logo
#

أحدث الأخبار مع #«تيكتوك»

حين يرقص الإرهاب على «تيك توك».. تجنيد ناعم في نيجيريا
حين يرقص الإرهاب على «تيك توك».. تجنيد ناعم في نيجيريا

العين الإخبارية

timeمنذ 14 ساعات

  • سياسة
  • العين الإخبارية

حين يرقص الإرهاب على «تيك توك».. تجنيد ناعم في نيجيريا

جبهة جديدة من الإرهاب، فتحتها الجماعات الإرهابية في نيجيريا لا تُدار عبر الغابات أو السلاح، بل تُخاض على منصات التواصل الاجتماعي، بأساليب رقمية تستهدف العقول قبل الأجساد، وتستخدم «تيك توك» كسلاح جديد في معركة لم تعد تقليدية. وفي كثير من المقاطع التي تبثها الجماعات الإرهابية على «تيك توك»، يُلاحظ اعتماد ممنهج على استعراض أدوات الإغراء، حيث يظهر عناصر التنظيم وهم يلوّحون ببنادق هجومية حديثة، ويعرضون قنابل يدوية، إلى جانب رزم كبيرة من النقود الموضوعة بشكل استعراضي أمام الكاميرا. ويهدف هذا النوع من المحتوى إلى إثارة إعجاب المتابعين، خصوصًا من فئة الشباب الذين يعانون من الفقر والتهميش، وإيصال رسالة بأن الانضمام إلى صفوف هذه الجماعات يوفر لهم القوة، والمال، والانتماء، في ظل غياب الدولة وانهيار البنى الاقتصادية في العديد من المناطق الشمالية من نيجيريا. تصاعد الإرهاب على المنصة وخلال شهر أبريل/نيسان الماضي، قُتل ما لا يقل عن 100 شخص في موجة جديدة من الهجمات الإرهابية التي طالت مناطق عدة في شمال نيجيريا، في وقت أكد فيه حاكم ولاية بورنو – وهي مركز النزاع منذ عام 2009 – أن الجماعات المسلحة أحرزت تقدماً ميدانياً خطيراً. وتزامناً مع هذا التصعيد، رصدت وكالة «فرانس برس» نشاطًا مكثفًا لحسابات على «تيك توك» تديرها شخصيات مرتبطة بتلك الجماعات. وتضمنت المقاطع مشاهد مباشرة لعناصر يروّجون لأفكار متطرفة معادية للغرب، بأسلوب يشبه التسجيلات الأولى التي نشرها زعيم «بوكو حرام» السابق أبو بكر الشكوي قبل مقتله عام 2021. بث مباشر وتحريض علني ووفق خبراء، لم يعد الأمر مقتصرًا على بث مقاطع دعائية مسجلة، بل تطور إلى تقديم محتوى حي وتفاعلي. وكتب بولاما بوكارتي، نائب رئيس مؤسسة «بريدجواي» البحثية، أن أحد عناصر «بوكو حرام» هدده مباشرة عبر بث حي بسبب تصريحاته ضد التنظيم، وتم حذف المقطع لاحقًا، لكنه يشير إلى تصعيد نوعي في استخدام المنصة. وعلى الرغم من أن «تيك توك» يؤكد على حظر أي محتوى مرتبط بالإرهاب، فإن خاصية البث المباشر تجعل من الصعب مراقبة المحتوى وإزالته في الوقت الحقيقي، بحسب مسؤولين في المنصة. محتوى تفاعلي وأرباح رقمية وراجعت وكالة «فرانس برس» 19 حسابًا تنشط في هذا المجال، ووجدت أنها تبث بشكل متكرر مشاهد لعناصر يرتدون زي رجال دين، يحرّضون على العنف ضد الحكومة، ويتعاونون مع حسابات تعرض كميات كبيرة من الأسلحة. كما تتضمن هذه الحسابات تسجيلات قديمة لمؤسس التنظيم محمد يوسف، وأخرى للواعظ المتشدد عيسى غارو، المعروف بخطاباته التحريضية. والمقلق، أن هذه الحسابات تتفاعل بشكل مباشر مع متابعيها، وتجيب على الأسئلة، وتتلقى هدايا رقمية قابلة للتحويل إلى نقود، ما يمنحها مصدر تمويل رقميًا إلى جانب استخدامها لأغراض دعائية. تراجع «تليغرام» وصعود «تيك توك» وبحسب صديق محمد، وهو عنصر سابق في التنظيم الإرهابي، فإن الجماعات المسلحة بدأت بالتحول إلى «تيك توك» بعد الحملة الأمنية على تطبيق «تليغرام»، لما يوفره التطبيق الجديد من تفاعل فوري وانتشار واسع لدى فئة الشباب. وقال في تصريح لوكالة «فرانس برس»: «أدركت هذه الجماعات أن عليهم مخاطبة الشباب بلغة يفهمونها، بعيدًا عن الأساليب الدعوية التقليدية المملة». وأكد أن المؤشرات تدل على أن هذه الاستراتيجية بدأت تحقق نتائج فعلية في استقطاب عناصر جديدة. الحكومة في مواجهة تحدٍ رقمي خبراء أمنيون في نيجيريا حذروا من أن هذا الاستخدام المكثف لـ«تيك توك» من قبل الجماعات الإرهابية يشكل تحديًا مباشرًا لسلطات البلاد. وقال مالك صموئيل، المحلل الأمني في مركز «الحوكمة الجيدة في أفريقيا»، إن ظهور عناصر التنظيم بوجوههم المكشوفة في المقاطع هو محاولة متعمدة لبث الثقة في صفوف أنصارهم وإثبات أنهم «حقيقيون وغير خائفين». من جهتها، أعلنت منصة «تيك توك» أنها دخلت سابقًا في شراكة مع منظمة «تكنولوجيا مكافحة الإرهاب» المدعومة من الأمم المتحدة لتحسين تقنيات الرصد والحذف، لكن المنظمة أنهت تعاونها مع المنصة في 2024. وكثفت جماعة بوكو حرام وتنظيم داعش في غرب أفريقيا الهجمات مؤخرا في شمال شرق نيجيريا وخاصة في ولاية بورنو، مركز الصراع الذي بدأ عام 2009 وخلف ما لا يقل عن مليوني نازح و40 ألف قتيل. aXA6IDkyLjExMy4xNDEuMjAwIA== جزيرة ام اند امز AU

«تيك توك» يطلق ميزة جديدة تساعدك على ترك التطبيق والنوم
«تيك توك» يطلق ميزة جديدة تساعدك على ترك التطبيق والنوم

الرأي

timeمنذ يوم واحد

  • صحة
  • الرأي

«تيك توك» يطلق ميزة جديدة تساعدك على ترك التطبيق والنوم

وسط التحذيرات النفسية والطبية من تأثير مواقع التواصل بشكل متزايد على حياة الناس في العصر الحالي، لاسيما في ما يتعلق بالنوم، أعلنت شركة بايت دانس المالكة لـ«تيك توك» الشهير إضافة خاصية جديدة إلى التطبيق تقدم مجموعة تدريبات للتأمل والاسترخاء. وبدأت الشركة اختبار تدريبات التأمل مع عدد من المراهقين في وقت سابق من العام الجاري، قبل أن تتيح الخاصية لجميع مستخدمي التطبيق الآن. وتهدف هذه الخاصية إلى مساعدة المستخدمين على تحسين جودة نومهم وتشجعهم على غلق التطبيق أثناء تصفحه في أوقات متأخرة من الليل والخلود إلى النوم. تنبيه للنوم لكن إذا اختار المستخدم المراهق تجاهل الرسالة ومواصلة استخدام التطبيق، فستظهر له رسالة أخرى بملء الشاشة تنبهه إلى ضرورة الخلود للنوم. أما بالنسبة للمستخدمين الأقل من 18 عاما ستعمل هذه الخاصية بشكل افتراضي، فإذا كان المستخدم المرافق يستخدم التطبيق بعد الساعة العاشرة مساء، سيتم وقف ظهور فيديوهات جديدة، مع عرض تدريب للتأمل يشجعه على الاسترخاء. في الوقت نفسه، يمكن للبالغين الراغبين في الاستفادة من الخاصية الجديدة تفعيلها من خلال صفحة إعدادات الشاشة على التطبيق. ومن خلال الصفحة يتم اختيار خاصية «ساعات النوم». كما يمكن للمستخدم اختيار الساعة التي يرغب في ظهور رسالة التأمل والاسترخاء فيها كل ليلة. موسيقى خفيفة إلى ذلك، ستعرض خصائص التأمل شاشة مريحة للأعصاب مع موسيقى خفيفة وتدريبات للتنفس المنتظم. وتعتبر خاصية التأمل الجديدة أحدث محاولة من جانب شركة التطبيق لاستراضاء أعضاء البرلمانات الذين يتنقدون التطبيق باستمرار. يشار إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية أضاف تطبيق الفيديوهات القصيرة الشهير العديد من الخصائص والأدوات التي تستهدف المحافظة على صحة وسلامة المستخدمين المراهقين، استجابة للمخاوف المتزايدة من الآثار السلبية التي يمكن أن يتعرضوا لها بسبب الإفراط في استخدام تيك توك، وفق «د.ب.أ». كما أعلن «تيك توك» اعتزامه التبرع بمبلغ 2.3 مليون دولار في شكل إعلانات ممولة لحساب 31 منظمة معنية بالصحة العقلية والنفسية في 19 دولة على مستوى العالم من خلال «صندوق التوعية بالصحة العقلية» التابع له.

الاسترخاء بدل الإلهاء.. توجه جديد لتيك توك يتحول من فيديوهات الرقص إلى تمارين التأمل
الاسترخاء بدل الإلهاء.. توجه جديد لتيك توك يتحول من فيديوهات الرقص إلى تمارين التأمل

المصري اليوم

timeمنذ 2 أيام

  • المصري اليوم

الاسترخاء بدل الإلهاء.. توجه جديد لتيك توك يتحول من فيديوهات الرقص إلى تمارين التأمل

في خطوة غير معتادة من تطبيق طالما اتُّهم بأنه يسرق النوم ويغذي الإدمان، أعلن « تيك توك » عن إطلاق ميزة جديدة تحمل طابعًا هادئًا: جلسات تأمل موجهة لتشجيع المستخدمين، خصوصًا المراهقين، على النوم بدلًا من مواصلة التمرير حتى الفجر. الميزة ستظهر تلقائيًا لأي مستخدم تحت سن 18 عامًا، وتحديدًا بعد الساعة 10 مساءً. في ذلك التوقيت، سيتوقف موجز «For You» الشهير ليظهر للمراهق تمرين تنفّس وتأمل قصير، مع موسيقى مهدئة وصور مريحة للعين. وإذا تجاهل المستخدم هذا التمرين وواصل المشاهدة، يعود التطبيق ليُظهر له تنبيهًا بملء الشاشة يحثه على النوم. لماذا الآن؟ ومن المستهدف تحديدًا؟ يبدو أن الميزة الجديدة ليست فقط لمصلحة النوم الجيد، بل تأتي في إطار محاولات تيك توك المستمرة لطمأنة الجهات الرقابية والمشرّعين، خصوصًا في الولايات المتحدة، بعد تصاعد الانتقادات حول تأثير التطبيق على صحة المراهقين النفسية والعقلية. وقد بدأت الشركة باختبار هذه الميزة مع عينة من المراهقين في وقت سابق من هذا العام، قبل أن تعممها الآن على مستوى العالم. وبحسب بيان رسمي للشركة، فإن «الهدف هو مساعدة المراهقين على كسر حلقة التمرير اللانهائي، وتعزيز سلوكيات رقمية أكثر توازنًا». تيك توك الكبار ليسوا ممنوعين من الاسترخاء ميزة التأمل ليست حكرًا على من هم دون 18 عامًا. يمكن للمستخدمين البالغين تفعيلها أيضًا يدويًا من خلال إعدادات التطبيق: الذهاب إلى إعدادات «وقت الشاشة» (Screen Time). تفعيل خاصية «ساعات النوم» (Sleep Hours). تحديد الوقت الذي يُفضَّل فيه ظهور تمرينات التأمل كل ليلة. وهكذا، يمكن لأي مستخدم اختيار أن يُفاجأ يوميًا بنسخة من تيك توك أكثر هدوءًا... وأقل إزعاجًا. هل تكفي لحماية الجيل الجديد؟ رغم ترحيب البعض بهذه الخطوة، يرى الخبير التقني خالد جمال الدين، أنميزة مثل هذه، رغم نواياها الجيدة، قد تكون غير كافية في ظل تصميم المنصة الذي يُشجّع على الإدمان. ويُتابع لـ «المصري اليوم»، لكنها على الأقل تُظهر أن «تيك توك» بدأ يعترف بجزء من المشكلة، ويبحث عن حلول تتجاوز مجرد التنبيهات الروتينية أو القيود الأبوية. وفي زمنٍ صار فيه السهر أمام الشاشات عادة يومية، ربما نحتاج لمن يذكّرنا بأن النوم، أيضًا، مهم… حتى ولو كان هذا الشخص هو تيك توك نفسه.

تحول المفاهيم والمصطلحات في زمن المنصات
تحول المفاهيم والمصطلحات في زمن المنصات

الوطن

timeمنذ 2 أيام

  • ترفيه
  • الوطن

تحول المفاهيم والمصطلحات في زمن المنصات

شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة تحولات جذرية متسارعة في بنيتها الثقافية والاجتماعية، رافقها تطور تقني غير مسبوق فرض واقعا جديدا في هذا السياق، بينما تغيّرت كثير المفاهيم والمصطلحات التي كانت ترتبط بأدوار مجتمعية واضحة، مثل «المثقف» و«الإعلامي» و«المشهور»، ولم يعد تداول هذه الأوصاف مقصورا على أصحاب التأثير الحقيقي، بل باتت تُطلق بسهولة وفي أحيان كثيرة دون أدنى استحقاق. في الماضي كان يُنظر إلى المثقف السعودي بوصفه صوتا عقلانيا، يمتلك أدوات النقد وعمق الفهم، ويشارك في بناء الرأي، ويسهم في بناء الوعي العام بفاعلية، وله دور فاعل في صياغة الخطاب الثقافي، وهناك أسماء كثيرة لا أرغب في إدراجها خشية عدم التمكن من رصدها كلها، وهي كثر، ولكن من تلك الدكتور غازي القصيبي، وهي أسماء مثّلت نماذج حقيقية لهذا الدور. أما اليوم، ومع انتشار المنصات الرقمية، فقد اختُزل هذا المفهوم لدى البعض في مجرد القدرة على انتقاء جملة فلسفية أو إعادة نشر اقتباس منسوب أو تدوينة منمقة دون رؤية أو معرفة حقيقية. الإعلامي في السعودية كان حتى وقت قريب شخصا درس المهنة، وتدرّب على أخلاقياتها، وتمرّس في نقل الحقيقة بمهنية وموضوعية ونزاهة. أما اليوم فقد أصبح اللقب يُمنح بسهولة لأشخاص يقدّمون محتوىً يوميا على «سناب شات» أو «تيك توك» دون التزام بمهنية أو معيار تحريري واضح، وبعضهم لا يمتلك أساسيات اللغة أو الخبرة، ومع ذلك يُشار إليهم كـ«إعلاميين»، فقط لأنهم يحظون بعدد كبير من المتابعين لمحتوى فارغ. في الذاكرة الشعبية والوجدان المجتمعي كانت الشهرة نتيجة إنجاز ملموس لفنان، كاتب، عالم، طبيب، أو رياضي. أما اليوم فقد تغيّرت المعادلة، وصار الاستعراض اليومي، والمبالغة في التفاصيل الشخصية، أو بث مقاطع ترفيه سطحية كفيلا بصنع «نجم سوشيال ميديا»، و المشكلة لا تكمن في وجود هذا النوع من المحتوى، بل في تسميته «المؤثر» أو «القدوة»، وهي مفاهيم تتطلب عمقا أكبر من مجرد الحضور الرقمي التافه، بل إن الأمر تجاوز المفاهيم الثقافية والمهنية إلى مجالات علمية دقيقة، فاليوم نرى من يقدّم نفسه خبيرا في الطب، أو يفتي في العلاقات الأسرية والتربوية، أو يقدّم تحليلات اقتصادية وسياسية دون مؤهل علمي أو تجربة وخبرة ميدانية. يكفي أن يكون له متابعون ليصبح صوته مسموعا، بل مؤثر بغض النظر عن صحة المعلومة أو سلامة التوجيه والتوجه، وهذا التداخل الخطير بات يهدد وعي المجتمع، ويخلط بين الرأي والتخصص، وبين التجربة الشخصية والمعرفة المؤسسية، ولذلك نجد اليوم تسميات، مثل «الخبير الاقتصادي»، و«الاستشاري الأسري»، و«الناشط المجتمعي» تُطلق بلا تحقق، في ظل غياب واضح لمرجعيات تصنيف أو ترخيص واضحة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تضليل المتلقي، وتشويش وضبابية المعرفة الحقيقية، بل يؤثر على الذائقة العامة، خاصة حين تتم استضافة هذه الشخصيات الهلامية في منابر إعلامية، ولا سيما المنتديات الشبابية التي تراه قدوة. في هذا السياق، يواجه المثقف السعودي الحقيقي تحديات متزايدة في ظل التحول الرقمي السريع والتغيرات الاجتماعية المتلاحقة. وبينما كانت الثقافة تُبنى سابقًا على التراكم المعرفي، والتفاعل العميق مع القضايا المجتمعية، أصبحت اليوم معرضة للتشويه بسبب الانتشار الواسع للمعلومات السطحية، والمحتوى غير الموثوق به على المنصات الرقمية، وهذا يتطلب من المثقف أن يكون أكثر حذرًا وانتقائية في تعامله مع المعلومات، وأن يسعى لتعزيز الثقافة النقدية والوعي المجتمعي من خلال تقديم محتوى هادف ومبني على أسس علمية ومعرفية رصينة، حفاظا على فضاء معرفي رقمي نافع يحفظ للتاريخ. المؤسسات الثقافية والتعليمية في المملكة العربية السعودية داعمة وحاضنة للفكر الجاد، والحوار الثقافي المتزن، وتعمل على توفير بيئة داعمة للمثقفين، لكن في تصوري المتواضع ما زالت هناك حاجة إلى تنظيم فعاليات وندوات تسهم في تعزيز الحوار الثقافي وتبادل الأفكار وضبط معايير التأثير، مما يسهم في بناء مجتمع واعٍ ومثقف قادر على مواجهة تحديات العصر الرقمي. ما يحدث ليس خاصا بالسعودية وحدها، بل هو ظاهرة عالمية، لكنّ خصوصية التحول الثقافي في المملكة، مع تسارع مشاريع الرؤية الوطنية 2030، يفرضان علينا ضرورة التوقف أمام هذه التبدلات، إذ لا يمكن بناء «مجتمع حيوي» دون وجود مفاهيم واضحة تميّز بين صاحب القيمة وصاحب الحضور وبين النغم وبين الضجيج. الحل لا يكمن في محاربة التقنية أو تقليص دور وسائل التواصل، بل في إعادة الاعتبار للمعنى. يجب أن تبقى المصطلحات الكبرى مرتبطة بالمنجز لا بالمظهر، فليس كل من يظهر كثيرا يُعد «مؤثرا»، ولا كل من يُجيد التعبير يُصنَّف «مثقفا»، ولا كل من صوّر يومياته يُمنح لقب «الإعلامي». إن تعزيز الثقافة النقدية، ووضع ضوابط مهنية، ومأسسة مفاهيم التأثير ليست ترفا فكريا، بل كلها خطوات ضرورية لصيانة الوعي العام الرشيد، وضمان ألا تكون شهرتنا مستقبلا مجرد ضوء بلا محتوى، وفقاعة تنالها هبة هواء.

حين تتحول حياتنا الى سلعة رقمية من يضع الحدود؟
حين تتحول حياتنا الى سلعة رقمية من يضع الحدود؟

الدستور

timeمنذ 2 أيام

  • ترفيه
  • الدستور

حين تتحول حياتنا الى سلعة رقمية من يضع الحدود؟

أصبحت حياة الأفراد مادة قابلة للتسويق على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحوّل البعض من مشاهير الأردن إلى صناع محتوى يعتمدون على تفاصيلهم الشخصية لجذب المتابعين وتحقيق الانتشار تحت شعار «التريند». فلم تعد الخلافات الأسرية أو المشكلات الخاصة تدار في الخفاء، بل باتت تعرض على العلن وكأنها مشاهد درامية، في مزيج من الترفيه الزائف والاتجار بالمشاعر، حيث بات الحساب الشخصي لهؤلاء المؤثرين يتحول إلى ساحة مفتوحة للشتائم، وتلفيق الخلافات، والمبالغة في التوترات العائلية، سعياً وراء التفاعل والإعلانات.وتشير تقارير عربية ودولية إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الأردن، بل تنتشر على نطاق واسع بين مشاهير العالم العربي، حيث تلاشت الخطوط الفاصلة بين الحياة العامة والخاصة، وصارت المشاكل العائلية أقرب إلى عروض ترفيهية، يتابعها الجمهور بشغف لا يخلو من الفضول والتطفل.وتكمن الخطورة في أن كثيراً من هؤلاء المؤثرين يسعون إلى استدرار تعاطف الجمهور أو إثارة غضبه لتوسيع قاعدة شهرتهم وزيادة أرباحهم، مستغلين حساسية الناس تجاه القصص الأسرية والعواطف العميقة، وبذلك، تصبح الحياة الخاصة مادة استهلاكية، وتغدو الخلافات مادة تسويقية بامتياز، ولكن هذا النمط الجديد من «المحتوى» يصطدم بقيم المجتمع الأردني التقليدية التي تقدس الروابط العائلية وتحمي الخصوصية، إذ لا يزال الأردنيون، كما توثق العديد من المصادر الثقافية، يتمسكون بمفاهيم الشرف والحرص على سمعة العائلة، ويعتبرون أن العلاقات الأسرية يجب أن تُدار بحكمة بعيداً عن أنظار الغرباء.ومع تصاعد هذا النوع من «التريندات»، بدأ الخبراء في وصف الظاهرة بأنها انقلاب حقيقي في القيم الاجتماعية؛ فما كان يتم ستره داخل البيوت صار اليوم يُعرض بلقطات متتالية أمام آلاف المتابعين، دون اعتبار للعواقب النفسية والاجتماعية. هذه الممارسات لا تمر دون أثر، خاصة على فئة الشباب والمراهقين، الذين يتأثرون بالمحتوى المعروض ويتفاعلون معه بوصفه معياراً للحياة الواقعية، وتظهر الدراسات أن العلاقة الوهمية بين المتابع والمؤثر قد تخلق اضطرابات نفسية مثل القلق والغيرة والشعور بالنقص، بل تدفع بالبعض إلى استبطان أفكار مشوهة حول الحياة الزوجية والعائلية، باعتبارها صراعات لا تنتهي، ومشاهد متوترة لا مجال فيها للسكينة.وفيما يحاول البعض التماهي مع هذا الواقع الجديد، تتزايد التحذيرات من عواقبه طويلة الأمد، فاستسهال عرض الخصوصيات والسخرية من أقرب الناس لأجل «الانتشار»، يزعزع أسس الاحترام ويطبع سلوكيات التنمر والاستهزاء في وعي الجمهور، فيما تؤكد أصوات تربوية أن هذا النمط يؤدي إلى التطبيع مع السلوكيات السلبية، حيث يُصوّر السباب والشتم والتعدي اللفظي كوسائل عادية لجذب الانتباه، مما يشوه صورة الأخلاق العامة، ويقع ضحية ذلك التلاميذ والطلاب والمراهقون، الذين يبدؤون بتقليد هذا النموذج ظناً منهم أن هذه هي الطريقة المثلى للتواصل أو كسب الشعبية.من جهة أخرى، يُنتقد غياب الرقابة الفعّالة على هذا النوع من المحتوى، فعلى الرغم من جهود الحكومة الأردنية في مواجهة خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة على الإنترنت، إلا أن المحتوى الذي يسيء إلى العلاقات الخاصة لا يزال بلا ضوابط واضحة، فعلى سبيل المثال، ورغم حظر تطبيق «تيك توك» مؤقتًا في الأردن ومطالبة الشركة بحذف مئات الآلاف من الفيديوهات المسيئة، إلا أن ظاهرة استغلال الخلافات العائلية للحصول على «مشاهدات» لم تخضع بعد لأي تشريعات صريحة، وحتى حين اقترحت الحكومة الأردنية قوانين جديدة للتعامل مع المحتوى المؤذي، فإن تركيزها اقتصر على خطاب الكراهية، دون أن تمتد لتشمل الإساءة إلى الخصوصية أو التلاعب بالعلاقات الأسرية لأغراض تجارية.ويبرز سؤال مهم هنا: ما الذي يدفع البعض للانخراط في هذا النوع من المحتوى رغم مخاطره؟ الجواب يكمن في الجانب الاقتصادي، فمع تصاعد معدلات البطالة، يرى البعض في «صناعة المحتوى» فرصة حقيقية لكسب المال وتحقيق الاستقلال المالي. بل إن المؤثرين الرقميين أصبحوا شريحة مؤثرة اقتصادياً، وبلغ حجم سوق التسويق عبر الإنترنت عشرات المليارات، ومن هنا بات من الضروري تنظيم المهنة، كما يطالب بذلك عدد من الخبراء، عبر فرض تسجيل رسمي على المؤثرين، وتحديد معايير أخلاقية تضمن احترام القيم العامة، وعدم استغلال الأطفال أو الخصوصيات، إلى جانب فرض الشفافية على المحتوى الإعلاني.في السياق نفسه، تبرز أهمية التوعية المجتمعية بوصفها أحد أبرز أدوات المواجهة. فبدلاً من فرض رقابة صارمة على التكنولوجيا، يمكن تعزيز ثقافة نقدية لدى الجمهور، تساعدهم على التمييز بين المحتوى المفيد والمسيء، وتدفعهم لمقاطعة الحسابات التي تبني شهرتها على الفضائح، كما يمكن إدماج مفاهيم التربية الإعلامية في المناهج التعليمية، بما يرسخ لدى الناشئة قدرة على التعامل مع الإعلام الرقمي بوعي ومسؤولية. فالحل يبدأ من المدرسة والبيت، ولا ينتهي إلا بتكاتف الجهود المجتمعية لتكريس مفهوم أن الشهرة لا تأتي من بيع الخصوصيات، وأن القيم لا تُفرط على حساب «لايك» أو «ترند «.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store