أحدث الأخبار مع #DGED


برلمان
منذ 5 أيام
- سياسة
- برلمان
اللقاء الخرافي لهشام جيراندو مع منتحل صفة مستشار ملكي.. مسرحية احتيالية من إخراج مهدي حيجاوي وتنفيذ موظف شرطة معزول متورط في قضايا فساد
الخط : A- A+ إستمع للمقال في تطور صادم ينسف بالكامل رواية اللقاء المزعوم بين هشام جيراندو والمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، كشفت معطيات مؤكدة عن عملية خداع ممنهجة تم التخطيط لها من طرف مهدي حيجاوي، الهارب من العدالة، وأُسند تنفيذها إلى عنصر نصّاب يُدعى عبد الواحد السدجاري، موظف شرطة سابق معروف بتورطه في قضايا نصب واحتيال، انتحل صفة مسؤول رفيع لإيهام جيراندو بأنه سيلتقي فعلاً بالمستشار الملكي. تفاصيل العملية الاحتيالية تكشف أن جيراندو سافر إلى فرنسا بناءً على تحريض مباشر من مهدي حيجاوي، الذي أقنعه بأن لقاءً سيُرتب له مع الهمة، في محاولة لإضفاء الشرعية عليه، ودفعه إلى تبني خطاب يوحي بوجود تواصل بينه وبين دوائر القرار داخل المغرب. في الواقع، لم يكن هناك أي لقاء رسمي، بل مجرد فخ نُصب له بعناية، حيث التقى بنصاب انتحل شخصية 'مبعوث سامٍ'، وارتدى قبعة ونظارات وكمامة لإخفاء ملامحه، وأوهمه بأنه يمثل سلطة عليا في الدولة. ولا يمكن فهم هذا السيناريو دون العودة إلى ملف مهدي حيجاوي، الذي سبق أن خُصّص له أكثر من تحقيق صحفي، كشفت فيه مصادر متعددة أن هذا الأخير كان موظفًا بسيطًا في جهاز DGED، وتمت إقالته بعد رصد مخالفات مهنية جسيمة تورّط فيها، من بينها استغلال صفته السابقة للنصب على مواطنين ورجال أعمال، والتورط في ملفات ابتزاز مالي وادعاء الوساطة في قضايا حساسة. حيجاوي لم يكن يومًا 'منشقًّا' كما يروّج، بل عنصرا سابقا سُرّح من المؤسسة الاستخباراتية بسبب فقدان الثقة والانحراف السلوكي، ثم استغل خبرته وموقعه السابق لتسويق نفسه كـ'خبير في شؤون الاستخبارات'، بينما كان يشتغل في الواقع ضمن دوائر النصب الرقمي والدعاية التحريضية. وقد تبين، حسب معطيات موثوقة، أنه قام بتمثيل نفسه عدة مرات كوسيط مزعوم بين رجال دولة وأطراف في الخارج، لتوريط بعض الأسماء في مشاريع مختلقة أو صفقات مزعومة. ومن هذا المنطلق، لا يُستغرب أن ينجح حيجاوي في التلاعب بجيراندو، خاصة وأنه متمرس في بناء سيناريوهات وهمية تعتمد على إثارة الغرور، وتسويق 'علاقات عليا' مفترضة. وبالنظر إلى هشاشة الوعي السياسي عند جيراندو، وسذاجته في تقييم الأدوار داخل الدولة، فقد كان صيدًا سهلاً في يد محتال محترف. إقناعه بأنه سيلتقي بالمستشار الملكي لم يكن تحديًا حقيقيًا لرجل يملك خلفية استخباراتية وسجلًّا حافلاً بالخداع والتزوير. الأخطر أن الشخص الذي تقمّص هذه الصفة المزعومة لم يكتف بالخداع البصري، بل ذهب أبعد، حين أوحى لجيراندو بأن هجماته على القضاء وعلى الأجهزة الأمنية، وخصوصا المدير العام للأمن الوطني وDGST، تحظى بمباركة من أعلى سلطة في البلاد، بل وروّج أمامه فكرة تأسيس حزب سياسي باسم 'مغاربة العالم' وقناة إعلامية. هذه المعطيات تتقاطع مع إشاعة قديمة سبق أن روّجت لها دنيا فيلالي، ثم أعاد علي المرابط نشرها بعد تسعة أشهر على شكل 'سبق صحفي'، في محاولة مكشوفة لتصفية جيراندو إعلاميا والتشكيك في تماسك مؤسسات الدولة. وهنا تبرز الحقيقة الصادمة وهي أن علي المرابط لم يكن مجرد ناقل معلومة خاطئة، بل كُلّف بشكل غير مباشر بعملية 'الإعدام الإعلامي' لجيراندو، بعد أن أُحرق كورقة لم تعد صالحة للاستعمال. فالغاية من إعادة تدوير الإشاعة لم تكن سوى ضرب 'مصداقيته' المزعومة وشطبه من المعادلة بعد أداء الدور المطلوب. واللافت أن جيراندو ليس سوى واجهة هجومية تحرّكها أطراف أخطر بكثير، يتصدرها مهدي حيجاوي، مع احتمال وجود جهات أخرى تعمل من الخلف وتوفر الغطاء، مستفيدة من جهله وسذاجته وسعيه المرضي إلى الاعتراف والنجومية الزائفة. ولعل أبرز ما يفضح هذه المسرحية الساذجة، التسجيل الصوتي الذي كشفه اليوتيوبر محمد تحفة، والذي يسمع فيه هشام جيراندو يتحدث بكل ثقة وغباء عن لقائه المزعوم مع الهمة، ويؤكد فيه أن 'الجالية المغربية ستكون ممثلة بنسبة 10 في المائة في مؤسسات الدولة'، قبل أن يضيف، وهو يودّع النصّاب الذي أوهمه بأنه مسؤول رفيع: ' تحياتي للمعتقلين السياسيين في المغرب!' الأكثر سخرية أنه يروي اللقاء وكأنه جلس 'ندًّا لندّ' مع المستشار الملكي، ويصف دهشة الطرف الثالث (أي حيجاوي) من هذا الإنجاز الوهمي، دون أن يدرك أنه تحوّل إلى نكتة سياسية متنقلة. وبدل أن يصحّح روايته أو يعترف بأنه خُدع، اختار أن يغوص أكثر في الوهم، وراح ينشر رقمه علنا طالبا 'معلومات سرية'، ويختلق القصص واحدة تلو الأخرى، من شبكة مخدرات وهمية إلى خبر وفاة الحارس الملكي خالد فكري، الذي ما زال حيًا يُرزق وقرر مقاضاته. المعطيات الجديدة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن قصة اللقاء مع الهمة لم تكن سوى فخ احتيالي رخيص، نُفذ ببراعة من طرف محتال محترف، واستُغل فيه هشام جيراندو كورقة هجومية ضد الدولة، قبل أن يُحرق بعد انتهاء صلاحيته. الحكم عليه بـ15 سنة سجنا بتهمة تكوين عصابة إرهابية وتحريضه على اغتيال الوكيل العام السابق نجيم بنسامي، هو نهاية منطقية لمغامرته الحمقاء، واللافت أن نفس الجهات التي غذّته بالمعلومات الزائفة هي من انقلبت عليه ووصمته بـ'الخيانة'. بمعنى أوضح، هشام جيراندو لم يكن ضحية أجهزة، بل ضحية من استخدموه ثم تخلوا عنه. والاسم الذي يجب أن يُطرح بجرأة في كل هذا الملف هو مهدي حيجاوي، إلى جانب جهات أخرى ستتكشف تباعا… وإن غدا لناظره قريب.


الجريدة 24
١٢-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الجريدة 24
"علي لمرابط".. "مسيلمة" عصرنا الذي كذب ففضح نفسه ونسف أباطيله
سمير الحيفوفي إذا كان المتكلم أحمقا فعلى من يستمع إليه أن يكون عاقلا، وبالتالي لا يصدق كلمة واحدة مما يقول، هكذا قال حكماؤنا العرب قديما، وكما أنهم كفوا ووفوا بمثل هذه النصيحة، فسنزيد عليها ببعض التفاصيل لتأكيد صوابها، والأمر يتعلق بأحمق زماننا هذا، والذي هو "علي لمرابط"، الذي تجاوز الحمق بأشواط. وفي أمسية رمضانية، راح "علي لمرابط"، يتحفنا بقصص نسجها من عقله المريض، بناء على ما بلغه من أعداء يتمترسون في الظل ويتركونه مثل أي دمية في مسرح للعرائس، ليؤدي دوره البئيس، المنحاز إلى إثارة البلبلة عبر أكاذيب وسط الناس المضلَّلَة التي تتابعه. ولأن رباط الضلالة هو ما يجمع بين "علي لمرابط"، ومتابعيه، من المتأوهين في التعليقات التي تطبل له، دون أن ينتصر هؤلاء لأي منطق، اللهم منطق "عدو عدوي صديقي"، فلا بأس من نسف أكاذيب "مسيلمة" عصرنا، ورمي الرماد في عيون مريديه، ليزدادوا عمى على عماهم. فماذا قال "مسيلمة" كذاب عصرنا؟ لقد قال إن المدعو "المهدي حيجاوي"، التحق بـ"المديرية العامة للدراسات والمستندات" التي تعرف بالمخابرات" العسكرية ويشار إليها بـ"DGED"، في 1990، وهي كذبة مفضوحة بالعيان والبنان، لو أعمل "علي لمرابط" ومن يدور في فلكه، القليل من عقولهم المعطَلة، لو علمنا أن تاريخ ازدياد "صاحبنا" هو 1973. فكيف السبيل لالتحاق "فتى" لم يكمل بعد ربيعه السابع عشر، بجهاز المخابرات العسكرية؟ وإنه لسؤال يضرب في الصميم أول كذبة نطقها وما يليها، بتبنى قاعدة ما بني على باطل فهو باطل، لكن "مسيلمة الكذاب" كان يتحدث بعينين بارزتين وكأن به يقول الحق، بينما كان يلفظ باطلا لا غير. وتكتنف الغشاوة عقول وأفئدة وأبصار "علي لمرابط"، والمستمتعين بقفشاته الرمضانية حول "المهدي الحيجاوي"، لحد جعلت "مسيلمة الكذاب" يصور "الفتى" بطلا في عالم الجاسوسية، وقد استطاع، وفق ترهات المريض بـ"المهدي الحيجاوي"، تجنيد سفراء وقناصلة واستخلاص معلومات قيمة من لدن عملاء استخباراتيون. ولعل "علي لمرابط" تفوق كثيرا في خياله، على "نبيل فاروق" الروائي المصري صاحب روايات الجيب "رجل المستحيل"، فحتى "أدهم صبري" رجل المخابرات والبطل في الرواية كان يبلغ من العمر 35 عاما، لكن "المهدي الحيجاوي" فاق الخيال واقتحم هذا العالم الخفي دون سن السابعة عشر، وفعل الأعاجيب، مثلما ضرط علينا "مسيلمة الكذاب". أيضا، ولأن الكذب شعيرة يؤتيها "مسيلمة" زماننا، فإنه وليفضح نفسه استأنس إلى صورة مفبركة ببرمجية "فوتوشوب"، تفيد بأن "المهدي الحيجاوي" مترديا بزة عسكرية، وبلحية منسدلة على وجنتيه، بل إن كذابنا زاد من رأسه مثل أي أحمق، وزين صدره بقلادة نحاسية فيها اسمه، بكتابة لا تمت لأي جهاز عسكري بصلة. وماذا أراد "مسيلمة الكذاب" من الصورة المفبركة؟ لقد كابد لإنتاج مسخ بتوضيب رديء جدا، لعله يثبت أنه وفي ظرف وجيز لا يتعدى سبع سنوات من الخدمة في جهاز المخابرات العسكري، استطاع "الفتى" المدعو "المهدي الحيجاوي"، الارتقاء في الرتب بشكل صاروخي وغير معقول ولا مقبول البتة، من "مساعد" (Adjudant)، إلى "عقيد قائد" (Colonel Major) وهو أمر من ضرب الخيال أن يتم في أي جيش أو جهاز عسكري في العالم أجمع. لكن، أن يحاول "مسيلمة الكذاب" أو يوهمنا بأن موظفا مدنيا الذي هو ياسين المنصوري، المدير العام لـ"المديرية العامة للدراسات والمستندات" هو من رقى عسكريا مثل المدعو "المهدي الحيجاوي" من رتبة هي الأعلى بين الجنود "أجودان" إلى "كولونيل ماجور" التي هي دون اللواء (الجنرال) بين الضباط السامون، فإن في ذلك مدعاة للحجر عليه، عبر الإعراض عنه بمنطق "إذا نطق السفيه". فهل يدري "مسليمة الكذاب" أن المغاربة جميعا يعلمون جيدا بأن الملك محمد السادس هو القائد الأعلى لأركان القوات المسلحة الملكية، وبأن لا أحد يرقي الضباط من غيره، وبأن حياة الجندية والأنظمة العسكرية لا تبيح القفز على رتب عسكرية وحرق مراحل مهمة في المسار المهني، مثلما يدعي علينا كاذب عصرنا؟ لأجل ذلك ولكل ما سبق، فلنعرض عن "علي لمرابط"، الأحمق، ولنكن عقلاء فكلام العقلاء منزه عن العبث. شارك المقال


كش 24
١٩-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- كش 24
نصاب مغربي يبهدل المخابرات الجزائرية
تعرض النظام الجزائري لمقلب مثير على يد محتال مغربي، ادّعى أنه الرجل الثاني في المخابرات المغربية الخارجية DGED، و أنه مضطهد من الأجهزة السرية المغربية و يعاني من مشاكل مادية بعد الحجز على حساباته و ممتلكاته، و أنه يمتلك وثائق و معلومات و حقائق جد حساسة و يمكنها أن تفيد كثيرا الأجهزة السرية الجزائرية، في حربها اليومية ضد الرباط. وحسب ما اوردته مواقع تابعة للجبهة الانفصالية البوليساريو فقد اشترط المعني بالامر على ضباط المخابرات الجزائريين الذين تواصلوا معه في مدريد أن يوفروا له مبالغ مالية كبيرة تضمن له حدا معقولا من الرفاهية المالية، و أن يساعدوه في تغيير معطياته الشخصية و الانصهار في المجتمع الأوروبي دون أن يتعرف عليه المتربصون من الأجهزة السرية المغربية. وبالفعل تضيف المصادر ، وفر جهاز الاستعلامات الخارجي الجزائري، الذي يترأسه العميد 'موساوي رشدي فتحي'، للمحتال المغربي مبلغا أوليا يتمثل في ثلاثة ملايين أورو، على أن يتوصل بدفعتين أخريين لإكمال المبلغ الذي تم الاتفاق عليه و المتمثل في 10 ملايين أورو، لكن بمجرد حصوله على الدفعة الأولى اختفى المحتال المغربي، الذي قدمه الإعلام الجزائري على أن اسمه هو 'المهدي الحيجاوي'، و لا تزال الأجهزة الجزائرية تبحث عنه في الملاهي الإسبانية حيث كان يتردد طيلة شهر يناير من هذه السنة ووفق المصادر ذاتها فقد تبين ان المعني بالامر كان صحفي فاشل في جريدة مغربية، وأنه قبل ذلك كان قد أسس مركزا للدراسات تحت إسم 'مركز واشنطن'، و لم يتمكن من الحصول على التمويلات اللازمة و لم يستطع استمالة الداعمين و المستثمرين، ليقرر إغلاق مركزه و التوجه لممارسة الصحافة في الجرائد الإلكترونية، و أنه سبق أن تورط في عمليات نصب ضد شخصيات و رجال أعمال، بعدما ادعى أنه موظف سامي في أجهزة الاستخبارات و يستطيع أن يمكنهم عبر شبكة علاقاته من الحصول على الصفقات و التسهيلات و الحماية، لكن سرعان ما كشف أمره و تم وضع شكايات ضده بانتحال صفة و النصب و الاحتيال.


إيطاليا تلغراف
١٠-٠٢-٢٠٢٥
- إيطاليا تلغراف
مهدي حجاوي: بين وهم الأسرار وحقيقة الهروب
إيطاليا تلغراف عبد القادر الفرساوي في دروب الظلال التي تسير فيها أجهزة الاستخبارات، هناك من يختار أن يكون جنديا مخلصا لوطنه، وهناك من يقرر أن يبيع أسراره في سوق الخيانة. وبين هذا وذاك، يظهر أشخاص كـ مهدي حجاوي، الرجل الذي لم يعد له مأوى سوى الأكاذيب، ولم يبقَ له رفيق سوى الهروب. أحس أنه كان يوما ما 'الرجل الثاني' في المديرية العامة للدراسات و المستندات (DGED)، لكنه الآن مجرد طريد، يفرّ من بلد إلى آخر، بحثا عن مأوى في عواصم لا ترحب إلا بمن يبيع نفسه بثمن بخس. بدأ رحلته في باريس، لكنه سرعان ما أقنع نفسه بأنه بطل في فيلم تجسس رديء، حيث العيون تتربص به في كل زاوية، والأنفاس الساخنة تلاحقه في الأزقة المعتمة. ربما ظن أن النوافذ تخفي خلفها عملاء سرّيين، وأن كل نادل في مقهى يرسل إشارات مشفرة إلى غرفة عمليات سرية. لكنه، في الحقيقة، لم يكن سوى رجلٍ يبحث عن دراما تُبرر هروبه، أو ربما تفرّج على أفلام هوليوودية أكثر مما ينبغي. ربما أحس بأن الهدوء الذي كان يحتمي به لم يعد سوى وهم. لم يكن الأمر مفاجئا، فقد تغيرت السياسة، وتجددت العلاقات بين الرباط وباريس، ولم يعد له مكان في هذه المعادلة. حينها، اختار طريق الهاربين، فركب أول سفينة نحو إسبانيا، معتقدا أن شواطئها ستكون أكثر أمانا أو أكثر سخاء. لكن النجاة ليست لمن يهرب، بل لمن يملك ما يقدّمه. وحين وصلت مطالبات المغرب بتسليمه، وجد نفسه بين خيارين: إما أن يعود، أو أن يتحول إلى بائع للوهم. الصحافة الإسبانية التي سارعت لنقل قصته لم تفوّت الفرصة لتقديمه على أنه 'الكنز الاستخباراتي'، الرجل الذي كان يدير كل الملفات، يعرف كل الأسرار، ويحرك السياسة كأنها قطع شطرنج. لكن، هل هذا ممكن؟ مهدي حجاوي ليس أكثر من ضابط كان يعمل في مجال محدد، مثل غيره من مئات الضباط الذين يملأون أجهزة الاستخبارات في العالم. لا يوجد جهاز أمني يمنح شخصا واحدا مفاتيح كل الملفات، ولا يسمح لضابط بأن يكون العارف بكل شيء، لأن الاستخبارات ليست فردا، بل منظومة معقدة، تتوزع فيها الأدوار بعناية دقيقة. فكيف لرجل مثل مهدي أن يكون مستودع أسرار الدولة كلها؟ كيف له أن يدّعي أنه كان يخطط لكل العمليات ويدير خيوط اللعبة وحده؟ ببساطة، لأنه الآن مضطر ليختلق بطولة زائفة تبرر وجوده في المنفى. عندما وجد نفسه مطاردا بالقانون، لم يكن أمامه سوى البحث عن مأوى جديد، لكن المخابئ ليست مجانية، والحماية تحتاج إلى ثمن. في عالم الاستخبارات، لا أحد يمنحك الأمان دون مقابل، ومن يهرب يعرف أنه بحاجة إلى ما يقدمه ليُبقي نفسه في اللعبة. بدأت الصحافة الإسبانية تتحدث عنه كأنه يحمل كنوز المغرب الاستخباراتية: حديث عن تجنيد الصحفيين ، عن التأثير السياسي، عن عمليات في أوروبا، عن صفقات مخابراتية كبرى… لكن، إذا كانت كل هذه المعلومات صحيحة، لماذا لم يكشفها إلا بعد هروبه؟ لأنه ببساطة لا يملك شيئا و لا رأس مال لديه سوى لسانه، ولسان الهارب دائما ما ينطق بالكذب أكثر مما ينطق بالحق. إسبانيا، التي تحاول الحفاظ على توازن حساس في علاقاتها مع المغرب، لم تجد في قصته أكثر من أداة ضغط استخباراتية وإعلامية مؤقتة. فهناك دائما من يبحث عن قصة تثير الجدل، خاصة حين يكون المغرب طرفا فيها. لكن الزمن كفيل بكشف الحقيقة، ففي عالم السياسة والاستخبارات، لا مكان لمن يتحدث بعد خروجه من اللعبة، ولا وزن لمن يبحث عن أمانه في صفحات الصحف بدل أن يصنعه بنفسه. مهدي، مثل غيره من الضباط السابقين في أجهزة العالم أجمع الذين اختاروا طريق الهروب بدل المواجهة، قد يجد اليوم من يستمع إليه، لكنه سيكتشف عاجلًا أم آجلًا أن الكلام وحده لا يصنع مستقبلا، وأن الأدوار العابرة سرعان ما تنتهي حين تفقد بريقها. إيطاليا تلغراف


تليكسبريس
٠٨-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- تليكسبريس
مهدي حيجاوي: رهان خاسر في لعبة الأكاذيب ضد المغرب
يواصل أعداء المغرب، كعادتهم، نشر الأكاذيب والإشاعات المكشوفة لتشويه صورة المملكة ومصالحها الأمنية التي تقض مضاجعهم بفعل نجاحاتها الباهرة في إفشال المخططات الإجرامية وتفكيك الخلايا الإرهابية، إن على المستوى الداخلي أو في تعاونها الفعال مع نظيراتها الدولية، التي تشهد لها بمهنيتها العالية وكفاءة أطرها وكوادرها المتمرسة على أحدث التقنيات والأساليب في هذا المجال. آخر ما اهتدى إليه أعداء المغرب، هو الزج بأحد الأوراق المحروقة في لعبتهم القذرة ضد المملكة، وذلك من خلال الترويج لبعض الإشاعات بشأن النصاب المدعو 'مهدي حيجاوي'، والإدعاء بأنه 'الرجل الثاني' في الاستخبارات الخارجية المغربية (لادجيد) وأنه 'فر إلى وجهة مجهولة، بعدما لجأ إلى إسبانيا في وقت سابق'. هذه الأكذوبة، تم الترويج لها عبر الأبواق الدعائية المعروفة بعدائها للمغرب، وبعض والتافهين في المغرب وذلك نقلا عن موقع 'إل كونفيدونسيال' الإسباني المعروف بعدائه للمغرب، وباستغلال بعض الأصوات الإعلامية النشاز التي تحرص دائما على الإفصاح عن حقدها الدفين للمغرب بالاعتماد على الكذب والافتراء بعيدا عن الأخلاق والمبادئ الصحفية. ما يتجاهله عمدا، هؤلاء، وكذا أبواقهم الإعلامية وناقلي ادعاءاتهم سواء في المغرب أو الخارج، هو ان هذا المدعو مهدي حيجاوي لم يتقلد يوما منصب 'الرجل الثاني' في أي جهاز، ناهيك عن أن يكون جزءا من قيادة الاستخبارات الخارجية المغربية. ويجب ان يعلم هؤلاء أن هذا الشخص لم يكن سوى موظف عادي في جهاز الاستخبارات، بلا أي مؤهلات أكاديمية أو علمية تذكر، مما يجعله يفتقر إلى الكفاءة اللازمة في مجالات مثل التحليل الاستراتيجي أو الدراسات الجيوسياسية، والتي يحاول من يروجون لبطولاته ان يوهموا الرأي العام بذلك. ومن خلال مسيرته العملية، تبين أن أداءه كان ضعيفا في التفكير التحليلي، وبعيدًا عن الرؤية الاستراتيجية، فضلا عن غياب المهارات القيادية الأساسية لديه، ما يجعله اقرب إلى دمية تحركها الأيادي الخفية المعادية للمغرب. وللإشارة فقط فإن هذا الشخص تم إبعاده من المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED) منذ حوالي 15 عاما، بسبب 'مخالفة مهنية' تتعلق بعلاقاته المشبوهة. وبعد هذه الإقالة، حاول هجاوي بناء صورة وهمية عن نفسه، وذلك عبر التلاعب بالحقائق ونشر قصص مختلقة بهدف إقناع من حوله، بما في ذلك ضحاياه. كما أظهرت التحقيقات أنه انخرط في عمليات احتيال متنوعة بعد إقالته، حيث يواجه الآن عدة تهم تشمل تشكيل شبكة تهريب بشر واحتيال مالي. أحد أبرز هذه القضايا يتعلق برجال أعمال من الرباط، الذين تقدموا بشكاوى ضده بعد أن استولى على ملايين من الدراهم، بحجة تسهيل هجرتهم وأسرهم إلى فرنسا، مقابل تقديم تصاريح إقامة قانونية. وبعد أن تسلم الأموال والوثائق عبر سائقه اختفى تماما ولم يعد يرد على أي اتصال، مما كشف عن عملية نصب كبيرة. وفي قضية أخرى، استخدم حيجاوي أحد أقاربه كوسيط في نزاع عقاري، حيث تمكن من الاحتيال على مبلغ يُقدّر بـ 11 مليون درهم، ضاربًا عرض الحائط بكل القيم الأخلاقية والمهنية. ولم تقتصر أنشطته المشبوهة على المغرب فقط، بل ارتبط بشبكات إجرامية دولية تعمل في تهريب المخدرات وغسل الأموال في أوروبا وكندا. وكانت له ارتباطات مشبوهة مع مجرمين معروفين، مثل المدعو هشام جراندو المقيم في كندا والمعروف كأحد اكبر النصابين والمحتالين على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن جهة أخرى، فإن الحجاوي مطلوب لدى السلطات الإسبانية بسبب تورطه في جرائم تزوير واستخدام وثائق مزيفة، وقد تبين أيضا أنه قدم بلاغا كاذبا حول سرقة سيارة فاخرة مسجلة في إسبانيا بعدما أدخلها إلى المغرب. إن هذه الحقائق تكشف بوضوح حجم التلاعب والاحتيال الذي مارسه مهدي حيجاوي، وبالتالي فإن محاولاته لترويج صورة مختلفة عن نفسه تظل بلا أساس، بعيدًا عن الحقيقة، كما أن الاعتماد عليه من قبل أعداء المغرب والترويج له عبر ما تم نشره هو بمثابة الرهان على حصان خاسر، أو بالأحرى بغل عاثر.