logo
#

أحدث الأخبار مع #«أيامالمسرحللشباب»

«جثّة على الرصيف»... «شرّ البليّة ما يُضحك»
«جثّة على الرصيف»... «شرّ البليّة ما يُضحك»

الرأي

time٢٣-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الرأي

«جثّة على الرصيف»... «شرّ البليّة ما يُضحك»

قدّمت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية آخر العروض الرسمية لفعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان «أيام المسرح للشباب» الذي نظمته الهيئة العامة للشباب، بدءاً من 15 فبراير الجاري، على مسرح الدسمة. وجاء العرض بعنوان «جثة على الرصيف»، من تأليف الكاتب القدير الراحل سعدالله ونوس، معالجة وإخراج مصعب السالم، ومن بطولة مشعل العيدان ويعقوب جوهري وسيد محمد الموسوي وصالح البحير. «السيد والمتسوّل» دارت أحداث العرض حول متسوّل بلا مأوى، مات رفيقه في الشارع من شدة الجوع والبرد أمام قصر لشخصية مهمة. ثم يأتي شرطي ويأمر المتسولَيْن بأن يتحركا، من دون أن ينتبه إلى أن أحدهما ميت، قبل أن يخرج «السيد» (الذي جسد دوره مشعل العيدان) من بيته بعد سماع الحوار بين الشخصيات الثلاث، ويقرر شراء الجثة، التي تشير هنا إلى موت الضمير الإنساني. وقدّم العرض، الذي كتبه سعد الله ونوس، لمحة واقعية عن المعاناة التي يكابدها الإنسان العربي منذ عشرات السنين، حيث الجثث الملقاة على الطرقات والأرصفة، ورائحة الموت المنتشرة في كل مكان، في البلدان التي ذاقت ويلات الحروب والقمع والاضطهاد، من المستعمر أو السلطة أو حتى من المتنفذين في أجهزة الدولة. كما أضاءت المسرحية على الفروقات والصراعات الطبقية، فالسيد من الطبقة المخملية، والشرطي من الطبقة المتوسطة، فيما أن المتسوّل من الطبقة المسحوقة في المجتمع. «التاريخ يُعيد نفسه» وبالرغم من أن المسرحية كتبها ونوس في العام 1965، غير أنها صالحة للعرض في كل زمان ومكان، خصوصاً في زماننا هذا، كما لو أن التاريخ يُعيد نفسه. ولا نغفل دور المخرج مصعب السالم الذي أبدع في معالجتها ليقدمها بشكل مُعاصر وبرؤية جديدة كلياً. وكذلك نجح في تحويل النص إلى اللهجة الكويتية، لتكون أقرب إلى الجمهور ولكسر الرتابة في مثل هذه النوعية من الأعمال الجادة، فأضفى السالم في معالجته نَفَساً كوميدياً من مبدأ «شرّ البليّة ما يُضحك». ولعلّ وجود فنان مثل مشعل العيدان، أسهم بشكل كبير في منح الثقة للمخرج بأن يفرد عضلاته على خشبة المسرح، مستنداً إلى نص قوي ومتماسك، عطفاً على أنه ممثل بارع في تجسيد الشخصيات المركبة، ومحترفاً في الأداء الكوميدي والتراجيدي، بالإضافة إلى بقية الممثلين، الذين جسدوا أدوارهم بحرفية عالية، وعلى رأسهم المخرج السالم الذي قدّم هو الآخر دور المخرج في الكواليس.

«صرخة كواليس»... الأبناء يدفعون الثمن
«صرخة كواليس»... الأبناء يدفعون الثمن

الرأي

time٢٠-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الرأي

«صرخة كواليس»... الأبناء يدفعون الثمن

«هل تريد عينك اليمنى أم اليسرى»؟... لم يكن وقع هذا السؤال هيناً على الابن وهو يكابد الأمرّين، إما فراق أبيه وإما والدته، خصوصاً وأن نهاية الزواج بين والديه أصبحت وشيكة، وتنذر بتفككٍ أسري لا نكوص عنه. ومن هذا المبدأ، دارت أحداث العرض المسرحي «صرخة كواليس»، التي قدمتها شركة «ترند برودكشن» ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان «أيام المسرح للشباب» وهي من تأليف نصار النصار وإخراج بدر الشعيبي، في حين تشارك في بطولتها نخبة من الفنانين الشباب، وهم: محمد المسلم، محمد الكليبي، شهد خسروه، عبدالرحمن الفهد، محمد الزنكي، والطفل جاسم محمد. وأضاء العرض على مشكلة الانفصال بين الأزواج في كل المجتمعات، والتفكك الأسري الذي يدفع ضريبته الأبناء فقط، ليعيشوا - مجبرين لا مخيرين - في حرمانٍ دائم إما من الأب وإما من الأم، بسبب تزمّت وعناد الآباء والأمهات في كثير من الأحيان. فالعرض أشار إلى كواليس المسرح، معتبراً أن الحياة هي مسرح كبير، يضم الممثلين والمتفرجين والنقاد، ولا أحد يعرف ما يدور في تلك الكواليس أو البيوت، من صرخات وآهات لا يسمعها سوى الأبناء، الذين يكابدون أقسى ضروب المعاناة بسبب تلك المشكلات اليومية المتراكمة، والحلقات المتصلة في مسلسل لا ينتهي. وكذلك تطرق العرض، إلى انعدام الدعم للمواهب الشابة والفنانين الجدد. «السينوغرافيا» سينوغرافياً، تداخلت عناصر النص والإخراج في المسرحية بحرفية عالية، فشاهدنا تجربة فنية غنية ومؤثرة. كما استطاع المخرج الشعيبي أن ينقل رسالة العرض بمهارة وموضوعية من خلال رؤية متكاملة استخدم فيها الديكور والإضاءة والموسيقى بشكل مدروس وفعّال من دون مبالغة. وبجانب النص والإخراج، كان أداء الممثلين نقطة قوة، لاسيما الفنانين محمد الكليبي ومحمد المسلم وشهد خسروه، الذين قدموا مهارات رفيعة المستوى في التمثيل، بالإضافة إلى الأداء الصوتي، الذي تم بإتقانٍ كبير رغم صعوبة المفردات في النص الذي جاء بالفصحى، ليقدم مواقف عميقة وحوارات ذكية ساهمت في إبراز المشاعر البشرية. ولعلّ العزف الموسيقي الحيّ على الآلات الوترية والإيقاعية والنفخية أثّر بشكل بالغ في مجريات العرض، متنقلاً بين الأمل واليأس، الوجود والضياع. «فريق العمل» إلى جانب الأبطال الرئيسيين، شاركت في التمثيل مجموعة من المواهب الشابة، على غرار فهد الفرحان، حمود العميري، عبدالعزيز الدوسري، ماجد العنزي، عذبي الجمعان، راشد الجمعان، فواز الفرحان، صباح ودعيج الجمعان، بينما تكفّل هاني الهزاع بالإشراف الفني، وعبدالرحمن اليحيوح بالإشراف العام. كما ضمّ العمل مجموعة من العازفين، وهم عبدالله البلوشي (درامز) وأحمد الشنواني (ترومبت) وعبدالله فاروق (كلارنيت) وأمين الفكهاني (غيتار).

خالد الراشد: حياة الفهد مع الشباب.. و«الاتحاد» يسعى إلى الارتقاء بالمجال الفني
خالد الراشد: حياة الفهد مع الشباب.. و«الاتحاد» يسعى إلى الارتقاء بالمجال الفني

الأنباء

time١٨-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الأنباء

خالد الراشد: حياة الفهد مع الشباب.. و«الاتحاد» يسعى إلى الارتقاء بالمجال الفني

أعرب رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي وصناع المحتوى والترفيه، المحامي والإعلامي والمخرج خالد الراشد، عن سعادته باختيار الفنانة القديرة حياة الفهد شخصية الدورة الخامسة عشرة لمهرجان «أيام المسرح للشباب». وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد في المركز الإعلامي بمسرح الدسمة، وأداره رئيس المركز مفرح الشمري، قال الراشد: «حياة الفهد بمنزلة والدتي، وشهادتي فيها مجروحة. لكنها لا تتوانى في دعم الشباب الواعد، فهي معهم قلبا وقالبا». أول بيان وعن دور وأهداف الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي، أوضح الراشد أنه تم إشهاره عام 2023 من قبل الهيئة العامة للقوى العاملة، لكن اجتماعاته تأجلت بسبب وفاة الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، ليصدر أول بيان رسمي للاتحاد في شهر رمضان من العام نفسه. وأضاف أن الجمعية العمومية للاتحاد تضم عددا من الأسماء البارزة في الساحة الفنية، مثل: حياة الفهد وسعاد عبدالله ود.بشار عبدالحسين وعبدالله الرويشد وحسن البلام وبشار الشطي ومحمد المحيطيب وغيرهم، لكن ليس بصفتهم الشخصية، بل كملاك لشركات إنتاج، حيث يبلغ إجمالي عدد الشركات في الجمعية العمومية نحو 20 شركة، إضافة إلى صناع المحتوى والترفيه، أما مجلس الإدارة التأسيسي فيضم: محمد جابر العيدروسي (مدير اللجنة العليا للمنتجين) ود. بشار عبدالحسين (أمين السر) وم.محمد المحيطيب (مساعد أمين السر) ومحمد المسلم (أمين الصندوق) وياسر العماري (مدير العلاقات العامة والتنسيق). تنظيم الإنتاج وأشار الراشد إلى أن الاتحاد يسعى إلى تنظيم العملية الإنتاجية، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون مع وزارة الإعلام تتضمن بنودا متعددة، من أبرزها: تسويق أعمال المنتجين داخل الكويت وخارجها وتبني المنتجين الجدد وتقديم دورات تدريبية شاملة، تشمل تعليم اللهجة الكويتية الصحيحة، بإشراف الفنانة حياة الفهد وتقديم الغطاء القانوني للمنتجين، شريطة أن يكونوا أعضاء في الاتحاد وملتزمين بالاشتراكات، ما يوفر عليهم أتعاب المحاماة. كذلك توقيع بروتوكول تعاون مع جمعية المحامين لدعم الأعضاء قانونيا. مقابل رمزي وأضاف: «أما المنتجون غير الراغبين في الاشتراك بالاتحاد، فهم أحرار، لكن في حال احتاجوا إلى كتاب رسمي منا لمباشرة تصوير أعمالهم، فسيكون ذلك بمقابل رمزي. الأمر نفسه ينطبق على المسرحيات والحفلات والمعارض، حيث يتوجب علينا كاتحاد مراقبتها لضمان التزامها بالمواعيد والأسعار». وألمح الراشد إلى أن إذاعة وتلفزيون الكويت فتحا أبوابهما أمام الاتحاد لإقامة ورش ودورات تدريبية، إضافة إلى التعاون مع وزارة الداخلية لتوفير دوريات لتصوير الأعمال، أو لاستخدام طائرات الدرون في التصوير. وأكد الراشد أن أحد أهداف الاتحاد هو توحيد أجور الفنانين وفقا للعرض والطلب، بحيث يكون لكل فنان أجر محدد في السوق، مع إمكانية حصوله على أجر أعلى في حال تفاوض على ذلك. وأوضح أن هذه الخطوة تهدف إلى حماية حقوق الفنانين دون التقليل من قيمتهم. وفيما يتعلق بالأعمال التي تسيء إلى الكويت، قال الراشد: «كنا أول من انتقد ذلك العمل، قبل أن تصدر وزارة الإعلام بيانها. مشكلتنا أن اسم الكويت تم زجه في الموضوع، رغم أن العمل من إنتاج عربي وصور خارج البلاد». اسم الشهرة أما عن قرار وزارة الإعلام بشأن الأسماء الفنية، فقد أوضح أن «الموضوع فهم بالخطأ، حيث يمكن للفنان استخدام اسم الشهرة المعروف به، لكن لا يجوز له إضافة لقب قبيلة أو عائلة لا ينتمي إليها، أو استخدام اسم الكويت». واختتم الراشد المؤتمر الصحافي بتأكيده على أن الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي يسعى إلى الارتقاء بالمجال الفني والمسرحي في الكويت، ودعم المنتجين والفنانين الشباب، وتنظيم آليات العمل داخل القطاع، بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية.

قدمته «المسرح الكويتي» في انطلاق عروض الدورة الـ 15 لمهرجان أيام المسرح للشباب بـ «الدسمة»
قدمته «المسرح الكويتي» في انطلاق عروض الدورة الـ 15 لمهرجان أيام المسرح للشباب بـ «الدسمة»

الأنباء

time١٧-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الأنباء

قدمته «المسرح الكويتي» في انطلاق عروض الدورة الـ 15 لمهرجان أيام المسرح للشباب بـ «الدسمة»

عندما يستعرض أي عمل مسرحي واقع مجتمعه الذي يعيشه بأسلوب ممتع لتوصيل رسالة العمل، لا بد أن يصفق له الجميع، وهذا ما حصل مع عرض فرقة المسرح الكويتي بعنوان «سهرة.. في حالة حرجة» الذي عرض أمس الاول على خشبة مسرح الدسمة والذي من خلاله دشنت أول عروض الدورة الـ 15 لمهرجان أيام المسرح للشباب. «سهرة.. في حالة حرجة»، من تأليف الواعدة فرح الحجلي، وإخراج محمد الأنصاري، ومن تمثيل عبدالله البلوشي، ناصر الدوب، محمد جمال الشطي، سارة العنزي، يوسف أشكناني، حوراء إبراهيم، وأحمد عاشور، بينما الفريق الفني للعرض فتكون من مساعدي المخرج محمد المنصوري، وفهد العامر وتنفيذ الديكور علي الحسيني، ومبارك العنزي، والتأليف الموسيقي: محمد البصيري والمخرج المنفذ محمد الشطي، أما العازفون فهم آلاء مقصيد، مبارك العنزي، وعمران عبدالجليل. أحداث المسرحية تدور داخل استديو لسهرة تلفزيونية يقدمها مذيع اعتاد استغلال آلام ضيوفه لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، غير عابئ بالمشاعر الإنسانية، مدفوعا بهوسه بالشهرة واحتلال صدارة «الترند». ضيوف البرنامج اعتقدوا أن سير «السهرة» يسير بتلقائية، لكنهم سرعان ما يكتشفون الحقيقة، إذ يتبين أن فريق الإعداد يتعمد الإساءة إليهم بشكل ممنهج، مستغلا نقاط ضعفهم لطرح قضاياهم أمام الجمهور بأسلوب مستفز وغير لائق. نص العرض الذي كتبته الواعدة فرح الحجلي جاء معاصرا وجريئا ويناقش واقعنا الذي نعيشه ويطرح قضايا حديثة، ما جعله خارجا عن المألوف ويصلح لأن يعرض للجماهير لأنه مكتوب بطريقة سلسة من خلال حواراته التي كتبت بـ «الفصحى» الممزوجة بـ «القطات» العامية المتماشية مع الحدث، وذلك لإضفاء طابع أكثر حيوية على المشاهد وحتى لا يتسرب الملل عند الحضور. أسهمت الإضاءة، التي صممها فاضل النصار، في تعزيز أجواء العرض، حيث استخدمت الألوان الزرقاء والحمراء والصفراء لتتماشى مع طبيعة السهرة التلفزيونية، ما جعل الجمهور جزءا من المشهد الدرامي، بينما الديكور، الذي نفذه خالد السالم، فقد كان أحد أبطال العمل بامتياز، خصوصا مع وجود السلم في منتصف المسرح، في إشارة رمزية إلى هوس المذيع بالصعود إلى النجومية بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك من خلال استغلال مآسي الآخرين. أما أزياء المسرحية التي صممتها فاطمة العازمي فتعكس طبيعة البرنامج التلفزيوني، حيث اختارت ملابس براقة تواكب أجواء السهرة. كما جاء المكياج الذي أشرفت عليه استقلال مال الله، متوافقا مع رؤية العرض الذي برز فيه ناصر الدوب وعبدالله البلوشي ومحمد جمال الشطي من ناحية الشخصيات التي جسدوها على الخشبة بينما تحتاج الممثلة سارة العنزي الى تدريب أكثر لإيصال صوتها على الرغم من موهبتها الجيدة في التعبير عن شخصيتها التي جسدتها على الخشبة. وجاء توظيف الموسيقى التصويرية، بشكل مدروس ومتوازن وأضافت لمسات جميلة على العرض دون مبالغة أو إفراط. الرؤية الإخراجية للعرض التي قدمها المخرج محمد الانصاري تستحق الثناء والشكر وذلك لقدرته على ضبط إيقاع العرض من البداية حتى النهاية، من مشاهد متماسكة، أداء متزن من الممثلين، استغلال الإضاءة والديكور والموسيقى بشكل مبدع وتوظيفهما بطريقة جميلة مكنته من تحويل النص من الورق إلى خشبة المسرح بشكل متقن استحق عليها التصفيق الطويل من الحضور. خطة مدروسة في اختيار النصوص نظم المركز الإعلامي لمهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الـ 15 مؤتمرا صحافيا لأعضاء اللجنة الفنية بالمهرجان، وذلك بانطلاق أنشطة المركز الإعلامي لمهرجان «أيام المسرح للشباب» في دورته الخامسة عشرة. شارك في المؤتمر رئيسة اللجنة د.أحلام حسن، إلى جانب الأعضاء د.أيمن الخشاب، المؤلفة تغريد الداود، المؤلفة فلول الفيلكاوي، والمخرج فيصل العبيد، وأدار المؤتمر رئيس المركز لإعلامي للمهرجان مفرح الشمري. استهلت د.أحلام حسن حديثها معبرة عن سعادتها برئاسة اللجنة في هذه الدورة، مؤكدة أن المهمة لم تكن سهلة، حيث قالت: «تجربة جديدة أعيشها مع مجموعة من أهل الاختصاص، ونسعى لأن نكون على قدر هذه الثقة والمسؤولية، عبر تنفيذ مهامنا وفق خطة مدروسة تضمن الإنصاف لجميع الأعمال. لم تقتصر مهمتنا على قراءة النصوص فقط، بل حرصنا على مناقشة المخرجين في رؤاهم الإخراجية، وتقديم الملاحظات اللازمة، ثم تقييم مدى التزامهم بها. لا أنكر أننا خضنا نقاشات فنية محتدمة لاختيار الأفضل، خاصة أن جميع النصوص حملت أفكارا مختلفة، ما وضعنا في حيرة كبيرة». من جانبها، توجهت الكاتبة تغريد الداود بالشكر إلى رئيس المهرجان د.محمد المزعل على ثقته بترشيحها لهذه المهمة، قائلة: «أنا ابنة هذا المهرجان وأتفهم مشاعر جميع المشاركين، سواء من تم قبول أعمالهم أو استبعدت. اجتهدنا في اختيار الأفضل ضمن العدد المحدد لنا، وأنا كمؤلفة أجزم بأن هناك نصوصا أخرى كانت تستحق فرصة، لكننا أمام مسؤولية كبيرة. نأمل أن نكون قد وفقنا في دعم المهرجان، فالشباب بحاجة دائمة إلى مساحات تعبر عن إبداعاتهم». أما المؤلفة فلول الفيلكاوي، فعبرت عن سعادتها بالعمل إلى جانب مجموعة من الأسماء المسرحية المتميزة، رغم قلة خبرتها مقارنة بهم، مؤكدة أن الهدف الأساسي كان تحقيق التوافق بين النص والرؤية الإخراجية. بدوره، أوضح د.أيمن الخشاب أن قرارات اللجنة لم تكن عشوائية، وإنما خضعت لمعايير فنية محددة، قائلا: «العروض التي لم يقع عليها الاختيار لم تستبعد بسبب ضعف مستواها، بل جاء ذلك وفق ترتيب تصاعدي. ربما يكون النص الذي احتل المرتبة الثامنة هذا العام هو الأول في العام المقبل، وهكذا تستمر العملية وفق رؤية فنية عادلة».

الصعود على أكتاف الآخرين... «سهرة في حالة حرجة»
الصعود على أكتاف الآخرين... «سهرة في حالة حرجة»

الرأي

time١٧-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الرأي

الصعود على أكتاف الآخرين... «سهرة في حالة حرجة»

في أول العروض الرسمية لفعاليات مهرجان «أيام المسرح للشباب» بدورته الخامسة عشرة، والذي تنظمه الهيئة العامة للشباب على خشبة مسرح الدسمة، قدمت فرقة المسرحي الكويتي عرضها المسرحي «سهرة في حالة حرجة»، التي تناقش هَوَس الشهرة وصعود «الترند» لدى البعض. المسرحية من تأليف فرح الحجلي، وإخراج محمد الأنصاري، في حين تشارك في بطولتها نخبة من النجوم الشباب، على غرار عبدالله البلوشي وناصر الدوب ومحمد جمال الشطي، بالإضافة إلى سارة العنزي ويوسف أشكناني وحوراء إبراهيم وأحمد عاشور. ودارت أحداث المسرحية في سهرة تلفزيونية يُقدمها مذيع متعجرف وأناني «عبدالله البلوشي»، والذي اعتاد أن يضغط على آلام ضيوفه في البرنامج لكي يتصدّر «الترند» ويحصد المزيد من نسب المشاهدة، كونه يعاني من عقدة الشهرة. ففي الوهلة الأولى، يظن الضيوف في البرنامج أن الأمور تسير بشكلٍ عفوي وتلقائي، بيد أن الحقيقة تقول عكس ذلك، لا سيما وأن فريق الإعداد اشتغل على الإساءة إليهم بصورة ممنهجة ومقصودة، كما استغل نقاط الضعف لديهم لعرض مشاكلهم وقضاياهم أمام الملأ بطريقة مستفزة وغير إنسانية. مَنْ يُدير اللعبة في هذه السهرة هو ذلك المذيع، الذي دأب على جرح الآخرين في برنامجه، لكي يسطع نجمه في سماء الإعلام ويزيد من عدد متابعيه في مواقع التواصل. كما أضاء العرض على 3 شخصيات أساسية، لكل منها مشاكلها الخاصة وهمومها، فضلاً عمّا تكابده كل واحدة على حدة، مِنْ نقصٍ ما في جانب من جوانب حياتها. وبدا النص الذي ألّفته الحجلي منحازاً إلى التجريب، كما أنه مُعاصراً جداً، كما لو أنه كُتِب اليوم، نظراً لتناوله قضايا جديدة كلياً لا سيما وأنه يلامس أحداث الساعة، وفكرته «خارج الصندوق». أما لغة الحوار، فجاءت بالفصحى، عدا بعض «القفشات الكوميدية» التي كانت بالعامية. النص باختصار، يعتبر من الطروحات الشجاعة، كما قدم فرح الحجلي كمؤلفة للمرة الأولى في هذا المهرجان، بعدما اعتادت أن تكون مخرجة وممثلة في دوراته السابقة. ولعلّ تواجد الفنان البلوشي في العرض أضفى نوعاً من التوازن على الإيقاع الدرامي، خصوصاً أنه والحجلي من خريجي الدفعة ذاتها في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولذلك يبدو أن دور المذيع قد كُتب خصيصاً له. ويحسب للمخرج محمد الأنصاري قيادته في ضبط زمام الخشبة، ليقدم عرضاً «ولا غلطة» فيه، مستحضراً خبرته المسرحية في إدارة دفة الإخراج ورؤيته الثاقبة في تنفيذ الفكرة من الورق إلى الخشبة. أيضاً، لا نغفل دور الإضاءة لفاضل النصار، والتي جاءت متماشية مع مضمون النص، حيث الألوان الزرقاء والحمراء والصفراء التي تناسب أجواء السهرة، لتجعل الجمهور جزءاً من الحدث. وفي ما يتعلّق بالديكور، الذي صمّمه خالد السالم، فكان بطل العرض بامتياز، خصوصاً في ظل وجود السلم بمنتصف الخشبة، والذي يشير إلى ذلك الهوس لدى المذيع بالصعود إلى النجومية، ولكنه بدلاً من الصعود خطوة خطوة، اختار الصعود السريع على أكتاف الآخرين. وكذلك الأزياء للمصممة فاطمة العازمي لم تكن أقل شأناً من عناصر السينوغرافيا الأخرى، حيث عمدت إلى تصميم الثياب البرّاقة في دلالة واضحة على طبيعة السهرة التلفزيونية، إلى جانب الماكياج لاستقلال مال الله. ولأن الموسيقى التصويرية جزء من اللعبة، فقد أبدع العازفون بتوظيفها بشكل جيد من دون المبالغة، لتصاحب الحالة الدرامية تارة وتتوقف طوراً عند نهاية كل مشهد. «فريق العمل» - مساعد المخرج: محمد المنصوري وفهد العامر. - تنفيذ الديكور: علي الحسيني ومبارك العنزي. - تأليف موسيقي: محمد البصيري. - مخرج منفذ: محمد الشطي. - العازفون: آلاء مقصيد ومبارك العنزي وعمران عبدالجليل. المنتدون: جمالية العرض ... طغت على كل شيء أعقب العرض ندوة تطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، أدارتها عضو اللجنة الفنية الكاتبة فلول الفيلكاوي، بحضور رئيس المهرجان الدكتور محمد المزعل ورئيس المركز الإعلامي الزميل مفرح الشمري، إلى جانب مخرج العمل محمد الأنصاري، والمؤلفة فرح الحجلي. في بداية الندوة، تحدث الشمري مشيداً بجمالية العرض المسرحي، وبجهود المخرج الأنصاري، وكذلك فرقة المسرح الكويتي، التي تواصل تقديم أعمال متميزة في المهرجانات داخل الكويت وخارجها. وأكد أن هذا المهرجان كان شاهداً على ولادة العديد من نجوم المسرح والتلفزيون والسينما، مختتماً حديثه بالتحية لفريق العمل على جهودهم. من جهته، عبّر الناقد عبدالله شموه عن إعجابه بالعرض، قائلًا: «كنت أحاول العثور على أخطاء، لكن الجمالية طغت على كل شيء. الموسيقى والديكور كانا متناغمين مع المشاهد، والأزياء ناسبت الشخصيات، أما النص فقد ناقش قضايا متنوعة وواقعية». وفي مداخلته، قال الدكتور أيمن الخشاب: «العمل يلامس قضايا معاصرة بواقعية، ويسلط الضوء على وحشية وسائل التواصل الاجتماعي واستغلالها لمصالح شخصية. تمنيت أن تكون وحشية الإعلام مرتبطة بشكل أعمق بمجريات المسرحية، لأن المسرح يكشف ما وراء الحقيقة. كذلك، سعدت برؤية ناصر الدوب وعبدالله البلوشي في العرض، فقد أمتعا الجمهور بالكوميديا».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store