليها مختلق FactCheck#
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدّعي أن زوجة الرئيس السوري أحمد الشرع، لطيفة الدروبي، قالت إنَّ "جهاد النكاح فريضة مقدسة، وإنَّها غير نادمة على أدائها". إلا أن هذا التصريح مختلق ولم تدلِ به الدروبي. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم في الادّعاء المتداول، صورة لزوجة الرئيس السوري أحمد الشرع، لطيفة الدروبي، مع تصريح جاء فيه (من دون تدخّل): "لطيفة دروبي: جهاد النكاح فريضة مقدسة، ولست نادمة على أدائها". وقد تحقّقت "النّهار" من هذا الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح: الخبر زائف، إذ تم اختلاق التصريح من دون الاستناد إلى أي مصدر. ولم تدلِ السيدة السورية الأولى بتصريح مماثل لأي وسيلة إعلامية رسمية، مثل الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، أو وسائل إعلامية محلية أخرى. كذلك، لم ينشر هذا التصريح المتداول في الصفحات الرسمية للحكومة السورية. يشار إلى أنَّ الدروبي لم تدل بأي تصريح مباشر في أي مجال أو محفل، منذ كشف هويتها. وظهرت الدروبي في مناسبات قليلة، منها لقاء ضمّها وزوجة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمينة إردوغان، في تركيا، في 4 فبراير/شباط 2025. ونشرت إردوغان، في حسابها على منصة إكس، صورة جمعتها والدروبي، وقالت: "سعدت كثيراً باستضافة السيدة الفاضلة لطيفة الدروبي، زوجة رئيس الجمهورية العربية السورية، والتي تقوم بزيارة رسمية لبلادنا اليوم. وقد أتيحت لنا الفرصة للحديث عن العديد من القضايا المهمة، مثل المساعدات الإنسانية والتضامن الاجتماعي وتمكين المرأة ودور التعليم". وأضافت: "ناقشنا خصوصاً الخطوات التي يمكننا اتخاذها معاً من أجل النساء والأطفال، الذين يعانون أكثر من غيرهم من الحرب في جميع أنحاء العالم. وأكدت أننا نقف إلى جانب الشعب السوري اليوم، كما فعلنا في الماضي، في عملية إعادة بناء سوريا ومداواة جراحها. وأعتقد أن المستقبل الذي يسوده السلام والاستقرار هو نتيجة جهد مشترك، وآمل أن تكون كل خطوة نتخذها على هذا الطريق أملاً دائماً لشعوب المنطقة". وفي مناسبة أخرى، ظهرت الدروبي في 31 مارس/آذار الماضي، في صور نشرتها الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، خلال استقبال و"معايدة رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع، لأبناء الشهداء في قصر الشعب بالعاصمة دمشق بمناسبة عيد الفطر المبارك". وعن الدروبي، قالت لـ"النهار" الطبيبة السورية المغتربة ريم البزم، التي التقت، برفقة وفد نسائي من الجالية السورية المقيمة في أميركا، الشرع وزوجته: "تشبه نساء الشام. لطيفة، هادئة، جميلة، غير منقبة، واثقة ومثقفة، وقد قدمها إلينا الرئيس بالكلمات الآتية: زوجتي الوحيدة وأحبها كثيراً". لا أصل له في الإسلام ومصطلح "جهاد النكاح" لا أصل له في الإسلام، ولم يرد في أي مصدر شرعي موثوق به، مثل القرآن الكريم أو السنة النبوية أو كتب الفقه المعتمدة في أي من المذاهب الإسلامية. وقد بدأ تداوله إعلامياً بين عامي 2012 و2013 خلال الصراع في سوريا، حيث زعمت بعض التقارير غير الموثوق بها أن فتيات تم إرسالهن لتلبية رغبات المقاتلين تحت غطاء ديني، وهو ما نفته لاحقاً جهات دينية عدة. وصرّح وزير الشؤون الدينية في تونس نور الدين الخادمي عام 2013 لإذاعة "شمس إف أم" بأنَّ "هذه الأمور مرفوضة، هذه مصطلحات جديدة. ماذا معنى جهاد النكاح؟ الفتاوى لا بد من أن تستند إلى مرجعيتها العلمية والمنهجية والموضوعية، وأي شخص يفتي في الداخل او الخارج فتواه تلزمه ولا تلزم غيره من الشعب التونسي أو من مؤسسات الدولة". كذلك، قال عضو هيئة التدريس في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر الدكتور أحمد محمد عيد، عام 2019، إنه "لا يوجد في الإسلام ما يُسمى زواج النكاح، وكل من يروِّجون لمثل هذا الأمر يُريدون به تشويه صورة الإسلام وشعيرة من شعائره، وهي الزواج، والتي تؤدى بشرف وأمانة للدفاع عن الدين والأعراض". وأضاف: "كل من يُعادي الدين يستحدث مثل هذه المصطلحات، كي يفهم منها أن ديننا دين الجنس، ولا يهتم إلا بالغرائز والشهوات حتى ولو كانوا في القتال".