أحدث الأخبار مع #«طوفانالأقصى»،


الجمهورية
منذ 13 ساعات
- سياسة
- الجمهورية
انكشاف 6 حقائق شرق أوسطية
عاد ترامب من جولته الخليجية بشعور عارم من الرضى. فليست هناك أي بقعة أخرى في العالم يمكن أن تستقبله بهذا المقدار من السخاء الاستثماري. لكن هذا الرضى جاء أيضاً نتيجة اقتناع واشنطن بأنّ حلفاءها الخليجيين يشكّلون لها دعامة استراتيجية تفوق بأهميتها إسرائيل. في لحظة معينة، في عهد بايدن، شعر السعوديون بأنّ الرعاية الأميركية للخليج العربي تراجعت، وأنّ واشنطن ليست مهتمة إلاّ بالصفقة مع إيران، فسارعوا بأنفسهم إلى طهران، وأبرموا معها اتفاقاً يصون مصالحهم، برعاية الصين، لإفهام واشنطن أنّها أخطأت بإهمالهم. وبالفعل، هذا الأمر استفز الأميركيين بقوة، فسارعوا إلى تدارك الخطأ. بين 2021 و2023، غرقت إدارة بايدن في رمال الحرب في أوكرانيا. فاستفاد الإيرانيون من الانشغال الأميركي ليرفعوا سقف شروطهم في أي اتفاق جديد، سواء على الملف النووي أو النفوذ الإقليمي. وكذلك، نجح الصينيون في إحداث خروقات ينفذون منها إلى الشرق الأوسط. تداركت إدارة بايدن هذا الوضع، وعمدت إلى فتح أقنية اتصال مع حليفيها الأساسيين في الشرق الأوسط، إسرائيل والمملكة العربية السعودية، في محاولة لإنتاج تسويات كبرى تثبت نفوذها وتحفظ مصالحها الإقليمية. وكان الشرط السعودي واضحاً: أي تسوية سلمية مع إسرائيل يجب أن تقوم على أساس مبادرة بيروت العربية للسلام، العام 2002، أي مبدأ «الأرض مقابل السلام» و«حل الدولتين». وقد عبّر عدد من المسؤولين السعوديين صراحة عن هذا الالتزام. تولت الولايات المتحدة تسويق الفكرة لدى الإسرائيليين، فأبدوا استعدادهم- ولو مبدئياً أو شكلاً- بقبول المبادرة، لكنهم اشترطوا «تحديثها» لتلائم المتغيّرات التي طرأت بعد أكثر من عقدين على إعلانها. ولهذه الغاية، تمّ إطلاق ورشة عمل في الجامعة العربية بهدف البحث في مستلزمات لطرح المبادرة العربية للسلام على طاولة المفاوضات مع إسرائيل، كخيار عربي مشترك. في هذه اللحظة السياسية تحديداً وقع ما لم يكن في الحسبان: عملية «طوفان الأقصى» التي أشعلت الحرب في غزة وفي لبنان، وجمّدت كل المبادرات السياسية. وهذا ما دفع عدد من المحللين إلى استنتاج أنّ «حماس» أرادت بعمليتها ضرب المسار السياسي السلمي الذي كان قيد الإعداد، وربما كانت حظوظه تتقدم. وهذا الاستنتاج أوردتُه أيضاً في مقالي في «الجمهورية»، بعد 3 أيام من عملية «الطوفان»، وقد جاء فيه أنّ العملية هي ترجمة لرغبة إيران في تحقيق أهداف عدة: منع تزويد السعودية قدرات نووية كانت تطلبها من الأميركيين، ومنعها من التطبيع مع إسرائيل، وإحباط أي تفاهم حول الملف الفلسطيني. وفي المقابل، فرض حضور طهران في أي صفقة إقليمية. وقبل يومين، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية مضمون وثائق أشارت إلى أنّه تمّ العثور عليها في أحد أنفاق غزة، وقالت إنّها اطلعت عليها، وفيها تتكشف خلفيات عملية «الطوفان». وقد أظهرت الوثائق أنّ «حماس» نفّذتها بهدف وقف مفاوضات التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وأنّ يحيى السنوار أعدّ للعملية قبل نحو عامين، لكنه قرّر تنفيذها في تلك اللحظة، ليمنع التسوية التي كانت تتقدّم في الملف الفلسطيني. وقالت الصحيفة إنّ المسؤولين الكبار في إيران و«حزب الله» ناقشوا مع «حماس» خيارات تنفيذ الهجوم على هدف إسرائيلي، منذ صيف عام 2021، وإنّ طهران زودت الحركة الأسلحة والمال وأشرفت على تدريبها القتالي في الأسابيع التي سبقت 7 تشرين الأول 2023، إنما أبلغتها أنّها و«الحزب» لا يريدان التورط في حرب مباشرة وشاملة مع إسرائيل. وتمهيداً لعملية «طوفان الأقصى»، أعدّت قيادة «حماس» العسكرية، في آب 2022، إحاطة وصفت بـ«السرّية»، قالت فيها: «لقد أصبح من واجب الحركة أن تعيد تموضعها للحفاظ على بقاء القضية الفلسطينية في مواجهة موجة التطبيع الواسعة التي تعمّ الدول العربية»، وهذا يقتضي تنسيقاً أعلى مع «حزب الله» وفصائل فلسطينية أخرى. إذاً، اليوم بدأت تتكشف حقائق مهمّة جداً، من شأنها الإضاءة على خلفيات الملفات الساخنة، وأبرز هذه الحقائق: 1- أنّ مسار السلام كان يتحرّك عشية انفجار الحرب في غزة ثم في لبنان، بمشاركة سعودية، على قاعدة الأرض مقابل السلام وحل الدولتين. ولكن ليس واضحاً إذا كان الإسرائيليون مستعدين للانخراط فيه جدّياً. 2- أنّ «حماس» نفّذت عملية «الطوفان»، تحديداً من أجل إحباط هذا المسار. 3- أنّ إيران كانت تدعم تعطيل مسار السلام لمنع السعودية من الحصول على قدرات نووية والوصول إلى السلام والتطبيع، لكنها و«حزب الله» كانا يحاذران الانزلاق إلى حرب مع إسرائيل. 4- أنّ بايدن وترامب على حدّ سواء لم يستطيعا إلّا الاعتراف بالدور الحاسم للمملكة في أي صفقة إقليمية. ولذلك، ترك لها ترامب حرّية اختيار اللحظة المناسبة للدخول في مفاوضات سلام، وبناءً على ما تقتضيه مصالحها. 5- أنّ «حزب الله»، بدعم من إيران، كان يلتزم حرب مساندة محدودة، ولا يرغب في تحويلها انفجاراً واسعاً، لكن الأمور تفلتت من يديه. 6- أنّ إسرائيل، على الأرجح، حرّكت وتحرّك كثيراً من الأصابع الخفية والأوراق المستورة في ما جرى وما سيجري على بقعة الشرق الأوسط، لتبقى لها المبادرة وتتمكن من تنفيذ مخططاتها.


المنار
منذ 7 أيام
- سياسة
- المنار
الصحافة اليوم: 14-5-2025
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 14-5-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية. الاخبار: ترامب يريد «ثمار» الإبادة: هندسة جديدة… من بوابة الخليج سلسلة إشارات حملتها «مبادرات» الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل بدء زيارته إلى الرياض وخلالها، قد تفيد بتغيير نسبي في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، والذي أصبح للمرة الأولى، بحسب افتراض الولايات المتحدة، منطقة نفوذ خاصة لا منازع فيها، بعدما سقط من كانوا يقولون «لا لأميركا» أو تلقّوا ضربات قاسية. والواقع أنه منذ حرب الخليج 1991، تأخذ سيطرة واشنطن على هذه المنطقة منحى تصاعدياً؛ إذ إن تلك الحرب شكّلت بداية محاولة تطويع الأنظمة المعارضة للأميركيين، حتى وإن كان التطويع نسبياً ومع استعداد في كثير من الأحيان للمساومة، فمَن لم يقبل جرى إسقاطه، وصولاً إلى الحرب المتعدّدة الجبهات التي أعقبت عملية «طوفان الأقصى»، وتبيّن أنها أميركية بأيدٍ إسرائيلية، وتعتقد واشنطن بأنها أضعفت خلالها المقاومة، وأن بإمكانها من بعدها فرض نظام إقليمي تكون هي مرجعيته الوحيدة. فمنذ تلك العملية التي اتخذتها الولايات المتحدة ذريعة لإحكام سيطرتها على المنطقة، وقّعت الكثير من التغييرات الهائلة، والتي لم يكن لأحد أن يتوقّع أنها تحصل في هذه المدة القصيرة، بمن في ذلك الأميركيون أنفسهم. ومن بين أكثر هذه التغييرات تأثيراً، كان سقوط النظام السوري السابق، الذي وإن لم يفعل الكثير لعرقلة المشاريع الأميركية في المنطقة، إلا أن مجرّد وجوده على عقدة الطريق بين إيران وحلفائها في المقاومة، اعتُبر بالنسبة إلى الأميركيين عقبة تجب إزالتها، وإلا لما استطاع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ولا إسرائيل، القيام بهذه المهمة، ولما انزاحت روسيا عن الطريق، ولا كانت إيران ستخرج بعدما استنتجت أن الأمر انتهى. مجرّد نظرة إلى نوع القضايا التي يجري التعامل معها بعد «الزلزال»، يظهر كم كان هذا الأخير كبيراً؛ فمن توقّع مثلاً أن يجري طرق باب التسوية لمشكلة كالمشكلة الكردية المستعصية منذ اتفاقية «سايكس بيكو»؟ هل كان لأحد أن ينتظر أن يلقي «حزب العمال الكردستاني» السلاح أو أن تهادن تركيا «قوات سوريا الديمقراطية» التي تعتبرها مشروعاً انفصالياً آخر على الحدود؟ ولا تمثّل «المبادرات» التي أطلقها ترامب، وما زال بعضها في طور إعلان النوايا لا أكثر، مغادرة للسياسة الأميركية الثابتة منذ عقود طويلة، والتي تقوم بتقديم المصلحة الإسرائيلية على سواها، وإنما تشير إلى افتراقٍ ما عن رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، في ملفات وديناميات من مثل الاتفاق على التهدئة مع اليمن، والتفاوض مع حركة «حماس» والذي أنتج الإفراج عن الجندي الأميركي – الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر، وإعلان نية واشنطن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، والتفاوض مع إيران على اتفاق نووي جديد. والخلاف مع نتنياهو، الذي بدا شخصياً بعد شكوى أميركية من أن الأخير سعى للتلاعب بإدارة ترامب، لجرّه إلى تحقيق أهداف اليمين الإسرائيلي، هو في الحقيقة ناجم عن انحراف رئيس وزراء العدو عن السكة الأميركية في اتجاهٍ يضرّ بمصالح الولايات المتحدة. ونتيجة لعناد الأخير، لم يعد يظهر أن التطبيع الذي كان يُفترض أن يعلنه ترامب خلال زيارته إلى السعودية، يمثّل أولوية بالنسبة إلى الزائر الأميركي، علماً أن هذا السيناريو بات غير ممكن، على كلّ حال، في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة والتهديد بعملية عسكرية أوسع لإعادة احتلال القطاع. المغزى الحقيقي لجولة ترامب، يكمن في ما سيخرج منها من صفقات تريليونية بدلاً من ما تقدّم، سيلتقي ترامب الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، في الرياض كما قادة دول «مجلس التعاون الخليجي»، حيث سيستمع إلى مطالبة خليجية بدعم حكومة لبنان، بالإضافة إلى معالجة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. أيضاً، وبخلاف ما كان الأمر عليه خلال زيارة ترامب السابقة إلى الرياض قبل 8 سنوات، حين كان بعض قادة الخليج يحرّضونه على ضرب إيران، يعتمد هؤلاء اليوم سياسة تهدئة مع الأخيرة خشية أن يؤدي صراع واسع معها إلى الإضرار بأنظمتهم وبلدانهم. ومن ناحيتها، لا تخفي إسرائيل انزعاجها الكبير من «مبادرات» ترامب، والتي تجري بعيداً عنها، ولعل الأكثر إحراجاً لها كان التفاوض مع «حماس» حول قضية ألكسندر، الذي أظهر أن نتنياهو «خارج التغطية» تماماً، وهو يعلن أن «الفضل في إخراج الأسير يعود إلى الضغط الذي يضعه جيشه على حماس في القطاع»، بينما تولّى ألكسندر نفسه التحديد إلى من يعود الفضل في ذلك، حين رفض لقاء رئيس حكومة العدو. لكنّ المغزى الحقيقي لجولة ترامب، يكمن في ما سيخرج عنها من صفقات تريليونية، وهذه هي الدلالة الحقيقية لاقتصار جولته على السعودية وقطر والإمارات، والتي قد يعود منها بمبلغ 3 تريليونات دولار تمثّل أكثر من عشرة في المئة من الناتج القومي الأميركي كله. وكانت السعودية قد وعدت باستثمار 600 مليار دولار مع احتمال رفعها إلى تريليون، في الأصول الأميركية، ثم بزّتها الإمارات بالحديث عن 1.4 تريليون دولار، في حين أن قطر تفعل من دون الإعلان، ويبدو أنها تضع كل بيضها في السلة الأميركية الواحدة، إذا ما أخذنا في الاعتبار «الدلال» الذي يعاملها به ترامب، رغم الهجوم الإسرائيلي الشرس عليها، والذي تجدّد في الآونة الأخيرة. وتكفي الاتهامات الإسرائيلية للإدارة، وتحديداً لستيف ويتكوف، بمحاباة الدوحة، للدلالة على ما يمكن أن تدفعه قطر «عربون ودّ» إلى الضيف. وهذا المال الخليجي كله، مجاني وغير مشروط، بعكس الأموال التي أراد ترامب تحصيلها من شركاء تجاريين مشاكسين مثل الصين وأوروبا وكندا والمكسيك، حيث واجه إجراءات مضادة دفعته إلى التراجع عن فرض رسوم تجارية مرتفعة على هؤلاء الشركاء. ويتضح أن هذه المنطقة تظل مهمة جداً للولايات المتحدة، التي تتّجه على ما يبدو إلى تعزيز دور الدول الخليجية الثرية على حساب إسرائيل، بعدما أدّت الأخيرة دورها في الحرب الأميركية التي أوصلت الأمور إلى ما آلت إليه الآن. وسبق أن حذّر الكثير من المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين، ومن كتّاب المقالات الكبار، من أن المغالاة في تأييد وحشية إسرائيل، كما ظهرت في قطاع غزة، لها ثمنها على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط عموماً، والخليج خصوصاً، وتمثّل إحراجاً كبيراً للدول التي يُطلب منها تمويل «الحلول» لأزمات المنطقة والدفع لأميركا في الوقت نفسه. وبالتالي، إذا كانت مصلحة إسرائيل تبقى هي الموجّه الأساسي للسياسة الأميركية في المنطقة، فلا داعي لتحقيقها بالوقاحة نفسها التي يريدها نتنياهو، والتي تمدّدت لتمثّل إهانة لأميركا ورئيسها. ماذا ينتظر لبنان بعد رفع العقوبات عن سوريا؟ من «صندوقة» الانتخابات البلدية والاختيارية التي يختلط فيها الحابل العائلي والإنمائي بالسياسي والحزبي، إلى جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة بدءاً من الرياض، ثم القمة العربية في بغداد، تتجه الأنظار إلى حصة لبنان من كل هذه التطورات وانعكاسها عليه. وفي هذا الإطار برز إعلان ترامب رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، وهو ما ستكون له تأثيراته على لبنان، إذ سبق للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أن أشار إلى أن عودة النازحين مرتبطة برفع العقوبات، ناهيك عن تأثير هذه العقوبات على مشروع إيصال الغاز المصري والكهرباء وتعطيلها التجارة مع سوريا وتجميد عمل شركات استثمار لبنانية في قطاع العقارات. كما أن تحويل الأموال الذي كان يتم عبر مصارف لبنان بسبب العقوبات سيعود من خلال سوريا، وقد لا تبقى الخدمات المدنية وخدمات التجارة الحرة مع سوريا متصلة حكماً بمطار بيروت ومرفئها. وأعلن ترامب أيضاً «أننا مستعدّون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه». وأشار في كلمة له في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في الرياض إلى أن «حزب الله جلب البؤس إلى لبنان ونهب الدولة»، و«كان بوسعنا تفادي البؤس في لبنان، وكان بإمكان إيران التركيز على التنمية بدلاً من تدمير المنطقة»، معلناً استعداده لـ«وضع حدّ للنزاعات السّابقة وللخلافات العميقة مع إيران، وإن رفضت التوصل إلى اتفاق فلن يكون أمامنا خيار سوى أن نمارس أقصى الضغوط». كلام ترامب جاء بعدما أشار المتحدّث باسم الخارجية الأميركية سام وربيرغ، من الرياض، إلى أنّ «لبنان يشهد تغييرات جذريّة مع الرئيس والحكومة الجديديْن، والولايات المتّحدة باتت قادرة على التواصل مع المسؤولين يومياً وبشكلٍ متواصل والاستماع إلى احتياجاتهم وتطوراتهم وشكواهم». البتّ في لائحة التشكيلات الدبلوماسية خلال أيام وأضاف: «نبحث عن أفضل إمكانية لدعم الجيش اللبنانيّ الذي يجب أن يبسط سيطرته على كلّ شبر من لبنان ونبحث مع الحكومة في أنواع الدعم الاقتصاديّ الذي تحتاج إليه». مع هذا الكلام لم يعد ممكناً التعاطي مع الموقف الأميركي من لبنان إلا من ضمن سياسة أميركية شاملة لكل المنطقة، لا يظهر أن لبنان أولوية فيها، إذ تقول مصادر بارزة إن «الاهتمام كله يتركّز الآن على سوريا وما سيحصل فيها، خصوصاً بعدَ إعلان ترامب رفع العقوبات عنها. وهو ما سيعتبره كثيرون فرصة للعودة إليها والاستثمار فيها، ما يعني تراجع الاهتمام بلبنان الذي لن يكون الحل فيه سوى تكملة للتسوية المفترضة في المنطقة». وفي ما يتعلق بالقمة العربية في بغداد، وبعد اللغط الذي طاول حضور رئيس الجمهورية جوزيف عون، فقد علمت «الأخبار» أن الأخير قرّر السفر إلى العراق في زيارة رسمية، قبل نهاية الشهر الجاري. ولذلك اختار عدم المشاركة في القمة، على أن يترأس رئيس الحكومة نواف سلام وفد لبنان إليها. وستكون مشاركة سلام بمثابة العمل الأول له في السياسة الخارجية، وهي خطوة من المُفترض أن يستغلّها رئيس الحكومة لإثبات حضوره في المنتديات الخارجية، خصوصاً أنه لمس من العواصم الخارجية أن واشنطن والرياض تتركان أمر السياسة والأمن لرئيس الجمهورية. وفي الداخل، يعود النشاط الرسمي بدءاً من الغد، إذ يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية، فيما تشير مصادر وزارية إلى أن ملف التشكيلات الدبلوماسية سيكون على جدول أعمال مجلس الوزراء بعد إنجاز لائحة التشكيلات التي يُفترض البت فيها خلال أيام. وبحسب معلومات «الأخبار» تمّ التوافق على استقالة 6 سفراء من خارج الملاك، ويُفترض أن يكون هناك حلّ لمشكلة السفراء الذين تقرّر إعادتهم من الخارج. ويبدو أن المشاورات بين الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية يوسف رجّي حسمت كل النقاط، بما يمنع حصول خلافات حول توزيع السفارات وحتى على مستوى الأسماء المُفترض تعيينها من خارج الملاك. وفي السياق، أنجز الوزير فادي مكي غربلة كبيرة لأسماء 360 مرشّحاً لإدارة مجلس الإنماء والإعمار. ولم يبقَ في القائمة إلا عشرة مرشحين، بينما تمّ الاعتذار من عدد كبير لا يحملون الشهادات أو الخبرات الخاصة بعمل هذه الهيئة، ولا سيما أن القانون يتيح لكل حامل إجازة التقدّم إلى هذه الوظيفة. ويُفترض أن تتم غربلة الأسماء المتبقّية قبل حمل أسماء المرشحين إلى مجلس الوزراء. بعلبك – الهرمل: الاقتراع تحت سقف المقاومة تخوض محافظة بعلبك ــ الهرمل الانتخابات البلدية في أسبوعها الثالث متخفّفة من 16 بلدية انتهت بالتزكية. صحيح أن الرقم لا يشكّل كتلة وازنة في المحافظة التي تعدّ 84 بلدية، لكن بالمقارنة مع آخر انتخابات جرت عام 2016، فهو يساوي ضعف ما تمّ إنجازه سابقاً، خصوصاً مع توقّع وصول هذا الرقم في هذا الأسبوع إلى ما «بين 25 و30 بلدية»، بحسب مسؤول العمل البلدي في حزب الله في البقاع الشيخ مهدي مصطفى. وهذا دليل عافية، إذ بحسب الأخير، تؤشر هذه النسب وارتفاعها إلى «رضى الناس عن الخيارات». ما دون هذه التزكيات، تتّجه المحافظة، التي تمثّل «الحضن» لثنائي حزب الله وحركة أمل، نحو انتخابات عائلية بالمجمل، وببعض المعارك المطعّمة بالسياسة في عددٍ من البلدات والمدن. غير أن لا مفاجآت منتظرة في ظل الوهن الشديد لمعارضي الثنائي، إن وُجدوا، ما يجعل مجمل عملية الاقتراع تحت سقف المقاومة لا تحالفات طارئة في محافظة بعلبك – الهرمل، ولا خروج عن العرف القائم منذ عام 2010 بالتحالف الأساسي بين ثنائي حزب الله وحركة أمل. أما ما يأتي غير ذلك فيكون إما من باب الشراكة والقبول أو على «القطعة»، كما في المناطق المختلطة. وإذا كان هذا التحالف «أساسياً وبديهياً» بحسب مسؤول العمل البلدي في حزب الله في منطقة البقاع الشيخ مهدي مصطفى، فلا شيء يمنع أن تنضم إليه أطراف أخرى للاعتبارات التي تحكم كل قرية أو بلدة على حدة، ولا يوجد فيتو على أحد باستثناء «القوات اللبنانية»، فهذا «تحالف ما بيركب». تتّجه المحافظة التي تمثّل «الحضن» لثنائي حزب الله وحركة أمل نحو انتخابات عائلية بالمجمل لذلك، لم تكن التحالفات التي قام بها الثنائي «سلّة واحدة» في كل المناطق، بل صاغها بكثير من التأنّي محتسباً خطواته خطوة خطوة، لأن أيّ زلّة ستظهر نتائجها في «الصندوقة». وبحسب المعنيين من الطرفين، تم العمل على الملف البلدي في محافظة بعلبك – الهرمل بلدةً بلدة، مع الالتزام بإستراتيجية واضحة، تتدرّج من إرساء التزكية بالدرجة الأولى انطلاقاً من الحرص على استقرار الساحة الشيعية، والذهاب نحو خيار التوافق حيث تتضاءل فرص الوصول إلى التزكية. مع ذلك، لم يسع الطرفان إلى فرض الوفاق بالقوة، فحيث كان يتعذّر الخياران السابقان، كان الباب يُترك مفتوحاً للخيار العائلي. ووقوف الثنائي على الحياد، وهما مكوّنان أساسيّان في المنطقة هناك، ليس ضعفاً أو عجزاً عن الوصول إلى اتّفاق، انطلاقاً من كون هذه المحافظة بالذات تعدّ معقلاً وخزاناً شعبياً لهما، وإنما تأتي سنداً لاعتبارين أساسيين، أولهما أن هذه الانتخابات هي انتخابات محلية عائلية أكثر مما هي معركة سياسية، وثانيهما هي ميزة المنطقة التي تعدّ من الأكثر تماسكاً عشائرياً، ولذلك كان القرار مع انتفاء التوافق، إعطاء حيّز أوسع للعائلات – العشائر كي تصوغ تحالفاتها الخاصة. ولم ينعكس هذا الخيار قلقاً في القرى البعلبكية على وجه الخصوص، فثمة أريحية في التحرك لاعتبارٍ أساسي، وهو أن المعركة تجري تحت سقف المقاومة، وهي «على الإنماء وليست على خيار المقاومة»، يتابع مصطفى. ومن همّ ضدّ «الثنائي» وحلفائه في الانتخابات البلدية، يأتون من «الخندق نفسه». غير أن ذلك لا ينفي أن ثمة معارك في بعض البلدات والمدن في المحافظة، خصوصاً تلك المطعّمة طائفياً، أو من خارج الثقل الشيعي، ولعلّ أهم المعارك التي تأخذ حيزاً من النقاش اليوم هناك هي تلك التي يمكن أن تحصل في مدينة بعلبك، بعدما «فرط» التحالف التقليدي بين الثنائي والأحزاب الأخرى، ومن بينها خصوصاً «جمعية المشاريع الخيرية»، وكذلك مع مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي، في ظلّ التدخّل السعودي الذي أربك أي تحالف ممكن مع الثنائي. رغم ذلك، حاول الثنائي «التواصل مع الأحزاب والفاعليات والعائلات في المدينة، إلا أننا لم نصل إلى التوافق». وقد تظهّر الخلاف في بداية الأمر مع لائحة الثنائي برفض «المشاريع» وجود مرشحها من آل الرفاعي في لائحة واحدة مع مرشح حركة أمل مالك جعفر، بسبب خلافات بين العائلتين، كذلك رفض آخرون هذا التحالف بحجة الاختلاف في وجهات النظر حول مفهوم الإنماء في المدينة. إلا أن السبب الأساسي المضمر «هو موقف ضمني تقف خلفه السعودية بدأته بإفشال التحالف الذي كان قائماً في المدينة، قبل أن تضغط لعدم ترشح سنّة أقوياء في لائحة الثنائي»، بحسب مصادر مقرّبة من الثنائي. واستمرّ هذا الضغط حتى وصل إلى التحريض في خطب المساجد. ففي إحدى تلك الخطب، وصّف إمام المسجد الثنائي بـ«الحاكم بأمره الذي قسّم العائلة على بعضها والأب ضد ابنه»، مطالباً «من باب النصيحة بأن يأخذ الرجال الرشيدون على يد الحاكم بأمره قبل أن تذهب الأمور إلى ما لا تحمد عقباه». التأسيس لهذا الخطاب على عتبة الانتخابات، معطوف على الحساسية التي يمكن أن يشكّلها دخول الثنائي «الشيعي» إلى الساحة السنية بطريقة سياسية، دفعا بالأخير إلى التأني في التسميات التي اختار أن تنحو باتّجاه تمثيل العائلات في المدينة، من دون أن يشكّل ذلك استفزازاً داخلها، وكذلك تمثيل الأحزاب التي سرى العرف على تمثيلها دائماً. وانتهى الأمر بتشكيل لائحتين أساسيتين، الأولى «تنمية ووفاء»، وتضم حزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث والعائلات، و«بعلبك مدينتي» التي «لا أطراف سياسية معلنة فيها، وإن كان ثمة حراك رافق تشكيلها من قبل قوى محسوبة على الرئيس فؤاد السنيورة وأشرف ريفي، وفي الخلفية السعودية»، بحسب المصادر. وإذا كان البعض لا يحبّذ إطلاق تسمية المعركة السياسية على ما سيحدث في مدينة بعلبك، ملطّفاً إياها بوصفها «معركة إنماء مغلّفة بالسياسة»، غير أن تسلّل «السعودي إلى زواريب المدينة» يجعل من المعركة القادمة معركة «ع المنخار»، انطلاقاً من أن بعض الحلفاء السابقين الذين كانوا عرفاً في لائحة الثنائي «قد يذهبون نحو خيار المقاطعة أو شبه المقاطعة أو الانتخاب باتّجاه آخر وإن بشكلٍ غير معلن». باستثناء ما قد تحمله الانتخابات في مدينة بعلبك، «لا معارك سياسية» في المحافظة، وفي معظم البلدات التي يتوقّع أن تشهد معارك بين اللوائح، ستكون في معظمها بين العائلات. وهذا يدلّل بمعنى آخر أن «لا خصوم»، وإنما «تباين في وجهات النظر بين العائلات»، كما يصف متابعون. وفي هذا السياق، تأتي بلدة مقنة، حيث فشل التوافق على تشكيل لائحة واحدة «بسبب تباين في وجهات النظر عند آل المقداد، وهي العشيرة الأكبر هناك». ولذلك، كان الخيار بترك الأمر للخيار العائلي. وينسحب هذا الأمر أيضاً على بلدة بدنايل، إذ لم تصل النقاشات إلى توحيد العائلات في لائحة واحدة، بسبب الخلاف على «المداورة». إذ رفضت بعض العائلات تشكيل رئيس البلدية السابق، علي سليمان لائحة انطلاقاً من أنه «رئيس لدورتين متتاليتين ومن حق عائلات أخرى أن تتمثل»، وعملت على تشكيل لائحة مواجهة تضم أعضاء كانوا إلى جانب سليمان سابقاً، وهو ما يحيل إلى معركة عائلية محلية مفترضة في البلدة. في آخر المعارك، تأتي دورس. وخصوصية تلك المنطقة أنها مختلطة، ويشكّل فيها المسيحيون ما لا يقل عن 1300 صوت، يٌضاف إليهم رقم مماثل من الشيعة وأقل من 1000 صوت من الناخبين السنة. في السبب المعلن للمعركة، تشير المصادر إلى «شعور أحد أعضاء البلدية السابقين بالغبن بسبب ما اعتبره خديعة تعرض لها من المجلس السابق، إذ لم يتم انتخابه رئيساً للبلدية لثلاث سنوات كما جرى الاتفاق، متهماً الثنائي بنقض العهد». ولذلك، عمل على تشكيل لائحة برئاسته. ورغم أن التحالفات في دورس لم تحمل أي صبغة سياسية، على الأقل في العلن، إلا أنه بات ملموساً أن اللائحة المواجهة للائحة الثنائي التي شكّلت من العائلات والمستقلين أو المقربين من التيار الوطني الحر، «تضمّ بشكلٍ مضمر كل من له خصومة أو تباين آراء مع حزب الله». وما يعزّز هذه المعركة هو محاولة «لائحة العائلات» استمالة الصوت المسيحي عبر تشكيل لائحة تضمّ 8 مرشحين مسيحيين و4 شيعة و3 سنّة، في مقابل لائحة «تنمية ووفاء» التي تضمّ 6 مرشحين شيعة و5 مسيحيين و4 سنّة. لماذا هي معركة؟ لأنها بالمضمر «مبلولة بالسياسة»، هذا ما يقال، واستناداً إلى تجارب سابقة، ثمّة أرجحية لتحالف الثنائي بسبب الثقل الانتخابي للصوت الشيعي، وانطلاقاً من أن «الناخبين المسيحيين لا تتخطى نسبة الاقتراع لديهم في أحسن حالاتها الـ30%، نظراً إلى انخفاض عدد المقيمين في البلدة والذين لا تتجاوز أعدادهم الـ10%». الهرمل: معركة غير متكافئة في الهرمل (21 عضواً)، في أقصى البقاع الشمالي، أُقفلت الترشيحات على لائحتين، «وفاء وتنمية» المدعومة من الثنائي، و«الهرمل للجميع» غير المكتملة والمؤلفة من بعض الناشطين المدعومين من علي صبري حمادة، نجل رئيس مجلس النواب الأسبق، والذي اعتاد في الاستحقاقات الانتخابية النيابية والبلدية في السنوات الأخيرة، دعم لوائح ضد الثنائي من دون أن يصيب نجاحاً. وقد حرص الثنائي في هذه الانتخابات على تغيير كل أعضاء المجلس السابق، والابتعاد عن الخيار الحزبي، واختيار مرشحين بالتوافق مع العائلات من أصحاب الكفاءات، فيما لا تبدو اللائحة المنافسة قادرة على إحداث أي خرق، خصوصاً بعدما قرّر الحزب السوري القومي الاجتماعي عدم الانضواء فيها إثر فشل التوافق بينه وبين الثنائي على حصة الحزب في المجلس. وعليه، قرر القوميون البقاء خارج المعركة مع توجه لديهم إلى الاقتراع للائحة خاصة يختارونها من اللائحتين. ولا يبدو من خلال الحركة الميدانية حتى الآن أن حزب الله وأمل قرّرا تشغيل ماكينتهما الانتخابية بكل قوتها بسبب عدم التكافؤ بين اللائحتين في المدينة التي أطلق عليها الشهيد السيد حسن نصرالله لقب «مدينة الشهداء». اللواء: لبنان يحضر في القمة السعودية – الأميركية.. وترحيب برفع العقوبات عن سوريا عون الأحد إلى الفاتيكان وسلام يتفقد المطار.. واشكالات طرابلس قيد المعالجة حضر لبنان في ملفات المحادثات التي جرت بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس الاميركي دونالد ترامب، من زاوية البحث عن المساعدة الممكنة من اجل تنمية مستدامة، بعد البؤس من جراء الحرب التي تسببت بها ايران، حسب الرئيس الاميركي. ورحب كل من الرئيس عون والرئيس سلام بقرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا. وأكد رئيس الجمهورية ان القرار جاء بمسعى مشكور من ولي عهد المملكة الامير محمد بن سلمان، معرباً عن امله في ان ينعكس هذا القرار ايجاباً على لبنان وعموم المنطقة. وهنأ الرئيس سلام سوريا دولة وشعباً بهذا القرار الذي يشكل فرصة للنهوض، وان القرار ستكون له انعكاسات ايجابية على لبنان، شاكراً للمملكة مبادرتها وجهودها في هذا الاطار.. واذا كان لبنان الرسمي والاقتصادي والسياسي معني بما في اجندة القمة الاميركية – الخليجية بالنسبة لدول المنطقة ومنها لبنان، فإن مجلس الوزراء يعقد اليوم جلسة حاسمة في قصر بعبدا للخوض في سلسلة من التعيينات واجراء التشكيلات الدبلوماسية، ضمن نظرة جديدة للمداورة وفقاً لما نص عليه اتفاق الطائف، وتعهدت الحكومة ببيانها الوزاري في السير به. في هذا الوقت، تأخر اعلان نتائج الانتخابات البلدية في طرابلس، على ان تعاود لجنتا القيد الابتدائية والعليا اعادة الفرز والاحتساب، لتلافي اي خلل او خطأ يمكن ان يحصل، وهذا ما اكد عليه وزير الداخلية احمد الحجار والعدل عادل نصار من قصر عدل عاصمة الشمال، مع العلم ان الانظار تتجه الى انتخابات المحطة الثالثة في بيروت واقضية البقاع وبعلبك – الهرمل. وهكذا، ازدحمت اجندة المسؤولين اللبنانيين هذا الاسبوع، من وزارة الداخلية والبلديات التي واصلت اصدار نتائج انتخابات البلديات محافظتي الشمال وعكار، واصدرت امس نتائج اقضية عكار والضنية والمنية، الى مجلس الوزراء الذي يعقد جلسة له بعد ظهر اليوم الى مجلس النواب الذي يعقد جلسة تشريعية غدا الخميس لدرس اكثرمن 80 اقتراح قانون معجل مكرر متراكمة، الى المشاركة في القمة العربية العادية في بغداد السبت المقبل، لتبدأ الاحد الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك-الهرمل. فيما يغادر في اليوم ذاته رئيس الجمهورية الى الفاتيكان للمشاركة في تنصيب البابا الجديد ليو أو لاوون. وكما اشارت «اللواء» فإن الرئيس نواف سلام يتوجه الجمعة برفقة الوزير يوسف رجي لترؤس وفد لبنان الى القمة العربية العادية التي تعقد في بغداد، السبت المقبل في 17 الجاري. وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية ان هناك عدة اسباب لعدم مشاركة الرئيس جوزاف عون في القمة منها، ان الرئيس عون مرتبط يوم الاحد في 18 ايار بزيارة روما للمشاركة في تنصيب البابا الجديد ليو ما ادى الى تضارب في المواعيد، كما انه سبق وشارك في القمة العربية الطارئة الاخيرة التي عقدت في القاهرة، ولم يطرأ اي ملف جديد مهم يستوجب مشاركته في قمة بغداد، لذلك اتفق مع الرئيس سلام على ان يمثل لبنان في القمة. واعلن الرئيس عون، امام وفد مجلس رجال الأعمال اللبناني-السعودي: «لمستُ في لقاءاتي مع قادة دول الخليج التي زرتها، محبتهم للبنانيين وتقديرهم لمساهماتهم في نهضة هذه الدول، والتزامهم بالقوانين والأنظمة، ما يعكس صورة مشرقة عن لبنان واللبنانيين في دول مجلس التعاون الخليجي». اضاف: «ان ما يشجّع على عودة المستثمرين، ولا سيّما الخليجيين منهم، هو استعادة الثقة بلبنان، وهذا ما نعمل عليه بالتعاون مع مجلس النواب والحكومة. أما الإصلاحات التي أُقِرّت وتلك التي ستُقَرّ، فهي المدخل الطبيعي لعودة هذه الثقة». وأمام وفد الاتحاد اللبناني-البرازيلي اكد الرئيس عون ان «الانتشار اللبناني يُشكّل رافعة أساسية للاقتصاد الوطني، وحضور المنتشرين في الخارج ساهم في صمود اللبنانيين في الداخل». واعتبر ان الهدف من الإصلاحات دراسة الفجوة المالية، والحكومة ستدرس هذا الموضوع الذي لا بد ان تتم معالجته. اما بالنسبة الى الموضوع الأمني، فان نسبة الجريمة في لبنان أخف بكثير من الدول الأخرى والوضع الأمني ممسوك على الرغم من وجود نحو مليوني نازح سوري، ولاجئين فلسطينيين، والازمة الاقتصادية . وبالنسبة لموضوع حصر السلاح، فالقرار إتخذ لكن مقاربة الموضوع وكيفية التنفيذ تتطلبان خطوات دقيقة، «ذلك انه بالنسبة الي فإن السلم الأهلي خط عريض وخط أحمر غير مسموح لأحد ان يمس به». لبنان في قمة بن سلمان – ترامب وسط ذلك، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية سام وربيرغ، شدّد على التزام واشنطن بدعم الجيش اللبناني وتمكينه من بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية، مع بحث سبل الدعم الاقتصادي للحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تواكب التطورات في لبنان بشكل يومي وتُصغي لاحتياجات المسؤولين فيه يومًا بيوم وساعة بساعة. أضاف: «هناك تغييرات جذريّة في لبنان مع الرئيس الجديد والحكومة الجديدة وأميركا لديها الامكانية للتواصل مع المسؤولين يومًا بيوم وساعة بساعة والاصغاء الى احتياجاتهم وجديدهم وشكواهم». وقال ترامب في كلمة له مساءً، في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في الرياض: مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه.وانا أسمع أن الإدارة الجديدة في لبنان محترفة وتريد الأفضل. ورأى «ان حزب الله جلب البؤس إلى لبنان ونهب الدولة اللبنانية، وميليشياته جلبت على بيروت المآسي، وكان بوسعنا تفادي ذلك وكان بإمكان إيران التركيز على التنمية بدلًا من تدمير المنطقة وان تنمي بلادها بدل دعم الميليشيات». موفد فرنسي في السراي على خط متصل، نقل المستشار الاقتصادي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جاك دولاجوجيه الى الرئيس سلام بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو استعداد باريس للتعاون مع لبنان في التحضير لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان. وامام وفد من جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية برئاسة رئيس الجمعية مازن شربجي اشار سلام الى ان خطة الاصلاح تبدأ من الوضع المصرفي وإعادة أموال المودعين بطريقة متدرجة ولكن ليس وفق ما كان مطروحاً في السابق أي لمدة عشر سنوات،. وشدد رئيس الحكومة على ضرورة إجراء نفضة شاملة في الإدارة ومكافحة المحسوبيات، وهو ما بدأناه من خلال إقرار آلية التعيينات والالتزام بها، بالإضافة إلى إطلاق مسار تشكيل الهيئات الناظمة والتي تمت عرقلتها على مدى سنوات طويلة. كما ركز الرئيس سلام على ضرورة اتخاذ الاجراءات الأمنية اللازمة لضبط الوضع في بيروت ومنع التفلت بالإضافة الى وضع خطة سير محكمة تسهم في التخفيف من الازدحام، وتكافح أي نوع من المخالفات. وفي خطوة لطمأنة السياح والوافدين الى مطار بيروت، باكر الرئيس سلام برفقة وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني تفقد مطار رفيق الحريري الدولي، حيث اطلع على الإجراءات المتخذة لتأمين سلامة الطيران وضمان راحة جميع الركاب. وعقد الرئيس سلام اجتماعاً مع قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري وسائر المسؤولين وذلك للاطلاع على كل الإجراءات المتخذة لتعزيز الأمن والسلامة في المطار ولتسهيل دخول المسافرين وخروجهم، بما يساهم في تسريع حركة العبور وتقليص فترات الانتظار وتحسين السفر عموما. كما تم التباحث مع الجهات المعنية في سبل رفع فعالية العمل وزيادة التنسيق بين مختلف الأجهزة. وشكر الرئيس سلام لجميع العاملين في المطار جهودهم المتواصلة، مجدداً التزام تطوير هذا المرفق الحيوي ليبقى بوابة مشرقة للبنان على العالم. الهدوء عاد الى طرابلس بلدياً، عاد الهدوء بعد ليلة شهدت توتراً وقطع طرقات، لا سيما عند مداخل ساحة النور، الامر الذي ادى الى شلل مؤقت في حركة السير، وتدخلت وحدات الجيش اللبناني وقوى الامن لفتح الطرقات وملاحقة مطلقي النار. وكانت الاشكالات والاخطاء التي شابتها وادت الى احتجاجات شعبية ليل امس الاول وصلت الى إقالة محافظ الشمال نهرا.لكن مصادر طرابلسية قالت لـ «اللواء» ان التأخير في طرابلس يعود بشكل اساسي الى كثرة المرشحين للبلديات وكثرة اللوائح. والى قصر عدل طرابلس، وصل وزير الداخلية احمد الحجار برفقة وزير العدل عادل نصار، بعد احتجاجات واعتصامات اعتراضاً على تأخر صدور النتائج. ومن هناك رداً على دعوات البعض لاعادة الانتخابات بالتأكيد على ان العملية الانتخابية تتم بشفافية ونزاهة تامة، تحت اشراف القضاة وبحضور المندوبين، وانه لا نتائج رسمية قبل صدورها عن لجنتي القيد الابتدائية والعليا المخولتين وحدهما اعلانها. واشاد نصار بجهود اللجنة العليا، وقال: العمل مستمر حتى ساعات الليل المتأخرة. وليلاً وجهت أربع لوائح إنتخابية كتاباً مفتوحاً إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وجاء فيه: 'نحن اللوائح الانتخابية البلدية: حراس المدينة، طرابلس عاصمة، للفيحاء، وسوا لإنقاذ طرابلس، نتوجه إليكم بهذا الكتاب المفتوح، مناشدين فخامتكم ودولتكم التدخل العاجل لإعادة إجراء الانتخابات البلدية في مدينة طرابلس فرعيًا، وذلك في ضوء المخالفات الجسيمة التي شابت العملية الانتخابية. بلدية بيروت بلدياً، وفي بيروت وفي وقت بدأت فيه «لائحة بيروت تجمعنا» جولاتها على الاحياء البيروتية طلباً للثقة الاحد المقبل دعا النائب حاصباني الى الحفاظ على التعددية والمناصفة في المجلس البلدي في العاصمة، داعياً المسيحيين الى كثافة الاقبال على صناديق الاقتراع، واصفاً الانتخابات بأنها انمائية وليس سياسية. واعلنت لائحة «بيروت بتحبك» في مهرجان انتخابي من ملعب قصفص في حرش بيروت، بحضور النائبين نبيل بدر وعماد الحوت، والنائب السابق نزيه نجم، برئاسة العميد محمود الجمل، الذي اكد حاجة بيروت الى خطة والتزام، مؤكداً ان بيروت ليست للاحزاب، بل للناس وللبيارتة. وتضم اللائحة الى الجمل، ماري انج نهرا، مغير سنجابة، ريمون متري، روبير الأسطى، مروة غزيري، رلى سوبرة، ناهي جبران، جان زيتون، آلان اندريا، توفيق سنان، فاطمة مشرق، راني عيتاني، احمد المصري، بسام سنو، جان مراد، داني بخعازي، فرح منصور، جورج مجدلاني، مي يزبك، ايلي قهوجي، وهاغوب مانيساجيان. البقاع الغربي وفي البقاع الغربي، يتنافس على المقاعد الاختيارية والبلدية 959 مرشحاً، بعد فوز عدد من البلديات في البقاع بالتزكية، مثل الخيارة، والسلطان يعقوب، الموحدة، المنصورة، بعلبول وألايا وقليا. كذلك، فازت 16 بلدية بالتزكية في قضاء بعلبك، من أصل 76 مجلس بلدي، وبذلك تبقى 60 بلدية ضمن دائرة المنافسة في الانتخابات التي ستجري يوم الأحد المقبل. البلديات الفائزة هي: فلاوى، بوداي، حورتعلا، اللبوة، مزرعة التوت، جبعا، طليا، زبود، التوفيقية، حلبتا، الأنصار، قرحا، قليلة- الحرفوش، جبولة واليمونة. بلدياً ايضاً، وتمهيداً لانتخابات المرحلة الرابعة والاخيرة في الجنوب والنبطية في 24 ايار بدل الاحد 25 (بسبب مصادفة عيد المقاومة والتحرير)، تواصلت عملية تقديم طلبات الترشيح للانتخابات البلدية والاختيارية في سراي النبطية الحكومية حتى الساعات الاخيرة المقررة للترشيحات، والتي انتهت منتصف ليلة أمس. وأشرفت محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك على عملية تقديم الترشيحات وتسهيل كل الاجراءات المطلوبة لكي يتمكن كل مرشح من تقديم طلبه قبل انتهاء باب الترشيحات. وتحولت دوائر سرايا النبطية الى خلية نحل لتسهيل عملية الترشيح، وسجل حتى فترة عصر أمس تقديم 144 طلب ترشيح للمجالس البلدية و19 طلب ترشيح لمقعد مختار و17 طلب ترشيح لمقعد عضو اختياري . شهيد وتوغل في المناطق الحدودية في الجنوب، عاود العدو الاسرائيلي امس استهداف المواطنين الجنوبيين في قراهم، واستهدف دراجة نارية بغارة من مسيّرة معادية قرب بركة الطيري في بلدة حولا، وافيد عن ارتقاء سائق الدراجة شهيداً. كما استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة رابيد على طريق شقرا من دون وقوع اصابات بسبب عدم انفجار الصاروخ. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي «اغتيال عنصر من حزب الله في منطقة قلعة الشقيف في جنوب لبنان». وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي عبر حسابه «إكس»: هاجمت طائرة مسيّرة اليوم (امس) في منطقة قلعة الشقيف في جنوب لبنان أحد عناصر حزب الله. ولقد تصرف العنصر الإرهابي في الموقع الذي هاجمه جيش الدفاع الأسبوع الماضي والذي كان يستخدم لادارة أنظمة النيران والدفاع في حزب الله. اعمار الموقع والعمل فيه يشكلان خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.كما هاجمت طائرة مسيرة عنصرًا آخر من حزب الله في منطقة حولا في جنوب لبنان. وبعد الظهر تقدمت قوة إسرائيلية راجلة باتجاه سهل المجيدية قبالة موقع الجيش اللبناني.كما تحركت قوة مشاة إسرائيلية مؤلفة من 20 جندياً في مزرعة بسطرة جنوب لبنان وأطلقت رشقات رشاشة في محيط تحركها. والقت مُسيّرة إسرائيلية قنبلة في مدرسة بلدة الضهيرة. وقامت قوات العدو بعملية تمشيط بالعيارات الثقيلة أحراجاً في خراج بلدتي عيتا الشعب ورميش الحدوديتين، تزامنا مع مسيرات حلقت على علو منخفض، في أجواء القطاعين الغربي والأوسط.. وفي خرق فاضح لوقف إطلاق النار توغلت مساء امس الاول، دبابتان اسرائيليتان من نوع ميركافا، ترافقهما خمس اليات عسكرية وجرافتان، في منطقة لحلاح، على بعد مئة متر من مركز للجيش اللبناني في خراج بلدة علما آلشعب في قضاء صور. وشرعت الجرافات المعادبة بأعمال جرف واقامة حفر وسواتر تربية قبالة مركز الجيش اللبناني الذي اتخذ وضعية استنفار ،فيما حلق طائرات استطلاعية في الاجواء.ودوت صفارات الانذار في مواقع الـ «يونيفيل» في الناقورة وشمع والمنصوري، في ظل تحليق مكثف للطيران المروحي والحربي المعادي في اجواء قرى القطاع الغربي الحدودية. المصدر: صحف


المنار
منذ 7 أيام
- سياسة
- المنار
الصحافة اليوم: 14-5-2025
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 14-5-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية. الاخبار: ترامب يريد «ثمار» الإبادة: هندسة جديدة… من بوابة الخليج سلسلة إشارات حملتها «مبادرات» الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل بدء زيارته إلى الرياض وخلالها، قد تفيد بتغيير نسبي في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، والذي أصبح للمرة الأولى، بحسب افتراض الولايات المتحدة، منطقة نفوذ خاصة لا منازع فيها، بعدما سقط من كانوا يقولون «لا لأميركا» أو تلقّوا ضربات قاسية. والواقع أنه منذ حرب الخليج 1991، تأخذ سيطرة واشنطن على هذه المنطقة منحى تصاعدياً؛ إذ إن تلك الحرب شكّلت بداية محاولة تطويع الأنظمة المعارضة للأميركيين، حتى وإن كان التطويع نسبياً ومع استعداد في كثير من الأحيان للمساومة، فمَن لم يقبل جرى إسقاطه، وصولاً إلى الحرب المتعدّدة الجبهات التي أعقبت عملية «طوفان الأقصى»، وتبيّن أنها أميركية بأيدٍ إسرائيلية، وتعتقد واشنطن بأنها أضعفت خلالها المقاومة، وأن بإمكانها من بعدها فرض نظام إقليمي تكون هي مرجعيته الوحيدة. فمنذ تلك العملية التي اتخذتها الولايات المتحدة ذريعة لإحكام سيطرتها على المنطقة، وقّعت الكثير من التغييرات الهائلة، والتي لم يكن لأحد أن يتوقّع أنها تحصل في هذه المدة القصيرة، بمن في ذلك الأميركيون أنفسهم. ومن بين أكثر هذه التغييرات تأثيراً، كان سقوط النظام السوري السابق، الذي وإن لم يفعل الكثير لعرقلة المشاريع الأميركية في المنطقة، إلا أن مجرّد وجوده على عقدة الطريق بين إيران وحلفائها في المقاومة، اعتُبر بالنسبة إلى الأميركيين عقبة تجب إزالتها، وإلا لما استطاع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ولا إسرائيل، القيام بهذه المهمة، ولما انزاحت روسيا عن الطريق، ولا كانت إيران ستخرج بعدما استنتجت أن الأمر انتهى. مجرّد نظرة إلى نوع القضايا التي يجري التعامل معها بعد «الزلزال»، يظهر كم كان هذا الأخير كبيراً؛ فمن توقّع مثلاً أن يجري طرق باب التسوية لمشكلة كالمشكلة الكردية المستعصية منذ اتفاقية «سايكس بيكو»؟ هل كان لأحد أن ينتظر أن يلقي «حزب العمال الكردستاني» السلاح أو أن تهادن تركيا «قوات سوريا الديمقراطية» التي تعتبرها مشروعاً انفصالياً آخر على الحدود؟ ولا تمثّل «المبادرات» التي أطلقها ترامب، وما زال بعضها في طور إعلان النوايا لا أكثر، مغادرة للسياسة الأميركية الثابتة منذ عقود طويلة، والتي تقوم بتقديم المصلحة الإسرائيلية على سواها، وإنما تشير إلى افتراقٍ ما عن رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، في ملفات وديناميات من مثل الاتفاق على التهدئة مع اليمن، والتفاوض مع حركة «حماس» والذي أنتج الإفراج عن الجندي الأميركي – الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر، وإعلان نية واشنطن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، والتفاوض مع إيران على اتفاق نووي جديد. والخلاف مع نتنياهو، الذي بدا شخصياً بعد شكوى أميركية من أن الأخير سعى للتلاعب بإدارة ترامب، لجرّه إلى تحقيق أهداف اليمين الإسرائيلي، هو في الحقيقة ناجم عن انحراف رئيس وزراء العدو عن السكة الأميركية في اتجاهٍ يضرّ بمصالح الولايات المتحدة. ونتيجة لعناد الأخير، لم يعد يظهر أن التطبيع الذي كان يُفترض أن يعلنه ترامب خلال زيارته إلى السعودية، يمثّل أولوية بالنسبة إلى الزائر الأميركي، علماً أن هذا السيناريو بات غير ممكن، على كلّ حال، في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة والتهديد بعملية عسكرية أوسع لإعادة احتلال القطاع. المغزى الحقيقي لجولة ترامب، يكمن في ما سيخرج منها من صفقات تريليونية بدلاً من ما تقدّم، سيلتقي ترامب الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، في الرياض كما قادة دول «مجلس التعاون الخليجي»، حيث سيستمع إلى مطالبة خليجية بدعم حكومة لبنان، بالإضافة إلى معالجة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. أيضاً، وبخلاف ما كان الأمر عليه خلال زيارة ترامب السابقة إلى الرياض قبل 8 سنوات، حين كان بعض قادة الخليج يحرّضونه على ضرب إيران، يعتمد هؤلاء اليوم سياسة تهدئة مع الأخيرة خشية أن يؤدي صراع واسع معها إلى الإضرار بأنظمتهم وبلدانهم. ومن ناحيتها، لا تخفي إسرائيل انزعاجها الكبير من «مبادرات» ترامب، والتي تجري بعيداً عنها، ولعل الأكثر إحراجاً لها كان التفاوض مع «حماس» حول قضية ألكسندر، الذي أظهر أن نتنياهو «خارج التغطية» تماماً، وهو يعلن أن «الفضل في إخراج الأسير يعود إلى الضغط الذي يضعه جيشه على حماس في القطاع»، بينما تولّى ألكسندر نفسه التحديد إلى من يعود الفضل في ذلك، حين رفض لقاء رئيس حكومة العدو. لكنّ المغزى الحقيقي لجولة ترامب، يكمن في ما سيخرج عنها من صفقات تريليونية، وهذه هي الدلالة الحقيقية لاقتصار جولته على السعودية وقطر والإمارات، والتي قد يعود منها بمبلغ 3 تريليونات دولار تمثّل أكثر من عشرة في المئة من الناتج القومي الأميركي كله. وكانت السعودية قد وعدت باستثمار 600 مليار دولار مع احتمال رفعها إلى تريليون، في الأصول الأميركية، ثم بزّتها الإمارات بالحديث عن 1.4 تريليون دولار، في حين أن قطر تفعل من دون الإعلان، ويبدو أنها تضع كل بيضها في السلة الأميركية الواحدة، إذا ما أخذنا في الاعتبار «الدلال» الذي يعاملها به ترامب، رغم الهجوم الإسرائيلي الشرس عليها، والذي تجدّد في الآونة الأخيرة. وتكفي الاتهامات الإسرائيلية للإدارة، وتحديداً لستيف ويتكوف، بمحاباة الدوحة، للدلالة على ما يمكن أن تدفعه قطر «عربون ودّ» إلى الضيف. وهذا المال الخليجي كله، مجاني وغير مشروط، بعكس الأموال التي أراد ترامب تحصيلها من شركاء تجاريين مشاكسين مثل الصين وأوروبا وكندا والمكسيك، حيث واجه إجراءات مضادة دفعته إلى التراجع عن فرض رسوم تجارية مرتفعة على هؤلاء الشركاء. ويتضح أن هذه المنطقة تظل مهمة جداً للولايات المتحدة، التي تتّجه على ما يبدو إلى تعزيز دور الدول الخليجية الثرية على حساب إسرائيل، بعدما أدّت الأخيرة دورها في الحرب الأميركية التي أوصلت الأمور إلى ما آلت إليه الآن. وسبق أن حذّر الكثير من المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين، ومن كتّاب المقالات الكبار، من أن المغالاة في تأييد وحشية إسرائيل، كما ظهرت في قطاع غزة، لها ثمنها على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط عموماً، والخليج خصوصاً، وتمثّل إحراجاً كبيراً للدول التي يُطلب منها تمويل «الحلول» لأزمات المنطقة والدفع لأميركا في الوقت نفسه. وبالتالي، إذا كانت مصلحة إسرائيل تبقى هي الموجّه الأساسي للسياسة الأميركية في المنطقة، فلا داعي لتحقيقها بالوقاحة نفسها التي يريدها نتنياهو، والتي تمدّدت لتمثّل إهانة لأميركا ورئيسها. ماذا ينتظر لبنان بعد رفع العقوبات عن سوريا؟ من «صندوقة» الانتخابات البلدية والاختيارية التي يختلط فيها الحابل العائلي والإنمائي بالسياسي والحزبي، إلى جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة بدءاً من الرياض، ثم القمة العربية في بغداد، تتجه الأنظار إلى حصة لبنان من كل هذه التطورات وانعكاسها عليه. وفي هذا الإطار برز إعلان ترامب رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، وهو ما ستكون له تأثيراته على لبنان، إذ سبق للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أن أشار إلى أن عودة النازحين مرتبطة برفع العقوبات، ناهيك عن تأثير هذه العقوبات على مشروع إيصال الغاز المصري والكهرباء وتعطيلها التجارة مع سوريا وتجميد عمل شركات استثمار لبنانية في قطاع العقارات. كما أن تحويل الأموال الذي كان يتم عبر مصارف لبنان بسبب العقوبات سيعود من خلال سوريا، وقد لا تبقى الخدمات المدنية وخدمات التجارة الحرة مع سوريا متصلة حكماً بمطار بيروت ومرفئها. وأعلن ترامب أيضاً «أننا مستعدّون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه». وأشار في كلمة له في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في الرياض إلى أن «حزب الله جلب البؤس إلى لبنان ونهب الدولة»، و«كان بوسعنا تفادي البؤس في لبنان، وكان بإمكان إيران التركيز على التنمية بدلاً من تدمير المنطقة»، معلناً استعداده لـ«وضع حدّ للنزاعات السّابقة وللخلافات العميقة مع إيران، وإن رفضت التوصل إلى اتفاق فلن يكون أمامنا خيار سوى أن نمارس أقصى الضغوط». كلام ترامب جاء بعدما أشار المتحدّث باسم الخارجية الأميركية سام وربيرغ، من الرياض، إلى أنّ «لبنان يشهد تغييرات جذريّة مع الرئيس والحكومة الجديديْن، والولايات المتّحدة باتت قادرة على التواصل مع المسؤولين يومياً وبشكلٍ متواصل والاستماع إلى احتياجاتهم وتطوراتهم وشكواهم». البتّ في لائحة التشكيلات الدبلوماسية خلال أيام وأضاف: «نبحث عن أفضل إمكانية لدعم الجيش اللبنانيّ الذي يجب أن يبسط سيطرته على كلّ شبر من لبنان ونبحث مع الحكومة في أنواع الدعم الاقتصاديّ الذي تحتاج إليه». مع هذا الكلام لم يعد ممكناً التعاطي مع الموقف الأميركي من لبنان إلا من ضمن سياسة أميركية شاملة لكل المنطقة، لا يظهر أن لبنان أولوية فيها، إذ تقول مصادر بارزة إن «الاهتمام كله يتركّز الآن على سوريا وما سيحصل فيها، خصوصاً بعدَ إعلان ترامب رفع العقوبات عنها. وهو ما سيعتبره كثيرون فرصة للعودة إليها والاستثمار فيها، ما يعني تراجع الاهتمام بلبنان الذي لن يكون الحل فيه سوى تكملة للتسوية المفترضة في المنطقة». وفي ما يتعلق بالقمة العربية في بغداد، وبعد اللغط الذي طاول حضور رئيس الجمهورية جوزيف عون، فقد علمت «الأخبار» أن الأخير قرّر السفر إلى العراق في زيارة رسمية، قبل نهاية الشهر الجاري. ولذلك اختار عدم المشاركة في القمة، على أن يترأس رئيس الحكومة نواف سلام وفد لبنان إليها. وستكون مشاركة سلام بمثابة العمل الأول له في السياسة الخارجية، وهي خطوة من المُفترض أن يستغلّها رئيس الحكومة لإثبات حضوره في المنتديات الخارجية، خصوصاً أنه لمس من العواصم الخارجية أن واشنطن والرياض تتركان أمر السياسة والأمن لرئيس الجمهورية. وفي الداخل، يعود النشاط الرسمي بدءاً من الغد، إذ يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية، فيما تشير مصادر وزارية إلى أن ملف التشكيلات الدبلوماسية سيكون على جدول أعمال مجلس الوزراء بعد إنجاز لائحة التشكيلات التي يُفترض البت فيها خلال أيام. وبحسب معلومات «الأخبار» تمّ التوافق على استقالة 6 سفراء من خارج الملاك، ويُفترض أن يكون هناك حلّ لمشكلة السفراء الذين تقرّر إعادتهم من الخارج. ويبدو أن المشاورات بين الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية يوسف رجّي حسمت كل النقاط، بما يمنع حصول خلافات حول توزيع السفارات وحتى على مستوى الأسماء المُفترض تعيينها من خارج الملاك. وفي السياق، أنجز الوزير فادي مكي غربلة كبيرة لأسماء 360 مرشّحاً لإدارة مجلس الإنماء والإعمار. ولم يبقَ في القائمة إلا عشرة مرشحين، بينما تمّ الاعتذار من عدد كبير لا يحملون الشهادات أو الخبرات الخاصة بعمل هذه الهيئة، ولا سيما أن القانون يتيح لكل حامل إجازة التقدّم إلى هذه الوظيفة. ويُفترض أن تتم غربلة الأسماء المتبقّية قبل حمل أسماء المرشحين إلى مجلس الوزراء. بعلبك – الهرمل: الاقتراع تحت سقف المقاومة تخوض محافظة بعلبك ــ الهرمل الانتخابات البلدية في أسبوعها الثالث متخفّفة من 16 بلدية انتهت بالتزكية. صحيح أن الرقم لا يشكّل كتلة وازنة في المحافظة التي تعدّ 84 بلدية، لكن بالمقارنة مع آخر انتخابات جرت عام 2016، فهو يساوي ضعف ما تمّ إنجازه سابقاً، خصوصاً مع توقّع وصول هذا الرقم في هذا الأسبوع إلى ما «بين 25 و30 بلدية»، بحسب مسؤول العمل البلدي في حزب الله في البقاع الشيخ مهدي مصطفى. وهذا دليل عافية، إذ بحسب الأخير، تؤشر هذه النسب وارتفاعها إلى «رضى الناس عن الخيارات». ما دون هذه التزكيات، تتّجه المحافظة، التي تمثّل «الحضن» لثنائي حزب الله وحركة أمل، نحو انتخابات عائلية بالمجمل، وببعض المعارك المطعّمة بالسياسة في عددٍ من البلدات والمدن. غير أن لا مفاجآت منتظرة في ظل الوهن الشديد لمعارضي الثنائي، إن وُجدوا، ما يجعل مجمل عملية الاقتراع تحت سقف المقاومة لا تحالفات طارئة في محافظة بعلبك – الهرمل، ولا خروج عن العرف القائم منذ عام 2010 بالتحالف الأساسي بين ثنائي حزب الله وحركة أمل. أما ما يأتي غير ذلك فيكون إما من باب الشراكة والقبول أو على «القطعة»، كما في المناطق المختلطة. وإذا كان هذا التحالف «أساسياً وبديهياً» بحسب مسؤول العمل البلدي في حزب الله في منطقة البقاع الشيخ مهدي مصطفى، فلا شيء يمنع أن تنضم إليه أطراف أخرى للاعتبارات التي تحكم كل قرية أو بلدة على حدة، ولا يوجد فيتو على أحد باستثناء «القوات اللبنانية»، فهذا «تحالف ما بيركب». تتّجه المحافظة التي تمثّل «الحضن» لثنائي حزب الله وحركة أمل نحو انتخابات عائلية بالمجمل لذلك، لم تكن التحالفات التي قام بها الثنائي «سلّة واحدة» في كل المناطق، بل صاغها بكثير من التأنّي محتسباً خطواته خطوة خطوة، لأن أيّ زلّة ستظهر نتائجها في «الصندوقة». وبحسب المعنيين من الطرفين، تم العمل على الملف البلدي في محافظة بعلبك – الهرمل بلدةً بلدة، مع الالتزام بإستراتيجية واضحة، تتدرّج من إرساء التزكية بالدرجة الأولى انطلاقاً من الحرص على استقرار الساحة الشيعية، والذهاب نحو خيار التوافق حيث تتضاءل فرص الوصول إلى التزكية. مع ذلك، لم يسع الطرفان إلى فرض الوفاق بالقوة، فحيث كان يتعذّر الخياران السابقان، كان الباب يُترك مفتوحاً للخيار العائلي. ووقوف الثنائي على الحياد، وهما مكوّنان أساسيّان في المنطقة هناك، ليس ضعفاً أو عجزاً عن الوصول إلى اتّفاق، انطلاقاً من كون هذه المحافظة بالذات تعدّ معقلاً وخزاناً شعبياً لهما، وإنما تأتي سنداً لاعتبارين أساسيين، أولهما أن هذه الانتخابات هي انتخابات محلية عائلية أكثر مما هي معركة سياسية، وثانيهما هي ميزة المنطقة التي تعدّ من الأكثر تماسكاً عشائرياً، ولذلك كان القرار مع انتفاء التوافق، إعطاء حيّز أوسع للعائلات – العشائر كي تصوغ تحالفاتها الخاصة. ولم ينعكس هذا الخيار قلقاً في القرى البعلبكية على وجه الخصوص، فثمة أريحية في التحرك لاعتبارٍ أساسي، وهو أن المعركة تجري تحت سقف المقاومة، وهي «على الإنماء وليست على خيار المقاومة»، يتابع مصطفى. ومن همّ ضدّ «الثنائي» وحلفائه في الانتخابات البلدية، يأتون من «الخندق نفسه». غير أن ذلك لا ينفي أن ثمة معارك في بعض البلدات والمدن في المحافظة، خصوصاً تلك المطعّمة طائفياً، أو من خارج الثقل الشيعي، ولعلّ أهم المعارك التي تأخذ حيزاً من النقاش اليوم هناك هي تلك التي يمكن أن تحصل في مدينة بعلبك، بعدما «فرط» التحالف التقليدي بين الثنائي والأحزاب الأخرى، ومن بينها خصوصاً «جمعية المشاريع الخيرية»، وكذلك مع مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي، في ظلّ التدخّل السعودي الذي أربك أي تحالف ممكن مع الثنائي. رغم ذلك، حاول الثنائي «التواصل مع الأحزاب والفاعليات والعائلات في المدينة، إلا أننا لم نصل إلى التوافق». وقد تظهّر الخلاف في بداية الأمر مع لائحة الثنائي برفض «المشاريع» وجود مرشحها من آل الرفاعي في لائحة واحدة مع مرشح حركة أمل مالك جعفر، بسبب خلافات بين العائلتين، كذلك رفض آخرون هذا التحالف بحجة الاختلاف في وجهات النظر حول مفهوم الإنماء في المدينة. إلا أن السبب الأساسي المضمر «هو موقف ضمني تقف خلفه السعودية بدأته بإفشال التحالف الذي كان قائماً في المدينة، قبل أن تضغط لعدم ترشح سنّة أقوياء في لائحة الثنائي»، بحسب مصادر مقرّبة من الثنائي. واستمرّ هذا الضغط حتى وصل إلى التحريض في خطب المساجد. ففي إحدى تلك الخطب، وصّف إمام المسجد الثنائي بـ«الحاكم بأمره الذي قسّم العائلة على بعضها والأب ضد ابنه»، مطالباً «من باب النصيحة بأن يأخذ الرجال الرشيدون على يد الحاكم بأمره قبل أن تذهب الأمور إلى ما لا تحمد عقباه». التأسيس لهذا الخطاب على عتبة الانتخابات، معطوف على الحساسية التي يمكن أن يشكّلها دخول الثنائي «الشيعي» إلى الساحة السنية بطريقة سياسية، دفعا بالأخير إلى التأني في التسميات التي اختار أن تنحو باتّجاه تمثيل العائلات في المدينة، من دون أن يشكّل ذلك استفزازاً داخلها، وكذلك تمثيل الأحزاب التي سرى العرف على تمثيلها دائماً. وانتهى الأمر بتشكيل لائحتين أساسيتين، الأولى «تنمية ووفاء»، وتضم حزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث والعائلات، و«بعلبك مدينتي» التي «لا أطراف سياسية معلنة فيها، وإن كان ثمة حراك رافق تشكيلها من قبل قوى محسوبة على الرئيس فؤاد السنيورة وأشرف ريفي، وفي الخلفية السعودية»، بحسب المصادر. وإذا كان البعض لا يحبّذ إطلاق تسمية المعركة السياسية على ما سيحدث في مدينة بعلبك، ملطّفاً إياها بوصفها «معركة إنماء مغلّفة بالسياسة»، غير أن تسلّل «السعودي إلى زواريب المدينة» يجعل من المعركة القادمة معركة «ع المنخار»، انطلاقاً من أن بعض الحلفاء السابقين الذين كانوا عرفاً في لائحة الثنائي «قد يذهبون نحو خيار المقاطعة أو شبه المقاطعة أو الانتخاب باتّجاه آخر وإن بشكلٍ غير معلن». باستثناء ما قد تحمله الانتخابات في مدينة بعلبك، «لا معارك سياسية» في المحافظة، وفي معظم البلدات التي يتوقّع أن تشهد معارك بين اللوائح، ستكون في معظمها بين العائلات. وهذا يدلّل بمعنى آخر أن «لا خصوم»، وإنما «تباين في وجهات النظر بين العائلات»، كما يصف متابعون. وفي هذا السياق، تأتي بلدة مقنة، حيث فشل التوافق على تشكيل لائحة واحدة «بسبب تباين في وجهات النظر عند آل المقداد، وهي العشيرة الأكبر هناك». ولذلك، كان الخيار بترك الأمر للخيار العائلي. وينسحب هذا الأمر أيضاً على بلدة بدنايل، إذ لم تصل النقاشات إلى توحيد العائلات في لائحة واحدة، بسبب الخلاف على «المداورة». إذ رفضت بعض العائلات تشكيل رئيس البلدية السابق، علي سليمان لائحة انطلاقاً من أنه «رئيس لدورتين متتاليتين ومن حق عائلات أخرى أن تتمثل»، وعملت على تشكيل لائحة مواجهة تضم أعضاء كانوا إلى جانب سليمان سابقاً، وهو ما يحيل إلى معركة عائلية محلية مفترضة في البلدة. في آخر المعارك، تأتي دورس. وخصوصية تلك المنطقة أنها مختلطة، ويشكّل فيها المسيحيون ما لا يقل عن 1300 صوت، يٌضاف إليهم رقم مماثل من الشيعة وأقل من 1000 صوت من الناخبين السنة. في السبب المعلن للمعركة، تشير المصادر إلى «شعور أحد أعضاء البلدية السابقين بالغبن بسبب ما اعتبره خديعة تعرض لها من المجلس السابق، إذ لم يتم انتخابه رئيساً للبلدية لثلاث سنوات كما جرى الاتفاق، متهماً الثنائي بنقض العهد». ولذلك، عمل على تشكيل لائحة برئاسته. ورغم أن التحالفات في دورس لم تحمل أي صبغة سياسية، على الأقل في العلن، إلا أنه بات ملموساً أن اللائحة المواجهة للائحة الثنائي التي شكّلت من العائلات والمستقلين أو المقربين من التيار الوطني الحر، «تضمّ بشكلٍ مضمر كل من له خصومة أو تباين آراء مع حزب الله». وما يعزّز هذه المعركة هو محاولة «لائحة العائلات» استمالة الصوت المسيحي عبر تشكيل لائحة تضمّ 8 مرشحين مسيحيين و4 شيعة و3 سنّة، في مقابل لائحة «تنمية ووفاء» التي تضمّ 6 مرشحين شيعة و5 مسيحيين و4 سنّة. لماذا هي معركة؟ لأنها بالمضمر «مبلولة بالسياسة»، هذا ما يقال، واستناداً إلى تجارب سابقة، ثمّة أرجحية لتحالف الثنائي بسبب الثقل الانتخابي للصوت الشيعي، وانطلاقاً من أن «الناخبين المسيحيين لا تتخطى نسبة الاقتراع لديهم في أحسن حالاتها الـ30%، نظراً إلى انخفاض عدد المقيمين في البلدة والذين لا تتجاوز أعدادهم الـ10%». الهرمل: معركة غير متكافئة في الهرمل (21 عضواً)، في أقصى البقاع الشمالي، أُقفلت الترشيحات على لائحتين، «وفاء وتنمية» المدعومة من الثنائي، و«الهرمل للجميع» غير المكتملة والمؤلفة من بعض الناشطين المدعومين من علي صبري حمادة، نجل رئيس مجلس النواب الأسبق، والذي اعتاد في الاستحقاقات الانتخابية النيابية والبلدية في السنوات الأخيرة، دعم لوائح ضد الثنائي من دون أن يصيب نجاحاً. وقد حرص الثنائي في هذه الانتخابات على تغيير كل أعضاء المجلس السابق، والابتعاد عن الخيار الحزبي، واختيار مرشحين بالتوافق مع العائلات من أصحاب الكفاءات، فيما لا تبدو اللائحة المنافسة قادرة على إحداث أي خرق، خصوصاً بعدما قرّر الحزب السوري القومي الاجتماعي عدم الانضواء فيها إثر فشل التوافق بينه وبين الثنائي على حصة الحزب في المجلس. وعليه، قرر القوميون البقاء خارج المعركة مع توجه لديهم إلى الاقتراع للائحة خاصة يختارونها من اللائحتين. ولا يبدو من خلال الحركة الميدانية حتى الآن أن حزب الله وأمل قرّرا تشغيل ماكينتهما الانتخابية بكل قوتها بسبب عدم التكافؤ بين اللائحتين في المدينة التي أطلق عليها الشهيد السيد حسن نصرالله لقب «مدينة الشهداء». اللواء: لبنان يحضر في القمة السعودية – الأميركية.. وترحيب برفع العقوبات عن سوريا عون الأحد إلى الفاتيكان وسلام يتفقد المطار.. واشكالات طرابلس قيد المعالجة حضر لبنان في ملفات المحادثات التي جرت بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس الاميركي دونالد ترامب، من زاوية البحث عن المساعدة الممكنة من اجل تنمية مستدامة، بعد البؤس من جراء الحرب التي تسببت بها ايران، حسب الرئيس الاميركي. ورحب كل من الرئيس عون والرئيس سلام بقرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا. وأكد رئيس الجمهورية ان القرار جاء بمسعى مشكور من ولي عهد المملكة الامير محمد بن سلمان، معرباً عن امله في ان ينعكس هذا القرار ايجاباً على لبنان وعموم المنطقة. وهنأ الرئيس سلام سوريا دولة وشعباً بهذا القرار الذي يشكل فرصة للنهوض، وان القرار ستكون له انعكاسات ايجابية على لبنان، شاكراً للمملكة مبادرتها وجهودها في هذا الاطار.. واذا كان لبنان الرسمي والاقتصادي والسياسي معني بما في اجندة القمة الاميركية – الخليجية بالنسبة لدول المنطقة ومنها لبنان، فإن مجلس الوزراء يعقد اليوم جلسة حاسمة في قصر بعبدا للخوض في سلسلة من التعيينات واجراء التشكيلات الدبلوماسية، ضمن نظرة جديدة للمداورة وفقاً لما نص عليه اتفاق الطائف، وتعهدت الحكومة ببيانها الوزاري في السير به. في هذا الوقت، تأخر اعلان نتائج الانتخابات البلدية في طرابلس، على ان تعاود لجنتا القيد الابتدائية والعليا اعادة الفرز والاحتساب، لتلافي اي خلل او خطأ يمكن ان يحصل، وهذا ما اكد عليه وزير الداخلية احمد الحجار والعدل عادل نصار من قصر عدل عاصمة الشمال، مع العلم ان الانظار تتجه الى انتخابات المحطة الثالثة في بيروت واقضية البقاع وبعلبك – الهرمل. وهكذا، ازدحمت اجندة المسؤولين اللبنانيين هذا الاسبوع، من وزارة الداخلية والبلديات التي واصلت اصدار نتائج انتخابات البلديات محافظتي الشمال وعكار، واصدرت امس نتائج اقضية عكار والضنية والمنية، الى مجلس الوزراء الذي يعقد جلسة له بعد ظهر اليوم الى مجلس النواب الذي يعقد جلسة تشريعية غدا الخميس لدرس اكثرمن 80 اقتراح قانون معجل مكرر متراكمة، الى المشاركة في القمة العربية العادية في بغداد السبت المقبل، لتبدأ الاحد الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك-الهرمل. فيما يغادر في اليوم ذاته رئيس الجمهورية الى الفاتيكان للمشاركة في تنصيب البابا الجديد ليو أو لاوون. وكما اشارت «اللواء» فإن الرئيس نواف سلام يتوجه الجمعة برفقة الوزير يوسف رجي لترؤس وفد لبنان الى القمة العربية العادية التي تعقد في بغداد، السبت المقبل في 17 الجاري. وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية ان هناك عدة اسباب لعدم مشاركة الرئيس جوزاف عون في القمة منها، ان الرئيس عون مرتبط يوم الاحد في 18 ايار بزيارة روما للمشاركة في تنصيب البابا الجديد ليو ما ادى الى تضارب في المواعيد، كما انه سبق وشارك في القمة العربية الطارئة الاخيرة التي عقدت في القاهرة، ولم يطرأ اي ملف جديد مهم يستوجب مشاركته في قمة بغداد، لذلك اتفق مع الرئيس سلام على ان يمثل لبنان في القمة. واعلن الرئيس عون، امام وفد مجلس رجال الأعمال اللبناني-السعودي: «لمستُ في لقاءاتي مع قادة دول الخليج التي زرتها، محبتهم للبنانيين وتقديرهم لمساهماتهم في نهضة هذه الدول، والتزامهم بالقوانين والأنظمة، ما يعكس صورة مشرقة عن لبنان واللبنانيين في دول مجلس التعاون الخليجي». اضاف: «ان ما يشجّع على عودة المستثمرين، ولا سيّما الخليجيين منهم، هو استعادة الثقة بلبنان، وهذا ما نعمل عليه بالتعاون مع مجلس النواب والحكومة. أما الإصلاحات التي أُقِرّت وتلك التي ستُقَرّ، فهي المدخل الطبيعي لعودة هذه الثقة». وأمام وفد الاتحاد اللبناني-البرازيلي اكد الرئيس عون ان «الانتشار اللبناني يُشكّل رافعة أساسية للاقتصاد الوطني، وحضور المنتشرين في الخارج ساهم في صمود اللبنانيين في الداخل». واعتبر ان الهدف من الإصلاحات دراسة الفجوة المالية، والحكومة ستدرس هذا الموضوع الذي لا بد ان تتم معالجته. اما بالنسبة الى الموضوع الأمني، فان نسبة الجريمة في لبنان أخف بكثير من الدول الأخرى والوضع الأمني ممسوك على الرغم من وجود نحو مليوني نازح سوري، ولاجئين فلسطينيين، والازمة الاقتصادية . وبالنسبة لموضوع حصر السلاح، فالقرار إتخذ لكن مقاربة الموضوع وكيفية التنفيذ تتطلبان خطوات دقيقة، «ذلك انه بالنسبة الي فإن السلم الأهلي خط عريض وخط أحمر غير مسموح لأحد ان يمس به». لبنان في قمة بن سلمان – ترامب وسط ذلك، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية سام وربيرغ، شدّد على التزام واشنطن بدعم الجيش اللبناني وتمكينه من بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية، مع بحث سبل الدعم الاقتصادي للحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تواكب التطورات في لبنان بشكل يومي وتُصغي لاحتياجات المسؤولين فيه يومًا بيوم وساعة بساعة. أضاف: «هناك تغييرات جذريّة في لبنان مع الرئيس الجديد والحكومة الجديدة وأميركا لديها الامكانية للتواصل مع المسؤولين يومًا بيوم وساعة بساعة والاصغاء الى احتياجاتهم وجديدهم وشكواهم». وقال ترامب في كلمة له مساءً، في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في الرياض: مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه.وانا أسمع أن الإدارة الجديدة في لبنان محترفة وتريد الأفضل. ورأى «ان حزب الله جلب البؤس إلى لبنان ونهب الدولة اللبنانية، وميليشياته جلبت على بيروت المآسي، وكان بوسعنا تفادي ذلك وكان بإمكان إيران التركيز على التنمية بدلًا من تدمير المنطقة وان تنمي بلادها بدل دعم الميليشيات». موفد فرنسي في السراي على خط متصل، نقل المستشار الاقتصادي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جاك دولاجوجيه الى الرئيس سلام بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو استعداد باريس للتعاون مع لبنان في التحضير لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان. وامام وفد من جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية برئاسة رئيس الجمعية مازن شربجي اشار سلام الى ان خطة الاصلاح تبدأ من الوضع المصرفي وإعادة أموال المودعين بطريقة متدرجة ولكن ليس وفق ما كان مطروحاً في السابق أي لمدة عشر سنوات،. وشدد رئيس الحكومة على ضرورة إجراء نفضة شاملة في الإدارة ومكافحة المحسوبيات، وهو ما بدأناه من خلال إقرار آلية التعيينات والالتزام بها، بالإضافة إلى إطلاق مسار تشكيل الهيئات الناظمة والتي تمت عرقلتها على مدى سنوات طويلة. كما ركز الرئيس سلام على ضرورة اتخاذ الاجراءات الأمنية اللازمة لضبط الوضع في بيروت ومنع التفلت بالإضافة الى وضع خطة سير محكمة تسهم في التخفيف من الازدحام، وتكافح أي نوع من المخالفات. وفي خطوة لطمأنة السياح والوافدين الى مطار بيروت، باكر الرئيس سلام برفقة وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني تفقد مطار رفيق الحريري الدولي، حيث اطلع على الإجراءات المتخذة لتأمين سلامة الطيران وضمان راحة جميع الركاب. وعقد الرئيس سلام اجتماعاً مع قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري وسائر المسؤولين وذلك للاطلاع على كل الإجراءات المتخذة لتعزيز الأمن والسلامة في المطار ولتسهيل دخول المسافرين وخروجهم، بما يساهم في تسريع حركة العبور وتقليص فترات الانتظار وتحسين السفر عموما. كما تم التباحث مع الجهات المعنية في سبل رفع فعالية العمل وزيادة التنسيق بين مختلف الأجهزة. وشكر الرئيس سلام لجميع العاملين في المطار جهودهم المتواصلة، مجدداً التزام تطوير هذا المرفق الحيوي ليبقى بوابة مشرقة للبنان على العالم. الهدوء عاد الى طرابلس بلدياً، عاد الهدوء بعد ليلة شهدت توتراً وقطع طرقات، لا سيما عند مداخل ساحة النور، الامر الذي ادى الى شلل مؤقت في حركة السير، وتدخلت وحدات الجيش اللبناني وقوى الامن لفتح الطرقات وملاحقة مطلقي النار. وكانت الاشكالات والاخطاء التي شابتها وادت الى احتجاجات شعبية ليل امس الاول وصلت الى إقالة محافظ الشمال نهرا.لكن مصادر طرابلسية قالت لـ «اللواء» ان التأخير في طرابلس يعود بشكل اساسي الى كثرة المرشحين للبلديات وكثرة اللوائح. والى قصر عدل طرابلس، وصل وزير الداخلية احمد الحجار برفقة وزير العدل عادل نصار، بعد احتجاجات واعتصامات اعتراضاً على تأخر صدور النتائج. ومن هناك رداً على دعوات البعض لاعادة الانتخابات بالتأكيد على ان العملية الانتخابية تتم بشفافية ونزاهة تامة، تحت اشراف القضاة وبحضور المندوبين، وانه لا نتائج رسمية قبل صدورها عن لجنتي القيد الابتدائية والعليا المخولتين وحدهما اعلانها. واشاد نصار بجهود اللجنة العليا، وقال: العمل مستمر حتى ساعات الليل المتأخرة. وليلاً وجهت أربع لوائح إنتخابية كتاباً مفتوحاً إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وجاء فيه: 'نحن اللوائح الانتخابية البلدية: حراس المدينة، طرابلس عاصمة، للفيحاء، وسوا لإنقاذ طرابلس، نتوجه إليكم بهذا الكتاب المفتوح، مناشدين فخامتكم ودولتكم التدخل العاجل لإعادة إجراء الانتخابات البلدية في مدينة طرابلس فرعيًا، وذلك في ضوء المخالفات الجسيمة التي شابت العملية الانتخابية. بلدية بيروت بلدياً، وفي بيروت وفي وقت بدأت فيه «لائحة بيروت تجمعنا» جولاتها على الاحياء البيروتية طلباً للثقة الاحد المقبل دعا النائب حاصباني الى الحفاظ على التعددية والمناصفة في المجلس البلدي في العاصمة، داعياً المسيحيين الى كثافة الاقبال على صناديق الاقتراع، واصفاً الانتخابات بأنها انمائية وليس سياسية. واعلنت لائحة «بيروت بتحبك» في مهرجان انتخابي من ملعب قصفص في حرش بيروت، بحضور النائبين نبيل بدر وعماد الحوت، والنائب السابق نزيه نجم، برئاسة العميد محمود الجمل، الذي اكد حاجة بيروت الى خطة والتزام، مؤكداً ان بيروت ليست للاحزاب، بل للناس وللبيارتة. وتضم اللائحة الى الجمل، ماري انج نهرا، مغير سنجابة، ريمون متري، روبير الأسطى، مروة غزيري، رلى سوبرة، ناهي جبران، جان زيتون، آلان اندريا، توفيق سنان، فاطمة مشرق، راني عيتاني، احمد المصري، بسام سنو، جان مراد، داني بخعازي، فرح منصور، جورج مجدلاني، مي يزبك، ايلي قهوجي، وهاغوب مانيساجيان. البقاع الغربي وفي البقاع الغربي، يتنافس على المقاعد الاختيارية والبلدية 959 مرشحاً، بعد فوز عدد من البلديات في البقاع بالتزكية، مثل الخيارة، والسلطان يعقوب، الموحدة، المنصورة، بعلبول وألايا وقليا. كذلك، فازت 16 بلدية بالتزكية في قضاء بعلبك، من أصل 76 مجلس بلدي، وبذلك تبقى 60 بلدية ضمن دائرة المنافسة في الانتخابات التي ستجري يوم الأحد المقبل. البلديات الفائزة هي: فلاوى، بوداي، حورتعلا، اللبوة، مزرعة التوت، جبعا، طليا، زبود، التوفيقية، حلبتا، الأنصار، قرحا، قليلة- الحرفوش، جبولة واليمونة. بلدياً ايضاً، وتمهيداً لانتخابات المرحلة الرابعة والاخيرة في الجنوب والنبطية في 24 ايار بدل الاحد 25 (بسبب مصادفة عيد المقاومة والتحرير)، تواصلت عملية تقديم طلبات الترشيح للانتخابات البلدية والاختيارية في سراي النبطية الحكومية حتى الساعات الاخيرة المقررة للترشيحات، والتي انتهت منتصف ليلة أمس. وأشرفت محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك على عملية تقديم الترشيحات وتسهيل كل الاجراءات المطلوبة لكي يتمكن كل مرشح من تقديم طلبه قبل انتهاء باب الترشيحات. وتحولت دوائر سرايا النبطية الى خلية نحل لتسهيل عملية الترشيح، وسجل حتى فترة عصر أمس تقديم 144 طلب ترشيح للمجالس البلدية و19 طلب ترشيح لمقعد مختار و17 طلب ترشيح لمقعد عضو اختياري . شهيد وتوغل في المناطق الحدودية في الجنوب، عاود العدو الاسرائيلي امس استهداف المواطنين الجنوبيين في قراهم، واستهدف دراجة نارية بغارة من مسيّرة معادية قرب بركة الطيري في بلدة حولا، وافيد عن ارتقاء سائق الدراجة شهيداً. كما استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة رابيد على طريق شقرا من دون وقوع اصابات بسبب عدم انفجار الصاروخ. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي «اغتيال عنصر من حزب الله في منطقة قلعة الشقيف في جنوب لبنان». وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي عبر حسابه «إكس»: هاجمت طائرة مسيّرة اليوم (امس) في منطقة قلعة الشقيف في جنوب لبنان أحد عناصر حزب الله. ولقد تصرف العنصر الإرهابي في الموقع الذي هاجمه جيش الدفاع الأسبوع الماضي والذي كان يستخدم لادارة أنظمة النيران والدفاع في حزب الله. اعمار الموقع والعمل فيه يشكلان خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.كما هاجمت طائرة مسيرة عنصرًا آخر من حزب الله في منطقة حولا في جنوب لبنان. وبعد الظهر تقدمت قوة إسرائيلية راجلة باتجاه سهل المجيدية قبالة موقع الجيش اللبناني.كما تحركت قوة مشاة إسرائيلية مؤلفة من 20 جندياً في مزرعة بسطرة جنوب لبنان وأطلقت رشقات رشاشة في محيط تحركها. والقت مُسيّرة إسرائيلية قنبلة في مدرسة بلدة الضهيرة. وقامت قوات العدو بعملية تمشيط بالعيارات الثقيلة أحراجاً في خراج بلدتي عيتا الشعب ورميش الحدوديتين، تزامنا مع مسيرات حلقت على علو منخفض، في أجواء القطاعين الغربي والأوسط.. وفي خرق فاضح لوقف إطلاق النار توغلت مساء امس الاول، دبابتان اسرائيليتان من نوع ميركافا، ترافقهما خمس اليات عسكرية وجرافتان، في منطقة لحلاح، على بعد مئة متر من مركز للجيش اللبناني في خراج بلدة علما آلشعب في قضاء صور. وشرعت الجرافات المعادبة بأعمال جرف واقامة حفر وسواتر تربية قبالة مركز الجيش اللبناني الذي اتخذ وضعية استنفار ،فيما حلق طائرات استطلاعية في الاجواء.ودوت صفارات الانذار في مواقع الـ «يونيفيل» في الناقورة وشمع والمنصوري، في ظل تحليق مكثف للطيران المروحي والحربي المعادي في اجواء قرى القطاع الغربي الحدودية.


وكالة خبر
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- وكالة خبر
ترامب يسدّد أوّل لكمة لنتنياهو!
على عكس كل توقعات بنيامين نتنياهو، وكل طواقمه الحكومية والحزبية الفاشية، وعلى عكس التوقعات كلها أعلن دونالد ترامب «انسحابه» من الحرب مع جماعة أنصار الله «الحوثيين» اليمنية، والوصول إلى وقف لإطلاق النار بوساطة عُمانية ناجحة على ما يبدو، والبيان العُماني هو القول الفصل، بصرف النظر عن تشدُّقات ترامب عن سياق هذا الاتفاق. الاتفاق بكلّ المقاييس انعطافة كبيرة ستغيّر كل المشهد الإقليمي، وستقلب كل أوضاعه رأساً على عقب، وستبعثر كل الأوراق التي كان يلعبها نتنياهو، وكل الأوراق التي راهن عليها. ما الذي جرى حتى ينقلب ترامب على نتنياهو؟ ولماذا أقدم على هذه الخطوة الانعطافية والمفصلية في هذه اللحظات الحاسمة، والتي هي لحظات على أعلى درجات الدقّة والحساسية؟ دعونا نعد إلى سياقات أخرى في محاولة الإجابة عن هذا السؤال. على مدار الأسابيع السابقة، وفي عدة مقالات متتابعة قلنا إن ترامب بنى إستراتيجية على مقولة إعادة العظمة إلى أميركا بواسطة إعادة بناء وإعادة تسليح هذا الاقتصاد بتكنولوجيات جديدة تعتمد على منظومات جديدة تحتاج إلى كميات كبيرة من المعادن الحيوية، وإلى معادن أخرى نادرة لا تتوفر لدى بلاده. أثرياء أميركا الذين أيّدوا ترامب، والذين أوصلوه إلى البيت الأبيض اتفقوا معه على هذه الإستراتيجية، وأقنعوه أنّ الاقتصاد الأميركي لن يتمكن من منافسة الصين، ولا بمجاراة روسيا في الصناعة والإنتاج المدني والعسكري إلّا بضخّ تريليونات كثيرة في مجال إعادة تسليح الاقتصاد الأميركي على هيئة تدفُّقات مالية يقوم هؤلاء الأثرياء بتوظيفها في دوراتهم الاقتصادية لإعادة بيعها للدولة الأميركية، وبذلك يجني هؤلاء الأرباح الخيالية، ويعود الاقتصاد الأميركي لموقع القوة والكفاءة والريادة العالمية، لكي يصار فيما بعد، وليس قبل ذلك أبداً الى إعادة تسيُّد المشهد العالمي من على قاعدة اقتصادية جديدة وصلبة وراسخة حسب رؤاهم. لهذا كله فإن الحروب ستبقى مؤجلة إلى ما بعد إنجاز هذه الإستراتيجية، والحقيقة أنّ الحروب إذا لم تكن صغيرة وسهلة بحيث لا تتورّط أميركا بحروب أكبر وأخطر منها هي إحدى ركائز و»ثوابت» ترامب. قلنا في المقالات المشار إليها إن ترامب، وكذلك بلاده لن تخوض حرباً إقليمية طاحنة لإرضاء نتنياهو، لكنها مستعدة فقط لخوضها إذا كان «أمن ووجود» دولة الاحتلال مهدّداً بصورة حقيقية كما كان عليه الأمر في الأيام التي أعقبت هجوم «طوفان الأقصى»، وقد رمت بكلّ ثقلها في هذه الحرب العدوانية من على هذه القاعدة، بل وتولّت بنفسها قيادتها، وعلى كل جبهاتها من أجل عدم هزيمة دولة الاحتلال، وقد تمكنت من ذلك فعلاً، وبالرغم من أن جو بايدن قد تساوق مع طموحات «الائتلاف العنصري الفاشي» الذي يرأسه نتنياهو، وبالرغم من كل الدعم الذي قدمه ترامب لهذا «الائتلاف» إلّا أن نتنياهو، وبسبب المأزق الخاص الذي يعيشه على كل المستويات الداخلية والخارجية، الميدانية والعملياتية «طوّر» الأمر إلى «إستراتيجية» جديدة نحو هيمنة كيانه الكولونيالي على الإقليم كلّه، ونحو بناء كيان السيطرة الكاملة على دول المحيط من خلال الأهداف كلّها، بأقصى درجات القتل والتدمير والإبادة، وأدخل نفسه في حروب عدوانية لا يمكنه الانتصار بها إلّا بتوريط أميركا بها. أُعطي نتنياهو السلاح والوقت وكل الإمكانيات لكنه لم يتمكن من حسم أي جبهة بما في ذلك السورية، حيث بدأت الأمور تنقلب بصورة تدريجية إلى آخر ما كان يهدف له، وإلى عكس كل مراهناته على نظام أحمد الشرع بعد أن ثبت له أن الأخير لا يملك أيّة أوراق حقيقية في المشهد السوري، بل وثبت له أن الإذعان الكامل للشرع حتى لو أراد لن «يحلّ» أزمته، بل ربّما سيفاقمها أكثر وأكثر. غلطة الشاطر، و»الحقيقة أن نتنياهو لم يعد شاطراً كما كان»، كانت عندما حاول أن يخرب المحادثات الأميركية الإيرانية من دون علم ترامب، ومن وراء ظهره، فما كان من ترامب، وعلى الفور، ومن دون أيّ إبطاء بأن أقال «زلمة» نتنياهو في البيت الأبيض، وقرّر أن يلقّن الأخير الدرس الأوّل في لعبة من يحكم، ومن يتحكّم بالبيت الأبيض. وقبل أن تتعرّض حاملاته وبوارجه وسفنه في البحر الأحمر لعمليات كبيرة من التدمير أو الإصابات القاتلة، وخصوصاً بعد تدمير طائرتين من سلاح الجو الأميركي، وقبل أن تؤدّي عمليات القصف المتبادل ما بين جماعة أنصار الله «الحوثيين» اليمنية، ودولة الاحتلال إلى اشتعال حرائق كبيرة تطال الموانئ والمطارات وتجمعات الطاقة والصناعات الحسّاسة والخطرة، قبل أن تؤدّي إلى كل ذلك، وربما إلى ما هو أخطر من ذلك أعلن ترامب قراره بوقف إطلاق النار مع «الحوثيين». انسحاب البحرية الأميركية من البحر الأحمر أو تجميد نشاطها العسكري كلياً يعني أن على دولة الاحتلال أن تتحمّل وحدها مسؤولية استمرار الحرب والقصف المتبادل مع «الحوثيين»، وأن على الكيان أن يوقف هذه الحرب إذا عجزت عن مواصلتها، وأن عليها بالتالي أن توقفها في غزّة إذا عجزت عن تحمّل أعباء وتبعات القصف «الحوثي» الذي بات كما يجمع الخبراء، كل الخبراء خطراً إلى أبعد حدود الخطر، إضافة إلى مفاعيله المعنوية الهائلة على دولة الاحتلال. باختصار، مهّد ترامب كل الأرضية المناسبة والمواتية، أيضاً، لزيارته إلى المنطقة، وطرح مبادراته المتوقعة على أكثر من صعيد سياسي واقتصادي، وعلى مستويات إستراتيجية تعكس تمسّكه بإستراتيجية إعادة بناء الاقتصاد العسكري الأميركي، وإعادة تعملقه، وهي عملية تحتاج إلى الاستقرار، والتهدئة، وإعطاء الفرص، وليس الحروب واستمرارها، خصوصاً عندما تكون على حساب المصالح العليا للدولة الأميركية. وقع نتنياهو في الفخّ، ولم يعد لديه سوى أن يغادر الحلبة. ترامب أغدق عليه، وطبطب على كتفيه، ومكّنه من مواصلة الإبادة الجماعية والكارثية، ووفّر له كل ما أراد، لكن نتنياهو حاول أن يلعب ويتلاعب بترامب، وحاول أن يوحي للطواقم الصهيونية المحيطة بالأخير أن نتنياهو ما زال اللاعب أو ما زال لاعباً قوياً في أروقة البيت الأبيض، فكانت له اللكمة الأولى التي تلقّاها باتفاق وقف إطلاق النار بين أميركا و»الحوثيين». المقاربة التي سيطرحها ترامب، ومن أجل «شفط» تريليونات دول الخليج وضخّها في الاقتصاد الأميركي لن تكون سوى «إطار» عام من دون أي التزامات ملموسة، ولكنها مقاربة ستؤدّي في نهاية المطاف القريب إلى إنهاء الحرب الهمجية على القطاع، وإلى البدء الفعلي بمرحلة جديدة من التهدئة الإقليمية الشاملة. ستنشط القوى الإقليمية كلها لإعادة تموضعها، ولإعادة دورها ومكانتها في خارطة الإقليم. واضح لكلّ مراقب أن إيران ستكون قد تجنّبت الحرب الكبرى عليها، وأنها ستحصل على اعتراف دولي بحقها في امتلاك التقنية النووية، وسيتم شرعنة هذا الحق مقابل إعادة اندماجها في الاقتصاد الإقليمي والدولي على حد سواء. وواضح على هذا الصعيد أن إيران ستتنازل عن كثير من أدوارها «السابقة» مقابل ذلك، وستتغير وسائلها وأدواتها في تحقيق مصالحها «القومية». أما المملكة العربية السعودية، وكما أشرنا أكثر من مرة في المقالات المشار إليها فإنها ستتكرّس كدولة إقليمية كبرى بدور سياسي جديد وكبير، وستكرّس كقيادة أولى للإقليم العربي والإسلامي. «الحوثيون» موضوعياً خرجوا وسيخرجون منتصرين من هذه المواجهة، وقد نكون أمام مفاجأة العصر العربي بتحوّل بلادهم إلى دولة إقليمية جديدة من خلال ما تملكه من إمكانيات عسكرية، ولكن وقبل كل شيء من خلال ما تملكه من إرادة وطنية، ومن موقف داعم لفلسطين بصورة لم يسبق أن وقفته أي دولة عربية. دولة الاحتلال العنصرية والفاشية هي الخاسر الأكبر، وتركيا ستتحجّم كثيراً عمّا كانت عليه قبل «سقطتها» بالاندماج في مخطّط الدولة العبرية، ومخطّط الولايات المتحدة لتدمير سورية، وتفتيتها، أو محاولة تفتيتها. إذا تمكّن ترامب من إرساء قواعد ملزمة لمقاربته المتوقعة فإن الإقليم كله يصبح في الطريق للمرّة الأولى نحو البحث عن المقاربة الأصعب، مقاربة تلبّي الحدود الدنيا من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وهي المقاربة التي تعني ــ بصرف النظر عمّا ستكون عليه من حالة إجحاف بهذه الحقوق ــ أن المشروع الاستعماري الصهيوني سيعود إلى حجمه الحقيقي، وهو حجم يوازي في قيمته النوعية الجديدة ما يشبه الانكفاء التاريخي.

جريدة الايام
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- جريدة الايام
ترامب يسدّد أوّل لكمة لنتنياهو!
على عكس كل توقعات بنيامين نتنياهو، وكل طواقمه الحكومية والحزبية الفاشية، وعلى عكس التوقعات كلها أعلن دونالد ترامب «انسحابه» من الحرب مع جماعة أنصار الله «الحوثيين» اليمنية، والوصول إلى وقف لإطلاق النار بوساطة عُمانية ناجحة على ما يبدو، والبيان العُماني هو القول الفصل، بصرف النظر عن تشدُّقات ترامب عن سياق هذا الاتفاق. الاتفاق بكلّ المقاييس انعطافة كبيرة ستغيّر كل المشهد الإقليمي، وستقلب كل أوضاعه رأساً على عقب، وستبعثر كل الأوراق التي كان يلعبها نتنياهو، وكل الأوراق التي راهن عليها. ما الذي جرى حتى ينقلب ترامب على نتنياهو؟ ولماذا أقدم على هذه الخطوة الانعطافية والمفصلية في هذه اللحظات الحاسمة، والتي هي لحظات على أعلى درجات الدقّة والحساسية؟ دعونا نعد إلى سياقات أخرى في محاولة الإجابة عن هذا السؤال. على مدار الأسابيع السابقة، وفي عدة مقالات متتابعة قلنا إن ترامب بنى إستراتيجية على مقولة إعادة العظمة إلى أميركا بواسطة إعادة بناء وإعادة تسليح هذا الاقتصاد بتكنولوجيات جديدة تعتمد على منظومات جديدة تحتاج إلى كميات كبيرة من المعادن الحيوية، وإلى معادن أخرى نادرة لا تتوفر لدى بلاده. أثرياء أميركا الذين أيّدوا ترامب، والذين أوصلوه إلى البيت الأبيض اتفقوا معه على هذه الإستراتيجية، وأقنعوه أنّ الاقتصاد الأميركي لن يتمكن من منافسة الصين، ولا بمجاراة روسيا في الصناعة والإنتاج المدني والعسكري إلّا بضخّ تريليونات كثيرة في مجال إعادة تسليح الاقتصاد الأميركي على هيئة تدفُّقات مالية يقوم هؤلاء الأثرياء بتوظيفها في دوراتهم الاقتصادية لإعادة بيعها للدولة الأميركية، وبذلك يجني هؤلاء الأرباح الخيالية، ويعود الاقتصاد الأميركي لموقع القوة والكفاءة والريادة العالمية، لكي يصار فيما بعد، وليس قبل ذلك أبداً الى إعادة تسيُّد المشهد العالمي من على قاعدة اقتصادية جديدة وصلبة وراسخة حسب رؤاهم. لهذا كله فإن الحروب ستبقى مؤجلة إلى ما بعد إنجاز هذه الإستراتيجية، والحقيقة أنّ الحروب إذا لم تكن صغيرة وسهلة بحيث لا تتورّط أميركا بحروب أكبر وأخطر منها هي إحدى ركائز و»ثوابت» ترامب. قلنا في المقالات المشار إليها إن ترامب، وكذلك بلاده لن تخوض حرباً إقليمية طاحنة لإرضاء نتنياهو، لكنها مستعدة فقط لخوضها إذا كان «أمن ووجود» دولة الاحتلال مهدّداً بصورة حقيقية كما كان عليه الأمر في الأيام التي أعقبت هجوم «طوفان الأقصى»، وقد رمت بكلّ ثقلها في هذه الحرب العدوانية من على هذه القاعدة، بل وتولّت بنفسها قيادتها، وعلى كل جبهاتها من أجل عدم هزيمة دولة الاحتلال، وقد تمكنت من ذلك فعلاً، وبالرغم من أن جو بايدن قد تساوق مع طموحات «الائتلاف العنصري الفاشي» الذي يرأسه نتنياهو، وبالرغم من كل الدعم الذي قدمه ترامب لهذا «الائتلاف» إلّا أن نتنياهو، وبسبب المأزق الخاص الذي يعيشه على كل المستويات الداخلية والخارجية، الميدانية والعملياتية «طوّر» الأمر إلى «إستراتيجية» جديدة نحو هيمنة كيانه الكولونيالي على الإقليم كلّه، ونحو بناء كيان السيطرة الكاملة على دول المحيط من خلال الأهداف كلّها، بأقصى درجات القتل والتدمير والإبادة، وأدخل نفسه في حروب عدوانية لا يمكنه الانتصار بها إلّا بتوريط أميركا بها. أُعطي نتنياهو السلاح والوقت وكل الإمكانيات لكنه لم يتمكن من حسم أي جبهة بما في ذلك السورية، حيث بدأت الأمور تنقلب بصورة تدريجية إلى آخر ما كان يهدف له، وإلى عكس كل مراهناته على نظام أحمد الشرع بعد أن ثبت له أن الأخير لا يملك أيّة أوراق حقيقية في المشهد السوري، بل وثبت له أن الإذعان الكامل للشرع حتى لو أراد لن «يحلّ» أزمته، بل ربّما سيفاقمها أكثر وأكثر. غلطة الشاطر، و»الحقيقة أن نتنياهو لم يعد شاطراً كما كان»، كانت عندما حاول أن يخرب المحادثات الأميركية الإيرانية من دون علم ترامب، ومن وراء ظهره، فما كان من ترامب، وعلى الفور، ومن دون أيّ إبطاء بأن أقال «زلمة» نتنياهو في البيت الأبيض، وقرّر أن يلقّن الأخير الدرس الأوّل في لعبة من يحكم، ومن يتحكّم بالبيت الأبيض. وقبل أن تتعرّض حاملاته وبوارجه وسفنه في البحر الأحمر لعمليات كبيرة من التدمير أو الإصابات القاتلة، وخصوصاً بعد تدمير طائرتين من سلاح الجو الأميركي، وقبل أن تؤدّي عمليات القصف المتبادل ما بين جماعة أنصار الله «الحوثيين» اليمنية، ودولة الاحتلال إلى اشتعال حرائق كبيرة تطال الموانئ والمطارات وتجمعات الطاقة والصناعات الحسّاسة والخطرة، قبل أن تؤدّي إلى كل ذلك، وربما إلى ما هو أخطر من ذلك أعلن ترامب قراره بوقف إطلاق النار مع «الحوثيين». انسحاب البحرية الأميركية من البحر الأحمر أو تجميد نشاطها العسكري كلياً يعني أن على دولة الاحتلال أن تتحمّل وحدها مسؤولية استمرار الحرب والقصف المتبادل مع «الحوثيين»، وأن على الكيان أن يوقف هذه الحرب إذا عجزت عن مواصلتها، وأن عليها بالتالي أن توقفها في غزّة إذا عجزت عن تحمّل أعباء وتبعات القصف «الحوثي» الذي بات كما يجمع الخبراء، كل الخبراء خطراً إلى أبعد حدود الخطر، إضافة إلى مفاعيله المعنوية الهائلة على دولة الاحتلال. باختصار، مهّد ترامب كل الأرضية المناسبة والمواتية، أيضاً، لزيارته إلى المنطقة، وطرح مبادراته المتوقعة على أكثر من صعيد سياسي واقتصادي، وعلى مستويات إستراتيجية تعكس تمسّكه بإستراتيجية إعادة بناء الاقتصاد العسكري الأميركي، وإعادة تعملقه، وهي عملية تحتاج إلى الاستقرار، والتهدئة، وإعطاء الفرص، وليس الحروب واستمرارها، خصوصاً عندما تكون على حساب المصالح العليا للدولة الأميركية. وقع نتنياهو في الفخّ، ولم يعد لديه سوى أن يغادر الحلبة. ترامب أغدق عليه، وطبطب على كتفيه، ومكّنه من مواصلة الإبادة الجماعية والكارثية، ووفّر له كل ما أراد، لكن نتنياهو حاول أن يلعب ويتلاعب بترامب، وحاول أن يوحي للطواقم الصهيونية المحيطة بالأخير أن نتنياهو ما زال اللاعب أو ما زال لاعباً قوياً في أروقة البيت الأبيض، فكانت له اللكمة الأولى التي تلقّاها باتفاق وقف إطلاق النار بين أميركا و»الحوثيين». المقاربة التي سيطرحها ترامب، ومن أجل «شفط» تريليونات دول الخليج وضخّها في الاقتصاد الأميركي لن تكون سوى «إطار» عام من دون أي التزامات ملموسة، ولكنها مقاربة ستؤدّي في نهاية المطاف القريب إلى إنهاء الحرب الهمجية على القطاع، وإلى البدء الفعلي بمرحلة جديدة من التهدئة الإقليمية الشاملة. ستنشط القوى الإقليمية كلها لإعادة تموضعها، ولإعادة دورها ومكانتها في خارطة الإقليم. واضح لكلّ مراقب أن إيران ستكون قد تجنّبت الحرب الكبرى عليها، وأنها ستحصل على اعتراف دولي بحقها في امتلاك التقنية النووية، وسيتم شرعنة هذا الحق مقابل إعادة اندماجها في الاقتصاد الإقليمي والدولي على حد سواء. وواضح على هذا الصعيد أن إيران ستتنازل عن كثير من أدوارها «السابقة» مقابل ذلك، وستتغير وسائلها وأدواتها في تحقيق مصالحها «القومية». أما المملكة العربية السعودية، وكما أشرنا أكثر من مرة في المقالات المشار إليها فإنها ستتكرّس كدولة إقليمية كبرى بدور سياسي جديد وكبير، وستكرّس كقيادة أولى للإقليم العربي والإسلامي. «الحوثيون» موضوعياً خرجوا وسيخرجون منتصرين من هذه المواجهة، وقد نكون أمام مفاجأة العصر العربي بتحوّل بلادهم إلى دولة إقليمية جديدة من خلال ما تملكه من إمكانيات عسكرية، ولكن وقبل كل شيء من خلال ما تملكه من إرادة وطنية، ومن موقف داعم لفلسطين بصورة لم يسبق أن وقفته أي دولة عربية. دولة الاحتلال العنصرية والفاشية هي الخاسر الأكبر، وتركيا ستتحجّم كثيراً عمّا كانت عليه قبل «سقطتها» بالاندماج في مخطّط الدولة العبرية، ومخطّط الولايات المتحدة لتدمير سورية، وتفتيتها، أو محاولة تفتيتها. إذا تمكّن ترامب من إرساء قواعد ملزمة لمقاربته المتوقعة فإن الإقليم كله يصبح في الطريق للمرّة الأولى نحو البحث عن المقاربة الأصعب، مقاربة تلبّي الحدود الدنيا من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وهي المقاربة التي تعني ــ بصرف النظر عمّا ستكون عليه من حالة إجحاف بهذه الحقوق ــ أن المشروع الاستعماري الصهيوني سيعود إلى حجمه الحقيقي، وهو حجم يوازي في قيمته النوعية الجديدة ما يشبه الانكفاء التاريخي.