أحدث الأخبار مع #«روزاليوسف»

مصرس
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- مصرس
من لايك على «فيسبوك» ل«قرار مصيرى».. ال SNA بصمة رقمية تنتهك خصوصيتنا «المكشوفة»
«كان لقاءً ودودًا، سعدت فيه بالإشادة بخبرتى وسيرتى الذاتية، وكل شىء كان يسير على ما يُرام.. حتى سألنى عن حسابى على فيسبوك»؛ بهذه الكلمات بدأت نور جلال (30 عامًا)، تروى لحظات ظنتها بداية لمسار مهنى واعد، قبل أن تتحول إلى نقطة فاصلة فى وعيها بكيفية تعامل سوق العمل مع خصوصية الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعى. تقول نور موظفة علاقات عامة فى إحدى الشركات فى حديثها لمجلة «روزاليوسف» إنها كانت مرشحة لمنصب فى قسم العلاقات العامة بأحد البنوك الحكومية المصرية، وبدت مؤهلاتها مناسبة تمامًا للوظيفة؛ لكن ما إن طلب منها مدير الموارد البشرية الاطلاع على حسابها الشخصى على «فيسبوك»، حتى بدأت ملامح الموقف تتغير.الرفض المهنى بسبب الSNAتُضيف نور، التى كانت معتادة على كتابة خواطر شخصية عن مواقف تمر بها على حسابها الشخصى: «أخبرنى بابتسامة أن لديّ الكثير من المعجبين، بعدما قرأ تعليقات أصدقائى على أحد منشوراتى، واستمر فى تصفح حسابى».لم يكن هذا المشهد نهاية التجربة؛ بل بدايته، فبعد أيام، قوبل طلب التوظيف بالرفض، لا بسبب عدم الكفاءة أو نقص فى المؤهلات؛ بل بسبب ما وصفه المدير ب«العفوية الزائدة فى مشاركة تفاصيل الحياة الشخصية على مواقع التواصل»، رُغم أن هذه المساحة كانت –بالنسبة لها– مساحة شخصية بحتة.ومنذ هذا الموقف، بدأت نور تلاحظ نمطًا يتكرر فى مقابلات العمل: أسئلة مباشرة عن حساباتها الشخصية على مواقع التواصل، لتكتشف لاحقًا –من خلال أحد العاملين فى الموارد البشرية– أن هناك ما يُشبه «تحليل البيانات غير المُعلن» لما ينشره المتقدمون للوظائف على حساباتهم الشخصية، يُبنى عليه قرار القبول أو الرفض؛ وعندئذ توقفت عن الكتابة؛ إذ شعرت أن خصوصيتها أصبحت عبئًا فى طريقها المهنى.المؤهّل لا يكفىفى زمن أصبحت فيه ضغطة زر كافية لتكوين انطباع، لم تعد مؤهلاتك وحدها هى ما يُحدد مستقبلك المهنى، بل قد يكون ما تنشره على «فيسبوك» أو «إنستجرام» هو العنصر الحاسم، فيما يُعرف؛ بتحليل الشبكات الاجتماعية (SNA) وهى عملية تستخدم أدوات لتحليل أنماط العلاقات بين الأشخاص داخل المجموعات.نظام الSNA أو Social Network Analysis؛ هو مجال فى علم البيانات يهتم بفهم العلاقات والتفاعلات بين الأفراد أو الكيانات فى سياقات مختلفة، وكيفية تأثير هذه الروابط على سلوكياتهم وقراراتهم. ويقوم هذا النظام بتحليل البُنى الاجتماعية باستخدام أدوات رياضية وإحصائية.ورغم أنه نشأ فى الأساس كأداة علمية لفهم العلاقات بين الأفراد داخل المنظمات؛ لكنه تسلل تدريجيًا إلى قلب قرارات التوظيف، والتقييم الاجتماعى، وحتى اختيارات الدخول إلى أماكن عامة أو النوادى الخاصة.الوجه الآخر لهذا التحليل لم يعد خافيًا، كما تُظهره القصص التى نشهدها اليوم؛ فهى قد تكون جزءًا من ظاهرة تأخذ فى الاتساع يومًا بعد يوم، وتتطلب نقاشًا مجتمعيًا ومهنيًا جادًا: إلى أى مدى يحق للمؤسسات التوغل فى المساحات الشخصية واختراق الأمن الرقمى للأِشخاص؟ وهل أصبحت «السوشيال ميديا» مرآة رقمية يحكم بها المجتمع على كفاءة الأفراد أكثر من مؤهلاتهم وسيرهم الذاتية؟من علم الاجتماع لتحليل البياناتظهر هذا المجال فى أوائل القرن العشرين فى أعمال علماء الاجتماع، وتم استخدامه فى البداية لفحص الشبكات الاجتماعية داخل المجتمعات أو المنظمات، لفهم ديناميكيات العمل والتواصل بين الأفراد، وتوسَّع لاحقًا ليشمل تحليل بيانات أكبر وأكثر تعقيدًا باستخدام تقنيات الحوسبة الحديثة.وترجع جذوره فى توظيف الأفراد واتخاذ القرارات الإدارية إلى ثلاثينيات القرن الماضى، حين قام عالم الاجتماع والطب النفسى النمساوى «يعقوب مورينو» باستخدام تحليل الشبكات الاجتماعية فى مؤسسات تعليمية وإصلاحية، لتحديد التفاعلات الخفية بين الأفراد؛ بهدف اتخاذ قرارات إدارية تتعلق بالقبول، أو الرفض أو إعادة التوزيع داخل المؤسسة.القرن 21.. نقطة التحوُّلومن منتصف العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، ومع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«إكس (تويتر سابقًا)»، بدأت الشركات تحكم على الأشخاص من خلال حساباتهم على مواقع التواصل، ليغير تمامًا طريقة تعامل الشركات مع عملية اختيار الموظفين؛ لكن التحول الحقيقى بدأ فى الظهور بعد عام 2010.حيث أُتيحت البيانات الشخصية والتفاعلات خلال تلك الفترة للعامة، وبدأت الشركات تُدرك أن الانطباع العام عن الشخص على الإنترنت يعكس جوانب مهمة من سلوكه وقيمه واهتماماته؛ وعندئذ ظهرت أدوات خاصة بتحليل البصمة الرقمية «Digital footprint»؛ وأصبح لكل مواطن بصمة رقمية تشبه البصمة الجينية.تعتمد الشركات على أدوات وبرامج متخصصة لتحليل حسابات الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعى. حيث تقوم هذه الأدوات بجمع البيانات من منصات مختلفة مثل «فيسبوك»، و«تويتر»، و«إنستجرام»، ثم تحليل العلاقات والتأثيرات المرتبطة بها.ولا يقتصر دورها على تحليل الشبكات فحسب، بل تمتد إلى تقييم التفاعلات، الكلمات المفتاحية، وحتى المشاعر التى يعبر عنها المستخدمون. أين بدأ الSNA؟ بداية الSNA كانت فى أمريكا؛ حيث انتشرت فكرة استخدام «السوشيال ميديا» فى مجال التوظيف، وتقييم الأفراد، وبدأت الشركات الكبرى تعتمد على هذه الشبكات كأداة لتقييم المرشحين بشكل غير رسمى، وبحلول 2010 أصبحت مواقع التواصل أداة أساسية فى عمليات التوظيف.وفى دراسة لموقع «careerbuilder» المختص بالتوظيف وجدت أن حوالى 43% من مسئولى التوظيف فى الشركات الأمريكية عام 2014 قالوا إنهم استخدموا مواقع التواصل الاجتماعى لاتخاذ قرارات التوظيف؛ وبحلول عام 2018 ازدادت النسبة ل70% من الشركات التى تفحص حسابات المرشحين واتخاذ القرارات بناءً عليها.وبعد ذلك؛ انتشرت فى دول أوروبا وأستراليا وكندا وانتقلت تدريجيًا إلى دول آسيا مثل الصين والهند، وبحلول 2015 بدأت بعض دول الشرق الأوسط فى الاعتماد عليها بشكل تدريجى خصوصًا فى القطاعات المتقدمة مثل التكنولوجيا والاستشارات.ومع تزايد الاعتماد على هذه الوسائل، بدأت الحكومات فى أوروبا وأستراليا بوضع تشريعات خاصة لحماية خصوصية الأفراد، بما فى ذلك قوانين حماية البيانات مثل اللائحة العامة لحماية البيانات «GDPR»، وهو قانون للاتحاد الأوروبى (EU) يحكم كيفية جمع المؤسسات للبيانات الشخصية واستخدامها للحد من الاستخدام العشوائى لهذه المعلومات.كالبصمة الجينية أو أشد قسوةولم يقتصر الأمر على التوظيف، بل أصبح السؤال على الحسابات الخاصة على مواقع التواصل سؤالًا متكررًا فى العديد من الجهات.وتتابع «نور» فى حديثها ل«روزاليوسف» أنَّ إحدى قريباتها قد تعرضت لموقف مشابه منذ عام حينما قررت قضاء عطلة الصيف فى إحدى القرى السياحية الشهيرة فى الساحل.وتقول: «طُلِب منها عند الحجز حسابها على موقع (إنستجرام) و(تيك توك)؛ كما تم إخبارها أن هناك تحفظا على ارتدائها للحجاب وتم رفض طلبها، وهو ما جعلها تشعر بالضيق من فكرة السؤال عن حساباتها الشخصية والحكم عليها من خلالها».ولم تقتصر هذه الممارسات على حالة نور؛ بل امتدت لتشمل الأستاذ أشرف (55 عامًا) والذى يعمل فى مجال الإعلام؛ حيث واجه موقفًا مشابهًا خلال تقدُّمه للحصول على عضوية أحد الأندية الشهيرة فى 2014؛ إذ طُلب منه تقديم حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» كجزء من إجراءات التقييم. ووفقًا لروايته؛ لم تستغرق عملية الحصول على العضوية وقتًا طويلًا؛ إذ لاحظت الجهة المسئولة عن القبول وجود صورة له تجمعه بإحدى الشخصيات العامة، وهو ما ساعد فى تسريع الموافقة على طلبه.ولم يقتصر الأمر على تقييم الأفراد فى التوظيف أو العضويات؛ بل امتد ليصبح وسيلة للحكم على حضورهم فى بعض المطاعم والأماكن العامّة.وتقول نانسى (30 عامًا) التى تشغل منصب مديرة أعمال فى حديثها لمجلة «روزاليوسف» إنَّها حاولت حجز طاولة فى أحد المطاعم الراقية بإحدى المدن الجديدة؛ لكنها تفاجأت بطلب إدارة المطعم الاطّلاع على حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما دفعها لإلغاء الفكرة بالكامل.ويروى عمر كاتب المحتوى -فى السياق ذاته -أنَّ العديد من المولات فى المدن الجديدة تتبع هذا الأسلوب؛ خاصّة خلال فترات الافتتاح الأولى؛ إذ يتم انتقاء الزوّار بناءً على تقييم حساباتهم الإلكترونية.ويسرد تفاصيل واقعة حدثت فى أحد المولات الشهيرة فى السادس من أكتوبر؛ حيث سمحت إدارة المول خلال افتتاح حديقة داخلية عامّة بدخول الأفراد بعد مراجعة حساباتهم على «السوشيال ميديا» لمنحهم حق الدخول أو المنع بناءً على هذا التقييم؛ حتى تم إلغاؤه لاحقًا.فى مرمى الاتهاماتوفى هذا السياق يشير مصطفى متولى، خبير التحول الرقمى، فى حديث خاص ب«روزاليوسف» إلى أن ظاهرة تحليل الشبكات الاجتماعية «SNA» ظهرت أولًا فى الدول ذات الأنظمة الصارمة مثل الصين، حيث يُطبّق ما يُعرف بالتصنيف المجتمعى لتحليل سلوك المواطنين، دون الحاجة إلى الرجوع لحساباتهم الشخصية، وهو ما يعكس فارقًا كبيرًا فى البنية التشريعية والسياسية بين تلك الدول وغيرها.ويؤكد أن محاولات تطبيق هذه الممارسات فى مصر تثير الكثير من علامات الاستفهام، خصوصًا فى ظل غياب الأطر القانونية الواضحة التى تحكم التعامل مع بيانات الأفراد الرقمية.ويرى متولى أن فحص الحسابات الشخصية على مواقع التواصل من قِبل بعض المؤسسات أو مقدمى الخدمات مثل الأندية أو المدارس أو التجمعات السكنية، يُعد انتهاكًا مباشرًا لخصوصية الأفراد ويمهد لتكريس طبقية رقمية تُفرز الناس بناءً على محتواهم الافتراضى لا واقعهم الفعلى. ويضيف خبير التحول الرقمى أن الخطورة الأكبر تكمن فى الاستعانة بجهات خارجية لتحليل البيانات، بعضها قد يكون غير ذى ثقة على المعلومات التى تصلها، مما يفتح الباب أمام ممارسات مثل تسريب البيانات أو بيعها، وبالتالى تهديد الأمن الرقمى للأفراد على المدى البعيد.الطبقية والاضطراباتوفى هذا السياق، يقول د. على سالم، أستاذ علم النفس الاجتماعى والسياسى المساعد بكلية الآداب جامعة حلوان فى حديث خاص ب«روزاليوسف»؛ «قد تلجأ بعض الجهات إلى هذا الإجراء لدواعٍ أمنية، بهدف تفادى أى مخاطر أو اشتباهات قد تضر بالجهة المتقدم لها، سواء كانت جهة عمل أو ناديًا أو مطعمًا، وفى هذه الحالة يمكن تفهم الوضع؛ لكن ارتباطه بالاعتبارات العملية فقط أمر غير ضرورى».ويُضيف: «الفرق كبير بين حياة الشخص الواقعية والافتراضية؛ فالكثير من الناس يمزحون على السوشيال ميديا وهو ما لا يعكس بالضرورة سلوكهم المهنى أو شخصياتهم الحقيقية».وفيما يتعلق بامتداد الظاهرة إلى الأندية والمطاعم، ينتقد سالم ما وصفه ب«التمييز غير المعلن» المستند على مظهر الأشخاص، قائلًا: «منع فتاة محجبة مصرية من دخول مكان بسبب حجابها، والسماح لجنسية أخرى بنفس الأمر، يثير المشكلات المجتمعية الخطيرة المتعلقة بالانتماء الوطنى».ويحذّر سالم من استمرار هذه الممارسات مما يدفع الأفراد لعيش حياة مزدوجة؛ مؤكدًا أنَّ «اعتماد الحسابات الإلكترونية لتقييم الأفراد يرسّخ الطبقية ويقوّض مبادئ العدالة الاجتماعية».أنتَ سلعةفى هذا السياق؛ تؤكد الدكتورة سنيّة محمد سبع أستاذ إدارة الأعمال المشارك بأكاديمية الشروق واستشارى التسويق وتطوير المهارات، ربط حسابات الأفراد الشخصية بعمليات التسويق.وتوضح فى حديثها لمجلة «روزاليوسف» أنّه «عند تحديد الفئة المستهدفة؛ يصبح إنشاء ملف شخصى دقيق للعملاء ضرورة لنجاح الحملات التسويقية، وانطلاقًا من هذه النقطة جاءت أهمية الاطّلاع على حسابات السوشيال ميديا لفهم المستوى الاجتماعى للعملاء، ومدى تقبلهم لأنماط معينة من الخدمات أو المنتجات».وتقول استشارى التسويق إن: «سهولة الوصول إلى حياة الأفراد عبر وسائل التواصل دفعت كثيرًا من مسئولى التسويق للاعتماد على هذه الحسابات كأداة تحليلية؛ رغم أن الطريقة المُثلى لجمع البيانات هى الاستبيانات التى تحترم الخصوصية»، منتقدة التوسّع فى هذه الممارسات بالقول: «فى العالم العربى، انتشرت فكرة طلب الاطّلاع على الحسابات الشخصية دون شفافية فى الأهداف، بعكس الدول الأجنبية التى تتيح للأفراد رفض ذلك بحرية ودون إلزام».وحذّرت من خطورة انزلاق بعض الجهات إلى ممارسات غير أخلاقية؛ كاستغلال البيانات الشخصية وتحليلها فى أغراض أخرى أو بيعها لجهات خارجية، مضيفة: «البيانات الشخصية باتت أصولًا عالية القيمة، تسعى الشركات للحصول عليها بشتى الوسائل»، محذّرة من أنَّ «موافقات الخصوصية التى يوقع عليها المستخدمون غالبًا دون قراءة تامة تتيح المجال لهذه الانتهاكات».احمى نفسك بنفسكوتؤكد الدكتورة سعاد الديب رئيس الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك أنَّ «حماية البيانات الشخصية تبدأ بمسئولية الفرد نفسه».وقالت فى حديث خاص ل«روزاليوسف»: «بإمكانى رفض طلب أى جهة الاطلاع على حساباتى الشخصية، وفى حال تم انتهاك خصوصيتى عبر تحليل بيانات دون علمى، يحق لى تقديم بلاغ رسمى».ثغرات قانونيةويؤكد سعيد عبد الحافظ المحامى الحقوقى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان أنَّ حماية الخصوصية تعد حقًا أصيلًا كفله الدستور المصرى وكافة المواثيق الدولية.ويقول عبد الحافظ: «بمجرد منح الشخص إذنًا صريحًا لطرف آخر بالاطّلاع على مراسلاته أو معلوماته الخاصة، يسقط حقّه فى المساءلة؛ أمَّا إذا تم الحصول على هذا الإذن بالإجبار يعد انتهاكًا صارخًا للحق فى الخصوصية، وهو ما يحظره الدستور المصرى».وأشار إلى أنَّ الاطلاع على المنشورات العامة على «السوشيال ميديا» لا يعد انتهاكًا للخصوصية فى حد ذاته؛ لكن استخدامها لاحقًا فى أعمال الابتزاز أو التشهير يشكّل جريمة يُعاقب عليها القانون.وحذّر مما أسماه ب«القواعد العرفية» التى تتبعها بعض المؤسسات والنوادى والشركات فى مراجعة حسابات السوشيال ميديا الخاصّة بالأفراد كشرط للقبول أو الرفض؛ مؤكدًا أنَّ «هذه الممارسات لا تستند إلى أى أساسٍ قانونيّْ».الدستور «قد يحمى»يؤكد الدكتور حمدى عرفة أستاذ الإدارة المحلية، أن منع المواطنين من دخول الأماكن العامة دون مبرر قانونى يُعد مخالفة يُعاقب عليها القانون.ويوضح فى حديث خاص ل«روزاليوسف» أن المادة 161 مكرر من قانون العقوبات تنص على الحبس أو الغرامة بين 30 و50 ألف جنيه لكل من يمارس تمييزًا على أساس الجنس أو الأصل أو الدين، وتصل العقوبة إلى الحبس 3 أشهر وغرامة 100 ألف جنيه إذا كان الفاعل موظفًا عامًا أو مكلفًا بخدمة عامة.حلول متكاملةوفى ضوء التهديدات المتزايدة للخصوصية الرقمية، قدّم الخبراء المشاركون حلولًا متكاملة لمواجهتها. فيرى متولى أن الحماية تبدأ بسنّ تشريعات صارمة، أو بوعى الأفراد ورفضهم مشاركة حساباتهم الشخصية مع الجهات المختلفة. بينما يؤكد سالم على ضرورة وضع أطر قانونية واضحة تكفل حماية المساحات الشخصية، وتحافظ على التوازن النفسى والاجتماعى. وتشدد سنيّة على أهمية رفع الوعى القانونى لدى الأفراد بحقوقهم. أما سعيد عبد الحافظ، فيدعو إلى وجود التزامات قانونية متبادلة تضمن الاستخدام المشروع للمعلومات الخاصة، محذرًا من فوضى قانونية فى حال غيابها.23456

مصرس
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
ثالث مصرى يفوز بجائزة البوكر العربية: محمد سمير ندا: أعبر عن مأساة العرب المشتركة فى «صلاة القلق»!
«الحرية لا تفيض من أنفاس المذعورين.. والأكوان لا تُخلقُ تحت الحصار.. والأحلام لا تراود المأسورين داخل الصناديق المعتمة».. سطر فى منتصف رواية «صلاة القلق» يعطينا لمحة عن عالمها وموضوعها. يوم الخميس الماضى، أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية فوز رواية «صلاة القلق» للكاتب المصرى محمد سمير ندا بجائزة هذا العام. بعد أن تنافست مع 124 رواية عربية. ليصبح «ندا» ثالث كاتب مصرى يفوز بالجائزة وأصغر المصريين الفائزين بها بعد الروائى الكبير الراحل بهاء طاهر والدكتور يوسف زيدان، اللذين حققاها فى دورات متتالية قبل أكثر من 15 عامًا. نعم الكاتب مصرى، ولكن دار النشر تونسية؛ حيث نشرت الرواية عن دار مسكيليانى.قبل الإعلان عن الجائزة بأيام أجرينا فى «روزاليوسف» حوارًا مع كاتبها.. وقتها كان اسمه فى القائمة القصيرة.. لكن أصابع كثيرة وآمالاً أكثر كانت تتوقع فوز الرواية.بملامح الحرب شكّل «ندا» روايته، ورسم شخصياتها، ومن ذاكرة التاريخ اختار زمنها، وبتفرد حكايتها أثار دهشة القارئ ودفعه للتفكير فى مصير نجع مزروع فى النسيان.فى حواره مع «روزاليوسف» كشف عن كواليس تأليفها، وسر العنوان المثير للجدل والفضول.. فكيف يكون فعل الصلاة «الباحث عن الطمأنينة» قرينًا للقلق!فكرة الرواية بدأت فى عام 2017.. فماذا عن خطوات تحضيرها وكواليس كتابتها؟يقول: - انتهيت من «صلاة القلق» بعد 4 سنوات من كتابتها، وفيما يخص التحضير لم تكن لدىَّ خطوات تحضير مرتبة، لكن كانت تشغلنى مجموعة من الأفكار أو الهموم لو صح التعبير، ثم عثرت على خارطة طريق غير واضحة المعالم، ولأننى امتلكت حرية الوقت، فقد عدلت المسارات وحذفت وأضفت أكثر من مرة، وراجعت باستمرار ما كتب عن المرحلة الناصرية، وأرشيف «عبدالحليم حافظ». «صلاة القلق» هى بدعة دعا إليها شيخ النجع وحدد لها سجدتين من دون ركوع واختيارها كعنوان للرواية مستلهمًا من قلق أهالى النجع على مصيرهم.. ولكونها طقسًا وهميًا أثارت تساؤلات القارئ وارتباكه أيضًا بما تفسر تلك الحالة؟ - بالطبع، حاولت أن أخلق من العنوان حالة من التضاد التى قد تثير التساؤل، فالصلاة طقس يفرز الطمأنينة، بينما القلق مضاد الطمأنينة، والعنوان ولد مع أول مسودة للرواية، كما أن «صلاة القلق» هى حدث أساسى فى الرواية، إذ يبتكرها الشيخ «أيوب» إيمانًا منه بأنها كفيلة بوقف تمدد القلق الذى استشرى فى النجع، وفى الواقع توجد صلاة للخوف، والفارق بين الخوف والقلق يكمن فى أن الخوف غالبًا ما يكون من أمر محدد، أما القلق فهو حالة عامة لا تشترط وجود سبب واضح. «دقت طبول الحرب فتوقفت الحياة فى نجع المناسى وتجمدت الأحلام».. بملامح الحرب شكلت «صلاة القلق» ورسمت شخصياتها، ولكن لمَ اخترت من ذاكرة التاريخ عام 1967 تحديدًا ليصبح زمنًا للرواية؟ ولمَ لم تغادرك الكتابة عن النكسة؟ - لم تغادرنى الكتابة عنها لأن نكسة 67 فترة فاصلة فى تاريخ مصر، وأرى أنها كانت الفصل الأخير فى حكاية النكبة العربية عام 1948، وشهدت الفترة بين عامى 1967 و1977 الكثير من التحولات من الهزيمة إلى النصر ثم السلام، ولم أرصد هذه التحولات بقدر ما أقدم تصورًا عن جمود الزمن خلال 10 سنوات، وأتناول محاولات السيطرة على العقل الجمعى. «كنا نتابع أسراب الحمام فى حسرة ونناجى الصقور والنسور السابحة فى فضاء النجع ونسألها الخبر اليقين».. جعلت النجع محاصرًا بألغام النسيان وكأنك تؤكد أن ظلمة الجهل تسببت فى عزلته عن العالم.. هل هذا ما أردت تأكيده؟ - بالطبع، والنجع برمته رمز لأى مكان ينتشر فيه الجهل، وتسل منه الإرادة، ويخضع للإيهام من دون مقاومة، والجاهل المستسلم لجهله ولاختطاف عقله وإيهامه طيلة الوقت بتاريخ موازٍ لم يكلف نفسه جهد تحرى دقته، والجاهل أيضًا لو نطق أو استغاث ربما لا يسمعه أو لا يصدقه أحد. فى «نجع المناسى» كل شخصية تكشف عن مهنتها مثل «نوح» النحال و«محروس» الدباغ و«وداد» الداية و«شواهى» الغجرية و«خليل» الخوجة و«عاكف» الكلاف و«جعفر» الولى و«محجوب» النجار.. ولكن أين رأيت تلك الشخصيات؟ وما المفهوم الذى أردت أن تعبر عنه من وراء شخصية الفلسطينى «زكريا النساج»؟- معظم شخصيات «نجع المناسى» متخيلة، ولكن شخصية «شواهى» واقعية تمامًا، فقد رأيتها فى زمان ما ومكان ما، ولم يكن من السهل ألا أكتبها لدرجة أنها كانت محور المسودة الأولى من الرواية التى جاءت أشبه بالنوفيلا، وكانت «شواهى» آنذاك هى الراوية الوحيدة، وأردت أن أعبر من وراء شخصية «زكريا النساج» عن مفهوم المصير الواحد لأن مأساة العرب مشتركة ونتقاسم هزيمتنا حتى اليوم.- عبرت فى «صلاة القلق» عن معاناة نجع يزلزله انفجار غامض فى أعقاب نكسة 67 وبتلك الرواية تركت أثرًا فى وجدان القراء ووصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» فى دورتها ال18 لعام 2025.. بمَ تصف لحظة إعلان وصولك لهذه القائمة؟ وكيف استقبلتها؟- أصف لحظة إعلان وصولى للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» فى دورتها ال18 لعام 2025 ب(مفاجأة رائعة)، واستقبلتها بانفعال عاطفى كبير، وحينها وجدتنى أعيش حالة مرهقة من التوتر العصبى، والترقب والانتظار، وتأثرت كثيرًا باحتفاء الحضور بى، ولم أطلق العنان لعواطفى، وقررت تأجيلها حتى أنفرد بنفسى. عزفت أنين أبطال «صلاة القلق» على إيقاع متناغم وكأنك اتخذت اللغة الشاعرية قبلة لسرد أحداثها.. ما سر ذلك التناغم؟ وما دوافع اتجاهك إلى تأليفها؟ - ربما سر التناغم أننى بدأت كتابة رواية «صلاة القلق» فى شكل قصيدة بالعامية تتحدث عن العزلة واستمرار الحروب وخلود بعض الناس ممن يسيطرون على العقول ويصنعون الحرب، وظلت الحالة الخاصة لهذه القصيدة تشاغلنى لفترة، ثم حولتها إلى رواية قصيرة وانتهت على ما آلت إليه اليوم، واتجهت لتأليفها بدافع الهم الشخصى، وأعتقد أن كل كاتب عندما يشرع فى الكتابة، فهو يفرغ حمولته الفكرية والعاطفية فوق أوراقه، ولعل الهموم أحد المكونات الرئيسة لكل هذه المشاعر والأفكار، وكنت أستمتع بهذه الرواية وأعيد كتابتها أكثر من مرة لأننى لست منشغلًا بالنشر، وهو الأمر الذى يحررنى من الضغوط. إذا تعاقدت على تحويل «صلاة القلق» إلى عمل درامى أو سينمائى.. ما مدى قبولك للتغيير فى معالجة أحداثها التى قد تخضع لبعض التعديلات لكى تلائم العرض على الشاشة؟ - لم أخض هذه التجربة من قبل، وقد تصادف أن تحاورت مع منتج سينمائى خلال الفترة الماضية، وأثير هذا الأمر، وإذا تعاقدت على تحويلها إلى عمل درامى أو سينمائى لن أقبل التغيير فى معالجة أحداثها أو فكرتها التى أردت التعبير عنها أو عالمها الذى خلقته.2


الأسبوع
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الأسبوع
ذكرى رحيل صلاح جاهين.. محطات في حياة فيلسوف البسطاء
صلاح جاهين مريم محمد تحل اليوم الإثنين 21 أبريل، ذكرى رحيل المبدع صلاح جاهين، الذي يعد فناناً من طراز فريد خاص، سواء من ناحية الشعر والكتابة ورسم الكاريكاتير، حيث ترك بصمة خالدة على صفحات الصحف وفي ذاكرة أجيال كاملة. صلاح جاهين ولد الشاعر صلاح جاهين يوم 25 ديسمبر 1930 في القاهرة، والتحق بكلية الفنون الجميلة ثم تركها ليلتحق بكلية الحقوق، بناء على رغبة والده والذى كان يعمل بسلك القضاء. وكتب أولى قصائده عام 1936م في رثاء شهداء مظاهرات الطلبة في المنصورة، ولم تظهر موهبة الرسم الكاريكاتيري عنده إلا في سن متأخرة. ذكرى رحيل صلاح جاهين وعمل صلاح جاهين محررًا في عدد من الصحف والمجلات، حيث عمل خلال الدراسة مصمما لجريدة «بنت النيل»، وانتقل إلى مجلة «التحرير»، وثم إلى «الجمهورية». وبدأ كرسام للكاريكاتير في مجلة «روز اليوسف» التي تُعد المحطة الأساسية في حياته، ثم انتقل إلى جريدة الأهرام، وعُرف برسوماته خفيفة الظل، والتي لها القدرة على تقديم النقد البنٌاء. أنتج العديد من الأفلام السينمائية مثل: «أميرة حبي أنا، عودة الابن الضال»، وكتب سيناريو أكثر الأفلام رواجًا في السبعينيات منها «خلي بالك من زوزو، شفيقة ومتولي والمتوحشة». صلاح جاهين وأوبريت الليلة الكبيرة قام بتأليف أوبريت «الليلة الكبيرة»، أشهر أوبريت للعرائس في مصر، والذي اعتمد على عرائس الماريونت تصف مشاهد المولد الشعبي، بالتعاون مع الموسيقار سيد مكاوي، وفكرة صلاح السقا. وتعد «الرباعيات» قمة أعمال صلاح جاهين، حيث تجاوزت مبيعات إحدى طبعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها، أكثر من 125 ألف نسخة في بضعة أيام. وقد لحن هذه الرباعيات الموسيقار سيد مكاوي، وغناها الفنان علي الحجار. وفاة صلاح جاهين.. فيلسوف البسطاء توفي صلاح جاهين في 21 أبريل 1986، ومن ضمن الألقاب التي اشتهر بها «فيلسوف البسطاء» وهو ضمن ألقاب أخرى حاولت إعطاءه حقه الأدبي، ورغم مرور 39 عاما على غيابه، فإن تأثير كلماته لا يزال يتردد صداها في قلوب جمهوره والوسط الفني.

مصرس
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- مصرس
مستقبلها يبدأ من هنا: مركز إبداع مصر الرقمية يستضيف She Can 2025
على بُعد خطوات من جامعة القاهرة، انطلقت فعاليات النسخة العاشرة من فعالية SHE بالتعاون مع مراكز إبداع مصر الرقمية وعدد من الشركاء، بهدف دعم رائدات الأعمال وبناء مستقبل أكثر شمولًا لقطاع المشروعات.. رسخت She Can مكانتها كمنصة رائدة لتمكين النساء ومواجهة التحديات التى تعيق طموحاتهن.. فالنسخة الحالية جمعت أكثر من 7 آلاف مشارك من محافظات مختلفة، واحتفت ب 60 مشروعًا نسائيًا، و60 متحدثًا من صُناع التأثير والتغيير. تنوعت الفعاليات ما بين ورش عمل متخصصة وجلسات نقاشية ملهمة وفرص للتواصل مع مستثمرين وخبراء فى مجالات مختلفة.. «روزاليوسف» تنقل آراء عدد من المشاركين الذين عبروا عن امتنانهم للتجربة وما أتاحته من فرص ولقاءات محفزة.فعاليات تنبض تنوعًا فى قلب الفعالية، كان المسرح الرئيسى ينبض بالحياة كمنصةٍ للفكر والإبداع، يمتد عطاؤه من الحادية عشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً.. تتابعت عليه الجلسات والحوارات، فتنوعت بين أدوات العصر من تسويق رقمى وإعلام، إلى آفاق التوظيف والعمل الحر وريادة الأعمال، كل ذلك وسط حضور نسائى بدرجة كبيرة متعطش للمعرفة والتمكين.. وعلى امتداد اليوم، لم تخفت وتيرة النقاشات ولا نبض الورش التفاعلية، حتى كُللت جهود بعض المشاركات بجوائز قدمتها جهات شراكة داعمة، فى مشهدٍ يمنح الأمل لهن.وعلى بُعد خطوات من هذا الحراك، كانت فعالية «She Can» رجوعًا لعام 2017 تسرد حكاية أخرى للتمكين، هذه المرة عبر الطهى.. هناك اجتمعت قصص السيدات وصاحبات المشاريع المنزلية اللاتى حولن وصفاتهن إلى مشاريع حية.. العينات كانت حاضرة للعرض وازداد الإقبال عليها، فكل طبقٍ يحمل توقيع حلمٍ رائع لسيدة مثابرة.. فى الزوايا الأخرى، طُرحت محاضرات حول الذكاء الاصطناعى وعلاقته بريادة الأعمال، كأداة للمستقبل، بينما كان الطابق العلوى يحتفى بالموضة أو الفاشون كجزء من ثقافتنا وهوية المرأة وتعبيرها عن ذاتها.. هكذا بدا المكان كخريطة كاملة لتمكين النساء، لا تُغفل فكرة ولا تهمّش مجالًا.عشر سنوات من الإلهام تستهل حنان عمر، مقدمة الفعالية حديثها بأنه فى زمن يتغير بوتيرة متسارعة، حيث تظهر كل يوم تقنيات جديدة وتفرض أدوات كالذكاء الاصطناعى نفسها على الواقع، تصبح المبادرات الجادة أكثر ضرورة من أى وقت مضى.. مبادرات لا تكتفى بدعم النساء فحسب، بل تفتح آفاقًا للرجال أيضًا لتوفير فرص عمل جديدة، وتعزيز مهارات التواصل، مع خلق بيئة تفاعلية تدفع الجميع لتجربة أشياء لم يألفوها.. لعقد كامل، كانت مؤسسة Entreprenelle مساحة حية للتمكين والتجربة والتعلم، حاملةً على عاتقها مسؤولية المساعدة والإلهام وبناء جسور بين الأفكار والفرص.وما يجعل هذا العام أكثر تميزًا -من وجهة نظرها- بالإضافة إلى الاحتفال بمرور عشر سنوات على هذا المشوار الملهم، لكن أيضًا انتقال فعالية She Can للمرة الأولى إلى مركز إبداع مصر الرقمية؛ قائلة: «هذا المكان متكامل ويعكس روح العصر بإمكاناته وتجهيزاته.. الحضور فى هذا الموقع الجديد يحمل شعورًا بالانفتاح نحو مرحلة أكثر تطورًا، ويمنحنا طاقة متجددة لنواصل ما بدأناه بروح أكثر إصرارًا وشغفًا.. ممتنة جدًا لكل من ساهم فى إتاحة هذه الفرصة، ولكل من آمن بأن التمكين رحلة مستمرة لا تتوقف».نحو أفق أوسعتقول رانيا أيمن، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة Entreprenelle إنه فى نسختها الثامنة عشرة، سلكت «She Can» طريقًا شاقًا فى البداية، لكنهم كانوا يؤمنون بفكرة واضحة: التمكين الاقتصادى للمرأة ليس رفاهية، بل ضرورة.. أردنا أن نمنح النساء فرصة البدء، أن نكسر القالب الضيق الذى يصر البعض على حصرهن فيه؛ فمكانها ليس المطبخ وحده، ولا الزواج نهاية الطريق كما يروج المُحبِطون.. من هذا الإيمان، بدأت الخطوة الأولى، حتى امتدت أيدينا للعمل مع أكثر من 50 ألف امرأة، بين من شاركنا المسار بشكل مباشر أو ألهمناها عن بُعد، وكانت النتيجة أكثر من مئة مليون جنيه مبيعات وأجور، تم تحقيقها من خلال مشروعات حقيقية ودمج فعلى فى سوق العمل.وتستكمل: لكننا لا نكتفى بذلك.. السنوات المقبلة نراها بعيونٍ أكثر اتساعًا، ونأمل أن يتحقق فيها أضعاف ما تحقق، بدعم من الناس، ومن إيمان النساء بأنفسهن.. نرى المهارة فى كل يدٍ نسائية تصنع منتجًا، ونلمس القيمة فى كل تجربة تُروى على جروباتنا التفاعلية، التى باتت منصات لتبادل الإبداع وتعزيز الثقة.. نحب المتعة جدًا حين تتقاطع مع التعلُّم، ونطمح أن نضاعف أثرنا حتى يصبح ما جمعناه فى عشر سنوات، عائدًا سنويًا يليق بإمكانات النساء.. فنحن نمضى معهن فى كل خطوة، سندًا، ودافعًا، وإيمانًا بقدراتهن.فعاليةٍ تزهو بالتمكين والإبداعتوجه د.محمد العقبى، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى والمتحدث الرسمى للوزارة، بالشكر العميق ل She Can وEntreprenelle، تقديرًا لمثابرتها وحرصها على خلق منظومة قادرة على بث الأمل فى نفوس النساء بجهدها وفريقها، صنعوا حالة استثنائية - على حد تعبيره- تستحق كل تحية.. كما عبر عن تقديره لوزيرة التضامن الاجتماعى الدكتورة مايا مرسى، رغم غيابها عن الفعالية لظرف ما، مؤكدًا أن كل ما يمس قضايا النساء والفتيات يلقى دومًا دعمها وتشجيعها، وأن حضورها الروحى فى الفعاليات كافٍ ليمنحها ثقلًا. وأكد على أهمية دور النساء للمجتمع، مستشهدًا بوالدته وزوجته وابنته، وبنساء عظيمات أثرين حياته المهنية والشخصية.. يرى أن تمكين المرأة ليس فقط واجبًا أخلاقيًا، بل وسيلة جوهرية لتقدم البلد، فكلما اتسعت مساحات النساء فى العمل والقرار، اتسعت معها فرص النهوض العام.. مع الاستشهاد بنماذج مشرفة كداليا إبراهيم، رئيسة دار نهضة مصر التى تعد من أبرز الداعمات لريادة الأعمال والتعليم، وبقيادات نسائية حكومية بارزة مثل غادة والى، ذات البصمة الدولية فى ملفات الحماية الاجتماعية، وهالة السعيد، صاحبة الرؤية الاقتصادية المتقدمة، وغيرهن من السيدات اللاتى صنعن فارقًا ملموسًا فى الإدارة العامة باعتبارهن العمود الفقرى للسياسات الاجتماعية، بتدخلاتها العميقة لدعم الفئات المهمشة، من النساء وكبار السن والأيتام والفقراء.. مشيرًا إلى أن وزارة التضامن الاجتماعى تقدم دعمًا نقديًّا سنويًّا يصل إلى 18 مليار جنيه، منها 5.2 مليارات جنيه لدعم المرأة المعيلة بإجمالى 673 ألف مستفيدة، وتنظم معارض للأسر المنتجة مثل «ديارنا»، وتدعم أكثر من 100 ألف حرفى.. مع العمل على إصلاحات قانونية كقانون الرعاية البديلة، وتحدث تطويرًا مؤسسيًا حقيقيًا داخل مؤسساتها، فى سعيٍ دائم لصون وتحقيق السلم الاجتماعى.من جانبها أكدت د.زينة توكل، عضو بالمجلس القومى للمرأة فى كلمتها نيابة عن المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس أكدت خلالها على سعادة المجلس برعاية هذه النسخة من الفعالية التى تعد منصة رائدة لتمكين السيدات من النمو والريادة والنجاح، وتلعب دورًا مهمًا فى معالجة التحديات التى تواجههن، وقيادة التغيير، وخلق الفرص لرائدات الأعمال.. وذلك منذ إطلاقها من عشر سنوات. واضافت: إن فعالية اليوم تناقش أبرز الفرص فى مجالات الابتكار والاستثمار والذكاء الاصطناعى وأحدث المبادرات الحكومية والمجتمعية الرامية إلى دعم المرأة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.. حيث أصبح الإبداع والابتكار البشرى، على المستويين الفردى والجماعى، هما الثروة الحقيقية للأمم فى القرن الحادى والعشرين.. حيث يعطى الابتكار والإبداع وريادة الأعمال الجماعية زخمًا جديدًا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.. وأيضًا الاستفادة من النمو الاقتصادى وخلق فرص العمل لتشمل الجميع، بما فى ذلك النساء والشباب.. فالإبداع يقدم حلولًا للمشكلات الأكثر إلحاحًا مثل القضاء على الفقر والقضاء على الجوع. وأكدت على أن المجلس القومى للمرأة يولى اهتمامًا كبيرًا بملف المرأة فى العلوم والبحث العلمى والتكنولوجيا، حيث يضم فى تشكيله لجنة متخصصة فى مجال البحث العلمى والتكنولوجيا والأمن السيبرانى تستهدف تمكين المرأة المصرية فى مجالات البحث العلمى والتكنولوجيا والأمن السيبرانى، وتعزيز مشاركتها فى تحقيق التنمية المستدامة، مع ضمان حمايتها فى الفضاء الرقمى، حيث إن البحث العلمى له دور كبير فى دعم المرأة وتحويل الأبحاث إلى مشروعات وابتكارات تخدم المجتمع.. وتسعى اللجنة إلى دعم مشاركة المرأة فى تطوير ابتكارات وحلول تكنولوجية تسهم فى حل مشكلات المجتمع، وريادة الأعمال بما يتماشى مع خطة الدولة، إلى جانب توفير بيئة محفزة للبحث العلمى تتماشى مع احتياجات المجتمع. كما تسلط الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 التى أقرها السيد رئيس الجمهورية كوثيقة العمل الحكومية للأعوام القادمة، الضوء على أهمية الإبداع والابتكار منذ عام 2017... وقد تضمنت المبادرات والأطر الوطنية للتمكين والاستثمار فى الفتيات أنشطة للتوعية بتلك الموضوعات. كما أطلقت مصر برامج ومبادرات لتشجيع المرأة للدخول فى هذا المجال. وبلغ إجمالى براءات الاختراعات خلال ال10 أعوام الماضية 965 منها 131 من السيدات و318 للسيدات والرجال معًا. وأشارت عضوة المجلس إلى الشراكة التى تمت لأول مرة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية «وايبو»، لتمكين رائدات الأعمال بالمجتمعات المحلية، وتم إطلاق منصة لتمكين المرأة تُقدم فرصًا تدريبية وجوائز لأفضل أفكار مبتكرة. كما يتم العمل على تأهيل الفتيات للعمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات والابتكار، واستخدام هذه التقنية فى شتى المجالات.. مما يساهم فى خلق جيل جديد من الفتيات المؤهلات لإيجاد حلول علمية ابتكارية لجميع المشاكل والأزمات التى تواجه العالم لا سيما أزمة تغير المناخ. وتم إطلاق برنامج ريادة الأعمال المجتمعية باستخدام تكنولوجيا المعلومات Social Innovation HUB : ويهدف إلى تمكين الشباب الموهوبين من الجنسين لا سيما الفتيات لإنجاز المزيد من الأعمال باستخدام التكنولوجيا، وربط الفجوة بين الجنسين فى مصر، من خلال تشجيع الابتكار وريادة الأعمال بين الفتيات ورفع قدراتهن فى مجال تطوير البرمجيات وريادة الأعمال المجتمعية وسد الفجوة بين التعليم العام واحتياجات سوق العمل. تم تنفيذ البرنامج على عدة مراحل استفاد منها 17,167 من شباب الجنسين تدربوا على أحدث تقنيات مايكروسوفت فى مجال ريادة الأعمال المجتمعية باستخدام التكنولوجيا، وقد تأهل جزء منهم كمدربين لنقل تلك الخبرة. كما أشارت عضوة المجلس إلى جهود مصر فى مجال تشجيع الإبداع والابتكار لافتة إلى تحسن ترتيب مصر فى مؤشر الابتكار العالمى، حيث تقدمت إلى المرتبة 86 فى تقرير عام 2024، مقارنة بالمرتبة 96 فى عام 2020، وظهور أكثر من ألف باحث مميز فى قائمة ستانفورد، وزيادة عدد الشركات الناشئة، وأصبحت مصر الأولى إفريقيا والثالثة على مستوى الشرق الأوسط بشأن حجم الاستثمارات فى عام 2024، وتميز إقليم القاهرة الكبرى ضمن أفضل تجمع علمى وتكنولوجى على مستوى العالم، مما يعكس نجاح الاستراتيجيات المتبعة فى تعزيز بيئة الابتكار فى مصر، ويعكس هذا التقدم رؤية الدولة المصرية الهادفة إلى تشجيع مجال الابتكار والبحث العلمى فى قطاعات مختلفة، ويعكس أيضًا أهمية دور صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ الذى أطلقته الحكومة المصرية عام 2022 فى دعم وتشجيع المبتكرين، ورواد الأعمال، والباحثين، وتمويل مشاريعهم المبتكرة، وتأهيلهم من خلال برامج متخصصة؛ لتطوير مهارات الابتكار وريادة الأعمال لديهم.واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 لا يمكن أن يتم بمعزل عن تبنّى نهج شامل يُعلى من شأن الإبداع والابتكار، باعتبارهما من المحركات الرئيسة للنمو الاقتصادى المستدام والتطور المجتمعى.توسع الريادة النسوية فيما ترى إيزابيلا غاسمى سميث (Isabella Ghasemmi-Smith)، رئيسة جائزة أورورا للتكنولوجيا، بأن منظومة الشركات الناشئة فى مصر تمضى نحو التوسع، مدفوعة بمشروعات تقودها نساء يتقدمن الصفوف بثقة، ويمثلن نموذجًا حيًا للريادة النسوية.. مع تأكيدها أن جائزة Aurora Tech Award، التى أطلقتها شركة «اندرايف»، لا تقتصر على التكريم، ولكنها تسهم فعليًا فى إعادة تشكيل البيئة الريادية، من خلال شراكات استراتيجية مع كيانات مثل «انطلاق»، بهدف خلق نظام داعم يستمر أثره لسنوات.وتضيف: إن هذه الجائزة تُعد نقطة تحول فى مسار الرائدات، حيث تفتح لهن أبواب الوصول إلى مستثمرين نوعيين، وخبراء فى الصناعة، وشبكات دعم تمتد عالميًا، لتمنحهن الأدوات الفعلية للتوسع والنمو الذكى والريادة فى قطاعات لا تزال بحاجة لجرأة النساء.. مع تأكيد سعادتها بهذه الفعالية التى تراها ملهمة جدًا وتشجع الجميع على الطموح والسعى.وفى ورشة مختلفة، شرحت إسراء خالد، المسئولة عن قيادة عملية توظيف المواهب الجديدة فى شركة WUZZUF خلال حديثها، الركائز الأساسية لكتابة سيرة ذاتية فعالة تعكس هوية المتقدم المهنية وتُبرز نقاط تميزه فى سوق العمل التنافسى.. فهى تعد وثيقة وأداة تسويقية شديدة الأهمية، تُعبر عن الشخص دون أن ينطق، وتفتح أمامه أبواب الفرص إن كُتبت بعناية واحتراف.. فى هذا السياق، يأتى دور منصة «وظّف» (Wuzzuf) كحلقة وصل حيوية بين الكفاءات والفرص، فى أنها تُمكن المستخدمين من تحميل سيرهم الذاتية، والتقديم على وظائف تتناسب مع مهاراتهم، مع دعم تقنى وتحليلى يُعزز فرصهم فى الوصول لصاحب العمل المناسب. 234


الدستور
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
اليوم.. ذكرى وفاة "عاشق الصحافة" الكاتب الصحفى مصطفى أمين
تمر علينا اليوم الذكرى الـ٢٨ لوفاة «عاشق الصحافة» الكاتب الصحفى مصطفى أمين، حيث توفى فى مثل هذا اليوم ١٣ أبريل عام ١٩٩٧، وكانت الصحافة هى العشق الأول له وكذلك شقيقه على أمين. وبدأ العمل بها مبكرًا وذلك عندما قدما معًا مجلة «الحقوق» فى سن ٨ سنوات، التى اختصت بنشر أخبار منزلهم، تلا ذلك إصدارهما مجلة «التلميذ» عام 1928، وقاما فيها بمهاجمة الحكومة وانتقاد سياساتها، فما لبثت أن تم تعطيل إصدارها، أعقبها صدور مجلة «الأقلام»، التى لم تكن أوفر حظًا من سابقتها، حيث تم إغلاقها أيضًا. فى عام 1930 انضم مصطفى للعمل بمجلة «روز اليوسف»، وبعدها بعام تم تعيينه نائبًا لرئيس تحريرها وهو لا يزال طالبًا فى المرحلة الثانوية، وحقق الكثير من التألق فى عالم الصحافة، ثم انتقل للعمل بمجلة «آخر ساعة»، التى أسسها محمد التابعي، وكان مصطفى أمين هو مَن اختار لها هذا الاسم. كان مصطفى أمين صحفيًا بارعًا يعشق مهنته ويتصيد الأخبار ويحملها للمجلة، يتمتع بقدر كبير من الإصرار والمثابرة، ويسعى وراء الخبر أينما كان، وكان أول باب ثابت حرره بعنوان «لا يا شيخ» فى مجلة «روز اليوسف». تزوج مصطفى وأنجب ابنتين هما «رتيبة» التى أسماها على اسم والدته، و«صفية» واسمها على اسم صفية زغلول، التى كان يعتبرها بمثابة الأم الثانية له، حيث نشأ وترعرع هو وشقيقه فى منزلها وفى ظل رعايتها لهما، وقد عملت صفية بالصحافة أسوة بوالدها.