logo
#

أحدث الأخبار مع #أوراسيا

بوتين يبعث رسالة إلى توكايف
بوتين يبعث رسالة إلى توكايف

روسيا اليوم

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • روسيا اليوم

بوتين يبعث رسالة إلى توكايف

وكتب بوتين في برقية تهنئة نشر نصها على موقع الكرملين: "نقدر تقديرا عاليا مساهمتكم الشخصية في تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية والتحالف بين بلدينا". وأعرب الرئيس عن قناعته بأن العلاقات بين البلدين "ستواصل التطور المثمر لصالح الشعبين الشقيقين لروسيا وكازاخستان، وفي سبيل ضمان الأمن والاستقرار في الفضاء الأوراسي"، متمنيا لتوكايف الصحة الجيدة والرفاهية والنجاح في عمله في خدمة الدولة. المصدر: RT بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكايف هاتفيا اليوم الخميس مواصلة تطوير التعاون الاقتصادي التجاري بين البلدين. أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته كازاخستان اليوم الأربعاء، أن العلاقات بين موسكو وأستانا تتطور بأفضل الطرق وأكثرها ديناميكية، وأن جميع المسائل قابلة للحل. بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تهنئة إلى رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكايف بمناسبة عيد ميلاده الـ71 مقدرا علاقتهما الشخصية "الرفاقية" ومساهمة توكايف في التعاون بين البلدين.

روسيا تطرح رؤية للأمن الأوراسي وتؤكد على دور المنظمات الإقليمية في مواجهة التحديات
روسيا تطرح رؤية للأمن الأوراسي وتؤكد على دور المنظمات الإقليمية في مواجهة التحديات

روسيا اليوم

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • روسيا اليوم

روسيا تطرح رؤية للأمن الأوراسي وتؤكد على دور المنظمات الإقليمية في مواجهة التحديات

وجاء في نص المقال المنشور في مجلة "قضايا الاستراتيجية الوطنية" الصادرة عن المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية: "في عصر التعددية القطبية الحالي، أصبح حل قضايا الأمن في الفضاء الأوراسي يحظى بأهمية حاسمة، سواء من وجهة نظر مواجهة التهديدات الخارجية لروسيا أو للحفاظ على الاستقرار العالمي. مبادرة بلادنا لإنشاء هيكل للأمن الأوراسي المتساوي وغير القابل للتجزئة تتماشى مع منطق إقليمية العلاقات الدولية، وتخدم أهداف بناء نظام عالمي متعدد المراكز، وتهدف للاستجابة لمجمل التهديدات والتحديات الأمنية على حدود القارة وداخلها". وأضاف تروفيموف أن تصاعد مخاطر تحول بؤر التوتر إلى صراع واسع النطاق يضع مسألة التطور المتقدم لعموم أوراسيا موضع تساؤل. وأكد الدبلوماسي أن "أوراسيا توفر اليوم نسبة كبيرة من النمو في الاقتصاد العالمي، وتقوي مراكز القوى المستقلة غير الغربية في العالم متعدد الأقطاب. دول أوراسيا تملك كل المقومات للاستفادة من العيش المشترك لتحقيق حلول فعالة للتحديات التي تواجهها في مختلف المجالات، وإطلاق إمكانات المشاريع متعددة الأطراف التي تشارك فيها. ومن المفترض أن يصبح هيكل الأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة أساسا وضمانا لهذا التعاون، حيث سيؤمن حماية موثوقة للدول المشاركة فيه من التهديدات الخارجية، بما فيها العسكرية". الهياكل دون الإقليميةأشار تروفيموف أيضا إلى وجود مجموعة من الهياكل دون الإقليمية الناشطة في أوراسيا، والتي تلعب دورا خاصا في تعزيز الأمن وتساهم في تنسيق مصالح الدول الأعضاء. ومن بين هذه الهياكل: - دولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروس- منظمة معاهدة الأمن الجماعي - رابطة الدول المستقلة- منظمة شنغهاي للتعاون- رابطة دول جنوب شرق آسيا- مجلس التعاون لدول الخليج العربية- مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا جاء ذلك في إطار التأكيد على أهمية هذه المنظمات في بناء نظام أمني متكامل في الفضاء الأوراسي.المصدر: تاس أكد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، أن الولايات المتحدة تجري مفاوضات مع شركائها الأوروبيين لتعزيز دعم القوى المعادية للأنظمة في دول رابطة الدول المستقلة. دخلت اتفاقية التجارة الحرة الشاملة بين الاتحاد الأوراسي وإيران حيز التنفيذ اعتبارا من 15 مايو الجاري، بحسب ما أعلنه المركز الروسي للتصدير. انطلق في جامعة شرق الصين التربوية بمدينة شنغهاي منتدى "فالداي" الدولي تحت عنوان "مساحة التنمية المشتركة: الأبعاد العالمية والأوراسية"، بمشاركة أكثر من 60 خبيراً روسياً وصينياً. عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت، اجتماعا عبر الفيديو مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي لمناقشة تطوير العلاقات مع رابطة الدول المستقلة.

هل 2025 هو "1984" الجديد؟
هل 2025 هو "1984" الجديد؟

الغد

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الغد

هل 2025 هو "1984" الجديد؟

ترجمة: علاء الدين أبو زينة ألفريد ماكوي* - (فورين بوليسي إن فوكس) 21/4/2025 يستطيع معظمنا أن يتذكر على الأقل بعض المشاهد المقلقة من رواية جورج أورويل الكابوسية 1984: الحب الإجباري المفروض تجاه الديكتاتور الشبحي "الأخ الأكبر"؛ قابلية الحقائق للتشكيل في وزارة الحقيقة؛ أو شعارات الحزب الحاكم الكئيبة التي لا تُنسى مثل: "الحرب هي السلام، الحرية هي العبودية". ولكن بالنسبة لي، كانت أكثر الصور إزعاجًا ورعبًا على الإطلاق -وقد قرأت الكتاب لأول مرة في المدرسة الثانوية- هي مشهد "دقيقتين من الكراهية"، الذي كان يُثار فيه غضب الجماهير عن طريق صور تهديدية تُعرض على شاشات فيديو عملاقة. في غضون ثلاثين ثانية فقط، كما كتب أورويل: "بدا أن نشوة بشعة من الخوف والحقد، رغبة في القتل والتعذيب وسحق الوجوه بالمطارق، تندفع في كامل المجموعة مثل تيار كهربائي، تُحوّل المرء -حتى عن غير إرادة- إلى مجنون عابس صارخ ومزمجر". ومع استمرار لحظات الكراهية، تظهر "صورة جندي أوراسي يتقدّم، ضخمًا ومريعًا، مدفعه الرشاش يزمجر، ويبدو وكأنه يقفز خارجًا من سطح الشاشة، حتى أن بعض الذين كانوا في الصفوف الأمامية ارتدوا في مقاعدهم من الذعر". ثم، وبعد أن "طفا على الشاشة صفٌّ بعد صفٍّ من الرجال الصلبين بملامح آسيوية جامدة"، وبلغت الكراهية ذروتها، ظهر وجه الأخ الأكبر "مفعمًا بالقوة وهدوء غامض"، ليدفع الحضور إلى الصراخ: "يا مُخلّصي"! والانخراط في ترديد جماعي بطيء عميق: "بي-بي!… بي-بي"! -مرة ومرة أخرى. لأنه، كما شرح أورويل، كان سكان أوقيانيا "في حالة حرب مع أوراسيا ومتّحدين مع إيستاسيا". ورسميًا، "كانت أوقيانيا دائمًا في حرب مع أوراسيا"، التي "تُمثّل الشر المطلق". ومع ذلك، كان بطل الرواية، وينستون، "يعلم تمامًا، أنه لم يكن سوى قبل أربع سنوات فقط حين كانت أوقيانيا في حرب مع إيستاسيا ومتّحدة مع أوراسيا". كان ذلك، بشكل أو بآخر، هو رُعب أورويل النهائي: عالَمٌ مقسوم إلى ثلاث كُتل قارية عظمى، تُمسك بزمام البشرية من خلال قادة مستبدين مثل "الأخ الأكبر"، عن طريق خوض حروب لا تنتهي مع عدو يتغيّر باستمرار. وعلى الرغم من أن أورويل كتب روايته في العام 1948 -قبل عامين فقط من وفاته- إلا أنها بدأت في التجسُّد الآن، بعد أكثر من ثلاثة أرباع قرن، في زمن الرئيس دونالد ترامب، بطريقة مقلقة كمرآة مُرعبة لواقعنا الجيوسياسي، وليس ثمة ما هو أكثر إزعاجًا وإثارة للقلق من ذلك، على الأقل بالنسبة لي. استراتيجية ثلاثية القارات وسط سيل من التصريحات المتضاربة والمبهمة التي تتدفق يوميًا من البيت الأبيض في عهد ترامب، بدأت ملامح استراتيجيته الجيوسياسية الفعلية تتشكّل بسرعة مدهشة. بدلًا من الحفاظ على التحالفات الأمنية المتبادلة مثل حلف "الناتو"، يبدو أن الرئيس ترامب يفضل عالمًا مُقسّمًا إلى ثلاث كتل إقليمية كبرى، يرأس كل منها زعيم قوي على شاكلته -حيث تهيمن روسيا على محيطها الأوروبي؛ وتكون الصين القوة الأبرز في آسيا؛ بينما تتحكم الولايات المتحدة، بنسخة جديدة من "قلعة أميركا"، تضم أميركا الشمالية (بما في ذلك، بالطبع، قناة بنما). من خلال ما وصفه وزير دفاعه ذات مرة بأنه "الاشمئزاز من التطفل الأوروبي"، ومن خلال احتقار إدارته العميق للاتحاد الأوروبي، يدفع ترامب بهذه الاستراتيجية ثلاثية القارات على حساب التحالف التقليدي عبر - الأطلسي، المتمثل في حلف "الناتو"، الذي شكّل لعقود عدة أساس السياسة الخارجية الأميركية منذ بدء الحرب الباردة. تضفي رغبة ترامب في الهيمنة القارية النهائية منطقًا جيوسياسيًا معينًا على مبادراته التي قد تبدو عشوائية أو خيالية، مثل محاولاته لضمّ غرينلاند إلى الولايات المتحدة، واستعادة قناة بنما، وتحويل كندا إلى "الولاية الحادية والخمسين" في الولايات المتحدة. في اليوم السادس من ولايته، صرّح الرئيس ترامب للصحفيين من على متن الطائرة الرئاسية: "أعتقد أن موضوع غرينلاند سيُحلّ لصالحنا. أعتقد أننا سنحصل عليها". وأضاف: "لا أعلم حقًا ما هو الأساس الذي تستند إليه الدنمارك في امتلاكها. لكنه سيكون تصرّفًا غير ودي للغاية إذا لم يسمحوا بحدوث ذلك (منحها لأميركا)، لأنه لأجل حماية العالم الحر". وبعد أن قام نائب الرئيس جي. دي. فانس بزيارة خاطفة إلى قاعدة عسكرية أميركية نائية في غرينلاند وأكّد أن سكانها "سيتحالفون في النهاية مع الولايات المتحدة"، أصرّ ترامب على أنه لن يستبعد أبدًا "الخيار العسكري" عند الحديث عن المطالبة بأكبر جزيرة على سطح هذا الكوكب. بالعودة إلى جاره الشمالي، كرّر ترامب مرارًا وتكرارًا أن منح كندا صفة الولاية الأميركية سيعني أن "شعب كندا سيدفع ضرائب أقل بكثير... ولن يواجه أي مشكلات عسكرية". وخلال أسابيعه الأولى في الحكم، فرض تعريفة جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع الواردات القادمة من كندا والمكسيك، تبعتها سريعًا موجة من الرسوم المشابهة، ما أشعل حروبًا تجارية متعددة مع حلفاء كانوا مقربين في السابق. وردًا على ذلك، اتهم جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا آنذاك، والذي كان ترامب قد بدأ يصفه بـ"الحاكم" (بمعنى حاكم الولاية الحادية والخمسين)، في خطاب عاطفي، بأن الرئيس الأميركي يسعى إلى "انهيار كامل للاقتصاد الكندي، لأن ذلك سيسهّل عليه ضمّنا". في خطاب تنصيبه في كانون الثاني (يناير) الماضي، عبّر ترامب أيضًا عن امتعاضه من أن "قناة بنما... قد مُنحت بسذاجة لدولة بنما بعد أن أنفقت الولايات المتحدة عليها أكثر من أي مشروع آخر وخسرت 38 ألف روح في بنائها". وأضاف: "لقد عوملنا معاملة سيئة للغاية بسبب هذه الهدية الحمقاء التي لم يكن ينبغي تقديمها. وعد بنما لنا تمّ النكث به... وقبل كل شيء، الصين هي التي تُشغّل قناة بنما. ونحن لم نمنحها للصين". وعلى وقع التصفيق، صرّح بالقول: "لقد منحناها لبنما، وسنستعيدها". لذلك لم يكن مفاجئًا أن يقوم ماركو روبيو، في أولى رحلاته كوزير للخارجية، باجتياح مدينة بنما، حيث ضغط على الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو، من أجل إرضاء ترامب عن طريق سحب بلاده من "مبادرة الحزام والطريق" الصينية. في مجملها، تُجسد رؤية ترامب لأميركا القارية "أميركا القلعة" Fortress America، المتمثلة في ضمّ الأراضي الشمالية من كندا وغرينلاند، في حين يُحكم إغلاق الحدود مع المكسيك لأسباب عرقية، مع معاملتها كدولة منفصلة -وإنما خاضعة. وبعد أن تُحكم الولايات المتحدة سيطرتها على المنافذ القطبية الشمالية، تُرسم جبهة دفاعية تمتد من غرينلاند عبر المحيط الأطلسي الشمالي، وتُؤمّن قناة بنما كحصن جنوبي، وتُكرّس الهيمنة العسكرية على كامل المحيط الهادئ. غير أن كل عنصر رئيسي في هذه الاستراتيجية محفوف باحتمالات التصعيد والنزاع، خاصة خطط الإدارة في منطقة المحيط الهادئ، حيث تواجه الولايات المتحدة تحديًا دائمًا من الصين. هدم النظام العالمي منذ توليه المنصب لولاية ثانية في كانون الثاني (يناير) 2025، شرع الرئيس ترامب في تنفيذ استراتيجيته للثلاثية القارية بشكل متسارع، عبر تفكيك دعائم النظام الدولي القائم على القواعد، وهو النظام الذي دعمته الولايات المتحدة وسعت إلى ترسيخه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأثناء وقوفه في حديقة الزهور في يوم الثاني من نيسان (أبريل) في ما سمّاه "يوم التحرير"، أعلن ترامب عن قائمة تعريفات جمركية وصلت إلى 49 في المائة، وُصفت في مجلة "فورين بوليسي" بأنها "ستحطم الاقتصاد العالمي" الذي بنت الولايات المتحدة دعائمه منذ العام 1945، بينما اعتبرت مجلة "الإيكونوميست" أن ذلك "يُنبئ بتخلٍ أميركي كامل عن نظام التجارة العالمية". وبعد أن وصف "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" (USAID) بأنها "فاسدة"، وزعم كذبًا أنه "أوقف إرسال 50 مليون دولار إلى غزة لشراء واقيات ذكرية لحماس"، ألغى ترامب فعليًا معظم المبادرات الإنسانية العالمية التي كانت تديرها تلك الوكالة. وأوقف بذلك 5.800 برنامج كانت توفر حصصًا غذائية لمليون لاجئ من الروهينغيا في بنغلادش، وتمنع الملاريا عن 53 مليون شخص حول العالم، وتُحصّن ملايين الأطفال ضد شلل الأطفال، من بين برامج إنسانية أخرى لا تُعدّ ولا تُحصى. وفي سيلٍ من الأوامر التنفيذية الإضافية، أمر ترامب أيضًا بإغلاق هيئة البث العالمية "صوت أميركا"، متذرعًا زورًا بأنها "راديكالية" (مع أن قاضيًا أوقف مؤقتًا عملية الإغلاق)، كما انسحب مجددًا من "منظمة الصحة العالمية"، وانسحب من "اتفاقية باريس للمناخ" للمرة الثانية. وبالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمجتمعات الفقيرة في ثلاث قارات، أضعف إغلاق معظم برامج "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" الأداة الرئيسية لقوة أميركا الناعمة، فاتحًا بذلك المجال أمام الصين لتشغل موقع الشريك الإنمائي الأوّل لما لا يقل عن 40 دولة حول العالم. بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، يكون ترامب قد ضمن أن تتنحى الولايات المتحدة عن أي دور قيادي في أخطر قضية تواجه المجتمع الدولي: تغيّر المناخ والتدمير المحتمل للكوكب. وبهذا الانسحاب، ترك فراغًا من المرجّح أن تسده الصين من خلال تقديم قيادة مناخية عالمية مستقرة في مقابل "النهج الأحادي العدواني" الذي يتبعه ترامب في ولايته الثانية تحت شعار "احفر، احفر، لا تتوقف". في انسجامٍ مع نفوره من التحالفات متعددة الأطراف، كانت أول مبادرة كبيرة في السياسة الخارجية لترامب هي بذل محاولة أحادية للتفاوض على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وفي 12 شباط (فبراير)، أطلق محادثات سلام من خلال ما وصفه بأنه "مكالمة طويلة ومنتجة للغاية" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتفقا فيها على أن "تبدأ فرقنا التفاوض فورًا". وبحلول نهاية الشهر، بلغت التوترات الناتجة عن هذا الميل نحو موسكو ذروتها في اجتماع متلفز من المكتب البيضاوي، حيث عنّف ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقال له: "إما أن تعقد صفقة، أو نحن سننسحب. وإذا انسحبنا، ستواجه مصيرك وحدك. ولا أظن أن ذلك سيكون جميلًا". لم تضعف هذه المقاربة الأحادية قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها فحسب، وإنما تجاهلت حلف "الناتو"، بل وقللت من شأنه على الرغم من أنه كان قد وسع عضويته وقدرته العسكرية على مدار السنوات الثلاث الماضية من خلال دعمه لمقاومة أوكرانيا ضد الغزو الروسي. وبعد الصدمة الأولى لهذا الخرق غير المسبوق، سارع الأوروبيون إلى تخصيص 160 مليار دولار لتعزيز صناعتهم العسكرية بالتعاون مع كل من كندا (التي لا تتطلع إلى أن تصبح الولاية الحادية والخمسين) وأوكرانيا، بهدف تقليل اعتمادهم في المستقبل على الأسلحة الأميركية. وإذا لم تنسحب إدارة ترامب رسميًا من "الناتو"، فإن عداءه المتواصل للحلف، خصوصًا تجاه مبدأ الدفاع المشترك الأساسي فيه، قد يؤدي إلى إضعاف الحلف أو حتى تقويضه -حتى مع تزايد غضب ترامب مؤخرًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنه لم يُظهر ما يكفي من الامتنان لمبادرته. ويشكل هذا مؤشّرًا على أن علاقات الولايات المتحدة في أنحاء أوراسيا قد تدخل قريبًا مرحلة من الفوضى التي يصعب التنبؤ بها. المعركة على هامش المحيط الهادئ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بدأت استراتيجية ترامب العالمية الجديدة في إضعاف التحالفات الأميركية الراسخة هناك. في بداية ولايته الثانية، كانت الوجودية الأميركية هناك تعتمد على ثلاث مجموعات من اتفاقيات الدفاع المشترك: تحالف "أوكوس" مع أستراليا وبريطانيا؛ و"الحوار الأمني الرباعي" (الذي يضم أستراليا والهند واليابان)؛ وسلسلة من الاتفاقيات الدفاعية الثنائية الممتدة على طول ساحل الباسيفيكي من اليابان إلى الفلبين. غير أن ازدراء ترامب للتحالفات العسكرية، وتعنّفه في التعامل مع الحلفاء، وفرضه رسومًا جمركية عقابية متزايدة على صادرات العديد من هؤلاء الحلفاء، سيؤدي بلا شك إلى إضعاف هذه الروابط، وبالتالي تقليص القوة الأميركية في المنطقة. على الرغم من أن إدارته الأولى خاضت حربًا تجارية شهيرة مع بكين، إلا أن موقف ترامب تجاه جزيرة تايوان ظلّ غامضًا. وكان قد قال في حزيران (يونيو) الماضي خلال حملته الانتخابية: "أعتقد أن على تايوان أن تدفع لنا مقابل حمايتها"، وأضاف: "نحن لا نختلف عن شركة تأمين". ولكن بعد توليه المنصب، أصدر وزير دفاعه، بيت هيغسِث، توجيهًا استراتيجيًا مؤقتًا أكد فيه أن "منع استيلاء الصين على تايوان كأمر واقع... هو السيناريو الوحيد الذي يُوجّه وزارة الدفاع"، وهو ما يتطلب نقل بعض القوات الأميركية من أوروبا إلى آسيا. ومن إشارات الالتزام تجاه الجزيرة، رفعت الإدارة علنًا الرسوم الجمركية والقيود التقنية على الصين، في حين أفرجت بهدوء عن مساعدات عسكرية لتايوان بقيمة 870 مليون دولار. وإذا ما شنّت بكين هجومًا مباشرًا على تايوان -أو، وهو الاحتمال الأكثر ترجيحًا، فرضت حصارًا اقتصاديًا خانقًا- عليها، فإن ترامب قد يجد نفسه أمام خيار صعب بين التراجع الاستراتيجي أو الانخراط في حرب مدمرة مع الصين. مهما كانت الطريقة التي قد يُفقد فيها النفوذ على تلك الجزيرة، فإن خسارتها ستمثل ضربة قاصمة للموقف الأميركي على طول الساحل الباسيفيكي، وقد تدفع القوات البحرية الأميركية إلى التراجع نحو "سلسلة الجزر الثانية" الممتدة من اليابان إلى غوام، في تراجع استراتيجي كبير لمكانة أميركا الجيوسياسية في المنطقة. باختصار، سوف يظل غرب المحيط الهادئ، حتى ضمن استراتيجية ترامب الثلاثية القارات، أرضًا متنازعًا عليها بين بكين وواشنطن، مليئًا بإمكانيات الصراع المسلح في سياق التنافس المستمر بين القوتين العظميين، وستبقى الحرب احتمالًا مظلمًا قائمًا. بقايا خراب مع ضآلة فرص النجاح، فإن محاولة ترامب لتطبيق استراتيجية الكبرى، "أميركا القلعة"، ستخلّف على الأرجح بقايا من الخراب -حيث تقوّض القوة العالمية للولايات المتحدة، وتضرّ بالنظام العالمي القائم، وتُلحق الأذى بعدد لا يُحصى من البشر حول العالم الذين كانوا يستفيدون ذات يوم من المساعدات الإنسانية التي يقدمها هذا البلد. وقد واجهت محاولته لتوطيد السيطرة على أميركا الشمالية مقاومة حازمة في أوتاوا، التي ردّت عليه بمسعى قوي للانضمام إلى جهود أوروبا المتسارعة لتطوير صناعاتها الدفاعية. في حين أن من المرجح أن يؤدي نفور إدارة ترامب من التحالفات الرسمية وفرضها الرسوم الحمائية إلى إضعاف العلاقات الدبلوماسية مع الحلفاء التقليديين في آسيا وأوروبا، فإن كلاً من الصين وروسيا قد تحققان مكاسب أكبر في التأثير داخل مناطقهما الإقليمية. ومن منظور استراتيجي، فإن هذا الشروع المنهجي في انسحاب الولايات المتحدة من قواعدها العسكرية على طرفي أوراسيا -أوروبا الغربية وشرق آسيا- سيضعف نفوذها المستمر منذ زمن طويل على هذه الكتلة القارية الشاسعة التي ما تزال تمثل مركز الثقل الجيوسياسي على مستوى العالم. وبتحالفاتها العسكرية التي تتعرض للتآكل، وعلاقاتها التجارية التي تتزعزع بحروب الرسوم الجمركية، سوف يشهد نفوذ واشنطن الدولي، على الأرجح، تراجعًا كبيرًا (أو ما هو أسوأ) مع نهاية الولاية الثانية لترامب في العام 2029. وفي الأثناء، بينما يقود ترامب الأميركيين في سلسلة من مشاهد "دقيقتي الكراهية" على طريقته الخاصة -ضد الأوروبيين المتطفلين، والباناميين المخادعين، والفنزويليين الأشرار، والأفارقة السود في جنوب القارة، والعاملين الإنسانيين الفاسدين، والمهاجرين غير الشرعيين، والموظفين الفيدراليين الكسالى- يمكننا أن نعتمد على شيء واحد: إنه يقودنا في طريق يذكّرنا بشكل مخيف بعالم رواية "1984". إلا إذا حدث، بالطبع، كما كان حال بطل أورويل "وينستون"، أن أصبح كثيرون منا يحبون "الأخ الأكبر"، فنضع جانبًا دستورنا القديم المترب، ونأخذ بتلميحات ترامب المتكررة لانتخابه لولاية ثالثة في عالم يغرق بسرعة في عاصفة من النزاعات المسلحة، والفوضى التجارية، وتغير المناخ. *ألفريد دبليو. ماكوي Alfred McCoy: كاتب منتظم في "توم ديسباتش"، وأستاذ التاريخ في جامعة ويسكونسن-ماديسون. من مؤلفاته: "في ظلال القرن الأميركي: صعود وانحدار القوة العالمية الأميركية".In the Shadows of the American Century: The Rise and Decline of U.S. Global Power. وكتابه الأحدث هو "من أجل حكم العالم: الأنظمة العالمية والتحولات الكارثية" To Govern the Globe: World Orders and Catastrophic Change (منشورات ديسباتش). كتابه المقبل هو "الحرب الباردة على خمس قارات: الجغرافيا السياسية للإمبراطورية والتجسس" Cold War on Five Continents: The Geopolitics of Empire & Espionage سيصدر في وقت لاحق من العام المقبل. *نشر هذا المقال تحت عنوان: IS 2025 THE NEW 1984? اضافة اعلان

أمريكا اللاتينية بين فكّى ترامب والصين.. الرئيس الأمريكى يحاول السيطرة على الحديقة الخلفية لأمريكا.. بكين تكتسب أرضية أكبر فى تجارة المنطقة.. التعريفات الجمركية تفتح الفرص للقارة أمام الاتحاد الأوروبى والهند
أمريكا اللاتينية بين فكّى ترامب والصين.. الرئيس الأمريكى يحاول السيطرة على الحديقة الخلفية لأمريكا.. بكين تكتسب أرضية أكبر فى تجارة المنطقة.. التعريفات الجمركية تفتح الفرص للقارة أمام الاتحاد الأوروبى والهند

اليوم السابع

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • اليوم السابع

أمريكا اللاتينية بين فكّى ترامب والصين.. الرئيس الأمريكى يحاول السيطرة على الحديقة الخلفية لأمريكا.. بكين تكتسب أرضية أكبر فى تجارة المنطقة.. التعريفات الجمركية تفتح الفرص للقارة أمام الاتحاد الأوروبى والهند

في ظل الفوضى العالمية الحالية، تلعب البلدان التي تشكل أمريكا اللاتينية دورا مهما في ترجيح كفة ميزان القوى العالمية، كما تتودد إليها القوى الكبرى الساعية إلى النفوذ والوصول إلى مواردها الطبيعية وبنيتها الأساسية وخدماتها. ويواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعزيز حربه التجارية من خلال محاولة الحد من نفوذ الصين فى أمريكا اللاتينية وهى المنطقة التي تعتبرها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة منطقة نفوذ مباشر ، فى الوقت الذى تتنامى فيها التعاون والاستثمارات الصينية مع دول المنطقة من البرازيل وكولومبيا والأرجنتين، وهو ما جعل دول أمريكا اللاتينية بين ترامب والصين. ووفقا لكريستوفر جارمان، المدير الإداري لمجموعة أوراسيا للاستشارات في مجال المخاطر السياسية، فإن المكسيك وكولومبيا من الحلفاء لواشنطن فى أمريكا الجنوبية ،ومع ذلك فإنه من المرجح أن يكون التأثير على الدول الأكبر فى أمريكا الجنوبية أكثر صعوبة. وأشارت صحيفة موندو ماريتمو الكولومبية ، فى تقرير لها ، إلى أن الصين تكتسب أرضية أكبر في تجارة المنطقة، كما يتضح من حقيقة أنه في عام 2023 بلغت قيمة التجارة الإجمالية مع البرازيل 178.7 مليون دولار أمريكي والصورة مماثلة في بلدان أخرى في المنطقة: تشيلي 62.8 مليون دولار أمريكى، وبيرو 40.5 مليون دولار أمريكي ، والأرجنتين 21.2 مليون دولار أمريكي ، وأوروجواي 4.7 مليون دولار أمريكي ، وفي حالة كولومبيا، وصلت قيمة الاستثمارات الأمريكية إلى 32.3 مليون دولار، في حين وصلت قيمة الاستثمارات الصينية إلى 20 مليون دولار. وفي محاولة لتعزيز نفوذه في المنطقة، أرسل ترامب وزير دفاعه بيت هيجسيث إلى بنما كجزء من استراتيجيته لإعادة تأكيد هيمنة الولايات المتحدة على القناة. في حين استقبل يوم الاثنين 14 أبريل في البيت الأبيض رئيس السلفادور نايب بوكيلي، وهو حليف وثيق؛ في هذه الأثناء، زار وزير الخزانة الأمريكى سكوت بيسنت بوينس آيرس، حيث أكد مجددا رغبة الولايات المتحدة في أن تنهي الأرجنتين اعتمادها على التمويل الصيني، وهي الاستراتيجية التي استخدمتها الدولة الآسيوية باستمرار لكسب النفوذ في أمريكا اللاتينية. علاقة الصين بالبرازيل والأرجنتين ووفقا للتقرير فقد نمت التجارة بين البرازيل والصين بشكل مطرد فى عهد الرئيس لولا دا سيلفا ، وسلفه جايير بولسونارو ، حيث بلغ إجمالي التدفقات نحو 158 مليار دولار العام الماضى ، وهو ما يقرب من ضعف المبلغ مع الولايات المتحدة، وبعد إعلانات ترامب عن الرسوم الجمركية، بدأت الصين على الفور في زيادة مشترياتها من فول الصويا البرازيلي. وي هذه الأثناء، تبنى الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي وضع نفسه باعتباره الزعيم الأكثر تأييدا لترامب في القارة، نبرة أكثر ودية تجاه الصين منذ توليه منصبه. ووصف ميلي الصين بأنها "شريك تجاري عظيم" وتعهد "بتعميق العلاقات التجارية" بين البلدين في مقابلة أجريت معه في يناير. وسعى ميلي إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وترامب، حتى أنه اقترح إطلاق اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين. ولكن الصين هي حاليا ثاني أكبر شريك تجاري للأرجنتين، ولا يتفوق عليها سوى جارتها البرازيل، ومن المرجح أن تعكس براجماتية ميلي فهمه لحقيقة مفادها أنه لا يستطيع أن يدير ظهره لبكين بشكل كامل. الهيمنة في المنطقة لقد أسست الصين موقعا استراتيجيا في الأمريكيتين في بداية هذا القرن، حيث امتصت المواد الخام من أمريكا الجنوبية الغنية بالموارد واستثمرت مبالغ كبيرة من المال في المنطقة حتى حلت محل الولايات المتحدة باعتبارها الشريك التجاري الرئيسي للقارة. كما وسعت الصين نفوذها من خلال مبادرة الحزام والطريق، برنامجها الرائد للتنمية الاقتصادية، والذي انضمت إليه أكثر من اثنتي عشرة دولة في أميركا اللاتينية. وبناء على ذلك، تولت الشركات الصينية مشاريع ضخمة مثل مترو الأنفاق في العاصمة الكولومبية بوجوتا وميناء تشانكاي الذي اكتمل بناؤه مؤخرا في بيرو. كما حصلت بكين على الدعم من خلال توزيع المساعدات والإمدادات الطبية عندما كانت أمريكا اللاتينية تعاني من الدمار بسبب كوفيد-19. ونتيجة لهذا، فإن المعركة المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم تركت الحكومات من المكسيك إلى الأرجنتين تكافح من أجل التعامل مع حقيقة مفادها أن أيامها في القيام بأعمال تجارية كبيرة مع بكين دون رد فعل عنيف من واشنطن أصبحت معدودة، وهو التحول الذي يهدد بإجبارها على اختيار الجانبين. التدابير الأمريكية ومنذ عودته إلى منصبه، اتخذ ترامب خطوات من شأنها تعريض النفوذ الصيني في المنطقة للخطر. أعلنت الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية ثانوية على الدول التي تشتري النفط من فنزويلا، التي تعد الصين أكبر مشتري لها. وقالت مجموعة من المستثمرين بقيادة شركة بلاك روك (BLK) الشهر الماضي إنها ستشتري موانئ في طرفي قناة بنما التي تسيطر عليها شركة سي كيه هاتشيسون هولدينجز، وهي شركة تكتل مقرها هونج كونج. وبينما حاولت بكين تأخير بيع الموانئ في بنما، فمن غير المرجح أن تحاول ترهيب جيرانها، حسبما قال مايكل هيرسون، رئيس تحليل الصين في شركة 22V للأبحاث في نيويورك. اللجوء إلى الاتحاد الاوروبى والهند ويعتبر الاتحاد الأوروبي والهند من بين أفضل الدول في هذا المجال، وفقا للخبير الإسبانى ، ى لخافيير فرنانديز أباريسيو. وأشار إلى أنه "يمكن للاتحاد الأوروبي، الذي تراجع حضوره في أمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة، أن يستغل هذا الوضع لعكس المسار، على الرغم من تنافسه مع بلدان أخرى. ويسلط تحليل معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الضوء على أن الهند تتمتع بموقع جيد لأنها تشترك في العديد من المنتديات الدولية مع البرازيل، وخاصة مجموعة البريكس ومجموعة العشرين. وعلاوة على ذلك، تواجه الهند منافسة جيوسياسية مع الصين، وهو ما يرضي الولايات المتحدة، وبالتالي القوى الإقليمية في أمريكا اللاتينية، التي ترى أوجه تشابه مع محاولاتها للتخفيف من قوة جارتها الشمالية.

الصين توجه طلابها نحو التعليم المهني لملء شواغر المصانع
الصين توجه طلابها نحو التعليم المهني لملء شواغر المصانع

أرقام

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • أرقام

الصين توجه طلابها نحو التعليم المهني لملء شواغر المصانع

يتخرج كل صيف ملايين الشباب الصينيين من شبكة واسعة من الجامعات المحلية التي تقدّم برامج تعليمية تمتد لأربع سنوات. لكن في السنوات الأخيرة، بات كثير من هؤلاء الخريجين يواجهون صعوبات في العثور على وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم، ما دفع بعضهم للعمل في مجالات مثل توصيل الطلبات أو البث المباشر عبر الإنترنت، بل إن بعضهم عاد للعيش مع ذويهم الذين يدفعون لهم مقابل أداء أعمال منزلية، وكأنما تحولت البنوّة إلى "وظيفة". في المقابل، لا تزال ملايين الوظائف شاغرة في قطاعات حيوية مثل التصنيع، وتقنية المعلومات، والرعاية الصحية، في ظلّ نقص في الكفاءات المؤهلة. وقال دان وانغ، مدير مكتب مجموعة "أوراسيا" في الصين: "يمكن أتمتة الوظائف التصنيعية البسيطة، لكن هناك نقصاً حاداً في العمال المهرة القادرين على برمجة الأكواد أو تشغيل الآلات". نقص في العمالة المهنية الماهرة أمام هذا الاختلال في سوق العمل، يدعو مسؤولون صينيون، في مقدمتهم الرئيس شي جين بينغ، الشباب إلى إعادة النظر في المسار الأكاديمي التقليدي، والاتجاه بدلاً من ذلك إلى الكليات المهنية التي تستغرق الدراسة فيها ثلاث سنوات، ويكتسب خلالها الطلاب مهارات عملية تؤهلهم للعمل في مجالات مثل تشغيل الآلات، والهندسة الروبوتية، والتمريض، إضافة إلى مجموعة واسعة من الوظائف الفنية الأخرى. وتزداد حاجة شي إلى قوى عاملة ماهرة قادرة على تشغيل المصانع، في وقت يتنامى فيه الاستياء الشعبي مع ارتفاع معدل بطالة الشباب إلى واحد من كل ستة، بحسب الإحصاءات الأخيرة. ووفقاً لموقع التوظيف "جاوبين" (Zhaopin)، لم يحصل سوى 45% من خريجي الجامعات في عام 2024 على عروض عمل بحلول أبريل، وهو الموعد الذي تنتهي فيه عادة حملات التوظيف الجامعية. في المقابل، بلغت نسبة التوظيف بين خريجي الكليات المهنية 57%، إذ ترتبط هذه المؤسسات غالباً بشراكات مع شركات تتيح برامج تدريب وفرص توظيف مباشرة. ويرى كالفن لام، المحلل في "بانثيون ماكرو ايكونوميكس" (Pantheon Macroeconomics) أن "هناك فجوة هيكلية بين سوق العمل والنظام التعليمي... والخريجون الجدد لا يرغبون في العودة إلى المصانع". وصمة اجتماعية يخضع طلاب الصف التاسع في الصين لامتحان حاسم يحدد مسارهم التعليمي، إما أكاديمي يُهيّئ لاختبارات القبول الجامعي، أو مهني يُركّز على التدريب العملي تمهيداً للالتحاق بالكليات المهنية. وفي إطار مساعيها لتعزيز مكانة التعليم المهني، شددت الحكومة الصينية قبل ثلاث سنوات على ضرورة تحقيق تكافؤ الفرص بين المسارين من حيث استكمال التعليم والحصول على الوظائف. غير أن الواقع لا يزال مختلفاً، إذ تشترط العديد من الشركات امتلاك شهادة جامعية لشغل المناصب الرفيعة، ما يعزز التفاوت بين المسارين. وتضم الجامعات الصينية نحو 20 مليون طالب موزعين على 1300 جامعة، في حين يبلغ عدد الطلاب في الكليات المهنية نحو 17 مليوناً، يدرسون في أكثر من 1500 مؤسسة. وتسعى بكين إلى توسيع شبكة الكليات المهنية، وجعلها "رائدة عالمياً" بحلول عام 2035. من حيث التكلفة، لا يختلف المساران كثيراً، إذ تبلغ الرسوم السنوية في المدارس الحكومية حوالي 6000 يوان (ما يعادل 827 دولاراً)، فيما يدفع الطلاب عادةً ضعف هذا المبلغ أو أكثر في المؤسسات التعليمية الخاصة. ورغم ذلك، ما يزال إقناع الأسر بإرسال أبنائهم إلى الكليات المهنية أمراً صعباً، في ظل الصورة النمطية التي تُصوّر التعليم المهني على أنه خيار من لم يحققوا درجات عالية. على امتداد آلاف السنين، كان الهدف من التعليم في الصين هو اجتياز الامتحان الإمبراطوري للظفر بوظيفة في الخدمة المدنية. أما اليوم، فيمضي الطلاب الطامحون للالتحاق بالجامعات سنواتهم في المرحلة الثانوية استعداداً لاجتياز اختبار "غاوكاو" (gaokao)، وهو امتحان قبول جامعي مرهق يمتد لعدة أيام. ويُتاح للطلاب أصحاب الدرجات المرتفعة دخول أبرز الجامعات في البلاد، في حين يتجه أصحاب المعدلات الأدنى إلى جامعات أقل تصنيفاً أو إلى الكليات المهنية. تفضيل الشهادات الجامعية تبرز أيضاً قضية الفروقات في الدخل، إذ بلغ متوسط الدخل الشهري لحاملي شهادة البكالوريوس بعد ثلاث سنوات من التخرج نحو 10,168 يوان (ما يعادل 1400 دولار أميركي) في عام 2023، أي أعلى بنحو الثلث مقارنةً بدخل خريجي الكليات المهنية، بحسب بيانات شركة "مايكوس" (Mycos) الاستشارية المتخصصة في التعليم. وقال لي روييوان، مدير مدرسة "هاندان لينغتشوانغ" (Handan Lingchuang) الثانوية المهنية في مقاطعة خيبي شمال الصين: "يعتقد معظم الأهل أن المدرسة الجيدة هي التي تجبر الطلاب على الاستيقاظ في السادسة صباحاً والدراسة حتى الحادية عشرة ليلاً. وعندما أخبرهم أنه يمكن للطلاب اللعب في المدرسة أو ممارسة هواياتهم، يشعرون بالقلق". الرئيس شي جين بينغ، الذي أشرف خلال التسعينات على مدرسة مهنية أثناء توليه منصب أمين الحزب في مدينة فوجو، يُشيد بالتعليم المهني في محاولة لاستقطاب مزيد من الطلاب إلى هذا المسار. إذ يصف الحرفيين بأنهم "ركيزة" الأمة، ويؤكد على أهمية رفع مكانة المدارس المهنية وتعزيز جاذبيتها. ومع ذلك، فإن تغيير النظرة المجتمعية تجاه هذا النوع من التعليم لا يزال بطيئاً. ففي عام 2021، اقترحت الحكومة دمج بعض المؤسسات الربحية التي تمنح شهادات بكالوريوس مع مدارس مهنية، ما أثار موجة احتجاجات بين طلاب الجامعات. وفي إحدى الجامعات بمدينة نانجينغ، احتجز طلاب غاضبون عميد الجامعة لمدة 30 ساعة، خشية أن يؤدي الدمج إلى التقليل من قيمة شهاداتهم، قبل أن تتدخل الشرطة وتضع حداً للحادثة. بعض الاستثناءات رغم التحديات، نجحت بعض المدارس المهنية في ترسيخ مكانة مرموقة على مستوى البلاد، تضاهي مكانة أبرز الجامعات التي تقدم برامج أكاديمية تمتد لأربع سنوات. من بين هذه المؤسسات، تبرز جامعة شنجن التقنية الواقعة شمال الحدود مع هونغ كونغ، والتي يُشار إليها غالباً بلقب "تسنغهوا الصغيرة"، في إشارة إلى جامعة "تسنغهوا" العريقة التي تخرّج منها عدد من كبار قادة الصين، بمن فيهم الرئيس شي جين بينغ. ويُعزى جزء من نجاح جامعة شنجن التقنية إلى علاقاتها الوثيقة مع شركات محلية كبرى مثل "هواوي تكنولوجيز"، إضافة إلى سمعتها في دعم ريادة الأعمال بين طلابها، ما جذب حتى أولئك القادرين على الالتحاق بأعرق الجامعات الصينية. زوي تشين، وهي طالبة في الجامعة، قالت إنها تعيد النظر في خططها للحصول على درجة الماجستير، مضيفة: "الطلاب هنا يؤسسون الشركات، والأساتذة ينفذون مشاريع بحثية خاصة بهم. أدركت أنني لا أحتاج إلى شهادة متقدمة لتحقيق نوع الحياة التي أطمح إليها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store