logo
#

أحدث الأخبار مع #أرييلشارون

إسرائيل غزة 'فك الارتباط' التي مهدت الطريق للغزو
إسرائيل غزة 'فك الارتباط' التي مهدت الطريق للغزو

وكالة نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • وكالة نيوز

إسرائيل غزة 'فك الارتباط' التي مهدت الطريق للغزو

في أغسطس 2005 ، انسحبت الحكومة الإسرائيلية رسميًا من قطاع غزة ، وهو الجيب الساحلي الفلسطيني الذي احتلته باستمرار منذ عام 1967. وبصرف النظر عن استعادة قواتها المسلحة ، كان عليها أن تقوم بتفكيك 21 مستوطنة غير قانونية تضم 8000 مستوطنين يهوديين. تم نشر القوات الإسرائيلية لبدء العملية ، التي سحبت في قلوب وسائل الإعلام الدولية مثل نيويورك تايمز. ذكرت الورقة على البكاء المستوطنين تأثرت 'السحب التاريخي من قطاع غزة' بإسرائيل ، والذي كان يتعين حمل بعضهم ' يصرخون من منازلهم في المشاهد التي نقلت عددًا من الجنود إلى البكاء '. من المؤكد أنه لا يوجد شيء مأساوي تمامًا مثل اقتلاع المستعمرين غير الشرعيين من قسم من الأراضي لا ينتمي إليهم ويتم نقلهم إلى قسم آخر من الأرض لا ينتمي إليهم. إنه يشير إلى أن غالبية السكان الفلسطينيين في قطاع غزة هم أنفسهم لاجئين من الفتح على فلسطين في إسرائيل في عام 1948 ، وهو ما قتل 15000 فلسطيني طرد ثلاثة أرباع مليون آخرين ، ودمر أكثر من 500 قرية فلسطينية. منذ عام 2005 ، استمرت أسطورة 'الانسحاب' الإسرائيلي أحادي الجانب من غزة – وقد تم استدعاءها مرارًا وتكرارًا كدليل مزعوم على استعداد إسرائيل النبيل للعب من حين لآخر بالقواعد. ومع ذلك ، من الناحية الموضوعية ، فإن ما حدث في أغسطس من ذلك العام لم يكن 'انسحابًا' على الإطلاق ، بالنظر إلى أن الجيش الإسرائيلي استمر في السيطرة على حدود غزة أثناء تعريض الإقليم إلى الحصار المعاقب والقصف الوحشي الدوري. لم يبذل المسؤولون الإسرائيليون أنفسهم أي جهد لإخفاء ما كانوا عليه حقًا. في عام 2004 ، بينما كانت الخطة لا تزال تتم مناقشتها في The Knesset ، Dov Weisglass ، كبير المستشارين لرئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون ، ذكرت نقطة الفراغ: 'إن فك الارتباط هو في الواقع الفورمالديهايد. إنه يوفر مقدار الفورمالديهايد الضروري لذلك لن تكون هناك عملية سياسية مع الفلسطينيين'. من خلال 'تجميد' العملية السياسية ، استمر Weisglass في شرح ، 'أنت تمنع إنشاء دولة فلسطينية ، وتمنع مناقشة للاجئين والحدود والقدس'. بفضل 'فك الارتباط' ، إذن ، تمت إزالة قضية الدولة الفلسطينية بأكملها إلى أجل غير مسمى من أجندتنا ' – وكل ذلك مع' نعمة 'رئيس الولايات المتحدة الأمريكية' والتصديق على مجلسي الكونغرس '. نظرًا لأن ما يسمى بـ 'الانسحاب' من غزة لم يستلزم التوقف عن جعل الحياة الجحيم للسكان الفلسطينيين في الإقليم ، ظلت إسرائيل في هذه الجبهة. في 28 سبتمبر 2005-الشهر الذي يلي دراما المستوطنين والجنود الباشين-الراحل الدكتور إياد السراج ، مؤسس برنامج الصحة العقلية في غزة ، كتب على موقع الانتفاضة الإلكترونية: 'خلال الأيام القليلة الماضية ، استيقظت غزة من أحلامها في التحرير بالانفجارات الرهيبة التي حطمت سماءنا ، وهزت مبانينا ، وكسرت نوافذنا ، وألقوا المكان في حالة من الذعر'. كانت هذه آثار الطائرات الإسرائيلية التي تنفذ بومس الصوتية في السماء فوق غزة ، وهي طريقة لاحظت أن 'السراج' لم يتم استخدامه قبل فك الارتباط ، حتى لا يخلع أو يؤذي المستوطنون الإسرائيليين وأطفالهم '. وكان ذلك مجرد بداية 'فك الارتباط'. في عام 2006 ، أطلقت إسرائيل عملية الأمطار الصيفية في قطاع غزة ، والتي سيقوم العلماء نوم تشومسكي وإيلان باب لاحقًا وصف كما هو الحال حتى الآن 'هجوم أكثر وحشية على غزة منذ عام 1967'. هذا ، بالطبع ، كان قبل أن تستيقظ غزة من أحلامها في التحرير مع إسرائيلي شاملة الإبادة الجماعية ، الذي قتل الآن أكثر من 53000 فلسطيني منذ أكتوبر 2023. ولكن كان هناك الكثير من الوحشية بينهما ، بدءًا من عمل إسرائيل ، الذي بدأ في ديسمبر 2008 وقتل 1400 فلسطيني في غضون 22 يومًا – لعملية حماية الواقية ، التي ذبحت 2،251 شخصًا على مدى 50 يومًا في عام 2014. جنبا إلى جنب مع نوبات دورية من القتل الجماعي ، فإن الحصار الإسرائيلي المتقلب في قطاع غزة يمثل تحديات وجودية إضافية. في عام 2010 ، على سبيل المثال ، بي بي سي مدرج بعض الأدوات المنزلية التي تم منعها في أوقات مختلفة من دخول غزة ، بما في ذلك 'المصابيح الكهربائية والشموع والمباريات والكتب والآلات الموسيقية والملون والملابس والأحذية والفرشاة والملاءات والبطانيات والمعكرونة والشاي والشوكولاتة والمكسرات والشامبو والبلسم'. في عام 2006 ، أخذ المستشار الحكومي الإسرائيلي Weisglass – نفس الشخصية التي كشفت عن نهج 'الفورمالديهايد' في فك الارتباط – على عاتقه بشكل ساحر يوضح المنطق وراء قيود إسرائيل على واردات الغذاء في قطاع غزة: 'الفكرة هي وضع الفلسطينيين على نظام غذائي ، ولكن ليس لجعلهم يموتون من الجوع'. الآن بعد أن أصبحت إسرائيل حرفيا يتضورون جوعا الفلسطينيين حتى الموت في غزة مع التواطؤ الكامل للولايات المتحدة ، يبدو أن 'الفكرة' قد خضعت لبعض المراجعات. في أثناء، التقارير الإخبارية الأخيرة نقلا عن المسؤولين الإسرائيليين الذين لم يكشفوا عن اسمه إلى أن إسرائيل تخطط حاليًا 'الفتح' والاحتلال العسكري الكامل لشريط غزة. على بعد عقدين من انسحاب إسرائيل-لم يكن من غزة ، من الآمن أن تتصور أن 'فك الارتباط' مهد الطريق أمام الغزو. وهذه المرة ، لا توجد خطة فك الارتباط.

"Counterpunch": لماذا لن تخضع غزّة لـ"إسرائيل" أبداً؟
"Counterpunch": لماذا لن تخضع غزّة لـ"إسرائيل" أبداً؟

الميادين

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الميادين

"Counterpunch": لماذا لن تخضع غزّة لـ"إسرائيل" أبداً؟

موقع "Counterpunch" ينشر مقالاً يناقش بشكل تحليلي وسياسي وقانوني وضع قطاع غزة من حيث كونه أرضاً محتلة، رغم انسحاب "الجيش" الإسرائيلي منه عام 2005. ويقول إنّ غزة ليست محتلة وخاضعة في الواقع، لكنها محتلة من الناحية القانونية، وستظل كذلك ما دامت "إسرائيل" تمارس السيطرة المباشرة أو غير المباشرة عليها، غير أنّ المقاومة الفلسطينية قادرة على تغيير المعادلة بالكامل. أدناه نصّ المقال منقولاً إلى العربية: إنّ غزو مكان ما يتمظهر في عملية إخضاع سكانه بالكامل، وهو أمر مختلف عن "الاحتلال" كمصطلح قانوني يحكم العلاقة بين قوّة المحتل الأجنبية، والدولة التي احتُلّت، ضمن اتّفاقية جنيف الرابعة الدولية. وعندما اضطرت القوات الإسرائيلية إلى إعادة الانتشار والانسحاب من داخل قطاع غزّة في عام 2005، كنتيجة مباشرة للمقاومة المستمرة للسكّان الفلسطينيين، أصرّت الأمم المتحدة بحزم على أنّ يظل قطاع غزّة أرضاً محتلّة بموجب القانون الدولي، في موقف يتناقض بشكل صارخ مع موقف "إسرائيل"، التي ألفت نصوصها القانونية الخاصة، وصنّفت غزة على أنّها "كيان معاد"، وبالتّالي ليست أرضاً محتلّة. ولإيضاح هذا اللبس في المفاهيم والتعريفات، لا بدّ من الخوض في السياق التاريخي لاحتلال "إسرائيل" لغزّة في العام 1967، وعدم قدرتها على الحفاظ على احتلالها العسكري للقطاع وانسحابها تحت مواظبة ضربات المقاومة الفلسطينية، التي جعلت من المستحيل على "إسرائيل" تطبيع احتلالها العسكري، والأهمّ من ذلك أن تجعله مربحاً، على عكس المستوطنات غير القانونية في القدس الشرقية والضفّة الغربية. بعد عام 1967، بدأت "إسرائيل" الاستثمار في بناء كتل استيطانية غير قانونية في القطاع، وسعى "جيشها" بقيادة أرييل شارون بلا هوادة لقمع الفلسطينيين، واستخدم العنف الشديد والدمار الشامل والتطهير العرقي لإخضاع القطاع، لكنّه فشل في تحقيق أهدافه النهائية والشاملة المتمثّلة في الهزيمة الكاملة للفلسطينيين. بعد ذلك، استثمر شارون في خطّته السيّئة السمعة "5 أصابع"، التي فشلت وقتئذ، والتي كانت تقتضي أنّ السبيل الوحيد لهزيمة سكّان غزّة هو قطع التواصل بين مدن القطاع ونواحيه، ما يؤدّي إلى إعاقة المقاومة المنظّمة. وفي سعيه لتحقيق هذا الهدف في تقسيم غزّة إلى ما يسمّى بالمناطق الأمنية، حيث سيتمّ بناء المستوطنات اليهودية الرئيسية، محصّنة بالحشد العسكري الضخم، مع سيطرة عسكرية إسرائيلية على الطرق الرئيسية ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى الساحل. لكنّ هذه الخطّة لم تتحقّق، لأنّ إنشاء هذه "الأصابع" تطلب تهدئة الفلسطينيين على جانبي "المناطق الأمنية"، وهو شرط لم ينجح في الواقع الميداني أبداً. وكلّ ما حدث هو بناء كتل استيطانية معزولة أكبرها في جنوب غرب القطاع المعروفة باسم "غوش قطيف"، بالقرب من الحدود مع مصر، تليها المستوطنات الشمالية، وأخيراً مستوطنة "نتساريم" المركزية. كانت هذه المستوطنات المزعومة التي تضم بضعة آلاف من المستوطنين، غالباً ما تتطلّب وجود عدد أكبر بكثير من الجنود المكلّفين بحمايتهم، وبناء مدن عسكرية محصّنة. ونظراً لجغرافيا غزّة المحدودة (365 كيلومتراً مربّعاً)، والمقاومة الشديدة للفلسطينيين، لم تتح للمستوطنات إلّا مساحة محدودة للتوسّع، وبالتّالي واجهت الجهود الاستعمارية الفشل ودفع تكاليف باهظة. اليوم 09:42 30 نيسان 12:14 وحين أخلى "الجيش" الإسرائيلي آخر مستوطنة غير شرعية في غزّة عام 2005، تسلّل الجنود إلى خارج القطاع في منتصف الليل. وتبعهم آلاف الغزيّين الذين طاردوهم حتّى فرّ آخرهم في مشهدية قوية درامياً وفريدة، وكافية وحدها لتسمح بيقين لا يتزعزع أنّ غزّة لم تخضع في أيّ لحظة لسيطرة "إسرائيل" فعلاً. وعلى الرغم من أنّ "إسرائيل" سحبت وجودها العسكري الدائم من المراكز السكانية الرئيسية في القطاع، فإنّها استمرّت في العمل داخل ما يسمّى المناطق العازلة، التي غالباً ما كانت توغّلات كبيرة في الأراضي الفلسطينية، بعيداً من خطّ الهدنة. كما فرضت حصاراً محكماً على غزّة، وهو ما يفسّر بشكل واضح مأساة غالبية سكّان غزّة المحرومين من أن تخطو أقدامهم خطوة إلى الخارج. كما أنّ سيطرة "إسرائيل" على المجال الجوّي والمياه الإقليمية والموارد الطبيعية من ضمنها حقول الغاز على الشاطئ الفلسطيني، سهّلت من مهمّة الأمم المتحدة وقادتها إلى استنتاجها الفوري، بأنّ غزّة لا تزال أرضاً محتلّة. لا تثير الدهشة معارضة "إسرائيل" بشدّة هذا الواقع، إذ إن رغبتها الحقيقية هي السيطرة المطلقة على غزّة، مبرّرة ذلك من خلال تصنيف القطاع بأنّه معاد دائم. وبهذا المنطق الملتوي، يبرر "الجيش" الإسرائيلي بذريعة قابلة للاستغلال بشكل لا نهائي لبدء حروب مدمّرة ضدّ القطاع المحاصر والفقير أصلاً كلّما رأى ذلك مناسباً له. وهذه الممارسة الوحشية المخيفة معروفة في المعجم العسكري الإسرائيلي باسم "جز العشب"، وهو تعبير ملطف لا إنساني، يتعمّد تدهور القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية دوريّاً، في محاولة لضمان ألّا تتمكّن غزّة أبداً من تحدّي سَجّانِيها الإِسْرائِيلِيِّينَ بِشَكْلٍ فَعّال، أو التحرّر من سجنها في الهواء الطلق. لقد أنهت عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، تلك الأسطورة عن القوة العسكرية الإسرائيلية التي "لا تهزم"، حين استولى مقاومو القطاع على ما يسمى بمنطقة غلاف غزة بساعات (المنطقة التي كانت مقرّ القيادة الجنوبية لشارون)، ونظّموا في ظلّ أقسى الظروف الاقتصادية والعسكرية، وأعدّوا لهزيمة "إسرائيل" في تحوّل ميداني صادم لم يكن متوقّعاً. وبينما يعترف الفلسطينيون بتصنيف الأمم المتحدة لغزّة كأرض محتلّة، لكنّهم احتفلوا بتحريرها في عام 2005، باعتبار أنّ إعادة انتشار "الجيش" الإسرائيلي على أسوار القطاع كانت نتيجة مباشرة لمقاومتهم. كما هي محاولات "إسرائيل" الحالية لهزيمة الفلسطينيين في غزّة، تفشل لهذا السبب الأساسي المتجذّر في تاريخ النضال الفلسطيني. وحين انسحبت القوّات الإسرائيلية خلسة من القطاع قبل عقدين من الزمن تحت جنح الليل، كان مقاتلو المقاومة الفلسطينية يمتلكون أسلحة بدائية، أقرب إلى الألعاب النارية من الأدوات العسكرية الفعّالة. لقد تغيّر مشهد المقاومة بشكل جذريّ منذ ذلك الحين، وانقلب هذا الواقع الطويل الأمد رأساً على عقب في الأشهر الأخيرة، إذ تشير كلّ التقديرات الإسرائيلية إلى أنّ عشرات الآلاف من الجنود قتلوا أو جرحوا أو أصيبوا بإعاقات نفسية منذ بداية الحرب على غزّة. وبما أنّ "إسرائيل" فشلت في إخضاع سكّان القطاع على مدار عقدين بلا هوادة، فليس من غير المحتمل فحسب، بل من السخف الصريح توقّع أن ينجح الاحتلال الآن في إخضاع غزّة والسيطرة عليها. كذلك تدرك "إسرائيل" تماماً هذه المفارقة المتأصّلة، ومن هنا خيارها الفوري والوحشي، في ارتكاب إبادة جماعية، وهو عمل مروّع يهدف إلى تمهيد الطريق للتطهير العرقي للناجين المتبقّين. لقد تمّ تحقيق الأوّل بكفاءة عالية ووصمة عار لضمير عالم وقف مكتوف الأيدي إلى حدّ كبير. ومع ذلك، لا يزال الهدف الثاني خيالاً غير قابل للتحقيق، ومبنياً على فكرة وهمية مفادها أن سكّان غزّة سيختارون عن طيب خاطر التخلّي عن وطن أجدادهم. لم تحتلّ غزّة قطّ، ولن تحتلّ أبداً. وبموجب مبادئ القانون الدولي تظلّ أرضاً محتلّة، بغضّ النظر عن أيّ انسحاب نهائي للقوات الإسرائيلية إلى "الحدود"، وهو الانسحاب الذي لا يمكن لحرب نتنياهو المدمّرة وغير المجدية أن تؤجّله إلى أجل غير محدّد. وعندما تحدث إعادة الانتشار الحتمية هذه، ستتغيّر العلاقة بين غزّة و"إسرائيل" بشكل لا رجعة فيه، حيث الحيوية الدائمة والروح الكفاحية للشعب الفلسطيني الذي لا يقهر. نقله إلى العربية: حسين قطايا.

عندما تطالب 'حماس' بتسليم رقبتها للذبح!
عندما تطالب 'حماس' بتسليم رقبتها للذبح!

الشروق

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشروق

عندما تطالب 'حماس' بتسليم رقبتها للذبح!

من المفارقات في هذا العالم الجائر، أن يزوّد الاحتلال الصهيوني بأحدث الأسلحة وأكثرها تطوّرا وفتكا بأجساد الأطفال والنساء في غزة، كالقنابل العملاقة التي يناهز وزنها طنّا والصواريخ الموجّهة التي تلقيها طائرات 'الشبح' الأمريكية، في حين تطالب الضحية بنزع سلاحها، وهو سلاح دفاعي خفيف لا يتجاوز بنادق 'الكلاشينكوف' والعبوّات الناسفة وقذائف 'الياسين 105″…! طيلة سنة ونصف سنة من حرب الإبادة والتدمير الجهنّمية في غزة، سمعنا قادة الاحتلال يردّدون مرارا أنّه لا وقف للحرب إلا بعد تحقيق 'النصر المطلق' على 'حماس' والقضاء عليها وتحرير الأسرى، ولمّا عجزوا عن ذلك بالقوّة الغاشمة، بدأوا يتحدّثون عن ضرورة نزع سلاح المقاومة وإسقاط 'حماس' من حكم غزة ونفي قادتها إلى الخارج، واشترطوا ذلك لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات وإعادة إعمار القطاع، وبدأوا يضغطون في هذا الاتجاه من خلال تجويع 2.3 مليون فلسطيني بمنع الغذاء والمساعدات الإنسانية عنهم منذ 2 مارس الماضي؛ أي أنّ الاحتلال يريد أن يحقّق بالسياسة والحصار الجهنّمي ما عجز عنه بالحرب. والمؤسف أن تتماهى دولة عربية كبيرة مثل مصر مع الاحتلال في هذا المسعى وأن تنقل إلى 'حماس' طلب الكيان نزع سلاحها، وتبلّغها أنه 'لا اتفاق لوقف الحرب من دون التفاوض على نزع سلاحها'، وهو ما فاجأ الحركة وأزعجها بشدّة ودفع أحد قادتها إلى الإدلاء بتصريح لقناة 'الجزيرة' أبدى فيه تذمّره من موقف مصر الذي بدا مقتنعا بشرط الاحتلال لوقف الحرب، إذ يكفي أن تنحاز الولايات المتحدة إلى الكيان وتتبنّى مطالبه وشروطه المجحفة وغير المقبولة، أمّا مصر، فعليها أن تكون وسيطا محايدا ونزيها إذا رفضت الانحياز للمقاومة، وأن تسعى لإقناع الاحتلال بتنفيذ المرحلة الثانية من اتّفاق وقف إطلاق النار، أو على الأقل، تضغط عليه لإدخال الغذاء والماء والدواء والمساعدات الإنسانية، وهذا أضعف الإيمان، بدلا من أن تضغط على 'حماس' لقبول شرط نزع سلاحها، وهو شرط تعجيزيّ تعرف مصر جيّدا أنّ نتنياهو قد وضعه عمدا لعرقلة أيّ اتفاق جديد تضغط الولايات المتحدة باتجاه التوصّل إليه. سلاح المقاومة في غزة خطّ أحمر، وغير قابل للتفاوض عليه نهائيّا.. بفضل هذا السلاح، حرّرت المقاومة قطاع غزة في أوت 2005 بعد 5 سنوات من المعارك الطاحنة مع جيش الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية، انتهت بإجبار رئيس الحكومة الأسبق أرييل شارون على سحب جيشه ومستوطنيه والخروج من غزّة مذموما مدحورا، وبفضل هذا السّلاح أيضا، دافعت المقاومة عن غزة طيلة العشرين سنة التي أعقبت التحرير، وبه قامت بغزوة 7 أكتوبر المجيدة التي كسرت عجرفة جيش الاحتلال وأسطورته المزيّفة، وصمدت أمام الآلة العسكرية الصهيونية والأمريكية الجبّارة طيلة سنة ونصف سنة من الحرب، وكبّدت الاحتلال خسائر بشرية ومادية فادحة، دفعت نحو 100 ألف جندي احتياطي اليوم إلى التمرّد وعدم الالتحاق مجدّدا بالجيش، كما دفعت الآلاف من الجنود والقادة في مختلف أنواع الأسلحة إلى إمضاء سبعة عرائض تطالب نتنياهو بإنهاء الحرب وعقد صفقة تبادل الأسرى.. أبعد كلّ هذا الصمود الأسطوري والتّضحيات الجسيمة للمقاومين وللشعب الفلسطيني بغزة، تطرح مسألة نزع سلاح المقاومة بهذه البساطة الشديدة؟ ألا تدري مصر أنّ ذلك سيسهّل احتلال غزة وحصار أهلها لدفعهم إلى الخروج تباعا منها وتركها لشذّاذ الآفاق من المستوطنين في إطار خطة التهجير التي وضعها ترامب؟ لقد عارضت مصر بشدّة تهجير الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023 وأغلقت حدودها حتى لا يترك فلسطينيّ واحد أرضه للصهاينة، وهو موقف محمود، كما عارضت بشدّة مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين وعقدت قمة عربية وضعت خطة بديلة له، وهي مشكورة على ذلك أيضا، ولكن ما بالها الآن تناقش 'حماس' في مسألة نزع سلاحها، والحال أنّ ذلك سيسهّل على الاحتلال تنفيذ خطة ترامب؟ إنّ مطالبة 'حماس' بإلقاء سلاحها معناه مطالبتها بقطع يديها بنفسها وتسليم رقبتها ورقاب حاضنتها الشعبية في غزة للذبح، ماذا جنت منظمة التحرير الفلسطينية في صيف 1982 حينما خرجت بسلاحها من بيروت غير ذبح آلاف الفلسطينيين في مخيّمي صبرا وشاتيلا على يد شارون وحلفائه من 'الكتائب اللبنانية'؟ لو تعلّق الأمر بمطالبة 'حماس' بترك حكم غزة، لكان مفهوما وقابلا للنقاش؛ فهي أصلا لم تعُد متشبّثة به، ومستعدّة لتسليمه لـ'لجنة إسناد مجتمعي' أو غيرها ممن يختاره الفلسطينيون بغزة، أما أن يتعلّق بنزع سلاحها ورفع الراية البيضاء والاستسلام المهين للعدوّ، فهو قطعا لن يحدث؛ لأنّه يعني التخلي عن القدس والأقصى وتمكين الاحتلال من قطع خطوة جبّارة على درب تصفية القضية الفلسطينية برمّتها وحسم الصراع لصالحه.. إذن ليواصل العدوّ محاولاته نزع سلاحها بالقوّة، ولن يجني في النهاية إلا الهزيمة والخيبة.

غزة معزولة بالكامل... ممر موراغ يرسخ الحصار ويعيد رسم الجغرافيا
غزة معزولة بالكامل... ممر موراغ يرسخ الحصار ويعيد رسم الجغرافيا

الرأي

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الرأي

غزة معزولة بالكامل... ممر موراغ يرسخ الحصار ويعيد رسم الجغرافيا

مع دخول حرب إسرائيل على غزة مرحلتها الأكثر تدميراً، حدث تحول جيوسياسي هادئ ولكنه زلزالي على الأرض، تحول له عواقب بعيدة المدى على مستقبل الفلسطينيين والجغرافيا السياسية للمنطقة. فإسرائيل أكملت بناء ممر موراغ، وهو طريق عسكري حديث الإنشاء يخترق جنوب غزة ويعزل مدينة رفح، التي كانت تاريخياً آخر صلة مادية وسياسية للقطاع بالعالم الخارجي غير خاضعة للسيطرة الإسرائيلية المباشرة. ومع اكتمال ممر موراغ والاحتلال العسكري لرفح، تسيطر إسرائيل الآن على جميع الحدود البرية لقطاع غزة، مما يحّول هذا الجيب الساحلي عملياً إلى منطقة مغلقة تماماً. حاجز تكتيكي أم إعادة تصميم جيو - سياسي؟ يأخذ ممر موراغ اسمه من مستوطنة إسرائيلية كانت في السابق جزءاً من كتلة غوش قطيف في جنوب غزة والتي تم تفكيكها في عام 2005 بموجب خطة فك الارتباط أحادية الجانب التي وضعها رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون. بعد عقدين من الزمن، تم إحياء الاسم - ليس كموقع مدني ولكن كممر عسكري يعيد تشكيل الجغرافيا الجنوبية لغزة مادياً وسياسياً. ويمتد من البحر الأبيض المتوسط في الغرب إلى معبر صوفا في الشرق، ويشق دفرسواراً مُتحكماً به بين خان يونس ورفح، وهما مدينتان تقعان في أقصى جنوب غزة وأكثرها كثافة سكانية. تم الانتهاء من بناء موراغ في أبريل 2025، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اكتماله باعتباره بمثابة تطور حاسم في الحرب المستمرة. وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين، ويهدف الممر إلى أداء وظائف عدة كالعمل كمنطقة عازلة، تفصل فعلياً مناطق العمليات العسكرية عن السكان المدنيين وعلى تقسيم غزة إلى مناطق أصغر وأكثر قابلية للإدارة. عسكرياً، وهو يُقلل من تعرض القوات البرية الإسرائيلية للخطر من خلال السماح لها بالحفاظ على خطوط محصنة دون المغامرة بالتوغل في عمق المناطق الحضرية المكتظة بالسكان أو شديدة المقاومة. يأتي هذا التطور في أعقاب إنشاء ممر نتساريم سابقاً، الذي يخترق وسط غزة ويعزل الشمال - بما في ذلك مدينة غزة - عن بقية القطاع. مع اكتمال ممري نتساريم وموراغ، أصبحت غزة الآن مقسمة إلى ثلاث مناطق متميزة ومنفصلة شمال غزة، ووسط غزة حول دير البلح، وجنوب غزة، الذي أصبح الآن مجزأً في شكل أكبر بين خان يونس ورفح وأصبحت الحركة بين المناطق شبه مستحيلة، وتالياً، فإن توزيع المساعدات الإنسانية، إذا استأنف سيواجه تحديات هائلة، وتزداد البنية التحتية المدنية المنهارة. وأصبحت السيطرة التكتيكية واللوجستية لإسرائيل على القطاع بأكمله غير مسبوقة الآن. ومن هنا، فإن تداعيات ممر موراغ تتجاوز بكثير تكتيكات ساحة المعركة. فبينما تقدم إسرائيل الممر كاستجابة ضرورية للظروف العسكرية، فإن سياقه الإستراتيجي الأوسع يكشف عن أجندة أعمق بكثير وتتجلى في تجزئة غزة في شكل دائم. إذ إن فصل رفح عن بقية القطاع يعني القضاء على آخر منفذ مادي لقطاع غزة نحو العالم الخارجي، وهو ما كان يتم عبر الأراضي المصرية. وأصبح محيط القطاع بأكمله الآن تحت السيطرة الإسرائيلية، ما يجعل غزة ليس محاصرة فحسب، بل مطوقة بالكامل. إن العواقب الإنسانية لممر موراغ - ولاستراتيجية الممرات الإسرائيلية في شكل عام - كارثية. فالممر الجديد يخترق بعضاً من أكثر الأراضي الزراعية خصوبة في غزة، مما يهدد إنتاج الغذاء ويفاقم انعدام الأمن الغذائي المتردي أصلاً. ويتزايد حصار المدنيين بين مناطق القتال النشطة والحدود المنيعة، ليصبحوا غير قادرين على الفرار أو الوصول إلى الخدمات الأساسية. وهذا يكشف استراتيجية طويلة المدى تجعل غزة غير قابلة للحكم من قِبل أي سلطة فلسطينية مستقبلية، وضمان أن تظل أي محادثات حول دولة فلسطينية بلا جدوى. الممرات العسكرية... إستراتيجية تقسيم أنشأت إسرائيل ممرات عسكرية متعددة داخل قطاع غزة، مما أدى إلى إنشاء نظام تجزئة إقليمية قسري يعزل المناطق المختلفة ويقيد الحركة. هناك ممران رئيسيان محوريان لهذه الاستراتيجية ممر نتساريم، الذي يمر عبر وسط غزة، يفصل فعلياً شمال غزة - بما في ذلك مدينة غزة - عن الجزء الجنوبي من القطاع. ويعمل هذا الممر منذ أشهر عدة، مما يُمكّن الجيش الإسرائيلي من إحكام السيطرة على الحركة بين المنطقتين. أحدث إضافة هي ممر موراغ، الذي اكتمل في أبريل 2025. وهو يقطع بين رفح وخان يونس، المدينتين الرئيسيتين في جنوب غزة، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط غرباً إلى معبر صوفا الحدودي شرقاً. يُفاقم هذا الممر تجزئة الجنوب، ويعزل رفح عن باقي القطاع. نتيجةً لهذين الممرين، أصبحت غزة الآن مقسمة إلى ثلاث مناطق رئيسية على الأقل شمال غزة (بما في ذلك مدينة غزة)، وسط غزة (يتمركز حول دير البلح)، وجنوب غزة، المقسم الآن بين خان يونس ورفح. حتى وقتٍ قريب، كان معبر رفح بمثابة البوابة الجنوبية لغزة إلى مصر. وكان آخر خرقٍ لنظام الحصار الإسرائيلي. خلال الحروب والحصارات السابقة، إذ وفّر هذا المعبر شريان حياةٍ للمرضى وقوافل الإغاثة والمدنيين الهاربين. الآن، أُغلق هذا الطريق للهروب - ليس بالكلام، بل بالدبابات والجرافات والإسمنت. تسارع الانهيار الإنساني كانت عواقب الحصار الشامل لأكثر من شهر، بالإضافة إلى إنشاء ممر موراغ، كارثية على سكان غزة البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة، ما أدى إلى تعطيل الإنتاج الغذائي المحلي بشدة في وقت توقفت المساعدات الإنسانية الدولية تقريباً، وتوقفت عمليات الإجلاء الطبي وتوصيل الإمدادات الأساسية - المحدودة أصلاً - في شكل شبه كامل. كما أدى تقسيم الأراضي بين رفح وخان يونس إلى تعميق الانقسام المدني في غزة، إذ يجد العديد من الفلسطينيين، الذين نزحوا مرات عدة منذ بدء الحرب، أنفسهم الآن محاصرين في مناطق معزولة، غير قادرين على التنقل أو الحصول على الخدمات الأساسية. وأصدرت الوكالات الإنسانية تحذيرات عاجلة. فغزة تقف على شفا مجاعة جماعية، حيث لا يمكن للمساعدات الغذائية والطبية الوصول إلى الجنوب بكميات كافية وبعدما تسبب الحصار والتجزئة في كارثة إنسانية. ويسلط هذا التطور الضوء أيضاً على فشل وشلل الديبلوماسية الدولية. إذ رغم التحذيرات المتكررة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، أثبت العالم عجزه - أو عدم رغبته - في وقف عزلة غزة القسرية وضع حد للحرب المدمرة عليها. ويشير هذا التقاعس إلى انهيار أوسع في قدرة النظام العالمي على احترام القانون الدولي عندما يتعارض مع المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية. ومع تطويق غزة وتفتيتها، وتزايد هيمنة المستوطنات الإسرائيلية المتوسعة على الضفة الغربية، تتعاظم التحديات أمام حل الدولتين في ظل الظروف الحالية. فالأراضي الفلسطينية ليست مقسمة جغرافياً فحسب، بل مفككة استراتيجياً. فمن الواضح ان إسرائيل تسيطر الآن على جميع نقاط الدخول والخروج البرية إلى غزة ليصبح القطاع سجناً مغلقاً، بلا أي وقف لإطلاق النار في الأفق، ولا خطة لإعادة الإعمار، ولا مسار سياسياً للمضي قدماً. ويهدف ممر موراغ إلى إعادة تعريف مستقبل غزة من الخارج إلى الداخل - إعادة رسم الحدود، وإعادة تشكيل الواقع الديموغرافي، وضمان أن ينشأ أي هيكل سياسي فلسطيني مستقبلي ضمن المعايير التي تحددها إسرائيل. وما يحدث في غزة اليوم سيشكل التوازن السياسي في الشرق الأوسط لسنوات مقبلة.

"موراغ" أو ممر صوفا.. محور إستراتيجي سيطرت عليه إسرائيل لتقطيع أوصال غزة
"موراغ" أو ممر صوفا.. محور إستراتيجي سيطرت عليه إسرائيل لتقطيع أوصال غزة

الجزيرة

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

"موراغ" أو ممر صوفا.. محور إستراتيجي سيطرت عليه إسرائيل لتقطيع أوصال غزة

ممر حيوي مهم يقع جنوب قطاع غزة في المنطقة الواقعة بين مدينتي رفح و خان يونس ويفصل بينهما، وهو منطقة إستراتيجية أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليها، بعد استئنافها عدوانها على غزة في 18 مارس/آذار 2025. الموقع يقع ممر "موراغ" على أراضي جنوب قطاع غزة بين مدينتي رفح وخان يونس، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط غربا حتى الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل شرقا، وتحديدا عند معبر صوفا، ويبلغ طول المحور 12 كيلومترا. دشن الاحتلال الإسرائيلي محور "موراغ" في مارس/آذار عام 1972، وذلك بعد احتلاله قطاع غزة بخمس سنوات، وأطلق عليه اسم "موشاف"، التي كانت تقع ضمن تجمع مستوطنات غوش قطيف. وكان أرييل شارون -الذي شغل منصب قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي وقتها- هو من اقترح إنشاء هذا المحور ضمن ما عُرف آنذاك بـ"خطة الأصابع الخمسة"، والتي هدفت إلى ضمان السيطرة الإسرائيلية الدائمة على قطاع غزة. منطقة إستراتيجية مثل محور "موراغ" -الذي يعرف فلسطينيا باسم "ممر صوفا"- منطقة إستراتيجية مهمة للاحتلال الإسرائيلي، مكنته من التحكم بمديني خان يونس ورفح، ومراقبة تحركات سكانهما، واستخدامه نقطة انطلاق للتوغلات العسكرية في بلدات جنوب القطاع. وضم المحور مئات الدفيئات الزراعية الإسرائيلية، التي شكلت سلة غذاء مهمة لمستوطنات كانت تحتل نحو 35% من مساحة قطاع غزة، وأنشئت على أراضيه مصانع للكرتون والتعليب والتغليف، إضافة إلى تعبيد طريق استيطاني على طوله أُطلق عليه لاحقا "الطريق 240″، وعززه الاحتلال ببؤر استيطانية وعسكرية. بمرور الوقت أصبح محور "موراغ" الطريق الاستيطاني الأهم في قطاع غزة، كونه يربط تجمع مستوطنات "غوش قطيف" مع إسرائيل ، ما جعل قواتها تحيطه بالأسلاك الشائكة، وتسير عليه دوريات عسكرية ليل نهار، مع إنشاء أبراج مراقبة تراقب المناطق الفلسطينية المحيطة. تحت وقع ضربات المقاومة الفلسطينية اضطر الاحتلال الإسرائيلي إلى الانسحاب من محور "موراغ" في 11 سبتمبر/ أيلول 2005 وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية ، ضمن ما عرف وقتها بخطة فك الارتباط الإسرائيلية عن قطاع غزة، والتي أشرف عليها رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرييل شارون. بعد طوفان الأقصى أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي وصفته عدة جهات محلية وإقليمية ودولية بأنه "حرب إبادة جماعية"، والذي شنته إسرائيل على غزة بعد عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعرض محور "موراغ" إلى ضربات إسرائيلية مكثفة أدت إلى تدمير أجزاء واسعة منه. تمكنت قوات الاحتلال من إعادة السيطرة على المحور بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدء عملية عدوانية واسعة في مدينة رفح جنوب القطاع، وذلك بعد استئناف العدوان على غزة في 18 مارس/آذار 2025. ومنذ اللحظات الأولى، لاستئناف العدوان بدأت قوات الفرقة 36 بالجيش الإسرائيلي التي تنشط جنوب قطاع غزة بالعمل على إنشاء منطقة محور "موراغ"، بحيث يكون موازيا لثلاثة محاور أخرى أنشأتها إسرائيل وهي: محور فيلادلفيا (صلاح الدين): وهو خط حدودي يفصل بين قطاع غزة ومصر، ويبلغ طوله 14 كيلومترا. محور نتساريم: وهو منطقة عسكرية أقامها الجيش الإسرائيلي لفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه، وقد انسحبت منه القوات الإسرائيلية في يناير/كانون الثاني 2025. محور مفلاسيم: وهو محور أمني يعزل بلدة جباليا عن عدد من مناطق قطاع غزة. "فيلادلفيا 2" يرى الاحتلال الإسرائيلي في المحور نقطة ارتكاز إستراتيجية، وقد برز ذلك في تصريحات نتنياهو، التي وصف فيها المحور بأنه "فيلادلفيا 2″، في إشارة للمنطقة الشهيرة الفاصلة بين الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة و شبه جزيرة سيناء. وقال نتنياهو في تصريحاته إن الهدف من السيطرة على المحور هو تقسيم قطاع غزة والضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وبما أن المحور يشكل شريانا مهما لقطاع غزة، إذ تقع ضمنه أجزاء واسعة من شارع صلاح الدين وشارع الرشيد، اللذان يربطان بين شمال القطاع وجنوبه، وإعادة احتلاله تعني إطباق الحصار على مدينة رفح وفصلها عن باقي محافظات القطاع، والسيطرة على حركة الأفراد ونقل البضائع من معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل، فضلا عن معبر رفح الفاصل بين القطاع و مصر ، لكون المحور منفذا رئيسيا للتنقل وتبادل البضائع. كما أن إعادة السيطرة على المحور حرمت الغزيين من أهم مواردهم الزراعية، إذ تعد مدينة رفح من أهم سلال الغذاء في القطاع، وتغطي المزروعات أجزاء واسعة من المدينة، لا سيما منطقة المواصي الواقعة إلى الشمال الغربي للمحور. ومع سيطرة إسرائيل على المحور، فإنها تعيد احتلال ما مساحته 74 كيلومترا مربعا من قطاع غزة، أي ما يعادل 20% من المساحة الكلية للقطاع البالغة 360 كيلومترا مربعا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store