أحدث الأخبار مع #DJT


تحيا مصر
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- تحيا مصر
100 يوم من تروث سوشيال.. تغريدات ترامب تفجر جدلاً دولياً وتقلب المشهد العالمي
فمنذ عودته إلى البيت الأبيض في 21 يناير 2025، لم تكن رئاسة دونالد ترامب الثانية مجرد امتداد لنهجه السابق، بل تحولت إلى عرض مباشر للأفكار والسياسات عبر منصة تروث سوشيال. في أول 100 يوم، كشف ترامب عن نواياه بصوت مرتفع، حرفيًا، عبر تغريدات أحدثت ضجيجًا عالميًا. اليوم الأول: عودة الصوت المزلزل في يوم تنصيبه رئيساً للمرة الثانية، كتب ترامب تغريدة افتتاحية حملت الطابع التصعيدي ذاته الذي ميّز ولايته الأولى، قائلاً: "عدنا من جديد، وهذه المرة لن نترك أميركا تُدار بالضعف والتردد، عهد جديد يبدأ الآن، أميركا أولاً!"، واضعًا بذلك حجر الأساس لنهج رئاسي حاد ومباشر. 2 أبريل: إعلان حرب اقتصادية بتغريدة ترامب لم ينتظر ترامب طويلاً قبل أن يفتح جبهة اقتصادية جديدة، حين أعلن يوم التحرير من خلال فرض رسوم جمركية على شركاء تجاريين كبار، واصفًا إياها بـ"أعظم خطوة إنقاذ لأميركا". النتيجة كانت كارثية على الأسواق: وول ستريت فقدت مكاسبها، والذهب والبتكوين شهدا ارتفاعًا كبيرًا كملاذات آمنة، مما دفع العديد من المحللين لاعتبار هذه التغريدة أخطر تغريداته الاقتصادية. تغريدات ترامب 9 أبريل: هل استغل ترامب نفوذه؟ في لحظة مفاجئة كتب ترامب: الآن هو الوقت المثالي للشراء! DJT، لتقفز الأسواق الأميركية مباشرة، قبل أن يُعلن عن تجميد الرسوم الجمركية. تغريدة فتحت الباب أمام اتهامات باستخدام المعلومات الداخلية لتحفيز مكاسب مالية شخصية، خاصة وأن شركاته المدرجة استفادت من الارتفاعات اللحظية. قضية الهجرة: تصريحات مثيرة للجدل في 21 أبريل، فجّر ترامب موجة جديدة من الانتقادات بقوله: لا يمكننا تقديم محاكمة لكل شخص نرغب في ترحيله، لأن ذلك سيستغرق، دون مبالغة، 200 عام. تصريح أثار غضب منظمات حقوق الإنسان، لكنه لم يغير في السياسات الفعلية شيئاً. تغريدات ترامب عن الشرق الأوسط وقنوات العبور: مطالب صادمة في 26 أبريل، طالب ترامب علنًا بالسماح للسفن الأميركية بالمرور مجانًا عبر قناتي السويس وبنما، مبررًا ذلك بالدعم التاريخي الأميركي لهما. تغريدة ترامب أثارت سخطاً واسعاً في الشرق الأوسط، لا سيما في مصر، حيث رُفضت تصريحاته باعتبارها "تعديًا على السيادة الوطنية". تغريدات ترامب العملة الرقمية "ترامب": خلط السياسة بالتجارة؟ في تغريدة ترامب التي تعكس تداخلاً صارخاً بين السياسة والمصالح التجارية، كتب الرئيس الأمريكي في 17 يناير: "فخور بإطلاق عملتنا الرقمية الجديدة $Trump! استثمروا الآن". هذه الخطوة وُوجهت بانتقادات حادة من السياسيين والمراقبين، الذين اتهموه بتضارب المصالح واستغلال منصبه لتحقيق أرباح خاصة. من ترامب غزة إلى كندا الولاية الـ51: تغريدات ترامب تفجر جدلاً دولياً وتقلب المشهد العالمي لا يمر يوم منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض دون أن تترك تغريداته على منصة تروث سوشيال أثراً دولياً. في أقل من أربعة أشهر، تحوّلت تغريداته من شعارات محلية إلى عناوين أزمة عالمية، طالت الصين، كندا، أوروبا، والشرق الأوسط. تغريدات جمعت بين الغرابة والتهديد، وأثارت تساؤلات عميقة حول توجهات السياسة الأميركية الجديدة، ومخاطر الخلط بين الرئاسة والإثارة الإعلامية. كندا الولاية الـ51: تغريدة أشعلت السخرية والقلق في 15 فبراير، نشر ترامب تغريدة قال فيها: كثير من الكنديين يرغبون في أن تصبح كندا الولاية الـ51. فكرة تستحق التفكير، لتنهال ردود الأفعال الساخرة والساخطة من السياسيين الكنديين، الذين وصفوها بأنها تخريف إمبريالي، بينما اعتبرها بعض المحللين الأميركيين محاولة لتحويل الأنظار عن الأزمات الداخلية بخلق جدل عبثي خارجي. تهديدات اقتصادية.. وابتزاز تجاري اتخذت تغريدات ترامب منحى أكثر خطورة تجاه الصين، حيث هدّد في 7 أبريل بفرض رسوم جمركية بنسبة 50%، ثم رفعها إلى 125% بعد يومين فقط، متهماً بكين بـ"الاحتيال التجاري". أما أوروبا، فلم تسلم بدورها من التصعيد، حيث هدّد بفرض رسوم بنسبة 200% على النبيذ الأوروبي، وسط صمت رسمي من بروكسل وقلق من المنتجين. وفي خطوة أربكت الحلفاء التقليديين، فرض ترامب رسوماً جديدة على واردات من كندا وأستراليا، مما زاد من توتر العلاقات التجارية عبر الأطلسي. تغريدات ترامب اشتروا الآن.. وتجميد لاحق: هل استغل المعلومات؟ من أكثر تغريدات ترامب إثارة للجدل كانت تلك التي نشرها في 9 أبريل: الآن هو الوقت المثالي للشراء، قبل ساعات فقط من تجميده رسومًا جمركية كانت تُثقل الأسواق. تغريدات ترامب دفعت البعض إلى التساؤل: هل استغل الرئيس الأمريكي منصبه لتحقيق مكاسب اقتصادية؟ خصوصاً وأن شركاته شهدت ارتفاعاً في أسهمها تزامناً مع التغييرات المفاجئة. ترامب غزة: ذكاء اصطناعي أم استخفاف بالأزمة؟ وفي واحدة من أكثر تغريدات ترامب إثارة للغضب، نشر الرئيس الأمريكي فيديو مولداً بالذكاء الاصطناعي يُصوّر قطاع غزة كمشروع سياحي فاخر يحمل اسمه "ترامب غزة". لم يتوقف الأمر عند حدود الفيديو، بل اقترح إعادة توطين سكان القطاع في "دول مجاورة"، ما أثار غضباً عربياً ودولياً، وسط إدانات واسعة لتجاهله الواقع الإنساني المأساوي في غزة. هجمات شخصية وخطاب عدائي في منشور صادم تزامن مع عيد الفصح، هاجم ترامب خصومه السياسيين بألفاظ لاذعة، مواصلاً نمطاً تصعيدياً لا يخلو من عدائية ومساس بالقيم السياسية التقليدية. المراقبون اعتبروا هذه اللغة مؤشراً إلى أن ترامب لا ينوي تهدئة الأجواء، بل على العكس، يعزز حالة الاستقطاب الحاد في المشهد الأميركي. ما بين السخرية والتهديد، والمشروعات الوهمية والتصعيد الاقتصادي، باتت تغريدات ترامب مرآة لنهج إداري غير تقليدي يُثير الجدل في كل اتجاه. وبينما يرى البعض أنها مجرد استراتيجية إعلامية، يعتبرها آخرون خطرًا حقيقيًا على الاستقرار الدولي. المؤكد الوحيد هو أن كل تغريدة من تغريدات ترامب تُعيد تشكيل الواقع، أو على الأقل تخلط أوراقه من جديد. تغريدات ترامب


الشرق السعودية
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الشرق السعودية
تغريدات ترمب في أول 100 يوم رئاسة.. أقل تهكماً أكثر تهديداً
في كل مرة دوّى فيها تنبيه من منصة "تروث سوشيال"، كانت الأنظار تتجه مباشرة إلى حساب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فمنذ عودته إلى البيت الأبيض في 21 يناير 2025، لم يترك يوماً دون تغريدة، بل تحولت رسائله القصيرة إلى محرك للسياسات ومصدر للتوترات الدولية وأداة لإشعال الأسواق تارة وتهدئتها تارة أخرى. وخلال أول 100 يوم من ولايته الثانية، أطلق ترمب العنان لعشرات التغريدات التي تجاوز أثرها حدود الكلمات لتعيد تشكيل العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم. في السطور التالية، نستعرض أبرز تلك التغريدات تحت عناوين تُجسد أثرها السياسي والاقتصادي على أميركا والعالم. أول تغريدة: الكشف عن نوايا ترمب في 21 يناير 2025، يوم تنصيبه الرسمي رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية، كتب ترمب أولى تغريداته بعد عودته للبيت الأبيض من حسابه على "تروث سوشيال" قائلاً: "عدنا من جديد، وهذه المرة لن نترك أميركا تُدار بالضعف والتردد. عهد جديد يبدأ الآن. أميركا أولاً!". التغريدة، التي حملت طابعاً حماسياً واستفزازياً في الوقت نفسه، اعتُبرت بمثابة بيان سياسي يؤكد أن ولايته الثانية ستكون امتداداً مباشراً لنهج التصعيد والمواجهة الذي عُرف به خلال ولايته الأولى. أقوى تغريدة: "يوم التحرير" يهز الأسواق في 2 أبريل 2025، نشر ترمب عدة تغريدات متتابعة قال فيها: "اليوم نعلن عن يوم التحرير! سنفرض رسوماً جمركية جديدة لحماية اقتصادنا من الاستغلال الخارجي". وأضاف: "إنها أعظم خطوة إنقاذ، ليس فقط للشركات الصغيرة، بل لأميركا كلها. لقد كانت البلاد تسير في مسار غير قابل للاستمرار". وتبعها بجداول التعريفات التي فرضها لكل دول على حدة. جاءت هذه التغريدة بمثابة إعلان حرب اقتصادية، إذ تسببت في انهيار فوري للأسواق العالمية. فقدت مؤشرات وول ستريت مكاسبها، وارتفعت أسعار الذهب وبتكوين كملاذات آمنة. أضعف تغريدة: الترحيل بلا محاكمة في 21 أبريل، قال ترمب: "لا يمكننا تقديم محاكمة لكل شخص نرغب في ترحيله، لأن ذلك سيستغرق، دون مبالغة، 200 عام". أثارت هذه التغريدة انتقادات من منظمات حقوق الإنسان التي رأت فيها مساساً بأسس العدالة، لكنها لم تترك تأثيراً سياسياً فعلياً. التغريدة الأكثر تأثيراً في الأسواق: دعوة غامضة للشراء في 9 أبريل، كتب ترمب: "الآن هو الوقت المثالي للشراء! DJT". وارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية مباشرة، قبل أن يُعلن لاحقاً عن تجميد مؤقت للرسوم الجمركية. وأثار ذلك جدلاً واسعاً حول استغلال المعلومات الداخلية لرفع أسهم شركاته واستغلال نفوذه كرئيس للولايات المتحدة. التغريدة الأكثر تأثيراً على الشرق الأوسط في 26 أبريل 2025، أثار الرئيس الأميركي جدلاً واسعاً في الشرق الأوسط بسبب التغريدة التي طالب فيها بالسماح للسفن الأميركية، سواء الحربية أو التجارية، بالمرور مجاناً عبر قناتي بنما والسويس. وبرر ترمب مطلبه بأن هاتين القناتين ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة، مشيراً إلى الدعم الأميركي التاريخي في إنشاء وتشغيل وحماية هذه الممرات المائية الحيوية. كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، في منشور على منصة "إكس"، إن الولايات المتحدة "لا ينبغي أن تدفع لعبور قناة تدافع عنها"، مما يعكس توجهاً أميركياً جديداً نحو إعادة تقييم العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية مع الدول التي تستضيف هذه الممرات المائية. هذه التصريحات أثارت ردود فعل متباينة، خاصة في مصر، حيث تُعد قناة السويس مصدراً حيوياً للنقد الأجنبي، وتستهدف تحقيق إيرادات تصل إلى 7 مليارات دولار بنهاية العام الجاري. أسوأ تغريدة: إطلاق عملة ترمب في 17 يناير، غرّد ترمب قائلاً: "فخور بإطلاق عملتنا الرقمية الجديدة $Trump! استثمروا الآن". أثارت هذه التغريدة موجة من الانتقادات، حيث اتُّهم ترمب بتضارب المصالح واستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية. أغرب تغريدة: كندا الولاية 51 في 15 فبراير، كتب ترمب: "كثير من الكنديين يرغبون في أن تصبح كندا الولاية الـ51. فكرة تستحق التفكير!". أثارت التغريدة موجة من السخرية والجدل السياسي في كندا والولايات المتحدة، واعتُبرت من أغرب ما نُشر خلال الفترة. تغريدات فجرت أزمات تركزت أبرز الأزمات في تغريداته تجاه الصين، أبرزها تهديده في 7 أبريل بفرض رسوم بنسبة 50%، ثم رفعها إلى 125% في 9 أبريل، مع اتهام بكين بالاحتيال التجاري. وفي مارس، هدّد ترمب بفرض رسوم بنسبة 200% على النبيذ الأوروبي، كما فرض رسوماً جديدة على واردات من كندا وأستراليا. تغريدات أثارت شبهات أبرزها تغريدة "الشراء الآن"، التي كتبها قبل ساعات من تجميد رسوم جمركية، مما أثار تساؤلات حول إمكانية استغلال المعلومات. كما هاجم في منشور بعيد الفصح خصومه السياسيين بشكل لاذع. كما أثار ترمب جدلاً واسعاً عقب ترويجه لفيديو بالذكاء الاصطناعي يتخيل غزة كمشروع سياحي فاخر يحمل اسمه "ترمب غزة"، إضافة إلى اقتراحه إعادة توطين سكان القطاع في دول مجاورة، وهي مواقف قوبلت بانتقادات حادة دولياً وعربياً. أبرز الشخصيات المستهدفة في تغريدات ترمب جيروم باول– رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وكتب ترمب عنه: "جيروم باول هو خاسر كبير. ومتأخر دائماً، خفض الفائدة لا يأتي بسرعة كافية!" ووقتها انقلبت الأسواق رأساً على عقب بسبب الخوف من إقالة ترمب لباول أو على الأقل الضغط عليه لخفض الفائدة، خاصة بعدما قال إن الفيدرالي سيتحمل عواقب التداعيات الناتجة عن سياسة الرسوم الجمركية ما لم يخفض الفائدة بسرعة كافية. لكن ترمب عاد وطمأن الأسواق بعدها أنه "لا نية لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي". جو بايدن– الرئيس الأميركي السابق، الهجوم على بايدن بشكل كثيف ومركز يظهر في عدة تغريدات على صفحة ترمب، حيث كتب في أحدها: "بايدن ترك البلاد في حالة فوضى. نحن نعمل على تصحيح الأمور"، واتهمه في أخرى أنه السبب في وجود عدد كبير من المجرمين والمهاجرين غير الشرعيين في البلاد. القضاة والمعارضون السياسيون، وصف ترمب بعض القضاة بـ"المنحازين"، واتهم خصومه بـ"خيانة الأمة" بعد رفع عدة قضايا عليه والتي كان آخرها مقاضاة 12 ولاية له بسبب سياسة الرسوم الجمركية، مما عمّق الانقسام السياسي وأثار جدلاً حول احترامه للمؤسسات. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فعلى الرغم من العلاقات الدافئة إلى حد ما بين ترمب وبوتين لكنه مع ذلك لم يتردد في الهجوم عليه قائلاً: "فلاديمير، توقف!" في تغريدة مثيرة جاءت عقب هجوم روسي على كييف، ووصفها البعض بالاستفزازية والسطحية. ومن بوتين إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي انتقده ترمب مراراً واعتبره "ضعيفاً وغير قادر على السيطرة على بلاده"، داعياً إلى حل تفاوضي ينهي النزاع "قبل أن تتفاقم الفوضى" بعد هجومه عليه في اللقاء الشهير الذي جمع بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض. أبرز الدول التي استهدفتها تغريدات ترمب كانت أكثر الدول محط التركيز في تغريدات ترمب هي: الصين (5 تغريدات) شملت: رفع رسوم، واتهامات بالاحتيال، وإنهاء المحادثات. كندا (3 تغريدات) وركزت على: فرض رسوم، واقتراح ضمها ولاية، وتوتر سياسي. المكسيك (تغريدتان): تهديد برسوم، وضغوط أمنية. الاتحاد الأوروبي (تغريدتان): تهديد برسوم على النبيذ والشمبانيا. أستراليا (تغريدة واحدة): رسوم جديدة على الواردات. غزة/فلسطين (أكثر من تغريدة مباشرة وغير مباشرة): فيها تلميحات لتفريغ القطاع من سكانه وتأييد واضح للعمليات العسكرية الإسرائيلية. أكثر المواضيع والكلمات تكراراً كانت الكلمات الأكثر وروداً في تغريدات ترمب على الترتيب، هي: السياسات التجارية: 40%، والاقتصاد والأسواق: 25%، والهجرة والحدود: 15%، والسياسة الداخلية: 10%، والشؤون الدولية: 10%. متى يغرد ترمب؟ أظهرت بيانات التغريدات أن ترمب يفضل التغريد في ساعات مبكرة من الصباح أو قبيل افتتاح الأسواق، ما يُشير إلى محاولته التأثير المباشر في معنويات المستثمرين أو خلق صدمة إعلامية قبل تعليقات الخصوم. توقيت التغريدات نفسه أصبح أحد أدوات إدارة الأزمات أو توجيه الرأي العام. من يخاطب ترمب؟ رغم الطابع العام لتغريداته، إلا أن تحليل مضمونها يظهر أنها موجهة لجمهور مختلف كل مرة: التغريدات الاقتصادية تخاطب وول ستريت، التغريدات ضد الهجرة تخاطب الناخبين المحافظين، والتغريدات الموجهة إلى الصين أو غزة تخاطب الخارج. هذا التباين في الجمهور يعكس نهجاً مدروساً في توظيف منصة "تروث سوشيال". تغريدة تراجعت عنها الإدارة الأميركية من أبرز الأمثلة، تغريدة ترمب عن "الشراء الآن" في 9 أبريل، والتي أعقبها بيان رسمي من البيت الأبيض لتوضيح أنها لا تمثل نصيحة مالية. كذلك التغريدة التي تحدَّث فيها عن خطة إعادة توطين سكان غزة قوبلت بصمت عميق من مستشاريه بعد الانتقادات الدولية، ما يعكس الفجوة أحياناً بين تغريدات الرئيس والمؤسسة التنفيذية. هل تغيرت نبرة ترمب بين ولايتيه؟ عند مقارنة تغريدات ترمب بين عامي 2017 و2025، يمكن ملاحظة تغير طفيف في الأسلوب: أقل تهكماً، لكن أكثر تهديداً، وأكثر استخداماً لمصطلحات اقتصادية وتجارية. كما اتجه إلى استخدام مقاطع فيديو ورسوم بيانية، ما يعكس تطوراً في أدواته الإعلامية. تفاعل الجمهور بين التأييد والسخرية بعض التغريدات حصدت تفاعلاً غير مسبوق، مثل تغريدة "فلاديمير، توقف!" التي أثارت موجة من النكات والرسوم الساخرة، فيما لاقت تغريدته عن البنية التحتية تأييداً من جمهور متنوع. هذا التفاعل يُظهر أن ترمب لم يخاطب أنصاره فقط، بل أثار أيضاً جمهوراً واسعاً من المعارضين، ساهموا في تضخيم صوته عبر التداول والردود. ختاماً، يمكن القول إنه من تغريدة التنصيب إلى إعلان "يوم التحرير"، ومن إطلاق عملة مشفرة إلى اتهامات القضاء، ومن غزة إلى كييف، كانت تغريدات ترمب أداة مباشرة لإدارة السلطة. خلال 100 يوم فقط، شكّلت هذه التغريدات عناوين للصحف، وحركت الأسواق، وأشعلت الجدل في الداخل والخارج، لتُرسخ حقيقة واحدة: في عهد ترمب، السياسة تبدأ من منشور قصير على "تروث سوشيال". هذا المحتوى من "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ".


الشرق السعودية
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الشرق السعودية
تغريدات ترمب في أول 100 يوم رئاسة.. أقل تهكماً وأكثر تهديداً
في كل مرة دوّى فيها تنبيه من منصة "تروث سوشيال"، كانت الأنظار تتجه مباشرة إلى حساب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فمنذ عودته إلى البيت الأبيض في 21 يناير 2025، لم يترك يوماً دون تغريدة، بل تحولت رسائله القصيرة إلى محرك للسياسات ومصدر للتوترات الدولية وأداة لإشعال الأسواق تارة وتهدئتها تارة أخرى. وخلال أول 100 يوم من ولايته الثانية، أطلق ترمب العنان لعشرات التغريدات التي تجاوز أثرها حدود الكلمات لتعيد تشكيل العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم. في السطور التالية، نستعرض أبرز تلك التغريدات تحت عناوين تُجسد أثرها السياسي والاقتصادي على أميركا والعالم. أول تغريدة: الكشف عن نوايا ترمب في 21 يناير 2025، يوم تنصيبه الرسمي رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية، كتب ترمب أولى تغريداته بعد عودته للبيت الأبيض من حسابه على "تروث سوشيال" قائلاً: "عدنا من جديد، وهذه المرة لن نترك أميركا تُدار بالضعف والتردد. عهد جديد يبدأ الآن. أميركا أولاً!". التغريدة، التي حملت طابعاً حماسياً واستفزازياً في الوقت نفسه، اعتُبرت بمثابة بيان سياسي يؤكد أن ولايته الثانية ستكون امتداداً مباشراً لنهج التصعيد والمواجهة الذي عُرف به خلال ولايته الأولى. أقوى تغريدة: "يوم التحرير" يهز الأسواق في 2 أبريل 2025، نشر ترمب عدة تغريدات متتابعة قال فيها: "اليوم نعلن عن يوم التحرير! سنفرض رسوماً جمركية جديدة لحماية اقتصادنا من الاستغلال الخارجي". وأضاف: "إنها أعظم خطوة إنقاذ، ليس فقط للشركات الصغيرة، بل لأميركا كلها. لقد كانت البلاد تسير في مسار غير قابل للاستمرار". وتبعها بجداول التعريفات التي فرضها لكل دول على حدة. جاءت هذه التغريدة بمثابة إعلان حرب اقتصادية، إذ تسببت في انهيار فوري للأسواق العالمية. فقدت مؤشرات وول ستريت مكاسبها، وارتفعت أسعار الذهب وبتكوين كملاذات آمنة. أضعف تغريدة: الترحيل بلا محاكمة في 21 أبريل، قال ترمب: "لا يمكننا تقديم محاكمة لكل شخص نرغب في ترحيله، لأن ذلك سيستغرق، دون مبالغة، 200 عام". أثارت هذه التغريدة انتقادات من منظمات حقوق الإنسان التي رأت فيها مساساً بأسس العدالة، لكنها لم تترك تأثيراً سياسياً فعلياً. التغريدة الأكثر تأثيراً في الأسواق: دعوة غامضة للشراء في 9 أبريل، كتب ترمب: "الآن هو الوقت المثالي للشراء! DJT". وارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية مباشرة، قبل أن يُعلن لاحقاً عن تجميد مؤقت للرسوم الجمركية. وأثار ذلك جدلاً واسعاً حول استغلال المعلومات الداخلية لرفع أسهم شركاته واستغلال نفوذه كرئيس للولايات المتحدة. التغريدة الأكثر تأثيراً على الشرق الأوسط في 26 أبريل 2025، أثار الرئيس الأميركي جدلاً واسعاً في الشرق الأوسط بسبب التغريدة التي طالب فيها بالسماح للسفن الأميركية، سواء الحربية أو التجارية، بالمرور مجاناً عبر قناتي بنما والسويس. وبرر ترمب مطلبه بأن هاتين القناتين ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة، مشيراً إلى الدعم الأميركي التاريخي في إنشاء وتشغيل وحماية هذه الممرات المائية الحيوية. كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، في منشور على منصة "إكس"، إن الولايات المتحدة "لا ينبغي أن تدفع لعبور قناة تدافع عنها"، مما يعكس توجهاً أميركياً جديداً نحو إعادة تقييم العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية مع الدول التي تستضيف هذه الممرات المائية. هذه التصريحات أثارت ردود فعل متباينة، خاصة في مصر، حيث تُعد قناة السويس مصدراً حيوياً للنقد الأجنبي، وتستهدف تحقيق إيرادات تصل إلى 7 مليارات دولار بنهاية العام الجاري. أسوأ تغريدة: إطلاق عملة ترمب في 17 يناير، غرّد ترمب قائلاً: "فخور بإطلاق عملتنا الرقمية الجديدة $Trump! استثمروا الآن". أثارت هذه التغريدة موجة من الانتقادات، حيث اتُّهم ترمب بتضارب المصالح واستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية. أغرب تغريدة: كندا الولاية 51 في 15 فبراير، كتب ترمب: "كثير من الكنديين يرغبون في أن تصبح كندا الولاية الـ51. فكرة تستحق التفكير!". أثارت التغريدة موجة من السخرية والجدل السياسي في كندا والولايات المتحدة، واعتُبرت من أغرب ما نُشر خلال الفترة. تغريدات فجرت أزمات تركزت أبرز الأزمات في تغريداته تجاه الصين، أبرزها تهديده في 7 أبريل بفرض رسوم بنسبة 50%، ثم رفعها إلى 125% في 9 أبريل، مع اتهام بكين بالاحتيال التجاري. وفي مارس، هدّد ترمب بفرض رسوم بنسبة 200% على النبيذ الأوروبي، كما فرض رسوماً جديدة على واردات من كندا وأستراليا. تغريدات أثارت شبهات أبرزها تغريدة "الشراء الآن"، التي كتبها قبل ساعات من تجميد رسوم جمركية، مما أثار تساؤلات حول إمكانية استغلال المعلومات. كما هاجم في منشور بعيد الفصح خصومه السياسيين بشكل لاذع. كما أثار ترمب جدلاً واسعاً عقب ترويجه لفيديو بالذكاء الاصطناعي يتخيل غزة كمشروع سياحي فاخر يحمل اسمه "ترمب غزة"، إضافة إلى اقتراحه إعادة توطين سكان القطاع في دول مجاورة، وهي مواقف قوبلت بانتقادات حادة دولياً وعربياً. أبرز الشخصيات المستهدفة في تغريدات ترمب جيروم باول– رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وكتب ترمب عنه: "جيروم باول هو خاسر كبير. ومتأخر دائماً، خفض الفائدة لا يأتي بسرعة كافية!" ووقتها انقلبت الأسواق رأساً على عقب بسبب الخوف من إقالة ترمب لباول أو على الأقل الضغط عليه لخفض الفائدة، خاصة بعدما قال إن الفيدرالي سيتحمل عواقب التداعيات الناتجة عن سياسة الرسوم الجمركية ما لم يخفض الفائدة بسرعة كافية. لكن ترمب عاد وطمأن الأسواق بعدها أنه "لا نية لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي". جو بايدن– الرئيس الأميركي السابق، الهجوم على بايدن بشكل كثيف ومركز يظهر في عدة تغريدات على صفحة ترمب، حيث كتب في أحدها: "بايدن ترك البلاد في حالة فوضى. نحن نعمل على تصحيح الأمور"، واتهمه في أخرى أنه السبب في وجود عدد كبير من المجرمين والمهاجرين غير الشرعيين في البلاد. القضاة والمعارضون السياسيون، وصف ترمب بعض القضاة بـ"المنحازين"، واتهم خصومه بـ"خيانة الأمة" بعد رفع عدة قضايا عليه والتي كان آخرها مقاضاة 12 ولاية له بسبب سياسة الرسوم الجمركية، مما عمّق الانقسام السياسي وأثار جدلاً حول احترامه للمؤسسات. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فعلى الرغم من العلاقات الدافئة إلى حد ما بين ترمب وبوتين لكنه مع ذلك لم يتردد في الهجوم عليه قائلاً: "فلاديمير، توقف!" في تغريدة مثيرة جاءت عقب هجوم روسي على كييف، ووصفها البعض بالاستفزازية والسطحية. ومن بوتين إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي انتقده ترمب مراراً واعتبره "ضعيفاً وغير قادر على السيطرة على بلاده"، داعياً إلى حل تفاوضي ينهي النزاع "قبل أن تتفاقم الفوضى" بعد هجومه عليه في اللقاء الشهير الذي جمع بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض. أبرز الدول التي استهدفتها تغريدات ترمب كانت أكثر الدول محط التركيز في تغريدات ترمب هي: الصين (5 تغريدات) شملت: رفع رسوم، واتهامات بالاحتيال، وإنهاء المحادثات. كندا (3 تغريدات) وركزت على: فرض رسوم، واقتراح ضمها ولاية، وتوتر سياسي. المكسيك (تغريدتان): تهديد برسوم، وضغوط أمنية. الاتحاد الأوروبي (تغريدتان): تهديد برسوم على النبيذ والشمبانيا. أستراليا (تغريدة واحدة): رسوم جديدة على الواردات. غزة/فلسطين (أكثر من تغريدة مباشرة وغير مباشرة): فيها تلميحات لتفريغ القطاع من سكانه وتأييد واضح للعمليات العسكرية الإسرائيلية. أكثر المواضيع والكلمات تكراراً كانت الكلمات الأكثر وروداً في تغريدات ترمب على الترتيب، هي: السياسات التجارية: 40%، والاقتصاد والأسواق: 25%، والهجرة والحدود: 15%، والسياسة الداخلية: 10%، والشؤون الدولية: 10%. متى يغرد ترمب؟ أظهرت بيانات التغريدات أن ترمب يفضل التغريد في ساعات مبكرة من الصباح أو قبيل افتتاح الأسواق، ما يُشير إلى محاولته التأثير المباشر في معنويات المستثمرين أو خلق صدمة إعلامية قبل تعليقات الخصوم. توقيت التغريدات نفسه أصبح أحد أدوات إدارة الأزمات أو توجيه الرأي العام. من يخاطب ترمب؟ رغم الطابع العام لتغريداته، إلا أن تحليل مضمونها يظهر أنها موجهة لجمهور مختلف كل مرة: التغريدات الاقتصادية تخاطب وول ستريت، التغريدات ضد الهجرة تخاطب الناخبين المحافظين، والتغريدات الموجهة إلى الصين أو غزة تخاطب الخارج. هذا التباين في الجمهور يعكس نهجاً مدروساً في توظيف منصة "تروث سوشيال". تغريدة تراجعت عنها الإدارة الأميركية من أبرز الأمثلة، تغريدة ترمب عن "الشراء الآن" في 9 أبريل، والتي أعقبها بيان رسمي من البيت الأبيض لتوضيح أنها لا تمثل نصيحة مالية. كذلك التغريدة التي تحدَّث فيها عن خطة إعادة توطين سكان غزة قوبلت بصمت عميق من مستشاريه بعد الانتقادات الدولية، ما يعكس الفجوة أحياناً بين تغريدات الرئيس والمؤسسة التنفيذية. هل تغيرت نبرة ترمب بين ولايتيه؟ عند مقارنة تغريدات ترمب بين عامي 2017 و2025، يمكن ملاحظة تغير طفيف في الأسلوب: أقل تهكماً، لكن أكثر تهديداً، وأكثر استخداماً لمصطلحات اقتصادية وتجارية. كما اتجه إلى استخدام مقاطع فيديو ورسوم بيانية، ما يعكس تطوراً في أدواته الإعلامية. تفاعل الجمهور بين التأييد والسخرية بعض التغريدات حصدت تفاعلاً غير مسبوق، مثل تغريدة "فلاديمير، توقف!" التي أثارت موجة من النكات والرسوم الساخرة، فيما لاقت تغريدته عن البنية التحتية تأييداً من جمهور متنوع. هذا التفاعل يُظهر أن ترمب لم يخاطب أنصاره فقط، بل أثار أيضاً جمهوراً واسعاً من المعارضين، ساهموا في تضخيم صوته عبر التداول والردود. ختاماً، يمكن القول إنه من تغريدة التنصيب إلى إعلان "يوم التحرير"، ومن إطلاق عملة مشفرة إلى اتهامات القضاء، ومن غزة إلى كييف، كانت تغريدات ترمب أداة مباشرة لإدارة السلطة. خلال 100 يوم فقط، شكّلت هذه التغريدات عناوين للصحف، وحركت الأسواق، وأشعلت الجدل في الداخل والخارج، لتُرسخ حقيقة واحدة: في عهد ترمب، السياسة تبدأ من منشور قصير على "تروث سوشيال". هذا المحتوى من "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ".


يمني برس
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- يمني برس
تغريدة ترامب: هل هي مجرد نصيحة أم تلاعب سوقي مدبر؟
في تطور دراماتيكي هز أروقة المال والأعمال، لم يحتج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى مؤتمرات صحفية مطولة أو بيانات اقتصادية معقدة ليهز الأسواق العالمية. كل ما تطلبه الأمر هو ثلاث كلمات مقتضبة، منشورة على منصته 'تروث سوشيال': 'اشترِ الآن!!! DJT». هذه التغريدة القصيرة، التي بدت وكأنها نصيحة عابرة من صديق، سرعان ما تحولت إلى زلزال مالي حقيقي. لم تتوقف ارتدادات زلزال تغريدة 'اشترِ الآن!' عند حدود 'وول ستريت'، بل امتدت لتلقي بظلالها على الواجهة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية أمام العالم. فكيف يمكن لهذه المهزلة المالية، التي تلفها شبهات التلاعب والاستغلال، أن تنعكس على صورة القوة العظمى التي تستعرض عضلاتها بفجاجة في 'الشرق الأوسط' بل والعالم أجمع؟ صفعة قوية على وجه ثور هائج إن مشهد رئيس أمريكي، يتمتع بنفوذ هائل، يطلق تغريدات مشبوهة تؤدي إلى قفزات جنونية في الأسواق، ثم يتبعها بقرارات سياسية مفاجئة، لا يرسم صورة للدولة الأكثر استقرارًا أو شفافية في العالم. بل يظهر الولايات المتحدة كأنها ساحة لعب بيد شخصية متقلبة، قادرة على تحريك الاقتصاد العالمي بنقرة زر على هاتفها. هذا يثير تساؤلات عميقة لدى الحلفاء والخصوم على حد سواء حول مصداقية السياسة الأمريكية واستقرارها، خاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات اقتصادية مصيرية تؤثر على الجميع. تخيلوا المشهد: في أي من الصباحات الهادئة في 'وول ستريت'، المستثمرون يحتسون قهوتهم ويتصفحون الأخبار الاقتصادية الرتيبة. فجأة، يظهر إشعار على هواتفهم: تغريدة من 'الريس تي'. 'اشترِ الآن!'. يا لها من نصيحة مفاجئة! هل تحول الرئيس إلى مُنَجِّم اقتصادي؟ أم أن هناك شيئًا أكثر خبثًا يحدث خلف الستار؟ الغريب في الأمر أن هذه النصيحة 'العفوية' جاءت قبل ساعات فقط من إعلان مفاجئ بتعليق مؤقت للرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يومًا. هذا التزامن المريب أثار على الفور تساؤلات حول ما إذا كانت مجرد صدفة سعيدة للمحظوظين، أم أنها كانت جزءًا من لعبة أكبر وأكثر قتامة. فهل كانت مجرد صدفة؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك نحو شبهات تلاعب متعمّد؟ سؤال يتردد صداه في أروقة البورصة كما يتردد صدى صفعة قوية على وجه ثور هائج. الرئيس 'تي' بعصا سحرية الأسواق، التي غالبًا ما تتصرف كقطيع مذعور، استجابت للتغريدة وكأنها أمر إلهي. مؤشر 'ستاندرد آند بورز 500' قفز بنسبة 9%، بينما حلق مؤشر 'ناسداك' التقني بنسبة 12%. وحتى الأسواق العالمية، من 'نيكاي 225 الياباني' الذي ارتفع بنسبة 9% إلى 'فوتسي 100 البريطاني' الذي صعد بنسبة 4% في تعاملات الخميس المبكرة، بدت وكأنها ترقص على أنغام تغريدة واحدة. يا له من تأثير! يبدو أن 'الرئيس تي' يمتلك عصا سحرية… أو ربما مجرد حساب على منصة تواصل اجتماعي والكثير من المتابعين الذين يطيعون أوامره كما يطيع الجنّي مصباح علاء الدين. الأكثر إثارة للدهشة (والشبهات) هو توقيع التغريدة بالأحرف الأولى 'DJT»، وهو أمر غير معتاد في منشوراته. لكن هذه الأحرف تحديدًا هي رمز سهم 'شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا'، المالكة لمنصة 'تروث سوشيال'. تقرير 'غارديان' لم يتأخر في الإشارة إلى أن سهم الشركة قفز بنسبة 22% في نفس اليوم. هل كانت مجرد صدفة أخرى؟ أم أنها كانت 'رسالة خفية' للمطلعين؟ همسة في أذن المقربين: 'اشتروا سهمي، فالأخبار السعيدة قادمة!'. الكونجرس بسخرية: يبدو أن رائحة الفساد بدأت تزكم الأنوف في واشنطن الشكوك سرعان ما تحولت إلى عاصفة سياسية. مشرعون ديمقراطيون وخبراء في الأخلاقيات طالبوا بتحقيق رسمي. السيناتوران آدم شيف وروبن جاليجو أرسلا رسالة مشتركة إلى البيت الأبيض تطالب بـ'تحقيق عاجل حول احتمال استخدام معلومات داخلية'. السيناتور كريس مورفي وصف الأمر بأنه 'فضيحة تداول داخلي تلوح في الأفق'، بينما وصفت إليزابيث وارن ما حدث بأنه 'فساد واضح'. حتى ألكساندريا أوكاسيو كورتيز دعت إلى الكشف عن جميع الأسهم التي اشتراها أعضاء الكونغرس في الـ 24 ساعة الأخيرة، معلقة بسخرية: 'سمعت أحاديث مثيرة في الكونغرس. سنكتشف بعض الأمور قريبا. حان الوقت لحظر التداول الداخلي'. يبدو أن رائحة الفساد بدأت تزكم الأنوف في واشنطن. الرئيس متهم بالتورط في التلاعب بالسوق لم تقتصر الانتقادات على الخصوم السياسيين. ريتشارد بينتر، المستشار الأخلاقي السابق في إدارة جورج بوش الابن، صرح بوضوح لـ'إن بي آر': 'لا يمكن السماح للرؤساء أو كبار المسؤولين بالتعليق على السوق والتأثير عليها أثناء اتخاذهم قرارات سياسية حاسمة'. وأضاف محذرًا: 'لو قام أي شخص من إدارة بوش بنشر منشور مماثل، لتم فصله في اليوم ذاته'. وقال بينتر بصرامة: 'هذا السيناريو قد يعرض الرئيس لاتهامات بالتورط في التلاعب بالسوق'. وأوضح أن الحادث قد يؤدي إلى إجراء تحقيقات 'حول من كان يعرف ماذا ومتى قبل أن يعلن (ترامب) أنه سيؤجل الرسوم الجمركية على جميع الدول باستثناء الصين'. ترامب يبرر لاحتواء الأزمة عندما سُئل مساء الأربعاء عن توقيت التغريدة، أجاب ترامب ببساطة: 'كنت أفكر في الأمر خلال الأيام القليلة الماضية'. يا له من تبرير مقنع! يبدو أن قرارات السوق تُتخذ بناءً على 'تفكير عابر' للرئيس السابق. أما البيت الأبيض، فقد حاول احتواء الأزمة بوصف قرار تعليق الرسوم بأنه جزء من 'إستراتيجية مدروسة مسبقًا'، وأكدت المتحدثة كارولين ليفيت أن ما جرى يندرج تحت مظلة 'فن الصفقة'. يا له من فن! فن يحول تغريدة عابرة إلى قفزة هائلة في الأسواق، ويجعل الجميع يتساءل: هل نحن أمام عبقرية اقتصادية أم مجرد فوضى منظمة؟ الحاسة السادسة لدى مارغوري تايلور وسط هذا الجدل المحتدم، كشفت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين عن قيامها بشراء أسهم في 'آبل' و'أمازون' يومي الثالث والرابع من أبريل الحالي، أي بعد إعلان ترامب تعريفاته الجمركية. ارتفاع أسهم الشركتين بنسبة 12% و 15% على التوالي بعد تعليق الرسوم أثار تساؤلات مشروعة حول ما إذا كانت عمليات الشراء تلك قد تزامنت مع 'معلومات مسبقة'. يبدو أن 'فن الصفقة' قد يكون معديًا، وأن بعض أعضاء الكونغرس لديهم حاسة سادسة (أو ربما مصدر معلومات خاص جدًا) فيما يتعلق بتحركات السوق المستقبلية.


موقع كتابات
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- موقع كتابات
ترامب يُشعل فتيل انهيار الأسواق بتصريحات مشفرة لاصدقائه والتي قد تُطيح بإمبراطوريته وتُلقيه فريسة للديمقراطيين؟
تناقلت وسائل الإعلام الأمريكية مقطع فيديو لتصريحات الرئيس 'ترامب' خلال اجتماعه مع رجال الأعمال والمليارديرات من المقربين منه في البيت الأبيض، حيث أشار إلى أرباح هائلة حققها بعضهم ومن ضمنهم صديقه المقرب 'تشارلز شواب' حيث حصل على عائد يقدر 2.5 مليار دولار والآخر كسب 900 مليون دولار، مما أثارت موجة من التساؤلات حول قانونية هذه الأنشطة وتداعياتها السياسية. ولان هذه التصريحات تأتي في أعقاب قراره المفاجئ بتعليق التعريفات الجمركية لمدة 90 يومًا على معظم دول العالم، وباستثناء الصين، وبعد أن تسبب إعلان التعريفات الأولي في اضطرابات كبيرة في الأسواق العالمية. والتساؤل المطروح الآن يتمثل:' هل يستغل الديمقراطيون هذه التصريحات للمطالبة بتحقيق فدرالي قد يصل إلى مثول ترامب أمام المحكمة، معتبرين أن هذه الأفعال قد تشكل تلاعبًا غير قانوني بالأسواق؟' ولان ما نستنتجه من تصريحات الرئيس 'ترامب' حول الأرباح الهائلة التي حققها أفراد مقربون منه قد تشكل مادة دسمة سياسية وقانونية قابلة للاستغلال من قبل الديمقراطيين. ومن المرجح أن يحاولوا فتح تحقيقات للضغط على 'ترامب' وإحراجه سياسيًا، وخاصة في ظل الشكوك العامة حول نزاهة قراراته الاقتصادية. وستظل القضية ساحة للصراع السياسي أكثر من كونها قضية قانونية واضحة، ولكنها قد تترك أثرًا طويل الأمد على صورة 'ترامب' كرئيس؟ وعلى الرغم بأن التلاعب بالأسواق المالية، وبما في ذلك التداول بناءً على معلومات داخلية غير علنية أو التأثير المتعمد على الأسواق بطرق مضللة، يُعتبر جريمة فدرالية خطيرة في الولايات المتحدة بموجب قوانين مثل قانون الأوراق المالية والبورصات لعام 1934 وقانون مكافحة التداول من الداخل لعام 2012 والذي يحظر على المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك الرئيس وأعضاء الكونغرس، استخدام معلومات غير علنية لتحقيق مكاسب مالية خاصة. وعلى منصته 'تروث سوشل' في يوم الاربعاء 9 نيسان الساعة 9:37 صباحآ كتب ما نصه :' هذا افضل وقت لشراء الأسهم ' وهي اشارة او رسالة مشفرة لغرض البدء في الشراء قبل أن يعلن بانه بوقف التعريفات والضرائب الجمركية لمدة تسعون يوم بمعنى اخر شراء اسهم رخيصة ومنهارة وبعدها تحقيق ارباح هائلة , وهذا ما حدث بالضبط ولا يمكن تفسيره بغير ذلك , وقد تنطبق عليها حرفيآ نظرية المؤامرة وبأن التي تُظهر علمًا مسبقًا بأرباح ضخمة حققها أفراد مقربون منه، أو قد تُفسر كذلك على أنها تلميح إلى وجود معلومات حساسة تم تسريبها أو استغلالها قبل إعلان تعليق التعريفات وبما أن تصريحات 'ترامب' في الاجتماع، قد يسارع البعض أيضآ الى اعتبارها بمثابة 'إشارة' غير مباشرة إلى احتمال وجود تلاعب؟ واللافت أن 'ترامب' قد وقع تغريدته هذه بالأحرف الأولى لاسمه DJT، وهو أمر غير معتاد في منشوراته، لأن هذه الأحرف تحديدًا هي رمز سهم 'شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا' المالكة لمنصة 'تروث سوشيا'. وبما أن هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) أو وزارة العدل هما الجهتان المسؤولتان عن التحقيق في مثل هذه القضايا، ولكن أي تحقيق سيتطلب دعمًا سياسيًا قويًا نظرًا للطبيعة الحساسة لاستهداف رئيس حالي. وجود معلومات غير علنية: أن ترامب أو أشخاص في إدارته شاركوا معلومات حول قرار تعليق التعريفات قبل الإعلان العام. واستخدام هذه المعلومات: أن أفرادًا (مثل المليارديرات المذكورين) قاموا بتداولات في الأسواق بناءً على هذه المعلومات. والنية أو التأثير المتعمد: أن ترامب كان يدرك أن تصريحاته أو قراراته ستؤثر على الأسواق بطريقة تخدم أفرادًا محددين. ولذا فأن الديمقراطيون في الكونغرس، وخاصة في مجلس النواب حيث لديهم نفوذ كبير على اللجان الرقابية، لديهم دوافع سياسية قوية لاستغلال هذه التصريحات ولان الرئيس 'ترامب' ومنذ عودته إلى الرئاسة، واجه انتقادات حادة من الديمقراطيين بسبب سياساته الاقتصادية المثيرة للجدل، وتصريحاته العلنية حول أرباح المليارديرات قد تُعتبر بمثابة 'هدية' سياسية لهم ورده للجميل على تمويل حملته الانتخابية ولكن اتى رد الجميل من خلال التلاعب بسوق الاسهم والبورصات ؟ وبما أن هناك عدة عوامل تجعل من المرجح أن يسعى الديمقراطيون لفتح تحقيق ومن خلال استغلال الضغط العام وردود الفعل الشعبية على انهيار الأسواق ثم ارتفاعها المفاجئ بعد تعليق التعريفات أثارت شكوكًا واسعة حول نزاهة الإدارة والديمقراطيون قد يستغلون هذا الغضب لتصوير 'ترامب' كرئيس يخدم فقط النخبة الغنية المقربين منه على حساب المواطن العادي. وبما أن هناك سوابق تاريخية والديمقراطيون سبق أن طالبوا بتحقيقات ضد 'ترامب' في ولايته الأولى (2017-2021) وبما في ذلك قضايا تتعلق بتضارب المصالح وتصريحاته الحالية قد تُنظر إليها كفرصة لإعادة فتح ملفات مماثلة. وبالاخص لديهم التوقيت السياسي الأمثل حاليآ ومع اقتراب انتخابات منتصف الولاية في 2026 والذي من خلالها قد يرى 'الديمقراطيون' في هذه القضية وسيلة لتعبئة قاعدتهم الانتخابية وإضعاف 'ترامب' وجمهورية إذا ما أحسن استغلالها بصورة مثالية , ومع ذلك، هناك عقبات تحول دون تصعيد الأمر إلى مستوى مثول 'ترامب' أمام المحكمة لان سيطرة 'الجمهوريين' على مجلس الشيوخ والذين يدعمون 'ترامب' بشكل عام، قد يعرقلون أي تحقيقات في لجان الشيوخ، مما يحد من قدرة 'الديمقراطيين' على دفع الأجندة. وبما أن رئيس هيئة الأوراق المالية الحالي، والمعين من قبل الرئيس 'ترامب' قد لا يكون متحمسًا لفتح تحقيق ضد 'الرئيس' ، خاصة إذا لم تكن الأدلة قاطعة بالاضافة إلى الحصانة الرئاسية وعلى الرغم من أن الرئيس لا يتمتع بحصانة مطلقة ضد الجرائم الفدرالية، إلا أن محاكمته أثناء ولايته تُعتبر مسألة معقدة قانونيًا وسياسيًا، وقد تتطلب إجراءات عزل أولاً . ولكن خلال الفترة القادمة قد نلاحظ قيام نواب ديمقراطيون يذهبون الى اتجاه فتح تحقيق ويمكن توقع السيناريوهات ومطالبات بالتحقيق ومن المرجح أن يقدم أعضاء بارزون مثل النائبة ماكسين ووترز (رئيسة لجنة الخدمات المالية) أو السيناتور 'آدام شيف' المعروف بمواقفه القوية ضد ترامب او من خلال رسائل رسمية إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات ووزارة العدل تطالب بفتح تحقيق. وهذه الخطوة قد تحظى بدعم من أعضاء آخرين مثل إليزابيث وارن أو ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، اللتين أبدتا اهتمامًا سابقًا بقضايا التلاعب المالي. ولكن قد يختلف رد فعل الجمهوريين، بقيادة شخصيات مثل رئيس مجلس النواب أو زعيم الأغلبية في الشيوخ، سيحاولون تصوير هذه المطالبات كـ'هجوم سياسي' على 'ترامب' ومدعين أن تصريحاته كانت تهدف إلى طمأنة الأسواق وليس التلاعب بها. وفي المقابل، ستدافع وسائل إعلام محافظة عن 'ترامب'، مما يعمق الانقسام السياسي. وإذا ظهرت أدلة تشير إلى تلاعب فعلي، فقد تتحول القضية إلى فضيحة كبرى. أما إذا تمكن 'ترامب' من احتواء الأزمة من خلال نفي الاتهامات أو تقديم تفسيرات مقنعة، فقد يتمكن من تحويل الانتباه إلى إنجازاته الاقتصادية المزعومة. النتيجة تعتمد على قدرة 'الديمقراطيين' على جمع أدلة و'الجمهوريين' على حماية الرئيس . ولكن قد نذهب بعيدآ الى ما وراء الحدث ولأن من التبسيط المفرط الاعتقاد بأن تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن التعريفات الجمركية، التي هزت أسواق الأسهم والبورصات كصاعقة مفاجئة، قد تبددت تداعياتها وتلاشت تهديداتها إلى غير رجعة. فالأزمة التي أثارتها هذه التصريحات ليست مجرد موجة عابرة، بل هي جرس إنذار يعكس هشاشة النظام المالي العالمي الذي يتأرجح على حافة الهاوية. لقد باتت ثقة المستثمرين الأجانب في الأصول الأمريكية – سواء كانت أسهماً أو سندات حكومية – مهتزة بعمق، ولا يمكن استعادتها بمجرد وعود عابرة أو خطابات مطمئنة. والسؤال الأكثر إلحاحاً الآن ليس متى ستستقر الأسواق، بل كم من الصدمات المتتالية يمكن لهذا النظام المالي الأمريكي أن يتحمل قبل أن ينهار تحت وطأة تناقضاته الداخلية؟ فالعالم بدأ يدرك أن قوة الدولار كعملة احتياطية عالمية، التي يستند إليها هذا النظام، لم تعد ترتكز على غطاء ذهبي ملموس، بل على ثقة متآكلة في الاقتصاد الأمريكي وهذه الثقة، التي كانت يوماً صلبة كالصخر، باتت اليوم هشة كقشرة جليد تنتظر لحظة الانكسار , وما يزيد من هواجس المستثمرين هو التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة , في الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، في خطوة تعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى، بدأوا يعززون التبادل التجاري بعملاتهم الوطنية، متجاوزين الدولار وسندات الخزينة الأمريكية. هذا التحول ليس مجرد إشارة عابرة، بل دليل على إعادة تشكيل النظام المالي العالمي، حيث يتراجع الدولار تدريجياً عن عرشه كركيزة لا تُمس بدأ اليوم أشبه باقتصاد بمهب الريح .