logo
#

أحدث الأخبار مع #أراك

ما وراء فوردو وأراك: هل يكون "قوس قزح" النووي.. السر الذي يهدد بتغيير قواعد اللعبة؟
ما وراء فوردو وأراك: هل يكون "قوس قزح" النووي.. السر الذي يهدد بتغيير قواعد اللعبة؟

صوت بيروت

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • صوت بيروت

ما وراء فوردو وأراك: هل يكون "قوس قزح" النووي.. السر الذي يهدد بتغيير قواعد اللعبة؟

يومًا بعد يوم، تتكشف على الساحة الإيرانية منشآت نووية جديدة، تسعى لمنافسة المراكز التي اكتسبت شهرة واسعة لقدرتها على تخصيب اليورانيوم، وعلى رأسها 'نطنز' و'فوردو'. تأتي هذه التطورات في سياق تاريخ طويل ومعقد للبرنامج النووي الإيراني، الذي بدأ بدعم أمريكي في خمسينيات القرن الماضي تحت مظلة برنامج 'الذرة من أجل السلام' الذي أطلقه الرئيس دوايت أيزنهاور، وكان الهدف المعلن آنذاك هو الاستكشاف العلمي السلمي. وقد حملت فترة حكم شاه إيران طموحات واسعة في المجال النووي، حيث وافق على خطط طموحة لبناء ما يقارب ثلاثة وعشرين محطة للطاقة النووية بحلول عام ألفين، بهدف إنتاج كمية هائلة من الكهرباء تصل إلى ثلاثة وعشرين ألف ميجاوات باستخدام الطاقة النووية. وقد بدأ التنفيذ الفعلي لهذه الخطط في موقع بوشهر بتولي شركة ألمانية مسؤولية الإنشاء، إلا أن المشروع لم يكتب له الاكتمال بسبب الثورة الإيرانية التي اندلعت عام 1979 وعودة آية الله الخميني من منفاه في باريس. ومع استقرار الأوضاع بعد الثورة، شهد البرنامج النووي الإيراني تحولًا، حيث توقف التعاون الدولي القائم. لكن إيران استأنفت برنامجها النووي ببطء خلال عقد الثمانينات، لتبرز لاحقًا العديد من المنشآت التي أثارت قلقًا متزايدًا لدى المجتمع الدولي بشأن أهداف طهران النووية. من بين هذه المنشآت، يبرز اسم 'نطنز' كمركز رئيسي لتخصيب اليورانيوم، و'فوردو' كموقع تخصيب آخر يقع في عمق الأرض بالقرب من مدينة قم. كما يثير مفاعل أراك (المعروف أيضًا باسم خنداب) مخاوف بشأن إمكانية إنتاج البلوتونيوم. بالإضافة إلى ذلك، هناك مواقع أخرى مثل مجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية، ومركز الأبحاث في طهران، وموقع بارتشين الذي تحوم حوله الشكوك بشأن طبيعة الأنشطة التي تجري فيه، ومحطة بوشهر التي تعد أول محطة طاقة نووية إيرانية تعمل بكامل طاقتها بمساعدة روسية. ومؤخرًا، وفي مايو من العام الجاري 2025، تصدر اسم موقع جديد هو 'قوس قزح' واجهة الأخبار بعد مزاعم من المعارضة الإيرانية بأنه منشأة سرية مخصصة لإنتاج التريتيوم، وهو نظير مشع يمكن استخدامه في تعزيز القدرات التسليحية النووية. وقد أثارت هذه المزاعم صدمة وقلقًا واسعًا في المجتمع الدولي، على الرغم من عدم وجود تأكيد مستقل لهذه الادعاءات من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو وكالات الاستخبارات الكبرى حتى الآن. قبيل ساعات من انعقاد مؤتمر المعارضة الإيرانية في الولايات المتحدة الأميركية، تم تسريب المعلومات حول منشأة 'قوس قزح' لصحيفة 'فوكس نيوز الأميركية'. هذا الكشف الجديد قد تكون له تداعياته على المفاوضات الأميركية الإيرانية في حال تم التأكد من قدرات هذه المنشأة وخطورة ما يتم إنتاجه داخلها. تحت عنوان 'إيران تحت المجهر: كشف مشروع نووي سري يهدد العالم'، عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيراني مؤتمرًا صحافيًا في العاصمة الأميركية واشنطن في 8 مايو 2025، كشف فيه عن معلومات جديدة حول المنشآت النووية السرية للنظام الإيراني حصلت عليها منظمة 'مجاهدي خلق الإيرانية' من داخل إيران. كشف مشروع أسلحة نووية سري في إيران وقدمت السيدة سونا صمصامي، مسؤولة مكتب المقاومة الوطنية الإيرانية في الولايات المتحدة، والسيد علي رضا جعفرزاده، نائب مسؤول المكتب، إفادات مفصلة حول مواقع نووية سرية تابعة للنظام الإيراني. يأتي هذا الكشف في وقت حساس، تزامنًا مع المفاوضات النووية الدقيقة بين إيران والولايات المتحدة، مقدمًا أدلة مقلقة على سعي إيران لتطوير أسلحة نووية متطورة، مما يثير تساؤلات جدية حول النوايا الحقيقية لبرنامجها النووي وتأثيره على الاستقرار الإقليمي والعالمي. وفق المعلومات الجديدة التي حصلت عليها المعارضة الإيرانية حول المشروع السري لتطوير أسلحة نووية في إيران، فهو يُدار من قبل معهد الابتكار والبحوث الدفاعية (SPND) منذ عام 2009 في منطقة إيوانكي، بمدينة كرمسار، بمحافظة سمنان. هذه المنشأة، التي تحمل الاسم الرمزي 'قوس قزح'، تمتد على مساحة تقارب 1000 هكتار (حوالي 2500 فدان) وتعمل ظاهريًا تحت غطاء شركة كيميائية تُدعى 'ديبا إنرجي سينا'. يأتي هذا الكشف في وقت حساس، تزامنًا مع المفاوضات النووية الدقيقة بين إيران والولايات المتحدة، مقدمًا أدلة مقلقة على سعي إيران لتطوير أسلحة نووية متطورة، مما يثير تساؤلات جدية حول النوايا الحقيقية لبرنامجها النووي وتأثيره على الاستقرار الإقليمي والعالمي. تفاصيل مشروع 'قوس قزح' ودور التريتيوم يُعد مشروع 'قوس قزح' مصممًا لتطوير أسلحة نووية معززة يمكن تركيبها على صواريخ باليستية بمدى يتجاوز 3000 كيلومتر، مما يشكل تهديدًا محتملاً لأوروبا وحتى الولايات المتحدة. يركز المشروع بشكل أساسي على استخراج التريتيوم، وهو نظير مشع يعزز بشكل كبير القوة التفجيرية للأسلحة النووية، خاصة في الأجهزة الانفجارية (من نوع الانفجار الداخلي)، ويُمكّن من إنتاج قنابل هيدروجينية. على عكس اليورانيوم المخصب، فإن التريتيوم له تطبيقات مدنية محدودة للغاية، مما يضع ادعاءات إيران حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي موضع شك كبير. منذ عام 2013، قام معهد الابتكار والبحوث الدفاعية بنقل خبراء في الاندماج النووي والتريتيوم من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى المعهد بسرية تامة، مع إصدار تعليمات صارمة بعدم نشر أي أبحاث متعلقة بهذا المجال. هيكلية وأمن المنشأة. بدأ بناء منشأة 'قوس قزح' في عام 2009 وأصبحت جاهزة للعمل في عام 2013، وتتكون من ثلاثة أقسام منفصلة تشمل مرافق شبيهة بالمصانع، ومقرًا مركزيًا، ونقطة تفتيش عند المدخل. تقع المنشأة في وادٍ قريب من جبل كلراز، في منطقة الجبل الأبيض، وصُممت بحيث تكون أجزاء منها مخفية تحت الجبال لتجنب رصدها عبر الأقمار الصناعية. يوفر سلاح الجو الفضائي التابع للحرس الثوري الإيراني حماية مشددة للموقع من خلال نشر رادار 'قدير' المتطور ونظام دفاع صاروخي قريب. يعكس هذا المستوى من الأمن الأهمية الاستراتيجية للمنشأة. يخضع طريق الوصول إلى الموقع، المتفرع من الطريق السريع بين طهران وسمنان، لسيطرة عسكرية صارمة، ويُمنع دخول المدنيين. الشركات الوهمية ودور وزارة الدفاع تُعد شركة 'ديبا إنرجي سينا' واحدة من خمس شركات وهمية تدار من قبل مجموعة 'رواد التنمية الصناعية آريا راضي'، التي تعمل ظاهريًا في الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية، لكنها في الواقع تلعب دورًا محوريًا في دفع مشاريع معهد الابتكار والبحوث الدفاعية النووية. كانت هذه المجموعة تُدار في البداية من قبل العميد ناصر مالكي، نائب رئيس منظمة الفضاء بوزارة الدفاع آنذاك، والذي أُدرج في قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي في عام 2007 بسبب أنشطته الصاروخية والنووية. أعضاء مجلس الإدارة الأوائل، بمن في ذلك أشخاص لهم خبرة في منظمة الفضاء وإنتاج صواريخ شهاب-3 (القادرة على حمل رؤوس نووية)، يكشفون عن العلاقة الوثيقة بين هذا المشروع وبرنامج الصواريخ الإيراني. يُخفى المشروع تحت غطاء برنامج إطلاق الأقمار الصناعية، والذي يُعد جزءًا من جهود تطوير صواريخ مسلحة برؤوس نووية. الخلفية التاريخية وفشل المشاريع السابقة بدأ هذا المشروع بعد توقف خطة 'آماد' في عام 2003، التي رُسمت لتصنيع خمس رؤوس نووية لصواريخ شهاب-3. بعد الكشف عن مواقع مرتبطة بخطة 'آماد' في شرق طهران، غيّر النظام الإيراني استراتيجيته، وأنشأ شبكة من المواقع الجديدة في محافظة سمنان، التي أُعلنت منطقة عسكرية. تم تطوير مواقع في إيوانكي، كرمسار، شاهرود، وسمنان منذ عام 2009، وأصبحت جاهزة للعمل في عام 2013. يعكس هذا التحول في المواقع واستخدام الشركات الوهمية جهود النظام لخداع الجهات الرقابية الدولية، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية. التداعيات الدبلوماسية والإقليمية ما كشفته المعارضة الإيرانية في المؤتمر المذكور، والذي ننشر مضمونه، يشير إلى أن المشروع الذي كُشف عنه ووُصف بالسري يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والعالمي، ويحمل هذا الكشف تداعيات عميقة على الدبلوماسية النووية والأمن العالمي. أولاً، إنتاج التريتيوم وتطوير أسلحة نووية متطورة يُشكل انتهاكًا صارخًا لالتزامات إيران بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT). يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي انتقدت مرارًا عدم تعاون إيران، أن تطالب فورًا بتفتيش منشأة 'قوس قزح'. قد يؤدي رفض إيران إلى تصعيد العقوبات، أو الهجمات السيبرانية، أو حتى العمليات العسكرية. ثانيًا، يعزز هذا المشروع قدرة إيران على تهديد دول بعيدة، مما يزيد من قلق دول الخليج والقوى الغربية. تتعرض المفاوضات النووية الجارية، التي تُجرى بوساطة عُمان، للخطر أيضًا. الثقة بإيران، التي كانت بالأصل متآكلة بسبب غياب الشفافية، ستتضاءل أكثر مع هذا الكشف. بدون ضمانات صلبة، تشمل وقف جميع الأنشطة المتعلقة بالتريتيوم، والتفتيش المفاجئ، وتدمير المواقع السرية، سيكون أي اتفاق جديد هشًا. قد يؤدي هذا الوضع أيضًا إلى تفاقم الانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يطالب البعض باتباع نهج أكثر صرامة تجاه إيران. الحلول المقترحة يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لمواجهة هذا التهديد، وعليه فإن الحلول المقترحة بالنسبة للمعارضة الإيرانية هي كالتالي: •تفتيش فوري من الوكالة: يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية إطلاق تحقيق شامل حول منشأة 'قوس قزح'، والمطالبة بالوصول الكامل إلى المنشأة. •تشديد الضغوط: يجب على المفاوضين فرض شروط أكثر صرامة، بما في ذلك وقف أي أنشطة تخصيب أو أنشطة متعلقة بالتريتيوم. •تفعيل العقوبات: ينبغي تفعيل آلية العودة إلى عقوبات مجلس الأمن الدولي (snapback) قبل انتهاء مدتها خلال الأشهر القادمة. •مواجهة البرنامج الصاروخي: يجب إيقاف البرنامج الصاروخي الإيراني، الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من مشروع الأسلحة النووية. ومع ذلك، يكمن الحل النهائي لإنهاء التهديد النووي الإيراني في إسقاط النظام الحالي. هذا النظام، الذي وثقت تقارير الأمم المتحدة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وأعدم أكثر من 1200 شخص منذ تولي رئيسه الجديد منصبه، يسعى لامتلاك أسلحة نووية فقط لضمان بقائه. إن دعم حق الشعب الإيراني في مقاومة الحرس الثوري وإنهاء حكم رجال الدين، دون الحاجة إلى تدخل عسكري خارجي، يمكن أن ينقذ المنطقة والعالم من هذا التهديد. يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بهذا الحق ودعم جهود الشعب الإيراني لتغيير النظام، قبل أن يتحول التهديد النووي إلى واقع لا مفر منه.

واشنطن تستبق "مفاوضات عُمان" بعقوبات على برنامج إيران النووي
واشنطن تستبق "مفاوضات عُمان" بعقوبات على برنامج إيران النووي

الشرق السعودية

time٠٩-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الشرق السعودية

واشنطن تستبق "مفاوضات عُمان" بعقوبات على برنامج إيران النووي

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، فرض عقوبات جديدة على برنامج إيران النووي، وذلك بعد يومين من إعلان طهران وواشنطن إجراء محادثات بشأن هذا البرنامج، السبت المقبل في سلطنة عمان. وقالت وزارة الخزانة في بيان، إن العقوبات تستهدف خمس كيانات إضافة إلى شخص واحد في إيران، لدعمهم البرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أن هذه العقوبات "تهدف إلى منع طهران من امتلاك سلاح نووي". وأوضحت أن الكيانات المستهدفة تشمل منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وشركة تكنولوجيا الطرد المركزي التابعة لها. وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت، إن "سعي النظام الإيراني لامتلاك أسلحة نووية لا يزال يشكل تهديداً خطيراً للولايات المتحدة، وخطراً على استقرار المنطقة والأمن العالمي". وأضاف أن الوزارة "ستواصل استخدام أدواتها لعرقلة تقدم البرنامج النووي الإيراني". وبموجب هذه العقوبات، سيتم تجميد أصول الكيانات والأشخاص المحددين داخل الولاية القضائية الأميركية، ويُمنع المواطنون الأميركيون من التعامل معهم. الكيانات الإيرانية المستهدفة بالعقوبات الأميركية الجديدة: شركة آتبين إيستا الهندسية ( AIT ): ساعدت TESA في الحصول على مكونات من موردين أجانب. شركة بيغه للألمنيوم في أراك ( Pegah ): تنتج منتجات ألمنيوم لصالح TESA . شركة طاقة الثوريوم ( TPC ): أنشأتها منظمة الطاقة الذرية لتطوير تقنيات مفاعلات تعمل بالثوريوم، والتي يمكن استخدامها لإنتاج اليورانيوم-233. شركة بارس لإنشاء وتطوير المفاعلات ( Satra Pars ): مسؤولة عن مشاريع مفاعلات نووية تحت إشراف منظمة الطاقة الذرية. شركة أزاراب للصناعات ( Azarab ): مقاول عام يخضع لسيطرة منظمة الطاقة الذرية، ويشارك في إنتاج معدات لمحطات الطاقة النووية. مجيد مصلّت: رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة AIT ، أشرف على شراء وشحن المعدات لـ TESA . وتتزامن العقوبات الأميركية مع اليوم الوطني في إيران للتقنية النووية، إذ قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في تصريحات للوكالة الرسمية "إرنا"، إنه "رغم كل التهديدات" فإن المنظمة "لديها خطط لحل أي مشكلة تواجهها باستخدام التقنيات المتاحة". وأضاف إسلامي أن طهران اجتازت مرحلتين استراتيجيتين في المجال النووي، "الأولى هي مرحلة الدخول إلى المجال الصناعي للطاقة النووية، حيث إذا لم يكن لديك تخصيب، فلن يكون لديك القدرة. لقد أنشأنا القدرة على التخصيب التي نحتفل اليوم بمرور 19 عاماً على بدايتها". وأضاف: "المرحلة الثانية، التي هي الجزء البارز في صناعة الطاقة النووية، هي القدرة على تصميم وبناء المفاعلات البحثية وقدرة تصميم وبناء الوقود". كما أعلن الدخول إلى المرحلة الثالثة التي تشمل القدرة على تصميم وتشغيل "مفاعلات بحثية ومفاعلات طاقة محلية". وكانت إيران أعربت عن استعدادها للانخراط "بجدية وبهدف إبرام اتفاق في المفاوضات" التي تشهدها سلطة عمان، وسط تضارب التصريحات الأميركية والإيرانية بشأن ما إذا كانت هذه المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة. "حماية الإنجازات النووية" من جهته أكد الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، خلال الاحتفال بمناسبة "اليوم الوطني للتقنية النووية"، أن بلاده "لا تبحث عن الحرب، ولا تسعى لامتلاك قنبلة نووية، لكنها بحاجة للعلوم والطاقة النووية". بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن "حماية إنجازات الشعب الإيراني في مجال المعرفة النووية وتطبيقاتها السلمية المتنوعة مسؤولية وطنية"، مشيراً إلى أن طهران "ستستخدم كل إمكانياتها لحماية حقوق الشعب الإيراني في المجال النووي". وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دعا في مقالة على صحيفة "واشنطن بوست"، الثلاثاء، الولايات المتحدة إلى الاتفاق على استبعاد "الخيار العسكري" خلال المفاوضات المرتقبة. ورغم تضارب التصريحات بشأن ما إذا كانت هذه المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، أعرب عراقجي عن استعداد إيران لـ"الانخراط بجدية وبهدف إبرام اتفاق في المفاوضات، إذ سنلتقي في عُمان، السبت، لإجراء مفاوضات غير مباشرة". واعتبر عراقجي أنها "فرصة بقدر ما هي اختبار، نموذج المشاركة الذي نقترحه ليس جديداً". وتحدث الوزير عن خبرته في "قيادة محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة"، وقال: "بواسطة الاتحاد الأوروبي عام 2021، أثبتت هذه العملية أنها ممكنة وبناءة، على الرغم من كونها أكثر تعقيداً وصعوبةً مقارنة بالمفاوضات المباشرة". ويرى أن مفاوضات عام 2021 لم تحقق نتائج بسبب "عدم وجود إدارة حقيقية من جانب إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن"، مشدداً على أن "السعي لمفاوضات غير مباشرة ليس تكتيكاً أو انعكاساً لأيديولوجية ما، بل خياراً استراتيجياً". وبينما اعتبر أن المفاوضات المرتقبة "محاولة حقيقية لتوضيح المواقف، وفتح نافذة دبلوماسية"، أشار إلى وجود "حاجز كبير من انعدام الثقة، وشكوك جدية بشأن صدق النوايا، ويزداد الوضع سوءاً عبر إصرار الولايات المتحدة على استئناف سياسة أقصى الضغوط قبل أي حوار دبلوماسي". وأضاف: "للمضي قدماً اليوم، علينا أولاً الاتفاق على أنه لا يمكن أن يكون هناك خيار عسكري، ناهيك عن حل عسكري. ويُدرك الرئيس ترمب هذه الحقيقة بوضوح عندما دعا إلى وقف إطلاق النار كأول مسار عمل لإنهاء الصراع في أوكرانيا". "الكرة بملعب أميركا" ولفت عراقجي إلى أن عرض بلاده "بإجراء مفاوضات غير مباشرة لا يزال قائماً"، وتابع: "نحن نؤمن بأنه في حال توفرت الإرادة الحقيقية، فهناك دوماً مسار للمضي قدماً.. ونحن مستعدون لتوضيح نوايانا السلمية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتبديد أي قلق محتمل. ومن جانبها، يمكن للولايات المتحدة أن تُظهر جديّتها في الدبلوماسية عبر الالتزام بما تتفق عليه". واعتبر أن "التعزيزات العسكرية ترسل إشارة مضادة تماماً"، وقال: "تذكّروا كلامي: إيران تفضّل الدبلوماسية، لكنها تعرف كيف تدافع عن نفسها، ولم نخضع يوماً للتهديدات، ولن نفعل ذلك الآن ولا في المستقبل، نحن نسعى للسلام". وأشار إلى أن "الكرة الآن في ملعب أميركا، وإذا كانت تسعى إلى حل دبلوماسي حقيقي، فقد أظهرنا بالفعل المسار، أما إذا كانت تسعى لفرض إرادتها من خلال الضغط، فعليها أن تعلم أن الشعب الإيراني يردّ بحزم على لغة القوة والتهديد بطريقة موحدة". واشنطن تريد "محادثات مباشرة" وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن فريق المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف حث إيران عبر عدة رسائل على إجراء "محادثات مباشرة" بواسطة سلطنة عمان، مشيراً إلى أنه في حال لم تكن تلك المحادثات المقررة السبت المقبل "مباشرة، فقد لا يذهب ويتكوف إلى عُمان"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، وسط رفض إيراني متكرر لإجراء محادثات مباشرة من أجل بحث ملف طهران النووي. وبينما شدد المسؤول، في تصريحات نقلها كاتب الرأي في الصحيفة الأميركية ديفيد إجناتيوس، على أن الإدارة الأميركية "لن تتهاون" مع إيران، قال إن "ما نحتاجه لكسر حالة انعدام الثقة العميق بين الجانبين هو نقاش شامل ولقاء عقلاني". وأشار مسؤولان أميركيان مطلعان على المفاوضات، إلى أن "ويتكوف قد يسافر إلى طهران في حال تمت دعوته". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في الإفادة اليومية، الثلاثاء، إن المحادثات الأميركية- الإيرانية التي ستستضيفها سلطنة عمان، السبت المقبل، "ستكون مباشرة"، نافيةً إصرار إيران على أن المناقشات ستكون غير مباشرة. من جهتها، أشارت الخارجية الأميركية إلى أن "المبعوث ويتكوف سيكون حاضراً في المحادثات الأميركية مع إيران"، فيما قالت مصادر إيرانية وإقليمية لـ"رويترز"، إن "طهران ترغب في رؤية مبادرات ملموسة من الولايات المتحدة قبل أي محادثات مباشرة بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين". وأضاف دبلوماسي إقليمي: "أبلغنا الإيرانيون أن المحادثات المباشرة ممكنة، ولكن يجب أن تكون هناك بادرة حسن نية، مثل رفع بعض العقوبات أو إلغاء تجميد بعض الأموال".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store