logo
#

أحدث الأخبار مع #«ناتو»

بوتين يشن أكبر هجوم جوي على أوكرانيا قبل الاتصال بترامب
بوتين يشن أكبر هجوم جوي على أوكرانيا قبل الاتصال بترامب

الجريدة

time١٨-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجريدة

بوتين يشن أكبر هجوم جوي على أوكرانيا قبل الاتصال بترامب

استبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثاته مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الهادفة لوقف حمام الدم بين بلاده وأوكرانيا، وشنّ ليل السبت - الأحد أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة على أوكرانيا منذ بدء الحرب، مستهدفاً الكثير من المناطق، من بينها العاصمة كييف، حيث قُتلت امرأة، وفقاً للسلطات. ونفّذ الجيش الروسي هجمات بـ «273 طائرة بدون طيار متفجّرة من طراز شاهد، وأخرى تضليلية»، وأشار سلاح الجو الأوكراني إلى أنه دمّر 88 من هذه المسيّرات بواسطة الدفاعات الجوية، بينما فُقد أثر 128 أخرى. ولاحقاً، شدّد بوتين على أنّه يريد «القضاء» على «أسباب» النزاع و«ضمان أمن» روسيا، مؤكداً أن جيشه، الذي يحتل 20 بالمئة من الأراضي الأوكرانية منذ 2022، لايزال يملك «ما يكفي من القوات والموارد» لتحقيق هذا الهدف. وعشية اتصال ترامب مع بوتين، التقى نائبه جي دي فانس، أمس، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمرة الأولى منذ مشادتهما الكلامية غير المسبوقة في البيت الأبيض يوم 28 فبراير الماضي. وبعد أن تصافحا صباحاً في ساحة القديس بطرس، على هامش احتفال الكرسي الرسولي بتنصيب البابا ليو الرابع عشر وبدء حبريته، اجتمع دي فانس وزيلينسكي في مقر إقامة السفير الأميركي في إيطاليا، وتحدثا نصف ساعة، وانضم إليهما وزير الخارجية ماركو روبيو. وقيل اللقاء، كتب ترامب، على منصته: «سأتحدث، عبر الهاتف، مع الرئيس بوتين يوم الاثنين عند الساعة 10:00 صباحاً لوقف «حمام الدم»، الذي يودي، في المتوسط، بحياة أكثر من 5000 جندي روسي وأوكراني أسبوعياً، إلى جانب التجارة. وأشار ترامب إلى أنه سيتحدث بعد ذلك مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وعدد من أعضاء «ناتو». وقال: «نأمل أن يكون يوماً مثمراً»، وأن «يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار». وفي وقت سابق، أكدت موسكو أن اللقاء «ممكن» بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني، بشرط أن تسبقه «اتفاقات» تبدو مستبعدة حالياً. وفي ختام أول محادثات مباشرة منذ ربيع 2022، اتفق وفدا روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، يوم الجمعة، على عقد جولة جديدة من المفاوضات وإجراء تبادل للأسرى على نطاق واسع يشمل 1000 شخص من كل جانب. وفي اليوم التالي، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، من أن المفاوضات الفاشلة قد تفضي إلى حرب أشد ضراوة وفتكاً. وحث مدفيديف كل من يوجهون لروسيا الإنذارات التفاوضية الأخيرة أن يدركوا أن المفاوضات لا تؤدي بالضرورة إلى وقف الأعمال العدائية. وكتب: «على أعداء روسيا الذين يضعون الإنذارات التفاوضية الأخيرة أن يتذكروا شيئاً بسيطاً جداً، هو أن المفاوضات في حد ذاتها لا تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية»، مضيفاً أن «المفاوضات غير الناجحة يمكن أن تؤدي إلى مرحلة أكثر فظاعة من الحرب، بأسلحة أعتى وبمشاركين جدد». في غضون ذلك، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، أمس الأول، إن أوروبا بعيدة كل البعد عن الحديث عن نشر قوات في أوكرانيا، وإن الجهود تتركز حالياً على التوصل إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار من جانب روسيا.

دموع أوروبا واللبن المسكوب
دموع أوروبا واللبن المسكوب

مصرس

time٢٢-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • مصرس

دموع أوروبا واللبن المسكوب

الرقعة بين الخصمين تشير إلى أن بوتين كان يلعب الشطرنج بينما الأوروبيون لعبوا الطاولة الرقعة بين الخصمين تشير إلى أن بوتين كان يلعب الشطرنج بينما الأوروبيون لعبوا الطاولةفى لعبة الشطرنج، يتمتع اللاعب الذى يبدأ بالحركة الأولى «الأبيض» بميزة استراتيجية، خاصة عندما يكون المنافسون على مستوى عالٍ من المهارة. الأمر نفسه ينطبق على الحروب، حيث يرى الخبراء أن الطرف الذى يبدأ المعركة وهو يمتلك خطة مدروسة يحظى بميزة أكبر.تلك الفكرة تنطبق بشكل واضح على الصراع الروسى الأوكرانى فبعد الاعلان عن نية ضم اوكرانيا لحلف الشمال الأطلسى «ناتو» وتعريض الأمن القومى الروسى للخطر قرر الرئيس فلاديمير بوتين، أن يبدأ المعركة فى المكان والزمان المناسبين ومباشرة بعد عالم منهك من فيروس كورونا..السنوات الثلاث الماضية أثبتت أن بوتين لاعب استراتيجى مخضرم..فقد تحمل عقوبات اقتصادية عالمية غير مسبوقة 22 ألف عقوبة!! فضلا عن ضغوط سياسية وحملات دعائية ونفسية أوروبية وأمريكية بل وإسقاط نقاط قوته فى سوريا..ما نراه اليوم من تخلى أمريكى واضح عن دعم اوكرانيا وأوروبا هو مؤشر قوى أن بوتين أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهداف حربه بل وضم أراضٍ إضافية إلى روسيا تشكل 20 ٪ من أوكرانيا.فى العلوم العسكرية يوجد كتاب لا يستغنى عنه العسكريون فى حقائبهم حيث يضم نظريات الحرب لقائد عسكرى محنك من القرن الثامن عشر هو كارل كلاوزفيتز ..يمتلك هذا الرجل سلسلة من الكتب بعنوان «عن الحرب» و شكّلت نظرياته وفلسفته كل حرب تم خوضها على مدى القرنين الماضيين ..كلاوزفيتز يرى أن الحرب هى جزء من سلسلة متصلة تشمل التجارة والدبلوماسية وكل التفاعلات الأخرى التى تقع بين الشعوب والحكومات. باختصار الحرب فى فلسفته هى فن يضم عدد من العلوم مثل الفيزياء والجغرافيا وعلم النفس، إلخ، والقائد العسكرى الناجح هو الذى يمزج بين ألوان هذه العلوم لتحقيق انتصاره. وهذا بالضبط ما فعله بوتين، حيث استغل الظروف الجيوسياسية والتحركات الخاطئة لضم أوكرانيا ل «ناتو» وتوقعه بتغيرات فى السياسة الأمريكية لتحقيق اهدافه...الرقعة بين الخصمين تشير إلى أن بوتين كان يلعب الشطرنج بينما الأوروبيون لعبوا الطاولة فبينما الاول تحرك باستراتيجية مدروسة قام الطرف الثانى بأشعال المعركة برهان أن الدب الروسى لن يستطيع الصمود أو التحرك أمام الضغوط الاقتصادية والقوة الأوروأمريكية وهو رهان لم يحدث.الاثنين الماضى بكى رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن أمام العالم عقب خطاب نارى لنائب الرئيس الأمريكى جيمس فانس وبخ فيه أوروبا من عدم احترامها لحرية التعبير وحقوق الإنسان مما يجعلهم مختلفين عن القيم الأمريكية!!.. لحظة بكاء رئيس المؤتمر تأتى لإدراكه أن 75 سنة من التحالف فى حلف شمال الأطلسى «ناتو» على وشك الانهيار..عشرات الآلاف من القوات الأمريكية قد تنسحب من أوروبا خلال الفترة المقبلة.. الدول الأوروبية أصبحت مجبرة على الإسراع بتطوير جيوشها وزيادة الانفاق العسكرى وهو أمر يستغرق سنوات...بعد الحرب الباردة، فككت أجزاء كثيرة من أوروبا دباباتها وأغلقت المصانع التى كانت تصنع الذخيرة لاعتمادها على القوة الأمريكية.. ترامب يرى أن أوروبا استغلت تلك القوة لسنوات ولم تدفع مقابلها..الخبراء الأوروبيون يتوقعون إذا لم تستعد أوروبا بجبوشها خلال عامين أو ثلاثة فإن هجوما روسيا جديدا سيلتهم قطعة جديدة من دول البلطيق أو بولندا وهو ما يهدد بالتهامها قطعة تلو الأخرى..الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قال أمس إنه سيبلغ ترامب «بأنه إذا سمح لروسيا بالسيطرة على أوكرانيا فلن يكون من الممكن إيقافها»الجميع يترقب اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين والذى ستجرى محادثاته بعيدًا عن أوروبا والأوكرانيين أنفسهم وهو ما يعكس لعبة القوة ..ترامب يرى أن الولايات المتحدة وروسيا هما اللاعبان الرئيسيان فى هذه الأزمة وأن بقية الأطراف (أوروبا وأوكرانيا) مجرد قطع ثانوية على الرقعة الجيوسياسية ويسعى أن تكون خطواته الطريق الأسرع والأكثر فعالية لإنهاء الصراع حتى لو كان ذلك على حساب حلفائه الأوروبيين..فهل تستطيع الدموع الأوروبية استرجاع لبن التحالف الأمريكى المسكوب .

وسطاء الصفقات بدلاء ترامب عن رجال الدولة
وسطاء الصفقات بدلاء ترامب عن رجال الدولة

معا الاخبارية

time١٧-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • معا الاخبارية

وسطاء الصفقات بدلاء ترامب عن رجال الدولة

تثير لقاءات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع ضيوفه، وتصريحاته الإعلامية، قلقاً في عدة أوساط على امتداد العالم، بما فيها أوروبا الغربية، التي تنتظم معظمُ دولها في حلف واحد مع الولايات المتحدة الأميركية هو حلف شمال الأطلسي «ناتو». وكان هذا الحلف قد قام أساساً على «عقيدة قتالية» واحدة في مواجهة الاتحاد السوفياتي، الذي كانت تعتبره الدول الغربية نقيضاً آيديولوجياً واقتصادياً للمُثل والثقافة والمصالح الغربية يتجسد في قوة شيوعية كبيرة مخترقة للحدود، وطامحة لتطبيق نموذجها عالمياً. لقد كان «ناتو» أحد ثلاثة أحلاف قادت واشنطن عملية تشكيلها في أوروبا («ناتو»)، والشرق الأوسط (حلف بغداد الذي صار الحلف الأوسط «سنتو»)، وجنوب شرق آسيا (خلف جنوب شرق آسيا «سياتو»)؛ بهدف «احتواء» الخطر الشيوعي المتمدد من الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية. وبمرور السنين، وطوال معظم «الحرب الباردة»، توزّعت دول المناطق الثلاث - وغيرها - بين «حلفاء» لواشنطن، و«خصوم» لها يعتمدون على دعم السوفيات والصينيين. وحتى بعد تأسيس إسرائيل، ثم انهيار الاتحاد السوفياتي، وظهور دولة قومية كبرى على أنقاضه هي جمهورية روسيا الاتحادية، ظلت علاقات الماضي بمعظمها راسخة. في الشرق الأوسط، مواقف الرئيس ترمب الأخيرة، وعلى رأسها تهجير أبناء قطاع غزة وترحيلهم إلى الأردن ومصر ودول أخرى، صدمت كثيرين من الحلفاء والأصدقاء لواشنطن في المنطقة. والمعروف أن الديمقراطيين كانوا قد خسروا الانتخابات الأميركية الأخيرة، نتيجة جُبنهم ولا مبدئيتهم، أمام حملة جمهورية شعبوية متشددة فكرياً ودينياً، يديرها من وراء الستار أعتى عُتاة داعمي «إسرائيل الكبرى»، مثل شيلدون إيدلسون وعائلته، و«إعلام» روبرت مردوخ التأجيجي، و«أوليغارشيي» الإعلام الجديد. ولكن، انتصار دونالد ترمب لم يقتصر على استعادته البيت الأبيض، إذ استعاد الجمهوريون أيضاً تحت قيادته مجلسي الكونغرس، من دون أن ننسى الغلبة اليمينية المحافِظة المؤيدة له على المحكمة العليا. وهكذا، شعر الرجل بأن الشعب الأميركي منحه تفويضاً مطلقاً ليفعل ما يشاء، بما في ذلك إعادة تركيب المؤسسات، وانتهاك القانون والأعراف، ونسف ثوابت التفاهمات العريضة التي تشكل أسس الديمقراطية السليمة القائمة على المحاسبة وتداول السلطة. هذا في الشأن الداخلي، حيث يبدو أن المعارضة الديمقراطية المرتبكة لا تزال تعيش صدمة هزيمتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن المشهد الخارجي لا يقلّ خطورة على الإطلاق، وسط سيل «الأوامر الرئاسية» الترمبية الجامحة. عربياً، كان صادماً ليس فقط البُعد اللاإنساني في طرح ترمب حيال غزة، بل إصراره عليه، حتى بعدما استُقبل هذا الطرح بسلبية من كل الجهات المعنية مباشرة، طبعاً باستثناء الشريك والمحرِّض الإسرائيلي الليكودي. وطبعاً، دفع هذا الواقع إلى تنادي عدد من الدول العربية للتعامل مع وضع مُقلق يهدد بتعقيدات إقليمية لا تنتهي. غير أن واقع علاقات واشنطن، اليوم، مع العرب، يمكن تعميمه عالمياً. والحال، إن أصواتاً مسؤولة بدأت ترتفع من قلب مؤسسات السلطة الأميركية، ولا سيما الدفاع والاستخبارات، محذِّرة من مخاطر مسار الإدارة الجديد على علاقات واشنطن ومصالحها التاريخية. إذ أدهش بعض الأميركيين «استعداء» ترمب، من دون أي مبرّر، «جارتيْ» أميركا شمالاً وجنوباً... كندا والمكسيك. وذلك بدءاً بإعلان رغبته بضم كندا إلى الولايات المتحدة، وشنّه «حرباً اقتصادية» جديدة على المكسيك، بعدما بدأ ولايته الرئاسية بمشروع «جدار الفصل» الحدودي. وكما شاهدنا ونشهد، غدت «الحروب الاقتصادية» عبر التعرفة الجمركية سلاحاً ماضياً تستخدمه واشنطن راهناً ضد كل قيادة أو دولة لا يروق لها استقلاليتها... أيضاً، كان صادماً إعلان ترمب، من جانب واحد، إصراره على الاستحواذ على جزيرة غرينلاند الضخمة التابعة للدنمارك، التي هي شريكة تجارية وأطلسية لأميركا... رغم الرفض الدنماركي المتكرّر. وكذلك، تحويله أنظاره باتجاه بنما ليُعرب عن حقه بالاستحواذ على قناة بنما الواصلة بين المحيطين الأطلسي والهادئ. وبالتوازي، استقبل مشرِّعون في الكونغرس، وجنرالات في «البنتاغون»، وخبراء في مراكز الأبحاث، ومسؤولون في الأحلاف العسكرية - منها «ناتو» - بهلع واستنكار عدداً من التعيينات الأخيرة في إدارة ترمب، بينها تعيين بيتر هيغسيث (المعلِّق اليميني في قناة «فوكس» التابعة لمردوخ) وزيراً للدفاع، والنائبة السابقة تولسي غابارد (المدافعة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري السابق بشار الأسد) مديرة للاستخبارات الوطنية!! وزاد المشهد «عبثية»، بالأمس، كلام نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، العدائي والمسيء عن الاتحاد الأوروبي، والدعم العلني من إدارة ترمب - بالذات من الملياردير إيلون ماسك - لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، بما فيها حزب «البديل لألمانيا» النيو نازي، وحزب «الإصلاح» البريطاني اليميني المعارض للمهاجرين. وبذا استُفزَّ أبرز حليفين استراتيجيين لواشنطن في أوروبا. ومن ثم، اكتملت الصورة أوروبياً، مع انقلاب ترمب وإدارته على أوكرانيا، وتأكيده ثقته بالزعيم الروسي فلاديمير بوتين، ورغبته بالتفاهم معه، ولو على حساب إجبار أوكرانيا على التخلي عن بعض أراضيها لروسيا... وأخيراً، إزاء آسيا، مارس ترمب سياسة الفرض والإخضاع على ضيفه رئيس الوزراء اليميني المتشدد الهندي ناريندرا مودي، المفترض به أن يكون أوثق حلفاء أميركا في القارة إذا حصلت مواجهة كبرى بينها وبين الصين، سواءً بسبب التجارة أو تايوان. إذ «أُجبر» مودي على القبول بشراء مزيد من النفط الأميركي (!) والسيارات الأميركية، وكذلك طائرات حربية متطورة من طراز «إف 35 إس» (لم تطلب نيودلهي شراءها أصلاً)، وتعديلات تتيح للهند شراء مزيد من المفاعلات النووية الأميركية. في ضوء كل ما سبق، لا شك أبداً في صدق قول إسحاق الموصلي: لكلِّ دهرٍ دولةٌ ورجالُ

وسطاء الصفقات «بُدلاء» ترمب عن رجال الدولة
وسطاء الصفقات «بُدلاء» ترمب عن رجال الدولة

العرب اليوم

time١٧-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العرب اليوم

وسطاء الصفقات «بُدلاء» ترمب عن رجال الدولة

تثير لقاءات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع ضيوفه، وتصريحاته الإعلامية، قلقاً في عدة أوساط على امتداد العالم، بما فيها أوروبا الغربية، التي تنتظم معظمُ دولها في حلف واحد مع الولايات المتحدة الأميركية هو حلف شمال الأطلسي «ناتو». وكان هذا الحلف قد قام أساساً على «عقيدة قتالية» واحدة في مواجهة الاتحاد السوفياتي، الذي كانت تعتبره الدول الغربية نقيضاً آيديولوجياً واقتصادياً للمُثل والثقافة والمصالح الغربية يتجسد في قوة شيوعية كبيرة مخترقة للحدود، وطامحة لتطبيق نموذجها عالمياً. لقد كان «ناتو» أحد ثلاثة أحلاف قادت واشنطن عملية تشكيلها في أوروبا («ناتو»)، والشرق الأوسط (حلف بغداد الذي صار الحلف الأوسط «سنتو»)، وجنوب شرق آسيا (خلف جنوب شرق آسيا «سياتو»)؛ بهدف «احتواء» الخطر الشيوعي المتمدد من الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية. وبمرور السنين، وطوال معظم «الحرب الباردة»، توزّعت دول المناطق الثلاث - وغيرها - بين «حلفاء» لواشنطن، و«خصوم» لها يعتمدون على دعم السوفيات والصينيين. وحتى بعد تأسيس إسرائيل، ثم انهيار الاتحاد السوفياتي، وظهور دولة قومية كبرى على أنقاضه هي جمهورية روسيا الاتحادية، ظلت علاقات الماضي بمعظمها راسخة. في الشرق الأوسط، مواقف الرئيس ترمب الأخيرة، وعلى رأسها تهجير أبناء قطاع غزة وترحيلهم إلى الأردن ومصر ودول أخرى، صدمت كثيرين من الحلفاء والأصدقاء لواشنطن في المنطقة. والمعروف أن الديمقراطيين كانوا قد خسروا الانتخابات الأميركية الأخيرة، نتيجة جُبنهم ولا مبدئيتهم، أمام حملة جمهورية شعبوية متشددة فكرياً ودينياً، يديرها من وراء الستار أعتى عُتاة داعمي «إسرائيل الكبرى»، مثل شيلدون إيدلسون وعائلته، و«إعلام» روبرت مردوخ التأجيجي، و«أوليغارشيي» الإعلام الجديد. ولكن، انتصار دونالد ترمب لم يقتصر على استعادته البيت الأبيض، إذ استعاد الجمهوريون أيضاً تحت قيادته مجلسي الكونغرس، من دون أن ننسى الغلبة اليمينية المحافِظة المؤيدة له على المحكمة العليا. وهكذا، شعر الرجل بأن الشعب الأميركي منحه تفويضاً مطلقاً ليفعل ما يشاء، بما في ذلك إعادة تركيب المؤسسات، وانتهاك القانون والأعراف، ونسف ثوابت التفاهمات العريضة التي تشكل أسس الديمقراطية السليمة القائمة على المحاسبة وتداول السلطة. هذا في الشأن الداخلي، حيث يبدو أن المعارضة الديمقراطية المرتبكة لا تزال تعيش صدمة هزيمتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن المشهد الخارجي لا يقلّ خطورة على الإطلاق، وسط سيل «الأوامر الرئاسية» الترمبية الجامحة. عربياً، كان صادماً ليس فقط البُعد اللاإنساني في طرح ترمب حيال غزة، بل إصراره عليه، حتى بعدما استُقبل هذا الطرح بسلبية من كل الجهات المعنية مباشرة، طبعاً باستثناء الشريك والمحرِّض الإسرائيلي الليكودي. وطبعاً، دفع هذا الواقع إلى تنادي عدد من الدول العربية للتعامل مع وضع مُقلق يهدد بتعقيدات إقليمية لا تنتهي. غير أن واقع علاقات واشنطن، اليوم، مع العرب، يمكن تعميمه عالمياً. والحال، إن أصواتاً مسؤولة بدأت ترتفع من قلب مؤسسات السلطة الأميركية، ولا سيما الدفاع والاستخبارات، محذِّرة من مخاطر مسار الإدارة الجديد على علاقات واشنطن ومصالحها التاريخية. إذ أدهش بعض الأميركيين «استعداء» ترمب، من دون أي مبرّر، «جارتيْ» أميركا شمالاً وجنوباً... كندا والمكسيك. وذلك بدءاً بإعلان رغبته بضم كندا إلى الولايات المتحدة، وشنّه «حرباً اقتصادية» جديدة على المكسيك، بعدما بدأ ولايته الرئاسية بمشروع «جدار الفصل» الحدودي. وكما شاهدنا ونشهد، غدت «الحروب الاقتصادية» عبر التعرفة الجمركية سلاحاً ماضياً تستخدمه واشنطن راهناً ضد كل قيادة أو دولة لا يروق لها استقلاليتها... أيضاً، كان صادماً إعلان ترمب، من جانب واحد، إصراره على الاستحواذ على جزيرة غرينلاند الضخمة التابعة للدنمارك، التي هي شريكة تجارية وأطلسية لأميركا... رغم الرفض الدنماركي المتكرّر. وكذلك، تحويله أنظاره باتجاه بنما ليُعرب عن حقه بالاستحواذ على قناة بنما الواصلة بين المحيطين الأطلسي والهادئ. وبالتوازي، استقبل مشرِّعون في الكونغرس، وجنرالات في «البنتاغون»، وخبراء في مراكز الأبحاث، ومسؤولون في الأحلاف العسكرية - منها «ناتو» - بهلع واستنكار عدداً من التعيينات الأخيرة في إدارة ترمب، بينها تعيين بيتر هيغسيث (المعلِّق اليميني في قناة «فوكس» التابعة لمردوخ) وزيراً للدفاع، والنائبة السابقة تولسي غابارد (المدافعة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري السابق بشار الأسد) مديرة للاستخبارات الوطنية!! وزاد المشهد «عبثية»، بالأمس، كلام نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، العدائي والمسيء عن الاتحاد الأوروبي، والدعم العلني من إدارة ترمب - بالذات من الملياردير إيلون ماسك - لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، بما فيها حزب «البديل لألمانيا» النيو نازي، وحزب «الإصلاح» البريطاني اليميني المعارض للمهاجرين. وبذا استُفزَّ أبرز حليفين استراتيجيين لواشنطن في أوروبا. ومن ثم، اكتملت الصورة أوروبياً، مع انقلاب ترمب وإدارته على أوكرانيا، وتأكيده ثقته بالزعيم الروسي فلاديمير بوتين، ورغبته بالتفاهم معه، ولو على حساب إجبار أوكرانيا على التخلي عن بعض أراضيها لروسيا... وأخيراً، إزاء آسيا، مارس ترمب سياسة الفرض والإخضاع على ضيفه رئيس الوزراء اليميني المتشدد الهندي ناريندرا مودي، المفترض به أن يكون أوثق حلفاء أميركا في القارة إذا حصلت مواجهة كبرى بينها وبين الصين، سواءً بسبب التجارة أو تايوان. إذ «أُجبر» مودي على القبول بشراء مزيد من النفط الأميركي (!) والسيارات الأميركية، وكذلك طائرات حربية متطورة من طراز «إف 35 إس» (لم تطلب نيودلهي شراءها أصلاً)، وتعديلات تتيح للهند شراء مزيد من المفاعلات النووية الأميركية. في ضوء كل ما سبق، لا شك أبداً في صدق قول إسحاق الموصلي: لكلِّ دهرٍ دولةٌ ورجالُ.

وسطاء الصفقات «بُدلاء» ترمب عن رجال الدولة
وسطاء الصفقات «بُدلاء» ترمب عن رجال الدولة

الشرق الأوسط

time١٧-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

وسطاء الصفقات «بُدلاء» ترمب عن رجال الدولة

تثير لقاءات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع ضيوفه، وتصريحاته الإعلامية، قلقاً في عدة أوساط على امتداد العالم، بما فيها أوروبا الغربية، التي تنتظم معظمُ دولها في حلف واحد مع الولايات المتحدة الأميركية هو حلف شمال الأطلسي «ناتو». وكان هذا الحلف قد قام أساساً على «عقيدة قتالية» واحدة في مواجهة الاتحاد السوفياتي، الذي كانت تعتبره الدول الغربية نقيضاً آيديولوجياً واقتصادياً للمُثل والثقافة والمصالح الغربية يتجسد في قوة شيوعية كبيرة مخترقة للحدود، وطامحة لتطبيق نموذجها عالمياً. لقد كان «ناتو» أحد ثلاثة أحلاف قادت واشنطن عملية تشكيلها في أوروبا («ناتو»)، والشرق الأوسط (حلف بغداد الذي صار الحلف الأوسط «سنتو»)، وجنوب شرق آسيا (خلف جنوب شرق آسيا «سياتو»)؛ بهدف «احتواء» الخطر الشيوعي المتمدد من الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية. وبمرور السنين، وطوال معظم «الحرب الباردة»، توزّعت دول المناطق الثلاث - وغيرها - بين «حلفاء» لواشنطن، و«خصوم» لها يعتمدون على دعم السوفيات والصينيين. وحتى بعد تأسيس إسرائيل، ثم انهيار الاتحاد السوفياتي، وظهور دولة قومية كبرى على أنقاضه هي جمهورية روسيا الاتحادية، ظلت علاقات الماضي بمعظمها راسخة. في الشرق الأوسط، مواقف الرئيس ترمب الأخيرة، وعلى رأسها تهجير أبناء قطاع غزة وترحيلهم إلى الأردن ومصر ودول أخرى، صدمت كثيرين من الحلفاء والأصدقاء لواشنطن في المنطقة. والمعروف أن الديمقراطيين كانوا قد خسروا الانتخابات الأميركية الأخيرة، نتيجة جُبنهم ولا مبدئيتهم، أمام حملة جمهورية شعبوية متشددة فكرياً ودينياً، يديرها من وراء الستار أعتى عُتاة داعمي «إسرائيل الكبرى»، مثل شيلدون إيدلسون وعائلته، و«إعلام» روبرت مردوخ التأجيجي، و«أوليغارشيي» الإعلام الجديد. ولكن، انتصار دونالد ترمب لم يقتصر على استعادته البيت الأبيض، إذ استعاد الجمهوريون أيضاً تحت قيادته مجلسي الكونغرس، من دون أن ننسى الغلبة اليمينية المحافِظة المؤيدة له على المحكمة العليا. وهكذا، شعر الرجل بأن الشعب الأميركي منحه تفويضاً مطلقاً ليفعل ما يشاء، بما في ذلك إعادة تركيب المؤسسات، وانتهاك القانون والأعراف، ونسف ثوابت التفاهمات العريضة التي تشكل أسس الديمقراطية السليمة القائمة على المحاسبة وتداول السلطة. هذا في الشأن الداخلي، حيث يبدو أن المعارضة الديمقراطية المرتبكة لا تزال تعيش صدمة هزيمتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن المشهد الخارجي لا يقلّ خطورة على الإطلاق، وسط سيل «الأوامر الرئاسية» الترمبية الجامحة. عربياً، كان صادماً ليس فقط البُعد اللاإنساني في طرح ترمب حيال غزة، بل إصراره عليه، حتى بعدما استُقبل هذا الطرح بسلبية من كل الجهات المعنية مباشرة، طبعاً باستثناء الشريك والمحرِّض الإسرائيلي الليكودي. وطبعاً، دفع هذا الواقع إلى تنادي عدد من الدول العربية للتعامل مع وضع مُقلق يهدد بتعقيدات إقليمية لا تنتهي. غير أن واقع علاقات واشنطن، اليوم، مع العرب، يمكن تعميمه عالمياً. والحال، إن أصواتاً مسؤولة بدأت ترتفع من قلب مؤسسات السلطة الأميركية، ولا سيما الدفاع والاستخبارات، محذِّرة من مخاطر مسار الإدارة الجديد على علاقات واشنطن ومصالحها التاريخية. إذ أدهش بعض الأميركيين «استعداء» ترمب، من دون أي مبرّر، «جارتيْ» أميركا شمالاً وجنوباً... كندا والمكسيك. وذلك بدءاً بإعلان رغبته بضم كندا إلى الولايات المتحدة، وشنّه «حرباً اقتصادية» جديدة على المكسيك، بعدما بدأ ولايته الرئاسية بمشروع «جدار الفصل» الحدودي. وكما شاهدنا ونشهد، غدت «الحروب الاقتصادية» عبر التعرفة الجمركية سلاحاً ماضياً تستخدمه واشنطن راهناً ضد كل قيادة أو دولة لا يروق لها استقلاليتها... أيضاً، كان صادماً إعلان ترمب، من جانب واحد، إصراره على الاستحواذ على جزيرة غرينلاند الضخمة التابعة للدنمارك، التي هي شريكة تجارية وأطلسية لأميركا... رغم الرفض الدنماركي المتكرّر. وكذلك، تحويله أنظاره باتجاه بنما ليُعرب عن حقه بالاستحواذ على قناة بنما الواصلة بين المحيطين الأطلسي والهادئ. وبالتوازي، استقبل مشرِّعون في الكونغرس، وجنرالات في «البنتاغون»، وخبراء في مراكز الأبحاث، ومسؤولون في الأحلاف العسكرية - منها «ناتو» - بهلع واستنكار عدداً من التعيينات الأخيرة في إدارة ترمب، بينها تعيين بيتر هيغسيث (المعلِّق اليميني في قناة «فوكس» التابعة لمردوخ) وزيراً للدفاع، والنائبة السابقة تولسي غابارد (المدافعة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري السابق بشار الأسد) مديرة للاستخبارات الوطنية!! وزاد المشهد «عبثية»، بالأمس، كلام نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، العدائي والمسيء عن الاتحاد الأوروبي، والدعم العلني من إدارة ترمب - بالذات من الملياردير إيلون ماسك - لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، بما فيها حزب «البديل لألمانيا» النيو نازي، وحزب «الإصلاح» البريطاني اليميني المعارض للمهاجرين. وبذا استُفزَّ أبرز حليفين استراتيجيين لواشنطن في أوروبا. ومن ثم، اكتملت الصورة أوروبياً، مع انقلاب ترمب وإدارته على أوكرانيا، وتأكيده ثقته بالزعيم الروسي فلاديمير بوتين، ورغبته بالتفاهم معه، ولو على حساب إجبار أوكرانيا على التخلي عن بعض أراضيها لروسيا... وأخيراً، إزاء آسيا، مارس ترمب سياسة الفرض والإخضاع على ضيفه رئيس الوزراء اليميني المتشدد الهندي ناريندرا مودي، المفترض به أن يكون أوثق حلفاء أميركا في القارة إذا حصلت مواجهة كبرى بينها وبين الصين، سواءً بسبب التجارة أو تايوان. إذ «أُجبر» مودي على القبول بشراء مزيد من النفط الأميركي (!) والسيارات الأميركية، وكذلك طائرات حربية متطورة من طراز «إف 35 إس» (لم تطلب نيودلهي شراءها أصلاً)، وتعديلات تتيح للهند شراء مزيد من المفاعلات النووية الأميركية. في ضوء كل ما سبق، لا شك أبداً في صدق قول إسحاق الموصلي: لكلِّ دهرٍ دولةٌ ورجالُ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store