logo
#

أحدث الأخبار مع #«طوفانالأقصى

محمد خروب يكتب: الخطة «العربية» لقطاع غزة «لا» ترقى .. لـِ«معايير ترامب»؟
محمد خروب يكتب: الخطة «العربية» لقطاع غزة «لا» ترقى .. لـِ«معايير ترامب»؟

سرايا الإخبارية

time٢٦-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • سرايا الإخبارية

محمد خروب يكتب: الخطة «العربية» لقطاع غزة «لا» ترقى .. لـِ«معايير ترامب»؟

بقلم : وضعت واشنطن يوم امس، حداً لكل ما جرى ترويجه في معظم وسائل الإعلام «العربية» على وجه الخصوص، حول «تراجع» الرئيس ترامب، عن صفقته العقارية المُسماة «تهجير» اهالي قطاع غزة، «المُدمّر وغير الصالح للعيش» على ما زعمَ/ ترامب، بإعلانْ الخارجية الأميركية: ان (الخطة العربية لقطاع غزة «لا ترقى لمعايير إدارة الرئيس دونالد ترامب"). مضيفة: انه يُمكن لـ«حماس» إطلاق سراح الرهائن ونزع سلاحها، والمعاناة في قطاع غزة ستنتهي»، وأنَ ـ أردفتْ ــ «كل ما يحدث في غزة، هو نتيجة أفعال حماس اللا مسؤولة». ما استند اليه الإعلام العربي، هو ما نُسِب الى ترامب من اقوال مفادها: ان «أحداً لن يقوم بطرد اهالي غزة»، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإيرلندي/مايكل مارتن يوم 13 آذار الجاري. ما لفتَ الى «السرعة» التي بنى عليها بعض العرب «تفاؤلهم»... غير المُبرر. خاصة ان ترامب قال اقواله («غير الجادة وغير الصادقة» تلك.. كما يجب التنويه)، تعليقا على سؤال «لم» يكن مُوجّها له، بل للمسؤول الإيرلندي، حول ما إذا كان يُشارك ترامب في «دعوته لتهجير أهالي القطاع الفلسطيني». نحن إذا امام إدارة لم تطفئ للحظة واحدة منذ دخولها البيت الأبيض قبل 100 يوم، الأضواء الخضراء «الساطعة» أمام دولة العدو الصهيوني وحكومتها الفاشية وجيشها النازي، لمواصلة حرب الإبادة والتطهير العرقي والتجويع والتدمير، بل أضاف ترامب جريمة حرب جديدة هي «التهجير»، مُخترعا «فرية» عنصرية اخرى، تقول: ان القطاع الفلسطيني مُدمّر وغير صالح للعيش. وكأنه يتعاطف مع الكارثة التي الحقها به تحالف الشر الصهيو اميركي. في خطوة لا تقل خطورة وعنصرية ودعماً مفتوحاً للكيان الاستعماري الفاشي، كان الرئيس ترامب أصدرَ في 29 كانون الثاني الماضي - اي بعد «9» ايام فقط، على دخوله البيت الأبيض رئيساً للمرة الثانية - كان أصدرَ أمراً تنفيذياً يحمل الرقم/ 14188، لمكافحة ما أسماه «معاداة السامية»، مُتعهدًا بـ"ترحيل الأفراد الذين دعموا حركة حماس علناً، في أعقاب هجوم «طوفان الأقصى «7 أكتوبر/2023. مستهدفاً/الأمر التنفيذي بالأساس «الحِراك الطلابي المناوئ لإسرائيل». ما رأى فيه مراقبون/ اي الأمر التنفيذي، توسّعاً وزيادة عن أمر تنفيذي سابق حول ?ستهداف «مُعاداة السامية»، كان صدرَ عام/2019 خلال ولاية ترامب «الأولى». وإذ يُحدد أمر ترامب الجديد، خطة (فدرالية لـ«قمع» ما وصِفَ بـ«حملة الترهيب والتخريب والعنف»، لدعم حركة حماس بجميع أنحاء أميركا، في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/2023. فإن ما بدأته السلطات الأميركية مؤخرا من حملة قمعية شعواء وبأثر رجعي، لا يمكن إدراجه سوى في خانة دعم ترامب، المفتوح بلا كوابح او ضوابط، لجرائم الحرب التي يقارفها حلف الشر الصهيوــ أميركي، ضد الشعب الفسطيني في الضفة المحتلة والقطاع المنكوب. خاصة ان إجراءات الأمر الأخير، تشمل توجيه وزير العدل «لمقاضاة» التهديدات الإرهابية والحرق العَمد والتخريب والعنف ضد ?اليهود) الأميركيين»، إضافة الى ترحيل «الأجانب المُقيمين الذين شارَكوا في الاحتجاجات المؤيدة» لغزة. أضِف ان ترامب نفسه كان قالَ بحماسة، أثناء توقيع الأمر التنفيذي إياه: «سنجدِكم، وسنُرحّلكُم»، مُتعهداً بـ«إلغاء تأشيرات جميع الطلاب المتعاطفين مع حماس في حرم الجامعات». ليس غريباً والحال هذه ان يسارع العديد من المؤسسات واللوبيات والتجمعات اليهودية (وما أكثرها) في الولايات المتحدة، الى إعلان دعمها لقرارات ترامب، على النحو الذي تجلّى في ترحيب «أيباك» AIPAC/، اقوى منظمات اللوبي اليهودي وأكثرها نفوذاً وتأثيراً، عبر تغريدة على موقع «X» بالإجراء الذي اتخذه ترامب لمكافحة «مُعاداة السامية و(إسرائيل)»، في حرم جامعات?البلاد وشوارعها بعد 7 اكتوبر/2023. ما يذكرنا بحقبة خمسينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و«إندلاع» الحرب الباردة، بظهور ما عُرفَ بـ«المكارثية» التي تعني (توجيه الاتهامات بالتآمر والخيانة «دون الاهتمام بالأدلّة). وينسب هذا الاتجاه/التسمية والتطبيق، إلى عضو مجلس الشيوخ الأميركي/جوزيف مكارثي. الذي كان رئيساً لإحدى اللجان الفرعية بالمجلس، و«اتهَمَ» عدداً من موظفي الحكومة وبخاصة وزارة الخارجية، وقاد إلى «حبس بعضهم» بتهمة أنهم «شيوعيون يعملون لمصلحة الاتحاد السوفياتي». وقد تبيّن لاحقا أن «معظم اتهاماته كانت ?لى غير أساس». ويُستخدَم هذا المصطلح - وفق ويكيبيديا - للتعبير عن «الإرهاب الثقافي المُوجه ضد المثقفين». لكن «مكارثية» ترامب الجديدة/كالتهجير والقمع والترحيل والتنكيل، تستخدمها فقط ضد «الطلبة والأجانب من عرب ومسلمين وفلسطينيين»، بل والجمهور الأميركي نفسه، الرافض والمتظاهر والمتضامن من الشعوب المظلومة، وتلك التي ترتكِب أميركا نفسها وربيبتها الصهيونية، جرائم حرب وإبادة ضدها، وعلى رأسها الشعب الفسطيني المظلوم والمنكوب. kharroub@

حلّ الدولتين.. وإمكانات السلام
حلّ الدولتين.. وإمكانات السلام

العربية

time٠٤-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العربية

حلّ الدولتين.. وإمكانات السلام

حين نحلّل المعنى الكلّي للإقليم والتطوّرات العلمية والتقنية، والتحولات الجغرافية نعلم أننا أمام مشهدٍ صعب، وطريقٍ وعرة. الموضوعات التي تدار حالياً في اللقاءات جلّها يدور حول إطفاء الحرائق وترسيخ السلام، والتفهّم والاستيعاب، والتمرحل ضمن أفكارٍ استراتيجيةٍ مرسومة وهذا من الحكمة. لكنني أتوقّع أن مفهوم الدولة بمعناه العميق هو الذي يجب أن نركّز عليه في ظل الانفجار الإقليمي غير المضبوط. الحيويّة الدبلوماسية أساسية في لجم النزاعات، وما جرى منذ أحداث 7 أكتوبر لم يعد حدثاً محيطاً بنا، وإنما أثار الكثير من التحوّلات بالعالم وآية ذلك أن موضوعات التهجير، أو تخوّف الأقليّات، أو تنامي العنف، وصعود الطائفيّة بات ملحوظاً. على سبيل المثال، تؤكد دول الاعتدال في المنتديات الدولية على ضرورة حلّ الدولتين الذي يكاد يصبح من الماضي. قبل أيام عنوّن مركز المسبار للدراسات والبحوث عنوان كتابه الجديد بـ«طوفان الأقصى وتذويب حل الدولتين» وهو عنوانٌ مهم وراهن وصائب ويجب أن نركّز عليه. إن الفرص تضيع مثل الزمن، فالزمن لا يعود مرتين كما يقول الفلاسفة. وبالعودة إلى كتاب المسبار المهم أعرض بعضاً من نقاطه المهمة. تناول الكتاب التحوّلات التي أفرزتها، هجمات 7 أكتوبر 2023، على حركة «حماس»، وعلى مسار السلام في المنطقة. بل ويستكمل الكتاب دراسة الحِقب التي تحورت فيها حركة «حماس»، منذ انقلاب 2007 وحتى مسارعتها لإطلاق عمليّة 2023، التي أفرزت تداعيات إنسانية وسياسية مهولة، مقابل تفجير للجسور المفضية إلى حلّ الدولتين، وتعزيز أراضي الرافضين له. رفض «حماس» حل الدولتين، ليس جديداً، ولكنّ موقعه من الأحداث هو المتغيّر. وبتقديري أن الكتاب رصد المحطات الأساسية التي تجلّى فيها، سلوك «حماس» كخيارٍ احتكاري، يرفض الدولة التي لا تحكمها حركة «حماس». على سبيل المثال تناول الباحث العراقي في مجال مكافحة الإرهاب عمر ضبيان الثابت والمتحوّل في خطاب «حماس» من جيل التأسيس الذي بقي منه بعد موت يحيى السنوار، خالد مشعل وخليل الحية، وألمح إلى أنّ التغيرات الداخلية (2010-2023) كانت صراعاً بين التيارات التي انتهت بتعزيز قبضة ما أسماه بالقيادة العسكرية المتشددة. لعب السنوار دوراً بارزاً بعد خروجه من السجن ضمن صفقة «وفاء الأحرار» في 2011، حيث أصبح القائد الفعلي للجناح العسكري وطور استراتيجيته المسلحة. بلغ هذا الدور ذروته في هجوم السابع من أكتوبر 2023، الحدث الذي وظفته إيران في تعزيز مشروعها الإقليمي، ضد مسار التنمية والسلام التكاملي. يشير الباحث إلى أنّ الدعم الإيراني والتدريب مع «حزب الله» ساهما في تطوير قدرات وتكتيكات «حماس» البرية والجوية والبحرية. ويشير إلى استخدام «حماس» الآلة الإعلامية ذاتها، لتجيير الدعم الدولي لفلسطين، ليصوّر على أنّه دعم لـ«حماس». الخلاصة، أن المزايدات على دول الاعتدال ليست مجدية، فحلّ الدولتين أساسيّ ومنطقي على المستويين الإنساني والسياسي، والفرصة الآن سانحة ويجب ألا تفوّت، فالمعنى الحقيقي لأيّ سلامٍ يرتبط بميثاق، وأسّ المواثيق هو الموافقة على حلّ يضمن تأسيس الدولة بمفهومها الشامل، ولكن الخوف كل الخوف أن تضيع هذه الفرص وتصدر أفكار دولية أخرى تجعل البعض يعضّون أصابع الندم.

«طوفان الأقصى الثالث» وحتميّة الانهيار الكامل للكيان الصهيوني
«طوفان الأقصى الثالث» وحتميّة الانهيار الكامل للكيان الصهيوني

البناء

time١٣-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البناء

«طوفان الأقصى الثالث» وحتميّة الانهيار الكامل للكيان الصهيوني

بمناسبة الذكرى الـ (46) لقيام الثورة الإيرانية في فبراير 1979م، والسقوط المدوّي لنظام الشاه العميل الأميركي والغرب والداعم للكيان الصهيوني، وصعود حكم الجمهورية الإيرانية الإسلامية، الداعمة منذ اليوم الأول للقضية الفلسطينية، حيث بدأت هذه الثورة بطرد البعثة الدبلوماسية للكيان الصهيوني، وقطع العلاقات، وإلغاء الاعتراف به، وإحلال الدولة الفلسطينية مكان بعثة الكيان، وتسليم المقرّ كاملاً لممثلي فلسطين. ولذلك فإن هذه الثورة الإيرانية، بمثابة الإعصار في الإقليم والعالم، وحاول الغرب الاستعماري، إجهاض هذه الثورة، وعلى مدار الـ (46) عاماً، خاضت فيها جمهورية إيران الإسلامية، العديد من المعارك والأزمات، والحروب، تفوق قدراتها، ولكنها تحمّلت وانتصرت، واستمرت، وأحرزت تقدّماً ومشروعاً للنهضة، جعلها رقماً صعباً إقليمياً وعالمياً. ولذلك، فإن التسمية الحقيقية لما حدث في إيران 1979م، هي «طوفان الأقصى الأول»، في إطار التحليل السابق والحاضر والمستقبل. وذلك على اعتبار أنّ الثورة الإيرانية أحدثت زلزالاً كبيراً في مسار الصراع العربي ـ الإسرائيلي. الأمر الذي يدعوني بتسمية هذه الثورة بالطوفان الأول، لارتباطها بالحسم ضدّ الكيان الصهيوني والغرب الاستعماري وأميركا التي سمّاها الإمام الخميني بـ «الشيطان الأعظم»، ومع القضية الفلسطينية قولاً وفعلاً، حتى أنّ الإمام الخميني، أطلق تحرير بيت المقدس هو المعنى والهدف، وسمّى يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، بـ «يوم القدس العالمي»، ولا يزال الاحتفال بهذا اليوم يتمّ كلّ عام منذ ذلك الوقت، وحتى الآن، دون انقطاع. فالتسمية ليست مبالغة على الإطلاق، بل هي التي تستحق اسم «طوفان الأقصى الأول»، أما «طوفان الأقصى الثاني»، فهو الذي اندلع في السابع من أكتوبر 2023م، والذي أحدث زلزالاً في مسيرة الصراع العربي الصهيوني، وهو بمثابة حصاد محور المقاومة، وبداية لطوفان جديد مقبل، بإذن الله. فطوفان الأقصى الثاني، في أكتوبر 2023م، وبعد مرور 16 شهراً، حتى الآن، شهد انتصارات، وبعض الانتكاسات وهي عوارض في طريق النصر. وكانت النتيجة النهائية هي النصر الساحق للمقاومة على العدو الصهيونيّ الأداة والفرع، وعلى العدو الأميركي وهو الأصل والمحرّك. فالنصر لا يُقاس بحجم الدمار والشهداء والمصابين، لأن ذلك هو ثمن الاستبسال من أجل التحرير والاستقلال، والذي له كلفة عالية في تاريخ الشعوب الساعية لذلك. فعلى الرغم من الخسائر البشريّة في غزة فقط وصلت إلى (50/ ألف شهيد، (125) ألف مصاب)، علاوة على التشريد والتجويع والحصار، إلا أن ذلك لم يفضِ إلى الاستسلام للعدو الصهيوني، بل شهدنا وشهد العالم صموداً أسطورياً غير مسبوق في التاريخ، حجماً وزمناً على نحو ما رأينا. والآن، أجبر العدو الصهيوني على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار. وأجبر العدو على تبادل الأسرى. وللأسبوع الخامس، شاهدنا كيف تقوم المقاومة بقيادة حماس، باستعراض قوّتها في تسليم الأسرى الصهاينة، واحداً تلو الآخر، ومن أماكن مختلفة، استحال على العدو الصهيوني اكتشافها، طوال (15) شهراً! علاوة على أن مشهد تسليم الأسرى يصاحبه حرب الصورة، حيث نجد الأسرى في كامل ثيابهم وصحتهم، وتعاطفهم مع المقاومة الفلسطينية بإرادتهم الحرة. وأقوى المشاهد في الإفراج الخامس حيث أعلنت المقاومة.. أنها اليوم التالي في غزة، بمعنى أنّ المقاومة هي التي تحكم غزة، ولا بديل. وهذه رسالة قويّة لمن يريد أن يسيطر على غزة من سلطة عميلة، أو الكيان الصهيوني، أو إدارة عربية مشتركة، فكل هذا ذهب ويذهب مع أدراج الرياح! وبالرجوع إلى تصريح بلينكن (أسوأ وزير خارجية أميركي)، في آخر أيامه، حيث قال: «لا يمكن هزيمة حماس بالقوة العسكرية»، فهذا تصريح الهزيمة بلا شك، للكيان الصهيوني وأميركا التي زوّدت عصابة الكيان بقيادة النتن/ياهو، بأحدث الأسلحة وأقواها، وبآلاف الأطنان (500 طائرة عسكرية مليئة بالأسلحة، 300 بارجة وناقلة أسلحة بحريّة) علاوة على دعم الكيان الصهيوني بما قيمته (50) مليار دولار! وفي الوقت نفسه فهو إعلان نصر للمقاومة الفلسطينية (حماس والجهاد وأخواتهما). فالأعداء المباشرون، وغير المباشرين، يشهدون بأنفسهم، بنصر المقاومة الفلسطينية، ونصر حزب الله، ونصر المقاومة اليمنية والعراقية، بينما الطابور الخامس في داخل هذه البلدان، بل وفي السلطة الفلسطينية العميلة للكيان الصهيوني ولأميركا، يعلنون صراحة أنّ الهزيمة كانت من نصيب المقاومة، وأنّ الخسائر لا تتوازى من تدمير وقتل ودمار، مع ما يسمّى بـ «طوفان الأقصى»! ويتناسى هؤلاء، أنّ معايير النصر والهزيمة مختلفة! ولا يدركون معنى النضال والتحرّر والاستقلال، ولا يعرفون، وربما يتجاهلون من أجل خدمة أجندتهم الاستعمارية، وأجندة المموّلين الصهاينة! أن التضحية بكلّ ما هو غالٍ ورخيص، من أجل الحرية.. هي الأساس. فهم لا يدركون، إلا الاستعباد والخنوع والاستسلام والانبطاح، أمام كل ما هو صهيوني واستعماري غربي. إذن نحن أمام نصر مهيب، في طوفان الأقصى الأول، بانتصار ساحق للثورة الإيرانيّة في 1979م، وأيضاً في طوفان الأقصى الثاني، في أكتوبر 2023م، حيث الآن وصلت الأمور بعد تبادل الأسرى، إلى بدء الانسحاب من محور نتساريم في غزة، الذي كان يعوق تحرّك الفلسطينيين إلى الشمال وفي كلّ غزة، ووقف شامل للعدوان الصهيوني على غزة، والانسحاب الكامل من كلّ غزة! فماذا بقي إذن للحديث عن نصر المقاومة وهزيمة الكيان الصهيوني وراعيته أميركا؟ المؤكد لا شيء. ولذلك جاءت تصريحات ترامب، برغبته في الاستيلاء على غزة، وطرد أهلها جبراً إلى مصر والأردن، بل والسعودية، لضمّ غزة إلى الكيان وتوسعته، وتعويض الفلسطينيين بموطن جديد، تحت السيطرة الأميركية! ويتناسى هؤلاء أن الفلسطينيين قادرون على التضحية حتى الاستشهاد، تمسكاً بأرضهم، فماذا إذن هم فاعلون هؤلاء الاستعماريون الصهاينة؟! فهي دعوات «ترامبية»، للتغطية والتمويه على الهزيمة الصهيونية/ الأميركية، وغض النظر عن مشاهد الاستسلام في عملية تسليم الأسرى واستعراض القوة الذي تفرضه حماس والمقاومة خلالها، وإشغال كل الأطراف بما يستهلكون وقتهم وطاقتهم وجهودهم، في الخيارات العدمية. فما لم يستسلموا إليه تحت النار، حيث لم يخرج الفلسطينيّون الشجعان في غزة منها، ورفضوا الترحيل بكل السبل (النار والإغراءات)، هل من المتصوّر أن يقبلوا ذلك، بعد وقف النار واستسلام العدو الصهيوني؟! فهذا مستحيل تماماً. ولا أنسى مقولة أحد قيادات المقاومة في حماس وفي الجهاد، «أطمئن يا د. جمال.. حتى لو فتحت كل المعابر، فلن يرحل فلسطيني واحد منها أبداً». إنّ هذه الكلمات تدوّي في أذني، كلما سمعت عن الهرتلات الحادثة على لسان ترامب، الكاوبوي الجديد الذي يحكم أميركا، ويتصوّر أنه يحكم العالم! وفي ضوء كل المعطيات السابقة، بنصر المقاومة وهزيمة الكيان وأميركا، في طوفان الأقصى الثاني، فإنّ المنتظر هو طوفان أقصى ثالث قريباً، تستعدّ له المقاومة الشاملة، والتي تصرّ وتستهدف إزالة الكيان الصهيونيّ من المنطقة وتحرير أرض فلسطين كاملة من النهر إلى البحر، وإلى غير عودة. فالكيان في مرحلة الانهيار من الداخل، ويسهل الانقضاض عليه. وليس في تبنّي هاشتغات عودة الصهاينة إلى أميركا وبلادهم الأصلية، بدلاً من طرد فلسطينيي غزة والضفة وترحيلهم، والتي ظهرت بوضوح وتأييد عارم، ليست إلا مؤشراً على انهيار الكيان الصهيوني، ثم الانهيار الأميركي، وتفكك أميركا من الداخل كما حدث في الاتحاد السوفياتي عام 1991م. اللهم عما قريب طوفان أقصى ثالث بعد انتهاء وقف النار المؤقت…

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store