logo
#

أحدث الأخبار مع #Tesla

لماذا تصدر السيارات الكهربائية صوت محرك مزيف؟
لماذا تصدر السيارات الكهربائية صوت محرك مزيف؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 5 أيام

  • سيارات
  • القناة الثالثة والعشرون

لماذا تصدر السيارات الكهربائية صوت محرك مزيف؟

كما يعرف الجميع، الأجزاء المتحركة عادة ما تصدر أصواتاً ولو ضعيفة عند حركتها. وفي محركات السيارات حيث قد تتحرك المكابس أكثر من 100 مرة في الثانية هناك الكثير من الصوت دون شك. وبينما أن الجميع يعرف أن المحركات عادة ما تصدر صوتاً، فمحبو السيارات بالتحديد يدركون أن أصوات السيارات ليست متساوية حقاً، فصوت محرك مع 4 أسطوانات يختلف عن نظيره ذي 8 أسطوانات، كما أن توزيع الأسطوانات نفسها وحجمها والعديد من العوامل الأخرى تمنح لكل محرك صوته المميز وفي حالة السيارات الرياضية عادة ما يستطيع الخبراء معرفة المحرك الخاص بالسيارة من صوتها فقط. لماذا تصدر السيارات الكهربائية صوت محرك مزيف؟ لكن وبينما أن صوت السيارات هو أمر معتاد في السيارات التي تعمل بالوقود، الأمر مختلف جداً في السيارات الكهربائية. حيث أن محركات السيارات الكهربائية الحديثة صامتة بشكل شبه كامل في الواقع، وباستثناء صوت الرياح التي تتحرك حول السيارة وهي تسير لا يمكن سماع صوت هذه السيارات سواء داخلها أو للأشخاص خارجها حتى. بالطبع وبالنظر إلى كون أصوات السيارات قد تكون أمراً مزعجاً جداً، وبالأخص لسكان المناطق المكتظة حيث تتحرك السيارات طوال الوقت. فالصوت ليس عاملاً سلبياً بالضرورة، والصمت الكامل للسيارات الكهربائية (مع كل ميزاته) يمتلك بعض العيوب الكبرى التي دفعت العديد من البلدان لإصدار تشريعات قد تبدو غريبة جداً: السيارات الكهربائية المصنوعة مستقبلاً يجب أن تمتلك صوتاً واضحاً قابلاً للتمييز. بالطبع هناك سبب غير أساسي لصوت السيارات الكهربائية: إحساس السائق. فالسيارات الرياضية تركز على شعور السائق بقوتها، وصوت المحرك عامل هام جداً لتحقيق ذلك. لذا فسائقو السيارات الكهربائية الرياضية (مثل سيارة Tesla Model S) قد يريدون تحسين تجربتهم مع صوت يعطي شعوراً إضافياً بالسرعة وبكون المحرك يقدم المزيد من القوة. لكن بالإضافة لما سبق هناك سبب حقيقي ومهم خلف قرار جعل السيارات الكهربائية تصدر صوتاً مزيفاً: الأمان. عند السير بسرعات منخفضة وبالأخص في الأحياء السكنية مثلاً، عادة ما يكون صوت السيارات العادية منخفضاً، لكنه واضح كفاية لتنبيه المشاة إلى وجود سيارة قادمة باتجاههم أو قريبة منهم. لكن بالنسبة للسيارات الكهربائية لا يكون هناك أي صوت في الواقع، فصوت المحرك معدوم فعلياً وصوت احتكاك الهواء بالسيارة غير موجود كون السرعة منخفضة عموماً. بالنتيجة تشكل ميزة انعدام الصوت هنا عيباً للسيارات الكهربائية في الواقع، فهي تشكل خطراً أكبر على المشاة. صوت السيارة الكهربائية في الواقع لا توجد دراسات تثبت كون صوت السيارة مهماً حقاً في الحماية من حوادث صدم المشاة، وليس هناك إحصائيات على كون السيارات الكهربائية تصدم المشاة أكثر من سواها. لكن المخاوف من الامر كانت كافية لتقوم العديد من البلدان الأوروبية والولايات المتحدة وسواها بسن قواني تجبر مصنعي السيارات الكهربائية على توفير سياراتهم مع صوت مزيف يصدر عبر مكبرات صوت مخفاة في مقدمة السيارة وذلك لجميع السيارات المباعة بعد تاريخ معين. من حيث المبدأ تستطيع السيارات الكهربائية وضع أي صوت تريده طالما أنه مسموع كفاية لينبه المارة. وبالأخص المتضررين بصرياً. لكن الشركات وجدت في الأمر فرصة للتميز عن سواها في الواقع بتصميم أصوات مخصصو لسياراتها الكهربائية. تمنح إحساس السرعة من جهة، وتعطي للسيارة 'هوية' خاصة بها. حالياً تعمل العديد من شركات السيارات العالمية (مثل BMW وMercedes Benz) على تطوير أنظمة صوت خاصة بسياراتها الكهربائية. فيما أن بعض الشركات مثل Tesla تتعاون مع شركة Harman (واحدة من أكبر شركات الصوتيات في العالم). لتصميم هذه الأصوات بالشكل الأفضل والأنسب، ولتكون متناسبة مع سرعة السيارة والعزم الخاص بها. فكما ذكرنا أعلاه توفر هذه الأصوات تجربة قيادة أكثر متعة للسائق عدا عن كونها جيدة للمشاة. حالياً تبدو جهود مختلف الشركات متركزة على إصدار أنظمة الصوت لسياراتها المستقبلية. لكن بعض الشركات تفكر منذ الآن بتوفير أنظمة صوت المحرك المزيف. كعدة قابلة للتركيب على السيارات الكهربائية المباعة مسبقاً لمن يريد من السائقين بالطبع. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

السعودية وأميركا.. خارج إطار النفط
السعودية وأميركا.. خارج إطار النفط

العربية

timeمنذ 5 أيام

  • أعمال
  • العربية

السعودية وأميركا.. خارج إطار النفط

كانت العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة تُختصر في كلمة واحدة (النفط). فمنذ اكتشاف النفط في الخليج عام 1938، وقّع البلدان صفقات شراكة استراتيجية ربطت مصير الاقتصادين بهبوط وارتفاع أسعار الخام. لكن في العقد الأخير، بدأت لوحة العلاقات الثنائية ترسم ألوانًا جديدة، بعيدًا عن الزيت الأسود، لتُصبح قصة تحول اقتصادي غير مسبقة. فكيف تستبدل السعودية "الذهب الأسود" بـ"الذهب الرقمي" و"الذهب الترفيهي" في علاقتها مع أميركا؟ في عام 2016، أطلقت السعودية رؤية 2030، خطة طموحة لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، الذي يمثل نحو 90 % من صادرات المملكة. هذا التحول لم يكن داخليًا فحسب، بل كان أيضًا رسالة واضحة للشركات الأميركية: "نحن لسنا فقط مصدري نفط، بل نحن سوق ناشئة بفرص استثمارية هائلة". وسرعان ما استجابت الشركات الأميركية للنداء. ففي عام 2021، استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) أكثر من 1.2 مليار دولار في شركة الألعاب الإلكترونية الأميركية Scopely، في صفقة تُعد الأكبر من نوعها في تاريخ المنطقة. هذه الخطوة لم تكن مجرد استحواذ مالي، بل كانت إعلانًا عن ولادة قطاع جديد: "الاقتصاد الرقمي السعودي"، الذي يهدف إلى جذب 50 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية بحلول 2030. في شمال غرب المملكة، ترتفع أطلال مشروع نيوم، المدينة الذكية التي تُخطط لإعادة تعريف مفهوم الحياة الحضرية. هنا، تظهر الشراكة مع الشركات الأميركية بوضوح: فشركة Cisco الأميركية تشارك في تصميم البنية التحتية الرقمية للمدينة، بينما تتعاون Lockheed Martin في تطوير أنظمة الدفاع الذكية. حتى شركة Tesla أصبحت حاضرة في المشهد، مع خطط لاستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل مشاريع النقل الكهربائي داخل نيوم. لكن التحدي الحقيقي ليس في البناء، بل في تحويل الثقافة. كيف تقنع السعودية، التي ارتبط اسمها بالماضي القريب بالبدو والصحارى، العالم بأنها قادرة على قيادة ثورة تكنولوجية؟ الإجابة تكمن في الاستثمار البشري: ففي 2022، أرسلت المملكة أكثر من 5000 طالب إلى جامعات أميركية لدراسة علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، ضمن برنامج "الابتعاث الرقمي"، الذي يهدف إلى تدريب جيل قادر على إدارة هذا الاقتصاد الجديد. في الماضي، كان الأميركيون يأتون إلى السعودية لزيارة المواقع الأثرية أو لحضور مؤتمرات الطاقة. اليوم، يأتون لحضور حفلات الدرعية تنيس سيتيس أو مباريات الملاكمة العالمية التي تنظمها المملكة. ففي نوفمبر 2023، استضافت الرياض مباراة بين Tyson Fury وDillian Whyte، بحضور نجوم هوليوود مثل Leonardo DiCaprio، في حدث تجاوزت قيمته 200 مليون دولار. هذا التحول في صناعة الترفيه ليس عشوائيًا. فصندوق الاستثمارات العامة خصص 18 مليار دولار لتطوير قطاع الثقافة والترفيه، بهدف زيادة مساهمته في الناتج المحلي من 2 % إلى 4 % بحلول 2030. ومن بين الشراكات البارزة، تعاون الشركة السعودية Misk Art مع أستوديوهات هوليوودية لإنتاج أفلام عربية-أميركية مشتركة، مثل فيلم "الخيال المريخ" الذي حقق نجاحًا تجاريًا في صالات السينما الأميركية. في عام 2021، أثار استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي Newcastle United الإنجليزي موجة جدل عالمية. لكن بالنسبة للسعوديين، كانت الصفقة رمزًا لتحول استراتيجي: فبدلًا من استيراد الرياضة من الغرب، أصبحت السعودية قوة استثمارية قادرة على تغيير قواعد اللعبة. اليوم، تشارك الفرق السعودية في دوري MLS الأميركي، بينما تسعى الشركات السعودية لاستثمار مليارات في مشاريع رياضية مشتركة، مثل بناء ملاعب ذكية في ولاية كاليفورنيا. المراقبين يرون أن السعودية تلعب لعبة طويلة الأمد. ففي تقرير حديث يشير إلى أن الاقتصاد غير النفطي في السعودية ينمو بنسبة 7 % سنويًا، وهي نسبة تفوق نمو معظم دول الخليج. وفي ظل الشراكات مع أميركا، قد تتحول المملكة من "مصدر للنفط" إلى "نموذج للتحول الاقتصادي"، في قصة ستُكتب فصولها في العقد القادم. النفط لن يختفي، لكنه لم يعد القلب النابض للعلاقة السعودية-الأميركية. ففي عالم يتغير بسرعة، اختارت السعودية أن تكون لاعبًا في ساحات لم تكن تُخيل نفسها فيها من قبل: من الفضاء الرقمي إلى ملاعب كرة القدم. والسؤال الآن: "متى سيُنظر إلى نيوم على أنها سيلكون فالي الشرق الأوسط؟". فبينما تُعيد السعودية تعريف دورها كقوة اقتصادية رقمية وثقافية، تجد أميركا نفسها أمام فرصة لتوسيع نفوذها التجاري في آسيا دون الاعتماد على الحلفاء التقليديين. وفي هذا السياق، قال هنري كيسنجر ذات مرة: "السياسة ليست فن تحقيق ما هو ممكن فحسب، بل هي أيضًا فن تخيّل ما قد يبدو مستحيلًا اليوم." جملة تُلخّص طموح البلدين في بناء علاقة تتجاوز التاريخ والجغرافيا. لكن لتحقيق هذا الطموح، يجب على الطرفين تجاوز الشكوك السياسية والتركيز على الاستثمار في الإنسان. فالنجاح الحقيقي لا يكمن في صفقات مليارية أو مشاريع ضخمة، بل في تدريب جيل قادر على إدارة هذه الشراكة بوعي ومسؤولية. ففي عالم يتغير بسرعة، قد تكون "السعودية الرقمية" و"الاقتصاد الأخضر" هما الجسر الذي يربط مستقبل البلدين، حيث تصبح القوة الناعمة أداة أكثر فعالية من النفط أو السلاح. قد لا يختفي النفط من معادلة العلاقة بين الرياض وواشنطن في المدى المنظور، لكنه لم يعد القطب الوحيد الذي تدور حوله هذه العلاقة. ففي عقد ما بعد النفط، قد تُكتب قصة الشراكة السعودية–الأميركية كمثال نادر على كيف تُحوّل الأزمات التحديات إلى فرص، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والرؤية المشتركة.

السعودية وأميركا.. خارج إطار النفط
السعودية وأميركا.. خارج إطار النفط

سعورس

timeمنذ 5 أيام

  • أعمال
  • سعورس

السعودية وأميركا.. خارج إطار النفط

في عام 2016، أطلقت السعودية رؤية 2030، خطة طموحة لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، الذي يمثل نحو 90 % من صادرات المملكة. هذا التحول لم يكن داخليًا فحسب، بل كان أيضًا رسالة واضحة للشركات الأميركية: "نحن لسنا فقط مصدري نفط، بل نحن سوق ناشئة بفرص استثمارية هائلة". وسرعان ما استجابت الشركات الأميركية للنداء. ففي عام 2021، استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) أكثر من 1.2 مليار دولار في شركة الألعاب الإلكترونية الأميركية Scopely، في صفقة تُعد الأكبر من نوعها في تاريخ المنطقة. هذه الخطوة لم تكن مجرد استحواذ مالي ، بل كانت إعلانًا عن ولادة قطاع جديد: "الاقتصاد الرقمي السعودي"، الذي يهدف إلى جذب 50 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية بحلول 2030. في شمال غرب المملكة، ترتفع أطلال مشروع نيوم ، المدينة الذكية التي تُخطط لإعادة تعريف مفهوم الحياة الحضرية. هنا، تظهر الشراكة مع الشركات الأميركية بوضوح: فشركة Cisco الأميركية تشارك في تصميم البنية التحتية الرقمية للمدينة، بينما تتعاون Lockheed Martin في تطوير أنظمة الدفاع الذكية. حتى شركة Tesla أصبحت حاضرة في المشهد، مع خطط لاستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل مشاريع النقل الكهربائي داخل نيوم. لكن التحدي الحقيقي ليس في البناء، بل في تحويل الثقافة. كيف تقنع السعودية، التي ارتبط اسمها بالماضي القريب بالبدو والصحارى، العالم بأنها قادرة على قيادة ثورة تكنولوجية؟ الإجابة تكمن في الاستثمار البشري: ففي 2022، أرسلت المملكة أكثر من 5000 طالب إلى جامعات أميركية لدراسة علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، ضمن برنامج "الابتعاث الرقمي"، الذي يهدف إلى تدريب جيل قادر على إدارة هذا الاقتصاد الجديد. في الماضي، كان الأميركيون يأتون إلى السعودية لزيارة المواقع الأثرية أو لحضور مؤتمرات الطاقة. اليوم، يأتون لحضور حفلات الدرعية تنيس سيتيس أو مباريات الملاكمة العالمية التي تنظمها المملكة. ففي نوفمبر 2023، استضافت الرياض مباراة بين Tyson Fury وDillian Whyte، بحضور نجوم هوليوود مثل Leonardo DiCaprio، في حدث تجاوزت قيمته 200 مليون دولار. هذا التحول في صناعة الترفيه ليس عشوائيًا. فصندوق الاستثمارات العامة خصص 18 مليار دولار لتطوير قطاع الثقافة والترفيه، بهدف زيادة مساهمته في الناتج المحلي من 2 % إلى 4 % بحلول 2030. ومن بين الشراكات البارزة، تعاون الشركة السعودية Misk Art مع أستوديوهات هوليوودية لإنتاج أفلام عربية-أميركية مشتركة، مثل فيلم "الخيال المريخ" الذي حقق نجاحًا تجاريًا في صالات السينما الأميركية. في عام 2021، أثار استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي Newcastle United الإنجليزي موجة جدل عالمية. لكن بالنسبة للسعوديين، كانت الصفقة رمزًا لتحول استراتيجي: فبدلًا من استيراد الرياضة من الغرب، أصبحت السعودية قوة استثمارية قادرة على تغيير قواعد اللعبة. اليوم، تشارك الفرق السعودية في دوري MLS الأميركي، بينما تسعى الشركات السعودية لاستثمار مليارات في مشاريع رياضية مشتركة، مثل بناء ملاعب ذكية في ولاية كاليفورنيا. المراقبين يرون أن السعودية تلعب لعبة طويلة الأمد. ففي تقرير حديث يشير إلى أن الاقتصاد غير النفطي في السعودية ينمو بنسبة 7 % سنويًا، وهي نسبة تفوق نمو معظم دول الخليج. وفي ظل الشراكات مع أميركا، قد تتحول المملكة من "مصدر للنفط" إلى "نموذج للتحول الاقتصادي"، في قصة ستُكتب فصولها في العقد القادم. النفط لن يختفي، لكنه لم يعد القلب النابض للعلاقة السعودية-الأميركية. ففي عالم يتغير بسرعة، اختارت السعودية أن تكون لاعبًا في ساحات لم تكن تُخيل نفسها فيها من قبل: من الفضاء الرقمي إلى ملاعب كرة القدم. والسؤال الآن: "متى سيُنظر إلى نيوم على أنها سيلكون فالي الشرق الأوسط؟". فبينما تُعيد السعودية تعريف دورها كقوة اقتصادية رقمية وثقافية، تجد أميركا نفسها أمام فرصة لتوسيع نفوذها التجاري في آسيا دون الاعتماد على الحلفاء التقليديين. وفي هذا السياق، قال هنري كيسنجر ذات مرة: "السياسة ليست فن تحقيق ما هو ممكن فحسب، بل هي أيضًا فن تخيّل ما قد يبدو مستحيلًا اليوم." جملة تُلخّص طموح البلدين في بناء علاقة تتجاوز التاريخ والجغرافيا. لكن لتحقيق هذا الطموح، يجب على الطرفين تجاوز الشكوك السياسية والتركيز على الاستثمار في الإنسان. فالنجاح الحقيقي لا يكمن في صفقات مليارية أو مشاريع ضخمة، بل في تدريب جيل قادر على إدارة هذه الشراكة بوعي ومسؤولية. ففي عالم يتغير بسرعة، قد تكون "السعودية الرقمية" و"الاقتصاد الأخضر" هما الجسر الذي يربط مستقبل البلدين، حيث تصبح القوة الناعمة أداة أكثر فعالية من النفط أو السلاح. قد لا يختفي النفط من معادلة العلاقة بين الرياض وواشنطن في المدى المنظور، لكنه لم يعد القطب الوحيد الذي تدور حوله هذه العلاقة. ففي عقد ما بعد النفط، قد تُكتب قصة الشراكة السعودية–الأميركية كمثال نادر على كيف تُحوّل الأزمات التحديات إلى فرص، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والرؤية المشتركة.

السعودية وأميركا.. خارج إطار النفط
السعودية وأميركا.. خارج إطار النفط

الرياض

timeمنذ 6 أيام

  • أعمال
  • الرياض

السعودية وأميركا.. خارج إطار النفط

كانت العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة تُختصر في كلمة واحدة (النفط). فمنذ اكتشاف النفط في الخليج عام 1938، وقّع البلدان صفقات شراكة استراتيجية ربطت مصير الاقتصادين بهبوط وارتفاع أسعار الخام. لكن في العقد الأخير، بدأت لوحة العلاقات الثنائية ترسم ألوانًا جديدة، بعيدًا عن الزيت الأسود، لتُصبح قصة تحول اقتصادي غير مسبقة. فكيف تستبدل السعودية "الذهب الأسود" بـ"الذهب الرقمي" و"الذهب الترفيهي" في علاقتها مع أميركا؟ في عام 2016، أطلقت السعودية رؤية 2030، خطة طموحة لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، الذي يمثل نحو 90 % من صادرات المملكة. هذا التحول لم يكن داخليًا فحسب، بل كان أيضًا رسالة واضحة للشركات الأميركية: "نحن لسنا فقط مصدري نفط، بل نحن سوق ناشئة بفرص استثمارية هائلة". وسرعان ما استجابت الشركات الأميركية للنداء. ففي عام 2021، استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) أكثر من 1.2 مليار دولار في شركة الألعاب الإلكترونية الأميركية Scopely، في صفقة تُعد الأكبر من نوعها في تاريخ المنطقة. هذه الخطوة لم تكن مجرد استحواذ مالي، بل كانت إعلانًا عن ولادة قطاع جديد: "الاقتصاد الرقمي السعودي"، الذي يهدف إلى جذب 50 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية بحلول 2030. في شمال غرب المملكة، ترتفع أطلال مشروع نيوم، المدينة الذكية التي تُخطط لإعادة تعريف مفهوم الحياة الحضرية. هنا، تظهر الشراكة مع الشركات الأميركية بوضوح: فشركة Cisco الأميركية تشارك في تصميم البنية التحتية الرقمية للمدينة، بينما تتعاون Lockheed Martin في تطوير أنظمة الدفاع الذكية. حتى شركة Tesla أصبحت حاضرة في المشهد، مع خطط لاستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل مشاريع النقل الكهربائي داخل نيوم. لكن التحدي الحقيقي ليس في البناء، بل في تحويل الثقافة. كيف تقنع السعودية، التي ارتبط اسمها بالماضي القريب بالبدو والصحارى، العالم بأنها قادرة على قيادة ثورة تكنولوجية؟ الإجابة تكمن في الاستثمار البشري: ففي 2022، أرسلت المملكة أكثر من 5000 طالب إلى جامعات أميركية لدراسة علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، ضمن برنامج "الابتعاث الرقمي"، الذي يهدف إلى تدريب جيل قادر على إدارة هذا الاقتصاد الجديد. في الماضي، كان الأميركيون يأتون إلى السعودية لزيارة المواقع الأثرية أو لحضور مؤتمرات الطاقة. اليوم، يأتون لحضور حفلات الدرعية تنيس سيتيس أو مباريات الملاكمة العالمية التي تنظمها المملكة. ففي نوفمبر 2023، استضافت الرياض مباراة بين Tyson Fury وDillian Whyte، بحضور نجوم هوليوود مثل Leonardo DiCaprio، في حدث تجاوزت قيمته 200 مليون دولار. هذا التحول في صناعة الترفيه ليس عشوائيًا. فصندوق الاستثمارات العامة خصص 18 مليار دولار لتطوير قطاع الثقافة والترفيه، بهدف زيادة مساهمته في الناتج المحلي من 2 % إلى 4 % بحلول 2030. ومن بين الشراكات البارزة، تعاون الشركة السعودية Misk Art مع أستوديوهات هوليوودية لإنتاج أفلام عربية-أميركية مشتركة، مثل فيلم "الخيال المريخ" الذي حقق نجاحًا تجاريًا في صالات السينما الأميركية. في عام 2021، أثار استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي Newcastle United الإنجليزي موجة جدل عالمية. لكن بالنسبة للسعوديين، كانت الصفقة رمزًا لتحول استراتيجي: فبدلًا من استيراد الرياضة من الغرب، أصبحت السعودية قوة استثمارية قادرة على تغيير قواعد اللعبة. اليوم، تشارك الفرق السعودية في دوري MLS الأميركي، بينما تسعى الشركات السعودية لاستثمار مليارات في مشاريع رياضية مشتركة، مثل بناء ملاعب ذكية في ولاية كاليفورنيا. المراقبين يرون أن السعودية تلعب لعبة طويلة الأمد. ففي تقرير حديث يشير إلى أن الاقتصاد غير النفطي في السعودية ينمو بنسبة 7 % سنويًا، وهي نسبة تفوق نمو معظم دول الخليج. وفي ظل الشراكات مع أميركا، قد تتحول المملكة من "مصدر للنفط" إلى "نموذج للتحول الاقتصادي"، في قصة ستُكتب فصولها في العقد القادم. النفط لن يختفي، لكنه لم يعد القلب النابض للعلاقة السعودية-الأميركية. ففي عالم يتغير بسرعة، اختارت السعودية أن تكون لاعبًا في ساحات لم تكن تُخيل نفسها فيها من قبل: من الفضاء الرقمي إلى ملاعب كرة القدم. والسؤال الآن: "متى سيُنظر إلى نيوم على أنها سيلكون فالي الشرق الأوسط؟". فبينما تُعيد السعودية تعريف دورها كقوة اقتصادية رقمية وثقافية، تجد أميركا نفسها أمام فرصة لتوسيع نفوذها التجاري في آسيا دون الاعتماد على الحلفاء التقليديين. وفي هذا السياق، قال هنري كيسنجر ذات مرة: "السياسة ليست فن تحقيق ما هو ممكن فحسب، بل هي أيضًا فن تخيّل ما قد يبدو مستحيلًا اليوم." جملة تُلخّص طموح البلدين في بناء علاقة تتجاوز التاريخ والجغرافيا. لكن لتحقيق هذا الطموح، يجب على الطرفين تجاوز الشكوك السياسية والتركيز على الاستثمار في الإنسان. فالنجاح الحقيقي لا يكمن في صفقات مليارية أو مشاريع ضخمة، بل في تدريب جيل قادر على إدارة هذه الشراكة بوعي ومسؤولية. ففي عالم يتغير بسرعة، قد تكون "السعودية الرقمية" و"الاقتصاد الأخضر" هما الجسر الذي يربط مستقبل البلدين، حيث تصبح القوة الناعمة أداة أكثر فعالية من النفط أو السلاح. قد لا يختفي النفط من معادلة العلاقة بين الرياض وواشنطن في المدى المنظور، لكنه لم يعد القطب الوحيد الذي تدور حوله هذه العلاقة. ففي عقد ما بعد النفط، قد تُكتب قصة الشراكة السعودية–الأميركية كمثال نادر على كيف تُحوّل الأزمات التحديات إلى فرص، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والرؤية المشتركة.

'نعم هنا الرياض' عاصمة القرار العالمي والتقنية الحديثة
'نعم هنا الرياض' عاصمة القرار العالمي والتقنية الحديثة

سويفت نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • علوم
  • سويفت نيوز

'نعم هنا الرياض' عاصمة القرار العالمي والتقنية الحديثة

بقلم – د . حسين سندي : الرياض الحبيبة هي عاصمة القرار، و مرتكز الحكمة، و وتد الاستقرار، لا يستطيع قادة الدول العظمى إلا ان يمرون عبرها، لاتخاذ أي قرارت عالمية مصيرية، بل لابد أن يمر عبرها أولا وقبل الكل (والكل هنا تعني الكل)، زعيم أعظم دولة في العالم، وحاليا، ها هو، وكما نشاهد بأم أعيننا، فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقبله زعماء دول كبرى أخرى الذي أحضر عقول أكبر شركات التقنية المتقدمة، ومنهم العقول التي تنتج وتدير أحدث تقنية الذكاء الاصطناعي وأكثرها تأثير وسرية، رؤساء شركات، للتقنية، التي إذا أمتلكت زمامها، ستكون من أقوى دول العالم، (يزور أمريكا كذا زعيم عالمي ولا يستطيع الحصول على موعد لمقابلتهم ) ها هم هنا، في رياض العز والمجد، بقضهم وقضيضهم مع الرئيس الأمريكي الذي يجعلهم يقدموا شركاتهم بأنفسهم ومنهم 'لاري فينك' رئيس شركة اكبر أصول في العالم بلاك روك، و 'جنسن هوانغ' رئيس شركة إنفيديا التي بعض الدول العظمى لا تستطيع أن تحلم تشم رائحة الشرائح المتقدمة، التي ستقدم للمملكة مثل شريحة GB300 Blackwell chips الحديثة. ومنهم أيضا المبدع العبقري 'إيلون ماسك' شركة الصواريخ سبيس إكس وأقمار ستارلينك الصناعية حول العالم للإنترنت و Tesla و Twitter (X) و Boring و Neuralink. ومنهم أيضا 'سام ألتمان' الرئيس التنفيذي لشركة 'أوبن أي آي Open AI' منتجة أعظم منصة ذكاء اصطناعي حتى اليوم ChatGPT. ومنهم أيضا، شركات عديدة للتقنية، حيث لا تقنية محظورة ولا خطيرة ولا في غاية السرية. جميعها بين أيدي سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تقدم لوطن العز والمجد المملكة العربية السعودية، مع برامج زمنية محددة لنقل وتوطين هذه التكنولوجيا، وبخاصة بعد أن أمر سمو سيدي ولي العهد بتأسيس، يوم أمس، إطلاق شركة هيوماين HUMAIN (وأرجو بعد قراءة الأسم إلا يفوتكم، إن قيادتنا الحكيمة حريصة وتؤكد للعالم أجمع، على الجانب الإنساني من هذه التقنية) لتطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في هذا القطاع، وستعمل 'هيوماين' التي يرأس ولي العهد مجلس إدارتها، على تقديم أحدث نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومن ذلك تطوير أحد أفضل النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) وأيضا باللغة العربية، إلى جانب الجيل الجديد من مراكز البيانات، والبنية التحتية للحوسبة السحابية. وستسهم الشركة في تمكين وتعزيز القدرات، في مجال تطوير وتقديم تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي، محليًا وإقليميًا ودوليًا، وفتح آفاق جديدة في الاقتصاد الرقمي. يبدو لي إننا قاب قوسين أو أدني للتربع على قمة هذه التقنية، وبالتالي قمة أقوى أقوياء دول العالم. قضيت قرابة الـ 20 عام في الذكاء الاصطناعي أحلم. والآن وبعد رؤية 2030 أصبحنا نحلم ونحقق، في 2030 أو ربما قبل. وبالحمد والشكر تستدام وتزيد النعم. مقالات ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store