أحدث الأخبار مع #آمون


المشهد العربي
منذ 4 أيام
- أعمال
- المشهد العربي
كوالكوم تستعد للمنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي بمعالجات جديدة
تعتزم شركة "كوالكوم" دخول معترك المنافسة في سوق معالجات الذكاء الاصطناعي المتنامي، حيث أعلنت عن خطط لإطلاق وحدات معالجة مركزية مصممة خصيصًا لمراكز البيانات بهدف تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مع إمكانية ربطها مباشرة برقائق "إنفيديا" الرائدة في هذا المجال. وفي تصريحات أدلى بها لشبكة "سي إن بي سي"، أكد الرئيس التنفيذي للشركة، "كريستيانو آمون"، على الإمكانات الهائلة لقطاع الذكاء الاصطناعي على مدى العقود القادمة، مشيرًا إلى أن "كوالكوم" تمتلك تقنيات يمكن أن تقدم قيمة مضافة حقيقية لهذا القطاع. وأوضح "آمون" أن الشركة ستفصح قريبًا عن خارطة طريق تتضمن تفاصيل حول وحدات المعالجة المركزية الجديدة وتوقيت إصدارها، دون الخوض في تفاصيل إمكانيات هذه المعالجات. يُذكر أن "كوالكوم" تسعى للترويج لرقائقها ومعالجاتها باعتبارها حلولًا موفرة للطاقة وقادرة على دعم عمليات الذكاء الاصطناعي مباشرة على الأجهزة، مما يقلل الاعتماد على خدمات الحوسبة السحابية. وتأتي هذه الخطوة في ظل التنافس الشديد في سوق معالجات الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى العديد من الشركات للاستفادة من النمو المتسارع لهذا القطاع.


سائح
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- سائح
مُجمع معبد آمون بالكرنك.. من أبرز الوجهات الأثرية في الأقصر
كان الإله آمون-رع هو المعبود المحلي بمدينة طيبة (الأقصر حاليًا)، وخلال الدولة الحديثة عندما حكم ملوك طيبة مصر، أصبح الإله الرسمي للدولة. شُيّد له معبد ضخم يعكس مكانته، وبلغت قوته الاقتصادية ذروتها عندما امتلك المعبد أكثر من 421 ألف رأس ماشية، و65 مدينة، و83 سفينة، و276,400 هكتار من الأراضي الزراعية، وكان يعمل فيه 81 ألف شخص. رغم تعرضه للنهب على يد الآشوريين والفرس، لا تزال أطلاله من أعظم المواقع الأثرية في العالم. المرسى المقدس – رصيف آمون رُصيف آمون كان المرسى الذي ترسو عنده مراكب الآلهة خلال المهرجانات. تُظهر النقوش في مقبرة "نخت" أن القصور كانت تحيط بالرصيف من الشمال وتحيط بها حدائق غنّاء. يقود منحدر إلى الجادة الاحتفالية المليئة بأبي الهول برؤوس الكباش التي تقود إلى البوابة الأولى الضخمة، والتي بُنيت في عهد نختنبو الأول (الأسرة 30). الفناء العظيم خلف البوابة الأولى يقع الفناء الأعظم، وهو أكبر أجزاء المعبد. يوجد في الجهة اليسرى مزار سيتى الثاني بثلاث مقصورات كانت تأوي مراكب آمون وموت وخونسو المقدسة قبل مهرجان الأوبت. في الزاوية اليمنى يقع معبد رمسيس الثالث المصغر الذي يُعد نسخة مصغرة من معبده في مدينة هابو. يتوسط الساحة عمود يبلغ طوله 21 مترًا، هو الباقي الوحيد من عشرة أعمدة، مع مذبح من الألباستر من كشك تهارقا، الملك النوبي في الأسرة الخامسة والعشرين. القاعة العظيمة ذات الأعمدة (الهيبوستايل) خلف البوابة الثانية تقع قاعة الأعمدة العظيمة، إحدى أعظم المنشآت الدينية في التاريخ، تبلغ مساحتها 5500 متر مربع، وتضم 134 عمودًا ضخمًا بشكل نبات البردي، كانت تُغمر بالماء سنويًا وقت الفيضان. خُطّطت القاعة في عهد رمسيس الأول وأكملها سيتى الأول ورمسيس الثاني. تُظهر النقوش على الجدران مشاهد دينية مخصصة للكهنة، بينما تُبرز النقوش الخارجية القوة العسكرية للفرعون. البوابات الوسطى خلف البوابة الثالثة، التي بُنيت في عهد أمنحتب الثالث، تظهر نقوش تُصور الفرعون على مركب أثناء مهرجان الأوبت. بين البوابتين الثالثة والرابعة شُيدت ساحة ضيقة كانت تضم أربعة مسلات، بقيت منها واحدة بارتفاع 22 مترًا لتُحتمس الأول. المعبد الداخلي ومكان الحرم خلف البوابة الرابعة تقع قاعة أعمدة توت عنخ آمون، التي أعيد بناؤها بالحجر بواسطة تحتمس الثالث. يوجد بها واحدة من مسلتين ضخمتين أقامتهما الملكة حتشبسوت، وتُعد الأطول في مصر، كان يغطي قمتها خليط من الذهب والفضة (الإلكتروم). بعد وفاتها، قام تحتمس الثالث بإخفاء رموز حكمها. يلي ذلك البوابة الخامسة المتداعية ثم البوابة السادسة التي شيدها تحتمس الثالث، تتبعها أعمدة من الجرانيت الأحمر ونقوش تمثل رموز مصر العليا والسفلى. كما توجد تماثيل ضخمة للإله آمون والإلهة آمونت من عهد توت عنخ آمون. القدس المقدس – الحرم كان الحرم الأصلي الذي يمثل قلب المعبد قد بُني في عهد تحتمس الثالث، لكنه دُمر خلال الغزو الفارسي. أُعيد بناؤه من الغرانيت على يد فيليب أريدايوس، الأخ غير الشقيق للإسكندر الأكبر. محكمة الدولة الوسطى وسور النقوش شرق حرم فيليب يقع أقدم جزء في المعبد من عهد الدولة الوسطى، وفيه بنى سنوسرت الأول مقصورة لم يتبقَ منها إلا الأساسات. على الجدار الشمالي يُوجد "سور السجلات" الذي يحصي الجزية التي كان يقدمها الملوك للإله آمون. قاعة الاحتفالات الكبرى لتحتمس الثالث خلف ساحة الدولة الوسطى تقع قاعة الاحتفالات الكبرى لتحتمس الثالث، وهي منشأة فريدة أعمدتها على شكل أعمدة خيام، في إشارة لحياة الفرعون العسكرية. في "الحديقة النباتية" خلفها، نُقشت مشاهد نباتات وحيوانات جلبها من حملاته إلى الشام. المحور الثانوي لمعبد آمون الساحة بين قاعة الأعمدة الضخمة والبوابة السابعة تُعرف بساحة التماثيل المدفونة، حيث اكتُشف أكثر من ألف تمثال عام 1903 دُفنت حوالي عام 300 ق.م. بقي بعضها معروضًا أمام البوابة السابعة. البوابة الثامنة، التي شيدتها حتشبسوت، تُعد أقدم جزء من المحور الطولي للمعبد. وقد نُقش عليها نص ادعت فيه زورًا أن تحتمس الأول هو من أمر ببنائها. البحيرة المقدسة شرق البوابات السابعة والثامنة تقع البحيرة المقدسة، حيث كان الكهنة يستحمّون فيها مرتين يوميًا للاغتسال الطقسي. على ضفتها الغربية تمثال ضخم لجعران من عهد أمنحتب الثالث. معبد خونسو – إله القمر في الركن الجنوبي الغربي يقع معبد خونسو، ابن آمون وموت، والذي يمكن الوصول إليه من قاعة الأعمدة. بناه رمسيس الثالث وأضاف إليه ملوك آخرون، ويقع شمال بوابة أويورجيتس المؤدية إلى معبد الأقصر. يحتوي على ساحة مفتوحة وقاعة أعمدة ونقوش لرمسيس الحادي عشر والكاهن الأعلى حريحور.


24 القاهرة
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- 24 القاهرة
المتحف المصري بالتحرير يعرض قلادة ذهبية لـ الملك بسوسينيس الأول
يعرض المتحف المصري بالتحرير قلادة ذهبية لـ الملك بسوسينيس الأول، صُنعت من الذهب والعقيق الأحمر، والازورد، وفلسبار أخضر، حيث تم اكتشاف القطعة في منطقة تانيس بمقبرة بسوسينيس الأول. قلادة ذهبية لـ الملك بسوسينيس الأول وعُثر على هذه القلادة المكونة من سبعة خيوط ذهبية ثقيلة، متصلة بلوحة ذهبية مزخرفة على مومياء بسوسينيس الأول، واللوحة مزينة بتطعيمات من الأحجار شبه الكريمة على شكل قرص شمس مجنح فوق اثنين من خراطيش بسوسينيس التي تحمل اسمي الملك، يُصوَّر الإله آمون على يمين الخراطيش بريشتين طويلتين على رأسه، ويحمل صولجانَي العنخ والو، وهما رمزان للحياة الأبدية والقوة على التوالي. قلادة ذهبية لـ الملك بسوسينيس الأول وناحية يسار الخرطوش، تحمل الإلهة موت نفس الصولجانات في يديها، وترتدي التاج المزدوج لمصر العليا والسفلى مع ثعبان الصل الملكي على المقدمة، ونُقشت أسماء بسوسنس الملكية في خرطوشة واحدة في منتصف الجزء الخلفي من اللوحة، محاطة بثعبانين، يرتدي الثعبان الموجود على اليمين التاج الأبيض ويمثل الإلهة نخبت. بينما يرتدي الثعبان الموجود على اليسار التاج الأحمر ويمثل أوادجيت، وتنقسم سلسلة من السلاسل الذهبية ذات الأطوال المتغيرة المتصلة باللوحة إلى أربع سلاسل أصغر، تكتمل كل منها بزهرة لوتس. قبل افتتاحه.. المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز الملك توت عنخ آمون | صور بعد تطوير سيناريو العرض.. إقبال كبير من السائحين لزيارة المتحف المصري بالتحرير | صور


الجزيرة
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بملتقى النيلين
"والدي آمون رع منحني أربع معجزات في السنة السادسة من حكمي، وإن الذين أتوا من قبلي لم يروا مثل هذا. فقد أتى الفيضان مثل لص الماشية وفاضت الأرض، لقد ازدهر الزرع وغرقت الفئران والأفاعي واختفى الجراد وامتلأت المخازن بالغلال. أعظم ما منحني إياه والدي آمون، وهو لم يمنح لأي ملك من قبلي، أن أقوم بقطع رؤوس أعدائي. أعدائي من الأقواس التسعة مقيدون تحت حذائي". هذه الكلمات نُقِشَت في "لوح فيضان النيل" بأمر الملك المحارب تهارقا خامس ملوك الأسرة 25 والملقب بـ"سيد الأرضين" في عام جلوسه، ووزعت نسخ عديدة من اللوح في كل أرجاء مملكة كوش تباهيا بعظمة الملك الذي امتدت إمبراطوريته من مصر حتى دولة آشور وامتد حكمه أكثر من ألفي عام. مملكة كوش مهد الحضارة النوبية وعاصمتها نبتة (منطقة مدينتي كريمة ومروي بالسودان الآن). عند احتدام حرب السودان الحالية بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، أطلق السودانيون اسم عرب الشتات أو "شتات الصحراء" على القوات التي استعان بها الدعم السريع في ما يعرف بالفزع "تنادي القبائل للنصرة". وتصادف أن يطابق الاسم الحافر للحافر اسم أحد الجيوش التسعة التي نقشها الملك تهارقا على "لوح الفيضان" لأعدائه وحفر أخبار انتصاراته عليهم على جدران المعابد. نعم، لم يأت الفيضان في عام حرب السودان هذه لكن لص الماشية تسلل في غفلة من تهارقا ووطّن شيعته في أركان الخرطوم الأربعة استعدادا للانقضاض على الحرث والنسل. بعد هزيمة تهارقا لهم لم ينس "شتات الصحراء"، كما نعتهم السودانيون، ثأرهم وعادوا مجددا في منتصف أبريل/نيسان 2023 في بزات عسكرية عصرية تزين أكتافهم نجوم وسواعدهم شارات كتب عليها بخط الثلث "قوات الدعم السريع". استباحت هذه القوات أرض السودان في غياب الملك تهارقا، نهبوا ودمروا منزله الكائن عند ملتقى النيلين بالخرطوم والموسوم بمتحف السودان القومي، وسطوا على ذهب مملكته الذي يحفظه في "الغرفة المحصنة" أمام عينيه وهو يراقب عاجزا عن الحراك والقتال بسبب وزنه الذي يقارب 7 أطنان ثم غادروا وقد تركوه وحيدا في باحة منزله. يقول الأمين العام السابق للهيئة العامة للآثار والمتاحف الدكتور حاتم النور "على ضفة النيل الأزرق وفي أمان الله حافظا لتاريخ الشعب السوداني وهويته، واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في أفريقيا والعالم، هنا حيث يجتمع التاريخ المعرفي والفكري في السودان. عندما نشأت الجماعة والقبيلة وتطورت إلى مشيخة ثم صارت دولة وإمبراطورية. عندما دافع كاشتا عن عقيدة شعبه، عندما وحد بعنخي (أول ملوك مملكة كوش) النيل من المنبع إلى المصب، عندما تجلت أخلاق المكان بدفاع تهارقا عن أورشليم. في ذلك الزمان ذكرنا الله في الكتاب المقدس". لم يكن هدف قوات الدعم السريع عودة الديمقراطية للسودان أو القضاء على الإسلاميين كما يدعون، بل كانوا يسعون إلى تدمير ما يسمونها "دولة 56" (المهيمنة على الحكم منذ الاستقلال)؛ إلى تدمير إرثها العمراني والأكاديمي والثقافي وسرقة تاريخها. تقول البروفيسورة غالية جار النبي مديرة الهيئة القومية للآثار والمتاحف للجزيرة نت: "منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تعرض كثير من المتاحف والمواقع الأثرية لمخاطر متعددة إذ إنها تقع في قلب مركز النيران بين الطرفين المتحاربين. ففي الخرطوم حيث انطلقت الشرارة الأولى توجد 4 متاحف للآثار والتراث جميعها كانت في مرمى النيران، لاحقا اتضح أن كميات كبيرة من القطع نُهِبَت من مستودع الآثار الذي يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل كل الحقب التاريخية التي مرت على السودان منذ أقدم العصور الحجرية حتى العهد الإسلامي بما فيها ذهب ومجوهرات ملوك وملكات نبتة ومروي قد نُهِبَت". وتكمل قائلة "ليس هذا فحسب، بل دمرت القطع المتبقية التي لم تنهب، مما يؤكد أن هذه العملية عملية ممنهجة ومدروسة لطمس الهوية السودانية وليست مجرد عملية نهب عابرة. أما في دارفور حيث توجد 3 متاحف جميعها تعرضت للنهب والتدمير في أول شهور الحرب، نهب متحف نيالا ودمر وكذلك متحف الجنينة ومبنى ومتحف السلطان علي دينار بالفاشر. الشيء ذاته حدث لمتحف الجزيرة بود مدني عندما اجتاحت قوات الدعم السريع ولاية الجزيرة. ومن بين المتاحف التي دُمِّرَت ونهبت مقتنياتها متحف بيت الخليفة بأم درمان الذي يضم مقتنيات فترة حكم الخليفة عبد الله التعايشي، ومتحف السودان القومي للأثنوغرافيا، ومتحف القصر الجمهوري بعد تدمير وحرق جزء من مبنى القصر التاريخي". وبحسب جار النبي، تعرضت أيضا مواقع أثرية للتدمير أو النهب خلال النزاع، منها مواقع أثرية بارزة مثل جزيرة مروي وجبل البركل، المدرجين على قائمة التراث العالمي لليونسكو. وفي بداية شهور الحرب قام أفراد من قوات الدعم السريع باقتحام مبنى متحف السودان القومي الذي يُعد من أكبر المتاحف في السودان ومن أهم المتاحف في أفريقيا، وأظهرت مقاطع فيديو أفرادا منهم يعبثون بمقتنيات من المتحف كما أظهرت الصور جنود الدعم وهم يتجولون بحديقة المتحف ومبنى الإدارة، بحسب مديرة الهيئة القومية للآثار والمتاحف. وحصل التدمير للمواقع الأثرية على اهتمام عربي ودولي، وكتب رئيس مكتبة قطر الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري عما حدث للآثار السودانية من نهب على صفحته الشخصية بالفيسبوك تغريدة بعنوان "السودان، جرح الحضارة النازف، تدمير المتحف القومي السوداني"، فقال "كم كنت محظوظًا أن أزور هذا البلد العظيم أكثر من مرة، أن أسير بين آثاره التي تروي مجد أمم سادت وخلّدت اسمها في سجل الإنسانية. رأيت بعيني كيف يقف التاريخ شامخًا هناك، في تلك الأهرامات الشاهدة على عظمة حضارة كوش، في المعابد التي تهمس بأسرار الملوك العظماء، في كل حجر يحكي قصة شعب عريق. نيران الحرب لم تكتفِ بقتل الإنسان في السودان، بل امتدت إلى ذاكرته، إلى تاريخه، إلى روحه، فهدمت، ونهبت، وأحرقت. إن ما يحدث في السودان ليس مجرد حرب على السلطة، بل هو جريمة في حق الحضارة، إنه لأمر محزن أن نشهد هذا الدمار، أن نرى التاريخ يُباد تحت أقدام الطامعين، وأن يُسرق ما لا يُعوّض، ويُطمس ما لا يُقدّر بثمن". تدمير ممنهج لذاكرة السودان البصرية ما حدث لمتاحف السودان من نهب ممنهج يدحض بوضوح فرية نشوب حرب السودان بغتة، فالتي تحدث بغتة عادة ما يكون موضوعها القتال لا النهب وتدمير تراث الدولة منذ شهر الحرب الأول. تقول أمينة متحف السودان القومي نسيبة محجوب عثمان: "بعد تحرير منطقة المقرن كانت أول تقارير لجنة حصر المفقودات أنه تم تدمير كثير من الآثار الموجودة وسرقة ما يقارب 500 ألف قطعة أثرية من داخل المخازن وما زال حصر المفقودات مستمرا". إذن، قضى تهارقا على أعداء مملكته السبعة لكن شتات الصحراء وبعض قبائل غرب أفريقيا عادوا ليثأروا لأسلافهم، لم تنج من بطشهم حتى المتاحف التي توثق للثورة المهدية على الاستعمار البريطاني. دمروا متحف شيكان ومتحف حوش الخليفة عبد الله التعايشي المجتمعي الذي يحتوي على غنائم جيش المهدي في معاركه مع الاحتلال. إعلان تقول أمينة متحف بيت الخليفة نعمات محمد الحسن عبد الرحمن أبو ريدة: "نهبوا قطعا لها ثقل بوزن المتحف ومحتوياته التي تعود إلى عام 1880، دمروا المدافع غنائم معركة شيكان، نهبوا الأسلحة البيضاء والأسلحة النارية، نهبوا الزي الرسمي لجميع أنصار الإمام المهدي والخليفة عبد الله من بعده، دمروا الخطابات المتداولة في فترات مختلفة، نهبوا العملة المتداولة في فترتي الإمام المهدي ومن بعده الخليفة التعايشي، ولم تسلم حتى النقود الورقية التي صكت في أيام حصار الخرطوم بواسطة الجنرال غوردون وأدوات الطعام والزينة. سرقوا عدة الحرب الخاصة بالسلطان علي دينار ومطبعة الحجر التي غنمها الأنصار في حروبهم ضد الأتراك والمصريين، وأخيرا سرقوا قطعة نادرة عبارة عن كأس من قرن الخرتيت وهو الكأس الخاص بالخلفية عبد الله التعايشي الذي يكشف إذا كان الشراب مسموما". ماتت العينات مع انطلاق أول رصاصة نعم صمدت آثار السودان على مر آلاف السنين أمام عوامل التعرية في العراء ثم تناولتها أيد سودانية حاذقة واعتنت بها وحفظتها في متاحف مجهزة لكنها لم تنج من الحرب. كذلك لم ينج متحف السودان للتاريخ الطبيعي الذي يقع في قلب مدينة الخرطوم ويتبع إداريا لجامعة الخرطوم ويعتبر قسما من أقسام كلية العلوم، الذي يضم عينات لمختلف أنواع الحيوانات جمعت من بيئات سودانية مختلفة بالإضافة إلى حفريات وعينات جيولوجية وعينات لأنواع متعددة من نباتات وأعشاب عطرية وطبية. يحتوي المتحف على عينات مرجعية تجعله من أهم متاحف التاريخ الطبيعي في العالم، كما يحتوي على حيوانات حية من زواحف وطيور وثدييات بالإضافة إلى العينات البحثية من ثعابين سامة وعقارب والتي تخص مركز أبحاث الكائنات السامة بجامعة الخرطوم. كل هذا الثراء لم يجد من يعتني به، الحيوانات افتقدت من يطعمها منذ انطلاق أول رصاصة فماتت. كيفية استعادة الآثار المنهوبة! تقول مديرة الهيئة القومية للآثار والمتاحف البروفيسورة جار النبي "في يوم 22 يوليو/تموز 2024 تلقيت اتصالا من أحد معارفي في جوبا أن شخصا اتصل به وأخبره أن لديهم كمية من القطع الأثرية يريدون تسويقها، طلبوا مساعدته على بيعها وأرسلوا له صورا لكميات كبيرة من القطع الأثرية وذكروا له أن هذه القطع موجودة في منطقة سوق النعام وبعضها في منطقة أويل. قام هذا الشخص بالاتصال بي وطلب مني أن يكون الأمر سرا وأن نتصرف بمنتهى الحرص لأنه يخشى على نفسه وأسرته. كانت تحركاتنا سرية مع الجهات الأمنية فقط، وكان الخوف من أن يقوم اللصوص بإخفاء أو تدمير المقتنيات إذا شعروا أنهم ملاحقون". وفي خطوة توضح اهتمام الدولة السودانية بالآثار، قامت الهيئة العامة للآثار والمتاحف السودانية بمشاركة "اليونسكو" وعدد من الوكالات الدولية في يناير/كانون الثاني 2023 بنقل تمثال الملك تهارقا من باحة متحف السودان القومي إلى البهو الداخلي تحت إشراف فريق عمل إيطالي متخصص. تقول البروفيسورة جار النبي "نحن اليوم نحتفل بنقل الملك تهارقا، لأنه سيد العروش الأرضية كما لقب نفسه، وهو الحاكم القوي في مملكة كوش". وتستطرد جار النبي "قمنا بتكوين لجنة لحصر المنهوبات وحجم الدمار الذي لحق بالمتاحف وإعداد تقرير واف لرفعه إلى الجهات المعنية بتتبع الآثار المنهوبة واستعادتها. تم الاتصال بمنظمات عالمية متخصصة في تتبع الآثار المسروقة بالإضافة إلى الإنتربول ومنظمة اليونسكو لمنع بيعها وتداولها، كما حدث بالنسبة لآثار العراق وسوريا فقد تمت إعادة كثير من آثارهم المسروقة عن طريق هذه المنظمات. أيضا، هنالك مبادرة من جمعية الدراسات النوبية لجمع تمويل دولي لتقييم حجم الضرر والتلف والسرقة التي حدثت للمتاحف والآثار في السودان". غدا سينهض تهارقا ماردا ترتعد منه الفرائص، معلنا تاريخا جديدا للسودان، مستردا ثرواته المنهوبة، يتقدمه جنوده الآتون "كنسمة الريح، كطيور الكايتس التي تضرب على الهواء بأجنحتها. حتى قوات النخبة ليست أفضل منهم فكلهم نخبة".

مصرس
١١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
لوحة «تا خعي» في متحف فلورنسا: مشهد جنائزي مقدس يخلد الإيمان في مصر القديمة
تُعد اللوحات الجنائزية من أبرز الشواهد على المعتقدات الدينية والفنية في مصر القديمة، حيث تجمع بين الرمزية والروحانية والتفاصيل الجمالية. ومن بين هذه التحف النادرة، تبرز لوحة منشدة آمون "تا خعي"، المعروضة حاليًا في المتحف الوطني بفلورنسا، باعتبارها مثالًا غنيًا على العلاقة الوثيقة بين الإنسان والآلهة في رحلة الخلود، وما تحمله من طقوس التطهير والتجلي الروحي. ** مشهد علوي مهيب: طقس الصلصلة أمام أوزيراقرأ أيضا | أصل الحكاية| المستحضرات الطبيعية في مصر القديمة.. روعة في إظهار الجمال| صورفي الجزء العلوي من اللوحة، تظهر المتوفاة "تا خعي" وهي تؤدي طقس هز الصلصلة المقدسة أمام الإله "أوزير"، رب العالم الآخر، في طقس يُعبر عن التقديس والتطهير، خلف أوزير، تقف الإلهتان "إيزة" و"نبت حوت"، وهما شقيقتا أوزير، في دور الحارستين والداعمتين للموتى في العالم الآخر. في الخلفية، يبرز رمز الغرب "إمنتت"، وهو الرمز الذي يشير إلى مملكة الأموات، في تذكير بالمصير الأبدي للروح.** المشهد السفلي: شجرة الحياة وروح الخلودفي أسفل اللوحة، نرى "تا خعي" راكعة على الجانب الأيمن، تتلقى ماء التطهير من الإلهة "حتحور"، التي تظهر في هيئة سيدة تحمل إناء التطهير المقدس. أمامها، نرى روح المتوفاة في هيئة طائر برأس إنسان – المعروف باسم "بع"، وهي تشرب من الماء المنسكب، في مشهد يدل على تجدد الحياة. من وسط شجرة الجميز، تظهر "حتحور" مجددًا، وهذه المرة في شكل سيدة برأس بقرة، وهي واحدة من أبرز تجلياتها الرمزية، حيث ترتبط بالشجرة كرمز للحماية والبعث.** رمزية الجبل والشجرة:تظهر شجرة الجميز واقفة بين ضفتي الجبل، وهو رمز هام في الفكر المصري القديم، يمثل بوابة الانتقال بين العالم الأرضي والعالم الآخر، وبين الحياة والموت، هذه التفاصيل الدقيقة توضح مدى تعقيد الفكر الديني والجنائزي عند قدماء المصريين.لوحة "تا خعي" ليست مجرد عمل فني جنائزي، بل هي سجل بصري يروي عقيدة المصري القديم، ومفاتيح الخلود التي كان يسعى لها عبر الطقوس والتجليات الإلهية. ويُعد عرضها في المتحف الوطني بفلورنسا فرصة هامة لزوار المتحف للتأمل في جماليات وروحانيات الحضارة المصرية الخالدة.اقرأ أيضا | تفاصيل الكشف الأثري الجديد بالأقصر