logo
#

أحدث الأخبار مع #MaghrebAlan

زكية الدريوش: عندما ينطق 'اللسان السياسي' بما تخفيه منظومة الريع؟
زكية الدريوش: عندما ينطق 'اللسان السياسي' بما تخفيه منظومة الريع؟

المغرب الآن

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المغرب الآن

زكية الدريوش: عندما ينطق 'اللسان السياسي' بما تخفيه منظومة الريع؟

زكية الدريوش كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري خلال نقاش الأحرار صورة : موقع RNI في المغرب، أحيانًا لا تحتاج إلى وثائق سرية، ولا إلى تحقيقات استقصائية معقدة. يكفيك 'تصريح عفوي' من مسؤول حكومي، ليُفتح الستار عن عقلية تدبير المال العام، وتنكشف خيوط معقدة من الزبونية السياسية، والتحكم في ميزانيات الدولة لخدمة أجندات حزبية. هكذا وقع الأمر مع زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، وعضو حزب التجمع الوطني للأحرار، التي ظهرت في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل، وهي تعترف ـ أو 'تفتخر'؟ ـ بأنها فوتت دعماً مالياً بقيمة مليار و100 مليون سنتيم لأحد زملائها في الحزب. "11 مليار سنتيم من المال العام.. هل تحوّلت الوزيرة إلى خزينة حزبية؟" "بـ"لسانها" كشفت اللعبة: من يوزّع ملايير الدولة على المقربين؟" — المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) May 4, 2025 ورغم أن صحة الفيديو لم تؤكد رسميًا، إلا أن مضمون التصريح وسياق انتشاره لا يمكن تجاهلهما. إنها لحظة سياسية ـ رمزية، لكنها كاشفة بقوة . بين التلقائية والمكاشفة… تصريح أم تسريب سياسي؟ في المجتمعات التي تعاني من ضعف آليات الرقابة والمحاسبة، تكون التصريحات العفوية أكثر صدقًا من بلاغات الحكومات. وقد قالها الصحفي مصطفى الفن بوضوح وتحمل للمسؤولية في تغريدة لافتة: 'إذا كان ما نُسب للوزيرة صحيحاً، فنحن أمام تصريح صادم يكشف عن غياب الحس السياسي، ويطرح أسئلة خطيرة حول طريقة تدبير المال العام.' فهل نحن إذن أمام 'زلّة لسان' عابرة، أم أنها نافذة مفتوحة على طريقة توزيع الدعم في المغرب ؟ وهل فعلاً يُفهم 'الدعم العمومي' من طرف بعض المسؤولين كأداة لتقوية النفوذ داخل الحزب، أو لمكافأة 'رفاق الصف السياسي'؟ الدعم العمومي: هل هو وسيلة لتحقيق التنمية أم وسيلة لتقوية الولاء؟ في الاقتصادات الديمقراطية، الدعم العمومي هو أداة لتحفيز الإنتاج، وخلق فرص الشغل، ودعم الفئات الهشة. لكن في الحالة المغربية، يظهر من هذا التصريح (إن ثبت) أن الدعم قد يتحول إلى وسيلة لتعزيز شبكات الولاء السياسي ، بعيدًا عن أي معايير للنجاعة أو الكفاءة. الأسئلة التي يطرحها الرأي العام اليوم هي: هل تم تفويت هذا المبلغ الضخم عبر مساطر واضحة وشفافة؟ هل خضع المشروع للدراسة والتقييم من طرف لجنة مستقلة؟ من هو 'المستفيد الحزبي'؟ وما هو نوع المشروع الذي نال كل هذا الدعم؟ لماذا لم يتم إعلان هذه العملية في وسائل الإعلام الرسمية أو من خلال تقارير وزارة الصيد البحري؟ التأثير السياسي: صورة حزب الأحرار على المحك حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يتزعم الحكومة، بنى خطابه السياسي على مفاهيم من قبيل 'دولة الكفاءة'، و'القطع مع الريع'، و'ربط المسؤولية بالمحاسبة'. غير أن مثل هذه التصريحات تهدد بتقويض هذا الخطاب من الداخل. إذا كان أعضاء الحزب يتصرفون وكأنهم يملكون مفاتيح المال العمومي، ويمنحونه وفق الولاء السياسي، فماذا بقي من مشروع 'النموذج التنموي الجديد'؟ وإذا صمت الحزب، فهل يعني ذلك موافقته الضمنية على هذه العقلية؟ غياب التفاعل الرسمي… تعميق للأزمة إلى حدود كتابة هذا التحقيق، لم تصدر الوزارة أو الحكومة أي توضيح، كما لم يتحرك البرلمان أو المجلس الأعلى للحسابات لطلب التوضيحات أو فتح تحقيق. هذا الصمت الرسمي لا يُفسَّر إلا بأحد احتمالين: إما أن الفيديو صحيح، والجهات الرسمية تحاول التخفيف من تبعاته؛ أو أنه غير دقيق، لكنهم لا يملكون الجرأة لتفنيده. في الحالتين، يبقى الرأي العام رهينة الصمت والضبابية . ما العمل؟ نحو مساءلة سياسية حقيقية إذا أرادت الحكومة أن تحافظ على ما تبقى من مصداقيتها، فإن أول خطوة مطلوبة اليوم هي: فتح تحقيق إداري وقضائي عاجل؛ نشر لائحة الدعم الممنوح في قطاع الصيد البحري خلال السنوات الأخيرة؛ إصدار موقف واضح من الحزب حول هذه الواقعة ومدى تحمله المسؤولية السياسية والأخلاقية. في الختام: من 'زلة لسان' إلى معركة رأي عام قد تكون زكية الدريوش قد وقعت في فخ 'التباهي السياسي'، لكن ما تفجّر من تصريحها ـ إن صح ـ يتجاوز شخصها ليُعري ثقافة سياسية كاملة، ما زالت تتعامل مع المال العام بمنطق 'الولاء أولاً'. هل ستفتح هذه الحادثة الباب نحو إصلاح جذري لطرق تدبير الدعم العمومي؟ أم أننا سنكتفي بجولة أخرى من النسيان؟

أزمة الكهرباء الكبرى في إيبيريا… هل أنقذ المغرب أوروبا من 'هجوم غير معلن'؟
أزمة الكهرباء الكبرى في إيبيريا… هل أنقذ المغرب أوروبا من 'هجوم غير معلن'؟

المغرب الآن

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المغرب الآن

أزمة الكهرباء الكبرى في إيبيريا… هل أنقذ المغرب أوروبا من 'هجوم غير معلن'؟

في دقائق معدودة، انطفأت شبه الجزيرة الإيبيرية، وساد الهلع بين سكان إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا. لكن في زحمة الظلام، كان هناك منار واحد ظل مضيئًا ومستعدًا: المغرب. الاثنين 28 أبريل، تمام الساعة 10:33 صباحًا بتوقيت غرينتش، انهار النظام الكهربائي في أجزاء واسعة من إسبانيا والبرتغال، وأصاب الشلل البنى التحتية الحيوية، من المستشفيات والمترو إلى إشارات المرور والبنوك. وفي حين سارعت الحكومتان لطمأنة السكان، طفت على السطح أسئلة أخطر من تلك التي طُرحت رسميًا: هل كان ما حدث مجرد خلل تقني أم عملية مدروسة؟ ومن الذي استفاد من هذا 'الخلل'؟ سقوط كهربائي صاعق… و'رد مغربي برقّي' أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن البلاد فقدت 15 غيغاواط من إنتاج الكهرباء في خمس ثوانٍ فقط – ما يعادل 60% من الطلب الوطني. أما رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو فأكد أنه 'لا توجد مؤشرات على هجوم إلكتروني'، رغم اعترافه بعدم استبعاد الفرضيات. في المقابل، لجأ سانشيز مباشرة إلى الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في مشهد غير مألوف يشير إلى احتمال 'خطر من خارج أوروبا'. في خضم هذا الإرباك، برز المغرب كرقم صعب. فبينما كانت شبكات الطوارئ الأوروبية تحاول احتواء الكارثة، كانت محطات الكهرباء المغربية – الفحمية والغازية – تُعيد التوازن إلى الشبكة الإيبيرية عبر الكابلات البحرية القادمة من طنجة. لم يكن ذلك تدخلاً تقنيًا عاديًا، بل 'قرارًا استراتيجيًا' اتُخذ بسرعة، أنقذ الموقف في لحظة فراغ كهربائي غير مسبوقة. هل هناك من أراد اختبار الهشاشة الأوروبية؟ لم يكن هذا أول تحوّل دراماتيكي في توازنات الطاقة المغاربية. ففي 2021، قررت الجزائر وقف تزويد المغرب بالغاز الطبيعي عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي. ردّت الرباط يومها بهدوء تقني وحنكة سياسية، إذ نسّقت مع مدريد عكس اتجاه الأنبوب، ليتحول الغاز الطبيعي المسال إلى المغرب عبر نفس البنية التحتية التي كانت تصب فيه قبل سنوات. فهل يُعقل أن تكون هذه السابقة قد فتحت شهية بعض الفاعلين الجيوسياسيين لاختبار التحالف المغربي-الإسباني الجديد؟ وهل كانت أزمة 28 أبريل 'مجرد خلل'، أم رسالة خفية من جهة تعتبر أن المغرب لم يعد مجرد مستورد، بل فاعل طاقي مقلق في المعادلة الأوروبية؟ الخلل في فرنسا؟ أم على مستوى أعمق؟ مشغّل الشبكة الإسباني (REE) ألقى باللوم على خلل في الاتصال مع فرنسا، ما تسبب في سلسلة من الأعطال و'انفصال الشبكة الفرنسية-الإسبانية'. أما مشغل الشبكة البرتغالي (REN)، فصرّح أن ما حدث هو 'تذبذب كبير جدًا في الجهد الكهربائي بدأ في النظام الإسباني ثم امتد إلى البرتغال'. لكن اللافت أن وسائل الإعلام بدأت تتحدث عن فرضية 'التخريب' أو 'الهجوم غير المعلن'، خاصة بعد تواصل سانشيز مع الناتو. فإذا كانت شبكة كهرباء بحجم أوروبا تنهار في خمس ثوانٍ، فذلك يعني شيئًا واحدًا: أن البنية التحتية الحساسة في أوروبا ليست محصنة – لا أمام الهجمات السيبرانية، ولا أمام الاضطرابات الجيوسياسية. المغرب… حليف لا يُقدّر بثمن في هذه اللحظة الحرجة، لم تكن باريس ولا برلين منقذي الموقف. بل كانت الرباط. بينما غرق جزء من فرنسا في الظلام، وتوقفت الحياة في مدريد وبرشلونة، كانت الكهرباء تتدفق من محطة 'فرديوة' قرب طنجة نحو جنوب إسبانيا. شبكة الربط التي تعود لبداية التسعينات أثبتت فعاليتها، وتُعدّ اليوم أحد أقوى أدوات التعاون المتوسطي. المغرب يُنقذ إسبانيا من أكبر انقطاع كهربائي في تاريخها: هل أصبح الرباط ضامنًا لأمن الطاقة الأوروبي؟ — المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) April 30, 2025 المغرب لم يُسعف فقط جيرانه بالكهرباء، بل قدم 'درسًا في الاستعداد'، بعدما تمكّن من الحفاظ على استقرار شبكته المحلية، رغم الضغط الكبير، ولم تُسجّل إلا بعض الانقطاعات المحدودة في شمال وشرق المملكة. رسائل في العتمة: من يسيطر على الضوء؟ هل ما حدث في 28 أبريل هو نسخة طاقية من الهجمات الهجينة التي أصبح الناتو يحذّر منها؟ هل دخلت أوروبا حقبة جديدة من الحروب غير التقليدية التي تستهدف الأعصاب الكهربائية لا الدبابات؟ وهل على أوروبا إعادة النظر في موقع المغرب داخل استراتيجية أمنها الطاقي؟ خاتمة: الرباط تقود من الخلف في الظاهر، المغرب هو من تدخّل لإنقاذ جيرانه. لكن في العمق، الرسالة كانت أوضح من أي وقت مضى: الرباط لم تعد 'تابعًا طاقيًا'، بل 'شريكًا استراتيجيًا' لا غنى عنه في ضمان أمن الطاقة بأوروبا. من أنبوب الغاز إلى خطوط الكهرباء، ومن الموانئ إلى الذكاء الصناعي، المغرب يبني ببطء لكن بثبات، موقعًا غير قابل للتجاوز في خريطة الأمن الإقليمي.

مغاربة العالم في فخ الوداديات الوهمية: من سرق حلمهم في امتلاك بيت؟
مغاربة العالم في فخ الوداديات الوهمية: من سرق حلمهم في امتلاك بيت؟

المغرب الآن

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المغرب الآن

مغاربة العالم في فخ الوداديات الوهمية: من سرق حلمهم في امتلاك بيت؟

عندما يتحول الحلم إلى كابوس: نداء مفتوح لتحقيق وطني شامل في اختلالات الوداديات السكنية في بلدٍ ظل يعتبر المغاربة المهاجرين 'سفراء للوطن'، وفي زمنٍ تزايدت فيه خطابات حماية حقوقهم، تتوالى القصص المؤلمة التي تكشف كيف يتحول الحلم إلى كابوس، حين يقع أبناء الوطن في شراك خداع باسم الوداديات السكنية. قصة ودادية 'تونزا الخير' بمدينة ميدلت ليست سوى رأس جبل الجليد، وحكاية من بين مئات الحكايات التي تختصر حجم المعاناة والانكسار. حين يتحول الثقة إلى خيبة: من يحمي أبناء الجالية من شبكات النصب المقنعة؟ منذ سنة 2012، دفع عشرات من مغاربة العالم مدخرات سنوات الغربة في هذا المشروع، مستندين إلى معطيات سوقت الودادية وكأنها مبادرة رسمية، تابعة لقطاع المياه والغابات، ما منحها هالة من المصداقية. لكن، ما لم يكن يخطر ببالهم أن هذه الثقة ستتحول إلى غصة دائمة. عندما يتحول الحلم إلى كابوس: نداء مفتوح لتحقيق وطني شامل في اختلالات الوداديات السكنية — المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) April 28, 2025 كيف يُعقل أن تُجمع أموال ضخمة طيلة أكثر من عقد من الزمن، دون تنظيم جموع عامة، أو إصدار تقارير مالية شفافة؟ أين كانت هيئات الرقابة؟ ولماذا تركت مصالح مغاربة العالم عرضة لمثل هذه الاختلالات الخطيرة؟ أرض قاحلة… وأمل مهدور بعد سنوات من الانتظار، اكتشف المنخرطون أن الأرض الموعودة، التي يفترض أن تحتضن مشاريع سكنية تحفظ كرامتهم وتربطهم بوطنهم، ليست سوى قطعة قروية قاحلة، تثقلها ديون الضرائب المتراكمة. أين ذهبت المليارات التي دفعها المنخرطون؟ من استفاد منها؟ بل الأخطر من ذلك: كيف يمكن تفسير لجوء مسؤولي الودادية إلى لغة التهديد، بدل تقديم تفسيرات وإجابات مشروعة للضحايا؟ الضحية: مغربي مغترب… والجريمة: استغلال الحلم الوطني أن تُسرق أموال مغاربة الداخل مأساة، أما أن يُستغل حب مغاربة الخارج لوطنهم بهذه الصورة المهينة، فالأمر أبلغ وأخطر. هؤلاء لم يسعوا إلى استثمار ربحي بحت، بل حلموا فقط بأن يكون لهم بيت صغير يحتضن ذكرياتهم في وطنهم الأم. مغاربة العالم في فخ الوداديات الوهمية: من سرق حلمهم في امتلاك بيت؟ — المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) April 28, 2025 فهل بات انتماء مغاربة المهجر سلعة رخيصة في أسواق النصب العقاري؟ وهل تكفي خطابات رعاية الجالية، حين يعجز الواقع عن توفير الحماية لهم؟ دعوة للإنقاذ: بين خطابات الملك وتخاذل المؤسسات ما فتئ الملك محمد السادس يدعو إلى حماية حقوق مغاربة العالم، ويؤكد على ضرورة تحسين شروط تعامل الإدارة معهم، وتعزيز الحكامة في المشاريع الموجهة إليهم. أين مؤسسات الدولة اليوم من هذه التوجيهات؟ ألا يستوجب الوضع فتح تحقيق فوري ومستقل، افتحاصاً شفافاً لحسابات الودادية، وتتبعاً دقيقاً لمسار الأموال، ومساءلة صارمة لكل متورط؟ لا يجب أن تمر هذه الجريمة في صمت. ما وقع في ميدلت ليس حادثة معزولة. إنه مؤشر خطر على تفشي ظاهرة الوداديات الوهمية التي تنهش أموال البسطاء باسم الوطنية. القضية اليوم تتطلب تحركًا وطنيًا شاملاً، لحماية أحلام المغاربة، سواء في الداخل أو في الخارج، لأن كل استغلال للثقة هو طعنة في جسد الوطن نفسه.

'تصريحات مستشار ترامب حول الصحراء: ارتباك دبلوماسي أم تكتيك محسوب؟ أم أن الحقيقة أقوى من زلات اللسان؟'
'تصريحات مستشار ترامب حول الصحراء: ارتباك دبلوماسي أم تكتيك محسوب؟ أم أن الحقيقة أقوى من زلات اللسان؟'

المغرب الآن

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المغرب الآن

'تصريحات مستشار ترامب حول الصحراء: ارتباك دبلوماسي أم تكتيك محسوب؟ أم أن الحقيقة أقوى من زلات اللسان؟'

عندما يتحدث مسؤول أمريكي رفيع عن قضية الصحراء، فإن كل كلمة تُوزن بميزان السياسة والدبلوماسية. لكن ماذا لو جاءت التصريحات متناقضة؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بعد تصريحات مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للشؤون الإفريقية، والتي أثارت زوبعة من التفسيرات بين الجزائر والبوليساريو من جهة، والمغرب وحلفائه من جهة أخرى. فهل كان ارتباكًا فرديًا من مستشار غير ملم بدقائق الملف؟ أم أن هناك لعبة دبلوماسية خفية وراء هذه التصريحات؟ ولماذا عاد ليؤكد موقف واشنطن الرسمي بعد ساعات من التصريح المثير للجدل؟ هذه التساؤلات تعيدنا إلى توقيت دقيق تشهده قضية الصحراء المغربية، حيث خرج مسعد بولس بتصريحات لقناة 'العربية' اعتُبرت مثيرة للجدل، فتحت الباب أمام التأويلات، بل واحتفت بها الصحافة الجزائرية وأوساط داعمة لجبهة البوليساريو، باعتبارها مؤشراً على تراجع أمريكي مزعوم عن الاعتراف بمغربية الصحراء. جزائريون يعتبرون التصريح تراجعًا أمريكياً ويؤكدون أنه لا حل دون موافقة الجزائر. لكن هذا ما يقوله المغرب منذ سنوات: الجزائر طرف رئيسي. النزاع معها، والتفاوض يجب أن يكون معها. فهل تغيّرت زوايا النظر الدولية أخيرًا؟ — المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) April 19, 2025 بولس، الذي ينحدر من أصول لبنانية ويحمل الجنسية الأمريكية، قال إن إعلان ترامب سنة 2020 باعترافه بمغربية الصحراء لم يكن إعلاناً 'مغلقاً'، بل مشروطاً بموافقة جميع الأطراف، مضيفاً أن الجزائر ستقبل بالحل الذي توافق عليه جبهة البوليساريو. هذا التصريح فُهم على نطاق واسع باعتباره تقليصاً لقيمة الاعتراف الأمريكي، الذي طالما شكل مكسباً استراتيجياً للمغرب في هذا الملف. لكن، لم تكد تمر ساعات على هذه التصريحات حتى عاد بولس ليشير إلى الموقف الرسمي الأمريكي، مؤكدًا عبر تصريح جديد أن الولايات المتحدة تجدد اعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ودعمها المستمر لمقترح الحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد الجاد والواقعي والدائم للنزاع الإقليمي حول الصحراء. Strong statement from @SecRubio unequivocally reaffirming U.S. recognition of Moroccan sovereignty over Western Sahara. — U.S. Senior Advisor for Africa (@US_SrAdvisorAF) April 18, 2025 ما حدث يكشف عن حالة ارتباك واضحة لدى بولس، الذي حذف التصريح أولاً، قبل أن يعاود نشر موقف مغاير، وكأنه يسعى لتصحيح مسار تصريحاته الأولى أو احتواء ما أحدثته من جدل. فهل كانت زلة لسان أم تجاوزًا لحدود اختصاصه كمستشار سابق؟ وهنا يُطرح سؤال محوري: من يملك الحق في التحدث باسم السياسة الخارجية الأمريكية؟ إن بولس، رغم موقعه السابق، لا يتحدث من موقع مسؤولية رسمية حالية، ما يضعف وزن تصريحاته أمام التأكيدات المتكررة الصادرة عن الإدارة الأمريكية، سواء في عهد ترامب أو بايدن، والتي حافظت على ثباتها في دعم سيادة المغرب على صحرائه. لكن لماذا أحدثت تصريحاته كل هذا الجدل؟ السبب يكمن في ما تمثله الولايات المتحدة من ثقل استراتيجي في موازين النزاع، يجعل أي تصريح يُفهم كتحول محتمل موضع اهتمام، بل واستغلال، من طرف الجهات المعادية للوحدة الترابية المغربية. غير أن التفاعل السريع مع تصريح بولس وتصحيحه لاحقًا يكشف أن الموقف الأمريكي لا يزال على ثباته. فهل نحن أمام غفلة إعلامية أم حملة تأويل مقصودة؟ مثل هذه التصريحات تسلط الضوء على أهمية الحذر في التعاطي مع التصريحات غير الرسمية، وتُبرز في الآن ذاته الحاجة إلى تواصل استراتيجي مغربي أكثر فعالية، قادر على التصدي سريعًا لأي تشويش أو تلاعب بالرأي العام الدولي. السياق الدولي يفضح التأويلات المغلوطة تصريحات بولس، رغم ما أثارته، تأتي في سياق دولي يصب في صالح المغرب. فالدينامية الدبلوماسية التي يعرفها ملف الصحراء، والتأييد المتزايد من دول كبرى مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا، كلها مؤشرات على أن المقترح المغربي للحكم الذاتي يكتسب أرضية صلبة كخيار وحيد واقعي لإنهاء النزاع. خلاصة القول: بين زلة لسان وتصحيح متأخر، تبقى الحقيقة أن الموقف الأمريكي الرسمي لم يتغير، وأن أي محاولة لخلق التشويش على أساس تصريحات فردية تبقى غير مجدية أمام منطق الواقع. كما أن الواقعة تفرض علينا ضرورة رفع الجاهزية الإعلامية والدبلوماسية المغربية، ومواصلة تثبيت المكاسب بالسرعة نفسها التي نواجه بها التشويش. هل نعتبر ما حصل مجرد حادث معزول؟ أم أنه إنذار بضرورة مأسسة الدفاع الإعلامي عن قضية وطنية بهذا الحجم؟ السؤال يبقى مفتوحًا، والإجابة تحتاج إلى استراتيجية، لا رد فعل.

هل تندلع شرارة النهاية في تندوف؟ مجزرة 'مخيم الداخلة' تفتح جراحًا عميقة وتُحيي حلم العودة إلى المغرب
هل تندلع شرارة النهاية في تندوف؟ مجزرة 'مخيم الداخلة' تفتح جراحًا عميقة وتُحيي حلم العودة إلى المغرب

المغرب الآن

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المغرب الآن

هل تندلع شرارة النهاية في تندوف؟ مجزرة 'مخيم الداخلة' تفتح جراحًا عميقة وتُحيي حلم العودة إلى المغرب

في غمرة انشغال الجزائر بصراعاتها المتعددة في منطقة الساحل، خصوصًا أزمتها الأخيرة مع مالي عقب إسقاط الطائرة المُسيّرة، والتحالفات المتزايدة ضدها من النيجر وبوركينا فاسو، انفجرت أزمة من نوع آخر داخل بيتها الخلفي – أو بالأحرى، داخل ما تعتبره 'دولة مؤقتة' تابعة لجبهة 'البوليساريو'. المشهد الدموي الذي شهده 'مخيم الداخلة' يُنذر بتحول خطير في المعادلة. من التنقيب إلى المغادرة: إشارة غير متوقعة في إحدى اللحظات الموثقة عبر مقاطع الفيديو، يُسمع صوت أحد الصحراويين يصرخ مهددًا بالرحيل إلى المغرب بعد المأساة التي شهدها المخيم. هذا التلويح بالعودة إلى المغرب، الذي طالما كانت جبهة 'البوليساريو' تصفه بالخيانة، يعكس الحقيقة المرة التي يواجهها العديد من الصحراويين، ممن يعتبرون أن الوضع في مخيمات تندوف بات لا يُطاق، وأن أملهم في الخروج من هذا الجحيم بات مرهونًا بمغادرة المخيمات والالتحاق بالأراضي المغربية. "كفى من الجحيم.. بغينا نرجعو لبلادنا!" صرخة المحتجزين في تندوف تهزّ الصمت بعد هجوم دامٍ نفذه الجيش الجزائري #المغرب #تندوف #الجزائر #حقوق_الإنسان #العودة_للوطن — المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) April 10, 2025 الاحتجاجات: علامة على التغير في النظرة الصحراوية ما الذي دفع الصحراويين إلى الاحتجاج ضد القوات الجزائرية؟ هل هي القضية الاقتصادية فقط أم أن هناك دوافع سياسية واجتماعية أكبر؟ الحراك الذي اندلع بعد مقتل الصحراويين على يد الجيش الجزائري يشير إلى تحوّل عميق في نظرة الصحراويين تجاه كل من الجزائر و'البوليساريو'. الاحتجاجات ليست فقط ضد الجيش الجزائري، بل ضد قيادة الجبهة نفسها التي تجاهلت معاناة الصحراويين لعقود. ما هي الرسالة التي يحاول هؤلاء الصحراويون إيصالها من خلال هذه الاحتجاجات؟ الجيش الجزائري و'البوليساريو': من حليف إلى عدو محتمل ما مدى استعداد الجزائر للاستمرار في دعم 'البوليساريو' واحتضان مخيمات تندوف بعد خمسين عامًا من الصراع؟ هل بدأت الجزائر في فقدان السيطرة على المخيمات التي كانت تعتبرها نقطة تمسك سياسيًا، أم أن هناك تحولًا في ميزان القوى؟ الفشل في تقديم تفسير رسمي لما جرى من قبل 'البوليساريو' وغياب التحرك الفعلي من القيادة الصحراوية تجاه مقتل الصحراويين يفتح الباب أمام أسئلة حول مستقبل العلاقة بين الجزائر والجبهة. أبعاد 'المجزرة': هل هي بداية لمرحلة جديدة؟ الحادثة التي وقعت في مخيم الداخلة تطرح العديد من التساؤلات حول العلاقة بين الصحراويين من جهة و'البوليساريو' والجزائر من جهة أخرى. هل هناك بداية لتفكك داخل جبهة 'البوليساريو'؟ هل ستشهد المخيمات مزيدًا من الانفجارات الشعبية في حال استمر تجاهل القيادة لمطالب الصحراويين؟ أسئلة حاسمة في السياق العام: هل يمكن أن تؤدي هذه الاحتجاجات إلى تصعيد المواجهات الداخلية داخل المخيمات؟ كيف ستؤثر هذه الاحتجاجات على موقف الصحراويين من الدعم الجزائري لجبهة 'البوليساريو'؟ ما هي تداعيات هذه 'المجزرة' على العلاقة بين المغرب والجزائر، خصوصًا في ظل التحولات الجيوسياسية في المنطقة؟ هل هناك خطر من أن يتحول الحراك في المخيمات إلى حركة انفصالية جديدة تستهدف إنهاء الوجود الجزائري في تندوف؟ ما هو دور المجتمع الدولي في الحد من هذه الانتهاكات وحماية حقوق الصحراويين في المخيمات؟ خلاصة التحليل: إن ما شهدناه في مخيم الداخلة قد يكون بداية لمرحلة جديدة من الاحتجاجات السياسية والاجتماعية، وهو انعكاس للوضع المتأزم داخل المخيمات. لكن في الوقت ذاته، قد يؤدي هذا الحراك إلى إعادة رسم خريطة التحالفات في المنطقة، ما يفتح المجال أمام احتمالات جديدة بشأن مستقبل قضية الصحراء. من الضروري أن تأخذ كل الأطراف المتورطة في هذا الصراع، بما في ذلك المغرب والجزائر، هذه التحولات في الحسبان من أجل تجنب تصعيد أكبر قد يتجاوز التوقعات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store