أحدث الأخبار مع #إبراهيمنصرإبراهيم


الأسبوع
منذ 13 ساعات
- سياسة
- الأسبوع
كل أسبوع.. ورطة الهلالي «3»
إبراهيم نصر إبراهيم نصر حديث وابصة بن معبد الجُهَنِيِّ أنه أتى رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلَم فقال: يا رسول اللَّهِ، علمني البِر والإِثم. فقال: «يَا وَابِصَةُ، اسْتَفْتِ نَفْسَكَ - قالها ثلاث مرات - الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْقَلْبُ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ». هذا الحديث استند إليه الدكتور سعد الهلالي في الترويج لقاعدة «استفت قلبك» في محاولة لإلغاء دور علماء الدين الذين يعتبرهم أوصياء على الناس، وهو يريد أن يحررهم من هذه الوصاية، ليكون لدينا «دين شعبي» يستند إلى قناعات الشعب واختياراتهم القلبية، دون النظر إلى المستوى العلمي أو التعليمي، ودون الحاجة إلى سؤال العلماء!. في الحديث يوجه النبي صلى الله عليه وسلم وابصة بن معبد رضي الله عنه إلى أهمية الرجوع إلى ضمير الإنسان «وقلبه السليم» عند الاشتباه في أمر ما، خاصة إذا تعارضت فتوى الناس مع ما يستقر في النفس ويطمئن إليه القلب بشرط ألا يخالف نصا صريحا أو إجماعا قطعيا، أما إذا كان القلب مريضا بالهوى أو متبعا للشهوات، فلا يجوز الاعتماد على ما يمليه عليه قلبه، فالحديث لا يعني التحلل من التكاليف الشرعية، بل يعني تحري الأوثق والأحوط في الدين. وندرك هذا المعنى جيدا حين نعرف من هو وابصة؟ إنه: وابصة بن معبد الأسدي رضي الله عنه وهو صحابي جليل من السابقين إلى الإسلام، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد بعض الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على صدق إيمانه وحرصه على نصرة الإسلام، وكان رضي الله عنه من فقهاء الصحابة وعلمائهم، يُرجع إليه في بعض المسائل الشرعية، ويُعد وابصة رضي الله عنه من الصحابة الثقات الذين حملوا لنا علما غزيرا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه المشهور «استفت قلبك» يعتبر قاعدة عظيمة في التورع والرجوع إلى فطرة الإنسان السليمة، ويحمل في طياته معاني عميقة، وقد وردت أقوال عديدة للعلماء في شرحه وتوضيح المراد منه، يمكن أن نلخصها في الآتي: •تحري الحق والورع في الدين: كما بينه الإمام النووي في «شرح صحيح مسلم» عند شرح حديث مشابه حيث قال: »أنه ينبغي للمفتي والمستفتي أن يلاحظا الباطن مع الظاهر، وأن لا يكتفي بظاهر الفتوى إذا كان في باطنه خلاف ذلك». •الاستفتاء عند الشبهة: ذهب إلى هذا المعنى بعض الفقهاء والمحدثين، ونجد له أصلاً في كلام الإمام أحمد بن حنبل في مواضع متفرقة من مسائله، حيث كان يتوقف عن الفتوى في بعض المسائل المشتبهة ويقول: «هذا شيء يتردد في القلب». •الاطمئنان شرط أساسي: هذا الشرط متفق عليه بين جمهور العلماء، وقد نص عليه الإمام الغزالي في «إحياء علوم الدين» عند حديثه عن التقوى والورع، حيث قال: «ولا يصح استفتاء القلب إلا إذا كان سليما من الهوى، منورا بنور الإيمان». •التحذير من تتبع الرخص: حذر من ذلك جمهرة من العلماء، منهم الإمام الشاطبي الذي أفرد لذلك بابا في كتابه «الموافقات» وذم من يتتبع الرخص من المذاهب، وقال: «إذا صار المكلف في كل مسألة عنّت له يتّبع رخص المذاهب، وكل قول وافق فيها هواه، فقد خلع ربقة التقوى، وتمادى في متابعة الهوى». الدكتور الهلالي متورط أيضا في خداع الناس بتكرار قوله: «كل إنسان سيد»، وكأنها قاعدة أصولية أو لها أصل في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة. إن شاء الله تعالى نتحدث عن «ورطة الهلالي» في هذه القضية، إن كان في العمر بقية. [email protected]


الأسبوع
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الأسبوع
المعجزة والكرامة والإهانة
إبراهيم نصر إبراهيم نصر في الشريعة الإسلامية، هناك ثلاثة مصطلحات تستخدم للإشارة إلى الأحداث الخارقة للعادة، وهي: المعجزة، والكرامة، والإهانة. ومع ذلك، هناك فروق جوهرية بينها، فالمعجزة: هي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد نبي من أنبيائه، تأييدا لرسالته وتحديا لقومه، وتكون مصحوبة بالتحدي، أي أن النبي يتحدى قومه أن يأتوا بمثلها، والغرض منها إثبات صدق النبوة والرسالة، وهي خاصة بالأنبياء والرسل. أما الكرامة، فهي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد ولي من أوليائه الصالحين، تكريما له وإكراما، ولا تكون مصحوبة بالتحدي، ولا يدعي الولي بها النبوة، والغرض منها تثبيت الولي على الإيمان وزيادة يقينه، وهي خاصة بالأولياء. والإهانة: هي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد مدعي النبوة الكاذب، إهانة له وفضحا لكذبه، وتكون عكس ما يتمناه المدعي، أي أنها تنقلب ضده وتؤدي إلى فضحه، والغرض منها إظهار كذب المدعي وضلاله. وبشكل مبسط: المعجزة: دليل على صدق النبي، والكرامة: تكريم للولي الصالح، والإهانة: فضح للمدعي الكاذب. وعلى سبيل المثال: انشقاق القمر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة، وإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص لسيدنا عيسى عليه السلام معجزة، وناقة صالح عليه السلام التي خرجت من الصخر معجزة، وعصا موسى عليه السلام التي تحولت إلى ثعبان معجزة. ومن الكرامات: ما ورد فى قصة مريم عليها السلام عندما كانت تجد عندها رزقا في غير موسمه، وقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رأى جيشه في نهاوند وهو في المدينة، ثم قصة أصحاب الكهف. ومن أشهر نماذج الإهانة: ما حدث لمسيلمة الكذاب عندما حاول أن يشفي عينا مفقوءة، فعميت العين الأخرى، ومن الإهانة أيضا ما قد يحدث لبعض السحرة والمشعوذين من أمور خارقة، لكنها تنتهي بفضيحتهم وكشف زيفهم. السبب الرئيس لتناول هذا الموضوع هو صدور كتاب يحمل عنوان: "طوفان الأقصى معجزة العصر"، والعنوان يدل على المضمون، وبغض النظر عن المحتوى، وسبب اختيار المؤلف لهذا العنوان، فإننى لم أستطع تقبله فى ظل معرفتى لمعنى المعجزة، والفرق بينها وبين الكرامة والإهانة، ولم أر وجها لاعتبار طوفان الأقصى معجزة، إذ أن الأحداث التي وقعت فيه وما تلاها هي أحداث مركبة ومعقدة، ولا يمكن تصنيفها تحت مفهوم المعجزة أو الكرامة، وذلك لأن الأحداث تتضمن أفعالا بشرية: "عمليات عسكرية، مقاومة، ردود فعل"، والأفعال البشرية لا يمكن اعتبارها معجزات أو كرامات بشكل مباشر. وكذلك النتائج المترتبة على الأحداث متنوعة، وتشمل قليلا من الجوانب الإيجابية وكثيرا جدا من الجوانب السلبية، مما يجعل تصنيفها كمعجزة أمرا صعبا، فضلا عن أن المعجزات والكرامات هي أفعال إلهية مباشرة، بينما الأحداث الجارية هي نتيجة لتفاعل بشري وظروف تاريخية، والأحداث التى وقعت فى طوفان الأقصى وما تلاها من رد فعل وحشى، قد تحمل في طياتها جوانب مختلفة يمكن تفسيرها بشكل ديني أو سياسي أو إنساني، ومع ذلك قد يرى البعض في صمود المقاومة الفلسطينية أمام قوة عسكرية أكبر منها نوعا من التأييد الإلهي، وقد يرى البعض في معاناة المدنيين الفلسطينيين نوعا من الابتلاء أو الاختبار، ويبقى تفسير الأحداث أمرا شخصيا يعتمد على منظور كل فرد ومعتقداته. لذلك أستطيع القول: إن عملية "طوفان الأقصى" لا تندرج تحت أي من التعريفات الإسلامية للمعجزات أو الكرامات، لكنها يقينا أتت بنتائج عكس المراد منها تماما، ولابد من إجراء تحقيق موسع يكشف حقيقة ما حدث، وما ترتب على العملية غير المدروسة من عواقب تؤكد عدم تقدير الموقف، بالمخالفة الصريحة لقواعد القتال فى الشريعة الإسلامية، التى يضيق المقال عن ذكرها. [email protected]


الأسبوع
٠٤-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- الأسبوع
الأيام المعدودات تمضى سريعا
إبراهيم نصر إبراهيم نصر الأيام المعدودات تمضى بنا سريعا فى شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، فما إن بدأ رمضان حتى تجلت علينا الرحمات واستشعرنا فضل الله علينا، بالتوفيق إلى الصيام والقيام وقراءة القرآن، وسرعان ما ينقضى ثلث الرحمة من رمضان كلمح البصر، ثم نبدأ ثُلث المغفرة من الشهر الكريم، الذى تتنوع فيه العطائات والمنح من الله سبحانه وتعالى لعباده الصائمين. وإذا كان الثلث الثانى من شهر رمضان المعظم قد ارتبط بالمغفرة، كما بشرنا بذلك النبي صلوات الله وسلامه عليه حيث قال فى الحديث الشريف: " شهر رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار"، فإن رمضان كله مغفرة ولكن خص الله أوسطه بالمغفرة على سبيل زيادة المغفرة في تلك الأيام لنغتنمها قبل رحيلها، وفي عموم المغفرة في الشهر المبارك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"، وقال كذلك: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه". لذا فإن النبي الخاتم سيدنا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - قد حثنا على اغتنام الأوقات في شهر رمضان طلبا للمغفرة من الله - عز وجل - بأن نؤدى فريضة الصيام على أكمل وجه، موقنين بجزيل ثواب الله وكرمه، محتسبين الأجر عنده سبحانه، وهو الكريم الذي لا تنفد خزائنه. ودعونا من الحديث عن السنة والبدعة فى التسابق خلال هذا الشهر الكريم إلى فعل الخيرات والطاعات التى لها أصل فى دين الله وإن اختلفت هيئتها وطريقتها وأسلوبها بما يتناسب وطبيعة العصر الذى نعيشه، ما دامت لا تُدخل فى أصل العبادة ماليس فيها بزيادة أو نقصان، ومن ذلك ما يقوم به البعض قبيل أذان المغرب بإعطاء المارة وراكبى السيارات والمواصلات العامة ما يكسر به صيامه من تمر أو عصير أو زجاجة مياه، فيأتى متنطع ذات جهل ويقول: إن هذا لم يفعله الرسول ولا الصحابة ولا التابعون، وهو إن أراد أن يمحو أميته الدينية ويخرج من ظلمة جهله وسأل أهل العلم الشرعى، لأوضحوا له أن هذا الفعل له أصل فى الدين، ومن السنن الحسنة التى تملأ حياتنا ولم يكن لها سابق مثال على نفس الهيئة فى حياة النبى أو الصحابة، وإنما لها أصل فى عموم مفهوم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التى لا يدركها إلا أهل العلم والبصيرة من المتخصصين فى علوم الدين. إن قيام الليل في رمضان وإحياء لياليه بالصلاة والذكر والتسبيح والاستغفار وقراءة القرآن، وغيرها من الطاعات المستحدثة، مثل توزيع شنط وكراتين المواد الغذائية على المحتاجين، هي سبيل آخر لمغفرة الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الكريم. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغنا ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها تتنزل الرحمات على من قام فيها وأحياها تائبا من ذنبه طائعا لله، لقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه". وكذلك من أسباب حصول المغفرة في شهر رمضان، كثرة الاستغفار خاصة في الجزء الأخير من الليل، وهو وقت السحر، الذي ذكره الله تعالى في سورة الذاريات وعده من صفاتِ المتقين، فقال: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) ". وقال تعالى في سورة آل عمران: "وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ". اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال، ولا تخرجنا من شهر رمضان إلا مغفورا لنا، اللهم آمين. [email protected]