أحدث الأخبار مع #أدب


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- ترفيه
- الجزيرة
الشاعر حسين جلعاد يوقّع كتابه الجديد "شرفة آدم" في معرض الدوحة للكتاب
الدوحة – وقّع الشاعر والصحفي الأردني حسين جلعاد كتابه الجديد "شرفة آدم.. تأملات في الوجود والأدب"، مساء الجمعة، وذلك في جناح المؤسسة العربية للدراسات والنشر. الكتاب، الذي صدر حديثا في بيروت، يشكّل امتدادا لتجربة جلعاد الطويلة في الصحافة الثقافية والكتابة الأدبية، ويجمع بين التأملات الفلسفية والرؤى الأدبية والنقدية، من خلال مقالات وقراءات معمقة، وحوارات مع رموز أدبية عربية وعالمية، جُمعت على امتداد أكثر من عقدين من العمل الصحفي والثقافي. أكد الشاعر والقاص الأردني، في جلسة حوارية ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب، أن الأدب هو أوسع فضاء يمكن للإنسان أن يعبّر فيه عن نزقه وإنسانيته بكافة أشكال التعبير الفني من شعر وقصة ورواية. وقال إن شرفة آدم هي دعوة للتأمل من موقع مرتفع، حيث لا يكتفي الإنسان بالتفكير في يومه الراهن، بل يتأمل في أصل أفكاره ومآلاتها. وأضاف "هي شرفة لا تحكمها محددات السياسة أو الأيديولوجيا، بل تتسع لكل ما يود الإنسان قوله بصدق". وأشار إلى أن هذا التأمل يقود إلى التسامي عن الأفكار التي قد لا تخدم الإنسان أو المجتمع، وأن الأدب، في جوهره، هو وسيلة لتحسين شروطنا الإنسانية والتفكير في صورة مثالية عن المجتمع والذات. وعبّر الكاتب عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في أمسية ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب، ووجّه شكره للحضور ولإدارة المعرض على تنظيم هذا الحدث الثقافي البارز. الأدب وفنون التعبير وحول فلسفة عنوان الكتاب، أوضح الكاتب أن "شرفة آدم" تحمل دلالة فلسفية وثقافية، تنطلق من فكرة التأمل في أفكار الإنسان، مشيرا إلى أن الأدب هو أرحب مجال يمكن للإنسان من خلاله التعبير عن أفكاره، بعيدا عن تعقيدات السياسة أو القيود الأخرى. وأكد أن الأدب هو "صوت الإنسان من الداخل" وتفاعله مع مجتمعه، وهو الوسيلة التي يستطيع من خلالها أن يعبّر عن نفسه بصدق وشفافية، بكل ما فيها من تناقضات ونزق وإنسانية. وتابع قائلا "كل ما يريده الإنسان من قول يمكن أن يجده في الأدب، سواء من خلال الشعر، أو الرواية، أو القصة، أو سائر الفنون الكتابية الأخرى". وفيما يتعلّق بمحتوى الكتاب، أوضح أن العمل يحتوي على حوارات فكرية وأدبية أُنجزت على امتداد سنوات طويلة من العمل في الصحافة الثقافية. وتنقسم هذه الحوارات إلى أقسام، أولها مع أدباء أردنيين بحكم عمله الطويل في الأردن، ثم حوارات أخرى مع كتاب عرب التقاهم خلال عمله في قطر، أو أثناء عمله السابق في عمّان وفي صحف عربية مثل "النهار" و"القدس العربي". كما أشار إلى لقاءات جمعته بأدباء من عواصم غربية، مثل الشاعر الإيطالي الشهير إدواردو سانجونيتي، الذي كان يُعد من أبرز شعراء إيطاليا حين حاوره. وبيّن أن سانجونيتي قدّم في سنواته المتأخرة نمطا جديدا من الكتابة الشعرية، وصفه بأنه "فتح شعري" آنذاك. وأشار إلى أن هذه الحوارات جاءت ضمن مشروع أدبي يهدف إلى استكشاف الذات الإنسانية عبر الأدب، والتفكير في موقع الإنسان من الوجود، عبر "شرفة" تطل على المعرفة والتجربة والحياة. وعن تنوّع إنتاجه الأدبي، قال جلعاد إنه في الأساس شاعر، وله أيضا مجموعة قصصية بعنوان "عيون الغرقى"، كما أن لديه ميولا للكتابة الروائية ويعمل على مخطوطات روائية ستُنشر لاحقا. وبيّن أن "كل الفنون الكتابية تنطلق من أصل واحد، هو التأمل"، مضيفا أن حتى العالِم الفيزيائي آينشتاين كان يؤمن بأن الاكتشافات العظيمة تبدأ بخاطرة متأملة، لا معادلات رياضية. وأكد أنه لا يرى فواصل حقيقية بين أشكال الكتابة الأدبية، لكنه يراها مشروطة بالإتقان. وأضاف "لا يصبح الإنسان شاعرا بين ليلة وضحاها، بل لا بد من الموهبة، والثقافة، والتجربة الطويلة". وحين سُئل عن المرجعية الفكرية والفلسفية التي ترتكز عليها كتاباته، قال جلعاد بثقة "الإنسان هو الفكرة الأساسية. همومه، مشاكله، أفكاره، سواء في الطبيعة أو ما وراء الطبيعة، هي المرجع الذي أنطلق منه. كل شيء بعد ذلك هو تفاصيل". وأضاف أن الكتابة عن الإنسان لا تختلف جوهريا، سواء كانت في شكل قصيدة أو رواية أو مقالة، مشددا على أن النقطة المرجعية الدائمة في مشروعه الأدبي هي تأمل الذات والوجود من شرفة إنسانية. وأعرب حضور للندوة التي عُقدت في منتصف معرض الدوحة للكتاب في يومه قبل الأخير عن تقديرهم لما قدمه الكاتب من إضاءات فكرية عميقة حول كتابه، متمنين له مزيدا من النجاح في مشاريعه الأدبية المقبلة. يُذكر أن المؤلف من مواليد عام 1970، وهو شاعر وقاص وصحفي أردني، ويعمل في موقع الجزيرة نت، وهو عضو رابطة الكُتّاب الأردنيين، وشغل عضوية هيئتها الإدارية (2004-2005) وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب. واختير جلعاد عام 2006 سفيرا للشعر الأردني لدى حركة شعراء العالم، وهي منظمة أدبية مقرها تشيلي وتضم في عضويتها آلاف الشعراء، كما اختارته مؤسسة "هاي فِسْتِيفَل" (Hay Festival) -بالتعاون مع اليونسكو ووزارة الثقافة اللبنانية- ضمن أفضل 39 كاتبا شابا في العالم العربي والمهجر (جائزة بيروت 39) بمناسبة اختيار بيروت عاصمة عالمية للكتاب عام 2009. وصدر له في الأدب "العالي يُصْلَب دائما" (شعر، دار أزمنة، عمّان، 1999)، و"كما يخسر الأنبياء" (شعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2007)، و"عيون الغرقى" (قصص قصيرة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2023). و"شرفة آدم" (نقد أدبي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2025). كما صدر لجلعاد منشورات فكرية وسياسية هي "الخرافة والبندقية.. أثر العولمة في الفكر السياسي الصهيوني" عام 1999، ومن قبله "المسألة الكردية وحزب العمال الكردستاني" عام 1997.


اليوم السابع
منذ 10 ساعات
- ترفيه
- اليوم السابع
الروائى محمد سمير ندا يزور "اليوم السابع".. وصحفيو المؤسسة يحتفون بإبداعه
أجرى الروائي الحاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية"البوكر" لعام 2025، والكاتب الصحفي أشرف عبد الشافي، زيارة إلى مقر جريدة "اليوم السابع"، وتفقد دورة العمل فى صالة التحرير الرئيسية، وصالات التحرير الفرعية بالمواقع التابعة للمؤسسة، مشيد بدور المؤسسة الريادى فى العمل داخل صالة التحرير، ورافق الروائي فى جولته الكاتبة الصحفية علا الشافعي رئيس تحرير "اليوم السابع". واحتفى صحفيو جريدة 'اليوم السابع' بالكاتب والروائي المصرية الحاصل على جائزة البوكر العربية محمد سمير ندا، بالأعمال الإبداعية التي قدمها خلال مسيرته، والمحطات الروائية التي مر عليها الكاتب وصولًا إلى الفوز بأرفع جائزة أدبية. وُلِد محمد سمير ندا عام 1978 في بغداد، وقد تربى في بيئة ثقافية، فوالده هو الصحفي والأديب سمير ندا، أحد الأدباء المصريين اللامعين في ستينيات القرن الماضي، وله العديد من الروايات والمسرحيات، منها: "الشفق، حارة الأشراف، وقائع استشهاد إسماعيل النوحي، الشروق من العرب، والله زمان، لن نموت مرتين..."، كما أخرج عدة أفلام تسجيلية.. بالإضافة إلى عمله في الصحف والمجلات العربية. أما والدته كانت تعمل في المؤسسات الثقافية الحكومية، قضى محمد سنوات طفولته الأولى في بغداد، ثم عاد مع عائلته إلى مصر في الفترة ما بين عامي 1985 و1990، حيث سافروا إلى طرابلس، ثم عادوا مرة أخرى إلى مصر عام 1995، لكن يبدو أنه سافر مع عائلته باستمرار، إذ زار لبنان، وفرنسا، ومالطا، بحكم عمل والده. تخرج محمد في كلية التجارة، وعمِل محاسبًا في القطاع السياحي، بدأ محمد الكتابة في سنٍّ مبكرة، لكنه نشر أولى رواياته عام 2016، تحت عنوان: "مملكة مليكة"، والتي تحكي عن شابٍّ قرر البحث عن جده المختفي منذ عام 1972.. ويحكي الكتاب أن والده قرأ ثلثها وأعطاه إشارة البدء بالكتابة. أما روايته الثانية فصدرت عام 2021، تحت عنوان: "بوح الجدران"، ويحكي الكاتب أنه تأثر بحياته في بغداد، وأنه مزج في هذه الرواية بين الخيال والواقع، من خلال كتابته جزءٍ من حياة والده. أما الرواية الثالثة، فهي رواية "صلاة القلق"، والتي فازت بجائزة البوكر لهذا العام.


اليوم السابع
منذ 11 ساعات
- ترفيه
- اليوم السابع
لو بتحب الشعر.. 7 دواوين صدرت مؤخرًا
تختلف اهتمامات القراء حول أنواع الكتب سواء الروايات أو الشعر الموجودة فى الساحة الأدبية، فالروايات تتنوع بين أدب الرعب وأدب الرومانسية والخيال العلمى والغموض وغيرها من الأنواع الأخرى، كما يهتم البعض الأخر بالدواوين الشعرية، سواء عامية كانت أو بالفصحى، وفي ضوء ذلك نشرح لكم مجموعة من الدواوين الشعرية التي صدرت مؤخرًا. النهر المحترق صدر حديثًا الهيئة المصرية العامة للكتاب، ديوان شعري بعنوان "النهر المحترق" للشاعر الفنزويلي خورخي رودريغيث غوميث، بترجمة وتقديم الدكتور خالد سالم، وذلك ضمن استعدادات مشاركة مصر كضيف شرف في معرض فنزويلا الدولي للكتاب في دورته المقبلة. ابن وكيع التنيسي.. عيني التي أوقعت فؤادي أصدرت وزارة الثقافة، متمثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتابًا آخر ضمن إصدارات سلسلة ديوان الشعر المصري بعنوان "ابن وكيع التنيسي.. عيني التي أوقعت فؤادي"، اختيار وتقديم الدكتور محمد سيد علي عبد العال. سوق الوقت كما صدر حديثًا للشاعر نور الدين نادر، أحدث دواوينه الشعرية بعنوان "سوق الوقت"، وذلك عن دار فهرس للنشر والتوزيع، وهو الديوان الشعري الثاني لـ نور الدين نادر" وهو منقسم لجزءين، الأول بعنوان "سوق الوقت"، والثاني بعنوان "قصائد تعرف أبطالها"، ويأتي الديوان الشعري بالفصحى ويضم 23 قصيدةً، بعد ديوان "لا شيء إلا الفضول" 2021. مش بجرأة امرأة العزيز ديوان "مش بجرأة امرأة العزيز"، لشيماء تمام كمال، الصادر عن دار نشر إبهار للتوزيع، وهو مجموعة شعرية عامية مكونة من 15 قصيدة، تعكس تجارب إنسانية تدعو للتأمل فى الذات والحياة عبر عدسة شعرية مفعمة بالإحساس. وتمزج القصائد بين الفلسفة الصوفية والتأملات الواقعية في الحياة اليومية، مما يضفي عمقًا وجدانيًا على النصوص، ويقدم الديوان صورًا شعرية مؤثرة تحاكي الأحاسيس الإنسانية بصدق، تتنوع القصائد بين التعبير عن القوة والضعف، الأمل والانكسار، مما يجعلها قريبة من القارئ ومُلهمة في الوقت ذاته. وأصدرت وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن إصدارات سلسلة الإبداع العربي ديوان شعر بعنوان «قرب ورد أحلامنا أراك» للشاعر السورى أحمد حسين حميدان. بين دفتي ديوانه «قرب ورد أحلامنا أراك»، ينزف الشاعر السوري أحمد حسين حميدان قصائد قلقة، يؤرقها واقع قاس، وطن معطوب بالتمزق، ومناف يعوزها الدفء، تغرب فيها شمس العمر ولا ينقضي ليل الفراق. ابن الكيزاني.. يا من يتيه على الزمان بحسنه صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن إصدارات سلسلة ديوان الشعر المصري، كتاب "ابن الكيزاني.. يا من يتيه على الزمان بحسنه"، من تقديم الشاعر أحمد الشهاوي. ويقول الشهاوي في تقديمه: "ابن الكيزاني" هو ابن القلب لا الجوارح، جاهد وكابد، ونحا نحوا مختلفا كعادة أهل التصوف في زمانه أو الأزمنة السابقة عليه، حتى وصل إلى مقام القرب من الله، وحل مشكلته الروحية شعرا ونثرا الذي ضاع أغلبه وفقد، وأقام من الدين أساسا للتصوف، جمع بين الحقيقة أي المعنى الباطن المستتر وراء الشريعة، والشريعة أي الرسوم والأوضاع التي تعبر عن ظاهر الأحكام وتجري على الجوارح، أو بين علم الظاهر والباطن. فوات الأوان وديوان "فوات الأوان" للشاعر محمد أبو زيد، الصادر عن دار ديوان للنشر، وينشغل الديوان بسؤال الشعر فى اللحظة الراهنة، بداية من الشَّكل إلى المضمون، إلى علاقة الشِّعر بالعالم الذى يوشك على الانهيار، إلى الشاعر نفسه الذى يواجه قصيدته ويتبادلان سؤال: "ماذا بعد؟".


الجزيرة
منذ 15 ساعات
- ترفيه
- الجزيرة
حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة
كتب الأديب السوداني الطيب صالح على لسان مصطفى سعيد بطل رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" أن "البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز"، فالحروب عادة ما تنصب المدافع و"الارتكازات" وتصادر الكتاب والكلمة، وتنتصر لقوة السلاح، فتقطع الطرق وتجتهد في مصادرة حق الإنسان في الحياة والأحلام، أما الكتاب فينحاز للسلام والمعرفة، فمن غير الكتاب يفتح نوافذ المعرفة والخيال؟ ويعد نشر الأعمال السودانية خارج البلاد في فعاليات معارض الكتب العربية تقليدا قديما هدفه في الأصل تحقيق الانتشار والخروج بالكتاب السوداني إلى خارج حدود الوطن. لكن بعد اندلاع الحرب التي اجتاحت البلاد في 15 أبريل/نيسان 2023 بات الأمر يتجاوز مجرد السعي للانتشار، إذ وجد معظم الكتّاب أنفسهم خارج السودان، وكذلك جزء من القراء الذين يخاطبهم الكتاب بعدما أجبرتهم الحرب على التشرد في بقاع متعددة، مما دفع العديد من الكتّاب إلى النشر في دور نشر غير سودانية. ورغم دخول الحرب عامها الثالث فإن 5 دور نشر سودانية شاركت في هذه الدورة من معرض الدوحة الدولي للكتاب، وقدمت إصدارات تغطي شتى مجالات المعرفة، من فكر وسياسة وأدب وتاريخ. أدب الحرب وفي جنبات المعرض التقت الجزيرة نت القاص والناقد منهل حكر الدور الذي تحدث عن الإنتاج السوداني خلال سنتي الحرب قائلا "الحرب لا تستطيع أن توقف المعرفة، ورغم أن القارئ المشرد قد يحرم من الوصول إلى الإصدارات فإن وجود معظم دور النشر السودانية حاليا خارج السودان -بفعل الحرب- قد عزز حضورها في معارض الكتب الدولية ومنح الأعمال السودانية فرصة أوسع للانتشار رغم الظروف الصعبة في الداخل". ويستطرد حكر الدور "نعم، برز العديد من الأعمال التي اتخذت من الحرب ثيمة رئيسة، ومن أبرزها رواية "ما مضى من غرام" للحسن بكري، وهي رواية تتناول الإبداع والعمل الثوري، وتقاطعاته مع القضايا الملحة في ظل واقع الحرب، كما أن كتاب "همس بصدري وقد تسمعون" للكاتبة الشابة أزهار حافظ عباس -وهو عمل توثيقي أدبي- يستعرض الحرب وتبعاتها من قتل وتشريد وحرمان، ويعبر عن توق عميق إلى السلام". مشاركات رغم أنف الحرب وبشأن مشاركة دور النشر السودانية سنويا في معرض الدوحة للكتاب، يقول نور الهدى محمد نور الهدى مالك ومدير دار عزة للنشر الأمين العام لاتحاد الناشرين السودانيين ممثل الاتحاد في الاتحاد العربي للناشرين إن "معرض الدوحة أحد المعارض المميزة في العالم العربي، فهو معرض منظم ويقدم دعما للناشرين". ويؤكد نور الهدى قائلا "إن إصرارنا على المشاركة السنوية في المعرض يهدف إلى جسر الفجوة الناتجة عن انقطاع العلاقة بين الجاليات السودانية في الخارج والمنتوج الكتابي السوداني بالداخل بسبب الحرب، أما الآن ومع وجود عدد كبير من السودانيين في الدول العربية أصبح إصرارنا على إيصال الكتاب إليهم أكبر بعد تعذر حصولهم عليه بسبب الحرب، خاصة أننا في السودان الآن أصبحنا نطبع وننشر ونشارك في المعارض الدولية". ومن أبرز دور النشر غير السودانية التي نشرت أعمالا لكتّاب سودانيين هذا العام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي نشر للبروفيسور أحمد أبو شوك أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة قطر كتابه "اتفاقيات السلام السودانية 1972-2020″، ويتناول الكتاب مسار اتفاقيات السلام في السودان في ظل استمرار الحرب التي لا تزال تعصف بأطراف البلاد. كما نشرت دار مياسين الخير في الشارقة 3 إصدارات للروائي أيمن الخير، ونشرت دار بصمة القطرية للنشر مجموعة قصصية للأطفال للممثل والدرامي المعروف محمد السني دفع الله، ونشرت أيضا للأستاذ عمر شمس الدين مجموعة قصصية من أدب الأطفال بعنوان "مغامرات مخطوط". "الارتكازات".. ضد المواطن والكتاب رغم أن القوانين الدولية قد كفلت حرية التنقل للمواطنين داخل وخارج الدول -ويشمل ذلك أيضا حق التنقل البري والبحري والجوي- فإنه في ظل النزاع المسلح الذي اندلع في السودان منذ عامين انتشرت نقاط التفتيش العسكرية التي أطلق عليها السودانيون اسم "الارتكازات" بكثافة في كل من مناطق سيطرة الجيش السوداني ومناطق سيطرة قوات الدعم السريع. وقد فرضت تلك القوات قيودا وقوانين على حركة تنقل المدنيين والبضائع، حيث تمارس في تلك الارتكازات عمليات تفتيش ونهب ومصادرة واسعة للمقتنيات والسلع من جانب قوات الدعم السريع خاصة، مما عطل حركة التجارة من وإلى ميناء بورتسودان المعبر الوحيد إلى خارج البلاد، وبالتالي تعذرت عمليات نقل إنتاج دور النشر من الكتب إلى خارج البلاد. صعوبات النشر في ظل الحرب وتواجه دور النشر السودانية مشقة وعقبات كثيرة لنقل الكتاب من السودان إلى معارض الكتب في المنطقة العربية. ومؤخرا أصبح شحن الكتب من الخرطوم في ظل الحرب من الصعوبة بمكان، لذلك نقلت بعض دور النشر مكاتبها من الخرطوم إلى عواصم بديلة كالقاهرة والإمارات، ولجأ الناشرون إلى الاستفادة من الكتب المعروضة في المعارض الخارجية، بالإضافة إلى بعض الكتب التي تعاد طباعتها من القاهرة. يقول مدير التسويق في دار المصورات للطباعة والنشر خالد عباس يس للجزيرة نت "هذا العام تشارك دار المصورات للطباعة والنشر للمرة السابعة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، نعم نواجه صعوبات تتمثل في شحن الكتب وغلاء تكاليف شحنها من السودان في ظل الحرب الحالية لكننا رغم ذلك نواظب على المشاركة السنوية في معرض الدوحة لوجود جالية سودانية كبيرة". ويستطرد عباس "رغم أن مكتبتنا في الخرطوم لم تتضرر في الحرب لكن ولظروف النشر انتقلت دار المصورات إلى القاهرة لسهولة الطباعة، ووصلت إصداراتنا لهذا العام في معرض الدوحة إلى 50 إصدارا جديدا، وذلك لظهور كتّاب جدد، بالإضافة إلى عودة قدامى الكتّاب للكتابة حول السياسة والحرب، وهذا يطمئن أن مستقبل الكتاب في السودان لا خوف عليه، لأن القارئ السوداني بشكل خاص والعربي بشكل عام يهتم بالإصدارات السودانية". مستقبل الكتاب الورقي في ستينيات القرن الماضي كان العالم العربي في خضم حياة ثقافية حافلة صاحبها تشجيع رسمي واحتفاء شعبي بالقراءة والكتاب وبالأدب وبالأدباء. الآن، وبعد مرور قرابة سبعة عقود يقول مدير دار عزة للنشر نور الهدى عن مستقبل الكتاب "ستتدهور صناعة الكتاب الورقي، فالمشهد القادم بكامله سيكون للكتاب الإلكتروني والكتاب الصوتي المسموع، وسيختفي الكتاب الورقي مع اختفاء الجيل الذي شهد اختراعه". ويستطرد نور الهدى أنه "في ظل ارتفاع تكلفة النشر والطباعة والقرصنة الإلكترونية للكتب، إضافة إلى الحرب الدائرة الآن فإن مستقبل الكتاب الورقي ضعيف، فبتطور تكنولوجيا الطباعة أصبح الناشر لا يطبع كميات كبيرة من الكتاب ويضعها في المخازن حتى يصل إلى سعر مجز للطباعة، بل الآن التكلفة ثابتة، سواء تمت طباعة نسخة واحدة أو ألف نسخة". يذكر أن الدورة الحالية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب هي الدورة الـ34، وانطلقت يوم 8 مايو/أيار الحالي، وتعد الدورة الأكبر في تاريخه من حيث المشاركة الواسعة لدور النشر من داخل دولة قطر وخارجها. وأقيمت الدورة تحت شعار "من النقش إلى الكتابة" في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، واختيرت دولة فلسطين ضيفة شرف المعرض لهذا العام. وبلغ عدد الدور المشاركة هذا العام 522 دار نشر من 42 دولة، من بينها ولأول مرة 11 ناشرا من دولة فلسطين. والبداية الأولى للمعرض كانت في عام 1972 تحت إدارة دار الكتب القطرية، حيث كان ينظم كل عامين حتى عام 2002، وبعد نجاحه في استقطاب أهم دور النشر في المنطقة العربية أصبح ينظم سنويا.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- ترفيه
- الجزيرة
إريش فْرِيد شاعر يهودي نمساوي أحرق مؤيدو إسرائيل قصائده
إريش فْرِيد شاعر وروائي يهودي نمساوي، عمل صحفيا ومترجما. وُلِد عام 1921 في فيينا، لكنه اضطر إلى الفرار إلى لندن عام 1938 بعد ضمّ النمسا إلى ألمانيا النازية، واستقر هناك حتى وفاته عام 1988. هو أحد أبرز الشعراء الكاتبين بالألمانية في القرن العشرين، اشتهرت أعماله بأسلوبها البسيط والمباشر، مما جعله الأكثر قراءة ومبيعا، خصوصا في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين. وعلى الرغم من أنه لم يحظَ بتقدير واسع في النمسا حتى أواخر حياته، إلا أن أعماله لاقت انتشارا كبيرا في ألمانيا الغربية، إذ نشر أكثر من 20 مجموعة شعرية ونثرية، ومسرحيات وترجمات عديدة. تميّز شعره بانتقاده الحاد لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، خاصة في قصيدته الشهيرة "لنقل الحقيقة"، مما عرّضه لهجوم شديد من الاحتلال وداعميه، إذ اتُهِم بأنه "كاره لنفسه" و"خائن لذويه". ناهض الصهيونية وأثارت مواقفه جدلا واسعا، فانقسمت الآراء حوله بين مؤيدين لرسالته السياسية ومنتقدين، وصل بهم الأمر إلى حرق قصائده. ومع ذلك لقي شعره استحسانا لدى كثيرين ممن رأوا في شعره صوتا إنسانيا داعما للعدالة. ظل شاعرا منسيا في وطنه الأم، ولم يحظَ بالتكريم حتى تجاوز الستين من عمره، حين بدأ يُقدَّر أدبيا على نطاق أوسع وتُوِجت مسيرته بفوزه بجائزة "بوشن" عام 1987، وهي من أرفع الجوائز الأدبية الألمانية. المولد والنشأة وُلد إيريش فْرِيد في السادس من مايو/أيار1921 في فيينا، عاصمة النمسا، لأسرة يهودية مثقفة من الطبقة المتوسطة، تعود أصولها إلى بوهيميا ومورافيا. كان الابن الوحيد لعائلته التي عانت من تقلبات اقتصادية حادة. فقد كان والدُه مستثمرا، لكنه فقد جميع أمواله بعد إفلاس شركته، وأصبحت والدته -التي كانت تعمل مصممة أزياء- المعيل الوحيد للأسرة منذ عام 1924. نشأ فْرِيد في بيئة طغت عليها الخلافات بين والديه اللذين انشغلا عنه، وعاش طفولة قاسية بسبب الفقر الذي حل بالعائلة، إذ أقام في منزل متواضع تمتلكه جدته لأمه في فيينا. وعُهد برعايته إلى مربية اعتاد سماع حكايات ما قبل النوم منها، كما وجد في جدته مصدر دعم وحنان، وقال إنه "فضّلها على والديه". عانى منذ طفولته من اضطراب حركي لم يُشخَّص لفترة طويلة، مما جعل والده يشكك في قدرته على البقاء على قيد الحياة. إلا أن الطفل الخجول توصل إلى طريقة للتكيف مع هذا الوضع، فكان يجمع الأطفال حوله ويقنعهم بسماع قصص مثيرة من تأليفه بدلا من الركض أو القفز. كما عانى من قسوة والده، إذ كان يعامله بخشونة حتى بلغ الـ14 من عمره، لكنه وجد في والدته ملاذا وحماية من صفعات والده المتكررة، كما كانت مصدرا لدعمه، إذ استمد منها طبيعته القتالية وحسه الفني والإبداعي، وشجعت موهبته في التمثيل والأدب، وساهمت بشكل كبير في تطوره إلى أن أصبح كاتبا مرموقا. في سنوات مراهقته شهد الانقلاب الفاشي في فيينا عام 1938، الذي تُوِّج باجتياح القوات الألمانية للنمسا، وتعرض والده للتعذيب على يد البوليس السري لنظام الزعيم النازي أدولف هتلر (الغستابو) حتى قُتل، كما فقد كثيرا من أقاربه وأصدقائه. وهربا من ذلك المصير غادر الشاب -الذي لم يكن يتجاوز السابعة عشرة آنذاك- وطنه الأصلي إلى لندن عام 1939، وهناك وجد نفسه بلا مأوى ولا جنسية. في منفاه الاضطراري عمل في هيئة للاجئين واستطاع مساعدة نحو 70 يهوديا على الفرار من ألمانيا، ومنهم والدته التي لحقت به بعد إطلاق سراحها عام 1939. ولم يتمكن من إنقاذ جدته التي قُتلت في معسكر أوشفيتز عام 1943، وعندما زار هذا المعسكر عام 1967 كتب في دفتر الزوار التذكاري "لقد رأيت ما أعرفه وأكثر، لن أنساه وسأساعد على عدم نسيانه". تزوج فْرِيد ثلاث مرات ورُزق بستة أطفال، وأعلن رسميا عام 1964 أنه لن يعود للعيش في ألمانيا، وفي عام 1982 استعاد جنسيته النمساوية، لكنه اختار العيش في بريطانيا، محتفظا بجنسيتها التي مُنحت له عام 1949. الدراسة والتكوين العلمي في سن الرابعة والنصف تعلّم فْرِيد القراءة من والدته، ووجد إمكانية الوصول المبكر إلى الأدب في مكتبة والده الذي كان يحلم بأن يصبح شاعرا ولم ينجح. بين عامي 1927 و1931 تلقّى تعليمه الأولي في مدرسة فيينا الابتدائية، وبرزت مهارته في التحدث وتميز بذاكرةٍ قوية؛ وقدرة كبيرة على تأليف القصص الخيالية. وبدأت ميوله الأدبية تتشكل مبكرا عندما انضم إلى فرقة مسرحية للأطفال، فظهر على عدة مسارح وأصبح نجما صغيرا تكتب عنه الصحف التي صنّفته آنذاك "طفلا معجزة"، لكن طموحه المبكر في أن يصبح ممثلا لم يكتمل، بعدما منعه والده من التدريب تحت إشراف المخرج والممثل المسرحي النمساوي الشهير ماكس راينهارت. في عام 1931 التحق بالمدرسة الثانوية الفدرالية، وفيها نما شغفه بالأدب مع حفظ العديد من النصوص الشعرية والحِكم والأغنيات الشعبية ونصوص نثرية مطوّلة. وكان أيضا مهتما بالعلوم والاختراع، ونجح في تسجيل أول براءة اختراع له عن عملية "إنتاج محسّن للمصابيح الكهربائية"، وإلى جانب ذلك برع في الرياضيات واللغات، ما عزّز من قدرته على التحليل والتفكير النقدي. إلا أن الأحداث السياسية ألقت بظلالها على حياته، فعندما ضُمَّت النمسا إلى ألمانيا تحوّل مبنى مدرسته الثانوية إلى مقرّ للقوات النازية، مما أدى إلى إعادة توزيع الطلاب المسيحيين على مدارس أخرى، بينما أُجبر التلاميذ اليهود على المغادرة أو اجتياز امتحان مبكر في الرياضيات. كان في الـ14 من عمره آنذاك، واضطر إلى مغادرة الثانوية قبل نهاية العام الدراسي في أبريل/نيسان 1938، ووصف هذه اللحظة "تحولتُ في ذلك اليوم من تلميذ مدرسة نمساوي إلى يهودي مُلاحق ومُضطهد". بعد ذلك واصل تعليمه بجهود فردية، كما استفاد من البرامج التعليمية التي وفّرتها منظمات اللاجئين في المنفى البريطاني في أوائل الأربعينيات من القرن العشرين. وقد مكّنته هذه التجربة من تطوير استقلاليته الفكرية ودمج ثقافتين مختلفتين بنجاح، الأمر الذي انعكس لاحقا في أعماله الأدبية والفكرية. وتقديرا لإسهاماته الأدبية والفكرية منحته جامعة أوسنابروك الألمانية (تأسست عام 1974)، الدكتوراه الفخرية في اللغويات والآداب عام 1988. الحياة المهنية بعد لجوئه إلى بريطانيا اضطر إلى العمل في وظائف مؤقتة لتأمين معيشته، عمل أمين مكتبة بدوام جزئي وعاملا في مصنع للزجاج، كما لجأ إلى بيع أنابيب الرصاص، التي كان يجمعها من القصور الشاغرة، لتجار الخردة المعدنية. في وقت لاحق التحق بالعمل في مكتب "لجنة اللاجئين اليهود"، لكنه تعرض للطرد بعدما صفع رئيس الموظفين إثر اتهامه بسرقة أحد الملفات، ورغم ذلك استمر في تلقي راتبه الكامل (31 شلنا و6 بنسات) عن طريق البريد مدة عام. توازيا مع ذلك، بدأ بنشر مقالاته في صحف المهجر منذ عام 1940، وقد كانت جزءا من المحيط الثقافي والسياسي الذي شكل انطلاقته الصحفية بعد فترة من اللجوء. بين عامي 1945 و1949 عمل في مجلة "نيو أوسليز" التي ساهمت في إثراء المشهد الثقافي، خاصة في مجال الأدب المكتوب باللغة الألمانية. وبين عامي 1949 و1950 انتقل للعمل في المجلة المصورة "بليك آن ذي ويلت" التي لعبت دورا مهما في تقديم وجهات نظر نقدية في الوضع السياسي في أوروبا والعالم. إعلان في عام 1952 انضم إلى القسم الألماني في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) واستمرت مسيرته هناك حتى عام 1968. بدأ مساعد برامج، فكتب التعليقات السياسية للبرنامج الموجه إلى المنطقة السوفياتية (ألمانيا الشرقية السابقة). ولاحقا أصبح أحد الأصوات البارزة في برنامج أسبوعي بعنوان "تأملات" يتناول القضايا السياسية والفلسفية والفنية العالمية، مما جعله يحظى بجمهور واسع في الأوساط الأكاديمية والثقافية. في عام 1954 دخل عالم الترجمة الأدبية، إذ تولى لأول مرة ترجمة مسرحية "تحت خشب الحليب" لديلان توماس، التي قُدمت في بث إذاعي، مما جعله اسما معروفا في الأوساط الأدبية والثقافية. واصل مشروعه في الترجمة طوال حياته تقريبا، ليصبح أحد أبرز المترجمين لأعمال الديب الإنجليزي ويليام شكسبير ، إذ ترجم نحو27 مسرحية، إلى جانب أعمال إليوت وبرتولت بريخت وغيرهم، وكان مرجعا أساسيا في هذا المجال. إلى جانب عمله في هيئة الإذاعة البريطانية، شغل منصب محرر في مجلة "نصوص وإشارات" من عام 1955 حتى توقفها عن الصدور عام 1957، وساهم في تقديم دراسات نقدية عن الأدب الحديث واتجاهاته. اختار البقاء في مجال الأدب الألماني، وكان في عمله مذيعا ومترجما جسرا ثقافيا بين اللغات والهويات المختلفة. في عام 1977 بدأ مرحلة جديدة في مسيرته المهنية، وتولى منصبا تدريسيا في جامعة غيسن (التي أُنشئت في ألمانيا عام 1607). وفي أبريل/نيسان 1985، أصبح محاضرا في الجامعة الصيفية الألمانية في توسكانا، وقدّم محاضرات في الأدب والفكر الحديث، إلى جانب ورش عمل متخصصة في الترجمة الأدبية. النشاط الثقافي والسياسي تميّز الأديب اليهودي النمساوي بوعي سياسي منذ طفولته، ففي سن السادسة، شهد حادثة أثّرت فيه بعمق، عندما أصدر رئيس الشرطة أوامر بقتل متظاهرين احتجاجا على حكم قضائي برّأ يمينيين قتلوا شخصين، وفي إحدى مناسبات عيد الميلاد، كان قد همّ بإلقاء قصيدة من تأليفه، لكنه تراجع عن قراءتها حتى غادر ذلك الشرطي القاعة. بدأ اهتمامه بالفكر السياسي يتبلور تدريجيا، إذ كان مَدينًا لوالده ولكتاب "قاموس التخاطب" بأول مدخل له إلى أساسيات المعرفة السياسية. وفي المرحلة الثانوية، انفتح على وجهات نظر سياسية مختلفة بين الطلاب. ومع اجتياح هتلر فيينا أسس مع زملائه مجموعة مقاومة، تمثل دورها الأساسي في جمع الكتب التي فرضت عليها الرقابة النازية من منازل الأصدقاء اليهود، ومنحها لغير اليهود المعارضين للنظام النازي. في عام 1939 انضم إلى منظمة شبابية في المنفى وألّف نشيدها غير الرسمي "نحن نقتحم البلاد"، كما كتب كتيبا دعائيا باللغة الإنجليزية بعنوان "إنهم يقاتلون في الظلام". وعلى الصعيد الثقافي، شارك في نشاط في المركز النمساوي الشيوعي، أكبر جمعية للاجئين في بريطانيا، إلى جانب انخراطه في منظمة "النمسا الفتية" والجمعية الثقافية الألمانية الحرة، وساهم في نشر الفكر التقدمي لدى المنفيين. ورغم كونه شاعرا بلا وطن، عاد إلى النمسا وجمهورية ألمانيا الاتحادية في منتصف الستينيات من القرن العشرين، ونشط في المشهدين الثقافي والسياسي، إذ ألقى قصائده في الساحات العامة، وساهم في نقاشات سياسية واسعة، كما شارك في الاحتجاجات المناهضة لقانون الطوارئ الألماني الفدرالي عام 1968. في مارس/آذار1981 شارك في مؤتمر الكتاب النمساوي الأول، وأثار جدلا كبيرا بالمحاضرة التي ألقاها بعنوان "الحرية في رؤية مكان إقامتك". وبمناسبة العيد الوطني للنمسا عام 1984 ألقى خطابا من "بضع كلمات عن التفرد الثقافي للنمسا" في مسرح فيينا الشعبي. وكان للحراك العالمي ضد حرب فيتنام تأثيرٌ كبير على التزامه السياسي، إذ شارك في مؤتمر فيتنام الدولي عام 1968 في برلين الغربية، وطالب بمحاكمة الرئيس الأميركي ليندون جونسون وقال عنه إنه "مجرم حرب". شاعر النمسا الألماني تمرس الصبي على الكتابة منذ سن مبكرة، وقال "بدأت في كتابة قصائدي الأولى عندما كنت في الخامسة والنصف أو السادسة من عمري". إعلان ويروي أنه بعد مقتل والده، الذي لم تكن له أي علاقة بالسياسة، قرّر أنه إذا نَجَا سوف يصبح كاتبا، مثلما كان يحلم والده أن يكون في السنوات العشر الأخيرة من حياته. وعندما كان يُسأل عن المهنة التي سيختارها في المستقبل، كان يجيب بثقة واعتزاز "شاعر ألماني"، كما يروي عنه ناشره "كلاوس فاغنباغ". وقد بَدا أصغر على هذا الحلم الكبير، حين رُفض طلبه للحصول على دعم من لجنة اللاجئين ليصبح شاعرا، لكنه لاحقًا حصل على ما يشبه منحة دراسية، قال إنها "أعطته الفرصة للدخول في محاولاته الأولى للكتابة". وببلوغه سن العشرين، أصبح شخصية معروفة في بيئة المنفى الناطقة بالألمانية، إذ انخرط في منظمات فكرية وثقافية يديرها الحزب الشيوعي، وبدأ مسيرته الأدبية بمنشوراته الأولى في مجلاتها. في أواخر خريف عام 1943، قطع علاقته بالمنظمات الشيوعية، ولم يعد المؤلف الشاب مضطرًا إلى مراعاة وجهة النظر الحزبية في شعره. وقسم الباحثون الحياة الأدبية لمبدع "مائة قصيدة بلا حدود" إلى ثلاث فترات، في أن يُعترف به شاعرا ألمانيا: فترة المنفى القسري (1938–1945): بدأ أثناءها مسيرته الأدبية شاعرا ألمانيا بنشر مجموعاته الشعرية الأولى مثل "ألمانيا" (1944) و"النمسا" (1945). فترة ما بعد المنفى حتى منتصف الخمسينيات: كان البعد الجغرافي والمؤسسي عن المشهد الأدبي الألماني عائقًا كبيرا أمامه، رغم جهوده الدؤوبة لنشر شعره في ألمانيا الغربية والشرقية. في عام 1958 تمكن من نشر أول ديوان شعري في جمهورية ألمانيا الاتحادية بعنوان "قصائد"، ضم أشعارا كتبها بين عامي 1946 و1957 أثناء إقامته في لندن، كما نشر روايته الوحيدة المثيرة للجدل "جندي وفتاة" عام 1960. واعتبر نفسه حينها من "الجيل الثاني" من الشعراء الألمان في إنجلترا، حيث كان يعمل في بيئة لغوية مختلفة. إعلان الفترة الثالثة (العقود الثلاثة الأخيرة من حياته): قضى أثناءها وقتا طويلا في البلدان الناطقة بالألمانية، ورغم تأثير الثقافة والأيديولوجيا الإنجليزية على أدَبِه، إلا أنه ظل يَشعُر بأنه ألماني واستمر في تكريس نفسه للأوساط الشعرية الناطقة بالألمانية. وتمكن من احتلال مكانة بارزة في المشهد الأدبي الألماني عندما دُعي إلى "مجموعة لندن 47″، التي كانت تجمع الكتاب الناطقين بالألمانية بانتظام لمناقشة أعمالهم بين عامي 1947 و1967. في هذه الفترة اهتم بتوسيع علاقاته مع الناشرين الألمان مثل يوجين كلاسن، ونظم أمسيات قراءة شعرية، بل وكتب أشعار زملائه على آلة كاتبة خاصة به لتوزيعها. كان تأثيره على القصيدة السياسية الألمانية واضحا منذ عام 1966، ومنحته حرب فيتنام وفظائعها مادة جديدة للكتابة، وكان لديوانه عن فيتنام دور كبير في تنشيط القصيدة السياسية في ألمانيا الاتحادية، مما أثار جدلا واسعا. واجه الشاعر في البداية انتقادات حادة، وصلت إلى حد المطالبة بإحراق شعره، وحذفه من الكتب المدرسية المقررة في ولاية بافاريا، وفي عام 1969 نُشرت مختارات من أشعاره في سلسلة "شعر جمهورية ألمانيا الديمقراطية" ، كما ترجم أعمال الشاعر ديلان توماس عام 1974. وسرعان ما أصبح من أكثر الشعراء الألمان قراءة وشهرة بعد برتولت بريخت (1898-1956)، خاصة بعد نشر ديوانه "أشعار الحب" عام 1979، الذي طُبع 16 مرة، وكان آخرها ترجمة كُرديّة عام 2023، وبيع منه أكثر من 350 ألف نسخة، حسب ناشره. كان الشاعر معروفا بغزارة إنتاجه الشعري، إذ كتب القصائد كما "تلد الأرنبة صغارها" وفق قوله، لذلك يرى بعض النقاد أنه "لم يكتب أحسن أشعاره فقط، بل كتب في بعض الأحيان أسوا شعر ظهر في عصره". وصل عدد مجموعاته الشعرية إلى ثلاثين مجموعة، بيعت منها أكثر من 300 ألف نسخة، وتُرجمت إلى عدة لغات. بعض قصائده وجدت طريقها إلى الكتب المدرسية، بينما تم تلحين العديد منها، واستخدم الملحن "هانزفيرنر هينز" اثنتين منها في ألبوم أغانيه "أصوات" عام 1973. وقيل إن شعره يمكن قراءته على أنه "كتاب رحلة" تنتقل مواضيعه ليس فقط من بلد إلى آخر، ولكن أيضا بتعبير تشامبرز "عبر العتبة بين الحدث والسرد، وبين السلطة والتشتت، وبين القمع والتمثيل، وبين الضعفاء والسلطة". أشعار ضد إسرائيل في تقديمه لمجموعته الشعرية الشهيرة "اسمعي يا إسرائيل"، يقول فْرِيد: "عندما كنت لاجئا في إنجلترا، بدأت أكتب شعرا ونثرا ضد الرايخ الثالث، حيث قُتل كثير من أصدقائي وأقاربي في أفران الغاز، كما وصفت بؤس اللاجئين والاستغلال". بعد عام 1945، كتب "أصبح واضحا لدي أن الكفاح يجب أن يستمر حتى بعد سقوط الرايخ الثالث، بعدما بدأت نماذج مماثلة من التفكير تتبلور في الجزائر وفيتنام وغواتيمالا والكونغو"، وقال "وجدت نفسي ضد ما يمارسه الإسرائيليون بحق الفلسطينيين والعرب". ظل فْرِيد متّسقًا مع نفسه، مفرقا بين الديانة اليهودية وبين الصهيونية بصفتها فكرة عنصرية. بدأ في البداية بأسلوب غير مباشر، لكنه اضطر بعد نكسة 1967 إلى التصريح بآرائه علنا. بصفته شاعرا ملتزما وشيوعيا صريحا، كتب "ما لا يُسمح بكتابته" وهو "يلاحق إسرائيل بقصائد تُذكّرها بعارها الأخلاقي"، حسب سمير جريس، الذي ترجم كتاب "وكنا نضحك أحيانا"، وهو مؤلف لفْرِيد عام 1986. عرّضَه ذلك لهجوم الشبكات الصهيونية، حتى إن رسائل التهديد التي تلقّاها لا تزال محفوظة في أرشيفه الشخصيّ بـ"مركز إيريش فْريد الثقافي" في فيينا. في قصيدة "زمن المغرضين"، قال "يسمونني خائنا لشعبي، يهوديا معاديا للسامية، لأنني أتحدث عما يفعلونه باسم إسرائيل ضد الفلسطينيين". وأضاف صاحب ديوان "قصائد تحذيرية" أنه أحس بالمسؤولية تجاه ما يفعله اليهود في إسرائيل ضد الفلسطينيين، وضد اليهود المعترضين، وقال "آمل أن أكون يهوديا أفضل خارج الفهم المتعصب والشوفينية الإسرائيلية، فالصهاينة يدفعون اليهود إلى وضع كارثي في إسرائيل". واجه صعوبات في نشر قصائده قبل 1972، معتبرا ذلك انعكاسا لدورها في كشف الزيف ومحاربته، ففي قصيدة "اِسمَعي يا إسرائيل" التي نشرها في ديوان "معارك" عام 1974، دافع عن الحق الفلسطيني وأهل البلاد الأصليين. كما فضح ممارسات إسرائيل التي وصف قادتها بأنهم "أحفاد هتلر"، قائلا "حينما كنتم مُضطهَدين، كنتُ واحدًا منكم، كيف أظلّ كذلك، عندما تضطهدون الآخرين؟". ودافع بقوة عن مسرحية "الهلاك" لجيم ألين، التي وثقت تعاون الصهيونية مع النازية. وفي قصيدة "قليل منكم"، أحصى جرائم إسرائيل في دير ياسين وقبية و كفر قاسم و صبرا وشاتيلا. وظل فْرِيد مدافعا بقلمه عن القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وقال "إننا نستهلك طاقاتنا، كي نخفف مبادئ الكلام، ثم نسترد أنفاسنا بينما يتابع الآخرون الحديث.. ووفق قواعدهم ليس هناك أي سبب للشكوى، ولا يبقى أمامنا سوى الاعتراف بحقوقهم". الجوائز والتكريمات 1989: تأسست "جمعية إريش فريد الدولية للأدب واللغة" ومقرها فيينا في الذكرى الأولى لوفاته، وتمنح جائزة أدبية سنويا منذ عام 1990 بقيمة 15 ألف يورو. 1987: حصل على جائزة جورج بوشنر عن مجمل أعماله من الأكاديمية الألمانية للغة والأدب في مدينة دارمشتات، وهي مخصصة للكتّاب الذين يكتبون باللغة الألمانية، وقيمتها 50 ألف يورو. 1987: حصل على المفتاح الذهبي لمهرجان الشعر سميديريفو (يوغوسلافيا). 1986: حصل على وسام كارل فون أوسيتسكي من الرابطة الدولية لحقوق الإنسان. 1986: عين عضوا في الأكاديمية الألمانية للغة والشعر في دارمشتات. 1985: حصل على وسام الشرف الذهبي لولاية فيينا. 1983: نال جائزة بريمن الأدبية، والتي تمنح سنويا تكريما لأعمال الكتاب المتميزين في الأدب الألماني أو الأدب العالمي. 1977: حصل على جائزة المحررين الدولية، وهي أول جائزة له، وذلك عن قصيدته "100 قصيدة بلا وطن". الوفاة توفي إريش فريد يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1988 في مستشفى بادن بغرب ألمانيا، عن عمر ناهز 67 عاما، متأثرا بمرض السرطان الذي تم تشخيصه عام 1986. وجاءت وفاته بعد استجابته لدعوة في ألمانيا الغربية، وذلك قبل عام من سقوط جدار برلين، إذ عاد إليها بعد خمسين عاما من مغادرته القسرية فيينا. ومع ذلك فقد أوصى أن تُعاد جثته إلى لندن، حيث دُفن في التاسع من ديسمبر/كانون الأول بمقبرة كينسال غرين.