logo
#

أحدث الأخبار مع #CIOFF

عبد العزيز المسلم: الشارقة التراثية مهرجان ولد كبيرًا واستطاع تحقيق نجاح مبهر
عبد العزيز المسلم: الشارقة التراثية مهرجان ولد كبيرًا واستطاع تحقيق نجاح مبهر

البوابة

time٠٣-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البوابة

عبد العزيز المسلم: الشارقة التراثية مهرجان ولد كبيرًا واستطاع تحقيق نجاح مبهر

أيام الشارقة التراثية، تلك الفعالية الخالدة التي تحتفي بعمق «الجذور» وثراء الثقافة، لاسيما فيما يتعلق بتراث مجلس التعاون الخلجي وهذاالإرث المشترك فيما ينتهم، تقف كمنارة مضيئة تروي حكايات الأمس بلسان الحاضر. وفي هذا السياق قال رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبد العزيز المسلم في تصريحات خاصة لـ «البوابة نيوز»: «أكاد أجزم أن أيام الشارقة التراثية هو مهرجان ولد كبيرًا منذ نشأته من 24 عامًا، وهذه الدورة الـ 22 لأنه توقف خلال جائحة كورونا والتي اكتشفا فيما بعد بأنها أكذوبة كبيرة، وأنه منذ البداية يحظى برعاية ودعم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، فمن الدورة الأولى كان هناك اهتمام كبير بدعوة الوزراء وكبار الشخصيات سواء من داخل أو خارج الإمارات، ولهذا أقول أنه مهرجان ولد كبيرًا، خاصة بعد طلب الكثير الجاليات العربية والغربية في المشاركة في المهرجان، كما أن أيام الشارقة التراثية تم تسجيلها في المنظمة الدولية لمهرجانات التراث والفن الشعبي «CIOFF» والتي طلبت منا فيما بعد بمشاركة بعض الدول الغربية في المهرجان، وبالفعل يشارك في المهرجان أكثر من 20 دولة أجنبية من الصرب، ومقدونيا.. وغيرها من الدول». الأيام مدرسة مفتوحة أيام الشارقة التراثية بمثابة ليست مجرد احتفال عابر، بل هي رحلة غوص في بحر عبر التاريخ، تتلاقى فيها الأجيال ببعضها البعض لتستقي وتنقل الحكمة والهوية وحفظ التراث وفي هذا الصدد أكد «المسلم» على أن أيام الشارقة هي مدرسة مفتوحة لحفظ وصون التراث والموروث الثقافي قائلاً : «أن أيام الشارقة التراثية هي مدرسة مفتوحه ومدرسة تلقائية شعبية، يتعلم فيها المرء بشكل تلقائي دون دورات ودون تلقين، فالأيام ترسخ بداخل الذاكرة كل الممارسات الشعبية والتلقائية للإرث والموروث الثقافي، والتي أفرزت حرفيين وفنانين شعبيين وحكائين وأيضًا تجار، فهناك اثنين من كانوا يأتون إلى أيام الشارقة وهم صغار أصبحوا الآن فاعلين في هذا الحقل وهناك من قام بتأسيس شركة للفاعليات التراثية والثقافية، وهنا يمكننا الجزم بأن أيام الشارقة التراثية لها بالغ الأثر في استمرار الإرث الثقافي والحرص على تناقله عبر الأجيال المتعاقبة، بشكل عفوي وتلقائي». الشارقة التراثية مهرجان ولد كبيرًا واستطاع أن يحقق نجاحاً كبيرًا، والأيام لها دورًا كبيرًا في الحفاظ على الإرث الثقافي و نتلقى طلبات بالمشاركة حتى أخر أيام المهرجان الاستدامة ففي كل عام، تحتضن الشارقة هذه الأيام كأنها تُعيد عقارب الساعة إلى الوراء، لتجسد صوة من الماضي تشهد على عظمة الإرث والموروث الثقافي وروعة العادات، والمعارف الشعبية، فتلك الممارسة الحية تحقق نوعًا من التحدي في كل دورة من دورات المهرجان، وعن كيف استطاعت الأيام أن تحثث تلك الاستدامة أوضح رئيس معهد الشارقة للتراث قائلاً: «أن أكبر تحدي لدينا، أننا مثل راوي الحكايات، فنحن نُعيد نفس الحكاية وهي حكاية التراث الشعبي، وفي كل مرة نُعيد الحكاية نعمل على تجديد أنفسنا وأدواتنا، وأن عملية تكرار التراث ليس فيه أي معضلات أو إشكاليات، فالجميع يحبون الحكايات والروايات والشعبية، ولا يملون منها ولا من تكرارها، فنحن لا نمل أبدًا، وأن موضوع الملل يتعلق بالثقافات الغربية والدخيلة علينا والتي تتعلق بالنمط الاستهلاكي، قد ننجذب إليها لكنه يسهل العزوف عنها، إما التراث والموروث الثقافي فهو موضوع آخر، فجميعنا نحب ونهوى ولا نمل مما نملكه من حكايات وإرث ثقافي، وهذا هو جوهر استمرارية واستدامة ما يحققه». المهرجان فرصة لتلاقى الثقافات وتضافر الجهود وأضاف "المسلم" أن عامل استمرارية يأتي من مشاركة المجتمع بجميع أطيافه بداخل الاحتفالية قائلاً :" أيام الشارقة التراثية تأتي بمشاركة المجتمع المحلي من خل ثلاث جهت أولاً المواطنين والمقيمين أنفسهم، وثانياً المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية، والجمعيات الأهلية، من الأسر المنتجة الخاصة بالمطلقات أو الأرامل والتي نتيح لهم أماكن العرض بشكل مجاني بعد أخذ موافقات هيئة الصحة والسلامه، واستطاعت "الأيام" أن ترسخ مكانتها وسط المهرجانات العالمية إذا اننا وحتى اللحظات الأخيرة من نهاية الأيام نتلقى طلبات من بعض الدول والجهات للمشاركة في الأيام التراثية" كل دورة من دورات أيام الشارقة التراثية تمثل تحديًا لنا .. ماذا نقدم أيام الشارقة التراثية لها أهمية كبرى في الحفاظ على الإرث الثقافي ويعتبر فرصة كبيرة لتلاقي الثقافات الأخرى للشعوب اختيار شعار "جذور" لهذه الدورة يأتي من خلال حلول دول مجلس التعاون الخليجي وشهدت دورة هذا العام العديد من المبادرات ومنها إقامة المهرجان في سبع مدن بداخل إمارة الشارقة والتي تعتبر من المبادرات الجديدة، بالإضافة إلى حلول دول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها دول ضيف الشرف وعدم اقتصار الأمر على دولة واحدة كما كان متعارف عليه من قبل، وفي هذا السياق أكد الدكتور عبد العزيز بن مسلم على أن تلك المبادرات قد لاقت نجاحًا كبيرًا في هذه الدورة، وهو ما سيجعل الأمر يتكرر في الدورات المقبلة، لاسيما وأن تلك الدورة قد شهدت مشاركة كبيرة من دول المجلس، بالإضافة إلى مشاركة الدول الأخرى ومنها المشاركة المصرية ، ونفكر في العام المقبل أن تكون المشاركات العربية بشكل أكبر، وذلك من خلال مشاركة الحرفيين وحاملي التراث». من منا لا يشعر بالفخر عندما يرى الحرفيين يمارسون أعمالهم بمهارة فائقة، وكأنهم يستحضرون إرث الأجداد الذين حافظوا على موروثهم، تلك الكنوز البشرية الحية التي تعبر بإرثها عبر الزمن ومنهم الحرفيين والرواة والذين يتفردون بموهبتهم وبصمتهم الخاصة في التراث، ولمعهد الشارقة للتراث أيادي بيضاء في هذا الشأن من خلال المهرجانات الكبرى ومنها أيام الشارقة التراثية ومهرجان الراوي والمسابقات المختلفة التي تحافظ على الكنوز البشرية الحية، والمشاركة في تسجيل عناصر التراث الثقافي غير المادي بقوائم الصون العاجل باليونسكو، وفي هذا الصدد أكد الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، أن هناك الكثير من الملفات المشتركة بين الدول العربية، وأن معهد الشارقة للتراث يتعامل مع الجميع باعتباره البيت العربي الذي يسهم في مشاركة الجميع وضمان التمثيل الجيد لكل ما يتعلق بالتراث والموروث الثقافي. وأضاف: " أن هناك اهتمام كبير بالكنوز البشرية الحية وهناك الكثير من التدابير التي يتم ممارستها للحفاظ عليهم وتوفير كافة سبل الدعم وذلك من خلال التكريمات التي تقدم للكنوز البشرية الحية من حملة التراث، وهناك جائزة دولية كبرى وهي جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، والتي يتم فيها تكريم الشخصيات التي تهتم بالتراث ولها بعد ولي وبعد عربي وبعد محلي، ويتم أيضًا من خلالها تكريم أفضل الممارسات التي تتم في مجال التراث، وأفضل البحوث والدراسات في مجال التراث" . أما عن الاهتمام بالكنوز البشرية الحية بداخل دولة الإمارات أكد "بن مسلم" أنه يتم الاهتمام بحملة التراث من الكنوز البشرية الحية ويتم صرف لهم رواتب وتوفير الرعاية الصحية وأفضل سبل للمعيشة كما يتم مكافاة الكنوز البشرية الحية من مختلف الدول العربية من مصر إلى المغرب ويتم مكافآتهم وتكريمهم، خاصة الرواة والذين لا يقلون الدعم الكافي من أي جهة.

رئيس "الشارقة للتراث" في حواره لـ البوابة نيوز: المهرجان ولد كبيرًا.. ومجلس التعاون الخليجي السر في اختيار شعاره
رئيس "الشارقة للتراث" في حواره لـ البوابة نيوز: المهرجان ولد كبيرًا.. ومجلس التعاون الخليجي السر في اختيار شعاره

البوابة

time٠٣-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البوابة

رئيس "الشارقة للتراث" في حواره لـ البوابة نيوز: المهرجان ولد كبيرًا.. ومجلس التعاون الخليجي السر في اختيار شعاره

تُعد «أيام الشارقة التراثية» واحدة من أهم المهرجانات التي رسخت اسمها ضمن أحد أهم المشروعات الثقافية والحضارية التي تحرص على الحفاظ على التراث والموروث الثقافي الشعبي، فعلى مدار الـ 24 عامًا شهدت إمارة الشارقة حدثًا ثقافيًا واستشرافيًّا كبيرًا، يهتم بالتراث والموروث الثقافي، ويحمل في طياته الهم الأكبر والحرص الشديد على استمرار هذا الإرث الثقافي، ونقله إلى الأجيال الجديدة، حتى يحقق الاستمرارية وصون التراث الإنساني سواء في الإمارات او في مختلف الدول، وحتى لا يتعرض هذا الإرث إلى الاندثار. وتأتي أيام الشارقة التراثية في دورتها الـ 22 والتي حملت شعار «جذور» وأقيمت خلال الفترة من 12 وحتى الـ 23 من فبراير الجاري، وتحل دول مجلس التعاون الخليجي دول ضيف الشرف لهذه العام، وامتدت الأيام إلى سبع مدن في إمارة الشارقة وهم مدينة كلباء ومليحة، والذيد وخورفكان ودبا الحصن والحمرية، فمهرجان أيام الشارقة التراثية ليس مجرد مهرجان ولكنه محطة مهمة لتلاقى ثقافات الشعوب. وكان لـ «البوابة نيوز» حوارً مع الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث ورئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية، والتي تناولت أهم التحديات التي تواجه المهرجان وعن مسيرته منذ نشأته وحتى الدورة الأخيرة، كما كان هناك حوارًا مع المنسق العام لأيام الشارقة التراثية أبو بكر الكندي، ومجموعة من الحرفيين التراثيين المصريين المشاركين بفعاليات الدورة الـ 22 من أيام الشارقة التراثية. الشارقة التراثية ليس مجرد مهرجان يقول الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، وعضو مجلس الأمناء: «التراث هو الجسر الذي يعبر بنا إلى المستقبل»، ويقول أيضًا عن الأيام: «مثلت أيام الشارقة التراثية مشروعًا سياحيًّا تراثيًّا، عكس مدى أهمية الشارقة، ودورها الحضاري الثقافي الريادي في إبراز صورة حية وناضبة لمفردات التراث الشعبي الإماراتي بجميع صوره وأشكاله، حيث اعتبرت "الأيام" واحدًا من المشاريع الثقافي الحضارية التراثية، التي تبرز القيم الجمالية التي يتمتع بها التراث الإماراتي»، وبهذه الكلمات البسيطة، يكمن سر أهمية التراث، فهو ليس سجنًا للماضي بل هو أساس نبني عليه طموحاتنا المستقبلية، وسر من اسرار حكمه الشعوب، وذلك من خلال انتقال التراث من جيل إلى جيل، لتحمله معه الهوية من خلال فنونه المختلفة. الدكتور عبد العزيز المسلم: نتلقى طلبات بالمشاركة حتى أخر أيام المهرجان الدكتور عبد العزيز بن مسلم بداية كبيرة لأيام الشارقة أيام الشارقة التراثية، تلك الفعالية الخالدة التي تحتفي بعمق «الجذور» وثراء الثقافة، لاسيما فيما يتعلق بتراث مجلس التعاون الخلجي وهذا الإرث المشترك فيما ينتهم، تقف كمنارة مضيئة تروي حكايات الأمس بلسان الحاضر، وفي هذا السياق قال رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبد العزيز المسلم في تصريحات خاصة لـ «البوابة»: «أكاد أجزم أن أيام الشارقة التراثية هو مهرجان ولد كبيرًا منذ نشأته من 24 عامًا، وهذه الدورة الـ 22 لأنه توقف خلال جائحة كورونا والتي اكتشفا فيما بعد بأنها أكذوبة كبيرة، وأنه منذ البداية يحظى برعاية ودعم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، فمن الدورة الأولى كان هناك اهتمام كبير بدعوة الوزراء وكبار الشخصيات سواء من داخل أو خارج الإمارات، ولهذا أقول أنه مهرجان ولد كبيرًا، خاصة بعد طلب الكثير الجاليات العربية والغربية في المشاركة في المهرجان، كما أن أيام الشارقة التراثية تم تسجيلها في المنظمة الدولية لمهرجانات التراث والفن الشعبي «CIOFF» والتي طلبت منا فيما بعد بمشاركة بعض الدول الغربية في المهرجان، وبالفعل يشارك في المهرجان أكثر من 20 دولة أجنبية من الصرب، ومقدونيا.. وغيرها من الدول». الأيام مدرسة مفتوحة أيام الشارقة التراثية بمثابة ليست مجرد احتفال عابر، بل هي رحلة غوص في بحر عبر التاريخ، تتلاقى فيها الأجيال ببعضها البعض لتستقي وتنقل الحكمة والهوية وحفظ التراث وفي هذا الصدد أكد «المسلم» على أن أيام الشارقة هي مدرسة مفتوحة لحفظ وصون التراث والموروث الثقافي قائلاً : «أن أيام الشارقة التراثية هي مدرسة مفتوحه ومدرسة تلقائية شعبية، يتعلم فيها المرء بشكل تلقائي دون دورات ودون تلقين، فالأيام ترسخ بداخل الذاكرة كل الممارسات الشعبية والتلقائية للإرث والموروث الثقافي، والتي أفرزت حرفيين وفنانين شعبيين وحكائين وأيضًا تجار، فهناك اثنين من كانوا يأتون إلى أيام الشارقة وهم صغار أصبحوا الآن فاعلين في هذا الحقل وهناك من قام بتأسيس شركة للفاعليات التراثية والثقافية، وهنا يمكننا الجزم بأن أيام الشارقة التراثية لها بالغ الأثر في استمرار الإرث الثقافي والحرص على تناقله عبر الأجيال المتعاقبة، بشكل عفوي وتلقائي». الاستدامة ففي كل عام، تحتضن الشارقة هذه الأيام كأنها تُعيد عقارب الساعة إلى الوراء، لتجسد صوة من الماضي تشهد على عظمة الإرث والموروث الثقافي وروعة العادات، والمعارف الشعبية، فتلك الممارسة الحية تحقق نوعًا من التحدي في كل دورة من دورات المهرجان، وعن كيف استطاعت الأيام أن تحثث تلك الاستدامة أوضح رئيس معهد الشارقة للتراث قائلاً: «أن أكبر تحدي لدينا، أننا مثل راوي الحكايات، فنحن نُعيد نفس الحكاية وهي حكاية التراث الشعبي، وفي كل مرة نُعيد الحكاية نعمل على تجديد أنفسنا وأدواتنا، وأن عملية تكرار التراث ليس فيه أي معضلات أو إشكاليات، فالجميع يحبون الحكايات والروايات والشعبية، ولا يملون منها ولا من تكرارها، فنحن لا نمل أبدًا، وأن موضوع الملل يتعلق بالثقافات الغربية والدخيلة علينا والتي تتعلق بالنمط الاستهلاكي، قد ننجذب إليها لكنه يسهل العزوف عنها، إما التراث والموروث الثقافي فهو موضوع آخر، فجميعنا نحب ونهوى ولا نمل مما نملكه من حكايات وإرث ثقافي، وهذا هو جوهر استمرارية واستدامة ما يحققه». المهرجان فرصة لتلاقى الثقافات وتضافر الجهود وأضاف "المسلم" أن عامل استمرارية يأتي من مشاركة المجتمع بجميع أطيافه بداخل الاحتفالية قائلاً :" أيام الشارقة التراثية تأتي بمشاركة المجتمع المحلي من خل ثلاث جهت أولاً المواطنين والمقيمين أنفسهم، وثانياً المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية، والجمعيات الأهلية، من الأسر المنتجة الخاصة بالمطلقات أو الأرامل والتي نتيح لهم أماكن العرض بشكل مجاني بعد أخذ موافقات هيئة الصحة والسلامه، واستطاعت "الأيام" أن ترسخ مكانتها وسط المهرجانات العالمية إذا اننا وحتى اللحظات الأخيرة من نهاية الأيام نتلقى طلبات من بعض الدول والجهات للمشاركة في الأيام التراثية" وشهدت دورة هذا العام العديد من المبادرات ومنها إقامة المهرجان في سبع مدن بداخل إمارة الشارقة والتي تعتبر من المبادرات الجديدة، بالإضافة إلى حلول دول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها دول ضيف الشرف وعدم اقتصار الأمر على دولة واحدة كما كان متعارف عليه من قبل، وفي هذا السياق أكد الدكتور عبد العزيز بن مسلم على أن تلك المبادرات قد لاقت نجاحًا كبيرًا في هذه الدورة، وهو ما سيجعل الأمر يتكرر في الدورات المقبلة، لاسيما وأن تلك الدورة قد شهدت مشاركة كبيرة من دول المجلس، بالإضافة إلى مشاركة الدول الأخرى ومنها المشاركة المصرية ، ونفكر في العام المقبل أن تكون المشاركات العربية بشكل أكبر، وذلك من خلال مشاركة الحرفيين وحاملي التراث». من منا لا يشعر بالفخر عندما يرى الحرفيين يمارسون أعمالهم بمهارة فائقة، وكأنهم يستحضرون إرث الأجداد الذين حافظوا على موروثهم، تلك الكنوز البشرية الحية التي تعبر بإرثها عبر الزمن ومنهم الحرفيين والرواة والذين يتفردون بموهبتهم وبصمتهم الخاصة في التراث، ولمعهد الشارقة للتراث أيادي بيضاء في هذا الشأن من خلال المهرجانات الكبرى ومنها أيام الشارقة التراثية ومهرجان الراوي والمسابقات المختلفة التي تحافظ على الكنوز البشرية الحية، والمشاركة في تسجيل عناصر التراث الثقافي غير المادي بقوائم الصون العاجل باليونسكو، وفي هذا الصدد أكد الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، أن هناك الكثير من الملفات المشتركة بين الدول العربية، وأن معهد الشارقة للتراث يتعامل مع الجميع باعتباره البيت العربي الذي يسهم في مشاركة الجميع وضمان التمثيل الجيد لكل ما يتعلق بالتراث والموروث الثقافي. مضيفًا : " أن هناك اهتمام كبير بالكنوز البشرية الحية وهناك الكثير من التدابير التي يتم ممارستها للحفاظ عليهم وتوفير كافة سبل الدعم وذلك من خلال التكريمات التي تقدم للكنوز البشرية الحية من حملة التراث، وهناك جائزة دولية كبرى وهي جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، والتي يتم فيها تكريم الشخصيات التي تهتم بالتراث ولها بعد ولي وبعد عربي وبعد محلي، ويتم أيضًا من خلالها تكريم أفضل الممارسات التي تتم في مجال التراث، وأفضل البحوث والدراسات في مجال التراث" . أما عن الاهتمام بالكنوز البشرية الحية بداخل دولة الإمارات أكد "بن مسلم" أنه يتم الاهتمام بحملة التراث من الكنوز البشرية الحية ويتم صرف لهم رواتب وتوفير الرعاية الصحية وأفضل سبل للمعيشة كما يتم مكافاة الكنوز البشرية الحية من مختلف الدول العربية من مصر إلى المغرب ويتم مكافآتهم وتكريمهم، خاصة الرواة والذين لا يقلون الدعم الكافي من أي جهة. ========= أبو بكر الكندي : اختيار شعار "جذور للدورة الـ 22 لإبراز أصول الإرث الثقافي لدول مجلس التعاون الخليجي أبو بكر الكندي المنسق العام لأيام الشارقة التراثية تأخذنا أيام الشارقة التراثية في جولة عبر الأسواق التقليدية من مختلف الدول على مستوى العالم، حيث تتناثر الروائح العطرة للبخور والتوابل، وتصدح الألحان الشعبية التي تحكي قصص الفرح والحزن، الأمل والكفاح، بين أنامل الصناع ومهارة صنعهم وبين ما يعرضون من منتجات تحمل إرث الأجداد، لتجد نفسك أمام لوحات فنية صنعها حاملي التراث، ورائحة القهوة تمتزج برائحة اللقيمات، في لوحه لن تجدها سوى بداخل وخارج أسوار الأيام. أكثر من 26 دولة عربية وأجنبية، و26 جهة حكومية وعن اختيار شعار "جذور" للدورة الـ 22 من أيام الشارقة التراثية أكد أبو بكر الكندي المنسق العام لأيام الشارقة على أن شعار "جذور" ليكون عنونًا لهذه الدورة من أيام الشارقة يأتي لإبراز أصول هذه التظاهرة والتي بدأت منذ 22 عامًا، ولإبراز أصولنا الثقافية العربية والخليجية، كما أنه من خلال شعار جذور نستهدف العودة إلى الأصول وأن لكل شيء له أصل، وأنه من خلال موروثنا الثقافي له منابع وجذور. وعن أهم ملامح الرئيسية لهذه الدورة أوضح قائلاً :"أن هذه الدورة تشهد الكثير من الفعاليات التي تحدث لأول مرة كما أنها تأتي بمشاركة دولة واسعة إذا يشارك بها نحو 26 دولة عربية وأجنبية بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، كما يشارك بها عدد كبير من الحرفيين في مختلف الصناعات التقليدية وأكثر من 12 ألف نشاط وحرف وأكثر من 1500 مشارك في هذه الدورة من حرفيين وعارضين وفنانين ومنها مشاركة 35 فرقة تراثية شعبية ، كما تشهد الدور أكبر حدث ضخم وهو افتتاح النصب التذكاري لفن العيالة، والتي تعد من أكبر الاحتفالات على مستوى العالم حيث شارك فيها أكثر من 300 عارض فني وشعبي، وفي الحقيقة تحفل هذه الدورة بالكثير من الأحداث الفنية والثقافية المختلفة والجديدة أيضًا" كما تشهد الدورة الالـ 22 الكثير من الفعاليات المستحدثة ومنها افتتاح ساحة السور، ومئوية أول مكتبة بالشارقة ، وإطلاق سوق الكتبيين، وعرض أوبريت سيمفونية النخلة ومطبخ الإمارات التراثي، هذا بالإضافة إلى المعارض التراثية وتدشين خمسه معارض جديدة ومنها معرض جذور ورحلة العطور عبر الزمن وقرن من المكتبات كما تحظي الأيام بإصدار الكثير من الإصدارات التي تهتم بالتراث والموروث الثقافي وعن تلك الإصدارات أكد ا" الكندي" في تصريحات خاصة لـ "البوابة" قائلاً :"أن هناك عدد كبير من الإصدارات لهذا العام أكثر من 15 إصدارًا في شتى المعارف المتعلقة بالتراث والموروث الثقافي الشعبي وفنون التشكيل التقليدي والحرف التراثية ، كما أن المعهد قد اصدار أكثر من 1001 خلال العشر سنوات ماضية، والتي تزخر بمجموعة مهمة من الموضوعات ذات البُعد الثقافي والتي أثرت الساحة الثقافية" أما عن المقهى الثقافي المصاحب لأيام الشارقة التراثية فهو يحظى في كل عام بمشاركة واسعة من المتخصصين في التراث الثقافي والذي يتخطى عددهم الـ 40 مشارك من مختلف الدول العربية ناقشوا خلالها الكثير من الموضوعات المتعلقة بالكثير من القضايا الخاصة بالتراث الثقافي، وأيضًا حفلات توقيع للإصدارات الجديدة. لافتًا إلى أن أيام الشارقة التراثية تحرض على عرض حقب زمنية مختلفة ومتفاوتة ويتم استعراضها أمام الجمهور، مع الحفاظ على عناصر التشويق التي تعمل على جذب الجمهور وكجزء من عناصر استدامه أيام الشارقة التراثية، والتي جعلتها تأخذ مكانتها الكبيرة على المستوى العالمي، وايضًا استمرار الحفاظ على الموروث الثقافي . فنانون مصريون : المشاركة في أيام الشارقة التراثة فرصة للتعرف على ثقافات الشعوب واكتساب خبرات جديدة لوحة فنية إن مرورك بساحه السور أو في مدينة دبا الحصن وكأنك عدت بعجلة الزمن إلى الوراء فتجد نفسك أمام كرنفال شعبي تغمره الأزياء التقليدية إذا تتوافد الأسر من أباء وأبناء وفتيات صغار يرتدن الزي التراثي التقليدي مع جدائل الشعر المنسدلة وراء ظهورهن مع سماع الموسيقى التقليدية وحفل زفاف تقليدي بأغانيه ودقات الطبول والرقصات الشعبية، وفي حد الأركان تسمع صوت أم كلثوم يخرج من الجرامافون وتجد نفسك أمام شرائط الكاسيت لأم كلثوم وعبد الحليم ووردة وعبد الوهاب وأحمد عدوية وغيرهم الكثير إذا تعرض شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات كأحد العارضين وباعتبار أن القوة الناعمة المصرية متجسدة وحاضرة وبقوة في أيام الشارقة التراثية هذا بالإضافة إلى العارضين من مختلف المناطق المصرية سواء من القاهرة والمدن التراثية أو من كفر الشيخ وكان لـ "البوابة" نيوز لقاءًا مع بعض العارضين والذي عبروا عن سعادتهم بالمشاركة في أيام الشارقة التراثية والتي يعتبرونها فرصة كبيرة للتلاقي بالثقافات الأخرى. أيه حافظ الحرفيون هم حماة التراث، الذين يسعون جاهدين لنقل مشعل الثقافة من جيل إلى جيل، وهنا تقول أيه حافظ فنانة متخصصة في فن التطريز :"أن فن التطريز هو فن النقش على الاقمشة والتي تستخدمه لإظهار ثقافات الشعوب المختلفة عبر العصور ، حيث نقوم باستخدام الخيوط ممزوجة بالأقمشة والتي نعيد استخدامه في الكثير المتعلقات الشخصية كالشنط والملابس والتي نقوم بالطريز عليه بالخيوط والاستخدامات" وعن بداية علاقتها بفن التطريز ، أوضحت أنها في البداية موهبة بدأت فيها منذ ست سنوات، وقامت بثقل تلك الموهبة من خلال الدراسة والاطلاع على ثقافات الآخر، إذا أنها اكتشفت أن لكل دوله لها الغرزة التي تشتهر بها وتتخصص بها" وعن مشاركتها بأيام الشارقة التراثية قالت:" أن هذه هي المشاركة الأولى لي، وفي الحقيقة استفدت كثيرًا من تلك المشاركة حيث أنني تعرفت من خلالها على الكثير من الفنون الخاصة بالدول الأخرى والتي لم أكن أعرف عنها أي شيء، وكيف يتم التعامل مع بعض الفنون الخاصة بالأشغال اليدوية والتي استفدت منها بشكل كبير، مثل كيف يتم استخدام النول لعمل تطريز، وأنني لم أكن أعرف الدور المهم للصناعات والحرف اليدوية وأن هناك اقبال كبير على كل المشغولات التي تصنع باليد". سجدة سلطان وفي ذات السياق أكدت سجدة سلطان أحد الحرفيين التراثيين والمشاركة المصرية بأيام الشارقة للتراث والتي اكدت فيها على أن هذه هي المشاركة الأولى لها بالأيام، حيث تشارك بعدد كثير من المشغولات اليدوية والحرفية والتقليدية والتي تعبر عن الثقافة المصرية ومنها العبايات المشغولة بالأشغال اليدوية التقليدية واعمال نحت تجسد بعض الشخصيات المصرية وفانوس رمضان التقليدي المصري، وأعمال الخرز من شنط اليد وفوانيش رمضان والخيامية" وأشارت "سلطان" في تصريحات خاصة لـ "البوابة" أنها سعيدة جدًا بهذه المشاركة وأنها لم تكن تتوقع هذا الاقبال على الأعمال والمشغولات اليدوية المصرية والتي لاقت استحسان الحضور من مختلف الدول، كما أنها لم تكن تتوقع كل هذه المشاركة المختلفة من كل هذه الدول، كما أن اختيار شعار "جذور لهذه الدورة" يأتي في إطار احياء من نحملة من تراث وإرث ثقافي متفرد ، وأننا نعيد احياء هذا التراث ولكن بلمسة حداثية تتوافق مع العصر الحديث" . وعبرت عن سعادتها بالمشاركة لأنها أتاحت لها الفرصة في التعرف على ما يقدمه الآخر من فنون تتعلق بالحرف التراثية والتقليدية والتي لم تكن ستتمكن من التعرف عليها إلا من خلال المشاركة بأيام الشارقة التراثية كما وجهت الشكر للقائمين والمسؤولين عن أيام الشارقة التراثية" . سجاد فوة والحفاظ على البيئة من مدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ يأتي أحد صناع النول المصري التقليدي الفنان مبروك محمد أبو شاهين والمشارك بأيام الشارقة التراثية بالنول التقليدي والكليم المصري التقليدي والذي يعود للحضارة المصرية القديمة حاملا معه إرث الأجداد ليعبر به قارات العالم وبهر جمهور أيام الشارقة التراثية . وعن مشاركته بأيام الشارقة التراثية يقول "أبو شاهين" : "أن هذه هي ثاني مرة أشارك فيها بأيام الشارقة التراثية ونقوم فيها بتمثيل مصر بحرفة الغزل على النول التقليدي، والتي تشتهر به مدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ، والتي تشتهر بصناعه السجاد اليدوي المصنوع على النول والتي نستخدم فيها صوف الغنم والقطن والتي ننسج عليه بعض الرسومات المستلهمة من البيئة المصرية والريف المصري والحضارة المصرية القديمة والتي نقوم بنسجها على النول بشكله التقليدي، لأننا نقوم بإنتاج نسيج من البيئة ونخرج منسوجات صديقة للبيئة، وأن كل المواد هي مواد طبيعية 100% ولا نقوم باستخدام أي نوع من الألياف الصناعية ولهذا هناك اقبال كبير على ما نقوم بصناعته على المستوى العالمي، كما أن المشاركة في أيام الشارقة تُعد فرصة كبيرة للتعرف على الثقافات الأخرى وما يقدموه من حرف تراثية نفيد بها فيما نقدمه من صناعات تقليدية" وعن علاقته بالمهنة صناعة السجاد اليدوي أوضح قائلاً: "أنا ورثت المهنة عن والدي وانا في عمر الـ 12 عامًا، وقد شهدت المهنة تطويرًا كبيرًا ودخل في المهنة الكثير من مهندسي الديكور إذا أنهم يقومون بعمل تصميمات ورسومات خاصة ومعينة تتماشي مع العصر الحديث ونحن نقوم بتنفيذها بالخامات صديقة البيئة وعلى النول التقليدي، والتي تستخدم في الفنادق والشقق الحديثة" . أيام الشارقة التراثية ليست مجرد احتفاليه للترفيه، بل هي دعوة مفتوحة للجميع للتفكر في ماضي الأجداد وما تركوه من إرث يسهم في تشكيل حاضرنا ومستقبلنا.، ودعوة للتأمل والاعتزاز بما تركوه لنا ، ففي كل زاوية من زوايا هذا الاحتفال، نجد دعوة للتواصل مع تراثنا، للغوص في أعماقه، ولإبراز جوهره الذي لا يقدر بثمن، إنها لحظة فخر واعتزاز وتعيد إلى الأذهان سؤالاً بسيطًا: ماذا سنترك للأجيال القادمة؟.

د. عبد العزيز مسلم... لـ 'البلاد': اخترنا اسم 'جذور' للدورة الحالية لنعيد التواصل مع الأصالة
د. عبد العزيز مسلم... لـ 'البلاد': اخترنا اسم 'جذور' للدورة الحالية لنعيد التواصل مع الأصالة

البلاد البحرينية

time٢٥-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البلاد البحرينية

د. عبد العزيز مسلم... لـ 'البلاد': اخترنا اسم 'جذور' للدورة الحالية لنعيد التواصل مع الأصالة

يعد مهرجان 'أيام الشارقة التراثية' أحد أبرز الفعاليات التي تحتفل بالموروث الثقافي الإماراتي والخليجي والعربي والدولي أيضا، ويعكس التزام إمارة الشارقة بتوثيق وحفظ التراث الشعبي للأجيال القادمة. في هذا الحوار الخاص مع الدكتور عبدالعزيز مسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، نغوص في مسار هذا المهرجان منذ انطلاقه قبل أكثر من عقدين من الزمن، ونتعرف على كيفية تطوره ليصبح حدثًا عالميًا يعكس التنوع الثقافي في المنطقة. كما يسلط الضوء على أهداف الدورة الحالية تحت شعار 'جذور'، ويكشف عن رؤيته المستقبلية لتطوير الفعالية وتوسيع نطاق تأثيرها المحلي والدولي، إلى نص الحوار: ما المراحل التي مرت بها هذه الفعالية منذ انطلاقها وحتى أصبحت بهذا الحجم والتأثير؟ وما سبب تسمية هذا العام بـ 'جذور'؟ بدأ المهرجان منذ 24 سنة تقريبا، لكننا توقفنا سنتين بسبب جائحة كورونا. لكن منذ البداية، كان دعم سمو حاكم الشارقة كبيرا جدا في الحقيقة. أيضًا، في الدورة الأولى، دعا سمو الحاكم عددًا كبيرًا من الناس، بالإضافة إلى وزراء وأمراء وغيرهم حتى من خارج الإمارات، للحضور. وهكذا، بدأ المهرجان وكأنه مهرجان كبير منذ انطلاقه. الحمد لله، أعتقد أن التفاعل الشعبي مع أيام الشارقة التراثية يجعل هذه الأيام في تجدد دائم. في كل سنة كنا نستقبل دولة تُسمى 'الدولة الضيف'، ونستقبل أيضًا دولة تُسمى 'الدولة المميزة'، بالإضافة إلى دولتين أخريين. لكن وجدنا أن الأيام بدأت تبتعد شيئًا فشيئًا عن الأصالة، ولذلك أردنا هذا العام أن نعيد الجذور، أي جذور الأيام عندما بدأت كمهرجان محلي وخليجي فقط. ومع ذلك، لاحظنا أن الجاليات العربية الموجودة طلبت جميعها المشاركة، مثل الفلسطينيين والمصريين واليمنيين والعراقيين، فسمحنا لهم بالمشاركة باعتبارهم جزءا من نسيج المجتمع. أما على الصعيد الدولي، فإن أيام الشارقة التراثية مسجلة في منظمة مهرجانات التراث العالمي (CIOFF)، وهذه المنظمة طلبت منا إشراك دول أجنبية بحكم عضويتنا فيها. في البداية اعتذرنا، لكنهم أكدوا أنهم سيتحملون التكاليف، فوافقنا، ووجدنا أنفسنا نستضيف أكثر من 20 دولة، من بينها صربيا وداغستان ومقدونيا وغيرها. أعتقد أن هناك تأثيرا ثقافيا كبيرا لأيام الشارقة التراثية على المستويين المحلي والإقليمي. كيف ترى هذا التأثير عبر السنوات الماضية؟ أيام الشارقة التراثية بمثابة مدرسة مفتوحة وكبيرة، وهي مدرسة تلقائية شعبية يتعلم فيها المرء دون الحاجة إلى دورات رسمية. التكرار فيها ليس تكرارًا غير منطقي، بل هو تكرار طبيعي للأحداث، تمامًا كما تتذكر وأنت طفل الأماكن التي زرتها مع والدك، أو الألعاب الشعبية التي لعبتها، أو الأكلات التي تذوقتها، أو الطرب الشعبي الذي استمعت إليه. هذا لا يغيب عن الذاكرة، وهذا ما تحققه الأيام، فهي تشكل ذاكرة حية للمجتمع. تخيل أن من شارك في الأيام قبل 24 أو 25 سنة وكان عمره 8 سنوات، أصبح اليوم في منتصف الثلاثينيات. هذه المدرسة أفرزت حرفيين، وفنانين شعبيين، وتجارا، وبعضهم الآن يعمل في بيع المقتنيات التراثية. التقيت أمس في واحة بمدينة دبا، أحد الأشخاص الذين أسسوا شركة للفعاليات التراثية، وهذا من التأثيرات الإيجابية للأيام التي جاءت بشكل طبيعي وتلقائي ودون تدخل حكومي مباشر. تحدثت عن التكرار المنطقي والتكرار غير المنطقي، فكيف تضمن استدامة هذه الفعالية للسنوات القادمة؟ قبل أن ألتقي بكم، كنت في لقاء مع إحدى القنوات وقلت لهم إن أكبر تحد لدينا هو أننا مثل الراوي، لدينا حكاية واحدة نعيدها كل مرة، وهي حكاية التراث الشعبي. لكن يجب أن نجدّد أنفسنا، ونطوّر أدواتنا، وحتى نغيّر طريقة عرضنا للحكاية. التكرار في التراث ليس مشكلة في الحقيقة، لكن ربما النمط الأوروبي الذي تأثرنا به جعلنا نعتقد أن التكرار ممل وغير مقبول. في ثقافتنا، نحن العرب لا نشعر بالملل من الأشياء التي نحبها، فمثلاً، نأكل المجبوس أو المنسف يوميًا ولا نملّ منهما، ونستمع إلى الطرب الشعبي باستمرار. المشكلة ليست في التكرار بحد ذاته، بل في فقدان الأصالة والتجديد في طريقة تقديم المحتوى التراثي. أعتقد أنه لا يمكن لهذه الفعالية أن تنجح من دون إشراك المجتمع المحلي. كيف يتم إشراك المجتمع المحلي، ومتى يبدأ التخطيط للفعالية؟ بمجرد انتهاء الدورة الحالية، نجتمع في اليوم التالي لنبدأ التخطيط للعام القادم. لدينا الوقت الكافي، والشعار اللفظي جاهز، وكل الأمور الأساسية متفق عليها. المجتمع المحلي يشارك من ثلاث جهات رئيسة: 1. المواطنون والمقيمون بشكل عام. 2. المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية. 3. الجمعيات الخيرية والمجتمعية. على سبيل المثال، تتصل بنا دائرة الخدمات الاجتماعية وتطلب منا تخصيص مساحات للأسر المنتجة أو للأيتام والأرامل لعرض منتجاتهم. نحن لا نأخذ منهم أي رسوم، بل فقط نطلب منهم الالتزام بمعايير الصحة والسلامة. الإقبال على المشاركة كبير جدًا، سواء من الإماراتيين أو غيرهم، حتى أن هناك طلبات مستمرة حتى قبل خمسة أيام من الفعالية. كيف تطورت مدة الفعالية عبر السنوات؟ كانت الفعالية تمتد سابقًا حتى 25 يومًا، وأحيانًا تقارب الشهر (28 يومًا). لكن بسبب اقتراب شهر رمضان وامتحانات المدارس، بدأنا بتقليص المدة تدريجيًا. العام القادم ستكون المدة قريبة من الحالية، مع زيادة يومين، ولكن في المستقبل قد تعود الفعالية إلى حجمها الأكبر. كيف تفكرون في تطوير الفعالية مستقبلًا؟ لدينا العديد من الأفكار الجديدة. هذا العام، قررنا عدم استضافة 'دولة ضيف' والتركيز على الأقاليم. ركّزنا على إقليم الخليج، رغم مشاركة مصر والمغرب وأرتيريا. العام القادم، نفكر في توسيع المشاركة العربية في الفنون والحرف والإسهامات الثقافية، وربما التركيز على الثقافة الأفريقية. في بعض السنوات، ركّزنا على أقاليم معينة مثل السواحل، حيث شاركت دول مثل تنزانيا وكينيا عبر المجتمعات السواحلية. لكن هذا العام، نظّمنا مهرجان الأدب الأفريقي، وكانت المشاركة الأفريقية كبيرة جدًا. كيف يمكن توظيف التكنولوجيا في هذه الفعالية؟ استخدمنا التكنولوجيا الحديثة في عدة جوانب، مثل تقنية الواقع المعزز والهولوغرام لسرد الحكايات للأطفال. هناك خوذات تمكن الأطفال من الدخول إلى قصص شعبية والمشاركة فيها بطريقة تفاعلية. لدينا فريق 'e-Turathi' الذي يعمل على تعزيز استخدام التقنية في عرض التراث. كيف يتم دمج الفعالية مع مبادرات الحفاظ على البيئة؟ هناك شركة بيئة في الشارقة، وهي من الشركات الرائدة في تحويل النفايات إلى طاقة. لديهم حاويات مزودة ببث 'Wi-Fi' لضمان نظافتها وجذب الناس إليها، بيئة تمارس دورًا كبيرًا في تعزيز الاستدامة، ونحن نعمل على التعاون معهم لضمان أن تكون أيام الشارقة التراثية صديقة للبيئة. أطلقتم المهرجان بعد عودة كورونا، كيف كانت العودة بعد التوقف لمدة عامين؟ في الحقيقة، في أول عام بعد العودة، كان هناك ضرورة للالتزام بالتباعد الاجتماعي، كنا نطلب من الناس الحفاظ على مسافة التباعد، ووضع ملصقات تحث على غسل الأيدي، وكان لابد من ارتداء الكمامات. كان العدد في الزون الواحد محدودًا، وكل شخص كان يرتدي سوارًا ليتمكن من التواجد في مكان معين. وكان الناس ملتزمين، وقد أظهرت الإمارات التزامًا قويًا جدًا. ما هي الرسالة التي توجهها للشباب للحفاظ على هوية التراث؟ في وقتنا الحالي، نحن في زمن سريع ومتغير، وأهم رسالة هي الحفاظ على الهوية الوطنية. نحن لدينا أقل نسبة من المواطنين مقارنة بالجاليات الأجنبية في الإمارات، المواطنين يشكلون أقل من مليون شخص مقارنة بالجاليات الأجنبية الأخرى. هذا المهرجان يعد من أبرز الفعاليات التي تعزز الهوية الوطنية الإماراتية وتدعم مشاركة العنصر الإماراتي في مجال التراث. فنحن نركز على مشاركة الإماراتيين والخليجيين والعرب في الفعاليات المختلفة. وهناك أيضا تقاليد شعبية ترتبط بالمهرجان، مثل سباقات الهجن والسفن الشراعية، التي حافظ عليها الشيخ زايد رحمه الله. ومن المهم الإشارة إلى أن الاحتفاظ بالتراث يجب أن يكون جزءًا من الهوية، وفي هذا السياق، نعمل على تنظيم فعاليات ثقافية تعزز هذا التراث. ولدينا أرشيف ضخم لأعمال سابقة، ونحن نواصل جمع وتوثيق التراث الإماراتي بأكثر من طريقة، بما في ذلك عبر إصدارات كتب ومجلات علمية وثقافية. نحن الآن نواصل الحفاظ على هذا التراث وتوثيقه للأجيال القادمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store