أحدث الأخبار مع #آلعمران،


24 القاهرة
منذ يوم واحد
- صحة
- 24 القاهرة
ما هي أحكام المرأة في الحج ؟.. الأزهر للفتوى يوضح
استعرض مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أحكام المرأة في الحج ، موضحا أن الحج فريضة على كل مسلم مستطيع رجلا كان أو امرأة؛ لقوله تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين، سورة آل عمران، الآية رقم: 97، لا يشترط لسفر المرأة لأداء حج الفريضة إذن زوجها عند جمهور الفقهاء، وإن لم تملك المرأة نفقة حج الفريضة من مالها لم يجب عليها، ومن إحسان زوجها إليها تحمل نفقة حجها. ما هي أحكام المرأة في الحج ؟ وأضاف الأزهر للفتوى، أنه يجوز حج المرأة عن غيرها؛ رجلا كان أو امرأة، بشرط حجها عن نفسها أولا، على أن تحرم المرأة بملابسها المعتادة الساترة لجميع جسدها عدا وجهها وكفيها؛ لقوله ﷺ: لا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين. ومن أحكام المرأة في الحج، أن تحافظ المحرمة على مشيتها المعتدلة أثناء الطواف والسعي، ولا يسن في حقها الرمل في الطواف، ولا الإسراع بين العلمين الأخضرين في المسعى، منوهًا أنه يجوز للحاجة غسل شعرها ونقضه وامتشاطه؛ لما روي أن النبي ﷺ قال لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: انقضي رأسك وامتشطي، فيما لا يجوز للمرأة حلق شعرها؛ بل الواجب تقصيره قدر أنملة الإصبع لإتمام النسك؛ لحديث سيدنا رسول الله ﷺ: ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير. وأضاف المركز، أنه يجوز للحاجة أخذ العقاقير الطبية لمنع الحيض، بشرط ألا تتضرر بذلك، أما إذا فاجأ الحيض المحرمة: فعليها أن تؤدي كل المناسك، غير أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري، وإذا فاجأها الحيض قبل أداء طواف الإفاضة، وخشيت فوات الرفقة؛ فلها أن تتحفظ وتحتاط جيدا وتطوف بالبيت. وأكد الأزهر للفتوى، أن حال تأدية الحاجة جميع المناسك وفاجأها الحيض بعد طواف الإفاضة؛ جاز لها السفر متى أرادت؛ وسقط عنها طواف الوداع؛ لما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن صفية بنت حيي زوج النبي ﷺ حاضت، فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: «أحابستنا هي» قالوا: إنها قد أفاضت قال: «فلا إذا».


الدستور
٢٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
تجديد الخطاب الدينى.. إعادة قراءة للواقع
حكم نادر من نوعه، أصدرته قاضية لبنانية الأسبوع الماضي على ثلاثة شبان مسلمين، أساؤوا للسيدة مريم العذراء.. فبدلًا من الزج بهم في السجن بتهمة ازدراء الدين، ألزمتهم بحفظ آيات من القرآن الكريم، تمجّد السيدة العذراء وابنها السيد المسيح، عليه السلام، واردة برابع أطول سورة في الكتاب الكريم، وهي (آل عمران)، المكونة من مائتي آية، وطلبت منهم حفظها عن ظهر قلب.. لعلهم يتعلمون من القرآن، ما جهلوه، فينصلح سلوكهم، ويتعلمون نفس ما نص عليه كتاب الله، كما قالى تعالى في آخر سورة البقرة ﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير﴾ الآية 285. الحكم الذي أثار ضجة إيجابية في لبنان، ولاقى استحسانًا من أعلى المستويات، أصدرته قاضية التحقيق في مدينة طرابلس، جوسلين متى، وتأثر به رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد_الحريري، فأسرع الى منصته في (تويتر) وحياها بتغريدة، إلى جانب كلمات كتبها رئيس الوزراء السابق، نجيب ميقاتي، أيضًا.. لم تجد هذه القاضية، حين مثل أمامها الشبان الثلاثة بتهمة إزدراء الأديان، أفضل من أن تطلب منهم حفظ قسم من القرآن الكريم من سورة آل عمران، ليتعلموا تسامح الدين الإسلامي ومحبته للسيدة العذراء، ففي رأيها، أن (القانون مدرسة وليس سجنًا فقط)، وفق تعبيرها عند نطقها بالحكم على من لم تطلق سراحهم، إلا بعد أن سمعت كلا منهم يقرأ الآيات غيبًا أمامها.. ومن الذين تأثروا بحكمها، كان وزير الدولة لشئون مكافحة الفساد اللبناني، نقولا تويني، الذي وصفه بـ (الحضاري)، وقال في تصريحه عبر وسائل إعلام محلية، ( نهنئ القاضية عليه، كما يعتبر قرارًا تأسيسيًا، يفتح مجالات قضائية مبتكرة، لمعالجة المشاكل الاجتماعية وحالات التعصب الديني). وقد اختصت سورة (آل عمران) باحتوائها على آيات، عن السيدة مريم وقصى خلق السيد المسيح، عليه السلام، بدءًا من الآية 33 الى الآية 59 من السورة، ومنها ما نقرأه في الآية 42 من التنزيل ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾.. كما ورد في الآية 45، ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ و* وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.. ثم تأتي بعدها آيات غنية بتمجيد (رسول السلام)، ومنها، ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾. ●●● الحكم الذي اصدرته القاضية اللبنانية، يفتح المجال واسعًا أمام التجديد في كل مجالات الحياة، حتى القانون التي تكمه مواد راسخة، في وقت يتحاشى فيه بعض المسلمين الاعتراف بضرورة التجديد، ليبقى كل شيء كما كان، كما يقول د. سلمان العودة.. (فليس في الإمكان أفضل مما كان)!!، إيثارًا للإلف وتوجسًا وارتيابًا من كل حديث وجديد أو مشتق منهما.. إذ يفضل هذا البعض أن يبقى فكره وخطابه ولغته وطريقته وعلمه متكلسًا مترهلًا مهترئًا ألف مرة، على أن تناله يد التجديد، أو تطاله بواعث التحديث وأسبابه، (إن ذلكم مظهر جلي من مظاهر الضعف والخور والهزيمة النفسية، كما أن الارتماء في أحضان كل جديد هزيمة نفسية). إن لفظة (الخطاب)، كلمة عربية فصيحة مستخدمة، والأصوليون كان يستخدمونها كثيرًا.. والخطاب هو المحاورة والمحادثة بين طرفين، ونسبته للدين يُقصد فيها الخطاب الذي يعتمد على مرجعية دينية في مخاطبته وأحكامه وبياناته، ويُقصد بـ (الخطاب الديني) ما يطرحه العلماء والدعاة والمنتمون إلى المؤسسات الإسلامية في بيان الإسلام والشريعة، سواء كان ذلك من خلال الخُطب أو المحاضرات أو التأليف أو البرامج الإعلامية وغيرها.. وقد يدخل في ذلك المناهج الدراسية الدينية في المدارس والجامعات الشرعية، بل يمكن أن يوسع مفهوم الخطاب الديني ليشمل النشاط الإسلامي والنشاط الدعوي وعمل الجماعات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية بشكل عام، الفقهي منها والعلمي والدعوي والتربوي، ونوع النشاط الذي تقوم به لتقييم مدى نجاحه وفشله وقربه من المقاصد العامة للتشريع، ومن بعد ذلك تقويمه وإصلاحه وتجديده. أما كيف يتم تجديد هذا الخطاب الديني؟.. فقد صح عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال، (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)، أخرجه أبو داود والحاكم وصححه.. فذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، تجديد الدين نفسه، والخطاب الديني جزء من هذا الدين وتجديده، والذين يقومون بعمل هذا التجديد جاؤوا بلفظ (مَن) فهو عام يشمل الفرد والجماعة، وفي ظل توسع الأمة واتساع رقعتها والانفتاح العالمي وتضخم الخلل الموجود في واقعها، فإن هذا الواقع يفرض أن هذا العمل التجديدي ليس شأن فرد واحد، بل مجموعات تتكامل فيما بينها، وتؤدي أدوارًا مختلفة وتخصصات علمية متباينة وحقول معرفية، تنتهي كلها عند مصب المصدر الأصلي (الشريعة). وهناك فرق بين الخطاب الديني والوحي المُنَزَّل، بمعنى أن الخطاب الديني يعتمد على الوحي في كثير من الحالات، لكنه يبقى في حدود العمل العقلي البشري، أو العمل الاجتهادي الذي يرتبط بإمكانيات الإنسان وقدرته وطاقته، فهو مثل خطاب الفقهاء والوعاظ والمصلحين الذي يمثل اجتهادًا من عندهم، ومفهوم (تجديد الخطاب الديني) يتنازعه طرفان: الأول، فئة تتحدث عن تجديد الخطاب الديني، ونعتقد أنه لا يمكن تجديد الخطاب الديني من خارج هذا الخطاب الديني نفسه، سواء بظروف محلية أو عالمية.. الثاني، بعض القوى الإسلامية الخائفة، التي اشتد بها الخوف، فإذا سمعت مثل هذا اللفظ ترامى إلى أذهانها أنها مؤامرة لتحريف الدين أو لتغيير الخطاب. إن تجديد هذا الخطاب ضرورة فطرية وبشرية؛ لأن هذا الخطاب الديني الحالي مُفكك وفردي، بينما يشهد العالم تجمعات وتطورات هائلة في مجال التقنية والمعلومات والاختراعات، ونعتقد بأن أية نهضة أو تنمية في العالم الإسلامي، التي ينادي بها المخلصون من دعاة الإصلاح، إن لم تصدر من مفهوم ديني، فهي محكوم عليها بالفشل، فلا بد من خطاب ديني واعٍ ومعاصر ومنضبط، يستطيع أن يضع هذه النهضة ويساعد عليها، ويدفعها لإخراج الأمة من هذا التيه والدوران الذي تدور فيه حول نفسها.. كما أن هذا التجديد الحي، قراءة واعية واعدة للنفس والآخر والواقع، وقراءة قادرة على إيجاد الحلول الشرعية المناسبة لمشكلات الواقع. لذلك، لا مناص من التجديد، وإذا لم نؤمن بذلك فأمامنا خياران: الأول:، الجمود، ويعني ذلك الإطاحة بحق الحياة وسحقها في عصر تكتنفه الحركة الثائرة من كل جهة.. والثاني، الذوبان، وذلك معناه الإطاحة بحق الدين والشريعة والثقافة والتراث.. هذا التجديد يجب أن يكون بأيدي رجالات الإسلام والمتخصصين الإسلاميين، ولا نقول بالضرورة الفقهاء، وإنما المختصون على العموم.. ويجب أن تكون أدوات هذا التجديد ووسائله داخلية، تلمس مشاعره وتتحدث من داخل إطاره.. وعلينا أن نتفق على الضرورات والقواعد الشرعية والمحكمات الدينية الثابتة. أما ماهية هذا التجديد، فترتيبٌ لسُلّم الأوليات وتنظيم للأهم، والمقاصد الكبرى للعلم والدعوة والإصلاح، واتفاق على ذلك وتسهيل تطبيق ذلك وتوجيهه في أرض الواقع، وإبراز لجانب القيم والأخلاق الإسلامية الإنسانية العامة، التي يحتاج إليها الناس كلهم دون استثناء، وتطبيع قيم العدل التي يأمرنا بها الإسلام تجاه الخلق كلهم، ومعاملة الناس كلهم بالحسنى، قال تعالى ﴿وقولوا للناس حسنى﴾.. قال ابن عباس، (لليهودي والمسيحي)..والتجديد يعني العناية بالنظريات العامة في الإسلام، مثل النظريات السياسية والاجتماعية والفقهية الفرعية والأصولية، ودعم المشاريع العلمية التي تصل تراث الأمة بهذا العصر وتضيف إليها تراكمًا علميًا ومعرفيًا.. والاهتمام بالمبادرات في الخطاب الشرعي والدعوي، فالأمر قبل النهي، والأمر بالمعروف مقدم على النهي عن المنكر، والإصلاح ينفي الإفساد بالضرورة، والعملة الجيدة تطرد العملة الرديئة ـ كما يقول الاقتصاديون ـ فهذا الجهد يقوي عنصر (المزاحمة) في الفكر الإسلامي والخطاب الديني. لذلك، على دعاة التجديد أن ينتقلوا من ضيق الرأي والمذهب والجماعة، إلى سعة الشريعة، مع أهمية هذه كلها في العلم الإسلامي والديني، ولكننا ندعو إلى الاعتصام بسعة الشريعة وبحبوحتها، لتجديد الاجتهاد الإسلامي وتيسيره، يقول جل وعلا، ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ منهم﴾. ●●● إن الإسلام دينٌ عظيمٌ فى جوهره، متفرِّدٌ فى مرونته، قادرٌ على التفاعل مع مستجدات الزمان وتغيُّرات المكان، دون أن يتخلَّى عن أصوله الراسخة أو يفقد بريقَ رسالته العالمية، كما يقول الدكتور نظير عياد، مفتى الجمهورية.. الذي أوضح أن مرونة الشريعة الإسلامية تجعلها دومًا حاضرة للتعامل مع التحديات الجديدة، مستشهدًا بقول الله تعالى، ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ (لنحل: 89)، لأن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان، متجدد فى عطائه، ثابت فى قيمه.. وأن جمود الخطاب الدينى، وخصوصًا عند أولئك الذين لا يأخذون العلمَ من مصادره الأصيلة، ويعتمدون على تفسيرات ضيقة مغلوطة للنصوص الدينية؛ يُمثل أزمة حقيقية تعوق حركة الأمة نحو التقدم، إذ يُغلق أمامها أبواب النهوض، ويفرض على مجتمعاتها سلاسل الركود الفكري؛ مما يهيئ بيئة خصبة لانتشار الفكر المتطرف الذى يقوِّض أُسس الاستقرار.. التجديد فى الدين ضرورة لاستمرار عطاء الأمة وازدهارها. إن الإدراك الواعى لمقاصد الشريعة، هو المفتاح الحقيقى لتحقيق الاتزان الفكرى والسلوكى، الذى تحتاج إليه المجتمعات فى ظل عالم ومن المستحيل أن يُنسب التطرف إلى الدين ذاته، بل هو انعكاس لسوء فهم النصوص وجهل بمقاصدها السامية، مما يضع المسئولية على عاتق العلماء فى إحياء معانى الرحمة واليسر التى جاء بها الإسلام، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم، (إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ)، رواه البخاري.. وهنا يأتي الدور المحورى الذى تضطلع به المؤسسات الدينية، ودار الإفتاء المصرية، فى تجديد الخطاب الدينى، انطلاقًا من رسالتها السامية، التى تجمع بين الحفاظ على الثوابت ومواكبة المستجدات.. ودار الإفتاء، بما تمتلكه من إرث علمى عريق وكوادر فقهية متمكنة، تعمل على صياغة خطاب دينى يعكس روح الإسلام السمحة، مستندة إلى فَهْمٍ عميق لمقاصد الشريعة، ومراعاة التحولات الثقافية والاجتماعية المعاصرة، ويأتى هذا الدور ليُعيد صياغة العَلاقة بين الدين والواقع، فى مواجهة الجمود الفكرى والتطرف، بما يسهم فى بناء مجتمع متماسك يقوم على قِيَم الرحمة والتعايش والعدل.. إن التجديد فى الخطاب الدينى ليس دعوة لتغيير النصوص أو العبث بها، وإنما هو دعوة لاستيعاب الواقع المتجدد، برؤية حكيمة تُبنى على ثوابت الشريعة ومقاصدها النبيلة، والتجديد الحقيقى، هو السبيل لاستعادة الريادة الحضارية، وتحقيق التفاعل الإيجابى مع متطلبات العصر. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.


اليمن الآن
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- اليمن الآن
دعاء السحور: لحظات من الأمل والتقوى قبل بداية الصيام
أغلب الناس يستعدون لشهر رمضان لعمل الخير والتقرب من الله عز وجل، من المهم للصائم أن يستقل أوقات استجابة الدعاء من بينها السحور فهي من الأوقات التي تنزل بها رحمة الله وتفتح أبواب السماء لإجابة الدعاء. دعاء السحور في رمضان من المهم معرفة أنه لا يوجد دعاء محدد عند السحور في شهر رمضان، ولكن روي عن عمر بن عبسة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر فضل وقت السحر: ( أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليلِ الآخرِ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكُن )، ومن الأدعية التي يمكن قولها: [ 1 ] قد يعجبك أيضا : السعودية تعلن عن اعفاء وكالات الحج اليمنية من هذا الأمر.. خطوة هامة لتسهيل موسم الحج 1446 ! لأول مرة في تاريخ القناة.. مشاهد عن الاعراس اليمنية على شاشة MBC .. وهذا المسلسل هو السبب ! النشاط الزلزالي الأكثر كثافة في اليمن منذ عشرين عامًا.. هزة ارضية جديدة في شمال اليمن تثير المخاوف من زلزال قادم! " اللهم بارك لنا في سحورنا، وأعنا على صيام يومنا، واغفر لنا ذنوبنا، وتقبل منا أعمالنا، واغفر لنا ولوالدينا يا أرحم الراحمين". " اللهم إني لك سأصوم وعلى رزقك سأفطر، فتقبل مني صلاتي و صيامي وقيامي ودعائي وسائر أعمالي، واغفر لوالدي، إنك أنت الغفور الرحيم". " يارب افتح لي فيه أبواب الجنان، وأغلق عني فيه أبواب النيران، ووفقني لتلاوة القرآن، يا منزل السكينة في قلوب المؤمنين". " اللهم قَوِّني بديني وأعنِّي على قضاء ديني يا الله، اجعل إيماني بك هو النور الذي يهديني وثقتي فيك هي التي تنجيني واجعل رجائي فيك هو ما يحفظني يا من تعفو عن الكثير وتتقبل العمل القليل" . "ربي قوني فيه على إقامة أمرك، وأذقني فيه حلاوة ذكرك، واوزعني فيه لأداء شكرك بكرمك، واحفظني فيه بحفظك وسترك يا أبصر الناظرين". " أسألك وأرجوك في هذه اللحظات المباركة أن تتقبل مني الطاعات وتعفو عن زلاتي إنك أنت الغفور الرحيم اللهم نويت الصيام لك وعلى رزقك أفطرت فتقبل مني برحمتك واغفر لي يا الله فإنك أنت التواب الغفور" . ووقت السحور يتزامن مع وقت الفجر، وقت السحر يبدأ من الثلث الأخير من الليل إلى طلوع الفجر، فمن ذكر الله وصلى الليل ودعا أدرك وقت السحر لما فيه من بركة لقولة تعالى { الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} سورة آل عمران، وهذا يبين فضل الذكر في هذه الساعة. أهمية الدعاء في شهر رمضان يتلخص فضل الدعاء في شهر رمضان كالآتي:[ 2 ] قد يعجبك أيضا : بعد الانهيار الكارثي الايام السابقة..الريال اليمني يسجل ارقاماً جديدة امام الدولار والريال السعودي..اسعار الصرف اليوم في عدن وصنعاء! حكومة صنعاء تصدر قراراً مفاجئاً و"صادماً" لجميع مستوردي المخبوزات والمعجنات الجاهزة.. الروتي البرجر والكرواسان وزارة الحج السعودية تعلن عن آخر موعد لمغادرة المعتمرين.. وعقوبات بحق المخالفين ! في ثبوت قول النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات لا تُرد، وذكر من هذه الدعوات الثلاث دعوة الصائم، فإن الصائم إذا صام يُرجى أن دعوته تُستجاب ولا تُرد وتُقبل، وهذا من رحمة الله عز وجل في الصائم. وقد جاء في حديث رواه البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رمضان، إجتهدَ في الصلاة والقيام، وإجتهدَ في الدعاء، وهذا يدل على أن الرسول كان يُكثر في الدعاء في رمضان ما لا يدعو به في غيره. وأعظم ما أمر به الرسول في رمضان الدعاء قال {واستكثروا فيه من أربع خصال : {" خصلتين ترضون بهما ربكم ، وخصلتين لا غنى بكم عنهما ، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم : فشهادة أن لا إله إلا الله ، وتستغفرونه ، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما : فتسألون الله الجنة ، وتعوذون به من النار ، ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة " }. ويتبين فضل الدعاء في رمضان ويفضل الدعاء بجوامع الكلم لأنه له خصوصية التي أمر بها النبي صلى عليه وسلم، حيث يُغير من حال العبد. قد يعجبك أيضا : شركات دولية تستعد لإعادة تأهيل وترميم أكبر وأفخم منشأة فندقية سياحية في صنعاء ! 3 بنوك تجارية في عدن تعلن عن صرف إكرامية رمضانية مع مرتبات الموظفين في ثلاث محافظات يمنية.. الأسماء 5 بنوك يمنية كبرى تقرر نقل مقراتها الرئيسية من صنعاء إلى عدن.. تحول كبير في المشهد المصرفي !


الشروق
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الشروق
الإسراء بالفلسطينيين من جنوب غزة إلى شمالها
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾،[سورة الإسراء، الآية: 1]. وسبحان الذي أسرى بالفلسطينيين ليلا من جنوب غزة إلى شمالها الخصيب. وإذا كان من معجزات الإسراء بنبينا محمد، عليه السلام، من مكة إلى بيت المقدس، طي المسافات، ووضع العلامات، واستخلاص المعاني والعظات. فإن من آيات الإسراء بالفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها، آية المسيرة الجماهيرية المنتشية، وهي ترسم بأهازيجها ومرحها، ملحمة التحرير، لإسقاط مؤامرة التهجير. وعلى وقع نشيد 'سوف نبقى هنا، لنؤدي فرضنا، ونعمر أرضنا، ونصون عرضنا'، أفرزت ملحمة غزة، هذه المدينة الصامدة التي كانت صخرا جغرافيا، قد يتحطّم، ولكنه فولاذا تاريخيا لا يلين. أثبتت غزة، بملحمتها الدموية، ومقوماتها الإيمانية، وجماهيرها الملائكية، استهانتها بمسافة المكان، ومعضلة عامل الزمان. كما قدّم شعبها الفلسطيني البطل والمقاوم، صورة للعالم عن وضعها للمقدمة الصحيحة، للانتصارات المستقبلية التي ترسم ولاشك، الخط البياني المتين، نحو الوصول إلى المسجد الأقصى. إن حط الرحال في محطة نتساريم بعد تحريرها من الجيش الصهيوني، يترجم مدى صلابة الإرادة، وتجسيد الثبات على تعزيز مقومات السيادة. سبحان من أسرى بكم، يا أهل غزة، إلى شمالها، لتحطّوا بعزمكم القدير، وصبركم الكبير على مؤامرة التهجير، من غزتكم، إلى بلد الغير، بتواطؤ من المتآمرين المساندين لعصابة الإبادة والتهجير. إن من معجزات إسراء الغزاويين، الانطلاق من اليقين الثابت الذي ليس هو يقين الإنسان الاجتماعي العادي، ولكنه يقين الإنسان الإلهي المؤمن بربه وشعبه. من كان يملك غنى في القلب، وقوة في الإيمان، وتموضعا في الحياة، لا يمكنه إلا الثبات على الخطوة المتقدمة، وإن لم تتقدم، واحتقار الضعف، وإن طغى وتسلط، ومقاومة الباطل وإن عمّ وساد. إننا عندما نخضع تسلسل الأحداث الجارية في غزة، ونقرأها القراءة المتأنية الدقيقة والعميقة، يتراءى لنا من خلالها أناس حملوا في نفوسهم شموسا لقلوبهم، يستضيئون بها، ولعلهم الذين عنيهم القرآن الكريم بقوله: ﴿يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم﴾،[سورة الحديد، الآية: 12]، وذلك ما يفسّر كون كل فرد من جماهير غزّة الزاحفة نحو الشمال، يحمل قوة وطن في جسم إنسان، وتلك آية من آيات الله في غزة. إن سر الإعجاز في مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين كانوا زاحفين نحو الشمال الغزاوي، يحدوهم الفرح والمرح، ويستبدّ بهم حماس العائد إلى وطنه، إنما كانت قدوتهم ما أبدعته الشحنة الإيمانية المستوحاة من كلمة الألوهية، في بداية النور الإسلامي، فكان النموذج الأمثل لإخراج الأمة وبعثها في رحلة نحو الحياة، لتكون ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾،[سورة آل عمران، الآية: 110]. من هنا استوحى الإسراء الفلسطيني في غزة، قدوته من النور الأول، ليستبين به الطريق الموصل إلى النصر الأول في غزة، قبل أن يتواصل لتحقيق النصر الأكبر، نحو المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، وسبحان الذي أخرج أسباب اللذة من أسباب الألم. إن سر الإعجاز في مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين كانوا زاحفين نحو الشمال الغزاوي، يحدوهم الفرح والمرح، ويستبدّ بهم حماس العائد إلى وطنه، إنما كانت قدوتهم ما أبدعته الشحنة الإيمانية المستوحاة من كلمة الألوهية، في بداية النور الإسلامي، فكان النموذج الأمثل لإخراج الأمة وبعثها في رحلة نحو الحياة، لتكون ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾،[سورة آل عمران، الآية: 110]. لقد سجد العقل الإنساني، بجميع مكوّناته لآيات المسيرة الغزاوية، وإن في ذلك لعبرة. وتتوالى الآيات والمعجزات في ملحمة غزة العسكرية والسياسية والشعبية، فها هن الأسيرات الإسرائيليات، بعد أن أفرج عنهن، يحملن آيات أخرى للحكم بتهافت كل الدعاوى الصهيونية، وأبرزها: جمال السحنة البادية على وجوههن، وعلى أجسامهن، وكأنهن كن في سياحة، ولم يكن وسط أناس مطوّقين بالحصار، والبعد عن الدار. تعلّمن العربية، والتحية بها، بل وتلاوة القرآن الكريم من بعضهن، وقد تكون من بينهن من أسلمت، بسبب حسن المعاملة في الأسر، وتجسيد الأخلاق الإسلامية في المعاملة معهنّ. الحماية التي حظين بها خلال الأسر، مما جعل الألفة تتعمق بين الحراس والأسيرات، وهو نقيض ما بدا عليه السجناء الفلسطينيون، من هزال في الجسم، وجراح في كل مكان… وعجبت بعد كل هذا، مما يحدث في رحاب السياسة، فالقادة الأمريكيون الذين يتبجّحون بترديد تحرير الأسرى الصهاينة على أقليتهم، لا يجرؤون على الحديث عن المساجين الفلسطينيين، على أكثريتهم، وطول معاناتهم. فأين الوفاء لحقوق الإنسان، يا دعاة حقوق الإنسان ظلما وزورا؟ وبماذا يجادل دعاة التطبيع عندنا، والمجادلون عن 'حق إسرائيل في الحياة' حينما يجابهون بهذه الحقائق الدامغة، من صلب المعاناة؟ اللهم إننا نبرأ إليك، مما يأتيه بعض المنتمين إلينا، والناطقين باسمنا، عندما يطلقون ألسنتهم بالسوء في حق المقاومة والنبز واللمز والغمز في حماس تحديدا. إن الآيات ما فتئت تترى كل يوم، في سماء غزة، وجنين، والقدس الشريف، ليظهر الله بها علامات انتصار الحق على الباطل، تجسيدا لقوله تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾،[سورة الأنبياء، الآية: 18]. وبعد، فقد أزفت ساعة النّصر، بعد الليل الطويل الذي عاشه الفلسطينيون، وعانوا فيه القتل، والسجن، والتهجير، والهدم، ولكن ذلك كله تحطّم على صخرة الإيمان القويم، والوعي السليم، والتجلد العظيم. وها هي المقاومة، بالرغم من كلّ ما قدّمت من شهداء، وما لقيت من عناء، ها هي تخرج أقوى مما كانت عليه، فهي تثخن في العدو، في كل مكان، وفي كل زمان، جراحا وأتراحا، وتقبل المتطوعين من الشباب على صفوفها، بعد ما عاينوه من صمود وثبات. بل إن استشهاد القادة من الصفوف الأولى، ما هو إلا عنوان على الإقبال لا الإدبار، وعلى الثبات لا الفرار، ويكفي أن يحيى السنوار قد خلفه محمد السنوار، والبقية تأتي. فإلى مزيد من الثبات، وإلى مزيد من البطولات، فالنصر العظيم قاب قوسين أو أدنى، وقد سلّم بهذه الحقيقة الأعداء قبل الأشقاء، والغرباء قبل الأصدقاء، وذلك هو منطق التاريخ، وقوام السنن، ﴿وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾،[سورة الأحزاب، الآية: 62].