أحدث الأخبار مع #أنيرا


قدس نت
منذ 13 ساعات
- أعمال
- قدس نت
الحكومة الفلسطينية تستعرض تدخلاتها التنموية والإصلاحية: تعزيز الإنتاج الوطني، دعم صمود غزة، وتوسيع الشراكات الدولية
- أصدر مركز الاتصال الحكومي تقريرا يظهر أهم التدخلات التنموية والإصلاحية التي نفذتها الحكومة الفلسطينية، خلال الأسبوع الماضي (18/05/2025 – 24/05/2025)، على النحو الآتي: وقع رئيس الوزراء محمد مصطفى قرارا بالمصادقة على نظام يُلزم الجهات الحكومية بتفضيل المنتج الوطني بنسبة 15% في جميع العطاءات، دعما للقطاع الصناعي وتحفيزا للإنتاج المحلي. يهدف القرار لتعزيز الصناعة الوطنية، وخلق فرص عمل جديدة، وتوجيه الإنفاق الحكومي نحو السوق المحلي، وتشجيع الشركات على رفع جودة منتجاتها. نظمت وزارة الخارجية والمغتربين زيارة ميدانية ضمت دبلوماسيين من 35 دولة إلى طولكرم وجنين، حيث اطلع المشاركون على آثار العدوان الإسرائيلي ومعاناة السكان، في خطوة لنقل الواقع الإنساني للمجتمع الدولي وتعزيز صمود الفلسطينيين، كما مثّلت الوزيرة دولة فلسطين في الاجتماع الخامس لتحالف تنفيذ حل الدولتين في الرباط، ودعت لوقف جرائم الإبادة والتهجير في غزة، وطالبت بإدخال المساعدات دون شروط، والاعتراف الكامل بدولة فلسطين، كما رافقت الوزيرة الوفد الفلسطيني في زيارة تفقدية لجرحى غزة في مستشفى بروما، لبحث سبل التعاون الطبي مع الجانب الإيطالي. استكملت وزارة الحكم المحلي عمليات التسوية المالية والتقاص في 4 هيئات محلية، وانتهت من تنفيذ عدد من مشاريع تعبيد وتأهيل الطرق في عدة بلدات، شملت عنزا، سعير، طمون، وتفوح، وباشرت الوزارة بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتعبيد مداخل مدينة جنين والمربع التجاري، بتمويل من اللجنة الوزارية للأعمال الطارئة، بقيمة بلغت 1.7 مليون شيقل، كما بدأت بإعادة تأهيل مفترق الشهداء (قباطية). وفي مجال الطاقة المتجددة، تم استكمال مشاريع الطاقة الشمسية في السموع ودير غزالة ودير أبو ضعيف، بما يسهم في تخفيف الأعباء على الهيئات المحلية. كما تم الانتهاء من إنشاء مركز خدمات الجمهور التابع لبلدية جيوس في محافظة قلقيلية. نفّذت وزارة التنمية الاجتماعية سلسلة تدخلات بالشراكة مع مؤسسات محلية ودولية؛ في نابلس، وُقّعت اتفاقية لرعاية كبار السن، ووزّعت كسوة عيد لـ50 أسرة (200 شيقل للأسرة)، و192 قطعة ملابس، ونُفِّذ نشاط دعم نفسي لـ55 امرأة نازحة، وزيارات لـ10 مدارس، وتابعت أوضاع 20 نازحًا، و75 ملف أحداث، و30 حالة وساطة. في أريحا، جرى إيواء طفل وامرأتين، وتوزيع ملابس، وتنفيذ 17 جلسة دعم نفسي، و25 تدخلًا مهنيًا، و3 متابعات جمعيات. في طوباس، قدمت مساعدات لـ111 أسرة بقيمة 16,000 شيقل، وتأمين سكن لـ21 أسرة نازحة، كما دعمت جمعيتا سبيل وطوباس 64 أسرة بـ14,150 شيقل. في طولكرم، وُزعت 792 طردًا غذائيًا بالتعاون مع "أنيرا". وفي سلفيت، تم توزيع مساعدات وكسوة لـ32 أسرة، وتجديد 14 تأمينًا طبيًا. أما في جنين، نُفذت جلستا دعم نفسي لـ55 سيدة و20 طفلًا نازحًا، وفي قلقيلية، قُدمت خدمات لـ128 حالة، و4 تأمينات طبية، وورش دعم نفسي، ومتابعة 45 ملف أيتام وملفين لذوي إعاقة. في رام الله والبيرة، وزعت مساعدات متنوعة، وتم إيواء طفل وامرأة، وتقديم كسوة لـ150 يتيمًا (200 شيقل للطفل). كما شاركت الوزيرة في ورشة حول إدارة الأداء، وبحثت مع وزير الحكم المحلي مستجدات اللجنة الوزارية للأعمال الطارئة، مؤكدة الحاجة لحشد دعم دولي لمواجهة سوء التغذية في غزة والتخطيط لإعادة الإعمار. صرفت وزارة العمل الدفعة 14 لدعم 4348 عاملًا من غزة متواجدون بالضفة، ووقعت مذكرات تفاهم لخلق 300 فرصة عمل في قطاع الجلود، وتعزيز التدريب المهني بالشراكة مع جمعية إنعاش الأسرة. كما أكدت استهداف النساء بنسبة 70% في برامجها، والتزامها بدمج ذوي الإعاقة في مشاريع الوزارة بنسبة لا تقل عن 5%، وأطلقت مبادرة "الأمل" لتقديم خدمات مجانية في عدد من المهن، وبحثت التعاون مع المطبعة الوطنية لتدريب الطلبة مهنيًا. شاركت وزارة الزراعة في مؤتمر "الزراعة نبض الأرض" في بيروت، وترأست اجتماعات الشركة الأردنية الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية في عمّان. وأقرَّت إنشاء مختبر بيطري في جنين خلال شهرين، ووقّعت الوزارة ومعهد أريج 20 اتفاقية لتأهيل بيوت بلاستيكية وبرك في جلقموس وأم التوت، وافتتحت مكتبين زراعيين في بيتا وسنجل. ونفذت دورة تدريبية لـ20 مُزارع أعلاف في أريحا ضمن مشروع ممول من التعاون الإيطالي. أنجزت الوزارة، أيضًا، حصر العنب في الأغوار الوسطى والبطيخ في الشمالية. ووزّعت 64 خزان مياه في أريحا بالتعاون مع أنيرا، وشبكات ري لـ50 مزارع في عزون عسله (قلقيلية) مع مركز معا، وطرود غذائية لـ75 مزارعًا في قلقيلية بتمويل جايكا. كما استلمت وحدة طاقة شمسية تخدم 500 مزارع في باقة الشرقية (طولكرم) بتمويل من الجمعية المسيحية الدولية. وقدمت 17 منحة صغيرة في سعير وخاراس (الخليل) بتمويل كريك الإيطالية. وسلّمت 13 طن أعلاف في فارسـية أحمير (الأغوار الشمالية) بتمويل ائتلاف الحماية، ونفذت تدريبًا لـ40 مزارعًا في حوسان وبتير (بيت لحم) بتمويل الفاو، ووزعت 80 شتلة كيوي في حوسان بتمويل بلدية فالانسيا. كما سلّمت معدات تصنيع عنب لمزارعي الخضر وجورة الشمعة، وأجرت 109 جولات رقابية وأصدرت 613 تصريح نقل زراعي. بحثت وزارة السياحة والآثار مع شركاء محليين ودوليين سبل التصدي لمشاريع الضم والتهويد في سبسطية والمسعودية، وشكَّلَت فريق عمل مشترك لتنفيذ فعاليات مقاومة للتهويد. وأطلقت الوزارة أنشطة بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، وواصلت حصر الفلل والشاليهات السياحية لترخيصها، وتسلمت قطعًا أثرية مضبوطة من الشرطة. ناقشت وزارة شؤون القدس مع مدير بعثة الصليب الأحمر بيرتراند لامون سُبل تعزيز التعاون، وجرى الاتفاق على لقاءات دورية وزيارات ميدانية للمناطق المهمشة لتقديم الدعم الإنساني. كما وعقدت لجنة دعم المؤسسات المقدسية اجتماعاً في مقر الوزارة لبحث آليات دعم المؤسسات وتعزيز صمودها، بمشاركة ممثلين عن محافظة القدس ومؤسسات عاملة في المدينة. تابعت سلطة البيئة 5 شكاوى، ومنحت 12 موافقة بيئية، وأصدرت تصريحين لاستيراد مواد كيميائية، ونفذت 49 جولة تفتيش. كما عقدت اجتماعًا لتطوير الرقابة البيئية، ونظّمت أنشطة توعوية ومسارات بيئية في مناطق مهددة بالمصادرة. قدّمَت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان دعمًا لصمود المواطنين، شمل مواد بناء وخزانات مياه لمتضررين من الهدم والتهديد بالمصادرة في عناتا، والمغير، ودير دبوان، وخربثا بني حارث، وبيت لقيا، ونعلين، والجيب وتجمع الحبة. بحث وزير الصناعة مع السفير الأردني تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين. كما أصدرت الوزارة 6 رخص صناعية جديدة، وجددت 17 رخصة، ونفذت 26 جولة تفتيشية، فيما بلغ رأس مال المصانع الجديدة الحاصلة على رخص تشغيلية 66,500 دينار أردني. نظّمت وزارة الاقتصاد الوطني بازار "الإصرار لنواصل المشوار الرابع" بمشاركة 45 مشروعًا نسويًا من جنين وطولكرم وطوباس دعمًا للنساء في ظل الأوضاع الاقتصادية. وضبطت الطواقم المختصة 8 أطنان سكاكر أطفال منتهية الصلاحية في الزعيم. ونشرت الوزارة قائمة الشركات الحاصلة على كوتا اللحوم للربع الأول 2025. كما أحالت 3 مخالفين للنيابة، وحررت 32 إخطارًا، وضبطت 8.2 طن سلع غير مطابقة، وعالجت 19 شكوى خلال 90 جولة تفتيشية. وتم تسجيل 79 شركة، وتقديم 983 خدمة، وإصدار 243 رخصة استيراد، و53 بطاقة تعامل، و51 شهادة منشأ، و111 معاملة مع تركيا. كما سُجّل 52 تاجرا جديدا، و20 علامة تجارية، و143 خدمة ملكية فكرية. زار وزير الثقافة مخيمي عايدة والعروب وجامعة خضوري/ العروب لدعم الأنشطة والمبادرات الثقافية، واطلع على احتياجات جمعية رواد. ونظّمت الوزارة فعاليات متنوعة لإحياء الذكرى الـ77 للنكبة، شملت معارض وندوات في المحافظات، منها "ريشة ولون" بجنين و"حكايا الزمن الجميل" بنابلس، وعرض مسرحية "كابوس عمر" بالخليل، إلى جانب فعالية توعوية لليافعات في قلقيلية لتعزيز الثقافة الحقوقية. شاركت وزارة التربية في مؤتمرين بفنلندا ورام الله حول التعليم والطوارئ، وأعلنت نتائج المسابقات المركزية لطلبة التعليم العالي، واختتمت ورش "أمل" لتعزيز حقوق الإنسان. كما نظّمت دورة في التربية الإعلامية بالتعاون مع بيالارا و"كاشف" وبدعم اليونسكو، وأطلقت حملة للحد من العنف المدرسي، وواصلت تنفيذ بطولات الألعاب الأولمبية المدرسية، وبدأت دراسة التقويم الوطني. عقدت وزارة التخطيط عدة اجتماعات لتعزيز البنية الرقمية والشراكة مع القطاع الخاص، منها اجتماع اللجنة الوطنية للبنية التحتية الجيومكانية بدعم GIZ لتفعيل منصة "جيوبورت فلسطين"، ولقاءات تشاورية مع ممثلي القطاع الخاص والمستشارين القانونيين لمناقشة الإطار القانوني الموحد للشراكة بين القطاعين. كما عقدت اجتماعًا دوريًا مع المانحين لبحث التحديات في الضفة وغزة، وأولويات إعادة الإعمار والحماية الاجتماعية، وسط دعوات لوقف إطلاق النار ودعم دولي متجدد. سلطة المياه تبحث التقدم في المشاريع الاستراتيجية الممولة من البنك الدولي، ومنها مشروع إدارة مياه الصرف الصحي في غزة، ومشروع الأعمال المصاحبة، إلى جانب التحضير لحزمة مشاريع جديدة ضمن المرحلة الثانية من برنامج الأمن المائي والصمود في الضفة. كما تم الكشف عن 8 وصلات تعدي جديدة على خط مياه دير شعار، ليصل إجمالي الوصلات المغلقة منذ مطلع نيسان إلى 52 وصلة. وزير العدل بحث مع وزيرة الدولة البريطانية للتنمية الدولية الأوضاع السياسية والإنسانية في فلسطين، داعيا لندن لاتخاذ خطوات فعلية لوقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات العاجلة. كما شاركت الوزارة في الدورة 43 للجنة منع الجريمة بالأمم المتحدة في فيينا، مطالبة بإدراج الانتهاكات التي طالت قطاع العدالة في غزة ضمن تقارير الأمم المتحدة، وتوفير دعم فني لإعادة بنائه. وضمن المتابعة الميدانية، تفقد الوزير مديرية الوزارة في بيت لحم للوقوف على سير العمل واحتياجاتها. أدرجت وزارة النقل والمواصلات خدمة تجديد رخصة المركبة السنوية ضمن منظومة الدفع الإلكتروني "ESADAD" كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع سلطة النقد لإطلاق خدمة دفع رسوم تسجيل المركبات إلكترونيًا، وأخرى مع لجنة إعمار الخليل لإنشاء مقر لمديرية النقل في البلدة القديمة. واعتمدت الوزارة 75 مخططًا هندسيًا جديدًا ومعدلًا بالتعاون مع اللجان الإقليمية، شملت تعديل ترسيم 4 طرق وتحديث مسارات 17 خطًا للنقل العام. إضافةً إلى ذلك، تم ترخيص جرارات زراعية ومنح رخص شخصية دعمًا لصمود المزارعين في الأغوار وشرق رام الله ومسافر يطا، إلى جانب الاستمرار في حصر الأضرار في المناطق المتضررة. كما زار الوزير مديرية بيت لحم، مؤكدًا على أهمية تطوير الخدمات عبر التواصل المباشر، كما شاركت الوزارة في اجتماعات الاتحاد العربي للنقل البري في عمان. تفقد وفد من البنك الدولي وسلطة الطاقة مشروع طاقة شمسية في بيتونيا يغطي أكثر من 60% من احتياجات مركز الشرطة، المشروع بتكلفة تتجاوز المليون دولار ويغطي عشر منشآت حكومية. كما بحث القائم بأعمال سلطة الطاقة مع السفير التركي تعزيز التعاون في مشاريع الطاقة المتجددة خاصة في قطاع غزة.ش المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله


الأيام
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الأيام
مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار الإسرائيلي
BBC مطابخ أنيرا في خان يونس تكفي لإطعام نحو 6000 فلسطيني يومياً لاشك في أنه بات من العسير حصول سكان قطاع غزة بشكل عام على وجبة ساخنة، لكن الجائعين في الجنوب يوشك ألا تصل إليهم وجبة طعام إلا على ظهر دابة أو فوق عربة يجرها حمار. وجبة اليوم هي الكُشري، المُكون من العدس والأرز وصلصة طماطم لذيذة، تُطهى في أوانٍ ضخمة في أحد مطبخين تديرهما المعونة الأمريكية للاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا)، وهي منظمة إنسانية مقرها الولايات المتحدة.يقول سامي مطر، قائد فريق أنيرا: "يعتمد الناس على وجباتنا؛ فليس لديهم مصدر دخل لشراء ما تبقى في الأسواق المحلية، والعديد من الأطعمة غير متوافر".وقارن بين الوضع السابق والحالي قائلاً: "في الماضي، كنا نطهو الأرز مع أي نوع من البروتين، والآن، وبسبب إغلاق المعابر، لا يوجد أي نوع من اللحوم، ولا خضراوات طازجة".ويُحذّر مطر من أن عشرات المطابخ الغذائية المتبقية على وشك الإغلاق خلال أيام، بعد شهرين من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عن غزة.وقال وهو يتجول في مستودع فارغ جنوب غزة: "ستكون الأيام القادمة حاسمة. نتوقع ألا يكون لدينا ما يكفي من المؤن سوى لأسبوعين، وربما أقل". BBC اصطحب سامي مطر صحفياً محلياً من بي بي سي في جولة في مستودع (أنيرا) الفارغ. في الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعةً دخول جميع البضائع، وعلى رأسها الغذاء والوقود والأدوية. واستأنفت هجومها العسكري بعد أسبوعين، منهيةً بذلك هدنة استمرت شهرين مع حماس، قائلة إن هذه الخطوات تهدف إلى الضغط على الحركة الفلسطينية لإطلاق سراح الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.ومؤخراً، أعلن كلٌّ من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) استنفاد جميع مخزوناتهما من المساعدات الغذائية.ومن ناحية أخرى، هناك ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لرفع حصارها، مع تحذيرات من مجاعة جماعية وشيكة، ومن أن تجويع المدنيين عمداً يُعد جريمة حرب.وحذر توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، يوم الخميس، قائلاً: "لا ينبغي أبداً أن تكون المساعدات، وأرواح المدنيين التي تنقذها، ورقة مساومة".وأضاف أن منع المساعدات "يُجوّع المدنيين، ويحرمهم من أبسط الدعم الطبي الأساسي، ويسلبهم كرامتهم وأملهم، ويفرض عليهم عقاباً جماعياً قاسياً. إن منع المساعدات يُفضي إلى القتل". BBC يعتمد مئات آلاف الفلسطينيين على المطابخ العامة من أجل البقاء يعتمد مئات الآلاف من سكان غزة على عشرات المطابخ الخيرية القليلة المتبقية لتأمين قوت يومهم. والمطبخ الذي تديره مؤسسة (أنيرا) في خان يونس يُطعم نحو 6000 فلسطيني يومياً.وأضاف مطر أنه إذا لم ترفع إسرائيل حصارها على غزة الأطول على الإطلاق، فإن المطابخ التي تعد طوق النجاة الأخير للكثيرين من سكان القطاع المنكوب، لن تجد ما توزعه قريباً؛ فقد نفدت تقريباً جميع المواد الغذائية المخزنة خلال وقف إطلاق النار في بداية هذا العام. BBC قالت أم نازحة إنه لا يوجد غاز للطهي أو طعام لإعداد وجبات الطعام لأسرتها تتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات الإنسانية وتخزينها، لتقديمها لمقاتليها أو بيعها لجني الأموال.وتنفي الأمم المتحدة وهيئات أخرى تحويل مسار المساعدات، مؤكدةً أن لديها آليات مراقبة صارمة.قال مطر وهو يفحص قوائم متلقي المساعدات على جهاز الكمبيوتر الخاص به: "إننا نعمل بجد لتجنب أي تدخل من أي طرف. لدينا عملية توزيع دقيقة وفعالة".وأضاف: "لدينا قاعدة بيانات تضم مئات الآلاف، تتضمن أسماءهم وأرقام هوياتهم وعناوينهم وإحداثيات المخيمات. وهذا يمنع تكرار عمل المنظمات غير الحكومية الأخرى، كما يضمن الشفافية".وقد أفاد عمال الإغاثة هذا الأسبوع بوقوع خمس حالات نهب في المستودعات ومجمع الأونروا الرئيسي في غزة.وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن ذلك مؤشراً على تفاقم اليأس و"انهيار النظام".بالعودة إلى المطبخ الخيري، فحص مطر الطعام في القدور الساخنة للتحقق من جودته. لتُغلّف الوجبات للتوزيع؛ بحيث تكفي كل وجبة منها أربعة أفراد.كما يحصل جميع العاملين في المطبخ على طعام لأسرهم الجائعة، فيما تُنقل بقية الوجبات سريعاً على عربة يجرها حمار عبر الشوارع المزدحمة إلى المواصي، وهو مخيم مكتظ للنازحين على الساحل، حيث يُشرف على عملية التوزيع عشرات المراقبين الميدانيين.بدا شعورٌ بالارتياح على رجل مسن يمشي بعكازيه وهو يمسك بوجبتيْ كشري لإطعام عائلته المكونة من سبعة أفراد، قائلاً: "الحمد لله، هذا يكفي".وتابع: "لا تسألوني حتى عن الوضع. ما زلنا على قيد الحياة لأن الموت لم يختطفنا بعد. أقسم أنني كنت أبحث عن رغيف خبز منذ الصباح ولم أجده". BBC كل مغلّف من الطعام يكفي لإطعام نحو أربعة أفراد وصفت أم بدت علامات الإرهاق على وجهها الوضع قائلة إنه "مأساوي، وفي تدهور مستمر"، مضيفة "الحياة مُذلة هنا. رجالٌ عاجزون عن العمل. لا دخل لنا، وجميع المنتجات غالية الثمن. لا نستطيع شراء أي شيء".وعلّقت على الوجبة الدافئة التي قُدّمت لها للتو، قائلة: "في هذا الوقت، هذا رائع؛ فلا غاز لدينا للطهي ولا طعام. عندما نريد كوباً من الشاي، أجمع أوراق الشجر لأشعل النار".لقد مرّ الآن أكثر من عام ونصف على بدء الحرب في غزة، التي اندلعت بعد هجمات حماس على جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 من الجانب الإسرائيلي واحتجاز أكثر من 250 رهينة، لا يزال 59 منهم محتجزين، ويُعتقد أن نحو 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة.في المقابل، أسفرت الحرب في غزة عن مقتل أكثر من 52.400 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني، الذي نزح أكثر من 90 في المئة من سكانه البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، واضطر الكثيرون منهم إلى النزوح مرات عدة.وقد حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الحالي "ربما يكون الأسوأ على الإطلاق" بسبب الحصار والهجوم المتجدد وأوامر الإجلاء التي شرّدت نحو نصف مليون فلسطيني منذ 18 مارس/آذار. BBC تقوم (أنيرا) بتوزيع الطعام على الخيام في المواصي بدلاً من إجبار الناس على الانتظار في طوابير للحصول على الطعام في المطبخ وفي الوقت الذي يزداد فيه الضغط الدولي على إسرائيل لرفع حصارها، قالت الأمم المتحدة إن على إسرائيل التزاماً واضحاً بموجب القانون الدولي، بصفتها قوة احتلال، بالسماح بوصول المساعدات إلى سكان غزة وتسهيل توزيعها.وفي يوم الجمعة الماضي، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة "أن نكون لطفاء مع غزة"، وحثه على السماح بدخول المزيد من الغذاء والدواء إلى القطاع.حتى الآن لم يصدر أي رد رسمي على ذلك، لكن في وقت سابق من الأسبوع، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقادات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، التي وصفت الحصار في بيان مشترك بأنه "لا يُطاق"، وأصرّت الدول الثلاث على "ضرورة إنهاء هذا الحصار".وأعلنت الوزارة أن أكثر من 25 ألف شاحنة تحمل ما يقرب من 450 ألف طن من البضائع دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار.وأضافت: "تراقب إسرائيل الوضع على الأرض، ولا يوجد نقص في المساعدات".وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم يعتزمون إصلاح نظام توزيع المساعدات بشكل شامل.في الوقت الحالي، تتراكم الإمدادات على معابر غزة الحدودية في انتظار السماح بدخولها. أما داخل القطاع، فيُقنّن عمال الإغاثة استهلاك ما تبقى من مخزونهم في حرص شديد.وفي مخيم المواصي، تجمع الأطفال بفرح حول سامي مطر وموظفي (أنيرا) خلال توزيع آخر وجبات الطعام لهذا اليوم.جدير بالذكر أن الكثيرين هناك يعانون من نحافة شديدة، وهناك تحذيرات جديدة من سوء التغذية الحاد في غزة، خاصة بين الشباب. BBC سامي مطر مع أحد أطفال المخيم قال مطر وهو مُثقل بهمّ الخطر المحدق: "لا أعلم ما سيحدث إذا نفدت إمداداتنا. إن الاضطرار إلى وقف هذه المساعدة الحيوية للناس سيورثني أنا وفريقي شعوراً بالإرهاق والإحباط الشديد".واختتم حديثه بتوجيه "نداء عاجل"، قائلاً "انظروا إلينا! تأملوا يأسنا! واعلموا أن الوقت ينفد. أرجوكم، كل ما نحتاجه هو إعادة فتح المعابر".


الوسط
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الوسط
مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار الإسرائيلي
BBC مطابخ أنيرا في خان يونس تكفي لإطعام نحو 6000 فلسطيني يومياً لاشك في أنه بات من العسير حصول سكان قطاع غزة بشكل عام على وجبة ساخنة، لكن الجائعين في الجنوب يوشك ألا تصل إليهم وجبة طعام إلا على ظهر دابة أو فوق عربة يجرها حمار. وجبة اليوم هي الكُشري، المُكون من العدس والأرز وصلصة طماطم لذيذة، تُطهى في أوانٍ ضخمة في أحد مطبخين تديرهما المعونة الأمريكية للاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا)، وهي منظمة إنسانية مقرّها الولايات المتحدة. يقول سامي مطر، قائد فريق أنيرا: "يعتمد الناس على وجباتنا؛ فليس لديهم مصدر دخل لشراء ما تبقى في الأسواق المحلية، والعديد من الأطعمة غير متوافر". وقارن بين الوضع السابق والحالي قائلاً: "في الماضي، كنا نطهو الأرز مع أي نوع من البروتين، والآن، وبسبب إغلاق المعابر، لا يوجد أي نوع من اللحوم، ولا الخضراوات الطازجة". ويُحذّر مطر من أن عشرات المطابخ المتبقية على وشك الإغلاق خلال أيام، بعد شهرين من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عن غزة. وقال وهو يتجول في مستودع فارغ جنوب غزة: "ستكون الأيام القادمة حاسمة. نتوقع ألا يكون لدينا ما يكفي من المؤن سوى لأسبوعين، وربما أقل". BBC اصطحب سامي مطر صحفياً محلياً من بي بي سي في جولة في مستودع (أنيرا) الفارغ. في الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعةً دخول جميع البضائع، وعلى رأسها الغذاء والوقود والأدوية. وبعد أسبوعين، استأنفت هجومها العسكري، منهيةً بذلك هدنة استمرت لشهرين مع حماس، قائلة إن هذه الخطوات تهدف إلى الضغط على الحركة الفلسطينية لإطلاق سراح الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم. ومؤخراً، أعلن كلٌّ من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) استنفاد جميع مخزوناتهما من المساعدات الغذائية. ومن ناحية أخرى، هناك ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لرفع حصارها، مع تحذيرات من مجاعة جماعية وشيكة، ومن أن تجويع المدنيين عمداً يُعد جريمة حرب. وحذر توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، يوم الخميس، قائلاً: "لا ينبغي أبداً أن تكون المساعدات، وأرواح المدنيين التي تنقذها، ورقة مساومة". وأضاف أن منع المساعدات "يُجوّع المدنيين، ويحرمهم من أبسط الدعم الطبي الأساسي، ويسلبهم كرامتهم وأملهم، ويفرض عليهم عقاباً جماعياً قاسياً. إن منع المساعدات يُفضي إلى القتل". BBC يعتمد مئات آلاف الفلسطينيين على المطابخ العامة من أجل البقاء يعتمد مئات الآلاف من سكان غزة على عشرات المطابخ الخيرية القليلة المتبقية لتأمين قوت يومهم. والمطبخ الذي تديره مؤسسة (أنيرا) في خان يونس يُطعم نحو 6000 فلسطيني يومياً. وأضاف مطر أنه إذا لم ترفع إسرائيل حصارها على غزة - وهو الأطول على الإطلاق - فإن المطابخ التي تعد طوق النجاة الأخير للكثيرين من سكان القطاع المنكوب، لن تجد ما توزعه قريباً؛ فقد نفدت تقريباً جميع المواد الغذائية المخزنة خلال وقف إطلاق النار في بداية هذا العام. وقال مطر وهو يُصطحب صحفياً محلياً من بي بي سي في جولة حول مستودع أنيرا الشاسع الفارغ: "كنا نستقبل أكثر من 100 شاحنة أسبوعياً، شاحنات محملة بالمواد الغذائية ومستلزمات النظافة. أما الآن، فلا شيء لدينا". وأوضح قائلاً "إننا نكافح لتوفير مواد غذائية كالأرز والعدس والمعكرونة وزيت الطهي والملح لمطابخنا. وشراء كيلوغرام واحد من الخشب مُكلف للغاية، ونحن بحاجة إلى أكثر من 700 كيلوغرام يومياً للطهي". BBC قالت أم نازحة إنه لا يوجد غاز للطهي أو طعام لإعداد وجبات الطعام لأسرتها تتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات الإنسانية وتخزينها، لتقديمها لمقاتليها أو بيعها لجني الأموال. وتنفي الأمم المتحدة وهيئات أخرى تحويل مسار المساعدات، مؤكدةً أن لديها آليات مراقبة صارمة. قال مطر وهو يفحص قوائم متلقي المساعدات على جهاز الكمبيوتر الخاص به: "إننا نعمل بجد لتجنب أي تدخل من أي طرف. لدينا عملية توزيع دقيقة وفعالة". وأضاف: "لدينا قاعدة بيانات تضم مئات الآلاف، تتضمن أسماءهم وأرقام هوياتهم وعناوينهم وإحداثيات المخيمات. وهذا يمنع تكرار عمل المنظمات غير الحكومية الأخرى، كما يضمن الشفافية". وقد أفاد عمال الإغاثة هذا الأسبوع بوقوع خمس حالات نهب في المستودعات ومجمع الأونروا الرئيسي في غزة. وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن ذلك مؤشراً على تفاقم اليأس و"انهيار النظام". بالعودة إلى المطبخ الخيري، فحص مطر الطعام في القدور الساخنة للتحقق من جودته. لتُغلّف الوجبات للتوزيع؛ بحيث تكفي كل وجبة منها أربعة أفراد. كما يحصل جميع العاملين في المطبخ على طعام لأسرهم الجائعة، فيما تُنقل بقية الوجبات سريعاً على عربة يجرها حمار عبر الشوارع المزدحمة إلى المواصي، وهو مخيم مكتظ للنازحين على الساحل، حيث يُشرف على عملية التوزيع عشرات المراقبين الميدانيين. بدا شعورٌ بالارتياح على رجل مسن يمشي بعكازيه وهو يمسك بوجبتيْ كشري لإطعام عائلته المكونة من سبعة أفراد، قائلاً: "الحمد لله، هذا يكفي". وتابع: "لا تسألوني حتى عن الوضع. ما زلنا على قيد الحياة لأن الموت لم يختطفنا بعد. أقسم أنني كنت أبحث عن رغيف خبز منذ الصباح ولم أجده". BBC كل مغلّف من الطعام يكفي لإطعام نحو أربعة أفراد وصفت أمّ بدت علامات الإرهاق على وجهها الوضع قائلة إنه "مأساوي، وفي تدهور مستمر"، مضيفة "الحياة مُذلة هنا. رجالٌ عاجزون عن العمل. لا دخل لنا، وجميع المنتجات غالية الثمن. لا نستطيع شراء أي شيء". وعلّقت على الوجبة الدافئة التي قُدّمت لها للتو، قائلة: "في هذا الوقت، هذا رائع؛ فلا غاز لدينا للطهي ولا طعام. عندما نريد كوباً من الشاي، أجمع أوراق الشجر لأشعل النار". لقد مرّ الآن أكثر من عام ونصف على بدء الحرب في غزة، التي اندلعت بعد هجمات حماس على جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 من الجانب الإسرائيلي واحتجاز أكثر من 250 رهينة، لا يزال 59 منهم محتجزين، ويُعتقد أن نحو 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في المقابل، أسفرت الحرب في غزة عن مقتل أكثر من 52.400 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني، الذي نزح أكثر من 90 في المئة من سكانه البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، واضطر الكثيرون منهم إلى النزوح مرات عدة. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الحالي "ربما يكون الأسوأ على الإطلاق" بسبب الحصار والهجوم المتجدد وأوامر الإجلاء التي شرّدت نحو نصف مليون فلسطيني منذ 18 مارس/آذار. BBC تقوم (أنيرا) بتوزيع الطعام على الخيام في المواصي بدلاً من إجبار الناس على الانتظار في طوابير للحصول على الطعام في المطبخ وفي الوقت الذي يزداد فيه الضغط الدولي على إسرائيل لرفع حصارها، قالت الأمم المتحدة إن على إسرائيل التزاماً واضحاً بموجب القانون الدولي، بصفتها قوة احتلال، بالسماح بوصول المساعدات إلى سكان غزة وتسهيل توزيعها. وفي يوم الجمعة الماضي، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة "أن نكون لطفاء مع غزة"، وحثه على السماح بدخول المزيد من الغذاء والدواء إلى القطاع. حتى الآن لم يصدر أي رد رسمي على ذلك، لكن في وقت سابق من الأسبوع، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقادات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، التي وصفت الحصار في بيان مشترك بأنه "لا يُطاق"، وأصرّت الدول الثلاث على "ضرورة إنهاء هذا الحصار". وأعلنت الوزارة أن أكثر من 25 ألف شاحنة تحمل ما يقرب من 450 ألف طن من البضائع دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار. وأضافت: "تراقب إسرائيل الوضع على الأرض، ولا يوجد نقص في المساعدات". وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم يعتزمون إصلاح نظام توزيع المساعدات بشكل شامل. في الوقت الحالي، تتراكم الإمدادات على معابر غزة الحدودية في انتظار السماح بدخولها. أما داخل القطاع، فيُقنّن عمال الإغاثة استهلاك ما تبقى من مخزونهم في حرص شديد. وفي مخيم المواصي، تجمّع الأطفال بفرح حول سامي مطر وموظفي (أنيرا) خلال توزيع آخر وجبات الطعام لهذا اليوم. جدير بالذكر أن الكثيرين هناك يعانون من نحافة شديدة، وهناك تحذيرات جديدة من سوء التغذية الحاد في غزة، خاصة بين الشباب. BBC سامي مطر مع أحد أطفال المخيم قال مطر وهو مُثقل بهمّ الخطر المحدق: "لا أعلم ما سيحدث إذا نفدت إمداداتنا. إن الاضطرار إلى وقف هذه المساعدة الحيوية للناس سيورثني أنا وفريقي شعوراً بالإرهاق والإحباط الشديد". واختتم حديثه بتوجيه "نداء عاجل"، قائلاً "انظروا إلينا! تأملوا يأسنا! واعلموا أن الوقت ينفد. أرجوكم، كل ما نحتاجه هو إعادة فتح المعابر".


سيدر نيوز
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار الإسرائيلي #عاجل
BBC لاشك في أنه بات من العسير حصول سكان قطاع غزة بشكل عام على وجبة ساخنة، لكن الجائعين في الجنوب يوشك ألا تصل إليهم وجبة طعام إلا على ظهر دابة أو فوق عربة يجرها حمار. وجبة اليوم هي الكُشري، المُكون من العدس والأرز وصلصة طماطم لذيذة، تُطهى في أوانٍ ضخمة في أحد مطبخين تديرهما المعونة الأمريكية للاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا)، وهي منظمة إنسانية مقرها الولايات المتحدة. يقول سامي مطر، قائد فريق أنيرا: 'يعتمد الناس على وجباتنا؛ فليس لديهم مصدر دخل لشراء ما تبقى في الأسواق المحلية، والعديد من الأطعمة غير متوافر'. وقارن بين الوضع السابق والحالي قائلاً: 'في الماضي، كنا نطهو الأرز مع أي نوع من البروتين، والآن، وبسبب إغلاق المعابر، لا يوجد أي نوع من اللحوم، ولا خضراوات طازجة'. ويُحذّر مطر من أن عشرات المطابخ الغذائية المتبقية على وشك الإغلاق خلال أيام، بعد شهرين من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عن غزة. وقال وهو يتجول في مستودع فارغ جنوب غزة: 'ستكون الأيام القادمة حاسمة. نتوقع ألا يكون لدينا ما يكفي من المؤن سوى لأسبوعين، وربما أقل'. BBC في الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعةً دخول جميع البضائع، وعلى رأسها الغذاء والوقود والأدوية. واستأنفت هجومها العسكري بعد أسبوعين، منهيةً بذلك هدنة استمرت شهرين مع حماس، قائلة إن هذه الخطوات تهدف إلى الضغط على الحركة الفلسطينية لإطلاق سراح الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم. ومؤخراً، أعلن كلٌّ من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) استنفاد جميع مخزوناتهما من المساعدات الغذائية. ومن ناحية أخرى، هناك ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لرفع حصارها، مع تحذيرات من مجاعة جماعية وشيكة، ومن أن تجويع المدنيين عمداً يُعد جريمة حرب. وحذر توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، يوم الخميس، قائلاً: 'لا ينبغي أبداً أن تكون المساعدات، وأرواح المدنيين التي تنقذها، ورقة مساومة'. وأضاف أن منع المساعدات 'يُجوّع المدنيين، ويحرمهم من أبسط الدعم الطبي الأساسي، ويسلبهم كرامتهم وأملهم، ويفرض عليهم عقاباً جماعياً قاسياً. إن منع المساعدات يُفضي إلى القتل'. BBC يعتمد مئات الآلاف من سكان غزة على عشرات المطابخ الخيرية القليلة المتبقية لتأمين قوت يومهم. والمطبخ الذي تديره مؤسسة (أنيرا) في خان يونس يُطعم نحو 6000 فلسطيني يومياً. وأضاف مطر أنه إذا لم ترفع إسرائيل حصارها على غزة الأطول على الإطلاق، فإن المطابخ التي تعد طوق النجاة الأخير للكثيرين من سكان القطاع المنكوب، لن تجد ما توزعه قريباً؛ فقد نفدت تقريباً جميع المواد الغذائية المخزنة خلال وقف إطلاق النار في بداية هذا العام. وقال مطر وهو يُصطحب صحفياً محلياً من بي بي سي في جولة حول مستودع أنيرا الشاسع الفارغ: 'كنا نستقبل أكثر من 100 شاحنة أسبوعياً، شاحنات محملة بالمواد الغذائية ومستلزمات النظافة. أما الآن، فلا شيء لدينا'. وأوضح قائلاً 'إننا نكافح لتوفير مواد غذائية كالأرز والعدس والمعكرونة وزيت الطهي والملح لمطابخنا. وشراء كيلوغرام واحد من الخشب مُكلف للغاية، ونحن بحاجة إلى أكثر من 700 كيلوغرام يومياً للطهي'. BBC تتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات الإنسانية وتخزينها، لتقديمها لمقاتليها أو بيعها لجني الأموال. وتنفي الأمم المتحدة وهيئات أخرى تحويل مسار المساعدات، مؤكدةً أن لديها آليات مراقبة صارمة. قال مطر وهو يفحص قوائم متلقي المساعدات على جهاز الكمبيوتر الخاص به: 'إننا نعمل بجد لتجنب أي تدخل من أي طرف. لدينا عملية توزيع دقيقة وفعالة'. وأضاف: 'لدينا قاعدة بيانات تضم مئات الآلاف، تتضمن أسماءهم وأرقام هوياتهم وعناوينهم وإحداثيات المخيمات. وهذا يمنع تكرار عمل المنظمات غير الحكومية الأخرى، كما يضمن الشفافية'. وقد أفاد عمال الإغاثة هذا الأسبوع بوقوع خمس حالات نهب في المستودعات ومجمع الأونروا الرئيسي في غزة. وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن ذلك مؤشراً على تفاقم اليأس و'انهيار النظام'. بالعودة إلى المطبخ الخيري، فحص مطر الطعام في القدور الساخنة للتحقق من جودته. لتُغلّف الوجبات للتوزيع؛ بحيث تكفي كل وجبة منها أربعة أفراد. كما يحصل جميع العاملين في المطبخ على طعام لأسرهم الجائعة، فيما تُنقل بقية الوجبات سريعاً على عربة يجرها حمار عبر الشوارع المزدحمة إلى المواصي، وهو مخيم مكتظ للنازحين على الساحل، حيث يُشرف على عملية التوزيع عشرات المراقبين الميدانيين. بدا شعورٌ بالارتياح على رجل مسن يمشي بعكازيه وهو يمسك بوجبتيْ كشري لإطعام عائلته المكونة من سبعة أفراد، قائلاً: 'الحمد لله، هذا يكفي'. وتابع: 'لا تسألوني حتى عن الوضع. ما زلنا على قيد الحياة لأن الموت لم يختطفنا بعد. أقسم أنني كنت أبحث عن رغيف خبز منذ الصباح ولم أجده'. BBC وصفت أم بدت علامات الإرهاق على وجهها الوضع قائلة إنه 'مأساوي، وفي تدهور مستمر'، مضيفة 'الحياة مُذلة هنا. رجالٌ عاجزون عن العمل. لا دخل لنا، وجميع المنتجات غالية الثمن. لا نستطيع شراء أي شيء'. وعلّقت على الوجبة الدافئة التي قُدّمت لها للتو، قائلة: 'في هذا الوقت، هذا رائع؛ فلا غاز لدينا للطهي ولا طعام. عندما نريد كوباً من الشاي، أجمع أوراق الشجر لأشعل النار'. لقد مرّ الآن أكثر من عام ونصف على بدء الحرب في غزة، التي اندلعت بعد هجمات حماس على جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 من الجانب الإسرائيلي واحتجاز أكثر من 250 رهينة، لا يزال 59 منهم محتجزين، ويُعتقد أن نحو 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في المقابل، أسفرت الحرب في غزة عن مقتل أكثر من 52.400 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني، الذي نزح أكثر من 90 في المئة من سكانه البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، واضطر الكثيرون منهم إلى النزوح مرات عدة. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الحالي 'ربما يكون الأسوأ على الإطلاق' بسبب الحصار والهجوم المتجدد وأوامر الإجلاء التي شرّدت نحو نصف مليون فلسطيني منذ 18 مارس/آذار. BBC وفي الوقت الذي يزداد فيه الضغط الدولي على إسرائيل لرفع حصارها، قالت الأمم المتحدة إن على إسرائيل التزاماً واضحاً بموجب القانون الدولي، بصفتها قوة احتلال، بالسماح بوصول المساعدات إلى سكان غزة وتسهيل توزيعها. وفي يوم الجمعة الماضي، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة 'أن نكون لطفاء مع غزة'، وحثه على السماح بدخول المزيد من الغذاء والدواء إلى القطاع. حتى الآن لم يصدر أي رد رسمي على ذلك، لكن في وقت سابق من الأسبوع، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقادات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، التي وصفت الحصار في بيان مشترك بأنه 'لا يُطاق'، وأصرّت الدول الثلاث على 'ضرورة إنهاء هذا الحصار'. وأعلنت الوزارة أن أكثر من 25 ألف شاحنة تحمل ما يقرب من 450 ألف طن من البضائع دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار. وأضافت: 'تراقب إسرائيل الوضع على الأرض، ولا يوجد نقص في المساعدات'. وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم يعتزمون إصلاح نظام توزيع المساعدات بشكل شامل. في الوقت الحالي، تتراكم الإمدادات على معابر غزة الحدودية في انتظار السماح بدخولها. أما داخل القطاع، فيُقنّن عمال الإغاثة استهلاك ما تبقى من مخزونهم في حرص شديد. وفي مخيم المواصي، تجمع الأطفال بفرح حول سامي مطر وموظفي (أنيرا) خلال توزيع آخر وجبات الطعام لهذا اليوم. جدير بالذكر أن الكثيرين هناك يعانون من نحافة شديدة، وهناك تحذيرات جديدة من سوء التغذية الحاد في غزة، خاصة بين الشباب. BBC قال مطر وهو مُثقل بهمّ الخطر المحدق: 'لا أعلم ما سيحدث إذا نفدت إمداداتنا. إن الاضطرار إلى وقف هذه المساعدة الحيوية للناس سيورثني أنا وفريقي شعوراً بالإرهاق والإحباط الشديد'. واختتم حديثه بتوجيه 'نداء عاجل'، قائلاً 'انظروا إلينا! تأملوا يأسنا! واعلموا أن الوقت ينفد. أرجوكم، كل ما نحتاجه هو إعادة فتح المعابر'.


شفق نيوز
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- شفق نيوز
مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار الإسرائيلي
لاشك في أنه بات من العسير حصول سكان قطاع غزة بشكل عام على وجبة ساخنة، لكن الجائعين في الجنوب يوشك ألا تصل إليهم وجبة طعام إلا على ظهر دابة أو فوق عربة يجرها حمار. وجبة اليوم هي الكُشري، المُكون من العدس والأرز وصلصة طماطم لذيذة، تُطهى في أوانٍ ضخمة في أحد مطبخين تديرهما المعونة الأمريكية للاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا)، وهي منظمة إنسانية مقرها الولايات المتحدة. يقول سامي مطر، قائد فريق أنيرا: "يعتمد الناس على وجباتنا؛ فليس لديهم مصدر دخل لشراء ما تبقى في الأسواق المحلية، والعديد من الأطعمة غير متوافر". وقارن بين الوضع السابق والحالي قائلاً: "في الماضي، كنا نطهو الأرز مع أي نوع من البروتين، والآن، وبسبب إغلاق المعابر، لا يوجد أي نوع من اللحوم، ولا خضراوات طازجة". ويُحذّر مطر من أن عشرات المطابخ الغذائية المتبقية على وشك الإغلاق خلال أيام، بعد شهرين من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عن غزة. وقال وهو يتجول في مستودع فارغ جنوب غزة: "ستكون الأيام القادمة حاسمة. نتوقع ألا يكون لدينا ما يكفي من المؤن سوى لأسبوعين، وربما أقل". BBC في الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعةً دخول جميع البضائع، وعلى رأسها الغذاء والوقود والأدوية. واستأنفت هجومها العسكري بعد أسبوعين، منهيةً بذلك هدنة استمرت شهرين مع حماس، قائلة إن هذه الخطوات تهدف إلى الضغط على الحركة الفلسطينية لإطلاق سراح الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم. ومؤخراً، أعلن كلٌّ من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) استنفاد جميع مخزوناتهما من المساعدات الغذائية. ومن ناحية أخرى، هناك ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لرفع حصارها، مع تحذيرات من مجاعة جماعية وشيكة، ومن أن تجويع المدنيين عمداً يُعد جريمة حرب. وحذر توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، يوم الخميس، قائلاً: "لا ينبغي أبداً أن تكون المساعدات، وأرواح المدنيين التي تنقذها، ورقة مساومة". وأضاف أن منع المساعدات "يُجوّع المدنيين، ويحرمهم من أبسط الدعم الطبي الأساسي، ويسلبهم كرامتهم وأملهم، ويفرض عليهم عقاباً جماعياً قاسياً. إن منع المساعدات يُفضي إلى القتل". BBC يعتمد مئات الآلاف من سكان غزة على عشرات المطابخ الخيرية القليلة المتبقية لتأمين قوت يومهم. والمطبخ الذي تديره مؤسسة (أنيرا) في خان يونس يُطعم نحو 6000 فلسطيني يومياً. وأضاف مطر أنه إذا لم ترفع إسرائيل حصارها على غزة الأطول على الإطلاق، فإن المطابخ التي تعد طوق النجاة الأخير للكثيرين من سكان القطاع المنكوب، لن تجد ما توزعه قريباً؛ فقد نفدت تقريباً جميع المواد الغذائية المخزنة خلال وقف إطلاق النار في بداية هذا العام. وقال مطر وهو يُصطحب صحفياً محلياً من بي بي سي في جولة حول مستودع أنيرا الشاسع الفارغ: "كنا نستقبل أكثر من 100 شاحنة أسبوعياً، شاحنات محملة بالمواد الغذائية ومستلزمات النظافة. أما الآن، فلا شيء لدينا". وأوضح قائلاً "إننا نكافح لتوفير مواد غذائية كالأرز والعدس والمعكرونة وزيت الطهي والملح لمطابخنا. وشراء كيلوغرام واحد من الخشب مُكلف للغاية، ونحن بحاجة إلى أكثر من 700 كيلوغرام يومياً للطهي". BBC تتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات الإنسانية وتخزينها، لتقديمها لمقاتليها أو بيعها لجني الأموال. وتنفي الأمم المتحدة وهيئات أخرى تحويل مسار المساعدات، مؤكدةً أن لديها آليات مراقبة صارمة. قال مطر وهو يفحص قوائم متلقي المساعدات على جهاز الكمبيوتر الخاص به: "إننا نعمل بجد لتجنب أي تدخل من أي طرف. لدينا عملية توزيع دقيقة وفعالة". وأضاف: "لدينا قاعدة بيانات تضم مئات الآلاف، تتضمن أسماءهم وأرقام هوياتهم وعناوينهم وإحداثيات المخيمات. وهذا يمنع تكرار عمل المنظمات غير الحكومية الأخرى، كما يضمن الشفافية". وقد أفاد عمال الإغاثة هذا الأسبوع بوقوع خمس حالات نهب في المستودعات ومجمع الأونروا الرئيسي في غزة. وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن ذلك مؤشراً على تفاقم اليأس و"انهيار النظام". بالعودة إلى المطبخ الخيري، فحص مطر الطعام في القدور الساخنة للتحقق من جودته. لتُغلّف الوجبات للتوزيع؛ بحيث تكفي كل وجبة منها أربعة أفراد. كما يحصل جميع العاملين في المطبخ على طعام لأسرهم الجائعة، فيما تُنقل بقية الوجبات سريعاً على عربة يجرها حمار عبر الشوارع المزدحمة إلى المواصي، وهو مخيم مكتظ للنازحين على الساحل، حيث يُشرف على عملية التوزيع عشرات المراقبين الميدانيين. بدا شعورٌ بالارتياح على رجل مسن يمشي بعكازيه وهو يمسك بوجبتيْ كشري لإطعام عائلته المكونة من سبعة أفراد، قائلاً: "الحمد لله، هذا يكفي". وتابع: "لا تسألوني حتى عن الوضع. ما زلنا على قيد الحياة لأن الموت لم يختطفنا بعد. أقسم أنني كنت أبحث عن رغيف خبز منذ الصباح ولم أجده". BBC وصفت أم بدت علامات الإرهاق على وجهها الوضع قائلة إنه "مأساوي، وفي تدهور مستمر"، مضيفة "الحياة مُذلة هنا. رجالٌ عاجزون عن العمل. لا دخل لنا، وجميع المنتجات غالية الثمن. لا نستطيع شراء أي شيء". وعلّقت على الوجبة الدافئة التي قُدّمت لها للتو، قائلة: "في هذا الوقت، هذا رائع؛ فلا غاز لدينا للطهي ولا طعام. عندما نريد كوباً من الشاي، أجمع أوراق الشجر لأشعل النار". لقد مرّ الآن أكثر من عام ونصف على بدء الحرب في غزة، التي اندلعت بعد هجمات حماس على جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 من الجانب الإسرائيلي واحتجاز أكثر من 250 رهينة، لا يزال 59 منهم محتجزين، ويُعتقد أن نحو 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في المقابل، أسفرت الحرب في غزة عن مقتل أكثر من 52.400 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني، الذي نزح أكثر من 90 في المئة من سكانه البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، واضطر الكثيرون منهم إلى النزوح مرات عدة. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الحالي "ربما يكون الأسوأ على الإطلاق" بسبب الحصار والهجوم المتجدد وأوامر الإجلاء التي شرّدت نحو نصف مليون فلسطيني منذ 18 مارس/آذار. BBC وفي الوقت الذي يزداد فيه الضغط الدولي على إسرائيل لرفع حصارها، قالت الأمم المتحدة إن على إسرائيل التزاماً واضحاً بموجب القانون الدولي، بصفتها قوة احتلال، بالسماح بوصول المساعدات إلى سكان غزة وتسهيل توزيعها. وفي يوم الجمعة الماضي، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة "أن نكون لطفاء مع غزة"، وحثه على السماح بدخول المزيد من الغذاء والدواء إلى القطاع. حتى الآن لم يصدر أي رد رسمي على ذلك، لكن في وقت سابق من الأسبوع، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقادات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، التي وصفت الحصار في بيان مشترك بأنه "لا يُطاق"، وأصرّت الدول الثلاث على "ضرورة إنهاء هذا الحصار". وأعلنت الوزارة أن أكثر من 25 ألف شاحنة تحمل ما يقرب من 450 ألف طن من البضائع دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار. وأضافت: "تراقب إسرائيل الوضع على الأرض، ولا يوجد نقص في المساعدات". وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم يعتزمون إصلاح نظام توزيع المساعدات بشكل شامل. في الوقت الحالي، تتراكم الإمدادات على معابر غزة الحدودية في انتظار السماح بدخولها. أما داخل القطاع، فيُقنّن عمال الإغاثة استهلاك ما تبقى من مخزونهم في حرص شديد. وفي مخيم المواصي، تجمع الأطفال بفرح حول سامي مطر وموظفي (أنيرا) خلال توزيع آخر وجبات الطعام لهذا اليوم. جدير بالذكر أن الكثيرين هناك يعانون من نحافة شديدة، وهناك تحذيرات جديدة من سوء التغذية الحاد في غزة، خاصة بين الشباب. BBC قال مطر وهو مُثقل بهمّ الخطر المحدق: "لا أعلم ما سيحدث إذا نفدت إمداداتنا. إن الاضطرار إلى وقف هذه المساعدة الحيوية للناس سيورثني أنا وفريقي شعوراً بالإرهاق والإحباط الشديد". واختتم حديثه بتوجيه "نداء عاجل"، قائلاً "انظروا إلينا! تأملوا يأسنا! واعلموا أن الوقت ينفد. أرجوكم، كل ما نحتاجه هو إعادة فتح المعابر".