logo
#

أحدث الأخبار مع #D8D8D8

علاء حسين... يوم لا ينفع الندم!
علاء حسين... يوم لا ينفع الندم!

الجريدة

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • الجريدة

علاء حسين... يوم لا ينفع الندم!

في الحلقة الثانية من سلسلة «رُفعت الجلسة»، يسلط الزميل المحامي د. حسين العبدالله الضوء على واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في التاريخ القضائي الكويتي، قضية علاء حسين، رئيس الحكومة المؤقتة التي شكلها النظام العراقي الغاشم إبان غزوه للكويت، تلك القضية التي تكشف عن لحظة مفصلية من تاريخ الكويت، في وقت كانت البلاد بأمس الحاجة إلى أبنائها للدفاع عن سيادتها، فإذا بأحدهم يختار أن يكون أداة بيد نظام غاشم، بقبوله رئاسة حكومته المؤقتة. ففي مشهد لم تغب عنه رهبة المكان ولا ثقل الزمان، جلس قبل نحو 24 عاماً المدعو علاء حسين على كرسيه داخل قاعة المحكمة رقم 16، حيث واجه تهماً ثقيلة تتعلق بخيانة الوطن، وقد كان حسين، الذي نصبه نظام صدام حسين رئيساً لما سميت بـ «الحكومة الكويتية المؤقتة» خلال الغزو العراقي عام 1990، قد عاد إلى الكويت في 14 يناير 2000، بعد سبع سنوات من صدور حكم غيابي بإعدامه نتيجة إدانته في 6 تهم تتعلق بالتخابر مع النظام العراقي البائد. .related-article-inside-body{min-width: 300px;float: right;padding: 10px 0px 20px 20px;margin-top: 20px;} . .related-article-inside-body .widgetTitle{margin-bottom: 15px;} .related-article-inside-body .widgetTitle .title{font-size: 16px;} .related-article-inside-body .flexDiv{display:flex;align-items:flex-start;justify-content:space-between;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{position: relative;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:31%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:48%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:300px} .related-article-inside-body .layout-ratio{ padding-bottom: 60%;} .related-article-inside-body .layout-ratio img{ height: 100%;} .related-article-inside-body 700;font-size: 17px;line-height: 25px;padding: 10px 0px;display: block;text-decoration: none;color: #000;} .related-article-inside-body .date{font-weight: 400;font-size: 13px;line-height: 18px;color: #9E9E9E;} .related-article-inside-body .defaultView{margin-top: 20px;width: 100%;text-align: center;min-height: 250px;background-color: #D8D8D8;color: #919191;font-size: 18px;font-weight: 800;line-height: 250px;} @media screen and (max-width: 992px) { .related-article-inside-body{width: 100%;float: none;padding: 10px 0px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body 14px;line-height: 22px;} .related-article-inside-body .date{font-size: 12px;} } @media screen and (max-width: 768px) { .related-article-inside-body .flexDiv{flex-direction: column;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{margin-bottom:20px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} } عودة حسين فاجأت الجميع، إعلاماً وشعباً، وأثارت موجة تساؤلات عارمة، أبرزها لماذا يعود من صدر بحقه حكم بالإعدام؟ وما الذي دفعه إلى مواجهة مصير غامض؟ حينها صرح بأنه تلقى وعوداً من الحكومة الكويتية بمحاكمة عادلة، وأنه لم يكن سوى أداة مكرهة في يد النظام البائد، وتمسك دفاعه باستدعاء مدير المكتب الإعلامي السابق في لندن الذي أصبح فيما بعد وزيراً للإعلام وهو د. سعد بن طفلة. «رفعت الجلسة» سلطت الأضواء مجدداً على القضية، التي كانت قد بدأت في تسعينيات القرن الماضي، حين قضت محكمة أمن الدولة عام 1993 ببراءة أعضاء الحكومة المؤقتة، ما عدا علاء حسين، الذي أُدين حينها بست تهم تتعلق بالتخابر والعمل لمصلحة النظام العراقي المحتل. ومع بداية المحاكمة الجديدة عام 2000، وقفت هيئة قضائية مكونة من المستشار نايف المطيرات، والمستشارين عويد الرشيدي، والراحل عادل الكندري، أمام ملف قضائي معقد وحساس، لم يكن يحمل أبعاداً قانونية فقط، بل كان محملاً برمزية وطنية ومشاعر عامة يصعب تجاهلها. خلال جلسات المحكمة، التي امتدت أكثر من عام ونصف العام حتى 2001، لم تبخل الهيئة القضائية بتوفير أي من الضمانات القانونية للمتهم، بل على العكس شكلت المحاكمة سابقة قضائية حين وافقت المحكمة على طلب الدفاع بالسفر إلى المملكة المتحدة لسماع إفادات شهود نفي لمصلحة علاء حسين، على رأسهم رئيس جهاز المخابرات العراقي السابق وفيق السامرائي، والمدير الأسبق لوكالة الأنباء العراقية سعد البزاز. اصطحبت المحكمة، ممثلة في رئيسها وأمين السر ومحامي الدفاع، علاء حسين، في مهمة استثنائية إلى لندن، وعقدت هناك جلسة داخل مقر السفارة الكويتية، لكن المفارقة أن السامرائي لم يحضر، رغم التواصل المسبق معه، ومع ذلك سجل القضاء الكويتي سابقة غير معهودة تؤكد التزامه بالمحاكمة العادلة حتى في القضايا الحساسة. في القاعة نفسها، تواصلت فصول المحاكمة، حيث استجوبت المحكمة الدكتور سعد بن طفلة، الذي كان آنذاك مديراً للمكتب الإعلامي الكويتي في لندن، بعدما ادعى علاء حسين أنه تلقى وعوداً من الحكومة الكويتية عبره، لكن بن طفلة نفى هذه المزاعم، مؤكداً أن حسين هو من بادر برغبته في العودة. من جانب آخر، استدعت المحكمة أعضاء «الحكومة المؤقتة» الذين سبق أن برأت ساحتهم، فشهدوا بأن علاء حسين كان يتصرف كرئيس دولة، ورفض العودة معهم بعد التحرير، وأصر على إصدار الأوامر وكأنه ممثل للسلطة المطلقة، رغم علمه أن هذه السلطة جاءت من نظام بعثي محتل، كاشفين أنه كان يتلقى الأوامر من خلال المدعو عبد حمود سكرتير صدام حسين. علاء حسين، في دفاعه، أصر على أنه كان مكرهاً وكان ضعيفاً، وأنه أجبر على أداء دوره السياسي في حكومة لم يخترها، فقد حاول محاميه، الزميل خالد عبدالجليل، تقديم صورة مختلفة عن موكله، موضحاً أنه تصرف تحت تهديد السلاح وأنه لم يكن صاحب قرار. وفي الجانب الآخر، كانت النيابة العامة، ممثلة في المحامي العام آنذاك، المستشار سلطان بوجروه، تصوغ مرافعة وصفت بالتاريخية، تشرح فيها بالتفصيل كيف أدار علاء حسين منظومة الحكم المؤقت، وكيف ارتبط بنظام صدام حسين وشاركه في تنفيذ مخططه السياسي والعسكري. جلسات المحاكمة التي كانت تُعقد بشكل أسبوعي دون انقطاع تقريباً، كانت تشهد حضوراً إعلامياً كثيفاً من صحف محلية ووكالات أنباء عالمية، بينها مؤسسات بريطانية، تابعت مجريات القضية عن كثب، لما تمثله من اختبار حقيقي لعدالة القضاء الكويتي في واحدة من أكثر القضايا إثارة بعد التحرير. وبعد سلسلة طويلة من المداولات استمرت نحو 5 أشهر، قضت المحكمة بإعدام علاء حسين، إلا أن محكمة التمييز، برئاسة المستشار عبدالله العيسى، ألغت هذا الحكم وخففته إلى السجن المؤبد طوال حياته، مرجعة ذلك إلى سبب واحد أنه مواطن كويتي عاد طواعية إلى وطنه، ليواجه العدالة بنفسه. تلك اللمسة الإنسانية لم تغيب مسؤولية المتهم، لكنها أظهرت جانباً آخر من عدالة القضاء الكويتي، الذي تميز – كما أظهرته هذه القضية – بالصبر، والمرونة، والتوازن بين صرامة القانون وروح الإنصاف. اليوم، وبعد مرور أكثر من 25 عاما على حبسه، ما زال علاء حسين يقضي حكمه في عنبر أمن الدولة داخل السجن المركزي، أما القاعة التي حاكمته فتقف شاهدة على محاكمة غير مسبوقة، وذكرى قانونية ووطنية لا تُنسى، تجسدت فيها روح القضاء الكويتي وعدالته، وواجه فيها المتهم مصيره كما اختار: «على تراب الوطن، لا في منفى النرويج». محاكمة علاء حسين لم تكن فقط فصلاً قانونياً في سجل العدالة الكويتية، بل كانت أيضاً مواجهة نفسية وتاريخية مع جراح الغزو وما خلّفه من ندوب في الذاكرة الوطنية، فقد مثّلت عودته إلى البلاد قراراً مفاجئاً، لكنه كشف عن تعقيدات الهوية والانتماء، وعن شعور قديم بالذنب أو الرغبة في التكفير عن الماضي. حين وقف في قاعة المحكمة، كان علاء حسين يُظهر الأسى ويُكرر في تصريحاته: «أنا مظلوم... الدولة كلها لم تتحمل صدام، فكيف كنت أنا سأتحمله؟»، كما قال: «لو لم أكن أحب بلدي لما عدت... لقد كنت أعيش في النرويج، وكان بإمكاني أن أبقى هناك». لكن القضاء لم يعتمد على مشاعر الندم وحدها، بل خاض في تفاصيل الوثائق والشهادات، واستمع لكلا الطرفين، ومنح للمتهم فرصة نادرة لإثبات براءته، وما بين نبرة التبرير وصرامة الاتهام، خرجت المحاكمة بنتيجة متوازنة: محاسبة عادلة، دون انتقام... وعدالة لا تتغاضى، لكنها أيضاً لا تتشفى. وفي النهاية، بقيت قاعة المحكمة رقم 16، كما وصفها الصحافيون الذين غطوا تلك المرحلة، كأنها قطعة من الذاكرة الحية، لم تشهد على محاكمة شخص في قضية فحسب، بل على مرحلة كاملة من تاريخ الكويت.

دعم خليجي لثلاث مبادرات كويتية لتطوير التعليم في دول «التعاون»
دعم خليجي لثلاث مبادرات كويتية لتطوير التعليم في دول «التعاون»

الجريدة

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • الجريدة

دعم خليجي لثلاث مبادرات كويتية لتطوير التعليم في دول «التعاون»

في خطوة تعكس حرص دولة الكويت على توحيد الجهود وترسيخ التكامل التربوي الخليجي، وتعزيز وحدة الصف لبناء أجيال قادرة على قيادة المستقبل، أعلن وزير التربية م.سيد جلال الطبطبائي أن دولة الكويت قد رفعت ثلاث مبادرات تعليمية نوعية خلال أعمال الاجتماع الوزاري التاسع لوزراء التربية والتعليم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي استضافته البلاد اليوم الإثنين. وأكد الوزير الطبطبائي أن المبادرات الثلاث المشار إليها قد حظيت بالإجماع والدعم الكامل من الوزراء المشاركين، لما تحمله من رؤى استراتيجية ومضامين تدعم تطوير التعليم في دول المجلس، وجاءت المبادرات على النحو التالي: 1- مبادرة توحيد النظام التعليمي في دول مجلس التعاون .related-article-inside-body{min-width: 300px;float: right;padding: 10px 0px 20px 20px;margin-top: 20px;} . .related-article-inside-body .widgetTitle{margin-bottom: 15px;} .related-article-inside-body .widgetTitle .title{font-size: 16px;} .related-article-inside-body .flexDiv{display:flex;align-items:flex-start;justify-content:space-between;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{position: relative;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:31%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:48%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:300px} .related-article-inside-body .layout-ratio{ padding-bottom: 60%;} .related-article-inside-body .layout-ratio img{ height: 100%;} .related-article-inside-body 700;font-size: 17px;line-height: 25px;padding: 10px 0px;display: block;text-decoration: none;color: #000;} .related-article-inside-body .date{font-weight: 400;font-size: 13px;line-height: 18px;color: #9E9E9E;} .related-article-inside-body .defaultView{margin-top: 20px;width: 100%;text-align: center;min-height: 250px;background-color: #D8D8D8;color: #919191;font-size: 18px;font-weight: 800;line-height: 250px;} @media screen and (max-width: 992px) { .related-article-inside-body{width: 100%;float: none;padding: 10px 0px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body 14px;line-height: 22px;} .related-article-inside-body .date{font-size: 12px;} } @media screen and (max-width: 768px) { .related-article-inside-body .flexDiv{flex-direction: column;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{margin-bottom:20px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} } وتهدف هذه المبادرة إلى وضع إطار استراتيجي موحّد للتعليم العام على مستوى الخليج، يستند إلى تحديد الأهداف التعليمية والكفايات الأساسية، بما يسهم في رفع جودة المخرجات التعليمية وتسهيل الانتقال الأكاديمي بين الدول الأعضاء، وقد أُحيلت المبادرة إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون ومكتب التربية العربي لإعداد تصور مشترك يُعرض في الاجتماع المقبل للجنة وزراء التربية والتعليم. 2- مبادرة الدوري الرياضي المدرسي الخليجي اقترحت دولة الكويت التوسّع في إقامة الدوري الرياضي المدرسي الخليجي السنوي، ليشمل عددًا أكبر من الألعاب الجماعية والفردية، بما يعزز التنشئة المتكاملة ويعكس البعد التربوي والتكاملي للرياضة المدرسية الخليجية، وتم تكليف مكتب التربية العربي بإعداد تصور لتوسيع نطاق البطولة وتقديم تقرير بشأنها في الاجتماعات المقبلة. 3- مبادرة برنامج تبادل الطلاب الموهوبين والمعلمين المتميزين وجاءت هذه المبادرة لتوسيع نطاق برنامج التبادل القائم بين دول المجلس، بهدف دعم الموهبة والإبداع، وتبادل المهارات والخبرات، وتعزيز التكامل الثقافي والمعرفي الخليجي، وقد أوصى المجتمعون بإحالة المبادرة إلى لجنة التنسيق والتخطيط، ودعوا مكتب التربية العربي إلى دراسة آليات التوسّع في البرنامج مستقبلًا. وأشار الطبطبائي إلى أن المبادرات الخليجية تبرز أهميتها كأداة استراتيجية لتعزيز منظومات التعليم وتحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة سيما في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات التقنية والمعرفة، كما أن التحرك المشترك بين وزارات التربية في دول الخليج يعكس وعيًا جماعيًا بضرورة بناء بيئات تعليمية قادرة على الاستجابة لطموحات الأجيال الجديدة، وتفعيل أدوار المعلم والمتعلم والمؤسسة التعليمية كأركان رئيسية في النهضة الشاملة. وشدد الطبطبائي على أن هذه المبادرات التعليمية النوعية التي طرحها دولة الكويت تُعد نموذجًا فاعلًا للتخطيط المشترك والرؤية الواضحة، إذ تتكامل من حيث الأهداف والمجالات، فتوحيد النظام التعليمي يعزز الانسجام الأكاديمي، والدوري الرياضي يرسّخ أبعاد التنمية الشاملة، وبرنامج التبادل يُسهم في تنمية الكفاءات وتوسيع الآفاق، كما يؤكد هذا التوجه أن التعليم الخليجي يسير بخطى واثقة نحو نظام متكامل قادر على المنافسة عالميًا. كما أكد أن المبادرات التعليمية التي رفعتها دولة الكويت تنطلق من التوجيهات السامية والدعم اللامحدود الذي توليه القيادة السياسية الحكيمة، وعلى رأسها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه – وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح – حفظه الله – لإصلاح وتطوير التعليم باعتباره أساس نهضة الوطن وركيزة الاستثمار في الإنسان، مثمناً في الوقت ذاته دعم ومتابعة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، وسمو النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، للمبادرات الثلاث، وحرصهما الدائم على دفع الجهود التربوية نحو تحقيق أهدافها المنشودة، بما يعكس التزام الدولة بتعزيز مكانة التعليم في مسيرة التنمية الوطنية والخليجية الشاملة. واختتم الوزير الطبطبائي تصريحه، بالتعبير عن بالغ شكره وتقديره لوزراء التربية والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي، على ما أبدوه من تفاعل إيجابي ودعم كريم للمبادرات التعليمية الثلاث، مؤكداً أن هذا الإجماع يعكس عمق الإيمان المشترك بأهمية التكامل التربوي، ويجسّد روح التعاون الخليجي التي نعتز بها، كما أعرب عن ثقته بأن هذه المبادرات، بتكامل الجهود واستمرار التنسيق، ستُسهم في إحداث أثر إيجابي ملموس في منظومة التعليم الخليجي، وتعزيز قدرته على مواجهة تحديات المستقبل وصناعة أجيال واعية ومتميزة.

عبدالعزيز الصقر... أحد رجالات «وطن الطيبين»
عبدالعزيز الصقر... أحد رجالات «وطن الطيبين»

الجريدة

timeمنذ 5 أيام

  • ترفيه
  • الجريدة

عبدالعزيز الصقر... أحد رجالات «وطن الطيبين»

نواصل في هذه الحلقة مع موسى معرفي «خواطر الزمن الجميل»، ويبدأها بحديثه عن أحد رجالات هذا الزمن، فيقول: منذ مدة تراودني الكتابة عن شخصية وطنية قيادية لن تعوّض في تاريخ الكويت، فقدته الكويت وترك وراءه فراغاً كبيراً ونحن في أشد الحاجة إليه هذه الأيام. العم العظيم والرجل الشهم، المرحوم عبدالعزيز حمد الصقر، كان شخصية ذات إنجازات كبيرة في تاريخ الكويت، في صغري كنت أروح إلى ديوان الصقر في الجبلة مع أعمامي في الزيارات المتبادلة أيام العيد. ومرت السنون وأنا في أيام شبابي منذ خمسين سنة، كما تسعفني الذاكرة، مررت في ذات مرة عليه في أحد مستشفيات لندن، حيث كان مريضاً حينها، وحينما دخلت عليه في الغرفة، وكنت أريد أن أعرّفه بنفسي فبادر أنت يا ولدي من عيال معرفي؟ .related-article-inside-body{min-width: 300px;float: right;padding: 10px 0px 20px 20px;margin-top: 20px;} . .related-article-inside-body .widgetTitle{margin-bottom: 15px;} .related-article-inside-body .widgetTitle .title{font-size: 16px;} .related-article-inside-body .flexDiv{display:flex;align-items:flex-start;justify-content:space-between;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{position: relative;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:31%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:48%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:300px} .related-article-inside-body .layout-ratio{ padding-bottom: 60%;} .related-article-inside-body .layout-ratio img{ height: 100%;} .related-article-inside-body 700;font-size: 17px;line-height: 25px;padding: 10px 0px;display: block;text-decoration: none;color: #000;} .related-article-inside-body .date{font-weight: 400;font-size: 13px;line-height: 18px;color: #9E9E9E;} .related-article-inside-body .defaultView{margin-top: 20px;width: 100%;text-align: center;min-height: 250px;background-color: #D8D8D8;color: #919191;font-size: 18px;font-weight: 800;line-height: 250px;} @media screen and (max-width: 992px) { .related-article-inside-body{width: 100%;float: none;padding: 10px 0px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body 14px;line-height: 22px;} .related-article-inside-body .date{font-size: 12px;} } @media screen and (max-width: 768px) { .related-article-inside-body .flexDiv{flex-direction: column;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{margin-bottom:20px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} } مرت السنون إلى ما قبل الغزو العراقي بسنتين، وكلت بإدارة الشركة الكويتية لبناء وإصلاح السفن من قبل الدولة، حيث آلت ملكيتها بنسبة 85 بالمئة للدولة، بعدما تعرّض سوق الأسهم للانهيار، وظلت ملكية عائلتي الراشد والصقر فيها، فتعرفت على المرحوم حمد عبدالله الصقر، يرحمه الله، وكان عضواً في مجلس الإدارة معي، وبالمناسبة كان يمرّ عليّ بين الحين والآخر، ليخبرني على حالات الوفاة، وكان حريصاً على أداء واجب العزاء في تلك الأيام قبل وفاته. دعاني المرحوم حمد الصقر لزيارة ديوانهم في ضاحية عبدالله السالم، وتعرّفت على العم عبدالعزيز عن قرب خلال تلك الزيارات، ومازلت أزور ديوانهم العامر إلى يومنا هذا. ديوان الصقر كان دائماً عامراً برجالات الكويت كان الديوان عامراً برجالات الكويت، إلّا أن زيارة أستاذي سليمان المطوع، يرحمه الله، كانت لها نكهة خاصة في غشمرته مع العم عبدالعزيز. خلال زياراتي للعم عبدالعزيز، كان في بعض الأحيان يقول: لي تعال أقعد يمّي، وكان يقص عليّ عن سنة المجلس، ويتطرق إلى الدور الذي قام به عمي أحمد محمد حسين معرفي في حل الخلاف، حيث كان عمي من أعز أصدقاء الشيخ أحمد الجابر، يرحمه الله، وكان يزوره يومياً في قصر السيف، وكان موضع ثقة شباب المجلس، فكان رسول السلام فيما بين الطرفين، كما سمعت هذا الكلام من أحد أبناء عمومتي، المرحوم عبدالمجيد عبدالله معرفي، يرحمه الله، الذي عمل في السفارة الكويتية في روما مع المرحوم خالد العدساني، حينما كان سفيراً هناك. أرجع إلى ما تعلمته من العم عبدالعزيز، يرحمه الله، خلال السنين التي كنت أزور ديوان الصقر حتى يوم مماته، يرحمه الله. والعم جاسم الصقر، يرحمه الله، الذي كان يخاطبني بكلمة «يا ابني». المهم في الأمر أنه كان يقص عليّ تاريخ مبادرات تجار الكويت في تأسيس الشركات العديدة، والتي لا أريد أن أطيل عليكم عنها. لكن من الطرائف كانت قصة تدشين أول ناقلة لشركة ناقلات النفط، فقال لي إنه كان رئيس مجلس إدارتها، وبنيت الناقلة في اليابان، وركبها من هناك إلى الكويت، وتحدث عمّا واجهوه من عواصف في المحيط الهادي، إلى أن وصلوا إلى الكويت، وما دعاه لذكر ذلك عندما كنت أتكلم معه عما يواجهه من يسافر بالطائرة من الكثير من مطبّات هوائية عند السفر إلى الشرق الأقصى. استمرت زياراتي لديوان الصقر، وأشعر براحة كبيرة في زياراتي لهم، وأتذكر لما توفي أخي العزيز وائل الصقر في حادث سيارة، كنت دائم التواجد خلال أيام العزاء الثلاثة، وكانوا يصرون أن أتغدى معهم في الديوان كل يوم. هناك الكثير من خواطر عن عيال الصقر، لكن السالفة طالت، ولكن لابُد أن أذكر أمراً مهماً تعلمته من العم عبدالعزيز، يرحمه الله، حيث قال عندما يكون الإنسان في موقع قيادي: «إذا عزمت فتوكل على الله، وإن حسمت فاستعن بالله، وان حزمت فاطلب العون من الله»... هذا مثال لرجالات الكويت الأولين. «الكرنتينه» مستوصف أنشأته المعتمدية البريطانية بفريج الشيوخ عام 1940 مهمته الأساسية الحجر الصحي في فريج الشيوخ الملاصق لفريج معرفي، أنشئ مستوصف في أكتوبر 1940 من قبل المعتمدية البريطانية، بالقرب من ديوان الشيخ صباح الناصر، وكانت مهمته الأساسية الحجر الصحي، وكانت تسمى (الكرنتينه). وكان يعمل فيه الدكتور Greenway والدكتور Easey اللذان جاءا من الهند. هذه مقدمة مختصرة عن الكرنتينه. بعد مدة فتح الدكتور Easey لنفسه عيادة خاصة في بيت الشيخ عبدالله الخليفة في فريج الجناعات، على فكرة، فإن الدكتور إيزي كان (إنجلو إنديا)، أي والده إنكليزي وأمه هندية، وعاش في فريج الجناعات لمده ما يقارب عشرين سنة، ثم انتقل إلى فريج الفهد بجانب مدرسه خالد بن الوليد، وكان يتحدث ثلاث لغات: الإنكليزية، والأردو، والفارسية. وتكونت صداقة بينه وبين والدي، حيث كان يأخذني وإخواني للعلاج لديه، حتى لما انتقل بعيداً عنا إلى فريج الفهد، كان د. إيزي ووالدي «يمونان» على بعض، وكانت نتيجة لتلك العلاقة الصراحة بينهما. ومن الأمور التي صارح والدي فيها ملاحظاته عن الجناعات، ويقول لوالدي إنهم مجموعة هو معجب بهم، وأنهم يختلفون عن باقي أهل الكويت، من حيث إنهم جماعة راقية في سلوكهم وآدابهم وتعليمهم، ذكوراً وإناثاً، وكان دائم الإشادة بهم. هذه شهادة لشخص عاش بيننا لمدة غير قصيرة، وكان معجباً بالجناعات. تعليقان على الخاطرة تسلّمت تعليقاً على الخاطرة من الأخ صبيح سامي السلطان، د. إيزي كان يسكن في ديوانية يوسف المطوع اللصيقة بمسجد العود بفريج وبراحة العود، والعود هو عبدالعزيز المطوع جد أغلب الجناعات، المتوفى حوالي عام 1890، وكان مسناً، وعندما يأتي العيد تجهز العيادة لتصبح ديوانية مرة أخرى وتستقبل المهنئين. ورأيت الراحل الشيخ عبدالله السالم يأتي إليها، وبعدها إلى ديوانية أبناء علي عبدالوهاب المطوع، ولم تكن ملكاً لعبدالله الخليفة الذي كان منزله مجاوراً للحسينية الجديدة. أتذكر د. إيزي كان أيضاً صديقاً لوالدي، ويجلسان معاً، وكان الأطفال يغنون عند بابه «إنجليزي بوتيله... مساء يموت الليلة»، فيخرج معتمراً قبعته ونظارته البيضاء، مبتسما ويوزع «الحلاو والجاكليت» على الأطفال. كل هذا أتذكره وبيدي أثر جرح قديم التهب وعالجه، يرحمه الله. وهذا تعليق تسلمته من الأخ ثابت المهنا، يقول: أحسنت... زوجتي بنت محمد عبدالإله الجناعي، الجناعات استانسوا من هذا الكلام الطيب، بالمناسبة عبدالإله الجناعي يعتبر أول طبيب بالكويت دارس في الهند، وعالج الشيخ سالم المبارك بعد عودته من حرب الجهراء، وأعطاه دكاناً عند كشك مبارك ومسجلة البيانات في الكشك. یا لیت تذكر عن هذا الموضوع. أكون لك من الشاكرين. تحياتي. من أوائل مستوصفات الرجال ذاك الذي أنشأه د. يحيى الحديدي عام 1940 وبعده مستوصف للنساء أسسه د. صلاح أبوالذهب الكويتيون والعمل في الطب تحدثت فيما سبق عن الداية، وتطرقت لقدوم د. يحيى الحديدي الذي وصل الكويت في نهايات 1940، وسكن في أحد بيوت آل معرفي، وولد ابنه د. صباح الحديدي في عام 1945 وهو من جيلي. افتتح مستوصفاً للرجال فور وصوله، حيث كان جاهراً في أحد بيوت الحاج إسماعيل محمد علي بن حيدر معرفي، وهو موقع وزارة التخطيط سابقا، مقابل المدرسة الجعفرية، في نفس السكة التي تطورت لشارع الخليج. وأتذكر المستوصف جيدا، لأن عمي مصطفى صادق كان «يطقنّي الإبر»، وهو مكون من حوش وعلى أطرافه غرف عديدة لكافة استعمالات المستوصف المتعددة. وبعد ذلك في عام 1941 جاء د. صلاح أبوالذهب، والقابلتان اللتان تذكرتهما وهيبة البابا وأمينة البيطار ثم صبحية العريس، التي ذكرتها من قبل، بعد أن فشل د. الحديدي في جلب دكتورة للنساء، فتولى الدكتور أبوالذهب هذه المهمة في بيت آخر على البحر صار مستوصفاً للنساء، وكان ملكاً للحاج إسماعيل معرفي كذلك. من أوائل الكويتيين والكويتيات الذين عملوا وتدربوا على يد الدكتورين، الملا يوسف الحجي ومصطفى صادق وحمود بورسلي وأحمد الدهيم وغيرهم لا تسعفني الذاكرة الآن لتذكرهم. ومن النساء عائشة الجماع وأختها فاطمة اللتان كانتا تسكنان في براحة مبارك، وماما سعيدة اللنقاوي جارتنا، التي سبق لي ذكرها. هؤلاء عملن في التمريض، وهناك سيدة أخرى كان اسمها مشكورة، والتي لا أعتقد أن هذا اسمها الحقيقي، بل لطيبتها سميت بذلك الاسم، ولها أخت كانت تعمل معها. هذه صورة في خيالي وكأنها يوم أمس. الملا... عابدين بن باقر كان سوق التجار يمتد إلى البهيئة شمالاً التي كانت مقابل قصر السيف، وهو تكملة للسوق الذي تمت إعادة بناء جزء منه من المباركية إلى مسجد السوق الكبير الموجود حالياً. وكان هناك امتداد جنوبي للسوق يؤدي إلى سبيل وسوق بن دعيج والأسواق الأخرى. الذي أتذكره أنه تم هدمه من الجانبين في وقت مبكر، وأنا متحسّر على ذلك، وأقيم محله شمالاً المنطقة التجارية الموجودة حالياً. عندما كنا صغاراً أتذكر أنني كنت أذهب في ذلك الوقت إلى «كاركة» بيت جمال من خلال ذلك السوق، وكان العم الحاج إسماعيل جمال، يرحمه الله، متواجداً هناك، حيث كان والدي يبعثني لأشتري منه أنواع الحلوى و«الهردة» للبيت. خلف «الكاركة» كانت هناك سكة تؤدي إلى عيادة الدكتور جوب، في طرف قيصرية عبدالله السالم، وهو هندي الجنسية، قدم إلى الكويت في مطلع الأربعينيات، وكان شائعاً أنه لم يكن يحمل شهادة في الطب، لكن كانت لديه خبرة في صرف أدوية العلاج، حيث تعلم ذلك حينما عمل في المستشفى الأمريكاني قبل ذلك. وبالقرب من عيادته، كانت مدرسة الملا عابدين بن باقر، الذي كان مقرباً من الشيخ مبارك الصباح، والذي أشار عليه بوضع مقولة للإمام علي عليه السلام على بوابة قصر السيف، التي كتبها بخط يده، ومازالت موجودة حتى اليوم «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك». وهو الشاعر المعروف الذي كان يكتب القصائد باللغتين العربية والفارسية، وأرخ تاريخ إنشاء حسينية معرفي عام 1904 بقصيدة بالعربية وأخرى بالفارسية، معلقتين في الحسينية. «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك» عبارة كتبها الملا عابدين بن باقر بخط يده على بوابة قصر السيف بو بدر، ما يحزنني أن هذا الشاعر الكبير والأديب القدير ملا عابدين المولود في الكويت 1865، وتوفي في الكويت 1985، لا يوجد حتى اليوم شارع أو مدرسة أو مكتبة باسمه ليش؟ ما السبب؟ شيء يحير. عبقرية تبحث عن تخليد ذكرت في نهاية خاطرتي السابقة لمحة بسيطة عن الشاعر الكويتي الملقب بذي الرياستين الملا زين عابدين، وعلى أثر تلك الخاطرة وصلتني التفاصيل التالية من أحد الإخوة أعرضها كما وصلتني: الشاعر الكويتي الملا عابدين بن حسن بن باقر الجهرمي، تواجد آباؤه في الكويت منذ بداية القرن التاسع عشر، رزق موهبة الشعر والأدب والفن منذ طفولته بعد دراسته في الكتاب (الملا) بنى نفسه وطور موهبته في بيئة فقيرة بهذه العلوم، تكاد تكون الكتب نادرة ومصادر الثقافة غير معروفة، لكنه كان فلتة من فلتات الزمن، انبثق في زمن وفي مجتمع لا يقيم وزناً للمواهب الربانية لانشغالهم في البحث عن لقمة العيش، كما ظلم إيضاً في زماننا، فلم يحفظ إنتاجه الشعري والثقافي. وبعد وفاته، أتلفت العديد من كتبه التي كان يسافر للهند لطباعتها، وكان يكتب جميع كتبه بخط يده فتطبع بذات الخط، وهو خطاط لا يضاهيه كثير من الخطاطين المعاصرين، ويجيد فنوناً مثل رسم طائر على ورقة مطوية عند فتحها تكون عبارات مثل «إن تنصروا الله ينصركم»، وكان يجيد اللغتين العربية والفارسية، يكتب بهما الشعر ومواضيع الثقافة، حتى سُمّي (ذو الرياستين) على اللغتين. لقد قصّر جيلنا المتعلم في حق هذا النابغة، وأنا شخصياً أتحسر علی ضیاع تراث متنوع تركه الملا عابدين وأهمله هذا الجيل، فكان ينبغي تكريمه بحفظ نتاج عبقريته، وإحياء تراثه، وليس بإطلاق اسمه على شارع. مازالت العديد من بقايا كتبه يقتنيها بعض الأفراد، يمكن جمعها منهم وإعداد دراسة عن فن وشعر وثقافة الملا عابدين، وعن سيرة حياته التي تشكل تاريخ الكويت ومناطق الخليج والسعودية وعمان، وعربستان خاصة تحت حكم الشيخ خزعل. لا شك في أن هناك رغبة من الكثيرين للقيام بذلك، والأمر يحتاج إلى فريق متخصص ومتحمس من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لطباعتها. الملا عابدين «ذو الرياستين» كان ينظم القصائد بالعربية والفارسية تفاعلاً مع الحديث عن الملا عابدين كتب الأخ عبدالمحسن تقي مظفر لمحة بتوسع عن الشاعر أنقلها من موقع آخر: الشاعر ملا عابدين كان يلقب بذي الرياستين، لأنه كان يجيد الكتابة باللغتين العربية والفارسية، وهو الشاعر الملازم للشيخ مبارك الصباح فترة طويلة من الزمن، وله في مديحه ومديح الشيخ خزعل (أمير المحمرة) الكثير من القصائد، وهو الذي كتب أو اقترح كتابة الحكمة المشهورة «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك» على بوابة قصر السيف في زمن الشيخ مبارك. يقول عنه الصحافي المصري عبدالمسيح أنطاكي (صاحب صحيفة العمران المصرية)، الذي قابله في يناير 1908 بالكويت ما يلي: «... هو كهل من نجباء العرب... وهو شاعر أميرنا، الشيخ المبارك حضرة الأستاذ العلامة الحاج عابدين ابن الحاج حسن الكويتي. ووجدته واسع الصدر علماً وأدباً وذكاء ونباهة...». وكثير من قصائد عابدين وعبدالمسيح أنطاكي نشرت في مجلد كبير بعنوان «الرياض المزهرة بين الكويت والمحمرة»، وكانت لديّ نسخة نادرة منه أعطيتها لأخي العزيز الشاعر المرحوم خالد مسعود الزيد، الذي كتب عن الملا عابدين في كتابه «أدباء الكويت في قرنين». ومن الإنصاف ألا ننسى هذا الشاعر العظيم ذا الرياستين، وأن تسمى باسمه مدرسة أو شارع أو مؤسسة أخرى. ومن طريف أقواله التي أذكرها منذ صغري: «إن الأناكير ساعت بعد أن سبزت واستشرنت بعد أن كانت تراشيشا» ومعناها: «إن الأعناب اسودت بعد أن اخضرت، واحلوت بعد أن كانت حامضة». والملا عابدين كان فنانا جميل الخط، ومن المؤسف أن عدداً كبيراً من كتبه المخطوطة بيده دفنت جهلاً، بعد وفاته في بئر أحد المزارعين الذين كانوا يزرعون الخضراوات، مثل البربير والرويد والطماطم والجزر في الأرض القريبة من بيته في منطقة شرق. شاعر بديع هذا البيت من قصيدة فريدة من نوعها باللغتين، وهي خلطة من كلمات اللغتين العربية والفارسية، هذه قصيدته في تاريخ حسينية معرفي عام 1904 واحدة بالعربية والأخرى بالفارسية. ويعقب: «هاتان المقولتان كان يرددهما أهل الكويت في ذلك الوقت، وقتها كانت الكويت والزبير والبصرة تشكّل مثلثاً فريداً». ويضيف: «سفرتي الأولى إلى البصرة كانت مع عائلتي عن طريق البر بالسيارة عام 1953، وكان عمري 8 سنوات، وكان الطريق ترابياً، واستأجرنا سيارة سوداء اللون، من نوع فورد، مع حجي ياسين غلوم، وهو من أقارب الأستاذ عبدالصمد التركي، والد المؤلف المسرحي عبدالأمير التركي. عندما نصل إلى صفوان في منتصف الطريق إلى البصرة، تقع الزبير على اليسار وسكنتها الكثير من العائلات النجدية، وكان أبناؤهم يذهبون للبصرة للدراسة، ومنهم من أكمل الدراسات الجامعية في بغداد، ومع ظهور النفط نزحوا إلى الكويت والسعودية. تكمل السفرة باتجاه البصرة، وتصلها بعد 6 ساعات من الكويت أو أكثر. بداية نصل إلى العشار التي كانت تبهرنا بعماراتها من الأجر، ونحن كنا نعيش في بيوت من الطين بالكويت، ونكمل السير لتدخل البصرة التي تشقها شط العرب، وعلى جوانب الشط كانت عمارات من طابقين وثلاثة، وكانت تبهرنا بشناشيلها الحلوة. نسيلها الحلوة. تنزل في خان، أو كما يسمونها أحيانا بالمسافرخانة، أي فندق، وهو خان الحكاك، ونتجول في بساتين النخل، وتتريق القيمر والخبز ونتغدى ونتعشى ونتمشى على جانبَي الشط. ومع مرور السنوات، تم تبليط الطريق من قبل شركة مساعد الصالح في أوائل الستينيات. سفرتنا الثانية كانت على أول طائرة للخطوط الكويتية، واسمها كاظمة عام 1954، وكانت من مطار النزهة إلى البصرة، واستغرقت 20 دقيقة، وذلك في العهد الملكي، وقبل ثورة 14 تموز 1958، واستمررنا بالتردد كما كان الكثير من الكويتيين عن طريق البر بعد تبليطه. كان في البصرة الكثير من البيوت وبساتين النخل، في أغلبها وإن لم تكن كل بساتين أبوالخصيب إلى الفاو بالذات، أملاك كويتية هجرت بعد مطالبة عبدالكريم قاسم بالكويت، وهي مازالت أملاكهم حتى الآن». ويختتم بأن هذه ذكريات في بال أهل الكويت عندما كانوا يسمّون البصرة بـ «سويسرا المنطقة» بعد سفراتهم إلى أوروبا.

المرأة الكويتية.. 20 عاماً من التمكين والريادة في ظل دعم قيادي راسخ
المرأة الكويتية.. 20 عاماً من التمكين والريادة في ظل دعم قيادي راسخ

الجريدة

timeمنذ 7 أيام

  • سياسة
  • الجريدة

المرأة الكويتية.. 20 عاماً من التمكين والريادة في ظل دعم قيادي راسخ

تحيي دولة الكويت في السادس عشر من مايو سنوياً، يوم المرأة الكويتية «ذكرى حصولها على كامل حقوقها السياسية العام 2005»، وذلك في محطة وطنية تخلد مسيرة الإنجاز والعطاء وتكريما لدورها الريادي في بناء المجتمع ونهضته. ويأتي هذا اليوم في ذكراه الـ20 تأكيداً على أن دور المرأة الكويتية لم يكن غائباً في بناء الوطن بل كانت ولا تزال شريكاً فاعلاً في مختلف محطات التحول والتقدم من التعليم والعمل والمقاومة إلى القيادة والتشريع والابتكار وأسهمت بإرادة صلبة في ترسيخ دعائم الدولة والمشاركة في صياغة حاضرها ورسم ملامح مستقبلها. وبهذه المناسبة أكدت وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د.أمثال الحويلة لـ(كونا) اليوم الجمعة أن البلاد شهدت في الفترة الأخيرة تطورات تشريعية مهمة تعكس الحرص على تمكين المرأة ودعم حقوقها وتعزيز مكانتها بما يتوافق مع أهداف رؤية الكويت التنموية والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. .related-article-inside-body{min-width: 300px;float: right;padding: 10px 0px 20px 20px;margin-top: 20px;} . .related-article-inside-body .widgetTitle{margin-bottom: 15px;} .related-article-inside-body .widgetTitle .title{font-size: 16px;} .related-article-inside-body .flexDiv{display:flex;align-items:flex-start;justify-content:space-between;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{position: relative;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:31%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:48%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:300px} .related-article-inside-body .layout-ratio{ padding-bottom: 60%;} .related-article-inside-body .layout-ratio img{ height: 100%;} .related-article-inside-body 700;font-size: 17px;line-height: 25px;padding: 10px 0px;display: block;text-decoration: none;color: #000;} .related-article-inside-body .date{font-weight: 400;font-size: 13px;line-height: 18px;color: #9E9E9E;} .related-article-inside-body .defaultView{margin-top: 20px;width: 100%;text-align: center;min-height: 250px;background-color: #D8D8D8;color: #919191;font-size: 18px;font-weight: 800;line-height: 250px;} @media screen and (max-width: 992px) { .related-article-inside-body{width: 100%;float: none;padding: 10px 0px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body 14px;line-height: 22px;} .related-article-inside-body .date{font-size: 12px;} } @media screen and (max-width: 768px) { .related-article-inside-body .flexDiv{flex-direction: column;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{margin-bottom:20px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} } وأوضحت الحويلة أن إلغاء المادة (153) من قانون الجزاء يعتبر نقلة نوعية في تعزيز العدالة والمساواة مؤكدة أن هذه الخطوة التاريخية تعكس التزام الدولة بحماية حقوق المرأة وصون كرامتها. وأضافت أن إلغاء المادة (182) من القانون ذاته شكل أيضا خطوة متقدمة نحو تعزيز الحماية القانونية للمرأة مؤكدة أن هذه التعديلات تكرس التزام الدولة بتوفير بيئة آمنة وعادلة للنساء بعيدا عن كل أشكال العنف والتمييز. في السياق ذاته أشارت الحويلة إلى القرار الخاص برفع سن الزواج إلى 18 عاما معتبرة أنه يعزز استقرار الأسرة ويفتح آفاقا أوسع أمام الفتيات لاستكمال تعليمهن والمشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقالت إن المرأة الكويتية تمثل نسبة 60 % من قوة العمل الوطنية في القطاع الحكومي ونسبة 48 % تقريبا في القطاع الخاص كما تشغل نسبة 28 % من المناصب القيادية العليا في الدولة. ولفتت إلى الحضور البارز للمرأة في السلك الدبلوماسي والقضاء ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بل حتى في القطاع النفطي والمالي إذ تشكل النساء نسبة 54 % من موظفي مؤسسة البترول الكويتية ونسبة 41 % من المناصب القيادية في بنك الكويت المركزي. وأبرزت الحويلة النجاحات اللافتة التي حققتها المرأة الكويتية في الميدانين الأكاديمي والمهني مبينة أن نسب التحصيل العلمي المتقدمة وتفوق المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) تعكس مستوى الوعي والتقدم الذي بلغته المرأة الكويتية ودورها المتنامي في دفع عجلة التنمية والتطور التكنولوجي في البلاد. وأعربت عن فخرها بالإنجازات النوعية التي حققتها الكفاءات النسائية الكويتية على المستويين المحلي والدولي سواء من خلال ابتكارات علمية وتقنية حازت جوائز عالمية مرموقة أو من خلال تولي مناصب قيادية مؤثرة في قطاعات استراتيجية مما يؤكد قدرة المرأة الكويتية على المنافسة والتميز في المحافل الدولية وريادتها في ميادين الإبداع والابتكار. وفي قطاع الأعمال أشارت الحويلة إلى اختيار ست سيدات كويتيات ضمن قائمة (فوربس لأقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط) مما يجسد حضور المرأة الريادي في دعم الاقتصاد الوطني والرقمي. وأكدت أن الاحتفال بيوم المرأة الكويتية هو تجديد للعهد بمواصلة دعم مسيرتها وتقدير لتضحياتها واعتزاز بإنجازاتها التي تعتبر مصدر فخر للكويت وشعبها وتؤكد على دورها المحوري في بناء الحاضر وصياغة مستقبل الأجيال القادمة.

ترامب يتعهد بالدفاع عن الشركاء «بلا تردد»
ترامب يتعهد بالدفاع عن الشركاء «بلا تردد»

الجريدة

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجريدة

ترامب يتعهد بالدفاع عن الشركاء «بلا تردد»

تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالدفاع عن الشركاء «بلا أي تردد» في كلمة بقاعدة العديد الأميركية في قطر، متحدثاً عن تفاهم مبدئي مع إيران على شروط اتفاق حول البرنامج النووي، في وقت وقّع بالإمارات اتفاقاً في مجال الذكاء الصناعي يعتبر فوزاً كبيراً لأبوظبي. ويختتم ترامب اليوم جولته الخليجية، التي شملت السعودية وقطر والإمارات، وتخللتها قمة أميركية - خليجية جددت الشراكة الاستراتيجية بين الخليج والولايات المتحدة. وقبل مغادرته قطر إلى أبوظبي، قال ترامب في قاعدة العديد: «نحن نمتلك اليوم أقوى جيش في التاريخ، وهذا ليس مجرد شعار، بل نتيجة لاستثمارات ضخمة تتجاوز التريليون دولار، وجنودنا يحمون الحرية والديموقراطية، وأداؤهم في الخليج مثال حي على التفوق والانضباط العسكري». .related-article-inside-body{min-width: 300px;float: right;padding: 10px 0px 20px 20px;margin-top: 20px;} . .related-article-inside-body .widgetTitle{margin-bottom: 15px;} .related-article-inside-body .widgetTitle .title{font-size: 16px;} .related-article-inside-body .flexDiv{display:flex;align-items:flex-start;justify-content:space-between;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{position: relative;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:31%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:48%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:300px} .related-article-inside-body .layout-ratio{ padding-bottom: 60%;} .related-article-inside-body .layout-ratio img{ height: 100%;} .related-article-inside-body 700;font-size: 17px;line-height: 25px;padding: 10px 0px;display: block;text-decoration: none;color: #000;} .related-article-inside-body .date{font-weight: 400;font-size: 13px;line-height: 18px;color: #9E9E9E;} .related-article-inside-body .defaultView{margin-top: 20px;width: 100%;text-align: center;min-height: 250px;background-color: #D8D8D8;color: #919191;font-size: 18px;font-weight: 800;line-height: 250px;} @media screen and (max-width: 992px) { .related-article-inside-body{width: 100%;float: none;padding: 10px 0px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body 14px;line-height: 22px;} .related-article-inside-body .date{font-size: 12px;} } @media screen and (max-width: 768px) { .related-article-inside-body .flexDiv{flex-direction: column;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{margin-bottom:20px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} } وكشف ترامب عن خريطة استراتيجية جديدة للوجود الأميركي في الشرق الأوسط، موضحاً أنها «تقوم على تحالفات قوية، واستثمارات ذكية، وردع حقيقي»، مضيفاً «لن نسمح بأن تتحول هذه المنطقة إلى ساحة نفوذ لقوى التخريب والفوضى». وقال ترامب إن الولايات المتحدة وإيران اتفقتا «نوعاً ما» على شروط اتفاق نووي، مقدماً قدراً من الثقة بأن التوصل إلى اتفاق بات يستحوذ على قدر أكبر من التركيز. ووصف ترامب في نقاش مائدة مستديرة للأعمال في العاصمة القطرية، الدوحة، المحادثات بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنها «مفاوضات جادة جداً» من أجل «سلام طويل الأمد» وأنها تواصل التقدم. وشارك الرئيس الأميركي على حسابه في منصة «تروث سوشيال» تصريحات لعلي شمخاني مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تؤكد استعداد إيران لإخراج اليورانيوم المخصب فوق 5 في المئة من البلاد في حال رُفعت العقوبات عنها، وأنها توافق على تخصيب اليورانيوم بالمستويات المنخفضة المطلوبة للاستخدام المدني فحسب، مع السماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على العملية. وفي وقت التقى ترامب، أمس، الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي وزار جامع الشيخ زايد الكبير، أحد معالم العاصمة الإماراتية، قال مصدر مطلع إن الولايات المتحدة والإمارات وضعتا اللمسات النهائية على اتفاق إطاري في مجال التكنولوجيا، مضيفاً أن الاتفاق يتطلب التزامات من الجانبين بشأن أمن التكنولوجيا. وإبرام الصفقة مع الولايات المتحدة بمنزلة فوز كبير للإمارات التي تسعى لأن تصبح قوة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. وتنتهج واشنطن منذ سنوات سياسات حماية متزايدة للحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتقدمة. وذكرت «رويترز»، أمس الأول، أن واشنطن وأبوظبي على وشك إبرام صفقة تسمح للإمارات باستيراد 500 ألف شريحة ذكاء اصطناعي متطورة من شركة إنفيديا سنوياً، بدءاً من 2025. وفي تفاصيل الخبر: اختتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته غير المسبوقة إلى قطر بكلمة طويلة أمام قواته المنتشرة في قاعدة العديد، وجّه فيها الكثير من الرسائل الخارجية والداخلية، قبل أن ينتقل إلى الإمارات، آخر محطات جولته الخليجية التي بدأها من السعودية، وتهدف إلى إعادة تموضع السياسة الأميركية في الخليج، في وقت يتسارع التنافس الإقليمي والدولي على النفوذ والتكنولوجيا والطاقة. وألقى ترامب خطاباً على طريقة تجمعاته الانتخابية الصاخبة أمام الجنود الأميركيين في قاعدة العديد الجوية، محاطاً بقيادات عسكرية أميركية وقطرية رفيعة، في أجواء امتزج فيها الطابع العسكري برسائل سياسية وأمنية حاسمة. وتطرّق ترامب في خطابه، الذي جاء ضمن جولة خليجية بدأت من السعودية وتنتهي بالإمارات، إلى ملفات حساسة، أبرزها تعزيز القدرات العسكرية الأميركية، والتعاون الدفاعي مع قطر، ومفاوضات النووي الإيراني، وأولويات السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وحرب غزة. وافتتح ترامب كلمته بتحية القوات الأميركية، قائلًا: «نحن نمتلك اليوم أقوى جيش في التاريخ، وهذا ليس مجرد شعار، بل نتيجة لاستثمارات ضخمة تتجاوز التريليون دولار»، مضيفاً: «أنتم من يحمون قيم الحرية والديموقراطية، وأداؤكم هنا في الخليج مثال حي على التفوق والانضباط العسكري الأميركي». وزاد ترامب: «نحن انتصرنا في الحرب العالمية الثانية، ونحن الآن أقوى من أي وقت مضى، وسنقيم استعراضاً عسكرياً ضخماً في واشنطن احتفالاً بهذه المناسبة، لأنه لولا تدخلنا لم ينتصر أحد». وفي مبادرة لاقت ترحيباً واسعاً من الحاضرين، أعلن ترامب زيادات وشيكة في رواتب الجنود الأميركيين، قائلاً: «لن تكونوا وحدكم، سنمنحكم الدعم الذي تستحقونه. الزيادات قادمة، والتقدير لكم غير محدود»، موضحاً أن هذه الزيادات جزء من خطة أشمل لإعادة هيكلة أولويات وزارة الدفاع من حيث الإنفاق والتحفيز. وبعث ترامب برسائل واضحة إلى خصوم الولايات المتحدة، قائلاً: «نحن لا نرغب في الحروب، لكننا لا نتردد في خوضها حين تُفرض علينا. من يهدد حلفاءنا أو جنودنا فسيتلقى رداً لا يُنسى». وقال ترامب: «كرئيس، أولويتي هي إنهاء النزاعات لا إشعالها، لكنني لن أتردد أبداً في استخدام القوة الأميركية إذا لزم الأمر للدفاع عن الولايات المتحدة أو شركائنا». وتابع: «السلام الذي نطمح إليه ليس استسلاماً، بل هو نتيجة لقوة رادعة لا يمكن تجاوزها». وكشف ترامب عن رؤية استراتيجية جديدة للوجود الأميركي في الشرق الأوسط، قائلاً: «نحن نرسم خريطة جديدة تقوم على تحالفات قوية، واستثمارات ذكية، وردع حقيقي. لا مكان للضعف في سياستنا الخارجية». وأضاف: «نحن هنا لنقود، لا لنتراجع. لن نسمح بأن تتحول هذه المنطقة إلى ساحة نفوذ لقوى التخريب والفوضى». أحببت الشرع جداً وسأتعامل معه بلطف... وسأكون فخوراً لو امتلكت غزة وحوّلتها إلى منطقة حرة وتوقّف الرئيس الأميركي عند الشراكة الاستراتيجية مع قطر، معلناً خطة استثمارية ضخمة لتطوير قاعدة العديد بقيمة 10 مليارات دولار، معتبراً أن «هذه القاعدة هي رمز للتحالف الأميركي - القطري. وما نفعله اليوم يؤسس لجيل جديد من التعاون الدفاعي في المنطقة». وأشار إلى أن هذه الاستثمارات ستُخصص لتوسيع مرافق القاعدة، وتحسين قدرات التدريب والانتشار السريع. وأكد ترامب توقيع اتفاقيات دفاعية جديدة مع قطر تتجاوز قيمتها 42 مليار دولار، تشمل تحديثات تقنية في الدفاع الجوي، والذكاء الاصطناعي العسكري، والطائرات دون طيار، مؤكداً أن: «هذه ليست مجرد صفقات تجارية، بل التزام مشترك لحماية أمننا وأمن حلفائنا في الشرق الأوسط». ملف إيران وفي ملف إيران، قال ترامب إن إدارته تقترب من التوصل إلى اتفاق نووي طويل الأمد، موضحاً أن هناك «قبولاً مبدئياً من الجانب الإيراني لشروط أساسية». وشدّد على أن الاتفاق سيكون «مبنياً على عدم الثقة، بل على التفتيش والتحقق». وقال: «نريد شرق أوسط يخلو من التهديد النووي، وهذا ممكن من خلال اتفاق واقعي صارم». وتابع: «نجري مفاوضات جادة مع إيران من أجل سلام طويل الأمد، ونقترب من التوصل إلى اتفاق. هناك خطوتان للقيام بذلك: خطوة لطيفة، وهناك خطوة عنيفة، لكنني لا أريد القيام بذلك بالطريقة الثانية». ترامب: عززنا الشراكة العسكرية مع قطر باتفاقيات دفاعية تتجاوز 42 مليار دولار... و10 مليارات لتحديث قاعدة العديد وتفاعل الحضور بشكل لافت مع خطاب ترامب، الذي اتسم بمزيج من الحزم، والنبرة الوطنية، وروح القيادة، ما أعاد إلى الأذهان طابعه الخطابي خلال حملاته الانتخابية السابقة. وقبل بدء الخطاب، شارك الكوميدي الأميركي الشهير «ثيو فون» في تقديم عرض فكاهي أمام الجنود، مما أضفى طابعاً غير تقليدي على الحدث. تأتي زيارة ترامب إلى قطر ضمن جولة شملت السعودية وبعدها الإمارات، يرافقه فيها وفد رفيع يضم مسؤولين في الدفاع والطاقة والاقتصاد. وتُعد هذه الجولة محاولة لإعادة تموضع السياسة الأميركية في الخليج، في وقت يتسارع فيه التنافس الإقليمي والدولي على النفوذ والتكنولوجيا والطاقة. وجعل ترامب من تحسين العلاقات مع بعض دول الخليج هدفا رئيسياً لإدارته. وإذا اجتمعت جميع الصفقات المقترحة لدول الخليج، والإمارات تحديداً، فإن المنطقة ستصبح مركز القوة الثالث في المنافسة العالمية على الذكاء الاصطناعي بعد الولايات المتحدة والصين. وشهدت جولة ترامب بالخليج توقيع سلسلة من الاتفاقيات التجارية، تضمنت صفقة مع الخطوط الجوية القطرية لشراء ما يصل إلى 210 طائرات بوينغ عريضة البدن، والتزاماً بقيمة 600 مليار دولار من السعودية للاستثمار في الولايات المتحدة، و142 مليار دولار في مبيعات الأسلحة الأميركية للرياض. ضرب إيران وخلال لقاء مع رجال الأعمال القطريين والأميركيين شدّد خلاله على أنّ واشنطن «ستحمي منطقة الشرق الأوسط»، أعلن ترامب أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد «يكافح» من أجل عدم توجيه ضربات، قائلاً «هناك آخرون يريدون أن نوجّه ضربة قاسية لإيران، عكس قطر». وأعرب عن شكره لتميم، مشيراً إلى أنه من حيث الاستثمار «يمكن أن نتعاون من أجل مصلحة البلدين، وأن أمير قطر قدم لنا الكثير». وقال ترامب: «نريد أن ننجح في المفاوضات مع إيران، وأعتقد أننا قريبون من التوصل لاتفاق». وأضاف أنه يريد لإيران أن تكون «دولة كبيرة» لكن لا يمكنها امتلاك سلاح نووي، قائلًا: «لا يمكن لطهران امتلاك سلاح نووي». وفي خضم التصعيد الإسرائيلي على غزة، جدد الرئيس الأميركي رغبته في «امتلاك» القطاع الفلسطيني، وتحويله إلى «منطقة حرية»، موضحا أن «لديه تصورات جيدة جدا لغزة، وجعلها منطقة حرية». وقال: «سأكون فخوراً لو امتلكتها الولايات المتحدة، وأخذتها وجعلتها منطقة حرية». وقدم ترامب «تصورات جيدة» للوضع في غزة، مشيراً إلى أن الناس هناك «يعيشون تحت أنقاض المباني المنهارة، وهذا أمر غير مقبول». وقال: «نحن نعمل بجد على قضية غزة، حيث كانت غزة أرضاً للموت والدمار لسنوات طويلة. كما تعلمون، لديّ تصورات لغزة أعتقد أنها جيدة جداً. اجعلوها منطقة حرة. دعوا الولايات المتحدة تتدخل لجعلها مجرد منطقة حرية، منطقة حرية حقيقية، لأن غزة، كما يبدو، في كل مرة، كما تعلمون، كل عشر سنوات، بل وأكثر من ذلك، بل يحدث بالفعل طوال الوقت، لم يحلوا مشكلة غزة قط». وأضاف: «وإذا نظرتم إليها، هناك صور جوية تظهر أنه لا يوجد أي مبنى تقريباً. لا يوجد مبانٍ. يعيش الناس تحت أنقاض المباني المنهارة. وهذا أمر غير مقبول. إنه موت هائل، وأريد أن أراها منطقة حرية». وتابع: «إذا كان ذلك ضروريًا، فأعتقد أنني سأكون فخورًا لو تحصلت الولايات المتحدة عليها، لتجعلها منطقة حرية، ولحدوث أمور جيدة، ووضع الناس في منازل يكونون آمنين فيها». كما أشار إلى أنه «سيتعين التعامل مع حركة حماس»، مضيفاً: «يجب أن تتذكروا أن 7 أكتوبر كان من أسوأ الأيام في تاريخ العالم، ليس فقط في هذه المنطقة، بل كان من أسوأ الهجمات وأكثرها فظاعة على الإطلاق. لكننا الآن نتعامل مع حماس، ونتعامل مع إيران، ونتعامل مع أمور أخرى كثيرة. ونتعامل مع الحوثيين في اليمن. وأعتقد أن ذلك كان ناجحاً للغاية، ولكن ربما غداً سيتم شن هجوم، وفي هذه الحالة نعود إلى الهجوم». الشرع والحوثيون أما بالنسبة لسورية، فقال ترامب إن قراره برفع العقوبات «لاقى رواجاً كبيراً»، مشيراً إلى أنه لم يدرك بأن العقوبات استمرت فترة طويلة، ومؤكداً أن دمشق لم تكن لديها أي فرصة مع العقوبات، وأنه سيمنح الرئيس الانتقالي أحمد الشرع «فرصة للقتال برفع العقوبات». وقال ترامب: «لم أكن أدرك حتى أنها استمرت سنوات طويلة. وكما تعلمون، كان هناك تغيير كبير في القيادة، وفكرت أنه يجب أن نمنحهم فرصة. ليس لديهم أي فرصة مع العقوبات. كانت قاسية جداً. كانت من الطراز الأول». وأضاف: «لم يستطع أحد حتى التعامل معهم. لم يكن من الممكن إجراء مكالمة هاتفية مع سورية، لذا قمنا بالأمر، والتقيت بالزعيم الجديد لسورية، صاحب الماضي القوي. وسأكون لطيفاً جداً لأنني أحببته كثيراً». يمنياً، هدد ترامب بالعودة لشن ضربات عسكرية على الحوثيين في حال قامت بمهاجمة أي من السفن الأميركية في البحر الأحمر. وقال: «نتعامل مع الحوثيين، وأعتقد أن ذلك كان ناجحاً للغاية، ولكن ربما يشنون هجوماً غداً، وفي هذه الحالة نعاود الهجوم». من جهة أخرى، شارك الرئيس الأميركي إلى جانب أمير قطر ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، في مراسم تسليم مهام استضافة كأس العالم من قطر إلى الولايات المتحدة، خلال حفل رسمي أقيم في قصر لوسيل. وجرت المراسم عقب مأدبة عشاء رسمية أمس الأول، حيث تم توقيع وثيقة رمزية تؤكد انتقال مهام تنظيم البطولة من قطر، التي استضافت نسخة عام 2022، إلى الولايات المتحدة التي تستضيف مونديال 2026 بالشراكة مع كل من كندا والمكسيك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store