أحدث الأخبار مع #إرميا


فيتو
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- فيتو
شوقي علام: الفتوى أسهمت كثيرًا في إيجاد جسر قوي بين أبناء المجتمع الواحد
استضاف المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ندوة بعنوان «كاتب وكتاب» لمناقشة كتاب فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية السابق بعنوان «العلاقة بين المسلمين والمسيحيين... من واقع فتاوى دار الإفتاء المصرية»، في أمسية ثقافية مميزة شهدت حضورًا نوعيًا وتفاعلًا لافتًا. تأتي الندوة تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ونيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وذلك حرصًا من المركز على تعزيز لغة الحوار الفكري والثقافي بين أفراد المجتمع، ومدى أهمية هذا الحوار وتبادل الرؤى بشأن موضوعات متنوعة تهم الشعب المصري. قدم الدكتور شوقي علام خلال الندوة قراءة معمقة في كتابه الذي يتناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، مستندًا إلى فتاوى دار الإفتاء المصرية وتجربتها الثرية في ترسيخ أسس التعايش والمواطنة. شوقي علام: الفتوى أسهمت كثيرًا في إيجاد جسر قوي بين أبناء المجتمع الواحد أكد «علام»، أن الفتوى أسهمت كثيرًا في إيجاد جسر قوي بين أبناء المجتمع الواحد، مشيرًا إلي أن «التنوع» سُنة كونية، وأن الاعتقاد أمر قلبي لا يستطيع أحد أن يجبر أحدا مهما كان على أن يعتقد شيئا ما على خلاف رغبته، لأنه إذا أجبر عليه سيكون منافقًا في هذه الحالة لأنه يظهر خلاف ما في قلبه، ولا يطلع على في قلبه إلا الذي خلقه. أشاد «علام» بالتنوع الذي عاشته مصر عبر القرون وعبر العصور المختلفة، موضحًا أن من يقرأ التاريخ والأحداث يوقن أنه لا يستطيع أن يفكك هذا النسيج المجتمعي كأنه صخرة قوية تنكسر عليها كل التحديات. المركز الثقافي الأرثوذكسي يكرم الدكتور شوقي علام ويشيد بدوره التنويري وأهدي الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي،درع المركز للدكتور شوقي علام، موجهًا له الشكر على ما قدمه خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أنه رسخ خلال مسيرته صورة المفتي كعالم مجدد وقائد واعٍ بالتحديات العالمية والدولية، وتميز بعقلية مؤسسية ورؤية تجديدية جمعت بين عمق التكوين الأزهري والانفتاح على أدوار هذا العصر، فوضع دار الإفتاء في صدارة المؤسسات الدينية عالميًا. أكد الأنبا إرميا أن تعايش أفراد المجتمع معًا يهب المجتمع القوة لمواجهة التحديات والمعوقات، فعندما نكون معًا يتنوع الفكر ويتحقق التكامل وهذا ما سعى إليه د. شوقي علام في كتابه، حينما قال إن الأديان جميعًا تسعى إلى السلام وتحقيقه بشكل واضح ومباشر. أدار الندوة الكاتب الصحفي ميلاد حنا، بحضور كوكبة من أساتذة الفقه وأساتذة الجامعات وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والأدباء والمثقفين والصحفيين والكتاب، حيث أكد الحاضرون التقاءهم عند قيم التعايش المشترك، في ظل وطن واحد يحتضن الجميع بوحدته وتنوعه. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
«وفيما هو يقترب» بقلم الأنبا إرميا
بقلم الأنبا إرميا يحتفل مَسيحيو العالم الأحد القادم بـعيد أحد السعف أو عيد أحد الشعانين، حيث استقبلت الجموع السيد المسيح أثناء دخوله مدينة أورُشليم (القدس) بأغصان الشجر، وفرشوها فى الطريق لذلك دعى اليوم بأحد السعف. أما كلمة شعانين، فمن الكلمة العبرانية هو شيعه نان وتعنى يا رب خلِّص، وفى اليونانية أُوصَنّا، وقد ترددت أثناء هُتافات الجموع التى تبعت السيد المسيح إلى أورُشليم: وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِى عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ قَائِلاً لَهُمَا: اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِى أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانى بِهِمَا. وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولَا: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا. فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيى يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِى الْقَائِلِ: قُولُوا لِابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلَا كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ، وَأَتَيَا بِالْأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا. وَالْجَمْعُ الْأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِى الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِى الطَّرِيقِ. وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: أُوصَنَّا لِابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِى بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِى الْأَعَالِى! وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: مَنْ هذَا؟. ويأتى أحد السعف أحدًا أخيرًا فى الصوم الكبير، وقد سبقته آية عظيمة: إقامة السيد المسيح للعازر بعد موته بأربعة أيام. كانت أورُشليم فى تلك الأيام تحتفل بـعيد الفصح، أعظم أعياد اليهود، وفيه يعيدون لذكرى خلاصهم من العبودية فى أرض مِصر، وقد أمرهم الله أن يقيموا الاحتفال فى مدينته أورُشليم: لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَذْبَحَ الْفِصْحَ فِى أَحَدِ أَبْوَابِكَ الَّتِى يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، بَلْ فِى الْمَكَانِ الَّذِى يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ. هُنَاكَ تَذْبَحُ الْفِصْحَ مَسَاءً نَحْوَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِى مِيعَادِ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ. وكان اليهود يأتون إلى أورُشليم من كل أنحاء البلاد، قريبًا وبعيدًا، ليقدمون ما أمرت به الشريعة، فقد كان لزامًا على كل يهودى أن يحضر إلى أورُشليم للاحتفال؛ وكان القادمون قرابة مليونين ونصف المليون يهودى. ويرتبط دخول السيد المسيح إلى مدينة أورُشليم بسعف النخل وأغصان الزيتون التى تشير إلى النصرة والسلام، فقد كان الملوك المنتصرون يدخلون إلى المدن فى استقبال مهيب، والجموع تحمل سعف النخيل إشارة إلى النصرة. والشعب استقبل السيد المسيح ملكًا منتصرًا، إذ كانوا يرغبون فى استعادة الملك لإسرائيل والتخلص من الحكم والعبودية الرومانية، غير مدركين رسالة السيد المسيح الحقيقية: خلاص البشر من الخطيئة والشر وحكم الموت، ولذا لم يتمكنوا من استيعاب كلماته: مَمْلَكَتِى لَيْسَتْ مِنْ هٰذَا الْعَالَمِ. إن الانتصار الحقيقى فى الحياة هو على الشر والخطيئة والعودة إلى الله، ليكون هو الملك الحقيقى على قلب الإنسان، وهذه هى الحياة الأبدية. أما أغصان الزيتون فهى إشارة السلام، وقد ارتبطت بالسلام منذ القدم عندما أرسل نبى الله نوح حمامة ليرى هل قلت مياه الطوفان عن الأرض، فأتت إليه الحمامة وفى فمها ورقة زيتون. لقد كانت دعوة السيد المسيح دعوة دائمة إلى السلام: السلام مع الله، والسلام مع النفس، والسلام مع الآخرين، وفى دعوته إلى السلام طوب صانعيه: طُوبَى لِصَانِعِى السَّلَامِ، لِأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ، وبعد دخوله أورُشليم رثاها باكيًا من أجل إصرارها على الشر، فاقدة السلام: وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا، قَائِلاً: إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِى يَوْمِكِ هَٰذَا، مَا هُوَ لِسَلَامِكِ! وَلٰكِنِ الْآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. إن السلام فى حياتنا هو هبة من الله صانعه الحقيقى، ولا يجتمع الشر والسلام قط، إذ يقول الكتاب: لَيْسَ سَلَامٌ، قَالَ إِلهِى، لِلْأَشْرَارِ. وهكذا نتذكر فى عيد أحد السعف أن النصرة والسلام هما فقط فى الحياة الروحية الثابتة فى الله ومحبته. كل عام وجميعكم بخير. و... ومازال الحديث فى مصر الحلوة لا ينتهى! * الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى


الدستور
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
الكنيسة الكاثوليكية بشرم الشيخ تشارك في حفل الإفطار الرمضاني ضمن احتفالية "يوم الوفاء"
شاركت الكنيسة الكاثوليكية بشرم الشيخ، في حفل الإفطار الرمضاني ضمن احتفالية "يوم الوفاء"، علي هامش احتفالات الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير طابا، والعيد القومي لمحافظةجنوب سيناء. جاء ذلك بحضور الأب إرميا نشأت، نائب راعي بازيليك العذراء سيدة السلام، بشرم الشيخ، وفضيلة الشيخ د. أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والسيد اللواء د. خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، والأنبا أبوللو، أسقف جنوب سيناء للأقباط الأرثوذكس؛ والعديد من رجال الدين والدولة، والشعب. في سياق متصل، زار أمس الأنبا توماس عدلي، مطران إيبارشية الجيزة والفيوم وبني سويف للأقباط الكاثوليك، السيد المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، للتهنئة بعيد الفطر المبارك، زي بمقر ديوان عام المحافظة. رافق صاحب النيافة خلال الزيارة القمص ميلاد موسى، راعي كاتدرائية الشهيد العظيم مار جرجس، بالجيزة، ووكيل المطرانية، والأب بطرس أنور، نائب راعي الكاتدرائية، وسكرتير الأنبا توماس. وخلال الزيارة، قدم مطران إيبارشية الجيزة، والوفد المرافق له التهاني إلى سيادة المحافظ، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، كما ثمن نيافة المطران، جميع المجهودات المبذولة على كافة المستويات، لخدمة شعب المحافظة. كذلك، أشاد صاحب النيافة بجميع المشروعات الوطنية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي تخدم أبناء الوطن دون استثناء، داعيًا الله القدير أن يحفظ مصر، ورئيسها، وقيادتها، وشعبها من كل سوء، على وطننا الحبيب بالخير والرخاء والاستقرار والسلام، شاكرًا المحافظ على حفاوة الاستقبال. ومن جانبه، رحب المحافظ، بنيافة الأنبا توماس، والوفد المرافق له، معبرًا عن سعادته الكبيرة بهذه الزيارة، التي تعكس عمق العلاقات بين الإيبارشيّة، والمحافظة، وتؤكد ترابط أبناء الوطن الواحد في جميع المناسبات، كما هنأ راعي الإيبارشيّة، باقتراب حلول عيد القيامة المجيد، مشيدًا ومثمنًا الدور الفعال والرائد للإيبارشيّة، داخل المحافظة في المجالات المتنوعة، متمنيًا لها دوام الازدهار.


١٢-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
عاش حبًّا!بقلم الأنبا إرميا
بقلم الأنبا إرميا ازرع الحب فى الأرض، تصبح الأرض سماءً! انزِع الحب من الأرض تصبح الأرض قبرًا! كلمات خُطت فى ذاكرة التاريخ وحُفرت فى قلوب كل من التقى وعرَف البابا شنودة الثالث، السابع عشَر بعد المئة فى بطاركة الإسكندرية، الذى نحتفل بذكرى نياحته فى السابع عشر من مارس. لقد تميزت حياة البابا شنودة الثالث بالمحبة الفائضة إذ كان يملك قلبًا امتلأ بمحبة الله وكل إنسان. امتلكت محبة الله قلب الشاب نظير جيد حتى إنه زهد الدنيا، وامتلأ قلبه برغبة عارمة فى أن يحيا حياة مكرسة لله، فيقول فى قصيدته غريب: تَرَكْتُ مَفاتِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ أَحفَلْ بِنَادِيهَا وَرُحتُ أَجُرُّ تَرْحَالِى بَعِيدًا عَنْ مَلَاهِيهَا خَلِيَّ القَلْبِ لَا أَهْفُو لِشَيءٍ مِنْ أَمَانِيهَا نَزِيهَ السَّمْعِ لَا أُصْغِى إِلَى ضَوْضَاءِ أَهْلِيهَا أَطُوفُ هَهُنَا وَحْدِى سَعِيدًا فِى بَوَادِيهَا بِقِيثارِى وَمِزْمَارِى وَأَلْحَانٍ أُغَنِّيهَا وَسَاعَاتٍ مُقَدَّسَةٍ خَلَوتُ بِخَالِقِى فِيهَا أَسِيرُ كَأَنَنِى شَبَحٌ يَمُوجُ لمُقْلَةِ الرَّائِى غَرِيْبًا لَمْ أَجِدْ بَيْتًا نَزِيْلًا مِثْلَ آبَائِى وهكذا، امتلأ قلبه بمحبة الله، فأشع بالحب على الجميع، فيقول: لقد قررتُ أن أعيش مع الناس، وأُسعدهم ما استطعت ما دمت موجودًا بينهم؛ فنجده وهو لا يزال طالبًا بالمرحلة الثانوية يقدم المحبة إلى زملائه كافةً، يساعدهم فى تفهم كثير من الأمور، ويحل ما يقابلهم من مشكلات. وفى شبابه، خدم فى كثير من الكنائس والمجالات التطوعية الاجتماعية المتنوعة؛ فأشرف على الأطفال فى أحد الملاجئ، وقلبه المتسع يحتضنهم بالحب والاهتمام والرعاية، حتى تأثروا به كثيرًا خاصة بعد أن شعروا أنهم أمام صديق، لا مسؤول. واهتم الشاب نظير جيد بمعونة الأطفال اليتامى فى دراستهم، وبحل كل مشكلاتهم. أما محبة مِصر، فكانت دائمًا فى قلبه، وكيف لا تشغله، وهو من ردد دائمًا: مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا؟! فبعد تخرجه فى الجامعة، تطوع بالجيش، ويذكر عن تلك المرحلة: فى أيامنا، كان طلبة الجامعة مُعفَين من التجنيد، وكان من الممكن دفع بدل نقدى لمن يريد الإعفاء من الجيش، ولكننى تطوَّعت، وأنا لا أزال طالبًا فى الجامعة. كذلك أحب الجميع حتى بذل قصارى جهده فى خدمة كل أحد؛ فقال: وأذكر أننى أثناء فترة التدريب كنت مسؤولًا عن وجبات الطعام فى شهر رمضان، فكنت أبذل اهتمامًا كبيرًا بطعام السحور والإفطار، وكان الطلبة يرشحوننى دائمًا لذلك؛ لأننى كنت جادًّا فى هذا الشأن شديد الإخلاص لهم. وظل حب الوطن يسرى فى دمائه، ويحمل فى قلبه كل ما يمر بالبلاد من أحداث، مشاركًا فى قضاياه، فنراه يتقدم الجبهة العسكرية لمؤازرة أبطال الوطن فى حرب السادس من أكتوبر. ولا يُنسى له أنه شارك فى عديد من المؤتمرات التى كانت تهتم وتناقش ما يمر بالعالم العربيّ، وبخاصة القضية الفلسطينية. وحين صار أبًا وراعيًا للكنيسة، أحب وخدم كل إنسان، وبخاصة المحتاجون، فكان قداسته يضع احتياجاتهم أولى أولوياته؛ كان يرأس بنفسه أعمال لجنة البر يوم الخميس من كل أسبوع بـالقاهرة، وكل أسبوعين بـالإسكندرية. لم أذكر أننى رأيته يرد سائلًا، بل كان دائم الاهتمام وخاصة بعلاج الحالات المَرضية التى تكتُب إليه، بل كان يسأل عن كل حالة ويتابع تطوراتها من كل قلبه، تمامًا مثلما قال: أعطِ من قلبك قبل أن تعطى من جيبك. لقد عاش قلبًا نابضًا بالحب، حتى أخذ يحُث عليه: اجعل الحب الذى فيك أقوى من الإساءة التى تأتيك، مشجعًا: ليكُن الخير طبعًا فيك، وليكُن شيئًا تلقائيًّا لا يحتاج إلى جهد، مثله مثل التنفس عنـدك! وهكذا عاش حبًّا يسير بيننا، فى طريقه نحو الله، مثلما علَّم: إن وصلت إلى المحبة فقد وصلت إلى الله، لأن الله محبة، والحديث فى مصر الحلوة لا ينتهى! * الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى


١٢-٠٢-٢٠٢٥
- منوعات
«.. وعادوا بصوم» بقلم الأنبا إرميا
بقلم الأنبا إرميا تحتفل كنائس الشرق، غدًا، بـفصح يونان، الذى يسبقه صوم ثلاثة أيام، (بدأت يوم الاثنين وتنتهى اليوم)، ويُعرف باسم صوم أهل نينوى أو صوم يونان. وقصة يونان النبى هى قصة توبة شعب بأسره، عاش أفراده فى الخطيئة والرذيلة والفساد أزمنة، ولكن الله الرحيم أرسل إليهم يونان مناديًا بالتوبة، فنُخست قلوبهم من الكبير إلى الصغير، وعادوا إلى الله، صائمين متذللين، مُبدين بالغ الندم على انغماسهم فى الشر. ولتلك القصة سِفْر خاص، على أربعة إصحاحات من الكتاب، هو سِفْر يونان. وقد عرفت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ذلك الصوم، وأضافته إلى أصوامها فى القرن العاشر الميلادىّ فى عهد البابا أبرآم السريانىّ، (المعروف بـابن زرعة)، الثانى والستين فى بطاركة الكرازة المرقسية (976- 979م)، وقد رتبته الكنيسة قبل بدء الصوم الكبير بأسبوعين، فى دعوة منها إلى التوبة، التى هى طريق العودة إلى الله؛ لتذكرنا بمحبة الله ورحمته للبشر. ويونان النبىّ هو أحد أنبياء إسرائيل، (مملكة الشمال سنة 825- 784 ق. م.)، وقد عاصر عاموس النبىّ. وقد جاء فى التقليد اليهودىّ أن يونان النبىّ هو ابن الأرملة، والذى أقامه إيليا النبىّ من الموت فى مدينة صَرفَة صَيداء. وكلمة يونان أو يونا فى العبرية تعنى حمامة. ونينوى، التى وُصفت بـالمدينة العظيمة، قد بُنيت على الضفة الشرقية من نهر دجلة بالعراق على فم رافد الخسر، وكان شعبها بابلىّ الأصل يعبد الإلهة عشتاروت، وصارت عاصمة أقوى القوى العالمية، وأعظمها آنذاك، وهى الإمبراطورية الآشورية. ومع مُلك شَلْمَنْأَسَر الملك وبنائه قصره فى نينوى سنة 1270 ق. م.، عُرفت نينوى بغناها وعظمتها وجمالها، فكان ملوك الآشوريين يجلبون إليها الغنائم، ويحسبون العالم القديم كله عبدًا لها. وبعد زمان طويل من انغماس أهل نينوى فى الشرور وأناة الله تنتظرهم: صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّاى قَائِلًا: (قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا لِأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِى).. فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: (بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى)؛ وسارع كل الشعب الخاطئ بقبول مناداة (يونان)، فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ. وَنُودِىَ وَقِيلَ فِى نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ قَائِلًا: (لَا تَذُقِ النَّاسُ وَلَا الْبَهَائِمُ وَلَا الْبَقَرُ وَلَا الْغَنَمُ شَيْئًا. لَا تَرْعَ وَلَا تَشْرَبْ مَاءً. وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ، وَيَصْرُخُوا إِلَى اللهِ بِشِدَّةٍ، وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِى فِى أَيْدِيهِمْ، لَعَلَّ اللهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجِعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلَا نَهْلِكَ)؛ وهٰكذا لم تكُن توبة شعب نينوى صادرة من الأفواه، بل تابوا من كل قلوبهم، فى أعمال تذلل وانسحاق، رآها الله فقبِل توبتهم ورحمهم. وفى سِفْر يونان نرى الله الشفوق، الراعى كل خليقته، الحريص على خلاصها الأبدىّ: فَقَالَ الرَّبُّ: (أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِى لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلَا رَبَّيْتَهَا، الَّتِى بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ. أَفَلَا أُشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِى يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَىْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟). إن الله يشفق على الكل، يبعث إليهم برسائل جاذبة إلى التوبة من أجل خلاصهم، أرسل بالتوبة إلى أهل نينوى، وإلى يونان النبىّ نفسه الهارب من وجهه، وإلى ركاب السفينة الذين اجتازوا اضطراب البحر؛ ولا يزال إلى اليوم يرسل أن يتوب كل إنسان. إن قصة سِفْر يونان دعوة إلهية صالحة لكل الأزمان بتوبة الجميع قبل أن يأتى يوم الديان المخوف العادل. وكما ذكر أحد الآباء القديسين، فإن التوبة لا ترتبط بزمن، بل بحالة القلب، لا تحتاج إلى زمن طويل، بل يعوزها قلب نادم عن شروره، ساعٍ لتغيير اتجاهه، تارك خطاياه بصدق حقيقىّ، مشتاق إلى العودة لله؛ إنها رحلة العودة إلى السماء، إلى محبة الله. كل عام وجميعكم بخير وسلام. و.. ومازال الحديث عن مصر الحلوة لا ينتهى!. * الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى