logo
#

أحدث الأخبار مع #«شوبيفاي»

لماذا أصاب جيمي ديمون «كبد الحقيقة» في نقده للاجتماعات؟
لماذا أصاب جيمي ديمون «كبد الحقيقة» في نقده للاجتماعات؟

البيان

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • البيان

لماذا أصاب جيمي ديمون «كبد الحقيقة» في نقده للاجتماعات؟

إيما جاكوبس من قال إن فن كتابة الرسائل قد مات؟ الرسالة السنوية إلى المساهمين من جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة بنك «جيه بي مورغان»، بلغت 57 صفحة إضافة إلى الحواشي السفلية. ووصفت زاوية «لكس» في صحيفة «فايننشال تايمز» رسالة جيمي ديمون بأنها «درس مُتقن في فن مخاطبة أصحاب النفوذ»، مع الإشارة إلى أسلوبه في مخاطبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن المثير للانتباه أن انتقادات ديمون الأشد لم تكن للسياسيين، بل لضعف التواصل المؤسسي والممارسات الإدارية المتهالكة. «تحدث بلغتك الطبيعية — وتخلص من المصطلحات المعقدة»، هكذا كتب ديمون في رسالته المنشورة هذا الشهر، والتي تطرقت أيضاً إلى قضايا الرسوم الجمركية وآفاق الاقتصاد العالمي وسبل تحقيق إنتاجية أعلى بموارد أقل، محذراً من «الهراء الإداري» الذي يعيق التواصل الفعال. وصب ديمون جام غضبه على ثقافة الاجتماعات المفرطة، داعياً صراحة إلى «قتل هذا الأسلوب»، مشدداً على أنه في حالة الضرورة القصوى، فلا بد من الالتزام بمواعيد بداية ونهاية صارمة، وتحديد هدف واضح، مع اقتصار الحضور على المعنيين فقط، مضيفاً: «في كثير من الأحيان نتوهم أننا نتصرف بلطف حين ندعو أشخاصاً لا حاجة لوجودهم في الاجتماع». وتحظى دعوات إعدام الاجتماعات بحرارة بشكل عام في عالم الأعمال، فقد استقطبت شركة «شوبيفاي» للتجارة الإلكترونية قبل عامين اهتماماً إعلامياً واسعاً بعد قرارها الجريء بإلغاء اجتماعات أيام الأربعاء بالكامل، وكذلك الاجتماعات التي تضم أكثر من شخصين. وتعالت الأصوات المطالبة بإنهاء هذه التجمعات بعد الجائحة، حيث تحولت عبارة «كان يمكن لهذا الاجتماع أن يكون مجرد رسالة إلكترونية» إلى صيحة احتجاج بين أوساط موظفي الياقات البيضاء الذين ازدحمت جداولهم بمواعيد اجتماعات افتراضية يحجزها الزملاء عبر تطبيقات مثل زووم. وكشفت دراسة حديثة أجرتها شركة مايكروسوفت بين عامي 2020 و2023 عن تضاعف عدد اجتماعات منصة «تيمز» ثلاث مرات، فيما أبدى المشاركون استياء من افتقار الاجتماعات الافتراضية للكفاءة، حيث أفاد 55% منهم بغموض الخطوات التالية في نهاية الاجتماعات، بينما اشتكى 56% من صعوبة تلخيص ما جرى خلالها. وأدت هذه الظاهرة إلى اضطرار الموظفين لتمديد ساعات عملهم للتركيز على إنجاز مهامهم الأساسية بعد استنزاف أوقاتهم في اجتماعات طويلة ومتكررة. ويعكس التفشي الخبيث والمتزايد لثقافة الاجتماعات أن ديمون ليس وحده من قادة الأعمال الساعين إلى ترشيد هذه الممارسة وتحسين آليات تبادل الأفكار بين الزملاء. فعندما تحدثت إلى شركات تحاول تطبيق أسبوع عمل من أربعة أيام، كانت الاجتماعات عادة أول الأشياء التي يتم إلغاؤها. للأسف، يضم قائمة المجربين أيضاً عمالقة التكنولوجيا الذين يرون، كما هو متوقع، أن علاج فوضى الاجتماعات المتزايدة يكمن في المزيد من التقنيات الذكية. فها هي منصة «أوتر» للنسخ الصوتي تطلق مساعداً ذكياً يتولى الإجابة الصوتية عن الأسئلة خلال الاجتماعات، ويؤدي مهام أخرى مماثلة. أما إريك يوان، مؤسس زووم ورئيسها التنفيذي، فيتوقع مستقبلاً يستطيع فيه الموظف الذهاب إلى الشاطئ مرسلاً نسخة رقمية من نفسه لحضور الاجتماع، بل والتفاعل مع أشباه رقمية أخرى، إذ صرح لموقع «ذا فيرج»: «يمكنني إرسال نسختي الرقمية - ويمكنك إرسال نسختك الرقمية». غير أن التجارب الحالية للذكاء الاصطناعي في توثيق الاجتماعات وتلخيصها تكشف عن ثغرات جوهرية، فرغم توفيرها للوقت، تعجز هذه التقنيات عن التقاط الإيماءات الدقيقة والرسائل الضمنية خلال المحادثات. وقد تتجاوز الأمور ذلك إلى محاذير أكبر. مؤخراً، سمعت عن فريق تسويق اكتشف متأخراً جداً أن التسجيل استمر بعد مغادرة العميل لاجتماع معهم. ولم يكن العميل سعيداً لاحقاً بتلقي نسخة نصية تسرد عيوبه المختلفة التي استمر الفريق في الحديث عنها. ويتبنى ديمون مقاربة معاكسة تماماً، محذراً من أن الحل يكمن في تخلي المشاركين تماماً عن أجهزتهم الإلكترونية أثناء الاجتماعات، وقال: «أشاهد باستمرار أشخاصاً في الاجتماعات يتفقدون إشعاراتهم أو يتبادلون رسائل شخصية أو يتصفحون بريدهم الإلكتروني. هذا السلوك يجب إيقافه، فهو ينم عن قلة احترام ويبدد وقتاً ثميناً». تنبع جذور هذه السلوكيات السلبية جزئياً إلى فترة الجائحة القاتمة، فلم يكن بإمكان الموظفين الحصول على أي متعة سوى عن طريق «إرسال رسائل نصية لبعضهم البعض حول مدى كون الشخص الآخر أحمق»، كما قال ديمون بصراحة في خطاب تسرب للإعلام سابقاً. ويتعلق الأمر أيضاً بالعمال الذين يتعاملون مع كميات هائلة من الرسائل عبر منصات عديدة، من البريد الإلكتروني إلى واتساب. وطرح ديمون يستحق الترحيب، خاصة مع تصاعد النقاشات المقلقة خلال الأسابيع الأخيرة حول تأثير الهواتف الذكية على الأطفال، لا سيما بعد عرض فيلم «مراهقة» على نتفليكس الذي يتناول قصة مراهق في الثالثة عشرة يتعرض لغسيل دماغ بواسطة مجتمعات ذكورية متطرفة عبر الإنترنت. آن الأوان لتوجيه الانتقاد أيضاً للبالغين بخصوص إدمانهم على الأجهزة الرقمية. ولعل مشكلة تشتت الانتباه تتجاوز مجرد الانشغال بتطبيق واتساب، لكن بالمحتوى الممل وأسلوب المشاركين المتكلف في الاجتماعات نفسها. وتؤكد بيث شيرمان، مستشارة الاتصالات المقرر مشاركتها في «معرض الاجتماعات» لاحقاً هذا العام، هذا الرأي بقولها: «حين ينشغل المشاركون في اجتماعك بهواتفهم، فإنهم في أفضل الأحوال ينصتون بنصف تركيزهم فقط؛ لذا، فمن الأفضل أن تنصب جهود القادة على معالجة المرض الأساسي، بدلاً من الاكتفاء بمعالجة الأعراض».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store