أحدث الأخبار مع #أبوحسين

مصرس
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
عرض الفيلم السعودي ترياق ضمن برنامج الأفلام المختارة بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
اختارت إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الفيلم السعودي" ترياق" لعرضه ضمن الأفلام المختارة خارج المسابقة الرسمية بالدورة الحادية عشر لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير التي تنطلق في الفترة من 27 إبريل الجاري، وتستمر حتى 2 مايو المقبل. والفيلم سبق وأن فاز بجائزتي أحسن فيلم قصير، وأحسن تصوير من مهرجان السعودية السينماي، كما شارك في العديد من المهرجانات منها مهرجان مالمو للفيلم والعربي في السويد.وتدور أحداث الفيلم في تسعينيات القرن الماضي، حيث كانت أعمال الموسيقى والفنون محظورة، لكن شاب يدعى أبوحسين يعشق الغناء ويعزف على العود يقوم برفقة أصدقاءه بالعزف والغناء ولكن سرا، إلى أن يسمعه طفل صغير فيسجل له عزفه وغناءه، ويكون هذا التسجيل هو آخر ما تبقى من مزيكا أبو حسين.


تيار اورغ
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- تيار اورغ
النازحون السوريون الجدد أمام خياريْن: القتل أو الموت جوعاً
الأخبار: في بلدة المسعودية (شمال لبنان) التي تبعد أقل من كيلومتر واحد من الحدود السورية، يقيم 303 نازحين سوريين في مبنى البلدية وفي مدرسة البلدة ومسجدها وفي عدد من المنازل الخاصة، بعدما قطعوا سيراً على الأقدام معابر غير رسمية هرباً من المجازر التي وقعت في حمص وحماة واللاذقية. معاناة هؤلاء مزدوجة: أولاً، استهداف وحشي على أساس طائفي من قبل مجموعات مسلحة متطرفة منسوبة إلى وزارة الدفاع السورية الجديدة، وثانياً، صمت مطبق من المنظمات الدولية وبعض وسائل الإعلام. وقد اندلعت موجة العنف الطائفي في مناطق الساحل وأرياف حمص وحماة بعد كمائن نُسب إلى مسلحين موالين للنظام السابق تنفيذها، في 6 آذار الجاري، ضد عناصر الأمن العام التابع للحكومة الانتقالية. إثر ذلك، أُعلنت حالة الطوارئ وبدأت عملية عسكرية لـ«تطهير» المنطقة، سرعان ما تحوّلت إلى تطهير طائفي بلغ ذروته في مجزرة جماعية نفّذتها فصائل متطرفة انتقاماً من أبناء الطائفة العلوية الذين وُضعوا جماعياً في خانة التواطؤ مع النظام السابق. «المنظمات تأتي وتسأل بعض الأسئلة وتغادر ولا نراها مجدداً (…) نفتقر للطعام والماء، وحتى المراحيض وكل الأساسيات. أهل البلدة يساعدوننا قدر الإمكان، ولكن ماذا يمكنهم أن يفعلوا أكثر؟ ما نحتاج إليه هو الحماية لنتمكّن من العودة إلى بيوتنا وأراضينا وأعمالنا»، يقول وائل، أحد النازحين من إحدى قرى الساحل السوري. ناجون تُركوا في الظل بينما تسود الفوضى أماكنَ النزوح، يحاول «أبو حسين»، الذي نزح قبل تفاقم مجازر الساحل السوري من قرية عرزة في حماة، توثيق أعداد النازحين، وهي المهمة التي لم تقم بها أي جهة رسمية أو منظمة إنسانية بعد، موضحاً أن العنف الطائفي بدأ قبل 6 آذار. تجاهل أممي للمعاناة ولم تتجاوز استجابة معظم المنظمات الدولية حدود التوثيق «لم تبدأ المنظمات بالقدوم إلينا إلا قبل 15 يوماً فقط»، يقول أبو حسين لـ«الأخبار». ويضيف: «جاء الصليب الأحمر ، وأطباء بلا حدود، وكاريتاس التي تقدّم وجبة واحدة فقط في اليوم بدلاً من ثلاث والمجلس الدنماركي، والمنظمات النرويجية. هذا كل شيء. أقوم بتسجيل العائلات هنا وأتابع الوافدين الجدد (…) للتوّ وصلت ثلاث عائلات، وبذلك يصبح العدد الإجمالي في هذه المدرسة والمنازل الثلاثة المجاورة 68 عائلة، لكن هناك المزيد في قرى أخرى. العدد الإجمالي للأشخاص هنا هو 303». ورغم معاناتهم، لم تتجاوز استجابة معظم المنظمات الدولية حدود التوثيق. عندما تزور تلك المنظمات المكان، تقضي بضع دقائق في طرح الأسئلة ثم تختفي. خلال إحدى الزيارات، بقي فريق من «اليونيسف» خمس دقائق فقط داخل المسجد قبل المغادرة. كما شوهد شخص يرتدي سترة تحمل علم الاتحاد الأوروبي يجري مسحاً للأوضاع مع «أبو حسين»، لكن مصير هذه البيانات يبقى مجهولاً. ورداً على سؤال لـ«الأخبار» حول طبيعة تدخّلها، أجاب المكتب الإقليمي لـ«اليونيسف» في لبنان أنه «في إطار الاستجابة الطارئة من اليونيسف للأطفال النازحين حديثاً من سوريا إلى شمال لبنان، تقوم المنظمة وشركاؤها بتوفير مستلزمات النظافة الأساسية للعائلات والأطفال، وتوفير مياه شرب آمنة، وخدمات الصحة والتغذية، وملابس للأطفال، وأنشطة الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال». «ماذا تقدّمون لي كبديل؟» المدنيون النازحون يواجهون تناقضاً قاسياً، إذ يتم وصفهم بأنهم «فلول نظام» رغم أن معظمهم لم يكن لهم أي دور في نظام الأسد من الأساس. فالعلويون، كغيرهم من السوريين، كانوا أيضاً ضحايا للقمع، وتعرّض كثر منهم للاعتقال القسري والاضطهاد. «كيف يمكن أن يكون طفل أو مزارع يبلغ من العمر 70 عاماً من فلول النظام؟ هؤلاء المجرمون ليسوا بشراً. وحتى لو قبضوا على فلول نظام، هل يتم التعامل معهم هكذا؟» يسأل عامر، المحامي السوري الذي اضطر إلى ترك مهنته. ويضيف: «أنا محامٍ، لكن لا يمكنني العمل في مجالي لأنني خدمت في الجيش السوري منذ زمن بعيد… وكأننا كنا نملك خياراً بعدم الخدمة». أما «أبو حسين»، فيطرح سؤالاً آخر: «سيقولون لك إن الأسد كان جزاراً. أفهم ذلك. لكن ماذا تقدّمون لي كبديل أفضل مما كان يفعله الأسد؟». بالنسبة إلى من نجوا من المجازر، لا تزال الحياة معركة يومية ليس فقط داخل سوريا، بل حتى بعد النزوح. يتحدث «أبو حسين» عن حرب مزدوجة تُشنّ على أبناء الساحل، الأولى بالقتل المباشر من قبل فصائل مسلحة متشددة، والثانية بالحصار الاقتصادي والتجويع من قبل إدارة الدولة الانتقالية الحالية. هذه الحرب تضعنا أمام خيارين: القتل أو التجويع حتى الموت». ورغم قلة المساعدات، يحاول سكان البلدات اللبنانية الشمالية تقديم يد العون من خلال توفير الطعام والملابس والفرش. و«ما رأيناه من أهل هذه القرى لم نرَه من أبناء شعبنا أنفسهم»، يقول «أبو حسين» بحرقة، و«ما نأكله هنا في المدرسة لم نكن نأكله في منازلنا. ليس لأننا لم نكن نريد، بل بسبب الجوع والفقر». بالنسبة إلى النازحين في المسعودية، فالعودة إلى الديار ليست خياراً على الأقل، ليس من دون تدخل دولي كما يوضح «أبو حسين»، إذ «لا يمكننا العودة طالما أن الجولاني في السلطة، إلا إذا حصلنا على حماية دولية. إذا قامت الأمم المتحدة بحمايتنا، فسنعود». لكن أي حماية لم تأت بعد. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تسببت المجازر بالفعل باستشهاد 4711 مدنياً، بينهم 1805 أشخاص تمّ إعدامهم علناً. في غضون ذلك، لا يزال التهجير القسري لأبناء الساحل مدفوناً تحت روايات سياسية تحوّل طائفة بأكملها إلى مجرد تصنيف سياسي، إذ يُتهم الفارّون من الإعدام بأنهم «فلول نظام»، ما يؤدي إلى محو معاناتهم بالكامل. كما أن عدّة وسائل إعلام ساهمت في هذا التعتيم، بعدما أحجمت عن نقل حجم المجازر. في المسعودية، ينتظر الناجون مصيرهم في بلد ليس موطنهم، في ظروف قاسية، ووسط تجاهل دولي مريع.


Independent عربية
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- Independent عربية
من الجنوب إلى الضاحية: يوميات النازحين مريرة في رمضان
تحت ذكريات القصف والموت ووطأة النزوح، حلّ رمضان هذا العام ثقيلاً على آلاف العائلات اللبنانية التي وجدت نفسها فجأة بلا مأوى، تائهة بين الجنوب والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، تبحث عن سقف يحميها ووجبة تسد رمقها، ولم يعد الشهر الفضيل كما عرفوه من قبل، فالبيوت التي كانت تضج بالحياة تحولت إلى أنقاض، والأسواق التي كانت تزدحم بالمارة باتت مدن أشباح، بينما تحولت موائد الإفطار إلى مجرد محاولات لتأمين قوت اليوم. وأمام هذا المشهد القاسي لم يعد التحدي في الصيام ذاته، بل في القدرة على الاستمرار وسط معاناة تتفاقم كل يوم، فكيف يصوم من فقد منزله ورزقه؟ وكيف يحافظ النازحون على طقوس رمضان في ظل الغلاء والفقر وانقطاع الموارد؟ وهل تكفي المساعدات لتخفيف وطأة الحرمان؟ فبين محاولات التأقلم وانتظار العون يعيش المهجرون رمضاناً مختلفاً، حيث بات الصيام معركة للبقاء لا مجرد عبادة، وفي هذا التقرير جالت "اندبندنت عربية" في الضاحية الجنوبية لبيروت ورصدت تفاصيل الحياة الرمضانية للنازحين. رمضان في مدينة النبطية جنوب لبنان حل هذا العام فوق الدمار (ا ف ب) جولة في الضاحية الجنوبية "هنا الضاحية".. بهذه العبارة رحب بنا الحاج أبو حسين عند دخولنا إلى منطقة الجاموس، إحدى أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت المكتظة سكانياً، حيث تقطن هنا آلاف العائلات النازحة من المناطق الحدودية مع اسرائيل وغيرها من التي تشردت، وبقيت من دون مأوى تنادي بحق العودة لبيوتها، وتُجمع العائلات على أن "شهر رمضان هذا ليس له مثيل، إذ إنه أتى عليهم في وقت يعيشون فيه تحت خط الفقر يُكافحون للبقاء على قيد الحياة ضمن مصير مجهول". أبو حسين، أحد منكوبي الحرب الإسرائيلية، أصبح "بلا سقف وبلا وطن"، على حد قوله، وجاء من بلدة بليدا الجنوبية ليستقر موقتاً في الضاحية، فقد استأجر من أحد زعماء الحي عربة ليبيع عليها عصائر الليمون والجلاب والتمر الهندي، وقال لنا "إلى الله أشكو حالي، أخرج بعد صلاة الفجر صائماً لأشتري مستلزمات العربة من سوق الجملة وأبقى حتى آذان المغرب أتجول في الطرقات لتأمين الحد الأدنى من طعام أسرتي اليومي"، مضيفاً "الغلة ليست كافية لشراء حاجات الإفطار العائلي، فأقوم باللجوء إلى الجمعيات لأخذ عدد من الوجبات الخيرية". وحال أبو حسين كحال كثير من الذين فقدوا أعمالهم في هذه المنطقة، فأبو علي، وهو سائق التاكسي يضيف إلى قاله أبو حسين "أن الحال لا تُطاق، فقد خسرت منزلين وأنا أعمل على هذه السيارة ولم يتبق لي إلا هذه السيارة لأُعيل أسرتي، مع العلم أنني لا أستطيع الخروج من هذه البقعة الجغرافية، أي الضاحية، لأنني لم أسدد رسوم الضرائب لسيارتي، وإذا خرجت من هذه الأحياء فمن المحتمل أن أعود لمنزلي من دونها، إذ ستقوم القوى الأمنية بحجزها وفرض الغرامة المالية عليها"، لافتاً إلى أنه "لا يستطيع العمل بعد الساعة الخامسة لأن الضاحية تتحول إلى منطقة غير آمنة على الإطلاق، حيث ينتشر فيها من أطلق عليهم صفة التشبيح، وهم ينتشرون ليلاً في الأحياء المدمرة وشبه المهجورة ويسرقون المارة ليلاً". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي منطقة بئر الحسن، السوق التجارية شبه المقفلة، يقول أحمد حرب وهو أحد تُجار الملابس في التجزئة إنه "لا يوجد موسم ولا نشعر برمضان وطبعاً لا نستطيع التحضير لعيد الفطر، والبيع سيء جداً وأكاد لا أبيع أية قطعة في اليوم، فالجميع هنا همهم تأمين المواد الغذائية، وما إن نسمع آذان المغرب حتى تتحول السوق إلى مكان شديد الظلمة، فلا أحد من التجار لديه الرغبة في فتح محله بعد الإفطار كما كان يحدث عادة، بسبب غياب الأمن ولأنه لا توجد حركة للزبائن أساساً في السوق"، لافتاً إلى أن "السوق الآن في حال تقنين كهربائي شديد، فنحن أشبه بجزيرة معزولة عن باقي المناطق ونحن بحاجة ملحة إلى إعادة تأهيل البنى التحتية بهدف الاستمرارية والبقاء في أعمالنا". وفي سوق الخضراوات بمنطقة برج البراجنة، يصف البائع جواد واقع التجارة هذا العام قائلاً "مع بداية رمضان شهدنا حركة نشطة وإقبالاً ملحوظاً، حيث سارع الناس إلى شراء حاجاتهم الأساس، لكن سرعان ما تغير الحال، ومع مرور الأيام تحديداً بعد اليوم الخامس من الشهر بدأت الأسواق تفقد زخمها، وعادت حال الركود لتسود، ولم يعد الزبائن يشترون إلا الضروريات مثل البطاطس والبصل والخضراوات الأرخص، وبكميات محدودة لا تكفي إلا ليوم أو يومين، فكثيرون يأتون ويسألون عن الأسعار ثم يرحلون من دون شراء، فالأوضاع صعبة والأسعار مرتفعة والقدرة الشرائية متدهورة، حتى إننا في بعض الأحيان نضطر إلى خفض الأسعار قدر الإمكان، وعلى رغم ضيق هامش الربح لكن لنحافظ على استمراريتنا". في منطقة الغبيري شاهدنا أحد الشبان دون سن الـ 15 عاماً يتجول في الشوارع لبيع المحارم الورقية، نراه يلهث وراء السيارات مستجدياً روادها بالشراء، وأتى إلينا بهدف البيع وهو يشكو أن عائلته تمر بوقت صعب جداً، إذ قال "أنا تلميذ متفوق في مدرستي ولا تحكموا علي بما ترونه من ملابسي، لكن الحاجة هي من أوصلتني إلى هنا، فأنا أُعيل أمي وثلاثة من إخوتي بعد وفاة أخي وأبي في الجنوب جراء غارة إسرائيلية، والآن أنا أركض وراء السيارات ليس بهدف التسول بل لبيع المناديل الورقية"، لافتاً إلى أن "مدرستي في الجنوب تحولت إلى ركام، وأنا الآن هنا من دون أي مدرسة، وقد فُرض علي هذا الواقع لأستطيع إعالة أسرتي"، مضيفاً "الحمدلله هناك بعض رواد السيارات يقدمون لي ثمن وجبة إفطار ومنهم من يعود لهذا الشارع ليعطيني الملابس، وأنا عندما لا أستطيع تأمين إفطار أهلي اليومي، وأضطر إلى الذهاب مع أختي إلى جمعية قريبة من مكان إيوائنا لنحمل بعض الوجبات"، واللافت أن العائلات النازحة بهذه المنطقة تتشبث بالأمل على رغم كل الكوارث التي تحيطها، فغالبيتهم تحت خط الفقر يحملون حكايات من الخراب، وبين تشرد ودمار تحولوا إلى لاجئين في وطنهم. رمضان يعزز التضامن الاجتماعي في لبنان يأتي رمضان في لبنان هذا العام وسط أزمات اقتصادية خانقة، لكنه يبقى مناسبة لتعزيز قيم التكافل والتضامن الاجتماعي، إذ تتجلى روح المساعدة بين العائلات وتظهر المبادرات الإنسانية لدعم الفئات الأكثر حاجة، وفي ظل الأزمة المعيشية لم تعد موائد الإفطار تقتصر على التجمعات العائلية فقط، بل تحولت إلى مساحة لتقديم العون وتخفيف الأعباء عن المتضررين، سواء من خلال المبادرات الفردية أو المساعدات القادمة من المغتربين اللبنانيين المنتشرين حول العالم. وفي هذا السياق كشف اللواء السابق في الأمن العام والنائب جميل السيد في حديث خاص إلى "اندبندنت عربية" عن أن "رمضان عزز روح التضامن الاجتماعي في لبنان، سواء على المستوى المحلي أو عبر المساعدات الخارجية من المغتربين"، مشيراً إلى أن "الاقتصاد اللبناني كان يعتمد بنسبة كبيرة على تحويلات المغتربين التي تراوح سنوياً ما بين 5 و8 مليارات دولار، وهو مبلغ يعادل إيرادات دول تخوض معارك تجارية كبرى لتحقيقه من التصدير"، لافتاً إلى أن "المغتربين اللبنانيين في ظل الأزمة الحالية يقدمون مساعدات غير معلنة لأهلهم وأقاربهم في القرى". وشدد السيد على أن "التقاليد الاجتماعية تلعب دوراً محورياً في التكافل الاجتماعي"، قائلاً "من البديهي في رمضان أن يساعد الناس بعضهم بعضاً، ولا يُنظر إلى تقديم الطعام على أنه إحسان بل كتحصيل حاصل، وبالتالي لا يمكن اعتبار أن الطعام مؤشر للفقر أو العوز بسبب هذه المبادرات الإنسانية في مجتمعنا". وسط الظروف الاقتصادية التي يواجهها النازحون تبرز مرة جديدة مسألة إعادة الإعمار (اندبندنت عربية) المساعدات وإعادة الإعمار وفي ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي يواجهها النازحون خلال رمضان، ومع تفاقم الحاجة إلى الدعم والمساعدات تبرز مرة جديدة مسألة إعادة الإعمار، بخاصة أن ثلاثة أشهر تقريباً مرت على انتهاء الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" وغالبية المناطق المدمرة لا تزال على حالها، وفي هذا السياق شدد النائب بيار أبي عاصي في حديث خاص إلى "اندبندنت عربية" على أن "أية مساعدة دولية في مرحلة إعادة الإعمار يجب أن تمر عبر الدولة اللبنانية وليس عبر أي طرف آخر"، مضيفاً "إذا كان 'حزب الله' يرفض هذا المسار، ويصر على خوض الحروب والتسبب بمزيد من الدمار، مع استمرار حصوله على تمويل خارج الأطر الرسمية، فليعلن دولته الخاصة". وأكد أبي عاصي أن "لبنان وعلى رغم حجم الدمار الكبير سيعتمد في إعادة الإعمار على المساعدات الدولية، لكن فقط من خلال القنوات الشرعية، وفق المعايير المالية العالمية، وذلك لتفادي أية تداعيات مالية أو عقوبات قد تُفرض على الدولة اللبنانية"، كما أشار إلى أن "المصادر الأساس للتمويل ستكون عبر الدعم الدولي والمساعدات الخارجية خصوصاً من دول الخليج". وختم بالقول "اليوم لا يملك لبنان أي موارد مالية، ورمضان هذا العام يأتي في ظل أزمة خانقة، ولذلك من الضروري أن تمر أية مساعدات عبر الدولة لضمان إعادة الإعمار بصورة سليمة ومستدامة، وللتخفيف من معاناة المواطنين الذين يعيشون أصعب أيامهم".


24 القاهرة
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- رياضة
- 24 القاهرة
أبو حسين ونبيل يحفزان لاعبي منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي
حرص محمد أبو حسين عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس بعثة منتخب الشباب مواليد 2005 لكرة القدم في الدوحة على تحفيز اللاعبين في لقائه معهم قبل تدريبات اليوم استعدادا للقاء منتخب كرواتيا الأوليمبي. أبو حسين ونبيل يحفزان لاعبي منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي ومن المقرر أن يلتقي منتخب مصر الشباب مواليد 2005 نظيره منتخب كرواتيا، يوم السبت المقبل وديا في ثاني تجارب شباب الفراعنة في معسكرهم الحالي في قطر من 17 إلى 26 مارس الجاري ضمن استعدادات منتخب الشباب لبطولة كأس الأمم الإفريقية المقرر إقامتها في كوت ديفوار اعتبارا من 26 أبريل المقبل. منتخب مصر تحت 17 عاما يهزم تنزانيا بهدفين وديًا منتخب مصر يرتدي القميص الأحمر وإثيوبيا الأخضر في تصفيات كأس العالم أبو حسين ونبيل يحفزان لاعبي منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي وحضر اللقاء علاء نبيل المدير الفني للاتحاد المصري والذي أشاد بالتجربة الأولى للمنتخب أمام منتخب قطر الأوليمبي والتي انتهت بالتعادل 1- 1 أمس وطالب نبيل اللاعبين بالاستمرار في التركيز والاستفادة من الأجواء لبناء جيل للمعسكر. وتحدث محمد أبو حسين مع اللاعبين واستمع إلى آرائهم في معسكر قطر وأشاد جميع اللاعبين بالمعسكر وأكد محمد أبو حسين على ثقته في اللاعبين وقدرتهم على تقديم عروض تليق باسم الكرة المصرية في مرحلة التحديات المقبلة. تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي" width="1200" height="900">لاعبي منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي"> تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي" width="1200" height="900">لاعبي منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي"> تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي" width="1200" height="900">لاعبي منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي"> تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي" width="1200" height="900">لاعبي منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي"> تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي" width="1200" height="900">لاعبي منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي"> تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي" width="1200" height="900">لاعبي منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي"> تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي" width="1200" height="900">لاعبي منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي"> تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي" width="1200" height="900">لاعبي منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي"> تدريبات منتخب الشباب استعدادا لودية منتخب كرواتيا الأوليمبي


الجزيرة
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- الجزيرة
الأنفاس المعدودة والحركات المرصودة.. كيف أحصى الأسد على السوريين أعمالهم؟
بعد دقائق من وقوفي أمام مركز التسوّق مرّ بي أبو حسين واتجهنا إلى المربع الأمني سيء السمعة. عند المدخل المغلق بباب حديد، أطلّ علينا شابٌ من شباب الثورة في زيّه العسكري، متقلّدًا بندقيته، لوّح له أبو حسين بيده مسلِّما، ففتح لنا الباب، قال لنا حين حاذيناه "حيّ الله الشباب، لا تطولوا". قبل أقل من شهر من دخولي كان الداخل إلى هذه الأسوار يكتم أنفاسه خوفًا من الجحيم الذي ينتظره. قبل ساعة فتحت عينيّ قبل أن يطلق المنبه صوته، نظرت إلى الساعة 6:34 لم تشرق الشمس بعد. لم أنل حظًّا وافرًا من النوم، فقد نمت في نحو الرابعة، بسبب سهري مع بعض جنود عملية ردع العدوان ، الذين وثّقت شهاداتهم على المعركة. كان صوت أبي حسين الشاب الذي تعرفت عليه ووعدني بإدخالي إلى المربع الأمني في كفر سوسة، يتردد في أذني "إذا أردت أن تدخل إلى المربع، وترى الوثائق بنفسك، عليك أن تستيقظ مبكرًا وتصل قبل أن يصل موظفو الهيئة، موعدنا الثامنة صباحًا" سرى في جسمي المنهك تيار حماسة اقتلعني من سريري وقذف بي في الحمّام تحت المرِشّ. خرجت من فندق الشيراتون، باتجاه ساحة الأمويين، لم تستيقظ دمشق بعد، الشوارع خالية تمامًا. كانت خيوط الفجر تضيء بودّ، بدا لي قاسيون المطل على المدينة بديعًا وهو يستقبل أشعة الشمس، كان أجمل مشهد رأيته خلال رحلتي كلها، وقفت في الميدان عند مجتمع الطرق، أملأ عيني من مشهد الجبل، هنا قُتل هابيل ودُفن، حسب رواية ابن عساكر الدمشقيّ (ت571هـ/1176م) متى تراها تشفى هذه المدينة الحسناء من شؤم الدم. قلتُ في نفسي وأنا أنتظر سيارة أجرة تأخذني إلى كفر سوسة. بعد بضع دقائق مرّت سيارة أجرة فأشرت إليها "إلى أين؟" سألني السائق الذي لم ينفض غبار النوم عن وجهه بعد. "خذني إلى شام سيتي سنتر" قلت له، كان هذا أقرب مَعلم عام للمربع الأمني. بعد ثماني دقائق أنزلني، أخرجت رزمة من الليرات ولعقت إبهامي، وأخذت أعد له ثلاثين ألف ليرة، بدوت كجدِّ يتحلّق حوله أحفاده في صباحيّة العيد في انتظار العيديّة. يتوسط المربع الأمني العاصمة دمشق، ويفترش سوره عدة أحياء، ويضم عددًا من الأجهزة الأمنية، منها المخابرات العامة، والأمن العام، وفرع الأمن العسكري، وفرع الأمن السياسي، والمخابرات الجوية، ووزارتا الداخلية والدفاع. من هناك كانت تُدار جمهورية الخوف الأسدية. قبل أيام من زيارتي اكتشفت قوات المعارضة مستودعًا للمخدرات داخل المربع الأمني، يحوي أكثر من مليون حبة كبتاغون، والقنّب الهندي. بلغت عائدات هذه التجارة 10 مليارات دولار، في عام 2022 حسب الوكالة الفرنسية. نموذج الدولة الإله كل شيء يبدو طبيعيًّا من الخارج، مبانٍ ضخمة لدوائر حكوميّة، عتيقة وجديدة. صور الأسد مخرّقة على كل مبنى، انتهينا إلى فرع 248 المخصص للمخابرات العسكرية. يختص فرع 248 (المخابرات العسكرية) بضبط الأمن داخل الجيش، لكنه عمليًّا تتنوع اهتماماته وصلاحياته، ليصل إلى إدارة الشعب، بطريقة ما، والتحكم فيه. تغولت الأجهزة الأمنية في نظام الأسد وعَدَلت عن مهامها الرئيسيّة، "فضبط الأمن" هدف فضفاض يؤوله كل جهاز حسب مزاجه. ترسيم اختصاصات هذه الأفرع أشبه بمحاولة تهذيب مجموعة من الوحوش وتعليمها الأكل بالشوكة والسكين. وكان الشعب هو الطبق الذي يبسط لتلك الوحوش المتحضرة. وقفت أمام المبنى أتأمل المدخل. بزة عسكرية ملقاة على الأرض، وبجانبها صورة لفخامة الرئيس الهارب، وعن يسار المدخل لوحة كبرى يبدو فيها الرئيس رافعًا يده يحيي جماهير شعبه الذي لم يكن معجبًا به. مكتوب في أسفل اللوحة، "سلامًا أيها الرئيس، سلمتَ ويسلم البلد" هكذا سارت الأمور منذ توليه وحتى هروبه، كانت سلامته أولًا، قبل كل شيء، حتى قبل أهله وأرضه وشعبه. الأرض غرقى بالماء، اتبعت حركة صديقي الذي يعرف المكان جيدًا، أضع قدمي حيث وضعها وهو يتقدمني، خطوة على فراش، وأخرى على قطعة خشب، وثالثة على كومة ملابس عسكرية، والرابعة على الدرجة الأولى من السلم المؤدي إلى الطابق الأول. طابق فسيح تنتظم المكاتب على جانبيه. "تفضل اختر أي مكتب وطالع الوثائق، لقد مرّ الثوّار وكثير من الشعب بهذا المكان قبلك وبحثوا عن سجلاتهم، ولذلك فالمكان في حالة من الفوضى الرهيبة. أمامنا عمل هائل. هذه ذاكرة النظام البائد. علينا أن نحافظ عليها، ففيها كثير من الأسرار".لقد سقط النظام وبقي المربع الأمنيّ الذاكرة الحيّة للنظام الأسدي. يسابق رجلُ الأمن الصحفيَ إلى جمع المعلومات، لكن الأول يحصيها ليستخدمها ضد الشعب، والثاني يجمعها ليلوّح بها في وجه السلطة. كنتُ أتحرك بخطى ثقيلة، لا أعرف لماذا لمع في ذهني بيت نزار وهو يمشي مثل الطفل خلف دليلته في قصر الحمراء ووراءه التاريخ كوم رماد. كنت أسير خلف أبي حسين، وتاريخ المعتقلات يعصف في ذهني. يختار المؤرخون عادة نقطة ارتكاز حيوية في حياة الشعوب ليديروا عليها خط التاريخ. تستطيع أن تكتب مثلا عن تاريخ فرنسا من خلال مقاهيها، وتستطيع أن تكتب عن تاريخ سوريا من خلال فروع الأمن فيها.. تاريخ سوريا الحديث يعبر من هنا. المكاتب في حالة فوضى رهيبة. مئات السوريين اندفعوا إلى هذه المباني بعد سقوط النظام ليفحصوا ما الذي كان يسجّله النظام عنهم. كل سوريّ دخل إلى هنا، كان يبحث عن "إضبارة" تتعلق به أو بأحد من أقاربه، كان مشهدًا قياميًّا. الأوراق وملفات التحقيق في كل مكان، والسجلات تملأ الأرض والخزائن. هذه خزائن أعمال الشعب السوري، محصاة ومسجلّة عليه، بيد أنها لم تكن تحصي إلا السيئات، أما الحسنات فليست من اختصاصها. لقد تسمى الحزب الحاكم بالـ"بعث" وظن أنه يستقلّ بمهام الإله. في السجلات رصد الدولة لكل حركة تجمع بشريّ فيها، فهذه سجلات الفنادق؛ كل فنادق دمشق ترسل قوائم يومية بأسماء ضيوفها، وأرقام هوياتهم، وهواتفهم. وفيها سجلات المساجد والكنائس من 1980 إلى 2024، التي تحصي عدد الحضور للصلوات وخُطب الجمعة، وأجناس الحضور، والتبرعات المجموعة. وفيها عقود الإيجار لمساكن دمشق، ففي دمشق لا تتوقف معاملة التأجير على مستأجر ومالك، كما هو المعروف في سائر العالم، بل تدخل فيها فروع الأمن وسيطًا يستجوب المستأجر، ويسترزق من المؤجِّر. ولا يكتفي النظام بالدخول إلى بيتك، حتى يقتحم عليك جيبك، فسجلات التنصت على الهواتف وتتبع المكالمات، والمراسلات بين أفرع الأمن وشركات الهاتف للمطالبة بمعلومات حول أرقام معينة، روتين يوميّ. سجلات سوداء تحصي أعداد الموقوفين، وأخرى كُتب عليها "دفتر استلام" لا يوجد فيه سوى تواريخ الأيام، وأرقام أمام كل يوم (تبيّن لاحقًا أنها عدد الجثث) كان الدفتر لشهري يوليو/تموز وأغسطس/آب من عام 2024، وفيه من جثتين إلى 15 جثة يوميا. مؤخرًا، التقيت بعامر مطر وهو صحفي على أعتاب الأربعين، من الرقة، درس الإعلام في دمشق وبها عمل، وتنقل بين عدة قنوات فضائية وكان كاتبًا في جريدتي الحياة والنهار، حيث كان يكتب عن الوضع الاقتصادي والسياسي. لذلك كان من المرصودين على قوائم أجهزة الأمن. "كانت دار أهلي في الرقة مفتوحة لزيارة شهرية من رجال الأمن" قال لي عامر. ما حكاه لي عامر، كان تلوينًا بالأحمر لتجربتي السوداء. لقد مرّ عامرٌ من هنا، ولكن بطريقة مختلفة، بفارق ما بين الزمنين، دخلت وأنا أتلفّتُ معتبرًا، ودخل وهو معصوب العينين، دخلته باسمي، ودخله كرقم، دخلته أمشي على قدميّ، ودخله مغلول اليدين يدفع بالركلات والهراوات. جئت بإرادتي، وجيء به بإرادتهم. "بعد سقوط النظام أرسل لي أحد الأصدقاء صورًا لملف وجده في المربع الأمني، كتب عليه اسمي، يحتوي على 81 صحفة وفيه قصتي مع أجهزة الأمن التي تحتوي على اعتقالي والتنصت عليّ ومقالاتي. كان صديقي يبحث في السجلات لعله يجد شيئًا عن أخيه المخطوف، فعثر على ملفي بالصدفة". قال لي عامر "محاضر التحقيق معي، وفيها تحقيق أجروه معي في فرع فلسطين عام 2009، كان بسبب مقالة كتبتها تحكي قصة الفقر في دمشق. بالإضافة إلى سجلات مكالماتي، كانوا يتنصتون عليّ لمدة عام قبل الثورة". " في عهد الأسد، يكفي أن تكون صحفيًّا لتتسلط عليك عيون النظام". احكِ لي قصة اعتقالك "لقد اعتقلت مرتين. أو قل مُتّ مرتين. كانت الأولى بعد اندلاع الثورة بأيام." استرخى عامر في مقعده، وهو يتجهز لسرد قصة تغصّ بالآلام "بعد عشرة أيام من اندلاع الثورة خطفني جنود النظام من منزلي وأخذوني إلى فرع الخطيب. تم التحقيق معي وتعذيبي، ثم نقلوني إلى كفر سوسة المربع الأمني، إدارة أمن الدولة. كان من أبشع الأماكن وأغربها". بقي عامر في الاعتقال الأول 16 يومًا ثم أفرج عنه. "بعد 4 أشهر من الإفراج، كمنوا لي تحت الدار، وبدؤوا بضربي لأدلهم على داري، قلت لهم إني لا أسكن هنا، لو وصلوا إلى شقتي ورأوا الذواكر الإلكترونية لحُكم عليّ بالإعدام. أخذوني إلى المربع الأمني". بأي تهمة قبضوا عليك؟ التهمة الأشهر لدى النظام في سنوات الثورة "إشاعة أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسيّة الأمّة" قالها عامر بطريقة آليّة، من كثرة ما ترددت على سمعه. "حين دخلت إلى أمن الدولة في المربع الأمني، انفتح أمامي باب من جهنم، كان العذاب الذي تعرضنا له في الفرع يفوق الخيال. صادف وصولي اعتقالهم لطفل سوداني يبلغ من العمر 16 سنة. كان يحمل الجنسية الإسبانية، وجاء لسوريا ليعيد الاتصال بثقافته وليتعلم العربية. مرّ بجانب الفرع وسألهم عن الاتجاهات، فسألوه عن جنسيته فقال لهم سوداني فأخذوه. أنزلونا سحلًا ورفسًا على الدرج، ولما بدؤوا حفلة التعذيب، كنت أتألّم بالعربيّة، ومحمد يتألم بالإسبانيّة (أقول آخ آخ، ويقول أوي أوي) طرب السجانون لهذا النغم. فأطالوا في الحفلة لمدة ساعة. ليسمعوا هذا النشيد الجهنمي! حين عرفوا أني صحفي، ارتفعت وتيرة التعذيب وكأنهم يطلبون عندي ثأرًا. قضينا أنا ومحمد في زنزانة منفردة… وقضيت بعدها شهرين في زنزانة نحتاج أن يقف بعضنا لينام آخرون. فكنا نتناوب؛ تنام مجموعة بالليل، وأخرى في النهار…". إعلان " قلت له بعد أن وضعونا في المنفردة: قل لهم إنك إسباني. حين عرفوا جنسيته، تصلّبت أيديهم عنه وتوقف التعذيب. لكنه كان طفلًا يدركه الفزع فيبكي ويقول 'أريد أمي أريد أمي'. فكانوا يأخذوني ويعذبوني أمامه لتخويفه وإسكاته. كنت أتوسل إليه بأن يصبر حتى يتوقفوا عن تعذيبي. أخرجوه بعد أيام، واتصل بوالدي وأخبره أن عامرًا مسجون في المربع الأمني. أحد أحلامي اليوم، أن أتواصل مع محمد مرة أخرى". سألتُ أبا يوسف ونحن منشغلون في تفتيش المكاتب ومطالعة الوثائق "هل توجد زنازين في هذا المبنى؟" دون أن يفكر أو يرفع رأسه "الزنازين في القبو، هل تريد أن تراها؟" ألقيتُ كومة الأوراق التي تحكي عن تهريب بعض العسكر لمواطنين سوريين إلى تركيا، وقلت: بالتأكيد" "حسنا، تفضل" قالي لي ونزلنا الدرج قفزًا. على جدار القبو كتبت لوحة تمنع دخول الاجهزة الخلوية. ما إن وضعت قدمي على الدرجة الأخيرة في القبو لفحتني أبشع رائحة شممتها في حياتي. الرطوبة تخنق الأنفاس، وروائح الدم والعرق والقيح والفضلات تنفذ كقطع نحاس تحزّ مجرى أنفاسك وتستقر في رئتيك. في ممر طويل تتوزعه زنازين رهيبة على الجانبين، مختلفة الأحجام، مشيتُ مع أبي حسين وهو يشير لي إلى الزنازين ويقول "هذا مهجع جماعي، وهذه غرفة تحقيق، وتلك الغرف الصغيرة عن يسارك زنازين انفرادية" كانت الانفراديات غرف صغيرة لا تتجاوز المترين طولًا والمترَ عرضًا، مصمتة من كل جهاتها، عدا فتحتين بقطر 15سم؛ إحداهما في الأرض لقضاء الحاجة البشرية، والأخرى في السقف لدخول الهواء. شعرت بضيق رهيب، لم أستطع التنفس، ربّتُّ على كتف أبي حسين، دون أن أتكلم وأشرت إليه أني لا أستطيع البقاء، لنخرج فورًا. بسرعة أكبر من سرعة نزولنا قطعنا الدرج صعودًا، ركضتُ خارج المبنى لألتقط هواءً نقيًا، أخذت عيناي تدور في فناء المربع الأمني ومبانيه الشاهقة: ما هذه المباني الحكومية التي تحتوي على أقبية تشبه المسالخ الحيوانية، ولكنها معُدة للبشر؟!. صف لي تجربة السجن في المربع الأمني؟ سألتُ عامرًا. "كان عالمًا عجيبًا، يصعب عليك فهمه. مرة من المرات سمعنا خصامًا بين السجانين فتبيّن أن أحدهما أخذ من عطر زميله ليخرج في موعد مع حبيبته. هل يمكن أن يكون الناس الذين يحبون بعضهم في الشوارع وحوشًا يقومون بتعذيب البشر؟ فالقادر على العواطف قادر على القتل والتعذيب لهذا الحد! وهذا شيء يكسر فيك مفهومك عن الإنسانية والبشر. في بداية الاعتقال جاءت ضربة على رأسي فانفجر الدم منه، وجاؤوا بطبيب، يمثل الطبيب في كل ثقافات العالم معاني الرحمة والرعاية، إلا في سجون الأسد، كان الطبيب يخيط رأسي ويضربني، كان علاجه جزءًا نشطًا من التعذيب". عدت إلى الطابق الأول لأستأنف بحثي، متنقلا بين المكاتب، توقفت عند مكتب عقيد في المخابرات العسكرية، كان السؤال الذي يدور في ذهني. كيف يقضي الضابط يومه، حين لا ينشغل بالتحقيق؟ بقي المكتب نظيفًا نسبيًّا بعد أن تعرّض لحالة نهب لأجهزته الكهربائية. آثار ماكينة القهوة والمبرّد في زوايا المكتب واضحة. خزائنه ومكتبه بحالة جيّدة. امتدت يدي إلى درج مكتب العقيد، وأخرجت دفترًا من دفاتر مذكراته، كان يحتوي على بنود أحد الاجتماعات، وفيه توصيات بالتركيز على ملف الفلسطينيين واللاجئين، واستهداف حركة حماس والمتعاونين معها. يبدو أن أجهزة الأمن لم تشتفِ من حركة حماس بعد أن قرر قائد الحركة خالد مشعل في 2012 الانحياز إلى الشعب السوري، والتخلي عن كل الامتيازات التي كانت تحصل عليها الحركة داخل سوريا. وفي البنود ذكر لأهمية توطيد العلاقات مع الميليشيات العراقية التي كانت ظهيرًا للنظام الأسدي. جلستُ على كرسي العقيد المتوسط الجودة، وشرعت أتصفح دفتر مذكراته، لعلي أنتهي إلى جواب لسؤال كيف يقضي الضابط في النظام الأسديّ وقته عندما لا يكون منشغلًا بالتجسس على الشعب، أو تعذيبه. كثير من الخربشات ورسومات نصف مكتملة لا تشي بأي موهبة، توقفت عند لوحة جادت بها قريحة العقيد في وقت فراغه، ترسم مشنقة تُعلَّق عليها جثث فارقت الحياة، وطيور تهبط على رؤوس المعدمين شنقًا لتأكل من أدمغتهم. سرت في جسدي موجة تقزز، فانتفضت من الكرسي، إذا كان هذا خيال الضابط وقت فراغه وراحته، فما ذا يفعل وقت عمله وجدّه؟ وذهبت أبحث في الخزائن، صادفني رف يخلو من الملفات ويشتمل على مجموعة كتب لم تمتد إليها أيدي المقتحمين. لا أحد اهتمَّ بما يقرؤه ضبّاط الأسد. علاقة الدمويّة بالجهل ليست شرطيّة، فهتلر (الذي كان رسامًا شبه محترف بالمناسبة)، يعتبر قارئًا جادًّا وكانت مكتبته تحتوي على 16000 مجلد. لقد كان الرجل الذي أطلق حربًا في القارة العجوز قضت على 60 مليون إنسان، قارئًا نهمًا للفلسفة والروايات البوليسية. ومثله ستالين المولع بالأدب الروسي، الذي وجدوا في مكتبته 400 كتاب مليئة بحواشيه وتعليقاته. حتى بقّال تل أبيب، بنيامين نتنياهو قال في آخر جلسة محاكمة له في العام الماضي، إنه لا يملك فائضًا من الوقت بعد ساعات العمل، وما يجده يصرفه للقراءة. المعرفة لا تعني الخير بالضرورة، بل هي وسيلة يزداد بها الخيّر خيريّة والشرير شرًّا. كانت مكتبة العقيد الذي يقضي وقت راحته في رسم المشانق والجثث، تشي بأنه محبّ للأدب والشعر. ففي مكتبه دواوين شعرية، وأشهر شاعرات الحب، إضافة إلى كتب فكرية تعنى بالتعايش بين الأديان! فرغت من الجانب الثقافي للسيد العقيد، وحملت معي كومة من الملفات التي كانت منضّدة داخل الخزائن بشكل منظّم، وافترشت الأرض لأطالع القضايا التي انتهت في مكتب العقيد. كان أكثرها تقارير عن عناصر من الجيش تهربوا من الخدمة العسكرية، أو انشقوا عن النظام. في أحد الملفات السمينة، قرأت قضية ضابط في الجيش اتُّهم بمساعدته للثوار في منطقة ريف دمشق. يحكي ملفه تفاصيل جلسات التحقيق معه، وتحديد موعد محاكمته. لكن الضابط لم يصل إلى المحكمة، ففي الورقة الأخيرة من التقرير كُتب أن المتهم لن يتمكن من الحضور للمحكمة، لأنه أصيب بنوبة قلبية في 26 سبتمبر 2013. كانت تلك هي الصياغة القانونية لوفاته تحت التعذيب. حين سألت عامرًا عن تلك الخاتمة للتقرير أكّد لي أن هذه صيغة معروفة لديهم. "أبدًا، ما دمت تحت أيديهم فأنت في خطر، الصفع على الوجه والضرب بالهراوات عادة يومية، طريقك إلى الحمّام مفروش بعشرات اللكمات والهراوات الهاوية على رأسك. أسباب الموت كثيرة في سجون الأسد، يجتمع عليك الجوع والأمراض والبرد، وقد مات بعض زملائنا السجناء بالأمراض. كانت الزنزانة تضم 60-70 شخصا، ننام مسايفة، وقد نموت من البرد، أو الأمراض المعدية". إعلان بعد أربعة أشهر أطلقوا سراحك، هل تبت وتركت العمل الثوري؟ "أبدًا، حين خرجت رأيت تعاطف الناس معنا، فذهبت إلى الغاية وواصلت العمل. بعد خروجي وصلتني رسالة إلكترونية من نادي القلم الألماني، وعرضوا عليّ الهجرة، ترددت، لكن النظام اعتقل والدي وطالبوا أن أسلم نفسي، فقررت الهجرة. أخرجوا والدي بعد 10 أيام". ماذا عملت في ألمانيا؟ لقد أنجزنا متحفًا رقميًّا لسجون داعش. سأرسل لك الرابط لتأخذ جولة فيه. سترى بتقنية ثلاثية الأبعاد تفاصيل السجن ، وستأخذ جولة في سجن الموصل، وسجن دير الزور، بفترات زمنية مختلفة، وستسمع شهادات شهود يحكون عن تجاربهم. وبالمناسبة بدأنا العمل على سجون النظام بنفس الطريقة، وسيخرج أول نموذج لسجن صيدنايا. "نعم، لقد درسنا أساليب التحقيق، وأساليب التعذيب، والبنية الهندسية للسجون، ويمكن أن أقول إن داعش أخذت كثيرًا من تقنيات السجنيّة من تجربة البعثين، العراقي والسوري، ومن تجارب "أبو غريب" وسجون الأميركيين في العراق. دوامة الظلم تولّد وتنتج تنوعات متقاربة. بالمناسبة أكثر ما أدهشني في المربع الأمني، البيروقراطية المتبّعة لهذا التوحّش. قلتُ معلقًا "النازيون ونظام ألمانيا الشرقية من أكثر التجارب البيروقراطية دقة وتنظيمًا. وهذا ينطبق على نظام الأسد، وعلى داعش. هذه البيروقراطية لا تعني تقدمًا وإنما تعني دقة الوحشية". بقي نظام الرصد والتقارير من المخبرين وأجهزة الأمن يعمل بكفاءة إلى آخر لحظات النظام، ويبدو أن بعض الموظفين في هذه الآلة كان يعمل حتى بعد أن غادر الرئيس المخلوع الأراضي السورية. لم يتغيّر أي شيء من عقلية الأمن بعد سنوات الثورة، ولم يراجع النظام نفسه أدنى مراجعة، فتقارير المخبرين وموظفي الدولة ضد بعضهم، بقيت تعمل والثوار يتقدمون نحو دمشق. فبعد تحرير حلب، وتوجه عملية ردع العدوان إلى حماة وحمص، كان فرع المخابرات يستقبل التقارير الكيديّة بين معلمات المدارس. متى ستشعر بأنك أنجزت مهمتك بعد انتصار الثورة وسقوط نظام الأسد؟ سألتُ عامرًا في ختام لقائي. إعلان "حين يزور السوريون الزنزانة التي كنت فيها على أنها متحف"