أحدث الأخبار مع #«العربي»


الرأي
١١-٠٥-٢٠٢٥
- رياضة
- الرأي
دوري زين.. «كويتاوي»
حقق «الكويت» درع «دوري زين» الممتاز لكرة القدم بعد فوزه على «العربي» 2-1 في الجولة الأخيرة مساء اليوم الأحد.


الجريدة
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجريدة
المليفي: «العربي» توازن بين متطلبات التحول الرقمي والمحافظة على رسالتها
أكد رئيس تحرير مجلة «العربي» إبراهيم المليفي، الأحد، أن المجلة مستمرة في التكيف مع مستجدات التحول الرقمي مع المحافظة على رسالتها الثقافية الأصيلة وتسعى باستمرار لتحقيق التوازن بين متطلبات العصر والوفاء لجمهورها التقليدي. وقال المليفي لـ«كونا» عقب مشاركته في ندوة أدبية ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ34 إن مجلة «العربي» التي تعد إحدى أبرز الإصدارات الثقافية في العالم العربي واجهت تحديات كبرى مع دخول عصر التحولات الرقمية والاتجاه نحو الاستغناء عن المطبوعات الورقية. وأوضح أن المجلة مرت بتحولات استراتيجية لضمان استمرار وجودها وتأثيرها مع إدراكها المبكر لأهمية التحول الرقمي من خلال إطلاق موقعها الإلكتروني عام 2001 الذي ضم أرشيفها منذ عام 1991 حتى آخر إصدار مما مكنها من الوصول إلى قراء أوفياء في مناطق بعيدة مثل أستراليا والأميركيتين. وتناول المليفي أثر الثورة الرقمية على الإعلام مسلطاً الضوء على التحديات التي شملت منافسة المحتوى السريع الذي تقدمه المنصات الإلكترونية وتغير عادات القراءة نحو المحتوى المرئي والمختصر مؤكدا ضرورة توفير بنية تحتية رقمية متطورة وتحديث مهارات العاملين في الإعلام الجديد. وعن التحديات الخاصة بمجلة «العربي» أفاد بأن طبيعة المجلة الثقافية المتخصصة أضافت تحديات فريدة أبرزها صعوبة توظيف اللغة العربية الفصحى في منصات تفضل العاميات أو اللغات الأجنبية والحفاظ على الهوية الثقافية في ظل العولمة الرقمية إضافة إلى محدودية وصول الإنترنت في بعض المناطق العربية مما يجعل النسخة الورقية لا تزال مهمة. وأوضح أن «العربي» اعتمدت استراتيجيات عدة للتكيف مع العصر الرقمي من بينها إطلاق نسخة رقمية عبر موقعها الإلكتروني مع أرشيف ضخم للأعداد السابقة إلى جانب إنشاء حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مثل منصة أكس وإنستغرام ويوتيوب فضلا عن تفعيل أنظمة البيع والاشتراك عبر الوسائط الرقمية. واشار المليفي الى أن مجلة «العربي» تواصل التعامل بمرونة مع التحولات الرقمية محافظة على توازن دقيق بين متطلبات الجمهور الرقمي والورقي دون التخلي عن رسالتها الثقافية الأصيلة. وشارك رئيس تحرير مجلة «العربي» إبراهيم المليفي في ندوة أدبية بعنوان «مجلة العربي وتحديات العالم الرقمي» ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب تناول خلالها مسيرة المجلة وتحدياتها في ظل التحولات الرقمية المتسارعة. يذكر أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال34 أنطلق أمس السبت ويستمر لغاية الخامس من شهر مايو المقبل تحت شعار «مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع» في مركز «أدنيك» أبوظبي برعاية رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومشاركة أكثر من 96 دولة.


الرأي
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- رياضة
- الرأي
اختتام بطولة «AUM» الرمضانية للرياضة
اختتمت جامعة الشرق الأوسط الأميركية بطولة «AUM» الرمضانية في الحرم الجامعي، بفوز نخبة من اللاعبين المحترفين، من طلبتها وخريجيها، الذين أبدعوا وتألقوا في مختلف الرياضات، وسط أجواء مميزة ومنافسات قوية. تصفيات البطولة وكانت البطولة قد تضمنت تحديات حاسمة ضمن التصفيات الربع والنصف نهائية بين الفرق المشارِكة في منافسات الجري، وكرة القدم، وكرة السلة، وكرة الطائرة، والبادل وكرة تنس الطاولة. هذا وأقيمت المباريات يومياً على ملاعب وصالات الجامعة الرياضية، واستقطبت نحو 900 طالب وخرّيج من AUM وACM ممن سجلوا للتنافس، إلى جانب حضور يومي قارب 1500 شخص من طلبة وخريجين وأولياء أمور، ممن حضروا لتشجيع الفرق والاستمتاع بالأجواء التنافسية. اليوم الختامي والتتويج شهد اليوم الختامي تتويجاً لجهود الطلبة والخريجين، حيث استمرت أجواء الحماس وسط مواجهات قوية بين الفرق المتأهلة للنهائيات. ومع انتهاء المباريات، أعلنت الجامعة عن الفائزين، الذين استحقوا التتويج بعد أدائهم المتميز. فقد فاز فريق «Power Horse» في المركز الأول في بطولة كرة القدم، بينما حصد فريق «AUM 2022» المركز الأول في بطولة كرة الطائرة، وأحرز فريق «العربي» المركز الأول في بطولة كرة السلة – شباب. أما فريق «AUMers»، فقد فاز بالبطولة عن الفئة نفسها– بنات. أما في ما يخص مسابقة الجري فقد أحرزت الطالبة جنى النقيب المركز الأول - بنات. والطالب عبدالله المنيس المركز الأول - شباب. وحصد الخريجان حسين شمس وحمود الجنيدل المركز الأول في مسابقة البادل. أما في مسابقة تنس الطاولة فقد حلت الطالبة دلال تقي في المركز الأول – بنات. والطالب عادل الكندري في المركز الأول للشباب. وتكريماً لجهودهم، تم تسليم الفرق الفائزة الكؤوس والميداليات وشهادات التقدير، إلى جانب جوائز مالية قيّمة، في احتفالية مميزة حضرها الطلبة والخريجون، ليكون ختام البطولة مميزاً، ما عكس النجاح الكبير للبطولة ولجميع الفائزين. وتقديراً لجهود المشاركين الذين تميزوا في البطولة، منحت AUM مجموعة من الجوائز الفرعية مثل جائزة «أفضل لاعب»، وجائزة «بطل الأبطال»، وجائزة «أفضل روح فريق»، وجائزة «أفضل كابتن فريق»، وجائزة «أفضل مدافع» وغيرهم الكثير. وبهذه المناسبة، عبر الخريج محمد الهولي، كابتن الفريق الفائز في بطولة كرة القدم، عن فخره واعتزازه بالمشاركة في البطولة والتنافس في ملعب AUM بعد مضي أكثر من عشر سنوات على تخرّجه، وقال: «أنا سعيد بحصولي على الفرصة للمشاركة والتنافس مع فريقي السابق الذي حققنا معاً العديد من الإنجازات خلال دراستنا في AUM». كما أعرب الطالب عبدالله المنيس، الفائز بمسابقة الجري، عن سعادته بالفوز، مشيداً بالتنظيم والمنافسات القوية. من جهتها، قالت الخريجة عهد الحجي: «سعيدة جداً بالعودة لـ AUM، فالبطولة كانت رائعة. الجميع استمتع بوقته، فـAUM دائماً حريصة على منحنا الفرص لتجربة كل ما هو جديد والاستمتاع بوقتنا. AUM ليست مجرّد جامعة، فهنا الطلبة يستطيعون ممارسة هواياتهم والاستمتاع بوقتهم، فضلاً عن المناهج الدراسية التي توفرها لنا». بدوره، عبّر الخريج جاسم نايف فرحان عن رأيه بالبطولة، قائلاً: «شعور رائع أن نعود إلى أجواء الجامعة الرائعة بعد التخرّج. البطولة بشكلٍ عام كانت ممتازة وتضمنت العديد من لاعبي المنتخبات، والتنظيم كان رائعاً. أنا كنت ضمن فريق كرة الطائرة، وأحرزنا المركز الأول. فجامعتنا تحرص على توفير جميع الوسائل الممكنة لدعم طلبتها على الصعيدين التعليمي والترفيهي». أجواء رمضانية استثنائية بمناسبة الشهر الفضيل، تزيّن الحرم الجامعي بأجواء رمضانية مميزة، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من المسابقات والفعاليات التراثية كالقرقيعان، بالإضافة إلى السحوبات اليومية لمنح الحاضرين تجربة مميزة. كما منحت AUM الفرصة لجميع الحضور لمتابعة مباريات دوري أبطال أوروبا من خلال بث مباشر عبر شاشاتها في الحرم الجامعي. التزام AUM بالرياضة والمواهب تؤكد AUM التزامها الدائم بتنظيم البطولات والمسابقات الرياضية، ليس فقط في إطار المنافسة المحلية، بل أيضاً كنافذة لاكتشاف المواهب وصقلها للمشاركة في البطولات الخارجية. كما تسعى الجامعة إلى تحقيق التوازن بين الدراسة وتطوير شخصية الطالب، لترسيخ بيئة جامعية حيوية وداعمة للتميز.


الشرق الأوسط
١٩-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
لاستنهاض قوة الكويت «الناعمة»!
ابتكر المفكر الأميركي جوزيف صموئيل ناي، مفهوم «القوة الناعمة»، في عام 1990، في ذروة الاستعراض الأميركي للقوة العسكرية بعد انهيار المعسكر الشيوعي، وفي عام 2004 طوَّر هذا المفهوم في كتاب حمل عنوان «القوة الناعمة: وسائل النجاح في السياسة الدولية»، وهو يرى أن «الثقافة تمثل أهم موارد القوة الناعمة لأي بلد إذا كانت تتمتع بالحد الأدنى من الجاذبية، وذات قيم يمكن أن تتواصل مع الخارج». بإعلانها «عاصمة للثقافة العربية 2025»، تستعيد الكويت صورتها المحفورة في الذاكرتين الخليجية والعربية، بوصفها واحدةً من أقدم منارات الإشعاع الثقافي في الخليج، وفي العالم العربي أيضاً، تجاوزت الكويت مساحتها الصغيرة، لتصل عبر منتجاتها الثقافية إلى كل بيت تقريباً في العالم العربي، كانت الكويت تتمدَّد، حتى قبل استقلالها في عام 1962، بالقوة الناعمة التي رسخَّت حضورها العميق في الذاكرة العربية. لا يرتبط الحضور الإبداعي في الكويت بالطفرة النفطية، والوفرة المالية، فقد صدرت مجلة «الكويت» في عام 1928 بوصفها أول مجلة كويتية، والمجلة الأولى في الخليج العربي. وصدرت مجلة «العربي» عام 1958، التي أصبحت أهم الإصدارات الثقافية العربية، وأسهمت في تعزيز ونشر الثقافة والمعرفة في الوطن العربي، وكانت حاضنةً للإبداع الفكري والثقافي. كان أول رئيس تحرير لها الدكتور أحمد زكي، أحد أعلام النهضة الأدبية الحديثة في مصر والعالم العربي، تلاه أحمد بهاء الدين، ثم عدد من المفكرين الكويتيين أمثال د. محمد الرميحي، ود. سليمان العسكري، وإبراهيم المليفي... ومن هذه المجلة التي أصبحت سفيرة الثقافة العربية على مدى أكثر من نصف قرن، صدرت كتب «العربي»، و«العربي الصغير»، و«العربي العلمي»، وهي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي يُصدر باقةً من السلاسل والدوريات الثقافية العربية مثل؛ مجلة «عالم الفكر»، وسلسلة «عالم المعرفة»، وسلسلة «إبداعات عالمية»، وسلسلة «من المسرح العالمي»، ومجلة «الثقافة العالمية»، إضافة إلى إصدارات إدارة الدراسات والبحوث التي تتنوع بين التاريخ، والأدب، والفنون، وتقارير البعثات الآثارية. ومن أقوى أسلحة الكويت «الناعمة»؛ المسرح، والدراما؛ عرفت الكويت المسرح في 1920، لكن شكله الحديث نشأ بوصول المسرحي المصري زكي طليمات بداية الستينات من القرن الماضي، وكان النصف الثاني من السبعينات حتى النصف الأول من الثمانينات فترة ازدهار المسرح والدراما الكويتيَّين، هذه الفترة مهمة لأنها جعلت التراث الثقافي والفلكلور والطعام وأسماء المناطق، وحتى المفردة المحكية الكويتية ليست فقط مألوفة، بل ومحببة وتسهم كلها في توطين الألفة مع الكويت وشعبها. في ذلك الوقت أيضاً كانت الرياضة الكويتية في أوج حضورها، وهي الأخرى كانت تمثل الجاذبية والحماس لشباب الخليج... وتمكَّنت الرياضة، كما الثقافة، كما الفنون الكويتية في عصرها الذهبي، من تقديم «أيقونات» عابرة للحدود غرست حضور الكويت في الوجدان الشعبي العربي، أمثال عبد الحسين عبد الرضا، وسعد الفرج، وخالد النفيسي، وإبراهيم الصلال، وغانم الصالح، وآخرين. ومن الكويت برزت شخصيات خدمت الثقافة العربية وصنعت الريادة والتميز، أمثال عبد العزيز سعود البابطين الذي بنى صرحاً للأدب والشعر، وحاضنة للإبداع الشعري العربي، صاحب موسوعة ومكتبة «البابطين للشعر العربي»، أول مكتبة في العالم تختص بالشعر العربي. ومنها جاء محمد عبد الرحمن الشارخ، صاحب كمبيوتر «صخر» أول حاسب آليّ عربي، ومشروعه «أرشيف الشارخ» للمجلات الأدبية والثَّقافية العربية، على شبكة الإنترنت، الذي يحوي نسخاً من أمهات المجلات العربية القديمة والحديثة، تحمل مخزوناً ثقافياً عربياً. بعد اختياره شخصية العام لمهرجان «القرين الثقافي»، قال الناقد السعودي الدكتور عبد الله الغذامي، إن «الكويت وطنٌ تميز بمعنوياته العميقة، التي أثبت الزمن أن معنويات الكويت هي قوتها، وهي جيشها الفعال»، وإن الكويت «رسمت صورتها في الأذهان، وصارت قوةً ناعمةً وخارقةً، بمعنى؛ قدراتها على صناعة صورٍ ذهنية ذات بُعدٍ ثقافي جاد ومحفّز». كانت الثقافة والفنّ والرياضة هي أدوات «القوة الناعمة» للكويت، التي رسَّخت حضورها في العالم العربي، وصنعت لها أصدقاء ومحبين ومدافعين ومتأثرين في شتى أنحاء العالم، وجعلت الناس يعرفون ويألفون ويعجبون بهذه البلاد ويتخذونها نموذجاً وقدوة، وأصبحت الكويت بهذه المنتجات منارة للتسامح والحوار... وفي هذا العام الذي أصبحت فيه «عاصمة للثقافة والإعلام العربي» ينبغي التشديد على أهمية أن تستعيد الكويت مجدداً ألقها الثقافي والإعلامي، وأن تنتعش فيها مجدداً حرية الإبداع، واسترجاع الدراما والمسرح من سطوة الأعمال التجارية، فلا يجوز لهذه القوة الناعمة، التي كانت تحقق الفتوحات والانتصارات، أن تتراخى، أو تتراجع!.


الشرق الأوسط
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
إمبريالية الإسلاميين!
حصرَ محمد أحمد خلف الله في بحثه «الصحوة الإسلامية في مصر» المؤثراتِ الثقافيةَ التي حدَّدت فكرَ سيد قطب بنوعين من المؤثرات: «نوع هو الفكر الإسلامي الناشئ في الهند وباكستان، الذي يمثله عند سيد قطب المفكران الإسلاميان: أبو الأعلى المودودي وأبو الحسن الندوي. أما النوع الآخر من المؤثرات فهو الفكر الذي جاءت به الحضارة الغربية، الذي يمثله عند سيد قطب المفكر الغربي ألكسيس كاريل». ثم مضى بعد ذلك يقارن بين تلقّي سيد قطب أفكارِ الندوي وتلقيه أفكارَ كاريل! لا يصحُّ أن نقول: الفكر الإسلامي الناشئ في الهند وباكستان، الصحيح أن نقول: الفكر الإسلامي الناشئ في الهند أو في شبه القارة الهندية أو عند مسلمي الهند. هذا الفكر هو فكر الأصولية الإسلامية عند مسلمي الهند الذي صاغ أسسه الكلية والتفصيلية صياغة شاملة - بلا منازع - أبو الأعلى المودودي ابتداءً من أواخر عشرينات القرن الماضي. وبعد أن هاجر أبو الأعلى المودودي من حيدر آباد إلى البنجاب (1937)، وبعد أن أسس «الجماعة الإسلامية» واختير أميراً لها (1941) لم تكن هناك دولة مستقلة اسمها باكستان، فباكستان التي مناطقها في الشمال الغربي والشمال الشرقي من الهند في التاريخين السالفين كانت من أقاليم الهند. ولم تنشأ بوصفها دولة مستقلة عن الهند إلا في عام 1947. لنأخذ بعين الاعتبار أن ذلك «الفكر الإسلامي الناشئ» عند خلف الله، تتوزعه في نشأته دولتان هما الهند وباكستان، ولننظر في قوله هذا: «وكان أبو الحسن الندوي يتحدث عن حاكمية الله، وأنها غير مستثمرة في العالم الذي كان يعيش فيه، وهو بلاد الهند التي نعلم أن أكثريتها من غير المسلمين، وأن الحكومات فيها لغير المسلمين». الباكستان - قبل تقسيم الهند إلى الهند والباكستان - كان أکثرية سكان مناطقه من المسلمين، واستناداً إلى هذا الأمر، اقترح محمد إقبال خلال انعقاد المؤتمر السنوي لـ«حزب رابطة المسلمين» عام 1930 تحت رئاسته في خطابه بهذا المؤتمر إنشاء وطن خاص بمسلمي الهند. وتمكن «حزب رابطة المسلمين» تحت قيادة محمد علي جناح، بعد جهود حثيثة بدأت من عام 1940، من تأسيس دولة مسلمة في القارة الهندية عام 1947، تحكمها حكومة من المسلمين، هذه الدولة هي الباكستان. ما قاله خلف الله هو تحليل تكرر قوله في الثمانينات الميلادية عند بعض المثقفين الذين يصنفون ضمن دائرة الإسلام المستنير، لكنه كان يقال إزاء المودودي وليس إزاء الندوي، ويقال حين الحديث عن خطأ سيد قطب في نقله فكرة «الحاكمية» وفكرة «الجاهلية» من المودودي وتطبيقها ما بين أواخر الخمسينات وأول الستينات الميلادية على المجتمع المصري، ذي الأكثرية المسلمة، الذي حكومته من المصريين المسلمين من ضباط الثورة. وربما يكون الرائد في القول بهذا التحليل هو أحمد كمال أبو المجد، وذلك في مقال منشور في مجلة «العربي» بتاريخ أبريل (نيسان) 1981، كان عنوانه «4 وجوه لمأساة الشباب المسلم». يقول في هذا المقال: «والعلامة المودودي - رحمه الله - كتب ما كتب في إطار مجتمع يسعى للتميز، وشعب مسلم يتوجه للانفصال السياسي، وتوكيد الذات في مواجهة الآخرين. أما الأستاذ سيد قطب - رحمه الله - فقد كتب جانباً كبيراً مما كتبه بعد معاناة هائلة من الاضطهاد والقهر، ومن خلال العزلة التي أحاطه بها جو الاعتقال والسجن». الحق أننا لسنا أمام تحليل أو تفسير أو استكناه، بقدر ما نحن أمام تبرير وتسويغ واعتذار لتطرف المودودي وسيد قطب الديني. بالنسبة للمودودي، تطرفه الديني تربى عليه من طفولته، ونظّر له في كتب قبل أن يطرح محمد إقبال فكرة إنشاء وطن قومي خاص بالمسلمين في شبه القارة الهندية، كان معارضاً بقوة لأن يكون لمسلمي الهند وطن خاص بهم. لأن هذا الوطن كان يراه نقيضاً للأخوة والأممية الإسلامية، فمسلمو الهند - كما كان يرى - ليسوا بحاجة إلى وطن خاص بهم، فديار الإسلام، حيث ما كانت، هي وطنهم. يقول الرئيس الباكستاني الجنرال محمد خان عنه: «لقد لجأ إلى باكستان، ثم ما برح أن قام بحملة لنشر الدعوة الإسلامية بين الشعب الباكستاني السيئ الطالع. فلقد هال هذا السيد الوقور ما شاهده في باكستان: بلد غير إسلامي وحكومة غير إسلامية وشعب غیر إسلامي! كيف يسوغ للمسلم أن يدين بالولاء لهذه الدولة؟ وهكذا شرع يدخل في روع الناس أنهم ضالون مارقون عاجزون، لا أمل فيهم». إن المودودي في تنظيره الإسلامي الأصولي من البداية كان يسعى إلى قيام إمبريالية دينية إسلامية أصولية تحكم العالم. وكذلك كان الندوي. واقتفاهما في هذا المسعى سيد قطب، وتبعتهم فيه طوائف من الإسلاميين. وما قاله أبو المجد في الاعتذار لسيد قطب قاله كثيرون بعده من الإسلاميين ومن العلمانيين. ومن العلمانيين قاله صاحبنا خلف الله في بحثه «الصحوة الإسلامية في مصر». وسأدحض ما قاله أبو المجد في اعتذاره لسيد قطب من المقالة نفسها التي ساق فيها اعتذاره السالف له. يقول أبو المجد: «ولعل من الكلمات التي ساعدت على التوسع في إطلاق وصف الجاهلية على المجتمعات المعاصرة ما ذهب إليه سيد قطب - رحمه الله - من أن الجاهلية ليست فترةً زمنيةً معينةً من الزمان، إنما هي حالة اجتماعية معينة، ذات تصورات معينة للحياة. ويمكن أن توجد هذه الحالة، وأن يوجد هذا التصور في أي زمان ومكان». أبو المجد اقتبس ما قاله سيد قطب من تفسيره للآية 33 من سورة «الأحزاب» في كتابه «في ظلال القرآن». في المقال السابق رأينا كيف تلقى سيد قطب بإعجاب وانبهار وانقياد المعنى اللازمني واللاتاريخي لمصطلح «الجاهلية» في مقدمته للطبعة الثانية من كتاب أبي الحسن الندوي «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين»، الذي تعرف إليه - لأول مرة - من خلال هذا الكتاب. سید قطب في عام 1951، لم يكن يعاني «معاناة هائلة من الاضطهاد والقهر»، ولم يكن يكابد «العزلة التي أحاطه بها جو الاعتقال والسجن». التفسير الذي تردد في الثمانينات الميلادية تارةً باقتضاب، وتارة بتوسع، يفسر فيه سمة خاصة اتسم بها الإسلام الهندي ابتداءً من القرن التاسع عشر، ولا يفسر به لا تطرف المودودي ولا تطرف الندوي الديني. وللحديث بقية.