أحدث الأخبار مع #أدب_الأطفال


الإمارات اليوم
منذ 4 أيام
- ترفيه
- الإمارات اليوم
هيا صالح: الكتابة لليافعين كلها تحديات
قد يكون الانطلاق من الجانب النقدي هو أبرز ما ميز مسيرة الكاتبة الأردنية هيا صالح، التي تنوعت تجربتها بين الرواية، والمسرح، والكتابة للأطفال واليافعين. تعمل صالح في الكتابة دون استراحة، مركزة على الكتابة لليافعين بأسلوب أدبي تنسج لغته بين الواقع والخيال بشكل غرائبي، وهذا ما جعلها تحصد العديد من الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي. في رصيد الكاتبة ما يقارب 27 عملاً أدبياً، الأكثرية الغالبة منها تركز على فئة اليافعين. وأكدت هيا صالح في حديثها مع «الإمارات اليوم» على وجود الكثير من التحديات التي تواجه الكاتب الذي يقرر الكتابة لفئة اليافعين، فهي من الفئات التي تتسم بالحساسية النفسية والجسدية، خصوصاً في مرحلة المراهقة التي تشهد الكثير من التغيرات الهرمونية، فضلاً عن الانفتاح التكنولوجي الذي أضاف العديد من التحديات إلى الكاتب، فالأخير عليه أن يلاحق كل جديد في التكنولوجيا، كي يتمكن من تمرير رسائله التربوية التي يجب أن تبقى موجودة في الأدب. واعتبرت صالح أن انتشار الذكاء الاصطناعي و«شات جي بي تي» لن يلغي دور الكتاب. وأضافت: «من خلال ورش الكتابة التي أقوم بها مع الفئات العمرية الصغيرة، وجدت أن الصغار يفضلون الكتاب الورقي على النسخ الإلكترونية، وهذا يؤكد الحفاظ على وجود ودور الكتاب». ولفتت إلى أنها أجرت تجارب علمية على فئة الصغار في إحدى الورش، بحيث أحضرت لهم الألعاب الخاصة بالفقاعات من جهة والكتب من جهة أخرى، ووجدت أن معظم الأطفال توجهوا نحو الكتاب، مشددة على أنه يصعب الحديث عن انقراض الكتاب الورقي حالياً. واعتبرت صالح أن الكتاب يجب أن ينطوي على التنمية الذاتية المرتبطة بمواجهة الصعاب، مستشهدة بالتجربة التي عرضتها في رواية «جرعة زائدة»، وكيفية معالجتها آفة المخدرات. ولفتت إلى انتشار أشكال للجريمة، وبالبحث خلف الأسباب يتبين دائماً أن التعاطي هو السبب الكامن وراء هذه الجرائم، مشيرة إلى أن الشخص المتعاطي يتعرض لتلف في أجزاء من الدماغ أو مرض ثنائي القطب. ولفتت إلى أن محاربة الآفة بالشكل البوليسي والاجتماعي تتطلب أيضاً المساندة من الناحية الأدبية، لمحاربتها عبر القلم، مؤمنة بأن الكتاب مازال قادراً على لعب دور التوعية، مع الإشارة إلى أن حجم الدور يتعاظم حين تقوم المؤسسات التعليمية بوضع الكتاب ضمن المنهاج المساند، أو مع تقديم الفيديوهات التي تنشر التوعية للفئات العمرية الشابة. وأكدت صالح أن الجانب التربوي يجب أن يكون الضوء في أي كتاب، ولكن يجب ألا يسيطر على الأحداث، فلابد من وضع المغامرات ضمن الكتاب، وإثارة العاطفة، وكذلك التركيز على جانب الحركة من أجل إثارة الحماس عند القارئ. حصدت صالح العديد من الجوائز في مجالات كتاباتها المتعددة سواء الكتابة للأطفال أو حتى في النقد والمسرح، واعتبرت أن الجوائز مهمة لأنها تشجع على الكتابة، وقد فتحت باب التنافس في العالم العربي. وأشارت إلى أن الكتب الفائزة لا يمكن أن تكون غير جيدة، ووضعت الجوائز في مرتبة الاستحقاق الجيد للكاتب. تتنوع الأنماط التي تكتب بها الكاتبة هيا صالح، وأشارت إلى أنها انطلقت من خلفية نقدية، وهذا ما جعلها تنغمس في البدء في أدوات الكاتب وكيف يجب أن تتعاطى مع الشخصيات ومفاتيح الكتابة، وبالتالي قادها إلى انتقاد كتابتها على نحو كبير، موضحة أن الكاتب الذي يمتلك أدواته ويكون متمكناً من الطابع العام للشكل الأدبي الذي يكتبه، ستكون عملية الكتابة يسيرة عليه، أما الكتابة للمسرح فأشارت الى أنها تتيح للكاتب خلق شخصيات محددة والالتزام بوقت محدد وإيجاد حوارات وفي الأخير إيصال فكرة من خلال النصوص، موضحة أن إحدى نقاط اعتزازها بنصوصها هي أنها تقدم على المسرح، وهو استحقاق لجهد سنوات في عالم الكتابة. ونوهت إلى أن العالم العربي واقعياً يعاني أزمة حقيقية في النصوص، مؤكدة على أن تواجدها في أكثر من لجنة تحكيم لمهرجانات مسرحية جعلها ترصد وجود أزمة حقيقية في الكتابة المسرحية. ولفتت إلى أن أسباب الأزمة متعددة، منها الاستعجال وعدم المعرفة، أو حتى السرد الكبير على حساب المشهد والأداء والفرجة، وإهمال بعض الأدوات التي يجب ألا يهملها الكاتب، كالطاقة التي يجب أن تستخدم على الخشبة، وكذلك السينوغرافيا، وغياب هذه التوليفة يوقع الكاتب في أزمة مع النص. جلسة نقاشية شاركت الكاتبة الأردنية هيا صالح في جلسة نقاشية في مكتبة محمد بن راشد، أخيراً، واعتبرت هذه المشاركة بمثابة جائزة تكريمية لوجودها في هذا الصرح الثقافي وسط جمهور من المهتمين. وسلطت الجلسة الضوء على روايتها «جرعة زائدة» التي تتوجه من خلالها لليافعين، وعلاقتها بهذا النوع من الكتابة. وجمعت الجلسة العديد من المهتمين بالأدب وعالم الكتابة، فيما كان اللافت حضور صغار مهتمين بتجربة الكاتبة، منهم الطفلة هيا أحمد التي حضرت صدفة، وكانت قد رسمت غلاف إحدى القصص التي نشرتها الكاتبة. هيا صالح: . الكتاب يجب أن ينطوي على التنمية الذاتية ومواجهة الصعاب. . الانفتاح التكنولوجي أضاف العديد من التحديات إلى الكاتب.


الغد
منذ 6 أيام
- ترفيه
- الغد
"شومان" تحول مشاركات جائزة أدب الأطفال للجنة التحكيم
حولت مؤسسة عبد الحميد شومان الأعمال المشاركة في الدورة الحالية لجائزة أدب الأطفال إلى لجنة التحكيم التي شكلتها الهيئة العليا للجائزة، وتضم نخبة من العاملين في الأدب. اضافة اعلان وكانت مؤسسة عبد الحميد شومان، أغلقت باب التقديم للجائزة في دورتها 19 نهاية آذار (مارس) 2025، وهي الدورة التي خصصتها لموضوع "أدب الرحلات في مجال القصة"، والموجهة للفئة العمرية 9 سنوات وأكثر. وتقدم للجائزة 1349 طلبا، منهم 910 طلبات مكتملة، و484 طلبا غير مكتمل، أي لم يتم إنهاء متطلبات التقديم من قبل أصحابها. وجاءت الطلبات من 19 دولة عربية و13 دولة غير عربية، فيما توزعت الدول الأكثر "مشاركة على كل من: مصر 26.4 %، الأردن 20.4 %، سورية 11 %، الجزائر %10، فلسطين 7.2 %، المغرب 6.7 %، العراق 4.3 %، تونس 3.8 %، اليمن 3.3 %، لبنان 1.8 %، ليبيا والسودان 1.3 % لكل دولة منهما، سلطنة عُمان 1 %، بينما شكلت 0.5 % كل من: الإمارات، السعودية وقطر. وعلى مستوى محافظات الأردن الأكثر مشاركة، جاءت عمان بنسبة 59 %، إربد 11.5 %، الرصيفة %10.4، البلقاء والمفرق 4 %، الكرك ومادبا 3.5 % لكل منهما، ومعان 1.7 %، عجلون وجرش 1.2 % لكل منهما. وخضعت الأعمال المتقدمة إلى مرحلة الفرز الأولى للتأكد من مطابقتها الشروط الخاصة بالجائزة، وتم استبعاد 176 طلبا غير مطابق للشروط الخاصة بالجائزة من مجموع الطلبات المكتملة على النظام، فيما تم تحويل باقي الأعمال إلى اللجنة المختصة للتحكيم النهائي واختيار الأعمال الفائزة بالمراتب الثلاث. وبينت المؤسسة أن إعلان أسماء الفائزين بالجائزة سيكون خلال الربع الثالث من العام الحالي، فيما تستند معايير تقييم الأعمال إلى اللغة والأسلوب، المحتوى والأفكار، التجديد والإبداع، والابتكار وأصالة العمل. الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية، أكدت أن المؤسسة تحاول التنويع في موضوعات الجائزة لكل سنة، وقد طرحت موضوع أدب الرحلات لإثراء المحتوى العربي المخصص للطفل في هذا الموضوع. واعتبرت قسيسية أن الرحلة تمثل لونا أدبيا مهما، يمكن أن يساهم في إغناء خيال الطفل من خلال السرد المبدع، كما يمكن له تحفيز عقل الطفل على المغامرة والتجريب المدروس. وأعربت قسيسية عن أملها في أن تساهم المشاركات في تحفيز كتاب أدب الطفل للالتفات إلى هذا النوع الأدبي، وأن يحاول الكتاب على الدوام طرق أبواب جديدة في أدب الطفل، لتعزيز ثقافته وفكره وخياله. وتعمل "شومان" منذ العام 2006 على تنظيم هذه الجائزة السنوية للأدباء في الوطن العربي وحول العالم. وتمنح مرة كل عام في مجال أدب الأطفال في أحد الفنون الأدبية الآتية: القصة، الشعر، الرواية والنص المسرحي. وتتألف الجائزة من شهادة باسم الفائز والموضوع الذي فاز به ودرع يحمل اسم وشعار الجائزة، إضافة إلى مبلغ مقداره (18) ألف دينار، موزع على: المرتبة الأولى: (10) آلاف دينار، المرتبة الثانية: (5) آلاف دينار، والمرتبة الثالثة: (3) آلاف دينار.


الإمارات اليوم
منذ 7 أيام
- ترفيه
- الإمارات اليوم
برنامج دبي الدولي للكتابة يصل إلى تونس
أعلنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تنظيم الورشة الثانية لـ«برنامج دبي الدولي للكتابة»، إحدى أبرز المبادرات المعرفية للمؤسسة في تونس، تحت عنوان «ورشة الرسم الفني لقصص الأطفال»، بإشراف مدربة الكتابة الإبداعية وأستاذة اللغة الإنجليزية والتواصل في المعهد العالي للدراسات التكنولوجية في صفاقس، الدكتورة وفاء ثابت المزغني، وتأتي الورشة في إطار مواصلة جهود البرنامج نحو دعم المواهب الشابة، وضمن سلسلة ورش العمل الرامية إلى إعداد جيل مبدع في مجال أدب الأطفال. وانطلقت الورشة بمشاركة 10 مبدعين من الكتّاب، وتستمر حتى يوليو المقبل، مقدمة للمشاركين 12 ورشة عملية حضورية مكثفة تستهدف المهتمين بأدب الطفل من الشباب التونسيين والعرب، ممن يمتلكون الشغف بالكتابة والاستعداد لتطوير المهارات الأدبية في هذا المجال، بما يواكب لغة العصر ويحافظ على الأصالة العربية. وقال المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب: «تجسد هذه المبادرات الريادية رؤية المؤسسة في دعم الإنتاجات الأدبية العربية عموماً، وتشجيع الإبداع في مجال أدب الطفل خصوصاً. وانطلاقاً من إيماننا بأن الاستثمار في الطاقات الشابة وتوجيهها نحو مجالات الكتابة المتخصصة، يمثّل حجر الأساس لبناء مجتمع معرفي عربي قادر على مواكبة التحولات العالمية، نؤكد التزامنا بمواصلة إطلاق الورش التدريبية النوعية تحت مظلة برنامج دبي الدولي للكتابة، تعزيزاً لدوره الريادي في تمكين الشباب، وإثراء المشهد المعرفي على المستويين المحلي والعالمي». وتهدف الورشة إلى تقديم إسهام فعال في إثراء مكتبة الطفل العربي بمحتوى حديث ومبتكر، يلائم طفل القرن الـ21، ويوازن بين التجديد والحفاظ على الهوية الثقافية. وتشمل الورشة العديد من المحاور المتنوعة التي تغطي أساليب الكتابة الإبداعية، وتقنيات السرد الموجّه للطفل، وصياغة القصص، بما يتناسب مع المتغيرات المعرفية والثقافية الحديثة. ويتابع برنامج دبي الدولي للكتابة مساعيه في دعم المواهب الأدبية في العالم العربي، وتشجيعها عبر تعزيز مهارات الكتابة وتطوير قدرات الكتّاب الشباب. . 10 مبدعين يشاركون في الورشة التي تستمر حتى يوليو المقبل. جمال بن حويرب: . الاستثمار في الطاقات الشابة يمثّل حجر الأساس لبناء مجتمع معرفي عربي قادر على مواكبة التحولات العالمية.


البيان
منذ 7 أيام
- ترفيه
- البيان
برنامج دبي الدولي للكتابة يطلق ورشته الثانية في تونس
وتأتي الورشة في إطار مواصلة جهود البرنامج نحو دعم المواهب الشابة، وضمن سلسلة ورش العمل الرامية إلى إعداد جيل مبدع في مجال أدب الأطفال. وقال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: «تجسِّد هذه المبادرات الرياديّة رؤية المؤسَّسة في دعم الإنتاجات الأدبية العربية عموماً وتشجيع الإبداع في مجال أدب الطفل خصوصاً. وانطلاقاً من إيماننا بأن الاستثمار في الطاقات الشابة وتوجيهها نحو مجالات الكتابة المتخصصة يمثل حجر الأساس لبناء مجتمع معرفي عربي قادر على مواكبة التحولات العالمية، نؤكد التزامنا بمواصلة إطلاق الورش التدريبية النوعية تحت مظلة برنامج دبي الدولي للكتابة، تعزيزاً لدوره الريادي في تمكين الشباب، وإثراء المشهد المعرفي على المستويين المحلي والعالمي».


العربي الجديد
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- العربي الجديد
الأدب بصرياً.. عن الرسومات المصاحبة للروايات العربية
أدى ظهور دور نشر جديدة ذات طموح عريض واطلاع كبير على الإصدارات الأجنبية، إضافة إلى ترسّخ حركة النشر الإلكتروني في العالم العربي، إلى اتساع دائرة الروايات العربية المصحوبة بالصور. ومن ذلك مثلًا الطبعات الجديدة من روايات نجيب محفوظ عن دور النشر "هنداوي" و"ديوان" و"الشروق"، برفقة لوحات فنانين متنوعين، منهم حلمي التوني، ومحمد حجي، ويوسف صبري، وغيرهم. ولم تعد النماذج الملموسة لهذه الظاهرة الجديدة قليلة في الروايات العربية، منها على سبيل المثال لا الحصر رواية "استخدام الحياة" للمصري أحمد ناجي (دار مرسوم للنشر والتوزيع)، التي تندرج ضمن أدبيات الديستوبيا أو المدينة الفاسدة والمجتمع الفوضوي الذي يحكمه الشرّ المطلق، وتستخدم في سردها وحوارها مزيجًا من العربية الفصحى، والعامية المصرية الدارجة. بعيدًا عما أحدثته هذه الرواية من جدل لجرأة مضمونها وعباراتها إلى درجة ملاحقة مؤلّفها ومحاكمته قضائيًّا بتهمة خدش الحياء العام، فإنّها تتضمن رسوماً داخلية صممها الفنان أيمن الزرقاني، لتصاحب الشخصيات والأحداث والمشاهد السريالية خصوصًا. ويتفق المؤلف والرسام في أن تدعيم القصص بالصور يزيد فرصة المتلقي في فهم تشوّهات الشخصيات، ليكون شريكًا في الحكاية، ومنخرطًا فيها، وليس مجرد قارئ سلبي أو اعتيادي. تضيف نصّاً بصريّاً مستقلّاً يوازي النص الأصلي المكتوب هذه الرسوم والتصميمات المُصاحبة للعمل الأدبي، والتي تتمدّد في فضائه الداخلي بالكامل ولا تقتصر على الغلاف، تضيف نصًّا بصريًّا مستقلًّا يوازي النص الأصلي المكتوب، بل يتقاطع معه ويشتبك مع تفاصيله، انسجامًا واتفاقًا بدرجة، أو تنافراً واختلافاً بنسبة. تحدث هذه الثنائية دائمًا بشكل أو بآخر، بغض النظر عمّا إذا كان مؤلّف العمل ورسّامه فردًا واحدًا، أو أنهما شخصان مختلفان. وترجع الثنائية أو الازدواجية هنا في المقام الأول إلى تباين الوسيط التعبيري وتمايز دلالاته التوصيلية والتأثيرية، فما تفجّره الكلمات لا تترجمه الصورة حرفيًّا بطبيعة الحال، والعكس صحيح بعدم قدرة الكلمات على احتواء مضامين الصور وإيحاءاتها. في الأدب العربي الراهن، تبدو هذه الرسوم المصاحبة والصور الداخلية أكثر حضورًا وانتشارًا واستساغة في دواوين الشعر، ربما لوجود قاسم مشترك بين القصيدة واللوحة، هو الغموض الشفيف، وربّما لأنّ المعاني النصية غير المكتملة عادةً، بحاجة إلى ملء فراغاتها أحيانًا، أو للقناعة بأن القصيدة هي بحد ذاتها لقطة تصويرية أو مجموعة لقطات مكثفة. تمثّل هذه الرسوم المصاحبة أيضًا العمود الفقري في أدب الأطفال، لما لهذا الأدب من طبيعة خاصة. ومع كل مرحلة عمرية، يحتاج الطفل إلى نمط من الصور والأشكال التوضيحية التي تتخلّل القصص، لتجتذب حواسه، وتساعده على التركيز، وتخيّل الشخصيات، واستيعاب الأحداث والتفاعل معها بطريقة إيجابية. ولكن، ماذا عن حضور الرسوم الداخلية، وتوظيفها فنيًّا، في الروايات العربية الموجهة للكبار؟ هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح في هذه اللحظة، وذلك بعدما بدأت تتسلل هذه الرسوم أخيرًا إلى عدد غير هين من الروايات الجديدة المتحققة في المشهد. تستند إلى معطيات تراثية تخصّ السرديات العربية والعالمية وتأتي ظاهرة انتشار الرسوم المصاحبة للروايات، انطلاقًا نحو التطوير والتجريب في الفلك الروائي والتأثر بفنون معاصرة من جهة، واستنادًا من جهة أخرى إلى معطيات تراثية تخصّ السرديات العربية والعالمية القديمة، التي طالما تعانقت كلماتها ورسومها معًا في المخطوطات والمطبوعات المتتالية عبر العصور. من النماذج الناضجة أيضًا مجموعة روايات الكويتي سعود السنعوسي، بمصاحبة رسوم التشكيلية الكويتية مشاعل الفيصل. وأحدثُ هذه الأعمال التي تجمعهما معًا ثلاثية "أسفار مدينة الطين"، ومن قبلها روايات "فئران أمي حصة"، و"حمام الدار"، و"ناقة صالحة"، وغيرها. في هذه الروايات التي تشتبك مع إحداثيات الواقع وتستند إلى خرائط التاريخ أحيانًا، قد تستكمل الصور صراحة ما يرمز إليه النص الروائي في إشارة جزئية أو يوحي به همسًا أو ضمناً. كما قد تأتي الرسوم بوجهة نظر أخرى، كخيال بصري موازٍ مستقلّ في تأويل الأحداث. وهذا الأمر يثري احتمالات التلقي، ويخلق وجهات نظر متنوعة لدى مجتمع القارئ الواعي. ومن ثم، ينظر كل من المؤلف والرسامة الكويتيين إلى نفسه، وإلى الطرف الآخر، على اعتبار أنهما توأمان، تجمعهما الغرائبية الفضفاضة في نسجهما الإبداعي معًا على نول واحد متمرد. ولكن، لا يُشترط أن تتطابق رؤيتاهما حول النص، فلكل منهما تصوراته ووثباته الجامحة في التعاطي مع العالمين، المعقول واللامعقول. وكان الفنانون، باختلاف تياراتهم وأساليبهم، قد تباروا في تجسيد عوالم محفوظ واستقصاء فضاءاته الثرية، الواقعية والفانتازية والأسطورية على السواء، وتوصيف ملامح شخصياته، الظاهرية الجسدية والداخلية النفسية في آن. ولقد عرفت روايات محفوظ الرسوم المصاحبة مبكرًا أيضًا في حالات استثنائية، وذلك عند نشر بعضها للمرة الأولى في حلقات مسلسلة في الصحف، كرواية "بين القصرين" التي نُشرت في مجلة "الرسالة الجديدة" في خمسينيات القرن الماضي، بمصاحبة رسوم التشكيلي الحسين فوزي. بدوره، فإن الروائي المصري صنع الله إبراهيم قد آثر عند نشر روايته "67" بعد قرابة نصف قرن على كتابتها عقب هزيمة يونيو/ حزيران 1967، أن تكون طبعتها الحديثة الصادرة عن دار "الثقافة الجديدة" للنشر مصحوبة بغلاف للفنان أحمد اللباد، وبرسوم داخلية أيضًا للفنان نبيل تاج. وخاضت دور نشر أخرى، مثل "نهضة مصر"، و"الأحمدي"، و"الهلال"، وغيرها، تجارب مشابهة، بنشر طبعات من بعض روايات المصري جمال الغيطاني مصحوبة برسوم داخلية تتلمس أغوار عوالمها، وسمات شخصياتها التاريخية والشعبية. تبقى الإشارة إلى عاملين آخرين مهمين أثّرا في زيادة هذا الانفتاح الروائي على الرسوم الداخلية والصور المصاحبة للنص. أوّلهما، أن الرغبة في التطوير والتجريب لا تقف عند حد، الأمر الذي دفع الروائيين ودور النشر إلى الاقتراب من فنون أخرى عصرية أو التزاوج معها بشكل أو بآخر من خلال الرسوم والأشكال المرفقة بالنص، كفنون الكوميكس (القصص المصورة) مثلًا، والرواية الغرافيكية ذات المحتوى الصوري الخالص، والغرافيتي (رسوم الجدران)، وتصميمات الميمز، وغيرها. أما العامل الثاني، فيأتي من إيمان المبدعين ودور النشر على السواء بأن الصور والرسوم المصاحبة للقصص والروايات هي ظاهرة ذات جذور عميقة متأصلة في التراث العربي، وفي الثقافة الإنسانية كلها. وبالتالي، فإن عودتها اليوم على هذا النحو تخدم جيدًا فكرة ربط الأصالة والمعاصرة في منتج إبداعي مبتكر. وتحفل المخطوطات والمطبوعات المتتالية لأيقونات الإبداع العربي والعالمي بكثير من الصور والرسوم المصاحبة، التي جاءت انعكاسًا للنصوص والحكايات والشخصيات المكتوبة على مخيلة كبار الفنانين من سائر أرجاء العالم، في حقب متلاحقة. وعلى رأس هذه الكلاسيكيات الخالدة "إلياذة" هوميروس الملحمية، وكتاب "ألف ليلة وليلة" بنسخه وترجماته المتعددة، وقصص "كليلة ودمنة" المصورة بلغاتها المتنوعة، ورواية "دون كيخوته" للإسباني ثربانتس، وغيرها. هذه الأعمال الأدبية، التي تجمع بين النصوص والرسوم، تظل شاهدة على قوة التفاعل بين الكلمة والصورة، وكيف يمكن لهذا التزاوج أن يخلق تجربة قراءة غنية وممتعة، تعزز من فهم النصوص وتضيف إليها أبعادًا جديدة. * شاعر وصحافي من مصر فنون التحديثات الحية "المعرض الدولي للنشر والكتاب" في الرباط.. المغرب المفرد والمتعدد