أحدث الأخبار مع #إبراهيمخليل

الدستور
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
النقد الحداثي في رفيف الأقحوانة لناصر شبانة
إبراهيم خليل في العام 2009 أصدر الدكتور ناصر شبانة كتابا بعنوان الرؤى المكبلة، أي المقيدة، وهو عنوان يذكرنا بكتاب الدكتور شكري عياد (الرؤيا المقيدة) الذي يتناول فيه مشكلات عدة منها التفسير الحضاري للأدب. غير أن ناصرا- وهو شاعر قبل أن يكون ناقدًا- أراد في هذا الكتاب القول إن الشاعر، أو الشعراء الذين يرتهنون شعريا للمناسبات وللمواقف التي تساندها مواقع سياسية في هذه السلطة، أو تلك، إنما يحكمون على رؤاهم الشعرية بعدم التحرر، والانفلات من القيود، فهم في هذه الحال لا يرون الأشياء رؤية جيدة؛ لأن رؤاهم في الأساس مقيدة، مكبلة، لا طليقة، ولا حرة. وآلى المؤلف في» الرؤى المكبلة» على نفسه إلا الترفع عما يسميه نصا تقليديا أو اتباعيا فهو نصير النص الحداثي. ولهذا غمط عبد المنعم الرفاعي(1917- 1985)- وهو شاعرٌ معروفٌ له ديوانٌ ضخمٌ بعنوان «المسافر» - غمطه حقه على الرغم من أن شعره حظي باهتمام عدد من الدارسين، فوصفَ شعره بالاعتماد على المناسبات، وبأن قيمته الأدبية، والفنية، تقوم أساسًا على موقعه السياسي الذي يدفع ببعض الدارسين لتقريظ شعره من هذا الباب، لا من باب النقد الموضوعي، النزيه، المتحرّر من الميل، البعيد عن الهوى. وفي كتابه الجديد « رفيف الأقحوانة « يذكّرُنا الناقد بقيس بن الملوح، وما أصابه من جنون عندما أضحت ليلى زوجةً حصانًا رَزانًا على ذمّة رجل آخر، فقال يخاطبه عن بُعد، معبرًا عن ذلك الشغف المسكون بالغَيْرة: بربّكَ هل ضمَمْتَ إليك ليلى قبيلَ الصبح أم قبَّلْتَ فــــاها وهلْ رفَّتْ عليكَ قرونُ ليلى رفيفَ الأُقحْــــوانةِ في صِباها فمن عجز البيت الثاني اقتبس الناقد هذا العنوان، لكنه – من جهة أخرى- يفصح عن انّ المؤلف لن يستخدم في كتابه النقدي الذي وَقَفَهُ على نقد الشعر دون النثر، ضاربًا الصفح عن مذهب أبي هلال العسكري في الصناعتين، فلديه صناعة واحدةٌ هي الشعر، لا غير، بل سيستخدم بدلا منها لغة الشعر. وهو يقول في مقدمته للكتاب: إنه يتابع الشعر في الأردن منذ خمسين عامًا، وأن في كتابه هذا تقسيما استخرجه من هذه المتابعة. ففي الشعر الأردني من التيارات أربعة لا تزيدُ، ولا تنقُص. الأول منها تيارٌ هو الذي يشبه شعره شعر صاحبنا عبد المنعم الرفاعي(1917- 1985). والثاني الذي يشبه شعره شعر عبد الرحيم عمر(1929- 1993) في ديوانه أغنيات للصمت 1962 فهو على عهدة المؤلف رائد هذا الشعر أردنيا، فيما يرى غيره عرارًا(1899- 1949) رائدا أقدم وأسبق من عبد الرحيم، ويرى آخرون فدوى طوقان(1917- 2003) رائدة سبقت للتفعيلة في ديوانيها وجدتها 1957 وأعطنا حبا 1961. والتيار الثالث يصفه بتيار قصيدة النثر، مع ما في هذه التسمية الشائعة من تناقض؛ إذ تعرَّفُ القصيدة بإضافتها للنثر، ومن طبيعة المضاف أن يكون شيئًا مما يختصّ به المضاف إليه، فقولنا «ساعة فرح «يعني أنها تختلف عن غيرها بالفرح وخلوها من الحزن والأسى أو الشجن، وعليه فإن القول قصيدة نثر يعني أنها قصيدة تختلف عن غيرها بأنها نثر، وليستْ شعرًا . وهذا شيءٌ لا يهتم به الناقد الفاضل، ولا يزعجه. فهو يتجاوز ذلك لتيار رابع لم يجد له اسْمًا يميزه، فهو اتجاهٌ يقف شعراؤه على مسافة واحدة من التيارات الثلاثة المذكورة. فشعراءُ هذا النفر لا فرق لديهم إن كانت القصيدة نثرًا، أم موزونة مقفّاةً، أم من شعر التفعيلة الذي سمَّته نازك الملائكة(1923- 2007) حرًا، وخالفها في ذلك كثيرون.. وقد يجمع الشاعر منهم بين هذه التيارات في القصيدة الواحدة. وأيا ما يكن الأمر، فإن ما استوقفني في مقدمة الدكتور ناصر تأكيده أن الساحة ملأى بالأدعياء الذين يزعمون أنهم شعراء، وأنهم يجدون ترحيبًا لدى محرّري الملاحق الثقافية، وأرضا خصبة، حرة، وميدانا طليقا لينشروا فيهما ما يُسيء، لا للشعر وحده، ولكنهم يسيئون للغة العربية أيضا؛ لأصواتها وحروفها ونحوها وصرفها وأدبها وثقافتها، ومن المؤسف أن الكتاب الموسوم برفيف الأقحوانة لم يقلْ لنا إلا القليل عن هؤلاء المتطفلين من باب التأدب، والنبل، الذي يتصف به المؤلف. فيقتصر على تناول دواوين، أو تجارب لعدد من الشعراء، اختارهم اختيارًا عشوائيا. ففي الكتاب عدَدٌ من المقالات، والبحوث، التي لم يوضح لنا فيها على أي أساس أو معيار جرى اختيارها. فهو يجمع بين شاعر كبير، ومخضرم، كمحمد القيسي، مع آخرين لا يسوغ وضعهم معه في قرَن. لا من حيث المنزلة الأدبية، والشعرية، ولا من حيث الجيل، إذا سلمنا بمعيار المجايَلَة الذي لا نرى فيه المعيار الدقيق. فبعض الذين جمعه معهم ما زالوا على الرغم من الكثير الذي كتبوه، ونشروه، والجوائز التي حصدوها، يُعدّون في نظر البصير بالشعر مبتدئين، وناشئين. وهو إلى ذلك يجمع بين شاعر كيوسف عبد العزيز، وبعض من لم يُسمع بهم أو بشعرهم. ولسنا نتفق مع الناقد الفاضل في أن» كله عند العرب صابون «، أو أن «البيض لكي ينفق في سوق البقالة علينا أن نضعه في سلة واحدة». فالديوان الذي شُغل به، وبنقده طويلا، واختار له موضوع انثيال اللغة الشعرية ذو عنوان يثير مشكلة لغوية. فالنص (هذا أنا المجنون قال) عنوان غير سليم، فالفعل (قال) يحتل ها هنا موقع الاسم، لا الفعل. فالمعتاد أن يقال هذا أنا المجنون فلان. جوابا عن سؤال افتراضي: من أنت؟ أو من الطارق؟ وإذا زعم أن الفعل (قال) أسند للمجنون في (هذا أنا المجنون) وجب أن يضيف لسداد الثغرة، واستقامة النظم: الاسم الموصول الذي، فيكون العنوان في هذه الحال: هذا أنا المجنون الذي قال. وقد مر الناقد الفاضل عن هذا العنوان، ومنعه تأدبه، وحياؤه، من الإشارة لهذا. وثمة عنوان آخر، والمؤلف مهووس بالعناوين: موتى بلا سقوف. وهو عنوان يحاكي فيه الشاعر عنوان مسرحية لسارتر (موتى بلا قبور) فالسقوفُ من الأشياء التي يحتاج إليها الأحياء والموتى، أما ما يحتاج إليه الموتى فهو القبور. وكان على المؤلف الفاضل أن يتساءل، كونه معنيا بالعناوين، لماذا استبدل الشاعر السقوف بالقبور؟ واللافت أن المؤلف يبدي في كتابه هذا عنايته القصوى بالعتبات. ففي ص 31 يتوقف طويلا إزاء العنوان: هذا أنا المجنون. وفي ص 36 يذكر لنا عتبة أخرى من كتاب المراثي.ثم يقفوها بذكر ثلاث عتبات أخرى ص38 ويذكر ص 65 أن مفاتيح القراءة لأحد الدواوين تتلخص في سؤال العتبات. وفي ص 92 نكتشف أن للعنوان – وهو لدى بعضهم عتبة- عند المؤلف إيقاع. وفي ص 104 يتحدث عن إقفال العتبة مؤكدا أن للعتبة المقفلة رأيا في النص، وبعد ذلك مباشرة يتحدث طويلا عن العتبات فمنها: العنوان، ثم العتبة الاستهلالية، ثم قفل التعاريف، ثم قفل اللغة المشفرة، وقفل الثنائيات. وهذا كله عتباتٌ في عتبات. مع أن الأعراف السائدة في حياتنا اليومية، وفي ثقافتنا هي أنّ العتبة الجزء غير المهم في المنزل، والجميع يدوسون العتبة بلا رحمة. ويقال في الأمثال: (لنا العتبة ولكم صدر البيت) للدلالة على الترحيب الدافئ بالأضياف. وينظر للمنتظرين على الاعتاب بصفتهم أذلاءَ، مهانين، غير مُرَحَّبٍ بهم: قومٌ إذا حضر الملوك َ وفودُهمْ نُتِفَتْ شواربُهم عل الأعتابِ وفي روايةٍ على الأبوابِ. بمعنى أنهم يُتركون للانتظار طويلا، ولا يرحب بهم كغيرهم من الكرام والسادة. ورب سائل يسأل: لمَ تستهين، أو تستخف بمن يعتنى بالعتبات فتعد كثرة حديثه عنها من باب الفضول، والتزيُّد غير المقبول؟ جوابا عن هذا التساؤل المهم، نقول: إن في كل نص شعري، أو نثري، قضيَّةَ ما هي التي تحفز المبدع للتعبير، والدارس ينبغي له أن يهتم بها، ويعطيها الأولوية على غيرها، ثم لا بد من الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة التي تعبر عن هذه القضية سواء أكانت هذه القضية تعجبُنا، وتروق لنا، أم لا. وشيءٌ آخر هو: علينا ألا نسلم بصحة الرأي الذي يقول إن العنوان ينمُّ على فحوى القصيدة، أو القصة، أو الرواية. والأدلة على هذا أكثر من أن تحصر أو تحصى. فالشعر العربي قديما لم تكن فيه عنوانات ولا عتبات. فلو كان العنوان شرطا لازما لفَهْم النص لوجب أن يُقال: إن الشعر العربي القديم كله، لا جُله، غيرمفهوم، لأنه بلا عنوانات، وبلا عتبات. علاوة على هذا فإن بعض القصص والروايات والقصائد قد يكون عنوانها اسْما لا يفضي للقارئ بما يضيءُ آفاق النص. مثلا رواية زينب، أو أنا كارنينا، أو مدام بوفاري، فهي عنوانات لا توحي بمضمون لرواية، أو القصة. وفي الكتاب أشار المؤلف لقصيدة عنوانها المتنبي. وهذا عنوان يصلح ان يكون عنوانا لكتاب علمي، تاريخي، أو سيرة، لا لقصيدة. زيادة على هذا يعمد بعض المؤلفين قصدًا لاختيار عناوين غامضة كالأحاجي، مما يضع القارئ، والدارس الباحث، في دائرة الحيرة. فالشاعر مؤلف هذا الكتاب نشر ديوانا بعنوان « شُقوق التراب» وهو عنوان يشبه اللغز، ولا يتضح مرماه إلا إذا قرئ الديوان. فكيف ندّعى للعنوان، وللعتبات، فضل التيسير، والانتقال السلس من الباب إلى فضاءِ البَهْو. وقد استنفدت العتباتُ من جهد المؤلف الكثير للأسف، وهي قد لا تستحق مثل هذا العناء، ولا هذا الذي قيل مِرارًا وتِكرارًا. فالزمخشري (538هـ) وهو أحد نحاة العربية، وصاحب كتاب المفصل في النحو، الذي شرحه ابن يعيش في 10 أجزاء، صنف كتابا في اللغة سماه « أساس البلاغة «. ومن يقرأ العنوان يظنه كتابا في المعاني والبيان والبديع. بيد أنه معجم لألفاظ اللغة، وليست له علاقة بهاتيك العلوم التي هي علوم البلاغة لدى السكاكي(626هـ)، والخطيب القزويني(739هـ) صاحب « الإيضاح «. ولكنه اختارَ هذا العنوان من باب أنّ من أراد أن يكون فصيحا بليغا عليه أولا أن يعرف ألفاظ العربية، وما يدل كل لفظ منها على المعنى إن كان على وجه الحقيقة أم المجاز. وكانَ الفرنسي جيرار جانيت Gennette قد صنَّف كتابا موسوما بعنوان العتبات – لاتراس La trace - ترجمه للعربية الصديق الجزائري عبد الحق بلعابد. وقد اطلعتُ على هذا الكتاب منذ زمن، فوجدته كتابا رديئا لكثرة اهتمامه بالقشور على حِسابِ اللّباب. وترجمته للعربية كترجمة كتاب باشلار(1884- 1962) «جماليات المكان» فالترجمتان أفسدتا عقول الكثير من كتابنا، ونقّادنا، وطلابنا، فقد وجدنا بيننا من يتخصص تخصصا دقيقا في دراسة العناوين، وآخرين في دراسة العَتَبات، وقوما آخرين في دراسة المكان، بل عرفنا من كتاب الرواية من يظن أن روايته لكيْ تحظى بالقبول، وتفوز بإحدى الجوائز، عليه أن يطيل في وصف الأمكنة، ويقحمها في مروياته بمناسبة أو بلا مناسبة، كي يأتي ناقدٌ ساذج فيطيل في الثناء على الرواية لوفرة ما فيها من الأوصاف المفتعلة غير الضرورية التي يضفيها على المكان ظانا أنه أحد الفطاحل(ولا مؤاخدة). ووجدنا فيما بيننا من يعدون الأطاريح الجامعية، التي يفترض فيها أن تكون مشروعًا معرفيًا لا ضربا من مَضْغ الكلام و(طق الحنك) عن المكان، أو عن العتبات، مما يحوجنا للتذكير بما عناه المتنبي في عجز البيت: أغاية الدين أنْ تحْفوا شواربَكُْمْ يا أمةً ضحِكَت من جهْلِها الأمَمُ ومن باب التأدّب الجمّ، وهو فضيلة يحسد عليها المؤلف، يعتذر اعتذارًا شديدًا لأن بعض الشعراء، أو من يعدون في الشعراء، على رأي القائل (وفؤادي من الملوك وإنْ كان لساني يُعدُّ في الشعراء) لم يقف إزاء دواوينهم، ولم يحتف بتجاربهم، في هذا الكتاب، معترفا باحتمال أن يكون ذلك تقصيرا منه، واعدا بالكتابة عنهم في كتابه القادم. ومع هذا الاعتذار اللطيف، والاعتراف الظريف، أظن ظنا غير آثم أن المؤلف لن ينجو من انتقادهم القاسي، وغضبهم العارم، على وَفْق مضمون الآية 58 من سورة التوبة (ومنهم من يلمِزُكَ بالصدقات، فإذا أعطوا منها رَضوْا، وإذا لم يُعْطوْا إذا هم يَسْخطون) ولله در المؤلف ما أكثر أدبه في هذا الكتاب، وكرمه على الشعراء الأصحاب منهم والأحباب، ذلك الكرم الذي يتجلى في تشجيعه المفرط، فها هو يقول عن بعضهم: إنه يقف في الصف الأول من الشعراء المعاصرين،وتجربته الشعرية لا مثيل لها(ص20) ويقول عن آخر نجح ففي تأثيث أركان القصيدة بجماليات البيان (ص75) ويقول عن ثالث في شعره فلسفة تجلو شخصية الشاعر طفلا ثم يثقل كاهل القارئ بالفوضى النفسية والإرباك اللاشعوري (ص66). وفي موضع آخر يعجب من قدرة الشاعر وتفوقه، فهو في موقع عاشقٌ وفي موقع آخر مقاوم (ص62) وهذا تنقلٌ ينم عنده على براعةٍ، وتفوق، مع أن العشق لا يمنع من أن يكون العاشق مقاومًا أو مقاتلا. صفوة القول أن الكتاب « رفيف الأقحوانة» كتابٌ يفصح عن خطوة جديدة يخطوها الصديق الشاعر ناصر شبانة على طريق النقد الأدبي الجاد، والمتابع، لما ينشرُ، ويذاع من شعر، بصرف النظر عن الاتجاه الذي يمثله، سواء أكان من شعر الشطرين، أم مما يسمى قصيدة النثر، أم الشعر الذي يُعرف بالشعر الحرّ، فالغاية من هذا النقد هي التفريق بين الغثّ والسمين، وتمييز الركيك منه عن القوي المتين.


بوابة ماسبيرو
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة ماسبيرو
إبراهيم خليل: كبار نجوم الغناء ساهموا بأعمالهم في الاحتفال بعيد العمال
قال الكاتب والمؤرخ إبراهيم خليل إن العامل هو أساس النمو والتنمية في أي دولة لأن كل المشروعات التنموية تقوم أساسا على جهد العامل وكل شخص مشارك بالمشروع، ولذلك فإن أي شخص يساهم بجهده في أي عمل لابد أن يحتفل بعيد العمال الذي ألقت الدراما المصرية الضوء على أهميته في السمو بالمجتمع، كما أنتج التليفزيون المصري مجموعة من الأغاني التي تحث على العمل منها "مليون سلام" لعبد العزيز محمود و"عمال بلدنا" و"الجنود عمال" التي غناها كورال للدلالة على أن العمل وضروري للجميع، لافتًا إلى إن مصر سبقت الاحتفال بعيد العمال قبل العالم بأكمله، كما حث الدين الإسلامي وكافة الأديان السماوية على قيمة وأهمية العمل في الارتقاء بالنفس والمجتمع. وأضاف خليل في حديثه ل برنامج (مصر جميلة) إلى أن أوبريت "حكاية شعب" من أهم الأعمال الفنية في هذا الإطار حيث تم تصويره بشكل مشوق ومبهر بداية من ملابس العمال والكلمات وغناء الفنان عبد الحليم حافظ رغم أنها تم تصويرها خلال 24 ساعة فقط واستطاع عبد الحليم أن يعبر من خلالها قصة السد العالي وإصرار الزعيم جمال عبد الناصر على إنشائه رغم محاولات تعطيله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك قدم المطرب عبد اللطيف التلباني أغنية "من فوق برج الجزيرة" من تأليف الصحفي حيرم الغمراوي وألحان محمد الموجي، كما قدم ماهر العطار أغنية "ياما زقزق القمري" من تأليف الشاعر سيد حجاب وتلحين الموسيقار إبراهيم رجب الذي قام بتلحين مجموعة من الأغاني الوطنية مثل "تعيشي يا بلدي" و"يا بيوت السويس" وغيرها من الأعمال التي شكلت وجدان الجماهير. وأشار إلى أن محرم فؤاد قدم أغنية "الهمة يا عمال" أثناء تشييد السد العالي، وقدمت الفنانة شريفة فاضل أغنية "يا حلاوة الإيد الشغالة" وهو ما يؤكد أن الفن رسالة تشكل الوجدان الإنساني وتدعم الوطن في كفاحه كما تعلي من قيمة وجمال العمل وتساهم في إبرازه بالصورة اللائقة، كذلك دعمت الفنانة أم كلثوم الوطن بالمجهود والغناء حيث زارت عدد من الدول العربية الشقيقة لإقامة الحفلات ودعم المجهود الحربي، كما قدمت أغنية "قوم بإيمان" لتضميد جراح المصريين بعد نكسة 1967 وحثهم على مواصلة الكفاح، وقدمت الفنانة ليلى مراد أغنية "دور يا موتور" عام 1952 وهي نماذج تؤكد دور الفن في التحفيز على العمل لرفعة الوطن. يُعرض برنامج (مصر جميلة) على شاشة القناة الثانية، تقديم مروة مجدي ومدير التحرير همت سراج، وإخراج نرمين عبد المجيد.


البوابة
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- البوابة
تعليم الفيوم تعقد لقاءً تثقيفيًا للمعلمين حول برنامج "لائق للحياة ومخاطر إدمان الإنترنت"
نظمت مديرية التربية والتعليم بالفيوم - وحدة التواصل ودعم المعلمين لقاء تثقيفي للمعلمين حول برنامج لائق للحياة، بحضور، الدكتور خالد خلف قبيصي وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، والدكتور إبراهيم خليل مسئول إدارة التدريب بالمديرية، وحنان بركات مدير وحدة التواصل ودعم المعلمين بالمديرية، ومايسة حسنى، وعدد كبير من المعلمين والأخصائيين. عرض دكتور خالد قبيصي محاضرة للمعلمين حول برنامج "لائق للحياة بمسرح مدرسة الفيوم الثانوية التجارية للبنات، مشيراً إلى أن وضع برنامج متوازن ولائق للحياة يساعد في تحسين الصحة النفسية والجسدية، ويعزز السعادة والإنتاجية. أشار وكيل الوزارة إلى عدد من الخطوات لبرنامج حياتي شامل ما هو نمط الحياة اللائق قد يكون للعيش في نمط حياة لائق معاني مختلفة اعتماداً على منظور الشخص، ومع ذلك، فإن المفهوم العام لنمط الحياة اللائق يدور حول العيش بطريقة محترمة وأخلاقية ومرضية، حيث يتعلق بتبني المظهر والسلوك الخارجي الذي يعكس احترام الذات واحترام الآخرين، ويشمل جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقات الشخصية والاستقرار المالي والصحة البدنية والعقلية والمسؤولية الاجتماعية. كما أشار وكيل الوزارة على ضرورة تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية لضمان بيئة عمل صحية ومثمرة العلاقات الشخصية الحفاظ على علاقات صحية مع العائلة والأصدقاء والآخرين المهمين أمر ضروري للعيش في نمط حياة لائق. إنه ينطوي على معاملة الآخرين بلطف والاحترام والتعاطف. وهذا يعني أيضاً أن تكون صادقاً ومفتوحاً في التواصل والاستماع بنشاط، وحل النزاعات بطريقة بناءة. على سبيل المثال، قد يعني نمط الحياة اللائق عدم الانخراط في سلوكيات سامة مثل القيل والقال أو الكذب أو التلاعب بالآخرين. الاستقرار المالي يشمل نمط الحياة اللائق أن تكون مسؤولاً عن المال والعيش ضمن وسائل الفرد، وتوفير للمستقبل. وهذا يعني تجنب الديون غير الضرورية، وخلق ميزانية، والتخطيط للنفقات غير المتوقعة. يسمح الاستقرار المالي أيضاً بحرية متابعة الهوايات والمصالح أو السفر أو رد الجميل للمجتمع. النوم والاسترخاء - الالتزام بروتين نوم ثابت يساعد على تحسين نوعية النوم، وتخصيص وقت يومي للاسترخاء لتقليل التوتر البدني. النظام الغذائي الصحي - التركيز على تناول الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه والخضروات، و تقليل السكريات والدهون غير الصحية. النشاط البدني المنتظم - تضمين التمارين اليومية مثل المشي أو تمارين القوة لتحسين اللياقة العامة.، بالإضافة إلى الأنشطة الجماعية مثل اليوغا أو الرياضات الترفيهية تحسن الصحة البدنية والاجتماعية. الصحة البدنية والعقلية إن العيش بأسلوب حياة لائق ينطوي على رعاية الصحة البدنية والعقلية. ويشمل تناول نظام غذائي متوازن والحصول على ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على ما يكفي من النوم. وهذا يعني أيضاً الانخراط في أنشطة الرعاية الذاتية، مثل التأمل أو اليوغا أو العلاج، الإدارة الإجهاد والحفاظ على الرفاه العقلي. وينطوي نمط الحياة اللائق على المسؤولية الاجتماعية والمساهمة في الصالح الأكبر. وهذا يعني أن تكون على دراية بالبيئة والعناية بالتطوع والعودة للمجتمع. وهذا يعني أيضاً أن تكون على دراية بقضايا العدالة الاجتماعية والدفاع عنها، مثل المساواة في الحقوق والمعاملة العادلة والشمولية. المسؤولية الاجتماعية. إن العيش بأسلوب حياة لائق يعني تبني طريقة للحياة محترمة وأخلاقية ومرضية، حيث إنه ينطوي على معاملة الآخرين بلطف واحترام، والمسؤولية عن المال، ورعاية الصحة البدنية والعقلية، والمساهمة في الصالح الأكبر. من خلال العيش بأسلوب حياة لائق، يمكن للأفراد أن يخلقوا تأثيراً إيجابياً على حياتهم الشخصية والعالم من حولهم. مخاطر إدمان الإنترنت فى كلمتها ذكرت الأستاذة مايسة حسنى - معلمة لغة عربية، مخاطر إدمان الإنترنت حيث أكدت على أن الأشخاص المدمنون للإنترنت يظهر لهم انخفاضًا في التواصل الفعلي مع الآخرين، مما يؤدي إلى ضعف العلاقات الاجتماعية وفقدان الاتصال بالعائلة والأصدقاء. ويؤدى إدمان الإنترنت إلى مشاكل صحية جسدية، وضعف الأداء الأكاديمي أو المهني، حيث يؤثر إدمان الإنترنت على الأداء الدراسي أو الوظيفي بسبب التشتت المستمر وعدم القدرة على التركيز. طرق العلاج والوقاية من إدمان الإنترنت الاعتراف بالمشكلة : أول خطوة نحو العلاج هي الاعتراف بأن الشخص يعاني من مشكلة إدمان الإنترنت وأنه بحاجة إلى تغييرات في نمط حياته. تحديد وقت محدد لاستخدام الإنترنت : وضع حدود زمنية لاستخدام الإنترنت يوميًا يمكن أن يساعد في التحكم في الوقت الذي يقضيه الشخص على الإنترنت. الأنشطة البديلة : ممارسة الأنشطة الاجتماعية والرياضية والفنية يمكن أن تُعيد التوازن لحياة الشخص وتقلل من حاجته المستمرة لاستخدام الإنترنت. العلاج النفسي : في بعض الحالات، قد يحتاج الشخص إلى استشارة مختص في الصحة النفسية لتحديد الأسباب الكامنة وراء إدمانه ولتقديم العلاج المناسب. الانخراط في الأنشطة الاجتماعية : تشجيع الشخص على التفاعل مع العائلة والأصدقاء والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية الحية بدلاً من التفاعل عبر الإنترنت. inbound2624384649796000263


البلاد البحرينية
٠٣-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- البلاد البحرينية
بالصور: شركة إبراهيم خليل كانو تقيم مبادرة رمضانية لدعم الأسر المتعففة
: استمراراً في خدمة المجتمع، أطلقت شركة إبراهيم خليل كانو مبادرتها السنوية في تجهيز السلال الرمضانية لدعم الأسر المتعففة في جميع محافظات مملكة البحرين. وتأتي هذه المبادرة ضمن التزام الشركة المستمر بمسؤوليتها الاجتماعية، حيث تواصل دورها في دعم المجتمع عبر التعاون مع الجهات المعنية لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر احتياجاً من كبار السن، والأرامل، والمطلقات، وغيرهم. وبهذه المناسبة الكريمة، تتقدم شركة إبراهيم خليل كانو بأحر التهاني وأطيب التمنيات للجميع بحلول شهر رمضان المبارك، سائلة الله عز وجل أن يعيده علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.

الدستور
٢٠-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
يوسف بكّار في حَفْرياتِه.. تختلِفُ القراءاتُ باخْتِلافِ النَقَدَة
إبراهيم خليل في كتابه حفريات في تراثنا النقدي يواصل الدكتور يوسف بكار تتبعه للأنظار النقدية العربية القديمة من زاوية المقابلة والموازنة والمحاذاة. ممهدا لهذا بالحديث الشيق عن مصطلح «القراءة « فهو مصطلح – في رأيه – وإن كان جديدا شاع في أواخر القرن الماضي، إلا أنه من حيث المدلول والوظيفة مصطلح قديم، فالقدماء كانوا بدورهم يقدمون ما يجوز وصفه بالقراءة الجديدة، والمتعددة، للمتن الواحد، أو البيت، أو المجموعة من الأبيات. ويختلفون اختلافا شديدا، أو يسيرا، في تأويلاتهم، وتقويمهم لما في الشعر، والنثر من حسن النظم، أو ما يعرض لهم فيه من ركاكة، ومعاظلة، أو خروج سافر، أو شبه سافر، عن حدود المنطق. وفي هذا المقام لا مندوحة لنا من الإشارة لحقيقة لم يشأ المؤلف إثارتها، والتنبيه عليها، وهي تعدد الشروح للنص، أو المتن الواحد، فلا يخفى على متابع أن عدد شروح المعلقات يربو على سبعة عشر شرحًا، وهذه الشروح إذا قوبل بعضها ببعضها الآخر تبين لكل ذي عقل أن فيها اختلافات في التفسير، وتباينات في الفهم والتأويل، وفروقا في تحديد الدلالات، وتشخيص المعاني(1). علاوةً على المعلقات نجد شروحا بمثل هذا العدد للمختارات؛ من مفضليات وأصمعيات وحماسات، عدا عن الشروح المتعددة للدواوين، فمن يقرأ شرح أبي العلاء المعري لديوان أبي الطيب المتنبي سيجد فيه الكثير الجم من الاختلاف عن شرح ابن جني الموسوم بالفَسْر، أو في شروح غيرهما من معاصريهما، والمتأخرين. وهذا كله، لا بعضه، يؤكد الرأي الذي يذهب إليه د. يوسف بكار في كتابه القيم هذا. فالقراءة الجديدة، والقراءات المتعددة للأثر الأدبي الواحد، ليست شيئا جديدا يتيه به المحدثون، ويتباهون، بل هو شيء قديم قِدَم الأدب نفسه. فبيت حسان بن ثابت الذي سبّب خلافا بين الشاعر والنابغة الذبياني في عكاظ، وهو الذي يقول فيه: لنا الجفناتُ الغرُّ يلمَعْنَ في الضحى وأسيافُنا يقطرْنَ من نَجْدةٍ دما تداوله النَقَدةُ، والشراح، واختلفوا فيه، وفي مرماه، وتباينوا في تقدير قيمته ومعناه، وكذلك في مزيته الجمالية من حيث هو بيت في الفخر، وهو ضرب من ضروب الشعر له قِيَمُهُ، وله معاييره. فالنابغة الذي لم يستحسن البيت يزعم أن الجفنات جمع للقلة، وليس يليق بموضع الفخر بالكرم اعتماد هذا الجمع، فلو قال (الجفان) لكان في ذلك دليلٌ أصحُّ على الكرم والبذل والعطاء. واعترض على كلمة أسياف للسبب ذاته، ولو قال الشاعر سيوفنا بدلا منها لكان أقرب إلى الفخر، وأدلَّ على كثرة الفرسان. وهذه هي قراءة النابغة، الذي هو من هو في الشعر، والمحاكمة النقدية، وقد أنكر بعضهم هذه الرواية جملة، لأن مصطلحات جمع القلة، والكثرة، لم تكن معروفة، ولا متداولة في زمن النابغة، وحسان. وهي من صناعة النحاة كالخليل، وسيبويه، وهذا ينم على حقيقة خفيت على كثيرين، وهي أن الرواية مختلقة بلا ريب. وممن توقف عند هذا البيت، وقرأه قراءة أخرى قدامة بن جعفر، وهو مَنْ هو في البلاغة واللغة والنقد، وكتابه «نقد الشعر» من المتون النقدية التي لا تخفى قيمتها إلا على الجهلة بالنقد العربي وتاريخه. فقد رأى في قول حسان (الجفنات الغُرّ) ما لم يره النابغة ولا غيره ممن شايعوه، فالجفنات ذكرت في كتاب سيبويه على أنها للتكثير، والغرّ، أي: المشهورة، وليس البيض لونًا. ولا ريب عنده في أن لحسان خيارًا آخر أنسب لو ذكر الدُجى، عوضا عن الضحى، وقد فضَّل يقطرْنَ على يجرين؛ لأن المعروف عن السيف الذي يُفتخر به هو مشهد الدم الذي يقطُرُ منه، ولذلك قال الآخر: ولسنا على أعقابنا تُدْمى كلومُنا ولكن على أقدامِنا تقْطرُ الدِما فقدامة - على وَفْق هذه القراءة - يراعي ثلاثة أشياء: جمالية الملفوظ الشعري، و ما هو طبيعي وشائع لدى المجتمع في هذا الموقف الذي هو موقفُ فخر، و الالتزام بحدود المنطق. فتفضيله الدجى على الضحى تفضيلٌ يقوم على أن الجفنات إذا كانت تلمع في الضحى، فهذا اللمعان لا يلفت النظر، ولا مزيّة فيه، وإنما اللافت أن تلمع في الدجى، لا في رابعة النهار. وكان د. بكار قد حقَّق، ونشر، ديوان الشاعر زياد الأعجم، و استوقفه بيت يصف فيه كلب أعرابيٍّ مضياف اعتاد الترحيب بالطارئين ليلا، أو نهارًا، على حين غرة: يكادُ إذا ما أبْصَرَ الضيف مُقبلا يكلِّمُه من حبّه، وهو أعجـــــمُ ولهذا البيت رواية أخرى بذكر (تَراهُ) بدلا من (يكاد). والبيت متنازع في نسبته بين زياد الأعجم، وابن هرمة، وهذا ليس موضوعنا، ولا موضوع المؤلف، ولكن موضوعنا - ها هنا - هو ما القراءات المتعددة لهذا البيت، وكيف أوضحت كل قراءةٍ ما فيه من حسْن التأتّي، وقوَّة الاستعارة؟ وأول من استوقفه هذا البيت منتقدًا قدامة بن جعفر، فقد اعترض على الشاعر اعتراضا معياره المنطق، إذ نسب للكلب الكلام، ثم وصفه بالأعجم. وهذا تناقضٌ كوصفك الشيء بالساكن أي بالمتحرك. وقد رد على هذا الاعتراض النقدي الشريف المرتضي، زاعما أن القائل لم يقصد الكلام الذي ينطق به الإنسان، وإنما قصد به المعنى العام، وهو الحركات – أي كلام الجسد ولغته- التي يومئ بها الذيلُ إيماءً يشبه الكلام الملفوظ عند الإنسان. وقد أعْجِبَ المرزوقي بهذا التخريج، ووجد فيه قراءة تذكره بما يقوله عنترة: فازورّ من وَقْع القنا بِلَبانهِ وشكا إليّ بعَبرةٍ وتحَمْحُمِ وهذا لو كان في بيت زياد الأعجم لأرضى قدامة، فهو أقربُ إلى المنطق الذي لا يُتطلَّبُ في الشعر. ويرى د. بكار أن الذي يخالف المنطق هو قدامة، لا الشاعر، فالشعر لا يُقرأ في ضوء البدائه الرياضية، أو الهندسية، فقدامة نفسُه لا ينفي عن الشعر مبدأ الكذب ( أعذب الشعر أكذبه) تارة، والغلوّ تارة أخرى، فأين هذا من المنطق الذي يريده؟! وأما ابنُ سنان الخفاجي (466هـ ) صاحب «سر الفصاحة» فردّ في قراءته للبيت على قدامة، مؤكدا أن الأعجم ليس الأخْرس، الذي انعدمت لديه القدرة على النطق، وإنما هو الذي لا قدرة لديه على الإفصاح، وإنْ تكلم، لقوله تعالى في الآية 103 من سورة النحل (لسان الذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسان عربيٌ مبين) بيد أنّ ابن سنان - وإن كان بلاغيا - إلا أن ما خفي عليه - ها هنا - هو الاستعارة في كلمة (يكلمه) وما فيها من التشخيص، وهي لا تقتصر على المعنى وحده، بل ما فيها من التصوير الجمالي. أما حازم القرطاجني صاحب منهاج البلغاء (684هـ) فقد عرض لما سبق من قراءات للبيت، وما فيه وفيها من التقصير، ومن سوء الاحتراس، في قوله (وهو أعجم) وقد اجتهد اجتهاده، ففسَّر مراد الشاعر بيكلمه تفسيرًا مجازيا. يتفق من حيث المبدأ مع قراءة الشريف المرتضي. إذ يقول: لم يعنِ بالكلام اللفظ، وإنما عنى به إشارة من لا يستطيع النطق. ولهذا فهو مع الرواية التي تؤكد ابتداءَه بيكادُ لا بتراهُ. وهذا التحليل - في رأينا - ليس ببعيد عن الدقة، لأن (يكادُ) من أفعال المقاربة، وبهذا ينفي أنه أراد النطق، حكمًا، ويعزو وضوح المعنى، واستبانة هذا المرمى، للمخاطَب، تاركا هامشا كبيرًا للفهم، والتأويل. فبقوله (يكادُ) احتراسٌ يضاف لاحتراسه في (وهو أعجم). وتفسير حازم هذا يورد قراءته هذه مَوْاردَ التخييل، والمحاكاة، وذلك مما لا ينكره قدامه في الكثير الجمّ من آرائه، وموقفه في ذلك كموقف القرطاجني، وغيره، من قول المثقِّب العبدي الذي ينسب للناقة كلامًا من باب التمثيل، والاستعارة، التي تتأبّى على المنطق: تقول إذا درأتُ لها وضيني أهـذا ديـنُـُه أبــدًا وديني أكلَّ الدهر حِـــلٌ وارْتِحــالٌ أما يُبْقي عليّ ومـا يقيني عمود الشعر: وقد لفتَ نظرنا في هذا الكتاب القيِّم، واستأثر باهتمامنا، الفصل الموسوم بعنوان (أصولُ عمود الشعر) وسبب هذا الاهتمام اللافت للنظر شيوع الخطأ القائم على تصنيف الشعر العربي الحديث، وقسمته على نوعين، هما: حرّ وعمودي. فيقول لك القائل قصيدة « تنويمة الجياع» للجواهري قصيدة عمودية، أما قصيدة أنشودة السياب للمطر فحرَّة. وهذا تصنيفٌ خاطئٌ شاع شيوعا كبيرًا يذكرنا بالمثل القديم:» اتسع الخرق على الراقع «. وقد عرفت واحدا من حملة الدكتواره في العربية، ومن الملقبين بلقب أستاذ، أي: (بروفسور) يرتكب هذا الخطأ أمامي كثيرًا، وأوضحتُ له ما هو التصنيف الصحيح، وأن عمود الشعر لا شأن له بهذا، فظلَّ على دأبه يصنف كل ما هو موزون مقفى على بحور الخليل شعرًا عموديًا، على الرغم من أن بعضه لا يلتزم فيه شعراؤه بأيّ قاعدة من قواعد هذا العمود السبع، الذي هو موضوع الفصل الذي عُني فيه الدكتور بكار بجلاء اللبس، وإزالة ما علق به من الخلط والطَمْس. فعمود الشعر لفظ استُخدم للمرة الأولى في الموازنة بين الطائيين للأمدي، وإن كان البحتري الشاعر هو أول من استخدمه في إشارة لمذهب العرب القدماء في شعرهم، وهو مذهبٌ لا يتسق مع مذهب المحدثين أمثال بشار وأبي نواس وأبي تمام من المحدثين. وقد شاع خطأً أن صاحب هذه الفكرة هو المرزوقي في مقدمة شرحه لحماسة أبي تمام. والصحيح الذي لا مِرْية فيه، ولا جدال، أن المرزوقي هذا ألمَّ بجلّ ما جاء عند السابقين من قواعد، وأصول، جمعها، وبوَّبها في نسق يشبه نظرية لنقد الشعر، تقوم على قواعد سبع، أولاها شرف المعنى وصحته. أيْ أن يكون من أحسن المعاني تداولا في موضوعه، فثمة معان تحسُن في الغزل، ولا تحسن في المدح، أو الفخر، وصحة المعنى أي ألا يتضمن في جزءٌ منه ما يناقض الجزء الآخر، كقول الشاعر: تلذّ له المروءة وهي تؤذي ومن يعشقْ يلذّ له الغرامُ فإنّ لفظة تؤذي نقضت ما سبق. فهذا ينفي عن البيت صحّة المعنى. ومن قواعده جزالة اللفظ واستقامته، والبيت المذكور حجّة على هذا، فالجزالة فيه متوافرة، لكن البيت لا يستقيم فيه النظم ما دام العشق، ولذة الغرام، لا صلة لهما بما في صدر البيت من حيث أن المروءة تلذ، وتؤذي. لذا خرج هذا البيت في عجزه عن شرط الاستقامة، أو التناسب، مع أن الشطر الثاني يمكن أن يُعد تذييلا جاريًا مجرى المثل. أما الإصابة في الوصف، فتعد قاعدة نسبية، ولا تحتاج لشواهد عليها، ومن قواعده أيضا المقاربة في التشبيه، أي أن يكون المشبه والمشبه به متقاربين، وكل منهما يليق بالآخر، فمن التشبيهات التي لا يستقيم فيها هذا قول أحدهم: ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها شمس الضحى وأبو إسحق والقمر فقد اعترض أكثرُهم على هذا التشبيه، لأن الشمس والقمر تشرق بهما الدنيا، فأين أبو إسحق من ذلك؟ فأركان التشبيه ها هنا لا ينسحب عليها، ولا يتسق، مبدأ ملاءمة المشبه للمشبه به، أو العكس. ولا مقاربة المستعار منه للمستعار له. والقاعدة السادسة الأخرى هي ائتلاف اللفظ وتلاحمه على متخير من لذيذ الوزن. ويحسن بهذه القاعدة أن تكون اثنتين في رأينا، لأن التئام ألفاظ القصيدة شيء والوزن شيء آخر. فالأثر الذي يسفر عنه التئام النظم هو تفاعل المتلقي بالمحتوى، في حين أن لذيذ الوزن يسفر عن الطرب، وعن الإحساس بالنشوة الناتجة عن الموسيقى، لا عن ائتلاف النظم والتحام أجزائه. وهذه القاعدة وقف منها القدماء وقفة صارمة، إذ أُخذ على غير شاعر جمْعُه لأشياء في البيت لا تتفق، ولا تنسجم، كقول أبي تمام: لا والذي هو عالمٌ أن النوى صبرٌ، وأن أبا الحسين كريمُ (2) فلا شيء يجمع بين النوى وأبي الحسين الممدوح. وهذا من الأصول التي ما تزالُ من المعايير التي تنم على الجودة، فإذا خلا منها النصُّ خلوًّا لافتا دلَّ على فساده. أما القاعدة السابعة والأخيرة فهي مشاكلة اللفظ للمعنى، وشدة اقتضائها للقافية. ومنهم من عد المشاكلة ائتلاف اللفظ والمعنى، ومنهم من أشار لإئتلاف اللفظ والوزن. وأيا ما يكن الأمر، فإن الدكتور يوسف بكار عنّى نفسه كثيرًا بجمع هذه القواعد، والأصول، من مظانها المتعدِّدة. فعاد بنا إلى طبقات ابن سلام الجمحي، فالبيان والتبيين، وإلى الحيوان، فبرهان ابن وهب، فإلى عيار ابن طباطبا العلوي، ونقد الشعر لقدامة بن جعفر، فوساطة القاضي عبد العزيز الجرجاني، فحلية المحاضرة للحاتمي، وكتاب التشبيهات. ولغيرهم من قدماء الناقدين، ومتأخريهم، كإحسان عباس، وبدوي طبانة، ومحمد زغلول سلام، وزكي نجيب محمود، وأحمد بدوي. وفي ذلك من العناء الشيء الكثير الذي يُشكر له شكرا موصولا، ويحمد له حمدا كبيرا. بيد أن مفهوم عمود الشعر الذي تكلم عليه المرزوقي، وغيره، لا يستحق منا كل هذا العناء، ولا هاتيك المشقة. فقواعدهُ، وأصوله، لا تشكل - في رأينا- مادة نظرية تصلح لتطبيقها في نقد الشعر؛ قديمه وجديده. فما الذي يفهم - على سبيل المثال - من شرف المعنى. فوصف المعنى بالشريف، أو الوضيع، وصف غامضٌ، مبهم، فما قد يكون شريفا في موضع قد يكون وضيعًا في غيره، وما هو شريف عند قارئ، يجوز أن يكون بعيدًا عن الشرف لدى قارئ آخر. علاوةً على أن تركيزهم على المقاربة في التشبيه تارَةً، وملاءمة المستعار منه للمستعار له تارةً، قواعد يصعب القبول بها، والامتثال لها، لأنَّ من الشعر شعرًا يبهر المتلقي مع أنه لا يستقيم مع هذه القاعدة، أو مع القاعدتين، بكلمة أدق، فهذا أبو تمام يخاطب المعتصم: بَصَرْتَ بالراحةِ الكُبْرى فلم تَرَها تُنالُ إلا على جسْر منَ التَعَبِ فقد استعار الجسر، وهو مما لا يلائم، ولا يناسب المشبه، وهو التعب. لكن الصورة جاءت في غاية الجمال، والسحر، والألق. وهذا يَنْسحب على الكثير جدا من شعر المولدين، مما دعا للقول بأن هذه القاعدة أعاقت الشعر لزمن غير طويل عن ارتياد آفاق مبتكرة من المجاز الشعري؛ فهي كالقيد الذي يَحُدُّ من حرية الطليق فتجعله أسيرًا كالسجين. كذلك قولهم «على متخير من لذيذ الوزن «: قول لا معنى له في رأينا، لأنه يقوم على تصوُّر افتراضي غير صحيح، وهو الفصل بين القصيدة، ووزنها، فكأنَّ الشاعر يؤلف القصيدة أولا، ثم يختار لها وزنا لذيذا، وهذا ضرْبٌ خاطئٌ من الظن. صفوة القول هي أنَّ هذا الكتاب يعيد النظر في غير قليل من القضايا اللائذة التي غفل عنها الباحثون، ولم يتنبه لها النقدةُ إلا النُدْرة منهم، والدكتور يوسف هو أحد هؤلاء النُدْرة. *** 1.انظر الشطي، سليمان، المعلقات في عيون العصور، ط1، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون،2011 ص ص 41- 69 2.أبو تمام، حبيب بن أوس، ديوان أبي تمام بشرح التبريزي،ط1، القاهرة، دار المعارف، جـ 3 ص 290 وانظر تعليق عبد القاهر الجرجاني عليه في دلائل الإعجاز، ضبطه وعلق على حواشيه: رشيد رضا، ط1، بيروت: دار المعرفة 1981 ص 173 .