أحدث الأخبار مع #أخصائية_نفسية


مجلة هي
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- مجلة هي
المرونة النفسية سر القوة الخفية في حياتك اليومية
تتلخص أحد تعريفات المرونة النفسية هو القدرة على التواصل مع الحاضر والعمل على تحقيق أهداف طويلة المدى بدلاً من الرغبات قصيرة المدى، وتتيح المرونة النفسية للأفراد التكيف مع التغيرات في البيئة والتفاعل بطرق جديدة ومبتكرة وصحية تتوافق مع أهداف الفرد وقيمه، كما تلعب هذه القدرة دورًا حيويًا في الصحة والرفاهية. المرونة النفسية المرونة النفسية وفي هذا الصدد، توضح راشيل غولدمان، الحاصلة على درجة الدكتوراه وزمالة FTOS، وهي أخصائية نفسية وأستاذة مساعدة سريرية في كلية الطب بجامعة نيويورك: "تتمثل المرونة النفسية في البقاء في اللحظة الحالية والانفتاح على أي أفكار أو مشاعر قد تطرأ، ثم اتخاذ إجراءات تتماشى مع قيمنا". وفي الحياة اليومية، تتيح المرونة النفسية للأفراد تعديل سلوكياتهم وروتينهم للاستجابة بفعالية لمتطلبات الموقف بطرق تخدم أهداف الفرد وتلتزم بمعتقداته الأساسية. خصائص المرونة تشمل بعض العناصر الرئيسية للمرونة النفسية ما يلي: الحضور الذهني الحضور الذهني لكي يكون الشخص مرنًا، عليه أن يكون على دراية بما يحدث في العالم من حوله في اللحظة الراهنة، فبدلًا من التفكير في الماضي أو القلق بشأن المستقبل، ويستطيع الأشخاص المرنون التركيز على اللحظة الراهنة. وتقول جولدمان: "إذا تأملنا الماضي، أو ركزنا على المستقبل، فإننا نركز على أمور خارجة عن سيطرتنا، وإذا تفاعلنا، فقد لا نكون فاعلين أو نتخذ قرارات بناءً على قيمنا ومعتقداتنا وأهدافنا". الانفتاح الانفتاح تتطلب المرونة أيضًا من الشخص الانفتاح على التجارب ووجهات النظر الجديدة، فبدلًا من البقاء عالقًا في أنماط غير مفيدة، تسمح المرونة للشخص بالنظر إلى الموقف بطرق جديدة وإجراء التعديلات اللازمة. القبول للحفاظ على المرونة النفسية، يحتاج الشخص إلى الاستعداد لتحمل مجموعة من المشاعر، حتى تلك التي يصعب التعامل معها، فبدلًا من محاولة كبت هذه المشاعر أو تجنبها، يستطيع الأشخاص المرنون تقبّل ما يشعرون به، والاعتراف بمشاعرهم، والبحث عن طرق لإيجاد معنى لما تعلموه والنمو منه. أمثلة على المرونة النفسية تشمل بعض الأمثلة على الطرق التي يُظهر بها الناس مرونتهم النفسية في مواقف الحياة الواقعية ما يلي: تقبّل المشاعر الصعبة تقبّل المشاعر الصعبة قد يُظهر الشخص الذي يُعاني من القلق مرونة نفسية من خلال تعلّم تقبّل أفكار القلق ومشاعر الضيق دون إصدار أحكام، وهذا يُمكّنه من التفاعل في المواقف المُثيرة للقلق بهدوء ومرونة أكبر. التعامل مع الانتكاسات التعامل مع الانتكاسات يُمكن للشخص الذي يُواجه انتكاسة كبيرة، مثل فقدان الوظيفة، أن يُظهر مرونة من خلال التحلّي بالإيجابية واتخاذ خطوات للعثور على وظيفة أخرى، وتُمكّنه المرونة من مواجهة التحديات وإدارة التوتر بفعالية أكبر. إدارة المشاعر الجياشة إدارة المشاعر الجياشة قد تُشعِر المشاعر القوية أحيانًا بالقهر، وتُساعد المرونة النفسية الناس على إدراك هذه المشاعر وتقبّلها دون الشعور بالإرهاق. الشعور بالرضا الشعور بالرضا بينما يُعدّ تطوير المرونة النفسية أمرًا أساسيًا لإيجاد معنى للحياة وإيجاد هدف لها، فهي تُتيح للناس الاستجابة لجميع مشاعرهم بشفافية ومواءمة سلوكياتهم مع ما هو أهم من حيث قيمهم الأساسية. لماذا تُعدّ المرونة مهمة للصحة النفسية؟ وعلى صعيد متصل، تشير جولدمان إلى أن المرونة النفسية عنصرٌ أساسيٌّ في الصحة النفسية، وتُشير إلى أنها "تُساعد في تقليل التوتر والقلق والاكتئاب وغيرها من مشاكل الصحة النفسية. علاوةً على ذلك، يُمكن للمرونة النفسية أن تُعزز ثقتنا بأنفسنا وتقديرنا لذاتنا، بل وتُحسّن علاقاتنا". وتُؤدي المرونة دورًا هامًا في الصحة النفسية والرفاهية لعدة أسباب ومنها ما يلي: 1. تُتيح المرونة والانفتاح على التجارب الجديدة للناس تعلّم أشياء جديدة، كما تُساعدهم على التكيّف مع الظروف المتغيرة، مما يُساعدهم على العمل بفعالية أكبر في بيئاتهم. 2. ويُمكن للناس التخلُّص من أنماط التفكير والسلوك السلبية أو غير المُفيدة من خلال الحفاظ على المرونة النفسية، فبدلًا من الانغماس في روتينات وسلوكيات مُتزمِّتة تُفاقم المشاكل، يُمكنهم الاستجابة بطرق أكثر تكيُّفًا. 3. والمرونة النفسية لا تاعد الناس على الاستجابة بشكل أفضل للتحديات فحسب، بل يُساعدهم أيضًا على التكيّف مع الانتكاسات عند حدوثها، وتُحسّن المرونة كيفية إدارة الناس للتوتر، وتُعزز في نهاية المطاف رفاهيتهم العامة. كيف تحافظين على مرونتك النفسية؟ هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لبناء مرونتك النفسية والحفاظ عليها. مارسي اليقظة الذهنية مارسي اليقظة الذهنية تتمحور اليقظة الذهنية حول التواجد في اللحظة الحالية، لذا فهي طريقة رائعة لزيادة وعيك بمشاعرك وأفكارك وأحاسيسك وإدراكك لبيئتك. وحاولي تخصيص بعض الوقت يوميًا للتركيز على أنشطة تُعزز اليقظة الذهنية، سواءً كانت ممارسة تأمل اليقظة الذهنية، أو اليوغا، أو التنفس العميق، أو غيرها من الأنشطة، ومع الممارسة، قد تجدين أنكِ أصبحتِ أكثر وعيًا واستعدادًا للتكيف مع بيئتك المتغيرة. اعترفي بأفكارك اعترفي بأفكارك حاولي أن تتقبلي فكرة أن قدرًا معينًا من الانزعاج وعدم اليقين جزء من الحياة، وبدلًا من محاولة تجنب الصعوبات أو مقاومتها، ابحثي عن طرق للاعتراف بها، وذكّري نفسك بأن الانزعاج والضيق مؤقتان. واسمحي لنفسك بالشعور بجميع المشاعر دون الحكم عليها بأنها سيئة أو خاطئة، بل هي جزء من الحياة، وجميع المشاعر، حتى الصعبة منها، يمكن أن تُقدم معلومات قيّمة حول كيفية التكيف مع ظروفك المتغيرة. تحدي الأفكار غير المفيدة تحدي الأفكار غير المفيدة يراود الجميع أفكار سلبية أحيانًا، وهناك أهمية لكيفية ارتباط الأفكار والمشاعر والسلوكيات، وبدلًا من التركيز على ما إذا كانت الفكرة سلبية، اسألي نفسك ما إذا كانت مفيدة، وعندما تحددين فكرة غير مفيدة، من الضروري أن تتحديها وتستبدليها بشيء أكثر فائدة.


وهج الخليج
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- وهج الخليج
الهوية العُمانية كرافدٍ للصحة النفسية .. دعائم الإنسان العُماني بين الأصالة والرفاه في ظل رؤية 2040
بقلم : ملاك الغفيلية ماجستير علم النفس التربوي أخصائية نفسية في زمنٍ تتسارع فيه وتتعاظم فيه التحديات النفسية التي تواجه الأفراد والمجتمعات، لم تعد الصحة النفسية ترفًا أو مطلبًا هامشيًا؛ بل باتت حاجةً إنسانيةً ملحّة، وأحد أبرز مؤشرات جودة الحياة وركائز استقرار المجتمعات. ومن هنا يبرز الدور الحيوي الذي تؤديه الهوية الوطنية في دعم السلام الداخلي وتعزيز التوازن النفسي لدى الأفراد. فالهوية العُمانية، بما تحمله من عمقٍ حضاريٍّ وتجذّرٍ ثقافيٍّ، ليست مجرّد إطارٍ معرفيٍّ، بل هي مأوى وجدانيٌّ يُشبع حاجة الإنسان إلى الانتماء، ويثبّت أقدامه في مواجهة القلق والاغتراب النفسي. لقد تكوّنت الشخصية العُمانية عبر قرونٍ من التجربة الحضارية والتفاعل الواعي مع الثقافات الأخرى، مرتكزةً على ثوابت متينة من التسامح، والحكمة، والتوازن؛ وهي قيمٌ تأصّلت في البيئة العُمانية منذ آلاف السنين وأسهمت في صياغة نمطٍ نفسيٍّ هادئٍ ومستقر، انعكس أثره على سلوك الأفراد والمجتمع. وفي ضوء رؤية عُمان 2040، التي جعلت 'الإنسان' محورًا لكلِّ تحولٍ وهدفًا لكلِّ تنمية، أمسى من الضروري استحضار الهوية الوطنية كأداةٍ فاعلةٍ في تعزيز الصحة النفسية، لا سيّما لدى الشباب الذين يواجهون ضغوط العولمة، والانفتاح الثقافي، وصراع القيم. وعندما تُغرس الهوية الوطنية في النفوس منذ الصغر، عبر التعليم والتربية، تتحوّل إلى درعٍ نفسيٍّ متينٍ يُحصّن الفرد من الذوبان في ثقافاتٍ مغايرة، ويمنحه القدرة على التفاعل الواعي مع متغيّرات العصر دون أن يفقد توازنه أو انتماءه. ولذا، فإن تعزيز الصحة النفسية في المجتمع العُماني لا يُختزل في تقديم الخدمات العلاجية أو الدعم النفسي فحسب؛ بل يرتكز على عمليةٍ تربويةٍ شاملةٍ تبدأ من الطفولة، تُعنى بترسيخ الانتماء، وتعزيز الهوية، وربط الفرد بجذوره الثقافية والتاريخية. وتأتي هذه الرؤية منسجمةً مع فلسفة التعليم في رؤية عُمان 2040، التي تسعى إلى بناء شخصيةٍ متكاملةٍ للطالب، متجذِّرةٍ في هويّتها، وقادرةٍ على التكيّف والإبداع والإسهام في تنمية الوطن. وفي هذا السياق، تُعدّ البيئة المدرسية الآمنة والداعمة عنصرًا حاسمًا في تعزيز الشعور بالانتماء، والنمو النفسي والاجتماعي المتوازن. فالصحة النفسية لا تعني فقط غياب الاضطرابات النفسية، بل هي حالةٌ من الاتزان الداخلي والنضج الانفعالي، تتحقق حين يُمنح الإنسان بيئةً تعليميةً وثقافيةً تُغذّي وجدانه برموز وطنه وقيمه، وتدعمه في بناء هويّته الذاتية والاجتماعية بثقةٍ ووعي. وختامًا، تظل الهوية العُمانية ركيزةً أساسية لتعزيز الصحة النفسية في ضوء رؤية عُمان 2040، لما توفره من شعورٍ بالانتماء والاعتزاز، وما ترسِّخه من قيمٍ قادرةٍ على مواجهة تحديات العصر. وهكذا لا تغدو الهوية مجرد بُعدٍ ثقافي، بل ضرورةٌ وجوديةٌ لاستقرار الفرد وازدهار الوطن.