أحدث الأخبار مع #Conclave


بوابة ماسبيرو
منذ 2 أيام
- ترفيه
- بوابة ماسبيرو
«مجمع الكرادلة» يكشف أسرار اختيـار وتنصيب البـابا
السينما تخترق حصار الكنيسة الكاثوليكية زادت نسبة المشاهدة والبحث عن الأفلام التى تحمل أفكارا ومعانى عن البابا ومراسم التنصيب، خاصة بعدما توفى البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.. وهناك خمسة أفلام أنتجت فى السنوات الأخيرة عن أسرار البابوية والكنيسة ومراسم التنصيب التى تجرى فى سرية تامة. أعادت هذه الأحداث إلى الأذهان الأفلام التى تعالج القضايا الكنسية، ومراسم التنصيب فى الكنيسة الكاثوليكية، مثل فيلم «شيفرة دافنشى» عام 2006 للمخرج رون هوارد.. وفيلم Doubt عام 2008 للمخرج جورج باتريكت شانيلى.. وفيلم «صمت» للمخرج مارتن سكورسيزى عام 2016.. وفيلم «مصلح أول» First Reformer للمخرج بول شرايدر عام 2017. أحدث الأفلام هما فيلما «البابوان» و»كونكلاف».. يتناول الأول قصة خيالية عن الكاردينال الألمانى الذى اصبح البابا بنديكتوس السادس عشر الذى يلعب دوره أنتونى هوبكنز، بينما يحاول إقناع الكاردينال الأرجنتينى خورخى ماريو بيرجوليو الذى خلف البابا بنديكت السادس عشروأصبح البابا فرنسيس بعد استقالة بنديكتوس. الفيلم الأحدث هو فيلم Conclave الذى نال جائزة الأوسكار هذا العام لأفضل سيناريو. وهو من إخراج إدوارد برجر، وبطولة نجوم كبار مثل راف فاينس وستان توتشى وإيزابيلا روسيلينى وجون ليثجو، الذين قدموا مزيجا ممتعا ساحرا من الطقوس والإجراءات والتصورات التى تتبع وفاة البابا مباشرة. ويقدم الفيلم أيضا الصراع الفكرى بين الليبراليين والمحافظين والتقليديين.. وقد حظى باهتمام كبير من النقاد لفكرته الجديدة التى تناولت بكل دقة إجراءات اختيار البابا والتوتر الذى يسبق عملية الاقتراع، وكيف تحافظ الكنيسة على مبادئها الدينية وعلى هيبة وقدسية المنصب من الانحراف على يدى الكرادلة المتعصبين أو هؤلاء الذين يسلكون طرقا منحرفة للوصول إلى كرسى البابوية. ويسلط الفيلم أيضا الضوء على الصراع حول جوهر الكنيسة ومعنى الإيمان وجديته، عبر مناقشات وجمل مقتضبة وسريعة لكنها تحمل مغزى عميقا لمعنى الإيمان، عبر النقاشات التى تدور بين الكرادلة خلف الكواليس والنزاع بين التقدميين الحدثيين والتقليديين.. ويكمن التحدى فى هذا الانتخاب فى إيجاد واحد من الكرادلة يحظى بتأييد ثلثى المجلس. ولذلك يعقد الاجتماع سريا حيث يعزل الكرادلة عن العالم الخارجى حتى لا يقعوا تحت تأثير الرأى العام، ومن يخالف ذلك قد يتعرض إلى الطرد من الكنيسة؛ حتى يتفق ثلثا العدد على شخص واحد يستحق المنصب. وكل مراحل التنصيب يعرضها الفيلم بتسلسل ممتع تصاحبه إثارة وشغف لمعرفة الفائز فى الانتخابات.. وينجح المخرج فى أن يجعل كل خطوات الانتخابات تبدو طبيعية حتى خطوات إحراق أوراق الاقتراع التى تحرق بعد كل تصويت والتى يشاهدها العالم الخارجى مصحوبة بدخان أسود.. بما يعنى أنهم لم يتوصلوا بعد للبابا الجديد.. أو دخان أبيض بما يعنى أنهم توصلوا إلى البابا وستبدأ بعدها إجراءات التنصيب. ويشارك فى الكونكلاف جميع الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عاماً، والبالغ عددهم حالياً 117 كاردينالا، جاءوا من مختلف القارات. وقد تم تعيين معظمهم من قبل البابا الراحل، مما قد يمنح تياره الفكرى وزناً فى عملية الانتخاب. بمجرد وصول جميع الكرادلة، تبدأ مراسم الكونكلاف.. تغلق الأبواب والشبابيك المؤدية إلى العالم الخارجى، ثم يبدأ قدّاس صباحى خاص فى كاتدرائية القديس بطرس. وفى فترة بعد الظهر، يسير الكرادلة إلى كنيسة سيستينا - الشهيرة برسومات مايكل أنجلو - ليبدأوا عملية التصويت. تُجرى أربع جولات تصويت يومياً، اثنتان صباحاً واثنتان بعد الظهر، خلال اليومين الثانى والثالث والرابع من الكونكلاف. أما اليوم الخامس فيُخصّص للصلاة والمناقشة التى يتحدث فيها كبار الكرادلة عن تصوراتهم وتخوفاتهم، مما قد يجعلهم يعيدون التفكير فى اختياراتهم.. ثم يُستأنف التصويت لسبع جولات إضافية. بعدها، تُمنح استراحة أخرى، ويُعاد تكرار النمط. الفيلم يقدم جميع الخطوات، بالإضافة إلى تأثير تلك الإجراءات والمناقشات على اختيارات الكرادلة للبابا، ويناقش المعانى السامية والمختلفة للإيمان، ويتمثل ذلك فى أربعة كرادلة فى الفيلم.. كاردينال بيللينى الذى يدفع بكل قوته لكى يغوى معارفه من الكرادلة بالمال والوعود ليحثهم على اختيار الكاردينال الأفريقى أداييمى المتهم بعلاقات نسائية وطفل غير شرعى قبيل أن يصبح كاردينالا؛ أما أهم ما جاء فى فكرة الفيلم فهو الصراع الذى كان يعيشه الكاردينال الذى كان قد طلب الاستقالة من البابا ورفض البابا قبولها وأعلن أمام الكرادلة أنه لا يسعى لكرسى البابا لكنه حريص على نزاهة الاختيار وعلى استمرار نهج البابا المنفتح والذى يدعو إلى السلام بين كل الأديان وكل أبناء الإنساسية. وتصل فكرة معاناة الكاردينال توماس لورانس عميد المجمع إلى ذروتها حين يضطر إلى كسر ختم غرفة البابا الراحل وتفتيش أوراقه لتظهر مفاجأة قلبت الموازين وأظهرت الحقيقة. نقاط الضعف فى الفيلم معظمها موجود فى الحبكة، حيث اعتمدت على عنصر المفاجأة التى تلتها أحداث ضعيفة غير منطقية، فأحداث كشف العلاقات النسائية للكاردينال الأفريقى غير منطقية، والطريقة التى حصل بها الكاردينال توماس على أوراق إدانة أحد المرشحين أيضا ضعيفة. وهناك اقحامات، مثل انفجار حقيقى من خارج كنيسة سيستينا، يشعر به من داخلها، تربك فكرة العمل خاصة أنه حدث لم يتطور ولم يحدث تأثيرا واضحا فى العمل، اللهم إلا إذا كان المخرج أتى به كرمز للانفجارات الفكرية التى حولت الكرادلة من التشتت بين المتنافسين على كرسى البابا ووجهتهم لمرشح واحد نال أكثر من ثلثى الأصوات. جماليات تسلسل الأحداث والمكان والملابس وروعة الانصياع للتعليمات عكست هيبة الكنيسة وقدسيتها.. ومن نقاط القوة أيضا التى أثرت العمل أداء الممثلين وروعة التعبيرات بالحركات الجسدية أو تغييرات ملامح الوجوه التى عكست القلق والتوتر بين حين وآخر.. أداء الممثلين الرئيسيين رائع وبسيط وفعال. قدّم رالف فاينز أداءً باهرًا فى دور الكاردينال لورانس المنهك من الحياة، والذى يمرّ بأزمة إيمانية دينية بحتة، حين يدعى لعقد اجتماع لاختيار البابا الجديد، ويعترف بتذبذبه فى جدوى الصلاة. ومن نقاط الضعف أيضا أن الفيلم سمح لرئيسة الراهبات فى المجمع، تقوم بدورها إيزابيلا روسيليني، الحق فى الشهادة فى داخل صحن المجمع، لتكشف حقيقة تلاعب أحد الكرادلة لاستبعاد منافسه من الانتخابات، وهذا لا يحدث غالبا لأن معظم الأديان تمنع المرأة من الإدلاء برأيها دون ضرورة قصوى؛ ربما لجأ المخرج لهذا المشهد ليؤكد على منهج البابا الانفتاحى الذى يدعو للإفساح للمرأة لأداء دورها فى اتخاذ القرار.. وبحضورها الطاغى تخطف إيزابيلا روسيلينى الأضواء فى كل مشهد تحضره، وتذكرنا بقدراتها التمثيلية المذهلة. الفيلم ممتع فى مجمله، ويحمل أفكارا ورموزا بسيطة تصلح للمشاهد للكبير والصغير، فالفكرة على بساطتها يمكن تأويلها لتنطبق على جميع صراعات القوى السياسية فى أى فئة تسعى لحكم أو سياسة.


وكالة نيوز
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- وكالة نيوز
الأزياء الفاتيكان: خياطون روما يتجاهلون احتمال بوب الجديد
روما ، إيطاليا – بالنسبة إلى أمراء الكنيسة الكاثوليكية ، كما يشار إلى الكرادلة ، فإن Conclave لا يتعلق فقط بانتخاب البابا. إنه يتعلق أيضًا بإعادة تخزين خزائن. في الأيام الأخيرة ، تأرجح الكثيرون من قبل الخياطين الشهيرة في وسط روما قبل أن يتصفحوا وشراء الثياب الدينية المكررة التي يصعب العثور عليها في مكان آخر. إن عائلة جامارلي – التي كان الحرفيون الذين كانوا يصرخون على الباباوات على مدار المائة عام الماضية ، والملابس للكهنة والأساقفة والكرادلة منذ القرن الثامن عشر – هي من بين أكثر العلامات التجارية المرغوبة. لكن ستيفانو جامارلي ، الجيل السادس من جامارلي يدير المتجر ، قال إن خياطه المخصصين لن يرتدي البابا التالي حتى الآن. أبلغ الفاتيكان الأسرة هذا العام أنها ستعيد استخدام الكاسوكس من الانتخابات الماضية-وهي خطوة يرى البعض أنها تكريم فرانسيس الصديقة للبيئة والنفايات ، التي توفيت في 21 أبريل. 'سنأمل في أن يكون النكهة التالية' ، قال جامارلي لجزيرة الجزيرة. كما هو الحال مع الخلافات السابقة وقبل أن يتم إخبارهم أنه لا توجد حاجة لخدماتها ، قام فريق Gammarelli من الخياطين بجمع قياسات الكرادلة الذين كانوا من بين عملائهم وخلقوا كاسوكس لأولئك الذين يعتقدون أنهم كانوا فرصة جيدة للانتخاب كقائد القائد التالي للكنيسة الكاثوليكية. إذا لم يزور الكاردينال خياطًا منذ فترة ، فإنهم يميلون إلى البحث عن الإنترنت لتحديد ما إذا كان رجل الدين قد اكتسب أو فقد بضعة كيلوغرامات منذ آخر عملية شراء له. وقال جامارلي: 'نأخذ جميع القياسات ونقوم بالرياضيات للحصول عليها بشكل صحيح – ثم نعبر أصابعنا للحصول على مساعدة إلهية'. ومع ذلك ، هذه ليست دائما استراتيجية فعالة. عندما تم انتخاب البابا يوحنا الثالث والعشرون في عام 1958 ، من المحتمل أن يكون عشرات الآلاف من التحية المؤمنين في ميدان القديس بطرس غير مدرك أنه كان يقف على شرفة كنيسة القديس بطرس مع قطعه في كاسوك في الخلف. قال جامارلي: 'شخص ما أعطاه الحجم الخطأ'. في السنوات السابقة عندما استعد الخياطون لارتداء البابا الجديد – شخصية غامضة – فإنهم سيعدون صغيرًا ومتوسطًا وحجمًا كبيرًا من الزي ، ويصليون أنه لن يكون XL. لم يتلق رانييرو مانسينلي ، وهو خياط آخر يوفر متجره للملابس للباباوات لأكثر من 70 عامًا ، مكالمة لإجراء الكاسوكس في اليوم الهام أيضًا. لكن هذا لم يردعه عن إعداد الثياب. قرر التمسك بالتقاليد بغض النظر. عندما يتم انتخاب البابا جديدًا ويظهر على شرفة باشيليكا القديس بطرس ، يرتدي تنورة صوف خفيفة مخيط يدويًا ، رداءًا أبيض ، وشاح حريريًا ، وكوسوتو أبيض-أو Skullcap-وهو أحمر للكرادلة ، والأرجواني للأساقفة والأسود للهاليين. تتطلب القبعات البيضاء طلبًا كبيرًا بسبب تقليد قديم-مما يمنح البابا زوكيتو جديد ومبادلها بالذات التي يرتديها. وعلى الرغم من أنه لا يوجد هامش رائع للاختلافات في الأناقة ، إلا أن كل بابا كان له تفضيلاته. وقال مانسينلي: 'كان البابا فرانسيس راضيا عن صوف خفيف رخيص. استخدم البابا بنديكت السادس عشر مواد أكثر أناقة بين الصوف والحرير'. حقق بنديكت السادس عشر ، سلف فرانسيس المباشر ، عناوين الصحف لأسلوبه. حتى أنه تم تضمينه في قائمة أفضل رجال Esquire في عام 2007. لم يمر حذائه الأحمر دون أن يلاحظه أحد من قبل المعلقين الأزياء. عند نقطة ما ، كان على الفاتيكان الإدلاء ببيان لإلغاء شائعات بأن حذائه صممه برادا. في الواقع ، كان البابا الألماني ، الذي كان يعتقد أن رعاية المؤمنين الأكثر شهرة في الكنيسة هي السبيل لتعزيز المؤسسة ، مؤرخًا تعلموا استمتع بإحياء تقاليد الملابس البابوية القديمة. كان هذا هو الحال بالنسبة للأحذية الحمراء ، ويعود تاريخه إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر والغطاء المخملي الأحمر المليء بالإيرمين (المعروف باسم كامورو) الذي لم يتم استخدامه لعقود من الزمن ، المراقبين ذُكر. كان يسمى 'قبعة سانتا'. ولكن عندما تم انتخاب فرانسيس في عام 2013 ، غير أنماط. كان فرانسيس ، اليسوعي ، يدور حول العمل ، حول جلب الكنيسة إلى الشوارع: الأفعال ليست كلمات. على النقيض من ذلك ، ارتدى بنديكت السادس عشر تاريخه طوال الباب '، كما قالت كارول ريتشاردسون ، مؤرخة كنسية وفنية بجامعة إدنبرة. قال ريتشاردسون: 'قام فرانسيس بتغيير لهجة البابوية من خلال لباسه'. 'لم يكن هناك شيء مخفي فيما كان يرتديه ، بينما أعتقد أن بينيديكت كان يخبرنا عن رغبته في كنيسة أنقى أكثر وضوحًا لجذورها ، حتى لو كان هذا يعني استبعاد بعض الناس.'


إيطاليا تلغراف
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
من سيختار بابا الفاتيكان الجديد؟
إيطاليا تلغراف ملاك الطالب باحثة في تاريخ الأديان في معهد التفكر الإسلامي في أنقرة – تركيا بين أسوار الفاتيكان المرتفعة، وتحت قبّة كنيسة سيستنا، يُهيمن الآن سؤال واحد على أذهان الكرادلة والجمهور المتابع: من سيرث عباءة بطرس؟ من سيكون ذلك الرجل الذي سيجلس على عرش يهتزّ اليوم تحت وطأة العالم الحديث ومتغيراته، حيث غدت الكنيسة الكاثوليكية ميدانًا مفتوحًا للصراع بين الأصالة والتجديد، وبين العقيدة والتأويل. في صباح 21 أبريل/ نيسان، وبينما كانت ساحة القديس بطرس لا تزال تحت وقع صدى دعاء الفِصح الأخير، انطفأ صوت البابا فرانشيسكو عن عمر يناهز الثامنة والثمانين. كانت وفاة البابا لحظة فارقة أعادت فتح ملفّ الصراع الحاصل في هُوية الكنيسة. فالخلافة القادمة لا تتعلّق بمدى استمرار أو توقّف مسار رجل فقط، بل بمعركة حول هُوية الكنيسة نفسها. فالهُوية الكاثوليكية كما صاغتها المجامع الكبرى – من نيقية إلى الفاتيكان الثاني – عاشت دائمًا على الحافة، في شدٍّ دائم بين 'الثابت المقدّس' و'الطارئ التاريخي'. وفي هذا السياق، يصبح السؤال عن البابا القادم اختبارًا جديدًا لذلك التوتّر الخلّاق. ميراث فرانشيسكو منذ لحظة انتخابه عام 2013، وقدومه المفاجئ من أقصى جنوب أميركا اللاتينية حاملًا رؤية تستمد جوهرها من شوارع بوينس آيرس الأرجنتينية أكثر من صالات المجامع، اختار التواضع، وتخلَّى عن القصر الرسولي ليسكن في دار الضيافة، ورفض ارتداء الزينة المذهّبة والأحذية الحمراء. لكن رمزية هذه البداية تحوّلت إلى مشروع شامل: كنسية للفقراء، مفتوحة على العالم، تقف إلى جانب المهمّشين. ففي زمن تتكالب فيه الأصوليات والتيارات الشعبوية، رفع فرانشيسكو شعار 'الرحمة لا الإقصاء'، وانفتح على أتباع الديانات الأخرى، وانتقد الرأسمالية، وركز في خطاباته على القضايا البيئية واللاجئين والمهاجرين حول العالم. وهو ما عبّر عنه في رسالته الأشهر 'كن مسبّحًا' (Laudato Si') التي شكّلت حجر الزاوية في اللاهوت البيئي المعاصر. بيدَ أن هذه الإصلاحات لم تسلم من المعارضة. فقد تصاعدت أصوات غاضبة داخل الكنيسة، تتهم البابا بالتفريط في الثوابت، وبأنه يقرّب الكنيسة من الحداثة إلى حد التمييع. فكانت سنوات فرانشيسكو أشبه بمعركة مزدوجة: خارجية من أجل العدالة والسلام، وداخلية ضد جمود المؤسسة وروح البيروقراطية الكنسية. ملامح المعركة المرتقبة داخل المجمع البابوي وفاة فرانشيسكو أطلقت العد التنازلي لانعقاد مجمع الكرادلة (الكونكلاف)، وكما يصور الفيلم المتصدر حاليًا 'Conclave 2024″ حيث يجتمع 135 كاردينالًا ممن لم يبلغوا سن الثمانين لاختيار البابا الجديد، فإن المجمع الذي يبدو شكلًا طقسيًا بحتًا يخفي وراءه صراعًا محتدمًا بين رؤيتين متناقضتين للكنيسة: الأولى تريد استكمال ما بدأه فرانشيسكو من انفتاح وتجديد، والثانية تسعى للعودة إلى الثبات اللاهوتي والانغلاق العقائدي. المفارقة أن فرانشيسكو نفسه هو من عيّن أكثر من ثلثي الكرادلة الناخبين، وبهذا المعنى، فإن المجمع مشكّل – نظريًا – على صورته. لكنه لم يكن يومًا رجل الولاءات المطلقة، بل اختار تنوعًا متعمّدًا في أعضاء المجمع. وهذا ما يفسّر وجود تيارات متباينة داخله: من اليسار اللاهوتي التقدمي، إلى اليمين الكاثوليكي التقليدي. كما أن التوازن الجغرافي يلعب دورًا حاسمًا. فاليوم، لم تعد أوروبا تحتكر الصوت الكاثوليكي، بل صعدت أصوات من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وهي مناطق يشهد فيها الكاثوليك تطورًا ديمغرافيًا وروحيًا. المشهد البابوي المقبل يتصدر فيه وجوه بارزة، لكل منها خلفيته اللاهوتية ورؤيته للكنيسة، وموقفه من إرث فرانشيسكو. لعل من أبرز هؤلاء الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي، الذي يلقّب بـ'فرانشيسكو الإيطالي' لقربه من المدرسة الفكرية للبابا الراحل. في المقابل، يبرز اسم الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، كمرشح توافقي يجمع بين الكفاءة الدبلوماسية والخبرة الطويلة في دهاليز الحكم الكنسي. بارولين يتمتع بثقة غالبية الكرادلة، وقد قاد تفاهمات حساسة مع الصين وفيتنام، ويُنظر إليه باعتباره قادرًا على الحفاظ على وحدة الكنيسة دون خوض مغامرات إصلاحية جذرية. ومن خارج القارة الأوروبية، يلوح اسم الكاردينال الفلبيني لويس أنطونيو تاغلي، الذي ينظر إليه كثيرون بوصفه الوريث الروحي لفرانشيسكو في العالم الآسيوي. أما الكاردينال الغاني بيتر توركسون، فهو من أبرز المرشحين غير الأوروبيين، يتمتع بخبرة عريضة في مجالات العدالة والسلام، ويملك سجلًا قويًا في حوار الأديان. وإذا ما انتُخب، فسيكون أول بابا أفريقي منذ القرن الخامس، وهو ما قد يعكس التغير الديمغرافي الحاد في قلب الكنيسة. في الجهة المقابلة، يقف التيار المحافظ ممثلًا بالكاردينال روبرت سارا من غينيا، والكاردينال ريمون بيرك من الولايات المتحدة. كلاهما معروف بتمسكه بالطقوس التقليدية، وبموقفه الصلب من قضايا كالشذوذ والليتورجيا، ويعبّران عن رغبة شريحة من الكرادلة في كبح المد الإصلاحي الذي أطلقه فرانشيسكو. وهناك أسماء مرشحين آخرين -الإصلاحيين منهم والمحافظين- لا تقل أهميتهم عن المذكورين. الدعم الأميركي للتيار المحافظ وكاثوليك حركة MAGA مع اقتراب انعقاد المجمع، برز إلى السطح تيار كاثوليكي محافظ متشدد، يُعرف بلقب 'MAGA Catholics'، وهو تيار أميركي يميني يسعى لإعادة الكنيسة إلى مواقف أكثر تشددًا. وهو مزيج من الكاثوليكية المحافظة والحركة الشعبوية اليمينية المرتبطة بدونالد ترامب. هذه الحركة، التي تقودها شخصيات بارزة مثل ستيف بانون (المستشار السابق لدونالد ترامب) تعبر عن استياء عميق من البابا فرانشيسكو وتوجهه الإصلاحي. وتسعى هذه الحركة إلى إعادة الكنيسة إلى تعاليمها الأصلية، خصوصًا في قضايا الزواج والإجهاض والشذوذ، في وقت تشهد فيه الكنيسة تباينًا حادًا بين المواقف الليبرالية والمحافظة. بحسب ما نشرته صحيفة 'غارديان' فإن جهود كاثوليك MAGA تتمثل في التأثير على مستقبل الكنيسة الكاثوليكية عبر مجموعة من التحركات الإستراتيجية. فعلى الرغم من أن هذه الحركات قد لا تُسمى رسميًا 'ضغطًا'، فإن أعضاء الحركة يعملون خلف الكواليس بشكل فعال. يلتقي العديد من الشخصيات المؤثرة من الحركة مع الكرادلة المحافظين لتوجيههم نحو انتخاب البابا الذي يتماشى مع قيمهم التقليدية، في محاولة لخلق بيئة مؤيدة لهذه المواقف قبل بداية انتخابات البابا المقبل. إلى جانب هذه التحركات السياسية الإستراتيجية، تعتمد الحركة أيضًا على تأثيرها الإعلامي الواسع. حيث يوظف ستيف بانون منصاته الإعلامية، وخاصة البودكاست War Room، لتوجيه انتقادات لاذعة ضد البابا فرانشيسكو. من خلال هذه الحملات الإعلامية، تسعى حركة كاثوليك MAGA إلى تعزيز رسالتها بين الكاثوليك التقليديين وجذب انتباههم إلى ما يرونه تدهورًا في المبادئ الكاثوليكية في ظل البابوية الحالية. أما من الجانب المالي، فإن الكاثوليك MAGA يمتلكون أيضًا تأثيرًا كبيرًا. بما أن الحركة تدعم مرشحين ومبادرات تتوافق مع رؤيتها، فإنهم يستخدمون قوتهم الاقتصادية لدعم الشخصيات داخل الكنيسة التي تدعم مواقفهم. وهذا التأثير المالي يمكن أن يكون حاسمًا في تقوية مواقفهم داخل الفاتيكان، إذ يحتاج البابا المقبل إلى دعم اقتصادي كبير من المؤسسات الكاثوليكية في الولايات المتحدة. من جانب آخر، تنظم الحركة فعاليات شعبية ودينية تهدف إلى تحفيز الكاثوليك المحافظين على المشاركة السياسية واللاهوتية. على سبيل المثال، نظمت مجموعة Catholics for Catholics فعاليات دينية في مارالاغو، مع التركيز على تعبئة الناخبين الكاثوليك في الولايات المتأرجحة لدعم المرشحين الذين يتبنون مواقف الحركة. ونجد مؤخرًا تتويجًا للموقف الأميركي في التّصريح الساخر لترامب بقوله: ' أود أن أكون البابا، هذا خياري الأول'، ثم أبدى دعمه للكاردينال الأميركي تيموثي دولان المعروف بمواقفه المحافظة، معتبرًا أنه 'كاردينال ممتاز من نيويورك'، إلا أنه يُعتقد أن احتمالية فوز دولان ضئيلة مقارنة بغيره من الكرادلة. رغم امتلاكهم نفوذًا ماليًا وإعلاميًا، فإن توازن القوى داخل الكلية الكاردينالية، الذي مالت كفته للإصلاحيين بفضل تعيينات فرانشيسكو، يجعل فرص نجاحهم محدودة. ومع ذلك، فإن مجرد وجودهم النشط في كواليس المجمع يضغط باتجاه انتخاب بابا يتجنب السياسات الإصلاحية التقدمية التي ميزت فترة فرانشيسكو. في الختام يبقى السؤال: هل سيستمر السباق البابوي في تعزيز الإصلاحات التي أطلقها فرانشيسكو، أم ستعود الكنيسة إلى ثوابتها التقليدية بدعم أميركي؟ من سيختار البابا هذه المرّة؟ الكرادلة أم دونالد ترامب؟ الجواب سيُفصح عنه الدخان الأبيض.


العين الإخبارية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
لا رافيولي ولا دجاج مشوي: قواعد صارمة ومفاجئة لوجبات الكرادلة
مع انطلاق أعمال الكونكلاف في 7 مايو/أيار، لاختيار خلف للبابا فرنسيس الذي تُوفي في 21 أبريل/نيسان، تتجه الأنظار نحو كنيسة السيستين. هناك، سيجتمع الكرادلة لإجراء التصويت، وفي كل يوم، سيتناولون وجباتهم سويًا في الكافيتيريا، ولكن، خلف جدران الفاتيكان المغلقة، حتى الطعام يخضع لقواعد صارمة، بين نظام غذائي متقشف، ومراقبة مشددة، وتقاليد ضاربة في القدم... ما الذي يتناوله الكرادلة فعليًا عند اختيار البابا الجديد؟، بحسب صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية. فبعد كونكلاف طويل استمر ثلاث سنوات وانتهى عام 1274، فرض البابا جريجوريوس العاشر قواعد جديدة، استهدفت معدة الكرادلة!، وبهدف تسريع القرار، فرض نظام تقنين غذائي، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، كانت القواعد قاسية: بعد ثلاثة أيام دون توافق، يُسمح بوجبة واحدة يوميًا فقط، وبعد ثمانية أيام، يُقتصر الأمر على الخبز والماء. أما اليوم، فباتت القيود أقل حدة، لكن الفكرة الأساسية لا تزال قائمة: التقشف لتحفيز التبصر والحكمة. كما عنونت صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية عام 2013، فإن الأطباق المقدمة خلال الكونكلاف "تشبه طعام المستشفيات": شوربة، سباجيتي، أسياخ لحم غنم، وخضروات مسلوقة. ويتم إعداد هذه الأطعمة من قبل راهبات بيت القديسة مارتا، حيث يقيم الكرادلة المحاطون بالسرية التامة طوال فترة الكونكلاف. وجبة تحت أعين الحراسة رغم أن الكنيسة لم تعد تُقدّم الخبز الجاف، فإن يقظتها لم تتراجع، فمنذ قرون، اعتُبرت الوجبات وسيلة محتملة للغش أو تمرير رسائل سرّية، رافيولي محشي قد يُخفي رسالة غير قانونية، أو منديل مطوي قد يُخبّئ اتصالًا سريًا، أما الدجاج المحشو أو المشوي، والفطائر المغلقة، فاعتُبرت تهديدًا محتملاً. ومنذ عصر النهضة، طُوّر نظام مراقبة دقيق، إذ وصف الطباخ الشهير بارتولوميو سكابي، الذي خدم البابوين بيوس الرابع والخامس، في مؤلفه الصادر عام 1570 (فن الطهي) لوجستيات شديدة الدقة: كل طبق يُختبر، المشروبات تُقدَّم في كؤوس شفافة، المناديل تُفرد وتُفتش، والأطعمة تُسلَّم عبر دولاب مدمج في الجدار دون أي تواصل مباشر. وكان جيش من الحرس السويسري والإيطالي يشرف على كل مرحلة. وليمة أخيرة قبل الصمت وفي مواجهة هذه الحمية المتقشفة، لا يتردد الكرادلة في الاستمتاع بمأكولات روما الشهية قبيل بدء الكونكلاف (اختيار البابا) وغالبًا ما يُرصدون في الأيام التي تسبق الحدث، وهم يجلسون في أرقى مطاعم الفاتيكان. "اطهوا لي معكرونة كاربونارا لذيذة، لأنه بعد اليوم الثالث من الكونكلاف، سيُقدَّم لنا فقط الخبز والماء!"، هكذا مازح الكاردينال الكندي توماس كريستوفر كولينز، في أحد مطاعم روما عام 2013، وفق مجلة "لوبوان" الفرنسية. أما الكاردينال الفرنسي جان-لويس توران، فكان معروفًا بحبه للبيتزا واللحوم المشوية. مطبخ يتحدث.. حتى الصمت يصبح رسالة في فيلم Conclave الذي صدر عام 2024، لا تدور أكثر المشاهد توترًا عند المذبح، بل في الكافيتيريا، ما بين نظرات، همسات، وصمت ثقيل حول طبق من المعكرونة، كل ذلك يكشف ما لا يُقال، إذ الطعام يتحول إلى مسرح موازٍ، تتقاطع فيه التحالفات وتظهر التوترات. ورغم أن هذه المشاهد خيالية، فإنها تعكس حقيقة واضحة: "ما نأكله، وكيف نأكله، ومع من نأكل، له دلالة بليغة"، كما جاء في الفيلم. ففي الكونكلاف، حتى الصمت حول طبق شوربة قد يتحول إلى لغة. لكن اليوم، في عصر التكنولوجيا المتقدمة، لم يعد الفاتيكان يخشى الرسائل المخفية في طبق رافيولي بقدر ما يخشى المعلومات المخزنة في هاتف ذكي. لذا، في كونكلاف 2025، تطورت أدوات المراقبة: تفتيش إلكتروني صارم، وحظر تام لجميع الأجهزة المتصلة. أما الطعام، فرغم استمراره في الخضوع للرقابة، أصبح الآن رمزًا أكثر منه تهديدًا. aXA6IDgyLjI0LjIxOC4zIA== جزيرة ام اند امز GB


النهار المصرية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار المصرية
بعد وفاة البابا فرانسيس.. أفلام تناولت عملية أنتخاب بابا الفاتيكان
توفي البابا فرانسيس صاحب اكبر منصب روحي في الكنيسة عن عمر ناهز 88 عاماً بعد قضاء 12 عاماً بمنصب رئيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، حيث تجري حالياً عملية الاستعداد عن الأعلان عن البابا الجديد، حيث تجري عملية انتخاب البابا عبر انتخاب داخلي يجتمع فيه فيما يقارب من 135 كاردينال في مجمع مغلق، لا ينقضي الا بأختيار خليفة لبابا الفاتيكان. وفي هذا السياق تناولت الاعمال الفنية الاجنبية عملية انتخاب البابا وكيفية الاعلان عن البابا الجديد مع عرض ابرز السياقات التي تحدث بداخل المجمع المغلق. من ابرز تلك الاعمال والتي لاقت صدى على المستوى العالمي فيلم "الباباوان – The two popes" الذي قدماه الفنانان انتوني هوبكانز الحائز على الاوسكار، وجوناثان برايس، حيث تناول الفيلم حياة البابا والموضوعات التي تهم المجمع من الناحية الانسانية، فالفيلم حاول توصيف وعرض صورة أنسانية للبابا على غرار ما يشاع عن انفصال البابا عن الحياة الاجتماعية واهتمامه بالقضايا الدينية والسياسية فقط. اما الفيلم الثاني فهو "المجمع المغلق – Conclave" المُقتبس عن رواية صادرة عام 2016 للروائي البريطاني روبرت هاريس والذي عرض العملية الأنتخابية بشكل تفصيلي في ظل وجود خيال المؤلف الذي حاول فصل التوجهات الشخصية عن شخصية البابا الرسمية، وايضاً الفيلم ركز على فكرة الطهارة والقداسة التي ينبغي ان تكون في البابا والتي تكون شيء معتاد في الكاردينلات، ولكن الشبهات تلعب دور حاسم في تلك المسألة باعتبارها جزء من الفساد في منظور شعب الكنيسة.